المشي.. فوائد صحية كبيرة بجهد متواضع

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: من المدهش أن يترافق مجهود متواضع مثل المشي مع فوائد عديدة وواضحة. فقد اكدت دراسات علمية حديثة على ان إتباع حمية غذائية والإقلال من الكحول بجانب ممارسة رياضة المشي بشكل يومي قد تحد من تدهور القدرات العقلية لدى الكبار وتقلل احتمال اصابتهم بالزهايمر كما ان للمشي علاقة كبيرة في خفض ضغط الدم بالاضافة الى انه يقدم فرصا اكبر للمدخنين في محاولاتهم الإقلاع عن التدخين..

المشي يحمي من مرض الزهايمر

وقال المختصون بالصحة إن رياضة المشي قد تساعد في الحد من تدهور القدرات الذهنية ومرض الزهايمر بين كبار السن (70 عاماً وما فوق) وفق ما أثبت بحث علمي حديث.

وكان العديد من الدراسات العلمية السابقة قد أظهرت نتائجاً متضاربة بشأن مدى تأثير التمارين البدنية على القدرات العقلية، غير أنها وفرت أدلة جمة تثبت فوائد التمارين الذهنية مثل الكلمات المتقاطعة وحل الألغاز والقراءة على تراجع مخاطر مرض الزهايمر، وفق وكالة الأسوشيتد برس.

ويوضح الكشف الجديد، الذي جاء في دراستين مختلفتين، مدى التمارين البدنية التي يتوجب على كبار السن ممارستها للحصول على الفائدة المرجوة، وفق ما أشار بيل ثيس، نائب رئيس الشؤون الطبية والعلمية لجمعية الزهايمر.

وفي هذا السياق قال ثيس "الدراسة تقول.. فقط أمش فكل ما هو جيد للقلب ربما يكون كذلك للعقل."

وتحدث نائب رئيس الشؤون الطبية والعلمية لجمعية الزهايمر الأمريكية عن نظريته بشأن تأثير المشي على القدرات الذهنية قائلاً إن الأبحاث على فئران المختبرات أظهرت أن التمارين البدنية قد تخفض معدلات "الأميلويد" amyloid ، وهي مادة بروتينية لزجة تغلف مخ مرضى الزهايمر.

وتزيد التمارين البدنية كذلك، وعلى عهدة ثيس، من معدلات الهرمونات الضرورية لإنتاج الخلايا العصبية، كما أنها تزيد من تدفق الدم إلى المخ.

وإلى ذلك أضافت دراسة هولندية ثانية بالإشارة إلى أن معدلات الوفاة تنخفض بين الذين يكثرون من تناول الخضر.

ووجدت الدراسة أن كبار السن الأوروبيين (من سن 70 إلى 90 عاماً) الذين أتبعوا نظام غذائي اعتمد على الإكثار من تناول الفواكه والخضر والأسماك وزيت الزيتون، تراجعت معدلات الوفاة بينهم بنسبة 23 في المائة عن أولئك الذين لا يتعبون نظاماً غذائياً صحياً.

وارتفعت المعدلات إلى نسب عالية بلغت 65 في المائة بين الذين جمعوا بين تلك الحمية وعادات صحية أخرى مثل التناول المعتدل للكحول وعدم التدخين بجانب ممارسة التمارين البدنية، من ضمنها المشي، لمدة نصف ساعة على الأقل.

ووجدت دراسة مشابهة شملت 16،466 امرأة ما بين 70 إلى 81 عاماً، إلى أن النساء اللواتي يمشين لمدة ساعة ونصف الساعة في الاسبوع قد تفوقن في اختبار للقدرات الذهنية على مثيلاتهن الأقل نشاطاً بدنياً.

المشي يساعد في الإقلاع عن التدخين

ثمة دراسة علمية حديثة تشير إلى أن أبسط التمرينات البدنية الخفيفة قد تساعد المدخنين على الإقلاع عن عادة التدخين.

