متى ولدت الصديقة الزهراء عليها السلام؟

حقائق حول ميلاد أم الائمة الأطهار

جاسم الحائري

لا يخفى على المطّلع الواعي أنّ البحث والتدقيق في تاريخ ولادة الشخصيات العظيمة له فوائده الجمّة، منها تشخيص أعمارهم والاطّلاع على القضايا المهمّة المرتبطة بسيرة هؤلاء الناس الذين لهم قدسيّتهم الخاصّة في التاريخ. ومن هنا فإنّ المؤرّخين والمحقّقين عادة ما كانوا يؤرّخون الولادات والوفيات ويثبتون الرأي الصحيح فيها بدقّة حتّى لا يتاح المجال لأيادي التحريف كي تلعب في الحقائق وتدسّ الغثّ مع السمين في أحداث التاريخ، الأمر الذي يؤدّي إلى ضياع الواقع وخفائه على كثير من البسطاء ممّن لا حظّ لهم في تتبّع ما رواء الكواليس.

فمن خلال معرفة تاريخ ولادة العديد من الرواة مثلاً ردّت الكثير من رواياتهم وذلك لعدم مناسبة تاريخ ولادة الراوي مع زمان صدور الحديث كأن يقال: فلان عمره في زمن رسول الله -صلّى الله عليه وآله- سنة، أو أنّه لم يولد بعد، فكيف يروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟

ميلاد المعصومين عليهم السلام

بعد هذه المقدّمة المختصرة نأتي إلى ولادة الأئمّة الهداة -عليهم السلام- الذين يمثّلون أعظم شخصية في الوجود بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله. فإنّ التأمّل في تاريخ ولاداتهم والتحقيق في الآراء المطروحة فيها تعدّ من أهمّ المسؤوليات الملقاة على كاهل المدقّقين لأنّه من خلال تثبيت تاريخ ولاداتهم ووفيّاتهم تردّ الكثير من الشبهات وتدفع العديد من المداخلات والمغالطات المثارة ضدّ المذهب الشيعي.

وحيث إنّ تاريخ ولادة الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- له دور كبير في معرفة عمرها الشريف وبالتالي الاطّلاع على مظلوميتها، فقد كرّسنا البحث حول هذا المطلب المهمّ خاصّة بعد أن اطّلعنا على بعض الأقوال الضعيفة المخالفة والتي تنصّ على أنّ ولادتها -عليها السلام- كانت قبل البعثة بخمس سنوات عندما كانت قريش تبني الكعبة.

فقد قال أبو فرج الإصفهاني في كتاب »مقاتل الطالبيّين«: كان مولد فاطمة قبل النبوّة، وقريش حينئذ تبني الكعبة، وكان تزويج عليّ بن أبي طالب إيّاها في صفر بعد مقدم رسول الله -صلّى الله عليه وآله- المدينة، وبنى بها بعد رجوعه من غزوة بدر، ولها يومئذ ثماني عشرة سنة (مقاتل الطالبيّين ص59).

وقال أبو نعيم الحافظ في كتاب »معرفة الصحابة«: إنّ فاطمة كانت أصغر بنات رسول الله سنّاً، ولدت وقريش تبني الكعبة، وكانت فيما قبل تكنى أمّ أسماء.

لماذا هذه الأقوال؟

ربما يستغرب البعض قائلاً: لماذا هذا الاهتمام الزائد من قبل مشهور الشيعة وتأكيدهم الحثيث على أنّ ولادة السيّدة الزهراء -عليها السلام- كان بعد البعثة، وما الضير إذا قلنا إنّها -عليها السلام- وُلدت قبل البعثة؟

لمثل هؤلاء نقول: إنّ القول بمثل هذه الأقوال له توابع، ومنها:

1 - ردّ جميع الروايات الغفيرة الناصّة على أنّ نطفة الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- انعقدت من ثمار الجنّة.

2 - الالتزام -والعياذ بالله- أنّ فاطمة الزهراء -عليها السلام- لم تولد على الفطرة وإنّما ولدت كسائر الناس الآخرين على العهد الجاهلي.

3 - ردّ الروايات والأقوال المؤكّدة أنّها -عليها السلام- استشهدت مظلومة وذلك في الثامنة عشرة من عمرها والقول إنّها استشهدت وعمرها الشريف 28 عاماً.

4 - أنّها -عليها السلام- تزوّجت وعمرها 18 عاماً، أي أنّها بقيت حتّى هذا العمر دون أن يتقدّم إليها أحد للزواج منها.

