حرب أمريكا في العراق في أتون حرب الانتخابات

اعداد: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: في معركة مستمرة ومندلعة بين الخندقين، الجمهوري والديمقراطي، للوصول إلى البيت الأبيض، تكون ثمة مفارقة كبيرة في أعتماد حرب العراق كمصدر أساس تقتات عليه هذه الحملة الإنتخابية.

فبين مؤيد في السر كما تفعل جبهة ماكين، وبين رافض للعلن كما تفعل جبهة أوباما. ليبقى السؤال بين هذا وذاك، مالذي ستقدمه الولايات المتحدة الامريكية من بدائل بعد إنتهاء خمس سنوات على غزو العراق. وهل ستعزز الانتخابات القادمة من الدور العراقي الداخلي في الإكتفاء الذاتي وتفعيل الممارسة الداخلية. وماهي بدائل الديمقراطيين في مسأئلة الخروج من العراق دفعة واحدة.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي، توضح للقارئ الكريم مدى الصراع القائم في حملة الانتخابات الأمريكية وكيف اتخذ الساسة هناك من العراق كجزء رئيس لاينقسم علاقاتيا عن ذهن الناخب الامريكي ودور المرشحين:

أخطاء الولايات المتحدة في العراق أوجعت قلب ماكين

سعى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية جون مكين إلى النأى بنفسه عن الطريقة التي تعامل بها الرئيس جورج بوش مع حرب العراق وقال لمحاربين قدماء في يوم ذكرى قتلى الحروب الامريكية ان الاخطاء التي ارتكبت في الصراع الذي اندلع قبل ستة اعوام أوجعت قلبي.

وقال مكين لمئات من المحاربين القدماء واسرهم تجمعوا في مراسم تأبين الجنود الامريكيين الذين قتلوا في الصراعات: كما نعرف جميعا فقد اصيب الشعب الامريكي بالسقم والتعب من الحرب في العراق.

ولا تحظى الحرب بشعبية بين الناخبين ويسعى مكين بشكل متزايد للنأى بنفسه عن سياسات الادارة الحالية بشأن العراق حيث يتوقع ان يواجه باراك اوباما الاوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات العامة في نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز.

وقال مكين وسط تصفيق الحاضرين: لدينا قادة جدد في العراق. وواصل حديثه موجها انتقادا ضمنيا لبوش قائلا: هم يتبعون استراتيجية مناهضة للتمرد كان يجب ان نتبعها منذ البداية وهي تحقق الاستخدام الاكثر كفاءة قوتنا ولا تقوي تكتيكات عدونا.

في وقت سابق تعهد اوباما والديمقراطية هيلاري كلينتون بسحب جميع القوات الامريكية التي تخدم في العراق وعددها 155 الف جندي بأسرع وقت ممكن.

وانتقد مكين هذه الخطط قائلا: انها ستعزز القاعدة وستقوي ايران والقوى المعادية الاخرى في الشرق الاوسط وستطلق حربا اهلية شاملة في العراق التي من المحتمل تماما ان تحدث إبادة جماعية هناك وتزعزع استقرار المنطقة بأكملها اذا اتت القوى المجاورة لمعاونة الفصائل المفضلة لديها.

وقال مكين في وقت سابق من الشهر الجاري انه يعتقد ان من الممكن الانتصار في حرب العراق بحلول عام 2013 بما يتيح إقامة ديمقراطية فاعلة هناك ويمكن معظم القوات الامريكية من العودة الى الوطن.

وأيد مكين العام الماضي قرار ارسال 30 الف جندي اضافي الى العراق لوقف انزلاقه صوب حرب اهلية طائفية وقال ان زيادة القوات: نجحت فيما فشلت فيه جميع تكتيكاتنا السابقة.

وقضى مكين معظم عطلة نهاية الاسبوع في اريزونا مع ثلاثة جمهوريين تردد انهم مرشحون محتملون لمنصب نائب الرئيس وهم حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وحاكم فلوريدا تشارلي كريست وحاكم لويزيانا بوبي جيندال.

بعد أربع سنوات مقتل بن لادن وأنتصار أمريكا في العراق

قال جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة ان "النصر" في حرب العراق يمكن ان يتحقق خلال أربع سنوات مخلفا وراءه نظاما ديمقراطيا يسمح بسحب القوات الأمريكية واعادتها إلى الوطن.

