ملف الارهاب في العراق: نهايات القاعدة وتجنيد الانتحاريين الاطفال

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: رغم تراجع أعمال العنف والارهاب والعمليات الانتحارية، إلا ان العراق مازال يشهد بعض هذه الاعمال. والملفت للنظر هو ما عثرت عليه قوات الامن العراقية من مفارقة مخيفة ذلك بوجود شباب دون السن القانونية، اجبروا تحت التهديد والرعب على ممارسة الارهاب لتنظيم القاعدة في الموصل.

من جانبها كانت عمليات الجنوب في البصرة قد حددت نوعا ما نشاط بعض الجماعات المسلحة وأضعفت قدرتها على حمل السلاح أو الترهيب الذي تمارسه والانشطة الغير قانونية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير الذي أعدته لكم عن الارهاب في العراق، تستعرض لكم الانجازات الامنية مؤخرا، والتعاون الدولي مع وكالات استخبارية عالمية على مكافة ارسال مقاتلين إلى العراق، أو تمويل الداخل العراقي:

القاعدة تدرب فتية الجهاد قسرا وتحت التهديد  

أعلن العراق عن اكتشاف مجموعة من الفتية تم إخضاعهم لتدريبات قسرية لتنفيذ عمليات إنتحارية لصالح تنظيم القاعدة في العراق.

وأوضح الناطق باسم الداخلية العراقية، العميد عبدالكريم خلف، أن قوة عراقية اكتشفت ستة فتية، تتراوح أعمارهم بين 15 و 18 عاماً، أثناء عمليات تفتيش دقيقة في مدينة الموصل. وذكر خلف أن المجموعة تلقت تدريبات لشن هجمات ضد قوات الأمن العراقي.

وصرح أحد المعتقلين: هدد مسلح سعودي باغتصاب أمهاتنا وشقيقاتنا وقتل أبائنا وتدمير بيوتنا إذا رفضنا التعاون معه. بحسب الأسوشيتد برس.

وجاء اعتقال المجموعة في سياق العملية العسكرية التي تشنها القوات العراقية ضد تنظيم القاعدة في الموصل ونينوى، وأسفرت عن اعتقال 1300 مشتبهاً.

ونقل خلف أن الفتية تلقوا تدريبات خلال الأسابيع القليلة الماضية، وأن مواطناً سعودياً كان ضمن فريق التدريب ويعتقد أنه قتل خلال عملية عسكرية، دون الإشارة إلى زمان ومكان مقتله.

وصرح أن المجموعة، والدة أحد أعضائها طبيبة ووالد عضو آخر يعمل كأستاذ جامعي، تلقت تدريبات على كيفية شن هجمات انتحارية باستخدام أحزمة ناسفة ووضع جدول زمني لكل منهم لتنفيذ عمليته. بحسب (CNN).

وتزامن اعتقال المجموعة مع استهداف انتحاري على دراجة نارية نقطة تفتيش أمنية، مودياً بحياة ستة أشخاص وإصابة 22 آخرين، وفق مصدر أمني من المنطقة.

واستهدف المهاجم، الذي كان يحمل هوية سعودية باسم سلطان بن محمد الغامدي، 35 عاماً، النقطة الأمنية التي كان يقوم على حراستها قوة أمن عراقية ومن عناصر أبناء العراق.

تنظيم فتيان الجنة ينتشر في بغداد

تمدد تنظيم فتيان الجنة، المرتبط بتنظيم القاعدة، الى منطقة بغداد وبدأ بشن عمليات انتحارية تستهدف بالدرجة الاولى مجالس الصحوات. وحذر زعيم مجلس صحوة التاجي العقيد سعيد عزيز سلمان من اتساع قاعدة التنظيم الذي يتشكل بمعظمه من اطفال وصبية، الى مناطق شمال بغداد بعدما كان منتشراً ضمن حدود مدينة العامرية (غرب العاصمة). وأكد زعيم صحوة الطارمية (شمال بغداد) ماهر ابو سفيان ان احد عناصر تنظيم فتيان الجنة هو الذي نفذ عملية تفجير انتحارية استهدفت عناصر الصحوة في المنطقة.

