بعد أعتناق "توني بلير" الكاثوليكية مؤخرا هل سيلحق به الرئيس "بوش"

إعداد:علي الطالقاني

 

بعد أن شهدت مدن عديدة من العالم حملة من قبل الاديان التي تسعى الى نشر الديانة المسيحية والنصرانية فضلا عن ترويج أخبار الديانات الأخرى مثل الديانة الإسلامية التي تناقلت وسائل الاعلام مؤخرا من وجود دعوات من قبل بعض الرموز المسيحية في الدول الغربية تقول من أن الكنائس ستتحول الى مساجد حسب ماتناقلته بعض وسائل الإعلام، ومن جهة أخرى كانت هناك دعوات الى أغلاق المساجد في هذه الدول.

اليوم ومن خلال تقرير ولكن من نوع آخر حول الديانات يتمثل في جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي التقى بابا الفاتيكان بنديكت الـ 16  في أجواء من الحفاوة البالغة الاهتمام وغير المسبوقة خر في العاصمة الايطالية روما وسط أنباء غير مؤكدة عن رغبة اعتناق الرئيس بوش العقيدة الكاثوليكية.

وينتظر زعيم الكنيسة الكاثوليكية في العالم أن يستقبل الرئيس بوش شخصيا على مدخل حدائق مدينة الفاتيكان تحت برج القديس يوحنا في الفاتيكان في بادرة لم تعرفها التقاليد الفاتيكانية الصارمة تعبيرا عن التقدير الخاص للرئيس الأمريكي الذي استقبل في حفاوة تخطت المراسيم الأمريكية خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة في منتصف أبريل الماضي.

وترافق الرئيس بوش زوجته "لورا " التي لحقت به في روما من دون المشاركة في لقاءاته الرسمية مع المسؤولين الايطاليين.حسب كونا

الرئيس بوش قد يعتنق الكاثوليكية

وقد تكهنت الصحف البريطانية بأن الرئيس جورج بوش قد يتحول إلى الكاثوليكية بعد انتهاء ولايته الرئاسية والعلاقة الخاصة التي تربط بين فرنسا والولايات المتحدة بعد انتخاب ساركوزي رئيسا لفرنسا.

وكتب بيتر بوفام مراسل الإندبندنت خبرا من العاصمة الايطالية روما موضوعا تحت عنوان: بوش "قد يعتنق الكاثوليكية".

قالت الصحيفة إن الحفاوة البالغة التي استقبل بها الرئيس الأمريكي من طرف بابا الفاتيكان، بنديكتس السادس عشر، أججت الإشاعات بأن بوش على وشك التحول إلى الكاثوليكية شأنه في ذلك شأن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق.

وأضافت الصحيفة إن الحفاوة التي خص بها الباب بوش لدى زيارته للفاتيكان لم يحظ بها رئيس دولة سابق إذ بدل تبادل التحية مع بوش كما يحدث مع كبار الزوار في المكتبة البابوية في القصر الرسولي، اصطحب البابا بوش لزيارة برج القديس يوحنا وهو مبنى أثري يعود تاريخه الى القرون الوسطى ثم تجولا في حدائق الفاتيكان ثم حضرا عرضا موسيقيا في الهواء الطلق.

وأضافت الصحيفة أن البابا انتظر بنفسه وصول الرئيس بوش عند مدخل البرج وبمجرد وصول بوش سُمع وهو يقول "ياله من شرف، ياله من شرف"، ثم اختفى الرجلان لنصف ساعة لإجراء مباحثات رأسا لرأس لم تتسرب أي تفاصيل عنها.

وتنقل الإندبندنت عن الصحيفة الكاثوليكية "لا فينير" قولها إن الفاتيكان يختلف مع البيت الأبيض في قضيتي الهجرة وعقوبة الإعدام المطبقة في الولايات المتحدة لكن فيما يخص القضايا المرتبطة بالبحوث في الخلايا الجذعية وزواج المثليين والإجهاض فقد حدث "تناغم تام".

"علاقة فكرية وليست شخصية" 

وفي نفس السياق نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا لمراسلها جاي دينمور في روما تحت عنوان " زيارة بوش للبابا تؤجج التكهنات بتحول الرئيس الأمريكي إلى الكاثوليكية.

تقول الصحيفة إن البابا تخلى عن مقتضيات المراسم البروتوكولية واستقبل بوش بنفسه في حدائق الفاتيكان وذلك للتعبير بشكل علني عن العلاقة الخاصة التي تجمع بينهما، الأمر الذي أذكى التكهنات في الصحافة الإيطالية بأن الرئيس الأمريكي قد يتحول إلى الكاثوليكية.

وتتابع الصحيفة أن بوش اجتمع ببابا الفاتيكان أكثر من أي رئيس أمريكي سابق، وهناك اعتقاد أن بوش هو أول رئيس دولة يزور الفاتيكان ويحظى باستقبال البابا له خارج مكتبته.

وعندما سأل صحفي كاثوليكي بوش خلال زيارة البابا للولايات المتحدة في شهر أبريل/نيسان الماضي ماذا ترى في عين البابا رد بوش قائلا "الله". حسب BBC

وتنقل الصحيفة عن مارسيلو بيرا وهو فيلسوف إيطالي وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي وسبق أن شارك في تأليف كتاب رفقة بابا الفاتيكان عندما كان لا يزال كاردينالا قوله إن الرجلين - البابا وبوش- تجمعهما علاقة خاصة وعميقة قوامها اعتقاد مشترك مفاده أن الدين يجب أن يقوم بدور محوري في عالم السياسة وتشكيل اتجاهات الرأي العام أكثر مما تجمعهما مواقف محافظة بخصوص الإجهاض وزواج المثليين وبحوث الخلايا الجذعية.

