الثقافة العربية: انحسار الفكر الثقافي وتطلعات لمستقبل أفضل

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في سعيهم للكشف عن مطمور حضارة وثقافة هذه الأمة، يواصل العلماء البحث والتنقيب في أحفوريات تعود إلى ما قبل التاريخ، والتي تعد أولى ما أستخدمه الانسان لصناعة الحلي، ذلك ماشهدته المغرب مؤخرا في عمليات تنقيب شاركت بها عدة دول عربية وأوربية.

وعلى صعيد آخر جائزة أبن رشد الدولية في ألمانيا تنتظر العرب الذين ستتوجهم على رأس لائحتها.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض عليكم أخبار الثقافة العربية، وآخر المطبوعات والإصدارات في دور النشر، كما تسلط الضوء على حقوق الناشر والكاتب والقيود التي توضع أمامهما:

جائزة مؤسسة ابن رشد تفتح أبوابها أمام الترشيح العربي

تخصص مؤسسة (ابن رشد للفكر الحر) في ألمانيا جائزة دورتها العاشرة هذا العام لباحث عربي تتناول أعماله أسباب تعثر النهضة العربية.

وقالت المؤسسة في بيان ان الجائزة التي تبلغ "قيمتها المعنوية" 2500 يورو وتسلم في ديسمبر كانون الاول القادم ستمنح لباحث يتقصى أسباب فشل حركة التنوير في بلاد خرج منها مفكرون وعلماء عظماء كابن رشد وابن سينا وابن خلدون قبل أن يبدأ مشروع النهضة العربية في القرن التاسع عشر.

وأضاف البيان أن مشروع التنوير أُصيب بانتكاسة فادحة أدت الى التدهور على الساحة العربية وتعميق الهوة الحضارية بين المجتمعات العربية والدول المتقدمة.

وتعتمد المؤسسة في منح جوائزها على التصويت حيث يحق لأي مثقف عربي ترشيح من يرى أن أعماله تتناسب مع عنوان الجائزة ويستمر الترشيح حتى الثامن من يونيو حزيران القادم. بحسب رويترز.

وتمول المؤسسة من قبل الاعضاء ومعظمهم من المثقفين في المهجر والعالم العربي.

ومنحت جائزة ابن رشد في دورتها الاولى عام 1999 لقناة الجزيرة الفضائية قبل أن تذهب الى ثمانية عرب هم الفلسطينيان عزمي بشارة وعصام عبد الهادي والجزائري محمد أركون والمخرج التونسي نوري بوزيد والسودانية فاطمة أحمد ابراهيم والمصريون محمود أمين العالم وصنع الله ابراهيم ونصر حامد أبو زيد.

العثور على حلي في شرق المغرب يعتقد انها الاقدم في العالم

قالت وزارة الثقافة المغربية ان فريقا من العلماء المغاربة والاجانب عثروا على مجموعة من الحلي استعملها الانسان القديم يترواح عمرها بين 84 ألف الي 85 ألف عام في مغارة بشرق المغرب من المعتقد أنها الاقدم في العالم.

وقال بيان لوزارة الثقافة ان فريقا من علماء المعهد المغربي للاثار والتراث بالتعاون مع جامعة اكسفورد البريطانية اكتشفوا داخل مستويات اركيلوجية يترواح عمرها ما بين 84 ألف سنة و85 ألف سنة، عثروا على مجموعة من الحلي بلغ عددها حوالي عشرين من الصدفيات البحرية استعملها الانسان القديم كحلي في مغارة الحمام بتافوغالت في شرق المغرب.

واضاف البيان قائلا ان الحلي تصير بذلك أكثر قدما من تلك التي تم اكتشافها منذ 2003 بنفس الموقع. بحسب رويترز.

والاكتشافات التي عثر عليها في عام 2003 وهي لحلي من الاصداف البحرية نشرتها الاكاديمة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية في 2007.

وقالت وزارة الثقافة انه بفضل الابحاث المكثفة بالموقع منذ ما يقرب من خمس سنوات تم تحديد الاطار الزمني لمختلف المستويات الاركيلوجية بالمغارة بعد اجراء مختلف التحاليل التقنية بالمغرب.. وبمختبرات بريطانيا واستراليا.

وقال علماء ان الاكتشاف الجديد سيساهم في حل الاشكالية المتعلقة بمكان وتاريخ الانسانية من طرف الانسان القديم وفي نفس الوقت التوصل الى فهم أكبر لقدراته الفكرية وتنظيمه الاجتماعي.

