حديثنا هنا سيدور حول النصب والنصابين ولماذا يستخدم المصريون
في خطابهم هذين المصطلحين بدلا من المصطلح الأصلي (دجل واحتيال
محتالون ودجالون)؟!.
الخوارج الجدد وهم أصل التكفير وأصوله غاضبون ويروجون أن الشيعة
يكفرون (أهل السنة) ويصفونهم بالنواصب!!.
يزعمون أنك إذا مررت على أي كتاب من كتب الروايات المنقولة عن
أئمة أهل البيت ووجدت كلمة ناصب ناصبي نواصب فالمقصود بهم عامة أهل
السنة!!.
لنرجع إلى كتاب (ميزان الاعتدال) للذهبي وهو عندهم أحد أصح
الكتب بعد كتاب الله لنرى ما يقول.
699 - أزهر بن عبدالله الحرازى الحمصى [د، س، ت]. يقال هو أزهر
ابن سعيد. تابعي حسن الحديث، لكنه ناصبى، ينال من على رضى الله عنه.
816 - أسد بن وداعة، شامى من صغار التابعين/ ناصبى يسب. قال ابن
معين: كان هو وأزهر الحرازى وجماعة يسبون عليا. [وقال النسائي: ثقة].
2436 - خالد بن عبدالله القسرى [الدمشقي] البلجى الأمير عن أبيه.
عن جده، صدوق لكنه ناصبى بغيض، ظلوم. قال ابن معين: رجل سوء يقع في
علي بن أبي طالب.
4338 - عبدالله بن سالم [د، س] الاشعري الحمصى عن محمد بن زياد
الالهانى، ومحمد بن الوليد الزبيدى. قال يحيى بن حسان التنيسى: ما
رأيت بالشام أنبل منه. وقال أبو داود: كان يقول: علي أعان على قتل
أبى بكر وعمر، وجعل يذمه أبو داود - يعنى أنه ناصبى. وقال النسائي:
ليس به بأس.
6989 - لمازة بن زبار [د، ت، ق]، أبو الوليد. بصرى حضر وقعة
الجمل. وكان ناصبيا، ينال من على رضى الله عنه، ويمدح يزيد.
وسنكتفي بهذا القدر مما ذكره الذهبي تحت عنوان ناصبي ولن نقوم
بحصر من تحدث عنهم الذهبي بعبارات مثل يشتم ويسب ومن بين هؤلاء
حريز بن عثمان الذي اجتمع على توثيقه أصحاب الصحاح والمسانيد.
1792 - [ صح ] حريز بن عثمان [خ، عو] الرحبى الحمصى. كان متقنا
ثبتا، لكنه مبتدع. قال على بن عياش : جمعنا حديثه في دفتر نحوا من
مائتي حديث، فأتيناه به، فتعجب، وقال: هذا كله عنى؟ وقال معاذ بن
معاذ: لا أعلم أنى رأيت شاميا أفضل منه. وقال أبو داود: سألت أحمد
عنه، فقال : ثقة ثقة. وكذا وثقه ابن معين وجماعة. وقال الفلاس: كان
ينال من على، وكان حافظا لحديثه. وقال أحمد بن سليمان الرهاوى:
سمعت يزيد بن هارون، وقيل له: كان حريز يقول: لا أحب عليا رضى الله
عنه، قتل آبائي يوم صفين وكان يقول: لنا إمامنا ولكم إمامكم يعنى
معاوية وعليا. وقال عمران بن أبان: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا
أحبه، قتل آبائي.
المهم أن (عو) هذه التي ذكرها الذهبي تعني أنهم قد اجتمعوا على
توثيقه والأخذ عنه!!. ونعم الثقة ونعم التوثيق!!.
البخاري على سبيل المثال روى عن حريز بن عثمان والحروف المذكورة
مع هذه الأسماء تشير إلى الكتب التي اعتمدتهم ونقلت عنهم!!.
نعود إلى سؤالنا الجوهري...
لماذا استبدل الناطقون بلسان الضاد كلمة محتال ودجال بكلمة نصاب
رغم أن الدجل والاحتيال لا تندرج بين معاني المصطلح الواردة في
معاجم اللغة.