وقال أبو سفيان لـ الحياة إن: السبب الرئيسي في تكرار حوادث استهداف عناصر الصحوة الموزعين على مناطق اطراف العاصمة يعود الى اختراق تنظيم القاعدة لهذه الصحوات. واشار الى ان مجالس الصحوة في مناطق شمال بغداد لا تزال مخترقة ما جعلها ضعيفة استخبارياً وعسكريا ويسهل استهدافها.

وطالب بتطبيق خطط تطهير واسعة لهذه المجالس. كما قال: تم الايعاز الى الفصائل التي اشرف عليها بتشديد الاجراءات الامنية وملاحقة العناصر المشتبه بتورطها مع القاعدة والجماعات المسلحة. بحسب صحيفة الحياة.

وكانت الشرطة العراقية أعلنت أمس ان مهاجماً انتحارياً على دراجة نارية قتل ستة أفراد على الأقل من أعضاء أحد مجالس الصحوة كما أصاب 18 شخصاً عند نقطة تفتيش في بلدة الطارمية.

وقال الادميرال باتريك دريسكول، احد الناطقين باسم الجيش الاميركي، في تصريحات سابقة، إن عناصر القاعدة لا يزالون قادرين على شن تفجيرات انتحارية وعمليات أخرى. وأوضح أن هؤلاء مطاردون وفقدوا توازنهم بالتأكيد»، لكنهم ما زالوا يشكلون تهديداً مميتاً جداً.

واكد زعيم صحوة التاجي ان غالببية الهجمات الارهابية التي تتعرض لها مجالس الصحوة يقف وراءها تنظيم القاعدة فضلا عن تشكيلات جديدة منبثقة منه أبرزها تنظيم الفتيان الذي يضم مجموعة من الصبية والاطفال تم تجنيدهم لهذا الغرض.

وحذر من اتساع قاعدة التنظيم التي كانت تقتصر على منطقة العامرية (غرب بغداد) لتشمل مناطق التاجي والطارمية (شمال العاصمة) وهو ما اكدته معلوماتنا الاستخباراتية. واوضح ان قواته اعتقلت 6 عناصر من فتيان الجنة سلموا الى القوات الاميركية.

واضاف، بعد التحقيقات مع المعتقلين توصلنا الى معرفة هوية القادة الكبار الذين يؤمنون الدعم المادي واللوجستي لهؤلاء الصغار الذين لم تتجاوز اعمارهم 16 عاما، واعتقلنا بعض قادتهم في حين فر آخرون خارج العراق.

وزاد ان التحقيقات كشفت ان قادة هذا التنظيم يلجأون الى البساتين البعيدة عن مراكز المدن خصوصاً في التاجي والطارمية، لاغراض التدريب، بالتواطؤ مع أصحاب هذه المزارع.

ولفت سلمان الى ان التمويل والدعم اللذين يحظى بهما عناصر فتيان الجنة كبيران جداً، وتكهن بأن الهدف من وراء تشكيل هذا التنظيم هو تصفية قيادات وعناصر القاعدة نفسها ضمن صراعات داخلية تعصف بها.

وثيقة تبين دخول ستة ألاف انتحاري إلى العراق

وقال الناطق الرسمي باسم مجالس إسناد عشائر محافظة ديالى إن مقاتلي المجلس عثروا على وثيقة وصفها بانها مهمة للغاية تعود إلى تنظيم القاعدة وتكشف عن دخول ستة ألاف انتحاري الذين نفذوا عمليات مسلحة داخل العراق.

