منعطف ايران النووي بين حلم الإستحواذ وإحتمال الدمار

 

شبكة النبأ: في ظل التهديدات الامريكية والاسرائيلية التي توِجت مؤخرا بمناورات جوية قامت بها تل ابيب الهدف منها اجراء هجمات افتراضية على ايران، لايزال الشد والجذب بين الغرب وطهران في اكثر القضايا حساسية في الشرق الاوسط وهي قضية الملف النووي الايراني، فقد قالت الحكومة الايرانية انها ستستمر في تخصيب اليورانيوم في تحد لجهود القوى العالمية للضغط عليها لوقف مثل هذه الانشطة التي يخشى الغرب أن تؤدي الى تصنيع قنبلة نووية الامر الذي سيغير جذريا موازين القوى في المنطقة برمتها.

وكان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي سلّم طهران حزمة حوافز من القوى العالمية تتضمن مزايا اقتصادية في محاولة لاقناع ايران بوقف برنامجها النووي وقال انه يجب أن توقف ايران تخصيب اليورانيوم أثناء المفاوضات بشأن العرض.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن علي رضا شيخ عطار نائب وزير الخارجية الايراني قوله للصحفيين "قلنا مرارا ان تخصيب اليورانيوم خط أحمر وانه يجب أن نتقن هذه التكنولوجيا.. سيستمر هذا العمل."

وحزمة الحوافز التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا الشهر الماضي وسلمها سولانا لطهران عبارة عن نسخة محسنة لحزمة سابقة رفضتها ايران عام 2006. بحسب رويترز.

وحذرت القوى الغربية ايران قائلة انها ستواجه المزيد من العقوبات اذا رفضت العرض. ولم تبد ايران أي اشارة الى أنها ستغير موقفها وقالت انها ليست في عجلة من أمرها للرد على حزمة الحوافز مضيفة انها تدرس العروض.

وقال شيخ عطار "سنقدم ردنا بأسرع وقت ممكن. ولكننا لا نعلم على وجه التحديد متى سيكون ذلك."

وتمنح حزمة الحوافز ايران فرصة تطوير برنامج نووي مدني بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف الذي يعتبر أقل قابلية لتحويله باتجاه صنع القنابل مقارنة بالتكنولوجيا التي تستخدمها ايران حاليا. ويقدم العرض أيضا ضمانات ملزمة قانونا لتوفير الوقود النووي.

تضارب أوروبي حول عقوبات جديدة

وتضاربت التصريحات الأوروبية حول عقوبات جديدة صارمة ضد إيران، ففيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أن الاتحاد الأوروبي وافق على تجميد الأصول الخارجية لـ"ملي بنك" الإيراني، قال متحدث من التكتل الأوروبي أنه لم يتخذ قراراً بعد في هذا الشأن.

وأوضح ناطق باسم الخارجية البريطانية الالتباس قائلاً: "هناك خطوات تقنية يجب اتخاذها، ومن المرجح أن يدخل الفعل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة"، دون الخوض في تفاصيل التضارب الأوروبي. بحسب سي ان ان.

وقال رئيس الحكومة البريطاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش: "اليوم سنتخذ قراراً ستُجمد بمقتضاه الأرصدة الخارجية لأكبر المصارف الإيرانية، بنك ملي."

ولوح براون باستمرار تبني تدابير جديدة ضد الجمهورية الإسلامية في حال إخفاقها في طمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.

وأستطرد قائلاً في هذا الصدد:" سنبدأ اليوم مرحلة جديدة من الحظورات على النفط والغاز.. وسنتخذ كافة الإجراءات اللازمة وحتى تدرك إيران الخيار المطلوب منها اتخاذه."

وفندت الناطقة باسم خافيير سولانا، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي لـCNN تلك التصريحات، بنفي فرض التكتل الأوروبي المكون من 27 دولة، أي قيود على المصرف الإيراني.

وقالت كريستينا قالاه في رد للشبكة عبر البريد الإلكتروني: "اليوم لم يُتخذ قرار بشأن ملي بنك.. لا يمكنني القول بموعد اتخاذ قرار بتعميق العقوبات أكثر."وفشلت الخارجية البريطانية في الوقوف على أسباب التضارب.

يُشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت حظراً على "ملي بنك" إلى جانب اثنين من أكبر المؤسسات المالية الإيرانية: بنك ميلات، وصادرات بنك، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2007.