وصرح مكين بأن اي وجود أمريكي في العراق على مدى عقود يهدف إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وشبه ذلك بالوجود العسكري الأمريكي في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا.

وتحدث مكين الذي يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة في نوفمبر تشرين الثاني عن سيناريو قال انه قادر على تحقيقه خلال أربع سنوات هي فترة رئاسته الاولى في حالة فوزه في الانتخابات.

وقال مكين في خطاب معد يلقيه في كولومبوس بولاية اوهايو: بحلول يناير 2013 سترحب أمريكا بعودة جنود من الرجال والنساء قدموا تضحيات مروعة حتى تكون أمريكا آمنة وهي حرة. تحقق النصر في حرب العراق. وأصبح العراق ديمقراطية فاعلة وان بقى يعاني من آثار عالقة من عقود من الطغيان وقرون من التوترات الطائفية. العنف مازال يحدث لكنه متقطع وأقل بكثير. بحسب رويترز.

وصرح المرشح الجمهوري بأنه على الرغم من ان الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري في العراق في ذلك الوقت إلا ان هؤلاء الجنود لن يكونوا في حاجة إلى القيام "بدور حربي" لأن القوات العراقية ستكون قادرة على اقرار النظام.

وتوقع مكين أيضا اعتقال أو قتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال أربع سنوات والقضاء على الشبكة المتشددة في أفغانستان.

وفيما يتعلق بالاقتصاد وعد مكين دافعي الضرائب الأمريكيين بنظام أكثر بساطة ومراجعة انفاق الحكومة الذي ادى إلى تبذير واضاعة الاموال.

وكان لحرب العراق وتدني شعبية بوش أثر سلبي على المستقبل السياسي لرفاق مكين الجمهوريين في الكونجرس.

فقد خسر الجمهوريون هيمنتهم على الكونجرس لصالح الديمقراطيين في عام 2006 كما تكبدوا خسائر في سباقات انتخابية خاصة بما في ذلك سباق جري في مسيسيبي فاز فيه الديمقراطي ترافيس تشايلدرز بمقعد عن الولاية في مجلس النواب الأمريكي.

وشارك ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الجمهوري في الحملة الانتخابية ضد تشايلدرز وحاولت إعلانات الجمهوريين الربط بينه وبين أوباما الذي يعتبره كثير من سكان مسيسيبي ليبراليا أكثر من اللازم.

وحاول مكين ان ينأى بنفسه عن سياسات بوش في بعض القضايا مثل البيئة وأقر للصحفيين بأن الصورة المتضررة لحزبه الجمهوري ستشكل تحديا له في سعيه للفوز بالرئاسة والوصول إلى البيت الابيض.

وقال: أمامي الكثير من العمل. أدرك التحدي. أنا واثق من ان رؤيتي وخطتى للعمل من اجل هذه الامة ستحظى في نهاية المطاف بغالبية الاصوات. لكني لا أعيش أي أوهام.

حرب كلامية حادة بين اوباما وماكين حول العراق

خاض المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين معركة سياسية شرسة جديدة بشأن العراق في آخر تصعيد في اطار السباق الى رئاسة الولايات المتحدة.

وتخلى اوباما عن موقعه الدفاعي ليتهم ماكين بانه اخطأ في الحديث عن حجم القوات المنتشرة في العراق.

وقال اوباما في تجمع انتخابي في مونتانا (شمال غرب) ان: لكل فرد الحق في التعبير عن آرائه لكنه لا يملك الحق (في ان يخطىء) بشأن الوقائع.

ويلمح باراك اوباما بذلك الى تصريحات ادلى ماكين الذي قال ان الولايات المتحدة قلصت حجم قواتها المنتشرة في العراق الى المستوى الذي كانت عليه في كانون الثاني/يناير 2007 اي قبل ارسال التعزيزات التي قررتها ادراة الرئيس جورج بوش.

واوضح اوباما: لدينا حوالى 150 الف عسكري في العراق اي اكثر بعشرين الفا من حجم القوات التي كانت منتشرة قبل ارسال التعزيزات. واضاف، لدينا خطط لخفض العدد الى 140 الفا خلال الصيف اي اكثر من القوات التي كانت منتشرة قبل التعزيزات.