وأضاف الشيخ صباح شكر الشمري أن: مقاتلي مجلس الإسناد عثروا خلال عملية دهم وتفتيش في إحدى مناطق ديالى على وثيقة تعود إلى تنظيم القاعدة تقول إن ستة ألاف مسلح من التنظيم قاموا بتنفيذ عملياتهم الانتحارية خلال السنوات التي أعقبت زوال النظام السابق داخل مناطق متفرقة من العراق وان الغالبية منهم يحملون جنسيات عربية.

ولم يحدد الناطق الرسمي باسم مجالس إسناد عشائر محافظة ديالى المنطقة التي عثر فيها على الوثيقة. بحسب اصوات العراق.

وشهدت محافظة ديالى خلال السنوات الأربع الأخيرة العديد من العمليات الانتحارية عن طريق السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة. وتقع مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى على بعد 57 كم شمال شرق بعقوبة.

لمنع دخول انتحاريين: تعاون استخباراتي مع دول اجنبية

كشف المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات الجنرال كيفن بيركنر عن حصول القيادة العسكرية الامريكية في العراق على معلومات استخباراتية من بعض دول الجوار عن الانتحاريين من تنظيم القاعدة الذين سينفذون عملياتهم داخل العراق.

وقال بيركنر في مؤتمر صحافي مشترك مع المتحدث المدني باسم قيادة عمليات بغداد تحسين الشيخلي ان نتيجة لهذه المعلومات تم اعتقال 50 منهم بينهم امراء مجاميع واشخاص يسهلون دخول المقاتلين الاجانب الى العراق. بحسب كونا.

واضاف ان قيادة القوات الامريكية في العراق تتعاون مع اجهزة استخبارات اجنبية للمساعدة في اعتقال ارهابيين وانتحاريين والحد من تدفقهم الى العراق.

ولم يذكر بيركنر الدول التي يتعاون معها الجيش الامريكي استخباراتيا لكنه لفت الى ان تنظيم القاعدة يعتمد على مصادره من الخارج كثيرا وبخاصة فيما يتعلق بالانتحاريين.

واكد ان العمليات مستمرة للقضاء على شبكات اطلاق الصواريخ ضد المنطقة الخضراء وعدد من احياء العاصمة.

واضاف ان اكثر من 700 صاروخ وقذيفة هاون اطلقت على احياء بغداد وان القوات العراقية وقواتنا تستجيبان بشكل سريع لهذه الهجمات لتقليل الخسائر التي تتسبب بها في صفوف المدنيين.

القاعدة في المغرب العربي وارسال المقاتلين إلى العراق

أعلنت السلطات المغربية اعتقال 11 شخصا منهم مغربي مقيم ببلجيكا تشتبه في قيامهم بتشكيل "خلية إرهابية" وقالت إن لهم علاقة بتجنيد مقاتلين في العراق وكانوا يخططون لأعمال إرهابية بالمغرب وبلجيكا.

وقالت ان هؤلاء الاشخاص اعتقلوا بمدينتي الناظور بأقصى شمال المغرب وفاس في شمال شرق البلاد وان لهم علاقة بفروع لتجنيد متطوعين نحو العراق ومعسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بالجزائر كما كانوا يعتزمون تنفيذ أعمال ارهابية بالمغرب وبلجيكا.

ولم تذكر وكالة المغرب العربي الرسمية للانباء التي نقلت الخبر مزيدا من التفاصيل وقالت انهم سيحالون الى العدالة.

وقال محمد ظريف المحلل السياسي المغربي المتخصص في الحركات الاسلامية: هناك رهان من طرف تنظيم القاعدة على بعض البلدان المغاربية على رأسها المغرب ليس لتنفيذ عمليات داخل المغرب ولكن لارسال مقاتلين الى العراق. بحسب رويترز.

واضاف، لاننسى قرب المغرب من اوروبا وكثرة أفراد الجالية المغربية في الخارج وهو ما يفسر كثرة تفكيك الخلايا في المغرب وتوقيف مغاربة متهمين بالارهاب في اوروبا.

