حرب الغذاء: جوعى العالم أفواه مفتوحة على المجهول 

9-6-2008

شبكة النبأ: في ارتفاع مستمر لوتيرة أسعار الغذاء العالمي. باتت العديد من الدول اليوم مهددة بعاصفة جوع مدمرة تعصف بالناس، لتترك الافواه متفحة نحو المجهول. ولتنذر بأسواء فترات حرجة تمر بها الانسانية جمعاء.

انها حرب الغذاء التي تنتظر الانسانية والتي ينظر لها على إنها أشد وطأة من الحرب العالمية، كونها ستقصي العديد من الدول الصغيرة والضعيفة والفقيرة، وتعصف بها منذرة بمجاعات مدمرة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير عن حرب الغذاء الذي أعدته لكم، تعرض بعض التقارير المهمة التي تبشر بقرب إنتهاء الازمة الغذائية، بيد ان البعض الآخر يضع مؤشرات خطرة لتتجاوز الخمس سنوات القادمة في ارتفاع الاسعار:

توقعات بقرب نهاية غلاء أسعار الغذاء عالميا

تسببت توقعات ببلوغ محاصيل القمح والأرز مستويات قياسية في ارتفاع أسعار الحبوب عالميا لكن تلوح في الأفق انفراجة وإن كانت طفيفة، في تكاليف الطعام الباهظة التي تزعج على حد سواء الأسر وجماعات مكافحة الجوع على مستوى العالم.

وأدت التكهنات بأن محصول القمح سيكون وافرا هذا العام الى انخفاض أسعاره في الولايات المتحدة اكبر دولة مصدرة في العالم بنسبة 42 في المئة منذ سجل سعرا قياسيا في 27 فبراير شباط. لكن الاسعار ما زالت أعلى منها قبل عام بنسبة 64 في المئة.

وانخفضت أسعار الارز الامريكي بنسبة 15 في المئة في الاسابيع الثلاثة المنصرمة لكن ما زال سعرها يتجاوز مثلي مستوياته قبل عام.

وانخفض مؤشر جمعته منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) في ابريل نيسان للمرة الاولى خلال 15 شهرا وهو دليل اخر على أن موجة تضخم أسعار الغذاء ربما تقترب من نهايتها.

وقال عبد الرضا عباسيان الخبير الاقتصادي المتخصص في الحبوب في منظمة الفاو: يبدو أننا تجاوزنا الاسوأ. بحسب رويترز.

لكن محللين قالوا ان أسعار القمح والارز والسلع الرئيسية الاخرى التي تستهلك في أنحاء العالم قد ترتفع اكثر من هذا عند ظهور أي بوادر على تعطيل الامدادات بما في ذلك الظروف الجوية.

وقال توم جاكسون الخبير الاقتصادي بمؤسسة جلوبال انسايت ومقرها فلادلفيا: نتوقع محصول قمح جيدا الى حد ما لكن الوقت ما زال مبكرا جدا في 2008 .. الكثير من محصول القمح لهذا العام لم يزرع بعد.

وتعتمد أسعار اللحوم بدرجة كبيرة على الذرة التي تستخدم لتغذية الماشية والتي سجلت أسعارها ارتفاعا قياسيا تجاوز ستة دولارات للبوشل (مكيال للحبوب يساوي ثمانية جالونات او نحو 32 لترا ونصف اللتر) اوائل هذا الشهر حيث عطلت الامطار نثر البذور في الولايات المتحدة اكبر دولة مصدرة في العالم.

ويحاول المزارعون الاسراع من وتيرة عملية البذر والضغط من أجل زيادة الاسعار في مجلس التجارة بشيكاجو.

وانخفضت أسعار فول الصويا بمقدار 17 في المئة منذ ارتفاعها الى مستوى قياسي في مارس اذار لكنها ما زالت أعلى بنسبة 73 في المئة عن سعرها قبل عام. وانخفضت الاسعار انخفاضا حادا وسط مؤشرات على احتمال انتهاء اضراب للمزارعين في الارجنتين احدى اكبر الدول المصدرة لهذا المحصول.