التحقيق في المقام

ربما كان اعتماد الذين قالوا: إنّ ميلاد الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- قبل البعثة بخمس سنوات هو على العام الذي شيّدت فيه الكعبة الشريفة بعد أن هُدمت. حيث إنّهم أخذوا بالرأي الناصّ على أنّ بناء الكعبة كان لخمس سنوات قبل البعثة.

الملفت للانتباه أنّ أصحاب هذا الرأي أخذوا المسألة وكأنّها مسلّمة وتناسوا أنّ في تاريخ بناء الكعبة نفسه هناك اختلاف وتضارب في الآراء. فبعضٌ ذهب إلى أنّ ذلك كان حينما بلغ رسول الله -صلّى الله عليه وآله- الحلم، أي بعد عام الفيل بـ 15 سنة، والبعض الآخر يقول إنّه كان بعد عام الفيل بخمس وعشرين سنة. وهناك رأي معروف أنّها بُنيت بعد عام الفيل بخمس وثلاثين سنة، أي قبل البعثة بخمس سنوات. وقد نُقل أنّه المشهور إلاّ أنّنا نقول: إنّ الأخذ برأي ولو كان مشهوراً ولكن عندما تترتّب عليه مثل هذه المحاذير فإنّ الأخذ به في غاية الإشكال، لذلك كان من المفترض على كلّ مَن قال بهذا الرأي أن ينظر إلى ما يلي:

روايات أهل البيت عليهم السلام

نقل العامّة والخاصّة أنّ نطفة الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- كانت من ثمار الجنّة، ومنها: ما عن أبي عبد الله -عليه السلام- عن آبائه -عليهم السلام- قال: »قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: »خُلق نور فاطمة -عليها السلام- قبل أن تُخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله، فليست هي إنسية؟! فقال: فاطمة حوراء إنسية. قالوا: يا نبيّ الله، وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق آدم، إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم عرضت على آدم. قالوا: يا نبيّ الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حقّة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبيّ الله فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتقديس والتهليل والتحميد، فلمّا خلق الله عزّ وجلّ آدم وأخرجني من صلبه، وأحبّ الله عزّ وجلّ أن يخرجها من صلبي، جعلها تفّاحة في الجنّة، وأتاني بها جبرئيل -عليه السلام- فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمّد، إنّ هذه التفّاحة أهداها الله عزّ وجلّ إليك من الجنّة. فأخذتها وضممتها إلى صدري، قال: يا محمّد! يقول الله جلّ جلاله: كلها. ففلقتها، فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه، فقال: يا محمّد ما لك لا تأكل؟! كلها ولا تخف! فإنّ ذلك النور للمنصور في السماء، وهي في الأرض فاطمة« (العوالم ج11، ص39 - 40).

وعن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: »كان رسول -صلّى الله عليه وآله- يكثر تقبيل فاطمة -عليها السلام- فأنكرت ذلك عائشة، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عائشة! إنّي لمّا أُسري بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، وناولني من ثمارها فأكلته، فحوّل الله ذلك ماءً في ظهري، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملتْ بفاطمة، فما قبّلتها إلاّ وجدتُ رائحة شجرة طوبى منها« (تفسير نور الثقلين ج3، ص131، ح49).

وعن الإمام الرضا -عليه السلام- قال: »قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: لمّا عُرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل -عليه السلام- فأدخلني الجنّة فناولني من رطبها فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعت خديجة، فحملتْ بفاطمة عليها السلام، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة« (بحار الأنوار ج43، ص4، ح2).

قبسات من روايات العامّة

كما أنّ روايات العامّة أكّدت -هي الأخرى- أنّ نطفة الصدّيقة فاطمة الزهراء -عليها السلام- كانت من ثمار الجنّة، ومنها: ما رواه الخطيب بإسناده عن عائشة، قالت: »قلت يا رسول الله ما لك إذا جاءت فاطمة قبّلتها حتّى تجعل لسانك في فيها كلّه كأنّك تريد أن تلعقها عسلاً؟ قال: نعم يا عائشة، إنّي لمّا أُسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنّة فناولني منها تفّاحة فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلمّا نزلت واقعت خديجة ففاطمة من تلك النطفة وهي حوراء إنسية كلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها« (تاريخ بغداد ج5، ص87).