ولم يستبعد الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع براون الاثنين استخدام خيار القوة ضد إيران، إلا أنه أعرب عن تفضيله حل الخلاف عبر الدبلوماسية.

إيران تستبعد وقف الأنشطة النووية

وقال غلام حسين الهام المتحدث باسم الحكومة الايرانية للصحفيين "اذا تضمنت حزمة الحوافز (من القوى العالمية الست) نقطة تعليق الانشطة فلن تكون محل نقاش على الاطلاق."واضاف "رأي ايران واضح..اي شرط مسبق غير مقبول."بحسب رويترز.

وكان يتحدث بعد قليل من لقاء سولانا الذي سلم حزمة الحوافز من الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا الى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي.

وهذا العرض الذي يشمل تعاونا نوويا مدنيا هو نسخة منقحة لعرض رفضته ايران قبل عامين وقلل دبلوماسيون من اي امال لتحقيق انفراج قريبا في نزاع دفع اسعار النفط الى ارتفاعات قياسية.

ورفضت ايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم مرارا وقف أنشطتها التي تقول انها تهدف فقط الى توليد الكهرباء ولكن الدول الغربية تشتبه في أنها تهدف الى صنع قنابل.

وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم سولانا لرويترز عبر الهاتف "سلم السيد سولانا (متكي) خطاب الوزراء (الخارجية) الستة والاتحاد الاوروبي والحزمة ايضا.

وقال الهام ان ايران ستراجع "اي عرض قائم على حقوقها الدولية" وربطه بحزمة مقترحات ايرانية تهدف الى نزع فتيل الخلاف قدمت الى الاتحاد الاوروبي وجهات اخرى الشهر الماضي

الولايات المتحدة واوربا تضغطان على ايران

ولوحت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات جديدة على ايران في حال عدم كشفها بالكامل عن مشاريعها النووية حيث اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان امتلاك ايران للسلاح النووي "خطر للغاية".

واضاف بوش على هامش آخر قمة اوروبية اميركية يشارك فيها بصفته رئيسا للولايات المتحدة "سيكون امتلاك ايران للسلاح النووي خطرا للغاية على السلام العالمي" مضيفا "لذلك علينا ان نستمر بالعمل معا ليكون ذلك واضحا وواضحا جدا بالنسبة اليهم (الايرانيين): اما ان يواجهوا العزل واما ان تكون لهم علاقات افضل معنا جميعا اذا علقوا برنامج التخصيب بشكل يمكن التحقق منه".

وقال الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لوكالة فرانس برس انه سيزور طهران الاحد على الارجح لتسليم عرض تعاون "معدل" من الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا) بعد عرض اول قدم لايران في حزيران/يونيو 2006.

وذكر سولانا ان الدول الكبرى مستعدة لتسهيل وصول ايران للطاقة النووية المدنية شرط ان يقدم النظام الايراني "فعليا ضمانات عملية" بان "برنامجه النووي يهدف فقط الى انتاج الطاقة". واضاف بوش "حان الوقت كي نعمل كلنا معا لوقفهم".

وهدد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في بيان مشترك تم تبنيه في ختام القمة بفرض عقوبات اضافية على طهران. 

وتؤكد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في مسودة البيان "سنطبق بشكل تام" الدفعات الثلاث من العقوبات التجارية والاقتصادية الصادرة في حق ايران و"اننا مستعدون لاستكمالها بتدابير اضافية".

احمدي نجاد لبوش: لا يمكنك المس بشبر واحد من ايران

وهاجم الرئيس الايراني محمود احمدي الرئيس الاميركي جورج بوش مؤكدا ان هذا الاخير لا يمكنه المس "بشبر واحد من ارض ايران المقدسة".

وقال احمدي نجاد تعليقا على تصريح بوش الاخير الذي اعتبر فيه ان امتلاك ايران للسلاح الذري سيكون امرا "خطرا للغاية على السلام العالمي" "اقول لبوش ان عصرك انتهى وباذن الله لن يكون في امكانك ان تلحق الاذى بشبر واحد من ارض ايران المقدسة".

واضاف في خطاب القاه في مدينة شهر كورد (غرب) "اذا ظن العدو ان في امكانه ان يكسر الامة الايرانية بالضغط عليها فهو مخطىء. الامة الايرانية (...) ستزيل الابتسامة عن وجهه".