يقول صاحب لسان العرب:
نصب: النَّصَبُ: الإِعْياءُ من العَناءِ. والفعلُ نَصِبَ
الرجلُ، بالكسر، نَصَباً: أَعْيا وتَعِبَ؛ وأَنْصَبه هو،
وأَنْصَبَني هذا الأَمْرُ. وهَمٌّ ناصِبٌ مُنْصِبٌ: ذو نَصَبٍ، وهو
فاعلٌ بمعنى مفعول لأَنه يُنْصَبُ فيه ويُتْعَبُ.
قال الجوهري: ناصِبٌ فاعل بمعنى مفعول فيه، لأَنه يُنْصَبُ فيه
ويُتْعَبُ، كقولهم: لَيْلٌ نائمٌ أَي يُنامُ فيه، ويوم عاصِفٌ أَي
تَعْصِفُ فيه الريح.
ويقال: نَصِبَ الرجلُ، فهو ناصِبٌ ونَصِبٌ؛ ونَصَبَ لـهُمُ
الـهَمُّ، وأَنْصَبَه الـهَمُّ؛ وعَيْشٌ ناصِبٌ: فيه كَدٌّ
وجَهْدٌ؛ وبه فسر الأَصمعي قول أَبي ذؤيب:
وغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بعيشٍ ناصِبٍ، * وإِخالُ أَني لاحِقٌ
مُسْتَتْبِـعُ
وفي التنزيل العزيز: مَسَّني الشيطانُ بنُصْبٍ وعَذابٍ.
والنَّصِبُ: المريضُ الوَجِـعُ؛ وقد نَصَبه المرض وأَنْصَبه.
والنَّصْبُ: وَضْعُ الشيءِ ورَفْعُه، نَصَبه يَنْصِـبُه نَصْباً،
ونَصَّبَه فانْتَصَبَ والنَّصْبُ والنُّصُبُ: العَلَم الـمَنْصُوب.
وفي التنزيل العزيز:
كأَنهم إِلى نَصْبٍ يُوفِضُونَ؛ قرئ بهما جميعاً، وقيل:
النَّصْبُ الغاية، والأَول أَصحّ. قال أَبو إِسحق: مَن قرأَ إِلى
نَصْبٍ، فمعناه إِلى عَلَمٍ مَنْصُوبٍ يَسْتَبِقُون إِليه؛ ومن
قرأَ إِلى نُصُبٍ، فمعناه إِلى أَصنام كقوله: وما ذُبِحَ على
النُّصُب، ونحو ذلك قال الفراء؛ قال: والنَّصْبُ واحدٌ، وهو مصدر،
وجمعه الأَنْصابُ.
الشيء المؤكد أن مصطلح النصَب والنصْب لم يكن يعني بحال من
الأحوال الدجل والاحتيال ولكنه الآن يعني ومن هنا يصبح التساؤل عن
سبب صرف معناه من البغض والكراهية لأهل البيت ليصبح استخدامه قاصرا
أو مركزا على الدجالين والمحتالين.
الناصب لأهل البيت من الناحية اللغوية فاعل ولكنه مفعول فيه فقد
أحرقه الحقد والحسد والبغض لهم والرغبة المريضة في محو ذكرهم
والقضاء على آثارهم وإبادة شيعتهم فأنصبه الهم وصار عيشه عيشا
ناصبا (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ
حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ
أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى *
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ
رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) .
الشيخ الناصب النصاب أو الدجال تعتمل نيران الحقد والحسد داخل
نفسه المريضة وتحوله إلى شيطان يمشي على رجلين فيرتكب كل الكبائر
والموبقات وأولها جريمة الكذب والتضليل ليروج بضاعته النافقة بين
أبناء الأمة المضللين المغيبين.
النصاب هو دجال ومحتال من نوع فريد ومجال دجله واحتياله الأول
هو الاحتيال على الناس باسم الله عز وجل.
المحتال العادي (لص الغسيل) يكذب ليأكل ويبقى مجال غشه وخداعه
قاصرا على بضعة كيلوجرامات من الأرز والقمح أو حتى عدة أوقيات من
الذهب والضرر الناجم منه ليس بهذه الضخامة والاتساع الذي يحدثه
لصوص الدين ومحرفو الكلم عن مواضعه ممن عناهم ربنا سبحانه وتعالى
بقوله:
(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ
مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن
بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُواْ
الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ
إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ
عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ * أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا
يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ
يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ
يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ
لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا
كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ *
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً
قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ
عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *
بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ
فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
بالأمس كان أحد الشيوخ النصابين الأميين الذين لا يعلمون الكتاب
إلا أماني وإن هم إلا يظنون يخطب الجمعة ولا أدري أي جمعة هذه التي
يصليها الناس من خلفه؟!.