وقال: هناك تغيير في توجه هذه الخلايا فهي لا تسعى الى القيام بضربات في المغرب بقدر ما تسعى الى التوجه الى العراق أو الى التدرب في معسكرات القاعدة في الجزائر فنحن نعرف أن تنظيم القاعدة يراهن على العراق.

وعن تركيز القاعدة على المغرب من بين الدول المغاربية الخمس لاستقطاب مقاتلين الى العراق قال: نحن نعرف التحكم الامني في تونس بحكم قلة عدد السكان كما ان أهداف القاعدة في موريتانيا والجزائر هي توجيه ضربات للنظام بينما كانت الجماعة الليبية المقاتلة من أقدم الجماعات في المغرب العربي التي تبعت الى القاعدة.

كانت السلطات المغربية قد فككت العام الماضي خلية مكونة من 27 شخصا اغلبهم من مدينة تطوان شمال المغرب ولايزال ملفهم معروضا امام القضاء. وقالت السلطات انهم كانوا يقومون باستقطاب مقاتلين الى العراق.

وفككت السلطات المغربية أكثر من 50 خلية ارهابية بعد التفجيرات الانتحارية في الدار البيضاء عام 2003 التي خلفت 45 قتيلا.

قتلى العراق يشوهون احصائيات الإرهاب

أظهرت دراسة نشرت مؤخرا تراجعا في الهجمات القاتلة للإرهاب في أنحاء العالم وقالت إن بيانات مؤسسات الأبحاث الأمريكية التي تبين زيادة حادة جاءت مشوهة لأنها تضمنت أعمال القتل في العراق. بحسب رويترز.

وقال تقرير ملخص الامن البشري لعام 2007 وهو تقرير سنوي تموله حكومات كندا والنرويج وسويسرا والسويد وبريطانيا، حتى اذا اضيفت بيانات (الارهاب) في العراق فقد حدث تراجع كبير في ضحايا الارهاب في العالم.

وعلى سبيل المثال تراجع عدد قتلى العمليات الارهابية في العالم بنسبة 40 في المئة في الفترة بين يوليو تموز وسبتمبر ايلول عام 2007 نتيجة لتراجع عدد قتلى "الارهاب" في العراق بعد ارسال ما وصف بأنه قوات امريكية اضافية ووقف اطلاق النار من جانب جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وقال اندرو ماك مدير مشروع تقرير الامن البشري في مؤتمر صحفي: خلصنا الى ان اجماع الخبراء (بشأن الارهاب) ربما كان مضللا.

ورغم التراجعات الواضحة في قتلى الارهاب لاتزال العديد من مؤسسات الابحاث الامريكية تتحدث عن زيادات حادة.

وتشير بيانات معهد الوقاية من الارهاب الذي تموله وزارة الامن الداخلي الامريكية الى زيادة تفوق بمقدار اربع مرات في عدد القتلى في انحاء العالم نتيجة للارهاب في الفترة من عام 1998 الى عام 2006 . وجاءت أكبر زيادة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003

وتوصلت مؤسسات اخرى الى نتائج مماثلة من بينها المركز القومي الامريكي لمكافحة الارهاب.

وقال موجز التقرير: عدد قتلى الارهاب المتزايد الذي كشف عنه المركز القومي لمكافحة الارهاب ومعهد الوقاية من الارهاب... مقترنا بالتقييمات القاتمة لمحللي الامن الغربيين وأجهزة المخابرات تقدم فيما يبدو تأييدا كبيرا للمزاعم بأن وقوع الارهاب العالمي والتهديد به تزايد بالفعل.

وجاء في تقرير الامن البشري ان احصائيات معهد مكافحة الارهاب تبين ان نسبة 79 في المئة من عدد القتلى في انحاء العالم نتيجة للارهاب كانت من العراق في عام 2006 فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  31 أيار/2008 - 24/جماد الاول/1429