أزهار شيراز

خادم أهل البيت وخدامهم : صفوان لبيب بيضون

 

قصيدة إلى روح الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي ( قدس سره )الذي وافته المنية الأحد 1 حزيران 2008

 

شاءَ الإلهُ بأنْ تَشُدَّ رِكابا
 

 

 

مُتعجِلاً نحوَ السماءِ ذهابا
 

لولا القضاءُ ففي النفوسِ تساؤلٌ
 

 

 

يُدمي الفؤادَ ، ويستحيلُ جوابا
 

فَلِمَ هَرَعْتَ إلى الغيابِ مُبَكِّراً
 

 

 

ولمََِ رحلْتَ مُيَتِماً أحبابا
 

ما ملَّتِ الأبصارُ محرابَ السنا
 

 

 

بلْ خافَ أعداءُ السنا المحرابا
 

ما ملَّتِ الأكوابُ من صفوِ الندى
 

 

 

بلْ خافَ مَنْ كَرِهَ الندى الأكوابا
 

ما العذرُ أنْ تمضي وقلبُكَ يافعٌ
 

 

 

ويحَ اعتراضي إنْ شكا أو لابا
 

أجْهدْتَ عينَكَ بالسناءِ فلمْ تجدْ
 

 

 

برءاً سوى أنْ تُطْبقَ الأهدابا
 

أمْ ضاقَ قلبُكَ بالعلومِ لوفرةٍ
 

 

 

فتفجَرَ القلبُ الكبيرُ شهابا
 

 

 

تشتاقُ أعتابَ الحسينِ فترتقي
 

 

 

ركْبَ النعوشِ ، مُيَمِماً أعتابا
 

منعتْكَ أسبابُ الحياةِ زيارةً
 

 

 

فاختَرْتَ أسبابَ الردى أسبابا
 

شيرازُ أزهارُ السهولِ تألَقَتْ
 

 

 

هيّا نَعُبُّ منَ الشذا الأنخابا
 

ما بالُها في أوْجِها هيَ تختفي
 

 

 

وتصدُّ في وجهِ الهوى الأبوابا
 

عُذْرُ الزهورِ حياتُها معدودةٌ
 

 

 

كيْ ما تظلَّ مدى الزمانِ شبابا
 

ما كانَ يُحسب بالسنينِ جمالُها
 

 

 

هَزِأَ الجمالُ من السنينِ حسابا
 

فعبيرُها ينسابُ في أُفُقِ المدى
 

 

 

نَضِراً ، وإنْ شابَ المدى ما شابا
 

وحسابُها أنَّ الحياةَ مواقفٌ
 

 

 

لو عدَّدُوها جاوزَتْ أحقابا
 

حمَلُوهُ منْ أرضِ الرضا،أوَ هلْ دَرَوا
 

 

 

قلبَ الرضا لفراقِهِ قدْ ذابا
 

أنّى حَلَلْتَ فدوحةُ عَلَويّةٌ
 

 

 

الأصلُ طابَ وفرعُها قدْ طابا
 

 

 

منْ كربلا أشْرَقْتَ كوكبَها الذي
 

 

 

لمْ يرضَ إلا في الطفوفِ غيابا
 

كيف الذي عشقَ الحسينَ وتُرْبَهُ
 

 

 

يرضى سوى تُرْبِ الحسينِ ترابا
 

فاهنأ إذا جاورْتَ سبطَ محمدٍ
 

 

 

قدْ كنْتَ منْ غيثِ الحسينِ سحابا
 

يا ابنَ البتولِ وللبتولِ لواعجٌ
 

 

 

أشجانُها قدْ حيَّرَتْ ألبابا
 

واعدْتَ جدَّتَكَ البتولَ على اللِقا
 

 

 

في شهرِها ، فسألتَهُ ،  فأَجَابا
 

إني جمادى الحزنِ جرَّعْتُ الأسى
 

 

 

ثقلي محمدَ : عترةً وكتابا
 

الله يا شهرَ البتولِ وكلَّما
 

 

 

أقبلْتَ نذكرُ ضلعَها والبابا
 

أوَ ما اكتفيْتَ منَ البتولِ مُصيبةً
 

 

 

فأتيْتَ تُكمِلُ بالحفيدِ مُصابا
 

تسقيهِ منْ كأسِ المنونِ ليشتفي
 

 

 

قلبُ المُضلِّ ، وتُفرِحَ المُرتابا
 

وعزاءُ منْ عشقَ البتولَ بأنَّها
 

 

 

تسقيهِ في يومِ الجزاءِ شرابا
 

 

 

غابَ النصيرُ أيا بتولُ وشجوُنا
 

 

 

واللهِ يا بنتَ الهدى ما غابا
 

أفٍّ لشهرٍ غالَ آسادَ الوغى
 

 

 

غدراً وعافَ ثعالباً وذئابا
 

يا قبةً هدَّ الردى أركانها
 

 

 

وقبابُ سامرا تئنُ خرابا
 

تُبنى قبابُ التبرِ بعدَ خرابها
 

 

 

منْ ذا يُعيدُكَ للحياةِ قبابا
 

قالوا مضيتَ وهلْ سيمضي تاركٌ
 

 

 

علماً وهدياً ، حكمةً وصوابا
 

يا صادقاً للوعد لن نخشى الردى
 

 

 

منْ كانَ يصدقُ وعدَهُ ما خابا
 

هيَ ثلمةٌ في الدينِ لا لن تنمحي
 

 

 

تبقى تُجرِّعُ عاشقيكَ عَذابا
 

شيرازُ ما نضبَ المعينُ فجدولٌ
 

 

 

يجري ليرفدَ جدولاً مُنْسابا
 

ومنَ النبيِّ ترقرَقَتْ آلاؤهُ
 

 

 

ومنَ الغديرِ يُسلسِلُ التَسْكابا
 

فترشَّفي شيرازُ منْ ماءِ التقى
 

 

 

وتعَطَّري عطرَ الهدى الخلابا
 

   

شيرازُ أزهارُ الولايةِ تزدهي
 

 

 

هيَ ترتقي رغمَ الصعابِ صعابا
 

ما زلْتِ للعشاقِ أعذبَ جنةٍ
 

 

 

وزهور أرضكِ ما تزالُ عِذابا
 

 

دمشق : الأربعاء 4/ 6 / 2008

شبكة النبأ المعلوماتية- الإثنين  16/حزيران/2008 - 12/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م