ومتى ينتهي الاضراب في الارجنتين ستتوزع الامدادات في ثالث اكبر دولة مصدرة لفول الصويا في العالم في أرجاء الكون لاطعام الماشية والدواجن التي تعتمد على هذه البذرة الزيتية الغنية بالبروتين.

وستتأثر شركات اللحوم تأثرا كبيرا بهذا الارتفاع في اسعار الاعلاف. وقالت شركة تايسون فودز ان كميات الدجاج في المتاجر الكبيرة ستقل هذا العام وسترتفع أسعار اللحوم للمستهلكين نتيجة الزيادة في ارتفاع أسعار الاعلاف.

وقال بيل لاب رئيس مؤسسة ادفانسد ايكونوميك سوليوشنز الاستشارية: يبدو واضحا أن الزيادة في أسعار السلع لها تأثير مباشر على تضخم الغذاء.

وأضاف "في تقديري أن التكاليف التي زادت لم تضف الى أسعار السلع للمستهلك بشكل كامل ولسوء الحظ فانه من المرجح بشدة أن ترتفع الاسعار اكثر خلال عامي 2008 و2009."

وتشير تقارير لمنظمة الفاو الى أن أسعار الغذاء ارتفعت بمقدار نحو 40 في المئة عام 2007. وتقول المنظمة التابعة للامم المتحدة ان 37 دولة تواجه أزمات غذائية.

ومع نمو دخل الفرد خاصة في الصين والهند يتزايد الطلب على منتجات مثل اللحوم.

اما في الولايات المتحدة فان ازدياد الطلب على الذرة من قبل صناعة الايثانول أدى بمنتجي اللحم البقري ولحم الخنزير والدجاج الى خفض الانتاج لان أسعار الذرة القياسية قللت من هامش الربح.

توقعات في زيادة أسعار الغذاء!

من جهة ثانية كررت الأمم المتحدة نداءها إلى ضرورة الموازنة بين أساليب الإنتاج المبتكرة، وإيلاء "توقعات الغذاء" ما تستحقه من عناية، محذّرة من عواقب وخيمة بسبب آثار الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية .

ووفق تقريرٍ حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "FAO"، التابعة للأمم المتحدة، تحت عنوان "توقعات الأغذية"، فإنّ فاتورة الواردات الغذائية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض "LIFDCs" من المتوقع أن تبلغ 169 مليار دولار أمريكي عام 2008، أي بزيادة مقدارها 40 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.

وتَصف المنظمة هذه الزيادة المتواصلة في حجم الإنفاق على الواردات الغذائية للمجموعات السكانية المهدّدة لدى البلدان ذات الشأن بأنها "تطورٌ مثيرٌ للقلق"، بينما تُفيد بأن تكاليف سلّة الواردات الغذائية السنوية لهذه البلدان قد تسجِّل ارتفاعاً مقداره أربعة أضعاف الإنفاق المخصص لنفس الغرض عام 2000.

وفي هذا الصدد، يشير تقرير المنظمة إلى أنه بينما بدأت الأسعار الدولية في حالة معظم السلع الزراعية إتجاهاً هبوطياً، فمن غير المرجَّح أن تعود إلى مستوياتها المنخفضة في غضون السنوات الأخيرة.

وفي حين ظلّ دليل أسعار الأغذية، لدى المنظمة، مستقرِّاً منذ فبراير/ شباط 2008، مازال متوسط الأسعار للأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أعلى بنسبة 53 بالمائة مقارنةً بنفس الفترة في العام السابق. بحسب (CNN).

كما رجّح التقرير تفاقُم الجوع، حيث نقل عن المدير العام المساعد، مسؤول قطاع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية لدى المنظمة، حافظ غانم، أن: الغذاء لم يعد سلعةً رخيصة كما عهدنا به، والمقدَّر أن تؤدي الأسعار المُتصاعدة للمواد الغذائية إلى تفاقُم حالة الحرمان الغذائي التي يعيشها اليوم فعلياَ 854 مليون نسمة. وأضاف: أننا نواجه خطر ارتفاع عدد الجياع عدة ملايين أخرى من البشر.

