المؤسسات الثقافية في كربلاء المقدسة تؤبن الفقيه الشيرازي

 

شبكة النبأ: أقامت المؤسسات الثقافية والإعلامية والعلمية والخيرية والقنوات الفضائيات التابعة لمرجعية آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) مجلس الفاتحة على روح الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله عليه) مساء يوم الأربعاء الموافق 11/6/2008 وعلى قاعة الرسول الأعظم في كربلاء المقدسة.

وقد ألقى الدكتور أحمد باهض تقي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية كلمة تأبينية مثّل فيها المؤسسات والفضائيات المشاركة وعزّى من خلالها سماحة السيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) وجميع عائلة الفقيد كما وعزى أيضا جميع العالم الإسلامي ومحبي آل البيت (ع) بهذا المصاب الجلل الذي فقدنا فيه علم من أعلام التقى والدين والاخلاق.

هذا وقد استطلعت (شبكة النبأ) مشاعر بعض السادة الحاضرين الذين أبّنوا الفقيد الراحل بكلمات الأسى والحزن حيث قال الشيخ طالب الصالحي: اذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لايسدها شيء، كان الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (رضوان الله عليه) ذلك المقدس الورع التقي، كان بحق تلميذ من تلامذة الإمام الحجة (عج). وكان ذلك العالم يعلم ويعرف مناقب أهل البيت (ع) وكان ينشر ويبلّغ تلك المناقب وتلك السيرة إلى العالم أجمع بالدليل والمنطق والبرهان، وكان رضوان الله عليه ذائبا في الله عز وجل وذائبا في رسول الله وآل رسول الله (ص) لنشر مناقبهم وفضلائهم. وكان رجل القرآن لأنه كان متمسكا بكتاب الله وقيم السماء ومبادئ القرآن الكريم وكان عالما وعاملا به وكان مدافعا عنه.

في الحق والحقيقة كان ملكا في جسد انسان أنسي ولم يكن إنسانا إنما كان ملكا وروحا من روح الله فالسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويم يبعث حيا، والحمد لله رب العالمين.

أما الاستاذ عادل جواد كاظم مدير مكتب قناة الانوار الفضائية في كربلاء قال: بمزيد من اللوعة والأسى تلقى العالم الإسلامي والموالين لبيت النبي (ص) نبأ رحيل الفقيه والعالم الرباني آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) وان هذا المصاب الجلل لهو خسارة كبيرة للمسلمين ولاسيما اتباع أهل البيت عليهم السلام، لقد كان الفقيد السعيد منهلا للعلم ومصدرا للمعرفة والوعي الخاص والعام من خلال دروسه العلمية العالية التي كان يلقيها على تلامذته أو من خلال محاضراته القيمة التي كان يشع من خلالها الوعي ويرفع اللبس ويزرع المعرفة الحقة والخلق الكريم..

واضاف استاذ عادل، إننا إذ نعزي إمامنا المهدي (عج) بهذا المصاب نتقدم بأحر تعازينا لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله وجميع مراجعنا العظام وعلمائنا الكرام أدامهم الله والإمة الإسلامية جميعا، داعيا المولى ان يرفع درجة الفقيد في عليين وأن يحشره مع سيد المرسلين وان يجنب الإسلام والمسلمين كل سوء ومكروه وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اما السيد نزار الحسيني أحد رجال الدين الذي حضروا فقد قال بحق السيد الفقيد: نحن في غرة هذه الايام الحزينة الكئيبة بإفتقاد علم من أعلام أهل البيت (ع) هذا المجاهد المدافع الذي جهر بالحق في زمن سكت فيه الآخرون إذا سلمت لهم دنياهم ان صحت العبارة، هكذا أعبر عن سيدنا الاستاذ الراحل آية الله الفقيه محمد رضا الشيرازي، انه نطق في زمن سكت فيه الآخرون مجاملة لبعض الجهات وبعض المسميات التي لاأحب أن اذكره. هذا العالم الذي فقدناه واقعا حمّلنا مسؤولية وأدى إلينا رسالة حري بنا يامن ندعي التمسك بخطه والتعاطف والحب والولاء له ان نواصل هذه المسيرة وهي بعبارة مختصرة جدا.

انه نشر فكر أهل البيت (ع) كما أمروهم صلوات الله عليهم إذ قال الإمام المعصوم: ((حدثوا الناس حديثنا فإن سمعوا حديثنا اتبعونا)).   

القضية الثانية ان لاتكن مجاملات ومساومات على الذي اعتدو على أهل البيت (ع) وعلى الذين مسّوا مكانة ومقام ومنزلة وشخصيات أهل البيت (ع). وان نقول للحق حقا ونقول للباطل باطلا.

فأسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون من الأوفياء لهذا السيد الجليل إذ كان مخلصا لسادته وأئمته وكان عبدا مطيعا لله سبحانه وتعالى.

وما رأيناه في التشييع المهيب وهذا التعاطف الذي دفع وأقولها بصراحة الملايين إلى الشوارع هو صدق علاقة الفقيد بالله عزوجل، ومن أصلح مابينه وبين الله فقد أصلح الله بينه وبين الناس.

رحم الله سيدنا الراحل الفقيد العالم العامل السيد محمد رضا الشيرازي وجعلنا من السائرين على نهجه الشريف بمحمد وآله الطاهرين.

