اسرائيل وايران.. وحتمية المواجهة بدفع امريكي

شبكة النبأ: فيما يعدّه المحللون توجيهاً امريكياً، أخذت مؤخرا حمّى التصريحات النارية المتبادلة بين الاسرائيلين وبين الحكومة الايرانية تتصاعد يوما بعد اخر حتى اخترقت حاجز الوعيد المبطن نحو التهديد المباشر بين الجانبين الامر الذي يجعل من احتمالية نشوب الحرب بين الطرفين وبدفع امريكا، وارداً جداً في المستقبل القريب، بينما يقول العديد من المحللين في اسرائيل ان التسريب الأمريكي لأنباء عن تدريب جوي اسرائيلي على قصف محتمل للمواقع النووية الإيرانية يمثل تحركا مقصودا لزيادة الضغط على طهران لوقف نشاطها النووي الحساس.

فقد كتب الكس فيشمان مراسل الشؤون العسكرية في يديعوت احرونوت اكبر الصحف الاسرائيلية يقول "حين تفشل دبلوماسية الضغط الاقتصادي والسياسي في تحقيق نتائج يحدث تحول لدبلوماسية السفن الحربية."واضاف "في حين يبحث النظام الإيراني احدث عرض من ممثل الاتحاد الاوروبي لوقف برنامجه النووي مقابل مزايا واسعة اختار الامريكيون اضافة بعض الضغط في صورة القوة الجوية الاسرائيلية."

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لم تحددها ان اكثر من 100 طائرة اسرائيلية من طرازي اف-16 واف-15 شاركت في تدريب طويل المدى فوق البحر المتوسط هذ الشهر بدا انه تجربة لمهام حقيقية فوق إيران.

ولم تؤكد اسرائيل صحة التقرير. لكن مسؤولين قالوا ان مثل هذه التدريبات امر مألوف منذ عام 2005 على الاقل.

وكتب المعلق امير رابابورت في صحيفة معاريف الاسرائيلية اليومية ان تسريب البنتاجون كان محاولة "لردع ايران وزيادة الضغط عليها كي تتعاون" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واوضحت ايران انها لا تعتزم وقف برنامج لتخصيب اليورانيوم تقول انه يهدف لتوفير الوقود لمحطات طاقة.

وقال وزير النقل الاسرائيلي شاؤول موفاز وهو قائد سابق للجيش لصحيفة يديعوت قبل اسابيع "اذا واصلت ايران برنامجها لتطوير اسلحة نووية فسوف نهاجمها."

ولم يصل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى حد التهديد صراحة بضرب ايران ودعا الى استخدام "كل الطرق الممكنة" لوقف انشطتها النووية.

وقال تحليل في صحيفة هآارتس ان حكومة اولمرت تعتبر شن هجوم على ايران الملاذ الاخير ولن تهاجم بدون تنسيق تحركاتها اولا مع الولايات المتحدة.

وكتب يوسي ميلمان في هآارتس ان "العقوبات الدولية على ايران متغير اخر. انها تطبق ببطء."واضاف "لكن اسرائيل لم تفقد الامل بعد في ان موسكو وبكين ستغيران سياساتهما وتفرضان عقوبات اشد."

اولمرت: التهديدات لأمن اسرائيل باتت اكثر خطورة

ورأى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ان اسرائيل تواجه اليوم تهديدات "اكثر خطورة" من السابق في اشارة الى البرنامج النووي الايراني.

ونقل مكتب اولمرت عنه قوله امام قيادة الوكالة اليهودية شبه الحكومية التي تعنى بشؤون الهجرة "لست بحاجة لاقول لكم ان المخاطر والتهديدات التي قد تمس امن اسرائيل لم تتبدد بل اصبحت في بعض جوانبها اخطر مما كانت عليه في السابق". وحرص اولمرت على الاضافة "مع ذلك الجيش قوي ونعرف كيف ندافع عن انفسنا".