ورغم التوقّعات المواتية للإنتاج العالمي، لن تنخفض أسعار كثيرٍ من السلع الزراعية الأساسية خلال الموسم الجديد 2008/ 2009 إلا بمقدارٍ محدود، على اعتبار الحاجة القائمة إلى إعادة تكوين المخزونات، ووسط تزايُد حجم الاستخدام الجاري.

وبالفعل يقتضي تزايُد حجم الاستخدام انقضاء أكثر من موسمٍ جيد من الإنتاج لتجديد المخزونات والحدّ من إرتفاع الأسعار.

ووفق التقرير، تشير أحدث تنبؤات المنظمة لإنتاج الحبوب في العالم عام 2008، إلى ناتجٍ قياسي يقدَّر حالياً بنحو 2192 مليون طن، يتضمّن الأرز المقشور، بزيادةٍ إضافية نسبتها 3.8 بالمائة عن عام 2007.

ومن بين الحبوب الرئيسية يُرجَّح أن يخفّ تأزُّم إمدادات الحبوب على الأكثر تقديراً لتوقعات الإنتاج المحسّن من مواسم حصاد عام 2008.

وخلافاً لذلك، فرغم مستويات الإنتاج القياسية من محاصيل عديدة يُحتمل أن يستمر إرتفاع الأسعار خلال نفس الفترة بسبب تأزُم حالة الأسواق.

ويتوقع أن يتناول رؤساء الدول والحكومات مشكلةً ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديّات تغيّر المناخ والطاقة الحيوية والأمن الغذائي، بالبحث في غضون مؤتمر قمة يونيو/حزيران المقبل، الذي سيُعقد بروما في الفترة 3-5 يونيو/حزيران 2008.

انفراج في أزمة أسعار الارز

وقالت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة، إن أزمة أسعار الأرز المرتفعة ربما بدأت تنفرج مع توقع تراجع الأسعار وسط إنتاج غزير هذا العام، لكن أسعار الغذاء بشكل عام ستبقى مرتفعة.

وأوضح تقرير للفاو أن سعر الرز عالميا ربما ينخفض بعد حصاد المحاصيل الجديدة حول العالم، ولن يحدث هذا قبل أكتوبر/تشرين أول، أو نوفمبر/تشرين ثاني، عندما تطرح تلك المحاصيل في الأسواق.

وقال عبدالرضا عباسيان وهو اقتصادي يعمل في الفاو: يمكننا القول إن أسعار الأرز ستتراجع، وهذا بالفعل بدأ يحدث، لكن لا يمكننا الجزم على الإطلاق بأن الأسعار ستبقى منخفضة.

وفجرت أسعار الغذاء المرتفعة موجة من الاحتجاجات والشغب حول العالم الأشهر الماضية، فيما ألقت الأمم المتحدة باللائمة على عوامل عدة، أهمها ارتفاع أسعار النفط، وتنامي الطلب عليه، والسياسات التجارية السيئة، والطقس الرديء، والتهافت غير المبرر على شراء الأغذية. بحسب (CNN).

ويقول خبراء إن أسعار الأرز ارتفعت بنحو 76 في المائة من ديسمبر/كانون ثاني عام 2007 وحتى أبريل/نيسان من العام الجاري.

وقال تقرير الفاو إن الضغوط على سعر الأرز ستخف أكثر إذا خففت الدول المصدرة مثل الهند القيود على صادراتها من الأرز.

وفي اليابان، أعلن مسؤول حكومي، إن بلاده ستصدر جزءا من مخزونها من الأرز للمساهمة في تخفيف الأزمة، وإنها سترسل نحو 20 ألف طن من الأرز إلى خمس دول أفريقية خلال.

وقال شيغيرو كوندو مسؤول المساعدات في وزارة الخارجية اليابانية: تلك الخطوة جزء من خطة مساعدات غذائية طارئة قيمتها 50 مليون دولار من المفترض أن توافق عليها الحكومة اليابانية في اجتماعها المقبل.

ورغم التحركات الدولية لاحتواء أزمة الأرز، إلا أن الفاو تقول إن أسعار هذا المحصول المهم لن تتراجع إلى مستوياتها قبل عام 2007، رغم توقعات الإنتاج الغزير.