كعادتهم المفضلة والتي سهلت منحه رخصة الخطابة من محور الاعتدال
العربي استغل (منبر رسول الله ص) كما يفترض لترويج خرافاته
وأكاذيبه فقال:
الشيعة - عليهم من الله ما يستحقون – يزعمون أنهم يحبون أهل
البيت وهم كاذبـــــون كاذبــــــــون, يمد به صوته حتى تكاد تزهق
نفسه من أجل إثبات زعمه!!.
ثم يقول: نحن فقط الذين نحب أهل البيت....
الشيعة – كما يقول ذلك النصاب- يفترون على أم المؤمنين عائشة
ويرمونها بالفحشة.. وهم بذلك يكذبون القرآن الذي نزل ببراءتها من
فوق سبع سماوات!!!.
الشيعة – عليهم من الله ما يستحقون- يزعمون أن الآية الكريمة
(إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ
وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)
وهم كاذبون كاذبون.
الكثير من إخواننا السنة والشيعة على حد سواء يلومون علينا
إثارة هذه القضايا والرد على هؤلاء السفهاء النصابين في هذا الوقت
الذي تتعرض فيه الأمة لهجمة صهيونية شرسة ونحن أحوج ما نكون إلى
الوحدة ولم الشمل ووووووو.
كلام جميل ولكنه يحتاج إلى عقلاء على ضفتي النهر وليس من
المنطقي أن تقوم الشركات الأمنية الإقليمية والعابرة للقارات
بتجنيد هؤلاء للتحريض والتكفير ونبقى مكتوفي الأيدي من دون رد ولا
إيضاح للزيف والدجل الذي يمارسه النصابون أبناء مسيلمة وأحفاد
سجاح.
من أين جاء الشيخ النصاب وأحفاد سجاح بحكاية قذف الشيعة لأم
المؤمنين عائشة؟!.
مجرد سؤال أوقن جازما أن الشيخ الدجال لا يملك جوابا شافيا
عليه.
أما أن الشيعة هم الذين يزعمون أن الآية الكريمة نزلت في حفصة
وعائشة فيمكن للشيخ الذي لا يكف عن الكلام بدون علم ولا هدى ولا
كتاب منير أن يرجع إلى موقع وزارة الأوقاف السعودية ويحصل منه على
تفسير هذه الآية الذي ننقله هنا بنصه من دون حذف ولا تعديل من
تفسير ابن كثير.
وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى أَنَّ عَائِشَة وَحَفْصَة رَضِيَ اللَّه
عَنْهُمَا هُمَا الْمُتَظَاهِرَتَانِ الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ
الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده حَيْثُ قَالَ ثَنَا عَبْد
الرَّزَّاق أَنَا مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه
بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ثَوْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: لَمْ
أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَل عُمَر عَنْ الْمَرْأَتَيْنِ
مِنْ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اللَّتَيْنِ. حَتَّى حَجَّ عُمَر وَحَجَجْت مَعَهُ فَلَمَّا كَانَ
بِبَعْضِ الطَّرِيق عَدَلَ عُمَر وَعَدَلْت مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ
فَتَبَرَّزَ ثُمَّ أَتَانِي فَسَكَبْت عَلَى يَدَيْهِ فَتَوَضَّأَ
فَقُلْت يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مَنْ الْمَرْأَتَانِ مِنْ
أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَانِ
قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّه فَقَدْ صَغَتْ
قُلُوبُكُمَا" فَقَالَ عُمَر : وَاعَجَبًا لَك يَا اِبْن عَبَّاس
قَالَ الزُّهْرِيّ : كَرِهَ وَاَللَّهِ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ وَلَمْ
يَكْتُمْهُ قَالَ هِيَ عَائِشَة وَحَفْصَة قَالَ ثُمَّ أَخَذَ
يَسُوق الْحَدِيث قَالَ: كُنَّا مَعْشَر قُرَيْش قَوْمًا نَغْلِب
النِّسَاء فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَة وَجَدْنَا قَوْمًا
تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ
نِسَائِهِمْ: قَالَ وَكَانَ مَنْزِلِي فِي دَار أُمَيَّة بْن زَيْد
بِالْعَوَالِي قَالَ فَغَضِبْت يَوْمًا عَلَى اِمْرَأَتِي فَإِذَا
هِيَ تُرَاجِعُنِي فَأَنْكَرْت أَنْ تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا
تُنْكِر أَنْ أُرَاجِعَك؟ فَوَاَللَّهِ إِنَّ أَزْوَاج رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ
وَتَهْجُرهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْم إِلَى اللَّيْل قَالَ
فَانْطَلَقْت فَدَخَلْت عَلَى حَفْصَة فَقُلْت أَتُرَاجِعِينَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ نَعَمْ.