ويضيف بيرا قائلا إنه رغم الفصل القائم بين الكنيسة والدولة في أمريكا، فلا يوجد فصل بين الدين والسياسة لأن الولايات المتحدة تشعر بأن لها رسالة (مسيحية)..أوروبا أكثر تجذرا في مبادئ العلمانية... البابا يحب النموذج الأمريكي أكثر.. من الواضح أن علاقتهما ليست شخصية وإنما هي علاقة فكرية".

ويأتي اللقاء الثالث بين بوش والبابا منذ وصوله إلى سدة البابوية, في إطار جولة الرئيس الأميركي الأوروبية الوداعية. واستقبل البابا بوش صحبة زوجته لورا قرب البرج المبني إبان القرون الوسطى والتقطت منهم صور هناك. ثم صعدا إلى الطابق الأول من البرج وعقدا اجتماعا انفراديا.

وخص البابا الذي يقدر الالتزام الديني للرئيس الأميركي, بوش باعتبارات استثنائية عبر استقباله في مكان أكثر حميمية من مكتبه في الفاتيكان. كما أنه يرد بهذه الخطوة على الاستقبال الحار الذي خصه به بوش في البيت الأبيض لدى استقباله في 16 أبريل/نيسان الماضي.

وقالت مسؤولة البروتوكول في البيت الأبيض نانسي غودمان إن بوش "معجب جدا بالبابا ويكن له كل الاحترام". وكانت العلاقات بين بوش والبابا الراحل يوحنا بولس الثاني متوترة بسبب معارضة الأخير للحرب في العراق.حسب رويترز

بوش والكاثوليكية

ودفع إعجاب بوش بالبابا الحالي الصحف إلى التكهن باحتمال اعتناق الرئيس الأميركي الكاثوليكية بعد انتهاء ولايته, منذ أن أعلنت غودمان إعجاب بوش بالبابا.

ونقلت صحيفة إل ميساجيرو عن المدير السابق لمجلة بانوراما اليمينية كارلو روسيلا قوله إن لديه معلومات موثوق بها عن أن بوش يفكر في اعتناق الكاثوليكية, وأنه تكلم في الموضوع مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي اعتنق الكاثوليكية مؤخرا.

وقالت إل ميساجيرو إن البابا وبوش صليا معا الجمعة أمام صورة لمريم العذراء التي ترفض الطائفة البروتستانتية عبادتها، كما هي الحال لدى الكاثوليكية. وينتمي بوش لتيار "ريبورن كريستشن" البروتستانتي، في حين يعتنق شقيقه جيب حاكم ولاية فلوريدا الكاثوليكية.

وبعد إيطاليا غادر بوش إلى فرنسا في زيارة تستمر حتى الـ14 من هذا الشهر. والتقى الرئيس الأميركي في روما نظيره الإيطالي جورجيو نابوليتانو ثم عقد مباحثات مع رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني.

واضاف ان البابا والرئيس الاميركي استعرضا خلال لقائهما "ابرز مواضيع السياسة الدولية" مشيرا الى "العلاقات بين الولايات المتحدة واوروبا وموضوع الشرق الاوسط والالتزام في سبيل السلام في الاراضي المقدسة والعولمة والازمة الغذائية والتجارة العالمية".

وتزامنت زيارة البابا الى الولايات المتحدة مع عيد ميلاده الذي اقيم له حفل كبير في البيت الابيض في 16 نيسان/ابريل حيث استقبل ب21 طلقة مدفعية واحتشد في القاعة الجنوبية 1500 من المهنئين.

وقالت مسؤولة البروتوكول في البيت الابيض نانسي غودمان ان بوش "معجب جدا بالبابا ويكن له كل الاحترام".

واضافت ان بوش (61 عاما) "يدعم بشكل تام الكنيسة الكاثوليكية ويدعم كل ما يحاول هذا البابا ان يفعله من اجل السلام والتعليم ومكافحة الجوع بالتعاون مع زعماء العالم السياسيين".

ويشعر بوش الذي اتسمت علاقته مع البابا السابق يوحنا بولس الثاني بالتوتر بسبب غزو العراق بالقرب من البابا الحالي الذي يقدر تدين بوش رغم انه بروتستانتي. حسب (ا ف ب)

ويتفق الاثنان على الكثير من القضايا الاجتماعية حيث يعارضان زواج المثليين والاجهاض وابحاث الخلايا الجذعية الجنينية الا انهما يختلفان كثيرا بالنسبة لعقوبة الاعدام.

كما اعرب بنديكتوس عن قلقه بشان المسيحيين في العراق وبشان اساليب التحقيق القاسية التي تتبعها وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه).

وامتلأت الصحف الايطالية بالتكهنات بشان اعتناق بوش الكاثوليكية كما فعل شقيقه حاكم كاليفورنيا جيب بوش قبل اعوام وكذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وكلاهما متزوج من كاثوليكية.

........................................................................................

- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام:مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  15/حزيران/2008 - 11/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م