والارقام التي ذكرها اوباما هي التي ترددها الادارة الاميركية.

وتابع اوباما ان: ماكين رفض تصحيح خطأه. وكما يفعل جورج بوش عندما يواجه بالخطأ انه يلجأ الى العناد ويرفض الاعتراف بالخطأ. بحسب فرانس برس.

ويأتي هذا الهجوم بينما يتهم معسكر ماكين منذ ايام اوباما برفض الاعتراف بالنجاح الذي تحقق في العراق بسبب جهله لانه لم يزر هذا البلد منذ كانون الثاني/يناير 2006 .

واقترح ماكين على المرشح الديموقراطي ان يرافقه في رحلة الى العراق لكن اوباما سناتور ايلينوي رفض مؤكدا انه يمكن ان يزور هذا البلد "بدون ضجة" قريبا.

وفي لقاء مع صحافيين في ويسكونسين (شمال) نفى ماكين ان يكون ادلى بتصريحات خاطئة. وقال: قلت اننا قمنا بسحب قوات، ونحن قمنا فعلا بسحب قوات هذه هي الوقائع. واضاف، من الواضح انني كنت محقا بشأن ارسال التعزيزات وكنت محقا في القول اننا نستطيع ان ننتصر في العراق.

وتابع ان: اوباما ولاسباب عقائدية ولانه ليس على علم بالواقع على الارض ولانه ذهب الى هناك مرة واحدة فقط اختار طريقا مختلفا تماما انه يعتقد اننا لا نستيطع ان ننجح ومقتنع باننا سنفشل.

ورد اوباما مجددا بالقول: حان وقت وقف التباهي والتزام الصراحة مع الاميركيين بشأن حرب كلفتنا حياة آلاف ومئات المليارات من الدولارات بدون ان تجعلنا اكثر امانا.

وكان الجدل بدأ عندما اتهم معسكر اوباما المرشح الجمهوري باستغلال الجيش في حملته الانتخابية لاستخدامه صورة للجنرال ديفيد بترايوس القائد السابق للقوات الاميركية في العراق في حملته لجمع الاموال بالبريد الالكتروني.

وقال السناتور جون كيري المؤيد لاوباما ان: ما يدعو الى الحزن هو ان يستخدم ماكين واحدة من خدع بوش ويقترح القيام بحملة سياسية في العراق ثم يستخدم ذلك اداة لجمع اموال لحملته الانتخابية مع انه يخطىء في عدد الجنود العاملين في الميدان.

واضاف كيري الذي هزم في السباق الرئاسي العام 2004: من المخيب للامال ان يستخدم السناتور ماكين صورة الجنرال بترايوس لجمع الاموال وشن هجمات سلبية.

وتحوي الرسالة الالكترونية التي ارسلها ماكين بهدف جمع اموال صورة له وهو يصافح الجنرال بترايوس وانتقادات قاسية موجهة الى اوباما.

وقالت الرسالة ان: السناتور اوباما يتحدث علنا عن استعداده للجلوس مع الاعداء والدخول في محادثات مفتوحة معهم لكنه لم يزر العراق منذ اكثر من عامين للقاء قادتنا ورؤية التقدم الذي يحصل على الارض.

وقال تكر باوندز المتحدث باسم حملة ماكين: لان اوباما لم يزر العراق خلال 873 يوما ولم يعقد اي لقاء مباشر مع الجنرال بترايوس فمن غير المفاجئ ان يظهر قيادة ضعيفة.

واكد انه تم سحب ثلاثة من الاولوية الخمسة الاضافية الى جانب عدد من جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز) من العراق بينما سيعود اللواءان المتبقيان الى الولايات المتحدة في تموز/يوليو.

واعلنت واشنطن انها تريد استكمال سحب كافة الجنود الاضافين وعددهم ثلاثون الف جندي تم ارسالهم لتعزيز القوات المتمركزة هناك بحلول تموز/يوليو.

وقال ماكين ان استخدام هذا الاعلان الدعائي كان خطأ ووعد بالا يتكرر ذلك في المستقبل.

الاحتلال الامريكي المحدود الأجل بحسب رؤية أوباما

قال مرشح الرئاسة الامريكي باراك أوباما إنه متفائل من تراجع مستوى العنف في العراق ولكنه شدد على تأييده لسحب القوات الامريكية.

