ايران في العراق: التخبط بين دعم الاستقرار السياسي والسعي لإخراج امريكا

شبكة النبأ: ايران قدمت الدعم بأنواعه للمعارضة العراقية السابقة، التي تحكم العراق اليوم، وهي اول من بادر بالإعتراف ودعم اول حكومة عراقية، لكنها تريد استرداد الجميل بما تمليه هي لا بما يرغب العراقيون في كيفيته، وامريكا خصم ايران اللدود، بدورها حررت العراق فعليا من حكم دكتاتوري قاس مقيت، خلال نتيجة عرضية في سعيها للسيطرة على منابع النفط في الخليج، فتحول العراق الى ساحة صراع بين الغزاة حَمَلة شعار الديمقراطية وبين اصحاب اجندة سياسية ذات شعارات ايديولوجية وواجهة دينية، وما بين هذا وذاك اصبح لزاما على العراقيين، ان ارادوا حفظ بلدهم اتقان لعبة الموازنة بين المصالح الاستراتيجية وبين حسن الجوار الذي من اهم شروطه عدم السماح للتدخل بالشؤون الداخلية من قِبل اي كان وتحت اية ذريعة او حجة...

رجل دين إيراني يندد بالاتفاقية العراقية الأمريكية

ندد رجل الدين الإيراني المحافظ آية الله أحمد خاتمي بشدة في خطبة صلاة الجمعة باتفاق أمني ستوقعه الحكومة العراقية والولايات المتحدة ويتناول وجود القوات الامريكية في العراق.

وقال احمد خاتمي الذي نقلت الاذاعة خطبته ان هذا الاتفاق يؤكد ان "المحاكم العراقية لا تستطيع محاكمة العسكريين الامريكيين وموظفي الشركات التي تعمل لحساب الجيش الامريكي".

وأوضح ان الاتفاق يقضي ايضا بان "تحتفظ القوات الامريكية بإشرافها، لمدة عشر سنوات، على وزارتي الدفاع والداخلية وعلى المخابرات.. ويمكن ان تكون لها سجون خاصة في العراق".

وأضاف خاتمي ان الاتفاق يسمح للقوات الامريكية بشن هجمات من العراق على "أي بلد يدعم مجموعات ارهابية". بحسب فرانس برس.

واعتبر ان هذا الاتفاق "استعباد بلا نهاية واسوأ مهانة واذلال... وأي يد توقع على مثل هذا الاتفاق ستعتبرها إيران خائنة للاسلام والشيعة والشعب العراقي".

وتتفاوض الولايات المتحدة والعراق حاليا على اتفاق يطلق عليه "ستيتوس اوف فورسس اغريمنت" يهدف إلى اعطاء اسس شرعية لوجود القوات الامريكية على الاراضي العراقية إلى ما بعد 31 ديسمبر عندما ينتهي مفعول قرار الامم المتحدة الذي ينظم حاليا وجودها.

إيران "تقرّع" أعضاء الوفد العراقي

وأشارت مصادر عراقية شاركت في الوفد البرلماني الذي ضم نواب شيعة، قصدوا إيران للتفاوض معها والطلب منها وقف دعمها للمليشيات المسلحة، أنهم عوض العودة لبغداد بوعود حازمة من قادة إيران بهذا الصدد تعرضوا لانتقاد شديد من قادة "الخط المتشدد."

وذكرت المصادر أن الإيرانيين اتهموا قادة العراق بـ"الانحناء" أمام رغبات واشنطن وتناسي الدعم الذي قدمته إيران طوال السنوات الماضية للمعارضة الشيعية، إبان حقبة النظام السابق، وأن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري انتقدهم بشدة، واعتبر أنهم وفروا موطئ قدم لواشنطن عند الحدود مع إيران.

وتحدث أعضاء الوفد الخمسة في مقابلات منفصلة مع وكالة أسوشيتد برس، عمّا دار في الاجتماعات مع الإيرانيين، طالبين عدم نشر أسمائهم نظراً لحساسية الموقف، شارحين طبيعة اللقاءات التي شهدتها الزيارة بين 30 أبريل/نيسان و الثاني من مايو/أيار.