وكان العلماء قد عثروا على حلي استعملها الانسان القديم في مغارة بجنوب افريقيا تعود الى 75 ألف سنة كما تم العثور على حلي قديمة في فلسطين في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي لكنهم وجدوا صعوبة في تحديد تاريخها "لغياب المعطيات الكافية حول الطبقات التي وجدت بها.

انتقاد لمجلات الأطفال العربية التي تتحدث باللهجات العامية

تنتقد الروائية والباحثة المصرية نجلاء علام في دراستها حول مضمون مجلات الأطفال في العالم العربي بعض المواد المُترجمة والسيناريوهات المُصورة المصحوبة بحوارات بلهجة عامية محلية كما تحث على زيادة الفنون الأدبية لإثراء لغة الطفل.

وتقول في كتابها (تطور مجلات الأطفال في مصر والعالم العربي) ان معظم هذه المجلات تعتمد بشكل أساسي على السيناريوهات المُصورة لكن المشكلة أن معظم هذه السيناريوهات يقف عند حدود المغامرات والقصص البوليسية أو الهزلية وقَلَما نجد قيمة حقيقية داخل هذه السيناريوهات. وفي مصر نجد بعض المجلات تنشر هذه السيناريوهات مصحوبة باللهجة العامية التي لا تُثري لغة الطفل. بحسب رويترز.

كما تنتقد بعض الترجمات المُوجهة للطفل حين يقع الاختيار على سيناريو غير مناسب للطفل العربي ولا يتناسب مع قيمنا.

ويقع الكتاب في 180 صفحة متوسطة القطع وصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

والكتاب هو الجزء الثاني الذي يكمل الجزء الأول الصادر قبل نحو ثلاث سنوات وتناول نشأة مجلات الأطفال في العالم العربي وتطورها (1870-2000) حيث أثبتت الباحثة أن العالم العربي أصدر خلال 130 عاما 101 مجلة للأطفال.

وشهدت مصر عام 1870 صدور أول مجلة عربية للطفل عنوانها (روضة المدارس المصرية) باشراف رفاعة الطهطاوي (1801 -1873) وكانت نصف شهرية. أما صحيفة (المدرسة) فكانت ثاني مطبوعة مصرية للطفل وأصدرها الزعيم المصري مصطفى كامل (1874-1908) عام 1893.

ومن خلال تتبعها فنون الكتابة الأدبية في مجلات الأطفال ترصد نجلاء علام نتائج منها أن مجلة (العربي الصغير) الكويتية هي من أكثر المجلات اهتماما بنشر القصص كما تهتم بنوعيتها وتنوعها بين القصص المؤلفة والتراثية والمترجمة من الآداب العالمية. لكن نصيب الشعر "ضئيل جدا" في اهتمام المجلة.

وفي مقابل تقديم مجلة (العربي الصغير) صورة مُثلى لشخصية العربي من خلال السيناريوهات المُصورة والمصحوبة بلغة عربية فصحى تقول الكاتبة ان مجلة (علاء الدين) المصرية تنشر كثيرا من السيناريوهات باللهجة العامية التي تتراوح بين العامية الراقية والعامية المستهلكة التي تقترب من الابتذال. لم تهتم (المجلة) بغرس قيم إيجابية داخل السيناريوهات المُصورة بقدر اهتمامها بالمغامرة والابتسامة.

وتخلص الباحثة الى أن الطفل العربي يعاني نقصا شديدا في متابعة فنون الكتابة الأدبية من قصة وشعر وبالتالي يعاني من نقص شديد في تنمية خياله وإثراء لغته، حيث يؤدي الاعتماد على السيناريو المصور الى تعطيل أو "إفساد" عادة القراءة لدى الأطفال وتحد هذه القراءة السريعة العابرة من محصوله اللغوي.

تدني قيمة القراءة وتراجع الكتاب في العالم العربي

يبلغ معدل القراءة في العالم العربي ست (6) دقائق في السنة وينشر في البلدان العربية سنويا كتاب واحد لكل ربع مليون شخص حسب إحصائيات حديثة لليونسكو والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو).

وتشير نفس الإحصائيات إلى أن العالم العربي يصدر كتابين مقابل كل مئة (100) كتاب يصدر في دول أوروبا الغربية علما بان هذه الأخيرة تنشر كل سنة كتابا لكل خمسة آلاف (5000) شخص كما أن مدة القراءة في السنة تبلغ 36 ساعة في الغرب.

ويرجع الخبراء أسباب تدني إنتاج الكتاب في العالم العربي إلى عوامل اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية حسب ممثل عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، عطا الله الدين، في محاضرة ألقاها في ندوة "الكتاب وتشجيع القراءة العمومية" التي انعقدت بالجزائر العاصمة مؤخراً.