استاذ التمارين البدنية والصحة النفسية بجامعة أكستر، أدريان تيلور، التي قادت الدراسة، قالت: "إذا وجدنا نفس التأثير في عقار ما، فسوف يتم طرحه في الأسواق مباشرة للمساعدة في إقلاع المدخنين عن التدخين."

وعزت تيلور فعالية التمارين، كونها تعزز من إنتاج هرمون "دوبامين" dopamine، المسؤول عن تحسين المزاج، مما يخفف من اعتماد المدخن على النيكوتين.

وركزت الدراسة، التي نشرت في دورية "الإدمان" الطبية"، على تأثير التمارين البدنية الخفيفة التي يمكن القيام بها خارج قاعات التمارين الرياضية، مثل المشي، وتمارين شد وإرخاء العضلات، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وكشفت الدراسة أن ممارسة أي من تلك التمارين المعتدلة، ولمدة خمس دقائق على الأقل، كافية لتخفيف حاجة المدخنين الماسة إلى النيكوتين. بحسب سي ان ان.

وعلق الدكتور روبرت ويست، بروفيسور الصحة النفسية بجامعة لندن، على النتائج، فقال: "المدهش هو مدى قوة ذلك التأثير.. اكتشفوا أن تأثير تلك التمارين توازي استخدام لاصقات النيكوتين."

إلا أنه عاد وحذر من أن تأثير التمارين البدنية، وعلى المدى الطويل، للمساعدة في الإقلاع عن التدخين مازال مجهولا.

وأضاف: "يمكن استخدام نظرية التمارين للتعامل مع حاجة المدخن الملحة للنيكوتين على المدى القصير، إلا أننا لا نعرف جدواها على المدى البعيد."

وتحدث عن مزج التمارين البدنية بإستراتيجية واسعة من تقنيات مكافحة التدخين للنجاح في الإقلاع عن هذه العادة.

وفيما يرى العامة أن كل ما يشغل المدخن عن التدخين يساعد في الإقلاع عنه، وضع العلماء نصب أعينهم، ومنذ وقت طويل، التمارين البدنية، لما لها من مفعول قوي في عملية المساعدة على الإقلاع عن هذه العادة.

ثمانية أسباب لبدء رياضة المشي

تشجع العديد من الدراسات الأمريكية على رياضة المشي لما لها من فوائد، كما أن الأطباء يرون فيها درءاً لمخاطر صحية عدة منها تقليص الإصابة بسرطان الثدي والمساعدة على نوم هنيئ وفق ما أثبتته أحدث الدراسات.

وشددت الطبيبة ميشال لوك الاستشارية في جمعية سرطان الثدي المشرفة على برنامج ثلاثة أيام من المشي، والمتخصصة في طب الرياضة في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، على أن ممارسة رياضة المشي ضرورية للجميع أكانوا رياضيين أم غير رياضيين، لافتة إلى أن "المنافع الصحية منها مهمة بشكل خاص للنساء."

وتقول إن هناك ثمانية أسباب لبدء ممارسة رياضة المشي وهي:

1- أهميتها للقلب: فقد أثبتت أحدث الدراسات في المركز الطبي لجامعة "ديوك" أن المشي السريع لثلاثين دقيقة كل يوم يخفض المُتلازمة الأيضية Metabolic Syndrom وهي عبارة عن خلل في أيض الجسم، ما يتسبب في تكون الشحوم داخل تجويف البطن، الأمر الذي يرفع مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والذبحة. يُذكر أن هناك 24 مليون أمريكية مصابة بالمتلازمة الأيضية.

وفي حال صعب على الفرد إيجاد نصف ساعة من المشي، تنصح دراسات أخرى ضرورة انخراط الفرد في بعض الأنشطة. كما بينت دراسات بريطانية أن عمليات التنقل الناشطة مثل ركوب الدراجة الهوائية للوصول إلى الوجهة المطلوبة متصلة بتخفيض مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 11 في المائة خاصة بين النساء.