الوفاق اللبناني تعززه قمة مصالحة وتُنغِّصه معلومات عن ضربة لإيران

التفاؤل الذي يجتاح الأوساط السياسية اللبنانية في هذه الأيام بعد التوصل الى اتفاق الدوحة بين فريقي الموالاة والمعارضة الذي فتح مرحلة من الوفاق المتدحرج على إيقاع مناخ وفاقي في المنطقة، يزيد من وتيرته شيء، ولكن يُنغِّصه في المقابل شيءٌ آخر...

ما يزيد من وتيرة هذا التفاؤل، هو أن اتفاق الدوحة هذا، جاء أقوى من اتفاق الطائف، أولاً لأنه جمع كل القوى السياسية اللبنانية المتنازعة يميناً ويساراً ووسطاً، وثانياً لأنه جمع كل الدول العربية والأجنبية بما فيها إيران حوله. بحسب أوان الكويتية.

في حين ان اتفاق الطائف لم يجمع كل اللبنانيين عند التوصل إليه خريف العام 1989، إذ غاب عنه يومها العماد ميشال عون الذي كان رئيس حكومة عسكرية تشن يومها ما سمته حرب تحرير ضد سورية، وما سُمي حرب إلغاء ضد القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع، فضلاً عن أنه لم يكن لحركة أمل ولـحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وغيره مما كان يسمى يومها الأحزاب الوطنية والتقدمية، أي حضور مباشر في اجتماعات النواب اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية التي أنتجت هذا الاتفاق.

ويزيد من وتيرة التفاؤل اللبناني أيضاً، معلومات تسربت الى مراجع سياسية لبنانية تفيد أن مصالحة سورية ـ سعودية، وسورية ـ مصرية ستحصل في خلال الصيف المقبل، في ضوء وساطة تقوم بها قطر ودول عربية أُخرى في هذا الاتجاه، وهذه المصالحة ستتوج في قمة عربية استثنائية ستعقد في دمشق، يمكن ان تستدعيها أحداث أو تطورات ستطرأ على الصعيد العربي في المرحلة المقبلة.

وما يعزز احتمالات حصول هذه المصالحة المزدوجة هو الأزمة القائمة بين الولايات المتحدة ومصر والتي عكس جانباً منها ما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الاخير في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في مايو (ايار) الماضي في منتجع شرم الشيخ المصري، من انتقادات شديدة للنظام المصري. فضلاً عن تبدل في الموقف الأميركي من المملكة العربية السعودية ظهر من خلال بث قناة الحرة الاميركية قبل يومين تحقيقاً عن المعارض السعودي متروك هايس خليف الفالج الذي اعتقلته السلطات السعودية في 19 مايو الماضي.

أما ما يُنغِّص التفاؤل اللبناني، فهو معلومات أميركية تسربت الى مراجع سياسية لبنانية، وتفيد أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش المحاطة بمجموعة من المحافظين الجدد والمرتبطين بعلاقة وثيقة بحزب الليكود الإسرائيلي، ستنفذ وعداً كانت قطعته على نفسها ولإسرائيل وكل حلفائها الاقليميين والدوليين بتوجيه ضربة عسكرية لإيران قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) الحالي.

وتفيد هذه المعلومات أيضاً أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تعارض بشدة هذه الضربة العسكرية الاميركية لإيران نظراً لما ستتركه من انعكاسات خطيرة على المصالح الاميركية في المنطقة والعالم. وتشير المعلومات الى أن رايس ستقدم استقالتها من منصبها الى بوش الذي سيبادر الى تعيين مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي خلفاً لها.

غير أن مصادر لبنانية واسعة الاطلاع على الموقف الأميركي، تستبعد حصول هذه الضربة الأميركية لإيران، لأن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي كانت رايس هي من رشحه لخلافة دونالد رامسفيلد، يعارض هذه الضربة، وهو كان عضواً في لجنة بايكرـ

هاملتون التي أوصت بحل النزاعات الإقليمية بالحوار وحل المأزق الأميركي في العراق عن طريق التفاوض مع سورية وإيران.