قُلْت: وَتَهْجُرهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْم إِلَى اللَّيْل؟ قَالَتْ
نَعَمْ قُلْت قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَ
أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَب اللَّه عَلَيْهَا لِغَضَبِ
رَسُوله فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ لَا تُرَاجِعِي رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا
وَسَلِينِي مِنْ مَالِي مَا بَدَا لَك وَلَا يَغُرَّنَّكِ إِنْ
كَانَتْ جَارَتك هِيَ أَوْسَمَ - أَيْ أَجْمَل - وَأَحَبَّ إِلَى
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ يُرِيد
عَائِشَة قَالَ - وَكَانَ لِي جَارٌ مِنْ الْأَنْصَار وَكُنَّا
نَتَنَاوَب النُّزُول إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَنْزِل يَوْمًا وَأَنْزِل يَوْمًا فَيَأْتِينِي
بِخَبَرِ الْوَحْي وَغَيْره وَآتِيه بِمِثْلِ ذَلِكَ وَقَالَ
وَكُنَّا نَتَحَدَّث أَنَّ غَسَّان تُنْعِل الْخَيْل لِتَغْزُونَا
فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمًا ثُمَّ أَتَى عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي
ثُمَّ نَادَانِي فَخَرَجْت إِلَيْهِ فَقَالَ حَدَثَ أَمْر عَظِيم
فَقُلْت وَمَا ذَاكَ أَجَاءَتْ غَسَّان؟ قَالَ لَا بَلْ أَعْظَم
مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَل طَلَّقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ فَقُلْت قَدْ خَابَتْ حَفْصَة
وَخَسِرَتْ قَدْ كُنْت أَظُنّ هَذَا كَائِنًا حَتَّى إِذَا
صَلَّيْت الصُّبْح شَدَدْت عَلَيَّ ثِيَابِي ثُمَّ نَزَلْت
فَدَخَلْت عَلَى حَفْصَة وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْت أَطَلَّقَكُنَّ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ لَا
أَدْرِي هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرُبَة
فَأَتَيْت غُلَامًا لَهُ أَسْوَد فَقُلْت اِسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ
فَدَخَلَ الْغُلَام ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ لَهُ فَصَمَتَ
فَانْطَلَقْت حَتَّى أَتَيْت الْمِنْبَر فَإِذَا عِنْده رَهْط
جُلُوس يَبْكِي بَعْضهمْ فَجَلَسْت عِنْده قَلِيلًا ثُمَّ
غَلَبَنِي مَا أَجِد فَأَتَيْت الْغُلَام فَقُلْت: اِسْتَأْذِنْ
لِعُمَر فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُك
لَهُ فَصَمَتَ فَخَرَجْت فَجَلَسْت إِلَى الْمِنْبَر ثُمَّ
غَلَبَنِي مَا أَجِد فَأَتَيْت الْغُلَام فَقُلْت اِسْتَأْذِنْ
لِعُمَر فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُك
لَهُ فَصَمَتَ فَوَلَّيْت مُدْبِرًا فَإِذَا الْغُلَام يَدْعُونِي
فَقَالَ اُدْخُلْ قَدْ أَذِنَ لَك فَدَخَلْت فَسَلَّمْت عَلَى
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ
مُتَّكِئ عَلَى رِمَال حَصِير - قَالَ الْإِمَام أَحْمَد :
وَحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوب فِي حَدِيث صَالِح قَالَ رِمَال حَصِير -
وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبه فَقُلْت: أَطَلَّقْت يَا رَسُول اللَّه
نِسَاءَك؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَقَالَ " لَا " فَقُلْت
اللَّه أَكْبَر وَلَوْ رَأَيْتنَا يَا رَسُول اللَّه وَكُنَّا
مَعْشَر قُرَيْش قَوْمًا نَغْلِب النِّسَاء فَلَمَّا قَدِمْنَا
الْمَدِينَة وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ فَطَفِقَ
نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ فَغَضِبْت عَلَى
اِمْرَأَتِي يَوْمًا فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعنِي فَأَنْكَرْت أَنْ
تُرَاجِعَنِي فَقَالَتْ مَا تُنْكِر أَنْ أُرَاجِعَك؟ فَوَاَللَّهِ
إِنَّ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيُرَاجِعْنَهُ وَتَهْجُرهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْم إِلَى اللَّيْل
فَقُلْت قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ وَخَسِرَتْ
أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَب اللَّه عَلَيْهَا لِغَضَبِ