هذا وقد حضر مجلس الفاتحة عشرات من الشخصيات العلمية والدينية وطلبة الحوزات العلمية في كربلاء وجمع من أهالي المدينة وكان من أبرز الحاضرين:

- العلامة السيد محمد علي الشيرازي

- العلامة السيد مصطفى الشيرازي

- الدكتور محسن القزويني مؤسس جامعة أهل البيت (ع) في كربلاء

- أساتذة جامعة كربلاء

- اساتذة الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة

- الشيخ حسين الفدائي

- الشيخ ناصر الأسدي

- الشيخ طالب الصالحي مدير مكتب المرجع الشيرازي (دام ظله) في كربلاء

- السادة والشيوخ ومدراء الفضائيات والمؤسسات الخيرية والثقافية

- مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية بالإضافة الى جمع من وجهاء المدينة وأهلها

اما المؤسسات الثقافية والإعلامية والعلمية والخيرية التي شاركت في تأبين الفقيد الشهيد الفقيه آية السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره):

* قناة الانوار الفضائية

* هيئة محمد الامين الخيرية-قناة الزهراء الفضائية

* مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام

* مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية

* مؤسسة الرسول الاعظم (ص)

* مؤسسة الرسول الاكرم (ص)

* مركز المستقبل للدرسات والبحوث

* مؤسسة فاطمة الزهراء الثقافية

* مؤسسة الامام المجتبى للتحقيق والنشر

* جمعية السلام لحقوق الانسان

بالاضافة الى مؤسسات اخرى.

وفيما يلي نص كلمة الدكتور احمد باهض تقي / مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية/ التي القاها نيابة عن المؤسسات العلمية والثقافية والاعلامية في مجلس العزاء المقام على روح الفقيه الفقيد اية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره):

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين

واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى يوم الدين

الحضور الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شرف لايدانيه شرف أن يقف المرء بهذا الموقف.. وعبر الزمان... ليؤبن شخصية عظيمة.. ورجل ذو قدر... قريب من الله.. وقريب من الناس... كيف لا؟ وهو سليل تلك العائلة التي قالت للطغاة في يوم من أيام التاريخ الكبيرة لاءها الحسينية المدوية. كيف لا؟ وهو حفيد ذلك العلم المنير الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره).. وابن الشمس الساطعة... الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره)...كيف لا؟ وعمه المفكر الإسلامي الكبير الشهيد الثائر حسن الشيرازي(قدس سره)... الذي لم يعجب قوله وفعله طغاة العصور ووعاظ السلاطين.انه العالم الرباني الروحاني المقدس الفقيه الفقيد آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه.. الذي اختطفته يد القدر بنفس راضية مرضية مطمئنة.. لتفجع رحيله قلوب المحبين.. وتثكل بغيابه نفوس الوالهين.

لقد كان الراحل الكبير علما وأستاذا ومحققا في حوزتنا المقدسة وفقيها ورعا وكما قال السيد المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي أدامه الله (انه كما قال الإمام (ع): من كان من الفقهاء صائنا لنفسه... حافظا لدينه... مخالفا لهواه... مطيعا لأمر مولاه).

وكما قال فيه سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي حفظه الله (كان السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) صادقا مع ربه في دفاعه عن عترة نبيه المصطفى (ص).

انه كذلك كما أراد وكما أراد الله وكما أراده محبيه وتلامذته... ويكفيه عزا وفخرا وعلو درجة ومقام... أن تكون رحلته نحو الله والآخرة متزامنة مع ذكرى استشهاد جدته الزهراء البتول(ع).

إني فقط أتساءل... وأنكم أيضا تتساءلون أيها الأحبة بالتأكيد... عن ظاهرة أفرزتها الأيام العشرة الماضية وهي لماذا هذا الحب الكبير لهذه الشخصية الجليلة... لماذا هذا الرابط الروحي والصلة العالية بين تلك الجموع المليونية الغفيرة التي خرجت من أقصى العراق إلى أقصاه لتعلن ولاءها وتجدده لأهل البيت ع وسليل دوحتهم السيد محمد رضا (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) صدق الله العلي العظيم.

إني أعيد عليكم التساؤل أحبائي: لان جوابه كما اعتقد فيه عبرة كبيرة لنا كما اعتقد أن تفسير ذلك وجوابه يؤكد حقيقة صدق نية وصدق قول وصدق فعل سماحة السيد الراحل مع الله سبحانه وتعالى.

ما أحوجنا اليوم أن نكون تلاميذ في ساحة الصدق وهذه.. وميدان النبل الواسع.

وإذ نتكلم نيابة عن المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية في كربلاء المقدسة  لانقول إلا كما قال الله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا) صدق الله العلي العظيم.

ومن هذا المكان الطاهر الشريف كربلاء الحسين (ع) نقترح مايلي:

 1- لابد من أرشفة السفر الخالد لسماحة السيد الراحل.

2- نقترح تأسيس معهد متخصص يعنى بأفكار ودراسات سماحة السيد الراحل.

3- نقترح أن يقام مهرجان تأبيني سنوي إحياء لذكراه العطرة وفكره النير.

4- أن تفرد كل مؤسسة من خلال أنشطتها المختلفة ركنا وحيزا لأفكار سماحة السيد الراحل.

5- إقامة ندوة فكرية علمية سنوية.

وفي الختام نتقدم باسمكم جميعا بأحر التعازي إلى سماحة السيد المرجع آية الله العظمة السيد صادق الشيرازي أدام الله ظله والى السادة إخوة سماحة السيد الراحل وهم كل من (سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي، سماحة العلامة جعفر الشيرازي، سماحة العلامة مهدي الشيرازي، سماحة العلامة محمد علي الشيرازي) أدامهم وحفظهم الله جميعا، والى العائلة الكريمة والى محبيه وتلامذته وجميع من سار على درب أهل البيت ع بأحر التعازي سائلين المولى القدير أن يحفظكم ولا نقول إلا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  14/حزيران/2008 - 10/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م