ويــــرى غيـتس ومعه رايس أن هذه الضــربة الأميركية لإيران لــن تــفيد الولايات المتــــحدة في شيء، وأنــها على عكس ذلك ستزيد من غرقها في وحول المنطقة ومن الفشل، خصوصاً وأن كثيراً من الدول في العالم ودول الخليج لا تُحبذ هذه الضربة نظراً لما سيكون لها من انعـــكاسات ســلبية علـــى الوضع فــي المنطقة برمتها وكذلك على أسعــار الـنــفط التــي قد تقفز الى 200 دولار للبرميل.

السعودية تجابه إيران

لن تكون الرياض الحلقة الأضعف في أي مواجهة مع طهران حسب ما توصلت إليه "إيلاف" بعد أحاديث متفرقة مع أعضاء في بيوت الخبرات الإستراتيجية في لندن والخليج الفارسي خلال اليومين الفائتين، وذلك بعد أن طرأ تطور لافت على العلاقات بين البلدين تمثل في القصف المتبادل بين الرئيس الإيراني ووزير الخارجية السعودي.

وكان الأمير سعود الفيصل قد قال في مؤتمر صحافي عقد في الرياض الأسبوع الفائت إن علاقات طهران مع الدول العربية ستتوتر لو ثبت أن لها يداًُ في تشجيع حزب الله على اللجوء إلى القوة المسلحة كما حدث في بيروت، مما استدعى رداً إيرانياً على لسان الرئيس نجاد اعتبر فيه أن رأي الوزير السعودي "لا يمثل حكومة بلاده". بحسب تحليل لموقع إيلافز

ويقول محللون سياسيون إن هذا التصريح الأعنف من نوعه لم يكن ليظهر لولا أن الرئيس الإيراني يقوم بطبخة توفيقية مع أحد من المسؤولين السعوديين بغية إتمام "صفقة كبرى" بين البلدين لم يتم الكشف عن تفاصيلها، حسب مصدر "إيلاف" في العاصمة لندن، مشيراً إلى احتمال أن يكون هذا المسؤول هو الأمير بندر بن سلطان.

وذكرت مصادر دبلوماسية في الرياض أن الحكومة السعودية تنتظر وصول مسؤول إيراني رفيع لم تتحدد هويته حتى اللحظة للتباحث حول التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين. وأضافت هذه المصادر الغربية في قولها إن زيارة هذا المسؤول الإيراني ربما تكون بدعوة سعودية بغية الاستفسار عن تصريحات نجاد الأخيرة.

ورفض مصدر سعودي مسؤول التعليق على هذا النبأ مكتفياً بالقول إن التعاون الثنائي بين البلدين يتم عبر أرفع المستويات. إلا مصادر مقربة من البلاط الملكي في الرياض قالت لـ"إيلاف" إن "المملكة بدأت حالياً تراجع خططها في ما يتعلق بإيران على ضوء أحداث لبنان الأخيرة".

وتتمتع السعودية بحظوظ أقوى من نظيرتها الإيرانية لو أرادت الأولى الدخول في "حرب شوارع خلفية" للضغط على طهران واحتواء نفوذها في المنطقة العربية، وخصوصاً بعد أن بدأت التدخل بشكل علني في مناطق النفوذ المعتادة للسعودية ومصر في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا. إلا أن السؤال الملح هو بأي الوسائل يمكنها القيام بذلك.

إن الضربة المهلكة الأولى هي أن تقوم الرياض برفع إنتاجها البترولي حتى تصل الأسعار الحالية إلى النصف أو مادون ذلك أي في حدود الخمسين دولاراً للبرميل الواحد، ما سيجعل إيران، التي تسبح في بحر أزمة اقتصادية ونسب بطالة مرتفعة، تصاب بأضرار لا تحصى مما يهدد نموها وخططها التسلحية.

وبهذه الخطوة فإن الحكومة السعودية ستضمن علاقات أوثق مع الغرب الذي سوف يسر كثيراً بإمدادات نفطية ذات سعر منخفض ويجعله أكثر حماساً للتفتيش عن خطط اقتصادية مماثلة لوضع حد لطموحات إيران النووية، فضلاً عن أنه سيبعث برسالة غير مباشرة إلى حلفائها الروس بأن الأزمة قد تطالهم أيضاً.

وتشير إحصاءات صندوق النقد الدولي إلى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في الاقتصاد الإيراني، حيث وصل معدل التضخم - وفقا لهذه البيانات - إلى نحو 18.5% فيما وصل معدل البطالة إلى 12.3%، بالإضافة إلى وجود تفاوت واضح في توزيع الدخل بين السكان في إيران, في الوقت الذي تشير فيه الأرقام غير الرسمية إلى أن مستوى التضخم الحقيقي قد وصل إلى نسبة 20% و البطالة خاصة بين الشباب إلى ما بين 20 و 30%.