رَسُوله فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّه
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه قَدْ
دَخَلْت عَلَى حَفْصَة فَقُلْت لَا يَغُرَّنَّكِ إِنْ كَانَتْ
جَارَتك هِيَ أَوْسَم أَوْ أَحَبّ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ فَتَبَسَّمَ أُخْرَى فَقُلْت
أَسْتَأْنِس يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ" نَعَمْ " فَجَلَسْت
فَرَفَعْت رَأْسِي فِي الْبَيْت فَوَاَللَّهِ مَا رَأَيْت فِي
الْبَيْت شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَر إِلَّا أُهَبًا مُقَامَة
فَقُلْت اُدْعُ اللَّه يَا رَسُول اللَّه أَنْ يُوَسِّع عَلَى
أُمَّتك فَقَدْ وَسَّعَ عَلَى فَارِس وَالرُّوم وَهُمْ لَا
يَعْبُدُونَ اللَّه فَاسْتَوَى جَالِسًا وَقَالَ "أَفِي شَكٍّ
أَنْتَ يَا اِبْن الْخَطَّاب؟ أُولَئِكَ قَوْم عُجِّلَتْ لَهُمْ
طَيِّبَاتهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا" فَقُلْت اِسْتَغْفِرْ لِي
يَا رَسُول اللَّه وَكَانَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَدْخُل عَلَيْهِنَّ
شَهْرًا مِنْ شِدَّة مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حَتَّى عَاتَبَهُ
اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم
وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ طُرُق عَنْ الزُّهْرِيّ بِهِ
وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيد
الْأَنْصَارِيّ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ
: مَكَثْت سَنَة أُرِيد أَنْ أَسْأَل عُمَر بْن الْخَطَّاب عَنْ
آيَة فَمَا أَسْتَطِيع أَنْ أَسْأَلهُ هَيْبَة لَهُ حَتَّى خَرَجَ
حَاجًّا فَخَرَجْت مَعَهُ فَلَمَّا رَجَعْنَا وَكُنَّا بِبَعْضِ
الطَّرِيق عَدَلَ إِلَى الْأَرَاك لِحَاجَةٍ لَهُ قَالَ فَوَقَفْت
حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ سِرْت مَعَهُ فَقُلْت يَا أَمِير
الْمُؤْمِنِينَ مَنْ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيّ
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ هَذَا لَفْظ الْبُخَارِيّ
وَلِمُسْلِمٍ مَنْ الْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ قَالَ اللَّه
تَعَالَى "وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ" قَالَ عَائِشَة وَحَفْصَة
ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيث بِطُولِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ اِخْتَصَرَهُ.
وَقَالَ مُسْلِم أَيْضًا حَدَّثَنِي زُهَيْر بْن حَرْب حَدَّثَنَا
عُمَر بْن يُونُس الْحَنَفِيّ ثَنَا عِكْرِمَة بْن عَمَّار عَنْ
سِمَاك بْن الْوَلِيد أَبِي زُمَيْل حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن
عَبَّاس حَدَّثَنِي عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ : لَمَّا
اِعْتَزَلَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نِسَاءَهُ دَخَلْت الْمَسْجِد فَإِذَا النَّاس يَنْكُتُونَ
بِالْحَصَى وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْل أَنْ يُؤْمَر
بِالْحِجَابِ فَقُلْت لَأَعْلَمَنَّ ذَلِكَ الْيَوْم فَذَكَرَ
الْحَدِيث فِي دُخُوله عَلَى عَائِشَة وَحَفْصَة وَوَعْظه
إِيَّاهُمَا إِلَى أَنْ قَالَ فَدَخَلْت فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ
غُلَامِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
أُسْكُفَّة الْمَشْرُبَة فَنَادَيْت فَقُلْت يَا رَبَاح
اِسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْو مَا تَقَدَّمَ - إِلَى أَنْ قَالَ -
فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه مَا يَشُقّ عَلَيْك مِنْ أَمْر
النِّسَاء فَإِنْ كُنْت طَلَّقْتهنَّ فَإِنَّ اللَّه مَعَك
وَمَلَائِكَته وَجِبْرِيل وَمِيكَال وَأَنَا وَأَبُو بَكْر
وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَك وَقَلَّمَا تَكَلَّمْت - وَأَحْمَد اللَّه
- بِكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْت أَنْ يَكُون اللَّه يُصَدِّق قَوْلِي .