ومن أسباب ضعف إنتاج الكتب كما جاء في تدخله غياب النصوص الجيدة وتطور النشر الالكتروني وعدم اعتماد سياسة تسويق وتوزيع مناسبة وانتشار الوسائل السمعية البصرية والانترنت.

أما عن أسباب تدني قيمة القراءة لدى العرب فأرجعها الأخصائيون كما ورد في كلام، المحاضر إلى انتشار الأمية وعدم وجود خطط تنموية ثقافية وعدم مواكبة المنظومة التربوية العربية للتحولات التي يشهدها العالم وضعف القوة الشرائية وغلاء المعيشة وهي عوامل جعلت الإنسان العربي يعتبر الكتاب من الكماليات.

ولمواجهة الوضع تحدث عطا الله الدين عن ضرورة إطلاق مبادرات ملموسة ومستدامة تصب في صالح الثقافة بصفة عامة، مذكرا بتوصيات المؤتمر الدولي الحكومي للسياسات الثقافية من أجل التنمية الذي انعقد في مايو1998 باستوكهولم والتي تدعوكما قال إلى اعتماد عدة أهداف في السياسات الثقافية.

للشعر جناحين هما الموهبة والإبداع في اللغة

نظمت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري احتفالين تكريميين لخريجي دوراتها في علم العروض وتذوق الشعر ومهارات اللغة العربية، في كل من الجزائر والمغرب. وذلك بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين والدارسين الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الذي تقوم به المؤسسة في ترسيخ جذور اللغة العربية في وجدان الأجيال.

وناب عن رئيس المؤسسة في حضور احتفالية المغرب نجله أسامة عبد العزيز البابطين الذي نقل تحيات وتهنئة والده الشاعر عبد العزيز سعود البابطين للحضور معتذراً لهم عن عدم تمكنه من الحضور لارتباطات ضرورية.

وأكد أسامة البابطين في كلمة ألقاها في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في فاس أمام جمهور من الأساتذة المحاضرين في الجامعة والمثقفين والطلبة الدارسين أن هذه الدورات التي ابتدأت في الكويت عمت الآن أرجاء الوطن العربي، وكان هدفها: أن نضع أساساً راسخًا للإبداع الشعري، مضيفاً، إذا كان الشعر يحلق بجناح الموهبة، فإن الجناح الآخر الذي لابد منه هو الخبرة بعلوم اللغة، وتابع: لعل أقرب هذه العلوم إلى الشعر علم العروض.

وقال البابطين: ها نحن نرى الشباب العربي من سواحل الكويت إلى شواطئ المغرب العربي يقبلون على هذه الدورات التي ترسخ فيهم وحدة الانتماء، وتفجر فيهم كوامن الإبداع لكي يكونوا بناة المستقبل لهذه الأمة العظيمة، وحراساً لكل تطلعاتها وأمنياتها.

وشكر البابطين الجامعة العريقة التي كرست كل إمكاناتها لكي تحقق لهذه الدورات أهدافها، والمشرفين على الدورات التدريبية والمحاضرين فيها الذين لم يبخلوا بكل جهد ممكن لكي تثمر هذه الدورات أوفر الحصاد. كما قدم أسامة البابطين التهنئة للخريجين الذين وصفهم بأنهم أقبلوا على هذه الدورات بعزيمة لا تكل وبروح لا تمل.

 وقد بلغ عدد الدارسين في دورات المغرب حتى الآن (831) دارسًا ودارسة من خلال (12) دورة أقامتها المؤسسة هناك.

من جانبه ناب المنسق العام للدورات في المؤسسة عبد الجواد العبادلة عن رئيس المؤسسة في احتفالية الجزائر، والذي قال في كلمة وجهها للإعلاميين الذين تخرجوا في هذه الدورة وبلغ عددهم (72) إعلامياً: إن الإعلام سواء أكان من خلال الكلمة المكتوبة في الصحف والمجلات، أم الكلمة المنطوقة من خلال الإذاعة والتلفزيون أصبح ضيفاً مقيماً في كل بيت لا يمكن رده، وهو يتواصل مع المواطن طوال ساعات الليل والنهار، ويغطي جميع الأمكنة بعدت أم قربت، ويخاطب الناس في مختلف مستوياتهم ومشاربهم: الأمي منهم والمتعلم، الطفل والشيخ، الغني والفقير.

وأضاف ممثل البابطين موجهاً كلامه إلى الخريجين الذين اجتمعوا في مبنى الإذاعة: إن اللغة العربية تعد من أهم الروابط التي توحد العرب بلسانها، فهي التي نزل كتابنا القدسي بها والتي احتوت بين رحابها تراثنا الفكري الغني. مشيراً إلى أن من واجبنا أن نحافظ على نقاء هذه اللغة.

