الشيرازي...  مدرسة

الشيخ علي الرميثي  

    

 سيدي.. أستاذي.. وملهمي.. أبا محمد..

      كنا نأمل ان نراك فينا مرجعا.. وزعيما ملهما..

      وكنا كما قال عمك المرجع يحدونا الأمل بأن تكون راية الفتيا بيمينك من بعده (طول الله عمره المبارك)..

      وكنا نأمل ان تأم مقلديك في صحن جدك الحسين صلوات الله وسلامه عليه..

      وكنا نأمل ان نراك مستبشرا وانت تطوف العسكريين في سامراء.. وقد اعيد بنائه الشامخ.

      وكنا نأمل ان نراك رافعا يديك عند قبر أمك الزهراء عليها السلام وانت تنظر الى البقيع الغرقد وبناءه يناطح السماء..

      وكيف لا وانت ما برحت مخاطبا زائريك.. وداعيا مستمعيك.. ومحركا همم قارئيك.. لا عادة ما هدم من قبور اجدادك ومواليك.

      سيدي.. كنا.. وكنا.. وكنا..

      غير ان الموت غيبك عنا غلسة.. فضاعت الآمال بفقدك..

وحزنت النفوس برحيلك.. وتقطعت القلوب بمواراتك..

      لا نقول هذا اعتراضا.. ولكن لوعة المصاب الخاطف , وفراق الأحبة الباهض جعل لسان مريديك ومحبيك ينطقون بهذه الكلمات المتواضعة

فالعزاء لمولانا الحجة عجل الله فرجه الشريف بفقدك لأنك طودا عظيما في مدرسته المباركة والعزاء لعمك المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله , وأخوتك الأفاضل خاصا بالذكر آية الله السيد مرتضى الشيرازي وكل فرد من هذه العائلة المباركة..

      سيدي.. ان خطفك الموت مبكرا فأملنا كبير في الشجرة الطيبة التي ما انفكت تنتج الفحول والعمالقة.. امثال صاحب الفتوى الشهيرة.. وزعيم الثورة العظيمة.. وسيد العائلة الكريمة, ونادرة التأليف والبيان وحامل اللواء الآن.

     فالشيرازي.. مدرسة غير كل المدارس..

مدرسة بنهجها الفريد.. وفكرها الجديد.. وهممها العالية.. وثقافتها الواعية.. واسهاماتها المعروفة.. واثارها المرفرفة.. وتواضعها المشهود.. وزهدها المعهود.. وخلقها العظيم.. وتحملها المستقيم..

      ولا غرابة ان يرفد خط الشيرازي المكتبة الأسلامية في القرن العشرين بما يزيد على 10,000 كتاب في شتى ميادين المعرفة والعلوم والاخلاق والاداب – طبقا لاحصاء سيصدر قريبا – هذا ظروف الحصار والغربة والملاحقات الغريبة  والا ربما كانت الارقام مضاعفة   المدرسة التي خرجت المجدد الأول هي نفسها التي اعطتنا المجدد الثاني..

    والمدرسة التي جاءت بقائد ثورة العشرين اعطت رجالا شعارهم

واسحق جباه الملحدين مرددا            لا السجن يرهبني ولا الاعدام..

دستورنا القرأن نهتف باسمه            وشعارنا في العالم الاسلام..

    والمدرسة التي عميدها الزاهد الورع الميرزا مهدي الشيرازي قدس سره ما زالت تحصد الأوسمة في مجال الزهد والورع والتواضع ونكران الذات والقرب اليه تعالى..

     والفقيد الراحل امتاز بهذه الخصال الحميدة والمزايا الفريدة.. ولعل هذا يفسر تقبل الناس لكلام الفقيد وان خلا من الحجج والبراهين في بعض الاحيان , لان ما يخرج من بين شفتيه حقيقة فطرية مصدرها القلب المعمور بحب الله تعالى والروح العظيمة التي عرفت اسرار الكون. فترى كلماتها تخرج من قلب مطمئن مؤمن بقضيته يحمل حرارة الدم والشعور بالمسؤولية وبثقل الأمانة الملقاة على عاتقه.

    سيدي.. محمد رضا..

    جانب آخر تفردت به هذه العائلة اولنقل المدرسة بل كل الخط الشيرازي وهو دفاعكم المتواصل والدائب عن النبي واهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام وفكرهم وشيعتهم وقضايا الامة الاسلامية العامة.

    فمنطقكم القوي الرصين وحجتكم البالغة وبيانكم الراجح وفلسفتكم الشيقة ازالت الفوارق بين الكبير والصغير بين المتعلم وغيره.. فالكل أخذ ينهل منكم ويتزود من معينكم , فارتفعت ضحالة الثقافات وتطاولت الهمم والقامات.. لتأخذ دورها في المسير والتحرك والعمل الفاعل الدؤوب..

    اما الآخر المعاند فكان يحسب لكل كلمة تنطقون بها ألف حساب.. عله يحصل على ثغره في كلامكم او وهنا في ادلتكم او ضعفا في براهينكم.. فكان الحق من جانبكم والباطل لعدوكم.. (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هوزاهق )) الانبياء 18

    سيدي..

    لأجل كل ذلك اقول..

    ما ألم بنا إنا بفقدك فقدنا عظيما.. ربما يطول الزمان حتى يجود بمثله.. فكيف بنا ونحن نمر بأزمة عقم غريبة.. وغرابة ما فيها ان المتميزين قله والتحديات الماثله امامهم كبيرة وعظيمة..

تضرعنا الى الباري تعالى ان يهيئ لنا رجالا امثالكم ليكونوا عونا لنا ولديننا انه سميع مجيب. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  19/حزيران/2008 - 15/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م