ويقول حافظ غانم نائب المدير العام للفاو إن: مستويات المخزون العالمي من الأرز متدنية، ونحتاج إلى عدة مواسم جيدة حتى تعود لما كانت عليه. سنشهد تحسنا لكنه لن يكون جذريا.

وقال تقرير الفاو إن هذا العام سيشهد نموا متوقعا في إنتاج الحبوب بنحو 3.8 في المائة، مقارنة مع العام الماضي، خصوصا محصول القمح الذي من المتوقع أن يزيد المعروض منه هذا العام.

الحصاد الوفير لن يقضي على تكلفة الغذاء

توقعت الامم المتحدة ان يشهد العالم حصادا وفيرا للمحاصيل هذا العام لكن ذلك قد لا يكفي لحماية افقر الدول من التكاليف المرتفعة للغذاء التي زادت بمقدار اربعة امثال عما كانت عليه في بداية العقد.

وقالت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة ان زيادة الزراعات والطقس الجيد سيوفران محصول قمح اكبر بنسبة 8.7 في المئة عن محصول العام الماضي وهو احد اسباب تراجع اسعار القمح بحوالي 50 في المئة منذ فبراير شباط.

لكن امدادات الارز وهو مادة اساسية لاكثر من نصف سكان الارض ستبقى ناقصة في الاسواق العالمية وقد تجد الدول الفقيرة التي تعتمد على واردات الغذاء ان تكاليف الواردات الغذائية ارتفعت بنسبة 40 في المئة هذا العام بعد زيادة مماثلة في السعر عام 2007.

وقالت المنظمة في تقريرها (توقعات الغذاء) ان: الارتفاع المتواصل في الانفاق على الغذاء المستورد (للدول الفقيرة)... يشكل تطورا مزعجا جدا. واضافت، يمكن ان تتكلف سلة وارداتهم الغذائية السنوية اربعة امثال ما كانت عليه في عام 2000 . بحسب رويترز.

وقالت المنظمة ان من المتوقع ان يرتفع الانتاج العالمي من الحبوب بنسبة 3.8 في المئة مدعوما بالانتاج الوفير من القمح.

وسيزيد انتاج الولايات المتحدة من القمح بنسبة 16 في المئة مقارنة بالعام الماضي في اكبر حصاد له منذ عام 1998 . وسيشهد الاتحاد الاوروبي الذي علق قواعد "التجنيب" التي تجبر الفلاحين على ترك حقول بدون زراعة على مدى موسم لاراحتها زيادة في انتاج القمح بنسبة 13 في المئة.

واضافت في التقرير، في الاسابيع القليلة الماضية بدأت الاسعار العالمية لكثير من السلع الزراعية في التراجع ولا تنبيء المؤشرات الاولية بمزيد من الانخفاض في الشهور القادمة لكن من غير المرجح ان تعود الاسعار الى المستويات المنخفضة بسبب مجموعة من الاسباب.

ومن المتوقع ان يرتفع انتاج الارز هذا العام بنسبة 2.3 في المئة وعلى عكس العام الماضي سيزيد الانتاج على الاستهلاك.

لكن القيود على التصدير التي فرضتها كثير من الدول المنتجة لحماية توافر السلعة باسواقها المحلية ستعني عدم توافر ما يكفي من الارز في الاسواق العالمية لخفض الاسعار التي ارتفعت بنسبة 71 في المئة في الشهور الاربعة الاولى من عام 2008 .

ارتفاع قياسي في نسبة محاصيل القمح والارز عالميا

قالت الحكومة الامريكية ان مزارعي العالم سيجنون محصولا قياسيا من القمح والارز هذا العام بفضل ارتفاع الاسعار وطقس جيد الامر الذي قد يبدد بعض المخاوف من شح امدادات الغذاء.

ومن المتوقع بحسب وزارة الزراعة الامريكية ارتفاع محصول القمح العالمي ثمانية بالمئة الى مستوى قياسي عند 656 مليون طن وأن يسجل انتاج الارز مستوى قياسيا أيضا قدره 432 مليون طن.