العربية للعلوم الإنسانية تصدر بحلتها الجديدة

صدر عدد المجلة العربية للعلوم الانسانية الجديدة الصادرة عن جامعة الكويت متضمنا موضوعات وابحاثا علمية متنوعة.

وقال رئيس تحرير المجلة الدكتور يوسف غلوم في الافتتاحية ان العلاقة بين الحرية والفكر علاقة جدلية تاريخية وان وجود الحريات يساعد على ايجاد الحوار بين الجماعات والمؤسسات المختلفة في الدولة.

ودعا غلوم الى الأخذ بمنهج الحريات لأنه أحد أسباب التغيير الايجابي والتنمية الفكرية وأن استبعاده يعني التخلف والنقص في أهم أسباب التقدم.

وشمل العدد بحوثا في العلوم الانسانية تضمنت بحثا للدكتور هلال الحجري من جامعة قابوس عن أدب الرحلات والاستشراق أنجز من خلاله هدفين الأول قدم صورا متنوعة عن الشرق وشعوبه كما جاء في رحلات المستشرقين والثاني مناقشة الجدل الاستشراقي عن الخطاب العربي بغية التوصل الى منهج ملائم لدراسة أدب الرحلات بشكل عام.

وفي دراسة مقارنة تناول المبحث الثاني تدريس الكنتربوينت المقيد بين المدرسة التقليدية لفوكس والمدرسة الحديثة لتانييف قدمها الأستاذ في كلية التربية الأساسية الدكتور عبدالله هاني المصري. بحسب كونا.

من جانبها تناولت الدكتورة فاطمة عبدالصمد دشتي من جامعة الكويت عناصر الجذب والعزوف لدى الأطفال نحو مشاهدة البرامج الخاصة بهم في التلفزيون في بحث بعنوان عناصر الجذب والعزوف عن مشاهدة برامج الأطفال التلفزيونية وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى عينة من الأطفال بدولة الكويت.

وتضمن العدد أيضا مواضيع أخرى مهمة في الثقافة والشعر ولغة الطفل وبابا لأحدث الاصدارات في تخصصات العلوم الانسانية وتقارير عن ندوة المنحى الوظيفي في اللسانيات العربية وآفاقه.

الاتحاد العام للادباء العرب يفتتح في تونس ندوة عن الترجمة

يصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب أول تقرير عن حال الحريات في العالم العربي في مجال الكتابة والابداع شارك في اعداده رؤساء ومسؤولو اتحادات وروابط وأندية الكتاب في 15 بلدا عضوا في الاتحاد الذي يتولى أمانته الكاتب المصري محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر.

وقال سلماوي بالعاصمة التونسية في افتتاح الدورة الجديدة لاجتماع الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب ان الاتحاد سن تقليدا جديدا باصدار هذا التقرير لرصد ما يتعرض له الكتاب من ممارسات تحد من حرياتهم: فبدون حرية لن يكون هناك أدب أو كتاب.

مشددا على دور العرب أنفسهم في كشف ما يراه تجاوزات قبل أن تبادر إلى ذلك منظمات حقوق الإنسان الاجنبية التي تطل علينا كاشفة ممارسات نحن أولى بالتصدي لها.

وتصاحب اجتماعات الاتحاد على مدى ثلاثة أيام ندوة علمية بعنوان (منزلة الترجمة في الثقافة العربية.. الواقع والرهانات) بمشاركة أكثر من 20 كاتبا وباحثا عربيا.

وقال سلماوي في الافتتاح ان الترجمة: قضية في غاية الاهمية للوطن العربي في هذه المرحلة حيث يتعرض لازمة تشمل تشويه صورته في الخارج اضافة إلى ما يشهده من اقتتال وتناحر في أكثر من قطر. مضيفا أن الترجمة لها الدور الابرز في حوار الثقافات.

وقال وزير الثقافة والمحافظة على التراث في تونس محمد العزيز بن عاشور في افتتاح الندوة ان على المؤسسات الثقافية العربية في هذه المرحلة دورا كبيرا في تبني حركة ترجمة شاملة: تستند إلى وعي تاريخي عميق.. الترجمة ظاهرة ملازمة للتاريخ الإنساني.. ولتاريخ الثقافات خاصة. بحسب رويترز.

وأضاف، أن للترجمة مجالا اخر في الانفتاح على الثقافات الاجنبية التي تثري الثقافة المحلية بعيدا عن التقوقع على الذات، حيث تؤكد الترجمة قيم التنوع الثقافي وتداخل الاجناس وتعايشها في اطار إنساني.