2- المشي يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي: المشي لبعض الساعات في الأسبوع يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وفق دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.

فالمشي يقلص مستوى الدهون وهو مصدر لهورمون الإستروجين. ووجدت الدراسة التي استندت إلى عينة مؤلفة من 74 ألف امرأة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث بين الأعوام 50 و79  أن اللواتي يتمتعن بأوزان طبيعية تنخفض لديهن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 30 في المائة، فيما النساء الزائدات الوزن فتصل هذه النسبة إلى 10 و20 في المائة.

3- المساعدة على النوم: كشفت دراسات أن المشي السريع عصراً يساعد المرء على نوم هنيء وفق جمعية النوم الوطنية.

ويقول باحثون إن المشي يحفز في إفراز هرمون "سيروتونين" الذي يحسّن المزاج ويساعد على الاسترخاء، كما أن ارتفاع حرارة الجسم جراء المشي قد يحفز الدماغ على تخفيض حرارة الجسم لاحقاً ما يساعد على النوم.

4- المشي لتقليص أوجاع الجسم: وينصح هنا بالمشي الاسترخائي وليس السريع حيث يمكن للفرد تحريك يديه والتوقف لبرهة دون أن يضع ثقل وضغط كبير على قدميه خلال العملية.

5- المشي يساعد على الشعور بالسعادة إذ أنه قد يحرر المرء من الشعور بالاكتئاب والقلق والتعب.

ووجدت دراسة أشرفت عليها جامعة تكساس أن المشي لثلاثين دقيقة قد يجعل الفرد أفضل حالاً، فيما وجدت دراسة أخرى من جامعة تامبل أن المشي لتسعين دقيقة خمس مرات في الأسبوع يقوي من عزيمة الفرد. وفي الدراستين يبدو أن إفراز هرمون "إندورفين" هو السبب في تحسين المزاج.

6- المشي يساعد الفرد على البقاء لائقاً بدنياً ونحيفاً. فرياضة المشي ثلاثين دقيقة يومياً تساعد في حرق السعرات الحرارية.

7- المشي يبعد شبح الإصابة بمرض خرف الشيخوخة: فقد أثبتت عدة دراسات للمسنين أن المشي لفترة 45 دقيقة مرة في الأسبوع، يبعد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر أو خرف الشيخوخة. لكن بغض النظر عن السن فإن رياضة المشي تساعد على شحذ الذاكرة والعقل.

8- المشي يحمي العظام خاصة إذا مُرس لثلاثين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع. فعملية المشي التي تعوّل على تفاعل 95 في المائة من عضلات الجسم تقوم في الواقع بتحفيز العظام وتقويتها كي تتمكن من تحمل الضغط.

المشي أفضل طريقة لخفض ضغط الدم  

وقال أطباء إن المشي نحو نصف ساعة وبمعدل ثلاث مرات أسبوعياً يعد أفضل طريقة لخفض ضغط الدم. وذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية أنه ليس المطلوب من المصابين بهذا المرض الركض بل المشي بثبات وممارسة التنفس ببطء والتأمل، لكنها قالت إن امتلاك هذه التقنيات قد يستغرق أعواماً.

وينصح الأطباء من لا يستطيعون ممارسة رياضة المشي في الشوارع بالذهاب إلى النوادي الرياضية والامتناع عن تناول المأكولات المالحة وعدم الإفراط في شرب الكحول والتنفس بعمق والقيام ببعض التمارين الرياضية الخفيفة مثل رفع الأذرع حتى مستوى الأكتاف خلال اليوم.

وأشار هؤلاء إلى أن هذه التمارين لا تغني عن زيارة الطبيب من وقت إلى آخر من أجل الاطمئنان على الصحة.

ويعاني واحد من بين خمسة في بريطانيا من ارتفاع ضغط الدم وهو أحد الأمراض الرئيسية التي تسبب الإصابة بالسكتة القلبية والجلطة الدماغية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  19/حزيران/2008 - 15/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م