شبكة النبأ: مجاهد ابو الهيل من مواليد العراق 1977 غادر الوطن
في مطلع شبابه لأسباب سياسية وعاد اليه عام 2003 ، حاصل على
ماجستير فلسفة علوم اسلامية، اصدر صحيفة الشباب في المهجر، نشر
العديد من الدراسات والمقالات في الكثير من الصحف والمجلات بين
بغداد ومدريد وطهران والكويت، شارك في العديد من المؤتمرات
والمهرجانات والاماسي الشعرية التي اقيمت في عدد من العواصم
العربية، رئيس تحرير مجلة التضامن الاسلامي، والصحيفة التي تصدر
عنها، عمل معاوناً لوكيل وزارة الثقافة العراقية، والان معاون مدير
اذاعة جمهورية العراق، له نصوص مكثفة ورائعة ومزيجا من الاشكال
الشعرية المتصارعة.
مراسل شبكة النبأ المعلوماتية إلتقى بالأستاذ الشاعر ابو الهيل،
خلال حضوره المهرجان الشعري الاول لجامعة واسط، فكان هذا الحوار:
* لكل شاعر خصوصية في طرح ابداعه اين انت
من ذلك؟
خصوصيتي الشعرية هي اغفال اهمية الشكل الشعري، ومدار الشعر عندي
هو الشحنات الجمالية داخل النص، ولا يهمني ان يكون النص عموديا او
حرا او نثرا اتحرك في منطقة القصيدة بحرية هائلة، ففي مجموعاتي
الشعرية اعمل على احتقار الشكل الشعري لأن الشاعر الحقيقي هو شاعر
الصورة الشعرية ومضامينها الجمالية، اما الشكل فهو الاطار لتلك
الصورة.
* الشعر يتناول كل جوانب الحياة فهل انت
ضمن هذه المتداولات؟
الشعر لدي هو مرآة الوطن الذي كنت ابحث عنه في ازمات المنافي
والغربة، احاول ايضا الابتعاد عن الجوانب المادية واختلف كثيرا مع
الشاعر نزار القباني مثلا، عندما تناول المرأة كجسد في قصائده دون
روح، احاول ايضا من خلال قصيدتي ان اعالج الكثير من الاشكاليات
الفكرية والمعرفية واصيغها برؤية شعرية، وهذا نابع من تخصصي في
الدراسات الاسلامية والفلسفة وعلم الاجتماع، اذ كل هذه الاشياء
تدفعني بالتحرك نحو تلك الجوانب..
* لكل زمن شعري جيله، في أي جيل تضع نفسك؟
زمنيا انا من الجيل الذي اطلق عليه الناقد حسين سرمك، جيل ما
بعد المحنة، لكن شعريا احاول ان اغرد خارج اسراب الاجيال لأضع
بصمتي الشعرية الخاصة بي، وهذا ما اكتشفه الكثير من النقاد وعلى
رأسهم الناقد خضير ميري، اذ اعتبرني شعرية منفردة وشاعر بلا جيل.
* هل لديك في الشعر نكهة خاصة؟
على الشاعر ان يبحث عن منطقتة الشعرية الخاصة وان لايكون صدى
لأصوات الاخرين مهما كانت عالية انا اعتقد ان المبدع الحقيقي هو
الذي يستطيع رسم العالم بريشته الخاصة.
وفي حكم اطلاعي على التجارب الشعرية الانسانية حاولت ان لا اكون
صدى لأحد، وثانيا انا اكره ان اكون ظاهرة صوتية وقصيدتي تمتاز بشد
المتلقي الذي ترميه بعيدا داخل منطقة التامل، لذلك حينما اقرأ لا
احب ان اسمع تصفيق الاخرين لأنني اقرأ قصيدتي داخل عيونهم وقلوبهم
وكلما ازدادت القاعة هدوءا اشعر انني رميت حجرا يحرك كل هذا السكون.
واذا كان لابد لي من شاعر قدوة او مؤثر، فهو محمود درويش، اعتقد
ان هذا الشاعر قطع تجربة مرحلية مهمة في نصوصه تدرجت عنده القصيدة
من الغنائية الى القصيدة المطلقة
* هل لديك مجموعات شعرية؟
مجموعتي الشعرية الاولى حَملَت عنوان المرايا العمياء، وبعد ان
خرجت للضوء تلاقفتها الاقلام لتحيطها بدفة من المقالات والاضاءات،
واعتقد انها من المجاميع الشعرية القليلة التي لاقت احتفاءا ملحوظا
في هذا الوقت، رغم تعالي دخان الدمار والموت، والان لدي مجموعة
اخرى تحمل عنوان قاب شفتين او اشهى، حاولت بهذه المجموعة ان اتصاعد
اكثر لأصل الى تجربة جديدة مختلفة عن تجربتي السابقة.
*هل انت شاعر الوطن ام المنفى, ولماذا
غادرت الوطن؟
كل النصوص التي كتبتها خارج اسوار الوطن اعتقد انها لم تكن بصحة
جيدة وان كانت بشعرية جيدة،لكني اتطلع للعودة الى احضان الوطن
وعملت على ان تأجيل طباعة مجموعتي الشعرية الى ان عدت الى الوطن.
انا خرجت من العراق في مطلع شبابي وذلك بسب خروج عائلتي عن
مألوف السلطة فوالدي الشهيد ابو الهيل الجابري كان اول من صفع
الدكتاتورية بحذائه القديم، ليعَلَّق على حبل المشنقة وكان علي ان
ابحث عمن يصلبني بعده، لذلك ورثت هذا الإرث الهائل من البغض على
الديكتاتورية، لكن عائلتي خرجت مبكرا لتنجوا بنا من قبضتة المميتة.
شاركت بالعديد من المهرجانات والأماسي الشعرية خارج الوطن منها
مهرجان البابطين في الكويت ومؤتمر وزارء الثقافة العام في صنعاء
وحضرتُ اغلب المهرجانات داخل العراق كما كان لي حضورأ في العديد من
المؤتمرات الاعلامية والثقافية.
وبالنسبة للوضع الحالي للشعر في بلدنا، اعتقد ان العلاقة بين
المتلقي والنص الشعري، للاسف الشديد انها في الوقت الحاضر ليست كل
ما يرام.
* كلمة اخيرة تقولها؟
انا اقدم باقة من ورد لكم خاصة مُحاوِري الذي غمرني بالكم
اللطيف من الاسئلة الجميلة لينتزع مني هذه الاعترافات التي لم اقم
بها لولا ذكاءه وشغفه بمهنته الكبيرة والخطيرة معا.
مما قاله الشاعر مجاهد ابو الهيل:
(مايتذكره الشرطي الذي شَنقَ أبي)
كان أبي يقول
بأن موت وردة جميلة
بداية الأوان في تعاقب الفصول
كان أبي يأمرني
لكي تكون فارساً ياولدي
لابد أن تُعاند الخيول |