وقال جون شنيكتر المحلل المستقل: من شأن هذا أن يخفف من حدة أسعار السلع الاولية وأن يمكن الفقراء من شراء ما يكفي من الطعام.

وارتفعت أسعار الحبوب الى مستويات قياسية في العامين الاخيرين مدفوعة بمواسم حصاد مخيبة للامال وزيادة الطلب وطفرة الوقود الحيوي.

وتتوقع وزارة الزراعة نمو استهلاك القمح 3.5 في المئة وأن يصل الفائض بنهاية العام الى 124 مليون طن بزيادة 13 في المئة عن السنة السابقة. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة: تقتصر مشكلات الطقس بالنسبة لقمح الشتاء على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي يضربها الجفاف.

ومن المتوقع أيضا زيادة انتاج الارز العالمي خمسة بالمئة عن 2007-2008 ليصل الى 432 مليون طن وهو مستوى قياسي. ومع استهلاك 428 مليون طن يتوقع أن يبلغ المخزون بنهاية السنة 82.6 مليون طن وهو الاضخم في ست سنوات.

الامم المتحدة وخطة مكافحة ازمة الغذاء

قال منتدى اقتصادي للامم المتحدة اختتم اعماله ان هناك حاجة الى قدر اكبر وافضل من الحبوب والاسمدة والري وتسهيلات النقل لمكافحة نقص المواد الغذائية في شتى انحاء العالم.

وبعد عقد اجتماع على مستوى عال في نيويورك حدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة الخطوط العريضة لخطة لمساعدة ملايين الاشخاص الذين يكافحون للحصول على ما يكفي ليأكلوا وسط ارتفاع اسعار المواد الغذائية.

وقال ليو ميروريس رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة في الاجتماع الخاص للمجلس المؤلف من 53 عضوا ان الارتفاع الكبير في الاسعار ونقص المواد الغذائية يؤثران على صحة وبقاء الملايين في شتى انحاء العالم. بحسب رويترز.

وذكر تقرير على موقع المجلس على الانترنت انه خلال العامين الماضيين ارتفعت اسعار المواد الغذائية الاساسية بشكل كبير مع ارتفاع اسعار الارز لاكثر من المثلين منذ اواخر يناير كانون الثاني من العام الجاري.

وقال ميروريس ان مجلس الامم المتحدة يهدف على المدى القريب الى مساعدة المزارعين على الوفاء باحتياجات الانتاج خلال موسم الزراعة المقبل. واضاف ايضا انه لا بد وان يكون هناك الحاج جديد في اختتام جولة الدوحة من المفاوضات التجارية والتي يجب ان تعالج الدعم الزراعي والتعريفات الجمركية للدول المتقدمة بهدف مساعدة التنمية الزراعية في الدول الفقيرة.

سوق الارز بين التهدئة والحاجة الماسة

اعلن مكتب الممثل التجاري الامريكي ان المسؤولين الامريكيين واليابانيين اتفقوا على ضرورة القيام بعمل عاجل لمعالجة مشكلة الجوع العالمي وتحقيق الاستقرار في السوق العالمية للارز.

وقال جريتشين هاميل المتحدثة باسم مكتب الممثل التجاري الامريكي في واشنطن ان: كلا من الدولتين اتفقت على الحاجة للعمل بسرعة.

وزادت اسعار الارز ثلاثة امثال ما كانت عليه تقريبا خلال العام المنصرم في اطار الارتفاع المفاجيء في اسعار السلع والذي تسبب في اعمال شغب غذائية في شتى انحاء العالم.

وقالت هاميل ان المسؤولين اليابانيين ابلغوا الولايات المتحدة انهم "سيفكرون بشكل ايجابي" في طلب الفلبين الافراج عن 200 الف طن من الارز المستورد.

وتحمي اليابان منذ فترة طويلة مزارعي الارز اليابانيين من المنافسة الاجنبية ولكنها اضطرت بموجب القواعد التجارية العالمية لاستيراد كمية تمثل حدا ادنى سنويا.