وكانت العلاقات بين طهران وبغداد قد توترت مؤخراً، بعد أن قامت قوات الأمن العراقي بشن حملات لفرض الأمن في مناطق كانت تعتبر معقلاً للمسلحين الشيعة، وفي مقدمتهم عناصر جيش المهدي، رغم الروابط التي تجمع طهران بالتنظيمات الشيعية العراقية في الحكم وخارجه.

وقال أحد أعضاء الوفد: "كان الإيرانيون متشددون للغاية بل وغاضبون منا، وقد اتهمونا بنكران الجميل الذي قدمته طهران للشيعة خلال فترة حكم صدام حسين، والاصطفاف مع واشنطن في مواجهتهم."

وأضاف أعضاء آخرون أن الوفد الذي كان يأمل في الحصول على تعهد إيراني يقضي بوقف دعم المسلحين الشيعة في العراق قوبل بتقريع من مجموعة من السياسيين المتشددين، حيث اتهمهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بأنهم "أدوات" بيد الولايات المتحدة.

وكشف أحدهم أن قائد الفيلق، الجنرال قاسم سليماني، وجه اتهاماً صريحاً للوفد بأن السياسيين العراقيين أمّنوا "موطناً دائماً للأمريكيين عند أبواب إيران،" كما رفضوا الأدلة التي حملها الوفد معه حول ضلوع طهران بتسليح ميليشيات عراقية، ومن بينها أسلحة تحمل علامات صنع إيرانية.

على مفترق طرق 

ورأى باحثان عراقيان ان اعلان الحكومة العراقية عن وجود "دليل ملموس" بحوزتها يثبت التدخلات الايرانية، يضع ايران "على مفترق طرق"، ويفرض عليها ان تختار بين دعمها لحكومة "شيعية" تحتاج الى استقرار سياسي للاستمرار، وبين دعمها لجماعات مسلحة تسعى الى اخراج الولايات المتحدة من العراق.

يأتي هذا في وقت ادانت فيه الكثير من الاطراف السياسية على اختلاف توجهاتها، ما سمته بـ"التدخلات الايرانية الفاضحة في الشأن العراقي" خصوصا بعد اكتشاف اسلحة ايرانية حديثة الصنع استخدمت في المعارك التي خاضتها القوات العراقية مع مسلحين من جيش المهدي التابع للتيار الصدري، بحسب ما كشفه مسؤولون امنيون عراقيون مؤخرا.

وجاء اعلان الحكومة العراقية عن امتلاكها "دليلا ملموسا" على أن إيران تؤجج العنف في العراق، على لسان المتحدث باسمها علي الدباغ الذي قال خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الاحد، إن "هناك تدخلا ودليلا على أن إيران تدخلت في الشؤون العراقية."

واوضح الدباغ خلال المؤتمر الصحفي، ان القوات العراقية التي خاضت مواجهات البصرة في نهاية شهر اذار مارس الماضي "عثرت على أسلحة كان واضحا أنها مصنوعة في إيران." مضيفا "ظهرت الحقيقة الآن، فهناك دليل على وجود أسلحة إيرانية في العراق، ونحن نوثقها لغرض إرسالها إليهم، وهناك لجنة رفيعة المستوى قد تشكلت قبل ثلاثة أيام لهذا الغرض، وضمّت مسؤولين من وزارتي الداخلية والدفاع." 

واعرب الباحث العراقي عامر حسن الفياض، في حديثه لوكالة اصوات العراق عن قناعته بأن "تصريحات الدباغ بشأن استمرار العمليات العسكرية على المناطق الساخنة داخل بغداد، هو امر طبيعي لان الحكومة رسمت لها هدفا واضحا هو تطبيق القانون، اذ يبدو ان المالكي يريد ان يحكم بعصا، ولكن هذه العصا مصنوعة من القانون وليس الحديد." مشيرا الى ان هذا سيتطلب من ايران التعامل مع الشأن العراقي بطريقة اكثر عقلانية من السابق.