وروى الخوارزمي بإسناده عن عائشة قالت: »كنت أرى رسول الله -صلّى الله عليه وآله- يقبّل فاطمة فقلت: يا رسول الله، إنّي أراك تفعل شيئاً ما كنتَ تفعله من قبل، فقال: يا حميراء إنّه لمّا كان ليلة أُسري بي إلى السماء أُدخلتُ الجنّة فوقفتُ على شجرة من شجر الجنّة لم أرَ في الجنّة شجرة هي أحسن حسناً ولا أبيض منه ورقة، ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي فلمّا هبطتُ إلى الأرض واقعتُ خديجة فحملتْ بفاطمة فإذا اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة فاطمة. يا حميراء، إنّ فاطمة ليست كنساء الآدميّين ولا تعتلّ كما يعتللنَ« (مقاتل الطالبيين ج1، ص63).

وعن عمر بن الخطّاب قال: »قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لمّا أنّ مات ولدي من خديجة أوحى الله إليّ أن أمسك عن خديجة وكنتُ لها عاشقاً، فسألتُ الله أن يجمع بيني وبينها فأتاني جبرئيل في شهر رمضان ليلة جمعة لأربع وعشرين ومعه طبق من رطب الجنّة فقال لي: يا محمّد كلْ هذا وواقع خديجة الليلة ففعلت فحملتْ بفاطمة فما لثمتُ فاطمة إلاّ وجدتُ ريح ذلك الرطب وهو في عترتها إلى يوم القيامة« (مقتل الحسين للخوارزمي ج1، ص68).

وروى ابن المغازلي، عن سعد بن مالك، قال: »قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ليلة أُسري بي أتاني جبرئيل بسفرجلة من الجنّة فأكلتها فواقعتُ خديجة فعلقتْ بفاطمة، فكنتُ إذا اشتقتُ إلى رائحة الجنّة، شممتُ رقبة فاطمة فأجد رائحة الجنّة« (المناقب ص360، ح407).

علماً أنّ هناك كثيراً مثل هذه الروايات التي رواها الفريقان، والتي تنصّ على أنّ نطفة الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- كانت من خالص ثمار الجنّة.

والسؤال الذي يطرح هنا هو: إذا كان ميلاد الزهراء -عليها السلام- قبل البعثة فماذا تصنعون بهذه الروايات المصرّحة بأنّ الرسول عُرج به إلى السماء، فلم يكن قبل البعثة خبر من ذلك.

من جانب آخر، لم يكن من جبرئيل ونزوله خبر قبل البعثة، والحال أنّ الرسول -صلّى الله عليه وآله- يقول -كما في الروايات-: »أدخلني جبرئيل الجنّة فناولني منها تفّاحة«، وفي رواية أخرى يقول صلّى الله عليه وآله: »أتاني جبرئيل بها -التفّاحة- فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته...«، فكيف تجمعون بين هذا التناقض يا  إخوة؟ فإمّا تطرحون كلّ هذه الروايات الكثيرة، أو تتخلّون عن القول: إنّها ولدت قبل البعثة.

علماء العامّة يصرّحون بولادتها بعد البعثة

هناك كثير من علماء العامّة ينصّون أنّ ميلاد الزهراء -عليها السلام- كان بعد البعثة، وهذا يعارض قولكم: إنّه كان قبل البعثة، ومنهم:

1 - المسعودي (في إثبات الوصية ص167).

2 - ابن الجوزي (في تذكرة الخواصّ ص320).

3 - البدخشاني (في نزل الأبرار ص131).

4 - توفيق أبو علي (في كتابه أهل البيت ص151).

5 - الدمشقي (في جواهر المطالب ص151).

6 - المسعودي (في مروج الذهب ج2، ص289).

ناهيك عن علماء الشيعة الذين اتّفقوا تقريباً على أنّ ولادتها كانت بعد البعثة، واستدلّوا على ذلك بروايات ومنها: ما عن حبيب السجستاني قال: سمعتُ أبا جعفر -عليه السلام- يقول: »وُلدت فاطمة بنت محمّد -صلّى الله عليه وآله- بعد مبعث رسول الله -صلّى الله عليه وآله- بخمس سنين، وقد توفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً« (بحار الأنوار ج43، ص9، ح13).

وعن أبي جعفر -عليه السلام- قال: »وُلدت فاطمة بعدما أظهر الله نبوّة نبيّه، وأنزل عليه الوحي بخمس سنين، وقريش تبني البيت« (كشف الغمّة ج2، ص75).