وخزنت الحكومة اليابانية الارز المستورد مما اثار خيبة امل الولايات المتحدة والموردين الاجانب الاخرين. بحسب رويترز.

واشارت صحيفة واشنطن بوست في مقال افتتاحي الاسبوع الماضي الى ان مخزون اليابان الحالي من الارز نحو 1.5 مليون طن وهو ما يكفي لاطعام 24.5 مليون ياباني لعام. وحثت الصحيفة اليابان على طرح هذه الامدادات في السوق العالمية.

وتحتاج طوكيو لاذن من مورديها الاجانب من اجل بيع اي من الارز المستورد.

الشركات الصينية للغذاء والاستثمار الخارجي

قال مسؤول صيني رفيع ان الشركات الصينية الخاصة تسعى للاستثمار في مزارع بالخارج لكن الجدل السياسي بشأن ما اذا كان هذا يصب في مصلحة الصين الاستراتيجية منع هذا التوجه حتى الآن من أن يصبح سياسة حكومية واضحة.

وقال شي جولي نائب مدير مركز الترويج التجاري الزراعي بوزارة الزراعة في مقابلة انه يتعين على الصين في نهاية المطاف الاعتماد على مزارعها لتوفير الغذاء لشعبها.

واضاف، من غير الواقعي زراعة الحبوب في الخارج ولاسيما في افريقيا أو أمريكا الجنوبية. هناك كثيرون يتضورون جوعا في افريقيا .. فهل يمكنك شحن القمح من هناك إلى الصين. التكلفة ستكون باهظة فضلا عن المخاطر.

ودفعت الصين شركات الموارد الطبيعية في السنوات الأخيرة إلى الاستثمار في الخارج للمساهمة في امداد اقتصادها سريع النمو.

وقال شي: تقوم سياسة الحكومة على تشجيع جميع الشركات على الاستثمار في الخارج بما فيها الشركات الزراعية تماما مثلما تفعل شركات التعدين والنفط. لكن الحكومة على حد علمي لا تجهز أي خطط تفصيلية لدعم مثل هذا الاستثمار. لايزال الوقت مبكرا لهذا وعلينا أن ننتظر ونرى كيف ستنضج الاستثمارات. بحسب رويترز.

ووقعت الصين في 2006 اتفاقات مع بعض الدول الافريقية للمساهمة في زيادة إنتاج الحبوب من خلال استخدام بذور أرز وتقنيات صينية. وأبرمت اتفاقات مشابهة مع كوبا وفنزويلا.

وطورت الصين وهي أكبر مستهلك للارز في العالم سلالات مهجنة يمكنها تحقيق إنتاج يفوق المتوسط العالمي بنسبة 60 في المئة.

افريقيا في مواجهة أزمة الغذاء وبنك عربي يقدم المساعدات

قال البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا انه سيقدم مساعدات مالية للمزارعين الافارقة مساهمة منه في تعزيز الإنتاج في وقت تعاني القارة من آثار ارتفاع اسعار الغذاء العالمية.

وقال عبد العزيز خلف المدير العام للبنك ان البنك سيساعد أشد قارات العالم فقرا على الحد من نقص الغذاء.

واضاف في مقابلة مع رويترز: اننا نعمل مع جميع الدول الافريقية تقريبا لمنحها قروضا ميسرة وبخاصة القطاع الزراعي من أجل زيادة الانتاجية الزراعية كسبيل لتخفيف آثار ارتفاع اسعار الغذاء في الاجل القصير. بحسب رويترز.

وارتفعت اسعار المواد الغذائية الاساسية أكثر من 40 في المئة على مدار العام المنصرم وشهدت كثير من الدول النامية نقصا في المواد الغذائية واعمال شغب احتجاجا على ارتفاع الاسعار مما دعا الامم المتحدة للتحذير من سوء التغذية والاضطرابات الاجتماعية.

وقال خلف: نصر على ضرورة اعطاء التنمية الريفية أولوية قصوى في المستقبل في أنحاء افريقيا.

وتحدث خلف بينما كان يزور العاصمة الموزامبيقية مابوتو للمشاركة في الاجتماع السنوي للبنك الافريقي للتنمية حيث يتوقع أن يناقش وزراء المالية الافارقة ومانحون وخبراء اقتصاد أزمة الغذاء العالمية.