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) تساحي هانغبي اعتبر ان الجهود الدبلوماسية لوقف البرنامج النووي الايراني باءت حتى الان بالفشل معربا عن تشاؤمه مما قد يخبئه المستقبل.

وصرح هانغبي للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "التدابير التي اتخذها الغرب ضد البرنامج النووي الايراني باءت بالفشل" حتى الان مضيفا ان العامين المقبلين سيكونان "حاسمين". بحسب فرانس برس.

ويرفض المسؤولون الاسرائيليون التعليق على معلومات نشرتها الجمعة صحيفة "نيويورك تايمز" ومفادها ان المناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة في شرق المتوسط تشكل استعدادا لهجوم محتمل للجيش على المنشآت النووية الايرانية.

الحرس الايراني: امريكا ستواجه "مأساة" اذا ضربت ايران

وحذر الحرس الثوري الايراني الولايات المتحدة من انها ستواجه "مأساة" اذا هاجمت ايران. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن محمد حجازي وهو من كبار قادة الحرس الثوري قوله "ننصح المسؤولين الامريكيين بتوخي الحذر وعدم مواجهة مأساة اخرى."

وقال "كلمتنا الأخيرة هي انه اذا اردتم التحرك نحو ايران فاحرصوا على احضار عكازات وسيقان صناعية لانكم اذا جئتم لن تصبح لديكم أرجل تعودون بها."بحسب رويترز.

جاءت تصريحات حجازي بعد حديث في الأسواق عن ضربة عسكرية ضد مواقع نووية في البلاد. وأثارت المواجهة بين الغرب وطهران مخاوف من مواجهة عسكرية تعطل امدادات النفط.

وفي الاسبوع الماضي ذكر تقرير ان اسرائيل أجرت تدريبات على هجوم محتمل ضد المنشات النووية الايرانية.

وتقول واشنطن انها تركز على الضغوط الدبلوماسية لاحباط النشاط النووي الايراني الذي تشتبه في انه يهدف الى صناعة قنابل نووية لكنها لم تستبعد القيام بعمل عسكري اذا فشلت هذه الضغوط.

ونفى مسؤول ايراني كبير شائعات الاسواق عن هجوم اسرائيلي على أحد المنشات النووية الايرانية التي تقول طهران انها جزء من الجهود السلمية لتوليد الكهرباء.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في الاسبوع الماضي عن مسؤولين امريكيين قولهم ان اسرائيل أجرت تدريبا عسكريا كبيرا في تجربة فيما يبدو على قصف محتمل للمنشات النووية الايرانية.

ويقول كثير من المحللين ان المواقع النووية الايرانية عديدة وبعيدة ومحصنة بدرجة يتعذر على اسرائيل وحدها مهاجمتها.

وهم يقولون ان الولايات المتحدة يمكنها اطلاق قوة نيران هائلة اذا هاجمت ايران لكن طهران يمكنها ان ترد بشن هجمات على القوات الامريكية في العراق وتعطيل امدادات النفط الحيوية للاقتصاد العالمي.

كما ان رئيس البرلمان الايراني هاجم الاتحاد الاوروبي لفرضه عقوبات جديدة رغم الجهود الدبلوماسية لانهاء النزاع.

واتفق الاتحاد الاوروبي المكون من 27 دولة يوم الاثنين على فرض مجموعة جديدة من العقوبات التي تستهدف قطاع الاعمال والافراد الذين يقول الغرب ان لهم صلة ببرامج ايران النووية والصاروخية بعد عشرة ايام من تقديم قوى عالمية عرض حوافز لطهران في محاولة لحل النزاع.

إيران: ممر نقل النفط سيتعرض للخطر في حال مهاجمتنا

ونقلت صحيفة جام جم الايرانية عن الحرس الثوري الايراني قوله ان الجمهورية الاسلامية ستفرض قيودا على الشحن في ممر نقل النفط الحيوي بالخليج اذا هوجمت وحذرت الدول الاقليمية من رد انتقامي اذا شاركت في مثل هذا الهجوم.