وقال صلاح الدين بوجاه رئيس اتحاد الكتاب التونسيين ان الترجمة ترمز إلى صحوة حضارية تشمل جوانب متعددة في المجالات الثقافية والاجتماعية منوها بأن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن عام 2008 عاما للترجمة.

مدبولي يعدم رواية ومسرحية لنوال السعداوي لتعرضهما للدين

اكد الناشر المصري الحاج محمد مدبولي الذي يعتبر من اهم الناشرين المصريين لوكالة فرانس برس انه امر بالتخلص من كتابين للكاتبة المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي لتعرضهما للدين.

وقال مدبولي انه: طلب من المطبعة ان تعدم الطبعة الاخيرة من كتابي نوال السعداوي وهما رواية سقوط الامام، ومسرحية الاله يقدم استقالته من اجتماع القمة.

واوضح مدبولي انه اتخذ القرار بعد ان اتصل به احد الصحافيين العاملين في صحيفة المصري اليوم، الذي انتقد في الصحيفة الكتابين. فطلبت العملين وعندما قراتهما قررت ان اتوقف عن توزيعهما وطلبت من المطبعة اعدام الطبعة الجديدة والتي يبلغ عددها 3 الاف نسخة لكل كتاب.

واوضح مدبولي: وجدت ان كتاب مسرحية الاله يقدم استقالته، يتعرض للاله وانا رجل لا احب المساس بالمشاعر الدينية خصوصا وانا احمل رسالة الحفاظ على الفكر وعلى تقديم كل ما هو جديد للقارىء العربي.

وردا على سؤال حول حرية الفكر التي ينبغي ان يراعيها الناشر اكد مدبولي انه: مع حرية الفكر الى اقصى مدى الا ان المسالة عندما تتعلق في الذات الالهية فانا اتوقف عن ذلك.

وقال: تحملت خسائر تجاوزت ال70 الف جنيه مصري (14 الف دولار تقريبا) اثر هذا القرار. بحسب فرانس برس.

ونفى مدبولي ان يكون قام باحراق الكتب. وكانت صحيفة "البديل" اليسارية المعارضة اشارت في عددها الى ان مدبولي قام باحراق الرواية والمسرحية.

من جهته اعتبر مسؤول الصفحة الثقافية في "البديل" سيد محمود انه: لا فرق بين احراق الكتب او اعدامها فهذا يشكل سلوكا غريبا جدا بالنسبة للناشر الكبير الحاج محمد مدبولي.

واضاف، ان الرجل كان طوال عمره وتجربته الناجحة على مدى خمسين عاما دقيقا في اختياره للكتب ومراعيا لحرية الفكر والتعبير وان كل الكتب الاساسية في الثقافة المصرية والعربية المثيرة للاشكال كان مصدر الحصول عليها من مكتبته.

وتخوف محمود من ان تكون هذه الخطوة تمهيدا لناشرين اخرين ليقوموا برقابات داخلية الى جانب الرقابة التي تفرضها الدولة.

وكان الكتابان اثارا الكثير من الضجة عند صدورهما في العام 2000 ما دفع مجمع البحوث الاسلامية الى تقديم اقتراحات بمصادرتهما. ووصل الامر الى اللجنة الدينية في مجلس الشعب وهي اللجنة التي يراسها عميد جامعة الازهر الاسبق عمر هاشم.

والسعداوي عرفت بمعارضتها للسلطة المصرية وهي مدافعة شرسة عن حقوق المراة. وسجنت العام 1981 لبضعة اشهر بسبب انتقادها نظام انور السادات. وهي طبيبة نفسية والفت نحو اربعين كتابا نشرت في ثلاثين لغة.

يشار الى ان مكتبة مدبولي التي بدأت النشر في العام 1958 تحتفل بيوبيلها الذهبي هذا العام بفضل جهود محمد مدبولي الذي بدأت علاقته بالنشر في مرحلة طفولته واستطاع بعد ان اصبح شابا ان يفتتح الدار ويبدأ بحركة النشر حيث كان له الفضل في نهاية الخمسينات.

وكان من اوائل الكتب التي بدأ بنشرها مسرحيات لعدد كبير من الكتاب العالميين مثل جان بول سارتر وصموئيل بيكيت وغيرهما خصوصا ان دور النشر التابعة للدولة لم تكن في ذلك الوقت تهتم بهذا النوع من الكتابات رغم نشاطها في اصدار مئات من امهات الكتب سنويا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  24/حزيران/2008 - 20/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م