ويعتزم البنك العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا الذي تأسس بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين الدول العربية والافريقية زيادة قروضه الاجمالية بمقدار 225 مليون دولار لتصل إلى 900 مليون دولار بموجب خطة عمل خمسية للفترة من 2005 حتى 2009.

ويقول مسؤولون دوليون ان اسعار المحاصيل ارتفعت كثيرا في انحاء العالم لكن دخول المزارعين في الدول الفقيرة لم ترتفع نتيجة لذلك.

وأثار الغضب من ارتفاع اسعار الغذاء احتجاجات واضطرابات في عدة بلدان افريقية من بينها موزامبيق والسنغال والكاميرون.

وحذر خلف من أن افريقيا بشكل خاص عرضة لارتفاع اسعار الغذاء رغم مواردها الطبيعية الهائلة.

توقعات واشنطن في أستمرار ازمة الغذاء لعامين قادمين

قال مسؤولون بالبيت الابيض ان من المرجح استمرار ارتفاع أسعار الغذاء العالمية لعامين أو ثلاثة الى أن يعيد العالم بناء مخزونات المواد الغذائية.

وقال ادوارد لازير رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس الامريكي جورج بوش في مقابلة: تقديرنا أن تلك الاسعار ستظل مرتفعة لا أن تتسارع بنفس ايقاع العام الماضي... المخزونات استنفدت وسوف تستغرق اعادة بنائها بعض الوقت. وتوقع استمرار ارتفاع الاسعار لعامين أو ثلاثة على الارجح. بحسب رويترز.

وقال كيث هينيسي مدير المجلس الاقتصادي الوطني ان تفويض الوقود المتجدد الامريكي الذي أوقد شرارة نقاش حاد في الكونجرس على مدى الاسابيع الاخيرة ليس مسؤولا عن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

نمو الزراعة في افريقيا وارتفاع أسعار الغذاء

قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ان ارتفاع اسعار الغذاء العالمية يمكن أن يعزز انتاجية المزارع في افريقيا حيث يتوقع تسارع النمو الاقتصادي هذا العام.

وقالت دينيس فولتر الخبيرة الاقتصادية بالمنظمة لدى عرض التوقعات الاقتصادية للمجموعة بشأن أفريقييا للعام 2008 في برلين ارتفاع الاسعار في قطاع الزراعة مؤشر ايجابي بالفعل.

واضافت أنه في المدى القصير ينبغي للدول المتقدمة أن تقدم مساعدات لافريقيا لمواجهة الاختناقات في انتاج الغذاء.

وتابعت، لكن ارتفاع الاسعار يقدم أيضا حوافز (للمزارعين) لزيادة الانتاج المحلي.

وتتوقع المنظمة أن يتسارع النمو في افريقيا الى 5.9 بالمئة هذا العام من 5.7 بالمئة في 2007. بحسب رويترز.

وتسعى الاهداف الانمائية للالفية للامم المتحدة الى خفض الفقر الشديد الى النصف بحلول عام 2015 لكن فولتر قالت انه لكي ينجح ذلك في افريقيا سيكون من الضروري تحقيق معدلات نمو تبلغ سبعة بالمئة أو أكثر في القارة.

وقالت ان افريقيا تستفيد من قوة الطلب على النفط الذي بلغت أسعاره مستويات قياسية هذا الشهر.

وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يبلغ متوسط النمو الاقتصادي للدول المصدرة للنفط في افريقيا 6.8 بالمئة في 2008 مقارنة مع 4.9 بالمئة في الدول المستوردة للنفط.

وأضافت فولتر أن افريقيا تملك امكانيات كبيرة للاستفادة بشكل أكثر فاعلية من أراضيها مشيرة الى أن الانتاجية الزراعية تقل نحو 30 بالمئة عن مثيلتها في جنوب شرق اسيا.ويعيش نحو نصف سكان افريقيا البالغ عددهم 900 مليون نسمة تحت خط الفقر.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  10/حزيران/2008 - 6/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م