وليست نسبة البطالة في السعودية ببعيدة من إيران غير أن الفرق هو أن الأولى لديها خطة تنمية يمكن أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف خلال السنوات المقبلة في الوقت الذي تنهمك فيه طهران في صرف مبالغ طائلة على برامجها التسلحية.

وتقول تقارير اقتصادية غير رسمية إن دخل قطاع كبير من الإيرانيين حالياً لا يتجاوز 14 دولاراً شهرياً. بل إنه لفت نظر عائدين من طهران ألتقتهم "إيلاف" في لندن ظاهرة الأطفال المشردين التي بدأت تغزو شوارع العاصمة للمرة الأولى منذ سنوات نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتردية.

ويقول أحد العائدين من زيارة طويلة إلى إيران وهو يتناول طبقه المفضل من الكباب الإيراني:" الوضع يزداد سوءاً .. كنا قديماً نرى الشبان المتسولين .. نرى المشردين الذين ينامون في الشوارع وأمام المساجد .. لكنها المرة الأولى التي نشاهد أطفالاً مشردين بهذا الحجم".

ويمكن للسعوديين احتواء غضب موسكو بسبب هذه الخطوة النفطية القاتلة من خلال عقد صفقات تسلح مع آلة التصنيع الروسية في مجال الصواريخ والقاذفات بعيدة المدى التي تعتبر الأغلى ثمناً، وتوزيع قروض بمليارات الدولارات الخضراء على غرار ما حدث أثناء حرب الخليج الثانية.

وتعلم "إيلاف" أن الرياض قد مضت في هذه الخطوة التسلحية الأخيرة عقب زيارة تاريخية قام بها ولي العهد الأمير سلطان، الذي يعتبر المسؤول المحنك الكبير في شؤون الدفاع، إلى موسكو قبل عدة أشهر، والتي لفته خلالها عدد من أحدث الصواريخ الروسية التي تريد الرياض أن تجعل منها مظلة حماية لدول الخليج العربية. ومن المحتمل أن تبلغ قيمة هذه الصفقة نحو خمسة مليارات دولار.

أما الخطوة الثانية فتتمثل في استخدام الحكومة السعودية نفوذها الدولي وعلاقاتها الواسعة في إصدار قرارات الحظر التدريجية على غرار ما تم التعامل مع نظام صدام على خلفية حرب الخليج الثانية ما سيتسبب في إنهاك النظام الإيراني.

وبهذه الخطوة سيتم ضرب طهران في قلبها من خلال إضعاف قدرتها الإنتاجية في مجال النفط الذي يمثل 85 في المائة من ميزانيتها السنوية حتى الشلل. ومن خلالها أيضاً يمكن للرياض الضغط على الشركات النفطية التي ربما تحاول إنقاذ الصناعة النفطية الإيرانية وتحسين مقدرتها الإنتاجية عبر ضربها بعصا السياسة.

وحسب مصادر دولية فإن العديد من المسؤولين الإيرانيين قد اعترفوا منذ أمد طويل أن فرض الولايات المتحدة حظرا على الشركات النفطية الأميركية العاملة في إيران قد أعاق قدرة البلد على تطوير حقول النفط كافة. وإن تم فرض الحظر على شركات دولية أخرى فإن ذلك يعني أن الإعاقة ستعني الموت النفطي أو الغيبوبة الكاملة.

وخلال عقد من الزمن سيطال الجفاف الصادرات النفطية الإيرانية. وتنتج البلد ما يقرب من 5 في المائة من إجمالي العرض في العالم وفقا لمنظمة البلدان المصدرة للنفط. وهي تصدر في المتوسط نحو 3،9 ملايين برميل من النفط كل يوم. وسبق وأن نقل موقع "شانا" على الانترنت الخاص بوزارة النفط الإيرانية عن مسؤول في شركة النفط البحري الإيرانية الوطنية قوله إن الإنتاج بلغ قمة سابقة قبل أربع سنوات لكنه "تراجع بعض الشيء منذ ذلك الوقت".