وعن أبي عبد الله قال: »وُلدت فاطمة في جمادى الآخرة يوم العشرين منه، سنة خمس وأربعين من مولد النبيّ صلّى الله عليه وآله« (البحار ج34، ص9، ح16).

وعن نصر بن عليّ الجهضمي، قال: سألت أبا الحسن الرضا -عليه السلام- عن فاطمة عليها السلام؟

قال: »وُلدتْ فاطمة بعدما أظهر الله نبوّته بخمس سنين وقريش تبني البيت« (العوالم ج11، ص48 - 49).

ومن العلماء الأعلام الذين صرّحوا بأنّ ميلاد الصدّيقة فاطمة -عليها السلام- كان بعد البعثة، هم:

1 - الكليني (في الكافي ج1، ص457 - 458).

2 - الشيخ الطوسي (في مصباح المتهجّد ص793، في أعمال جمادى الآخرة).

3 - الطبرسي (في أعلام الورى، ص147).

4 - ابن شهرآشوب (في مناقب آل أبي طالب ج3، باب مناقب فاطمة الزهراء عليها السلام، ص375).

5 - النيشابوري (في روضة الواعظين، ص143).

6 - الكفعمي (في المصباح، ص512).

7 - الأربلي (في كشف الغمّة ج1، ص449).

8 - الجزائري (في الأنوار النعمانية ج2، ص139).

9 - الشهيد الأوّل (في الدروس ج1، ص151، كتاب المزار).

10 - المجلسي (في البحار، ج34، ص14).

وغير هؤلاء كثير من فطاحل الشيعة الذين صرّحوا بأنّ ميلاد السيّدة الزهراء -عليها السلام- كان بعد البعثة.

فاطمة الزهراء أنيسة خديجة الكبرى

ممّا يدلّ أيضاً على أنّ ميلاد الصدّيقة الزهراء -عليها السلام- كان بعد البعثة هو أنّ السيّدة خديجة -عليها السلام- لمّا ناصرت الرسول -صلّى الله عليه وآله- بمالها وكلّ ما لديها هجرنها نساء قريش وقاطعنها فكانت السيّدة الزهراء -عليها السلام- تحدّثها وتجلو الهمّ والغربة عن قلبها.

فعن خديجة -سلام الله عليها- قالت: »لمّا حملتُ بفاطمة حملتُ حملاً خفيفاً وكانت تحدّثني في بطني« (ينابيع المودّة ص189).

وعن النبي -صلّى الله عليه وآله- قال: »أتاني جبرئيل بتفّاحة من الجنّة، فأكلتها، وواقعتُ خديجة، فحملتْ بفاطمة، فقالت: إنّي حملتُ حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الذي في بطني، فلمّا أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فيلينَ منها ما يلي النساء ممّن تلد، فلم يفعلنَ وقلنَ: لا نأتيكِ وقد صرتِ زوجة محمّد« (ذخائر العقبى، ص44).

وعلى هذا يتّضح أنّ الزهراء -عليها السلام- قبل أن تطلّ بمحياها المبارك على الوجود وتملأ العالم نوراً كان الرسول -صلّى الله عليه وآله- مبعوثاً وداعياً إلى ربّه حتّى آل الأمر إلى مقاطعة قريش له وأتباعه.

يبقى القول: ربّما يستشكل البعض فيقول: كيف تحمل السيّدة خديجة في السنة الخامسة بعد البعثة والحال أنّ عمرها آنذاك كان يقارب الستّين؟

لمن يذهب إلى ذلك نقول: هناك اختلاف في عمر السيّدة خديجة، وكما قال بعض المحقّقين إنّ عمرها عند ولادتها للزهراء -عليها السلام- كان ما بين 45 - 50 عاماً.

من جانت آخر حتّى لو سلّمنا أنّ عمرها كان ستّين عاماً آنذاك فيبقى احتمال حملها موجوداً، لأنّ القرشية -كما في الفقه- يستمرّ حيضها حتّى الستّين.

ومن المؤيّدات التي ذُكرت على أنّ ميلاد الصدّيقة فاطمة -عليها السلام- كان بعد البعثة هو ما رواه النسائي: أنّه لمّا خطب أبو بكر وعمر فاطمة ردّهما رسول الله -صلّى الله عليه وآله- وقال لهما: »إنّها صغيرة«، فلو كان عمرها سبع عشرة سنة أو أكثر طبق رواية قبل البعثة فلا يقال: إنّها صغيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  25/حزيران/2008 - 21/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م