وقال أوباما الذي حصل في وقت سابق على عدد من أصوات المندوبين يضمن له الفوز بترشيح حزبه الديمقراطي ليخوض الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني أمام الجمهوري جون مكين انه تحدث عن تحسن الاوضاع الامنية في العراق خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

وأضاف أوباما قائلا للصحفيين في فلينت التي وصل اليها لحضور مؤتمر عن الاقتصاد: أوضحت له كم أنا متفائل جراء تراجع مستوى العنف في العراق لكني أكدت أيضا أن من المهم أن تبدأ عملية سحب القوات الامريكية موضحا بجلاء أننا لسنا مهتمين بقواعد دائمة في العراق. بحسب رويترز.

وتحدث أوباما عضو مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي الى زيباري بعد يوم من لقاء المسؤول العراقي في واشنطن مع السناتور جون مكين.

وركز مكين على السياسة الخارجية والامن القومي في حملته الانتخابية وانتقد أوباما الذي وصفه بأنه لا يتمتع بالخبرة الكافية لادارة شؤون البلاد.

وكان مكين الذي أيد بقوة زيادة عدد القوات الامريكية في العراق الذي أمر به الرئيس جورج بوش قد أشار الى تحسن الاوضاع في العراق كدليل على أن زيادة القوات قد أتت ثمارها.

واتهمت حملة مكين أوباما الذي كان قد انتقد حرب العراق في وقت مبكر وعارض زيادة القوات بعدم الاعتراف بالمكاسب الامنية التي حققتها زيادة القوات.

من جانبه يقول أوباما انه سيبدأ سحب القوات الامريكية من العراق بعد قليل من توليه الرئاسة. وتتضمن خطته سحب لواء أو لوائين شهريا بحيث يكتمل رحيل القوات المقاتلة في غضون 16 شهرا.

وقال أوباما انه أبلغ زيباري بأنه اذا وصل الى البيت الابيض: فان ادارة أوباما ستعمل على ضمان أن نواصل التقدم الذي تحقق في العراق وأننا لن نتصرف بتسرع.

لكنه ذكر أن من المهم أن يبدأ سحب القوات من أجل توجيه اشارة الى أن الاحتلال الامريكي للعراق "محدود الاجل".

انهاء خدمة لأحد الجنود الامريكان لقيامه بعمل تبشيري 

ذكر المتحدث الرسمي بأسم القوات المتعددة الجنسيات في محافظة الانبار ان القوات الامريكية انهت خدمة احد جنودها في مدينة الفلوجة لقيامه بعمل تبشيري في مخالفة لقوانين القوات المسلحة الامريكية.

وقال ماهر العراقي ان: القوات متعددة الجنسيات انهت خدمات احد جنودها لقيامه بمهام تبشيرية في الفلوجة. بحسب اصوات العراق.

واوضح المتحدث ان الجندي قام بتوزيع قطع معدنية تحمل أية من الأنجيل باللغة العربية عند المنفذ الغربي لمدينة الفلوجة في وقت لم يحدده.

وبين المتحدث ان القوانين تمنع منتسبي القوات الامريكية من الدعاية لاي ديانة او عقيدة.

وتقع الفلوجة 45 كم غرب بغداد  وتتبع محافظة الانبار.

تغير كامل في أستراتيجية القتال الامريكي إلى مهمة حفظ السلام

قال خبراء اميركيون ان دور القوات الاميركية في العراق تحول خلال الاشهر الماضية اكثر واكثر من دور قتالي الى مهمة لحفظ السلام بفضل سلسلة من اتفاقات وقف اطلاق النار مع المتمردين.

وقال ستيفن بيدل الخبير في السياسة الدفاعية في المركز الفكري مجلس العلاقات الخارجية ان هذه الاتفاقات ادت الى حد كبير الى انخفاض اعمال العنف وسببت بالتالي تعديل دور العسكريين الاميركيين في العراق.

واضاف بيدل لصحافيين ان: مهمة الاميركيين بدأت بالتحول من مواجهة المتمردين كما كنا نفهمها من قبل الى مهمة اقرب الى حفظ السلام منها الى القتال.