أما الورقة الثالثة التي يمكن للرياض استخدامها هي الدخول إلى العمق الإيراني وتحريك أحلام وضغائن الأقليات من خلال إمدادهم بالمال ووسائل الاتصالات الإذاعية والإعلامية وتسليحهم بالأسلحة على أسوأ تقدير. وهذه خطوة أكثر خطورة بالنسبة إلى بلد تمثل فيه الأقليات ما نسبته 55 في المائة من مجموع السكان الذين يتجاوز عددهم حاجز السبعين مليون نسمة.

وتتألف البلاد من ست قوميات فارسية، واذرية, وتركمانية, وبلوشية, وكردية, وعربية. وتكمن خطورة هذه الأقليات في أنها تقع على الحدود الإيرانية ما يجعلها أكثر عرضة وسهولة للاختراق من قبل أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وخصوصاً بعد حصول الكرد على ما يشبه الاستقلال الذاتي عقب حرب العراق الأخيرة. وهذا قد يحيي آمال الأقليات الأخرى.

وتستطيع الحكومة السعودية اختراق هذا الخط الحدودي بالتعاون مع حلفائها في كل من باكستان وتركيا وكردستان. وهذا أمر أكثر سهولة بالنسبة إلى حكومة للرياض وأكثر ضرراً لطهران إلى الحد الذي يسهم في تقسيمها إلى عدة دول خلال 15 عاماً مقبلة، في تواز مع الضغوط الدولية.

الوكالة الذرية: إيران لا تكشف كافة تفاصيل برنامجها النووي

من جهة ثانية ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران تمتنع عن تقديم معلومات حاسمة قد تحدد طبيعة برنامجها النووي.

وأورد التقرير، المكون من تسع صفحات وتحصلت CNN على نسخة منه، عدداً من اللقاءات الأخيرة مع مسؤولين إيرانيين رفضوا السماح بعمليات تفتيش عن أسلحة، وأن الجمهورية الإسلامية تواصل إحراج المنظمة الرقابية الأممية.

وكان البرادعي قد أعلن في نهاية أبريل/نيسان الماضي أن طهران ستقدم الأدلة والوثائق المطلوبة خلال مايو/أيار الجاري، وذلك قبل أن تعود طهران وتعلن رفضها فتح سجلاتها حول الملف النووي أمام لجان التحقيق.

وجاء في تقرير الوكالة، الذي كشف فحواه على نطاق محدود: "الوكالة تواصل تقييم المعلومات والتفسيرات التي قدمتها إيران، إلا أنه.. وفي هذه المرحلة.. لم تزودها إيران بكافة المعلومات.. أو تتيح لها مستندات أو أفراد لدعم إفاداتها."

وتقول إيران إن برنامجها النووي لأغرض سلمية لتوليد الطاقة، كما وصفت تفاعلها مع الوكالة الذرية بالإيجابي.

وردت إيران، وعلى لسان الناطق باسم الخارجية سيد محمد علي حسيني، على التقرير بتأكيد استمرار الجمهورية الإسلامية التعاون مع المنظمة، طبقاً لما نقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية.

وعكس التقرير المؤرخ في 26 مايو/أيار الجاري، ضيق خبراء الوكالة الذرية ذرعاً من عدم تلقي أجوبة شافية حول طبيعة البرنامج الإيراني.

وأورد التقرير أن إيران لم تكشف عن كافة الوثائق المتعلقة بتصاميم وتجارب صواريخ شديدة الانفجار، ودراسات "مشروع الملح الأخضر" الذي تتضمن أبحاثه يورانيوم تيترافلورايد، المستخدم في صناعة اليورانيوم المخصب.

وجاء في التقرير: "لم تجد الوكالة استخدام حقيقي لمواد نووية" في المشروع، إلا أن الأمر يمثل مصدر قلق بالغ، وتقديم إيران إيضاحات بشأن ذلك ضرورة لتقييم برنامجها السابق والحالي."

يُذكر أن المسؤولين الإيرانيين أشاروا في وقت سابق إلى أن الأدلة التي ساقتها الوكالة حول مزاعم وجود برنامج عسكري سري لديهم "مغلوطة" ورفضوا إجراء مباحثات إضافية حول القضية.

وذكرت مصادر رفضت الكشف عن اسمها أن هاينونن عرض أشرطة فيديو تظهر نماذج محاكاة لصواريخ إيرانية قادرة على حمل رؤوس غير تقليدية، إضافة إلى تجارب ميدانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد  22/حزيران/2008 - 18/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م