لماذا اخترنا أن نورد الرواية بنصها ومن موقع الوزارة
السعودية؟!.
ليكون الدليل واضحا على حجم الكذب والتضليل واستغلال جهل
الجماهير والأتباع من أجل تسويق الفتنة والكراهية والعداء لشيعة
أهل البيت عليهم السلام.
الوجه الآخر من وجوه الدجل والاحتيال أو النصب الذي يمارسه
النواصب النصابون هو ما يرددونه بثقة عمياء من أن الشيعة كاذبون في
التصاقهم وولائهم لأهل بيت النبوة.
إنهم إذا يعلمون ما تخفي الأنفس وما تكن الصدور!!.
إنهم أقل قليلا من آلهة وأكثر كثيرا من كونهم مجرد وعاظ يؤدون
واجب الوعظ والإرشاد والتذكير بواجب الطاعة لله ورسوله وهم وحدهم
من يقدر على التمييز بين الصادقين والمنافقين.
الله تبارك وتعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وآله (وَمِمَّنْ
حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ
نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى
عَذَابٍ عَظِيمٍ) والمعنى أن الرسول صلى الله عليه وآله لم يكن
يعلم المنافقين إلا من الوحي الإلهي, أما هم فيعلمون المنافقين
ويصدرون الأحكام عليهم ولا أدري هل ينزل عليهم الوحي أم لا؟!.
الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ
فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ
الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) أما هم فيجزمون أن
كل من رفع شعار الولاء لأهل البيت فهو كذاب ومنافق وهم وحدهم من
يحب أهل البيت.
لماذا لا يكون العكس هو الصحيح؟!.
الشيعة يزعمون وأنتم تزعمون!!.
فلماذا يكون زعمكم دائما زعما صادقا ولماذا يكون زعم الشيعة
كاذبا ومضللا؟!.
أليس هذا هو النصب والدجل بعينه؟!.
قامت لكم نظم سياسية منذ العهد الأموي وحتى يومنا هذا فلم يلق
أهل البيت منهم إلا القتل والتشريد فهل كلفتم خاطركم ولو لمرة
واحدة إدانة قتلة أهل البيت أم أنكم ما زلتم تصدرون الكتب وتلقون
الخطب محاولين تبرئة معاوية ويزيد وزياد وابن زياد ملقين دائما
باللوم على أهل البيت الذين لم يستجيبوا لنصائح الناصحين بالقبول
والرضا بالأمر الواقع وتارة أخرى باللوم على شيعتهم الذين لم
يقاتلوا حتى النهاية دفاعا عن الحسين؟!.
فمن الذي قتل الحسين؟!.
ولماذا تصرون على إبقاء الفاعل مجهولا (من وجهة نظركم طبعا)
وترفضون توجيه أي إدانة للقتلة.
النواصب النصابون الذين ذكرنا أسماءهم في أول البحث كانوا
يشتمون أمير المؤمنين ومولى المتقين عليا عليه السلام على المنابر
ومع ذلك فشيئا من هذا الفحش الذي مارسه هؤلاء (يا من تزعمون حب أهل
البيت حبا صادقا) خدش الثقة بهم أو هز منزلتهم في قلوبهم؟؟!!.
كيف؟!
تزعمون أنكم أصحاب الحب الحقيقي لأهل البيت وتترضون وتثقون بمن
كان يشتمهم ويلعنهم على المنابر؟!.
كفى دجلا ونصبا أيها الناصبون الناصبون.
يقول تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا
حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ
إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ) .
* المنصورة- مصر
[email protected] |