وتابع، انتهى بنا الامر الى العمل كشرطة للمحافظة على اتفاقات وقف اطلاق النار التي وقعها المقاتلون ومراقبة تطبيقها، مؤكدا ان هذا الامر سيستمر على الارجح ما لم نواجه مشاكل جدية تتمثل في انهيار وقف اطلاق النار. بحسب فرانس برس.

من جهته رأى والي نصر الخبير في المعهد نفسه والمتخصص بدراسات الشرق الاوسط فقال ان للولايات المتحدة دورا رئيسيا تلعبه في العراق على الرغم من تحسن الوضع الامني.

وقال: انه من المهم جدا الاشارة الى ان الولايات المتحدة في مركز كل هذه الامور والمكاسب التي تحققت في العراق لم تسهل على الولايات المتحدة ايجاد وسيلة للخروج من العراق.

واضاف، ان النجاح يعني ان المهمة الاميركية في العراق يجب ان تنتقل من الامن الذي يجب ان نبقى معه حذرين الى القيام بمزيد من العمل من اجل بناء الدولة.

من جهته اكد بيدل العائد من زيارة للعراق ان التحول في طبيعة الدور الاميركي في العراق يجري بدون خطط.

وكان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس صرح انه في نهاية الشهر الماضي انه يتوقع ان يتمكن من تقديم توصية بخفض جديد لعديد القوات الاميركية في العراق قبل ان يتولى منصبه على رأس القيادة الاميركية الوسطى في ايلول/سبتمبر.

وقال الجنرال بترايوس في جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قبل تثبيته في منصبه الجديد قائد القيادة الوسطى الاميركية: اعتقد انه يمكنني ان اوصي بخفض جديد في عديد القوات في ذلك الوقت.

وينتشر حوالى 155 الف جندي اميركي في العراق حاليا سينخفض عددهم الى 140 الفا بحلول تموز/يوليو.

وقد عين الجنرال رايموند اوديرنو مساعده السابق قائدا للقوات الاميركية في العراق خلفا لبترايوس.

وقال بيدل ان هذا التغيير في القيادة سيؤدي على الارجح الى "مراجعة الوضع على الارض ويكشف الاتجاه الذي يجب ان نسلكه".

تحول ملحوظ في موقف العراقيين إزاء القوات الأمريكية

كشف تقرير اعده الجيش الأمريكي في العراق ان العراقيين بدؤوا يغيرون مواقفهم من القوات الأمريكية في بلادهم نحو الافضل ملقيا الضوء على تحسن في الوضع الامني في البلاد وانحسار موجة العنف.

ونقل التقرير عن المسؤول المساعد للعمليات الاستخباراتية للكتيبة الثانية في المارينز جيم روسل قوله انه: في بادئ الأمر اعتقد الشعب العراقي أننا جئنا لنستولي على بلدهم ولكن في الواقع ليس لدينا أي مصلحة في ذلك بل على العكس فنحن نود أن يتحول العراق الى بلد مزدهر ليصبح نموذجا لهذه المنطقة. بحسب كونا.

وذكر روسل انه: في ظل التفاؤل المتصاعد نحو ازدهار هذا البلد بدأت مواقف الشعب العراقي تجاه القوات الأمريكية تتغيير نحو الافضل، مضيفا، لقد أدرك العراقيون أن قوات التحالف لم تأت الى العراق غازية لبلادهم لكنها جاءته لتقدم العون.

واكد، انه ليس لدينا أية معتقدات عسكرية تتعلق بمفهوم الاحتلال لأنه أمر غير وارد بالنسبة لنا ولا نؤمن به.

كما اوضح، اننا لا نغزو دولا أخرى لمجرد الغزو في حد ذاته ولا نغزوها لاغراض تتعلق بالتوسع الاقليمي ولهذا فاننا لا نسعى الى أن نجعل من العراق الولاية الـ 51 ضمن ولاياتنا المتحدة.

واعرب عن التفاؤل على الرغم من ان الوجود الأمريكي في العراق قد يستمر لسنوات مقبلة موضحا: اذا نظرنا الى تاريخ مكافحة حركة التمرد فذلك أشبه بمدة قد تصل الى عشرات السنين من الاستثمار في مكافحة هذه الحركة وقد قطعنا من هذه المدة خمس سنوات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  21/حزيران/2008 - 17/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م