وكانت المخاوف من تصعيد المواجهة بين الغرب وايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم من بين العوامل التي تسببت في الارتفاع الكبير في اسعار النفط. ووصل الخام الى مستوى قياسي في الاسواق الدولية اذ اقترب من 143 دولارا للبرميل يوم الجمعة الماضي.

وتزايدت التكهنات بشن هجوم محتمل على ايران بسبب طموحاتها النووية المتنازع عليها منذ أن نشر تقرير هذا الشهر يفيد بأن اسرائيل أجرت تدريبا على شن مثل هذا الهجوم. وادى ذلك الى تزايد الحديث عن الرد من جانب طهران اذا تعرضت لهجوم.

وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني لصحيفة جام جم في احد اشد التصريحات لهجة التي تصدر عن مسؤولين ايرانيين حتى الان "من الطبيعي أن تستخدم كل دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل امكانياتها وفرصها لمواجهة الخصم."

وعن الممر المائي بالخليج الذي يمر به نحو خمسي تجارة النفط العالمية اوضح جعفري "فيما يتعلق بالطريق الرئيسي لخروج موارد الطاقة فان ايران ستعمل بالتأكيد على فرض قيود على الخليج الفارسي ومضيق هرمز."

وأرسل المسؤولون الايرانيون في السابق اشارات متضاربة عما اذا كانت ايران ستستخدم النفط كسلاح في أي مواجهة. لكن عندما وجهت مثل هذه التهديدات احدثت اضطرابا في سوق الخام خوفا من تعطل امدادات كبار منتجي النفط في الخليج بأوبك.

وقال جعفري "اذا وقعت مواجهة بيننا وبين عدو من خارج المنطقة فان نطاق ( المواجهة) سيمتد بالتأكيد للموضوع النفطي."

وقال جعفري "بعد هذا التحرك (فرض ايران قيودا على الممر المائي في الخليج) فان سعر النفط سيرتفع بدرجة كبيرة جدا وهذا من بين العوامل التي تردع الاعداء."وأضاف أن أي عمل عسكري قد يكون "قادرا على تأجيل أنشطة ايران النووية ولكن من المؤكد أن هذا التأجيل سيكون لفترة قصيرة جدا."

وحذر الدول في المنطقة من السماح بأن تستغل أراضيها في أي هجوم عسكري.

وقال جعفري "اذا وقع الهجوم من ارض دولة اخرى... فان للدولة التي تعرضت للهجوم الحق في الرد على العمل العسكري للعدو في المكان الذي بدأت منه العملية."

واضاف جعفري ان القوات الامريكية "اكثر عرضة للهجوم من (القوات) الاسرائيلية" نظرا لتواجدها في المنطقة. وكان الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي قال في السابق ان ايران ستستهدف المصالح الامريكية اذا تعرضت بلاده لهجوم.

وقال جعفري "بوسع ايران ان تلحق بمختلف الوسائل الضرر بالمصالح الامريكية حتى بعيدا جدا (عن المنطقة)."

واشار جعفري الى ان حلفاء ايران في المنطقة ومن بينهم حزب الله اللبناني يمكن ان يردوا ايضا. واشار الى روابط ايران بمن يعيشون في جنوب لبنان الذي تقطنه أغلبية شيعية دون الاشارة الى جماعة بعينها.

شائعات عن هجوم على منشات نووية

ونفى مسؤول نووي ايراني كبير شائعات اقلقت الاسواق المالية عن ضربة لمواقع نووية ايرانية. وقال المسؤول لرويترز "هذه مجرد شائعات. لم يقع هجوم على منشات نووية ايرانية."

وجاء ذلك بعد تقرير تحدث عن مناورات اسرائيلية للتدريب على توجيه ضربة جوية محتملة للجمهورية الاسلامية.

وفي القدس قال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لرويترز "لسنا على علم بأي حادث من هذا القبيل في ايران."

وردا على الشائعة نفت متحدثة باسم الاسطول الخامس الامريكي في البحرين حدوث اي ضربة عسكرية امريكية ضد ايران.

وعقب الشائعة التي ترددت في الاسواق افادت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري حذر " العدو" من عواقب اي هجوم على ايران.

ايران: اسرائيل لا تملك القدرة على تهديدنا

وقال محمد علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمر صحفي "لا تملك (اسرائيل) القدرة على تهديد الجمهورية الاسلامية الإيرانية."

وكان يرد على سؤال بشأن تقرير صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الذي نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان طائرات اسرائيلية أجرت مناورات على ضربات بعيدة المدى فوق البحر المتوسط الشهر الحالي تبدو وكأنها تجربة للقيام بمهمة ضد ايران.

وتابع حسيني في تصريحات ترجمتها قناة برس التلفزيونية الفضائية الايرانية الناطقة بالانجليزية "تواجه (اسرائيل) العديد من الازمات الداخلية وتريد أن تعطيها بعدا خارجيا لتغطية أمور أخرى. أحيانا يصرحون بمثل هذه الشعارات الخاوية."

واتهم وزير الدفاع الايراني اسرائيل بشن "حرب نفسية" ولكنه أضاف أن رد طهران على أي هجوم سيكون "مدمرا".

وكان محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية التابعة للامم المتحدة قال يوم الجمعة ان أي هجوم عسكري على ايران سيحول الشرق الاوسط الى كرة من اللهب وسيدفع طهران الى اطلاق خطة سريعة عاجلة لتصنيع أسلحة نووية.

وتشك القوى الغربية أن طهران تسعى لتصنيع قنابل نووية وقالت سلوفينيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ان من المقرر أن يوافق الاتحاد الذي يضم 27 دولة يوم الاثنين على مجموعة جديدة من العقوبات ضد ايران لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم.

وكانت اسرائيل المعتقد أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وصفت برنامج ايران النووي بأنه يمثل تهديدا لوجودها.

وكان وزير النقل الاسرائيلي شاؤول موفاز قال لصحيفة اسرائيلية في وقت سابق من الشهر الحالي ان شن هجوم على ايران "لا مناص منه" على ما يبدو في ضوء الاخفاق الواضح للعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على ايران في حرمان طهران من التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في صنع قنابل.

وتقول اٍيران ان أنشطتها النووية سلمية وتهدف الى توليد الكهرباء.

أولمرت التقى سراً بالعقل المدبر لقصف المفاعل العراقي

وكشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية، النقاب عن لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الماضية في مقره في القدس بالرأس المدبر لقصف المفاعل الذري العراقي عام 1981 قبل 27 عاما.

وحسب الصحيفة ، فقد التقي أولمرت مع العميد المتقاعد في سلاح الجو ( افيام سيلع) والذي يوصف في اسرائيل بالمخطط لعملية قصف المفاعل الذري العراقي, حيث يعتبر سيلع صحاب فكرة تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود جوا.

وذكرت الصحيفة العبرية، أن لقاء أولمرت بسيلع يأتي ضمن الاستعدادات لتوجيه ضربة اسرائيلية لايران ,مشيرا الي أن أولمرت أراد الالتقاء بسيلع ليستمع منه وجها لوجه عن تقديراته لاحتمال توجيه ضربة عسكرية لايران.

وتجدر الاشارة أن سيلع يبلغ من العمر 63 عاما وكان مرشحا لرئاسة سلاح الجو الاسرائيلي ولكن بسبب تورطه في قضية الجاسوس اليهودي جونتان بولر المعتقل في الولايات المتحدة رفض قبوله لتولي المنصب.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  1/تموز/2008 - 27/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م