وكان الدباغ قال ظهر الاحد في مؤتمر صحفي ببغداد إن "العمليات العسكرية في بغداد والمدن الساخنة ستستمر لتحقيق اهدافها، بغض النظر عن الموقف الايراني منها."

وكانت الحكومة الايرانية قد اشترطت في وقت سابق، وقف العمليات العسكرية في مدينة الصدر والمدن الساخنة، من اجل العودة الى المفاوضات مع الجانب الامريكي حول الشأن العراقي.

وتابع الفياض قائلا إن "هناك الان ادراك واضح من قبل الحكومة، ربما جاء متأخرا، يتلخص في ضرورة ان تدار الحكومة من قبل رجالات الدولة وليس رجالات الاحزاب، وهو ما سيكون بداية للانتقال بالعراق من الكيانية السياسية الى الكيانية المؤسساتية للبلاد." مشيرا الى ان هذا سيحتاج "الحزم" لان القضية العراقية حسب الفياض "هي قضية اقليمية ذات ابعاد دولية، ويجب ملأ أي فراغ في العراق من قبل العراقيين انفسهم، وعدم السماح للاطراف الخارجية بممارسة أي نوع من التدخلات."

ويرى الدكتور فالح عبد الجبار، مدير معهد العراق للدراسات الاستراتيجية، أن التدخلات الايرانية في العراق، هي الان "على مفترق طرق" مبينا ان ايران كانت تعمل على محورين رئيسين هما "تشجيع كل القوى، بما فيها المسلحة مثل جيش المهدي، من اجل اخراج  الولايات المتحدة من العراق، وفي نفس القوت تدعم القوى الاسلامية الشيعية للبقاء في الحكم، خصوصا تلك القوى التي تقبل الدعم الايراني ولكنها لا تستطيع البقاء في الحكم دون التفاهم مع الامريكان."

الصميدعي: شيعتنا مرتبطون بوطنهم وإيران تدعم الميليشيات فقط 

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز  المقربة من الإدارة الأمريكية، عن السفير العراقي لدى الولايات المتحدة قوله إن غالبية الشيعة العراقيين يرتبطون ببلدهم وطنيا وبقوة، مضيفا بأنهم في الواقع يشكلون "تهديدا" للدولة الإيرانية وليس العكس. منوّها بأن إيران تقدم الدعم للميليشيات، وليس للشيعة.

وذكر السفير سمير الصميدعي للصحيفة أن وجود سلاح إيراني بكميات كبيرة في العراق، ومصنّع في إيران حديثا، لا يمكن أن يكون من دون علم القيادة الإيرانية، مشيرا إلى أن لجنة التقصي التي شكلها رئيس الوزراء العراقي "تجمع الأدلة الآن، وتربط بينها وبين تدريب جماعات مسلحة."

وأضافت الصحيفة، أن السفير قال لمراسليها إنه "من غير الصحيح الاعتقاد بأن كميات بهذا الحجم مصنعة في هذا السنة، أو العام الماضي، تدخل إلى العراق من دون معرفة الحكومة الإيرانية."

وأردف الصميدعي "على أي حال، أنا أفهم أن رئيس الوزراء (نوري المالكي) أمر بتشكيل لجنة خلال (48) ساعة لجمع الحقائق، والتوصل إلى الرابط بين تلك الأسلحة والدليل على تقديمها (إيران) تدريبات (لمسلحين)، كي نتمكن من مواجهة جيراننا الإيرانيين" بتلك الأدلة.

وأشارت (واشنطن تايمز) إلى أن سفير العراق قال إن لجنة التقصي العراقية، التي سماها المالكي، ستضم وزيري الداخلية والدفاع، وستفحص حيثيات الوضع كلها.

وعلقت الصحيفة بقولها "إن مسؤولين أمريكيين في مكافحة الإرهاب قالوا إن إيران قد زادت من نشاطها في تزويد السلاح (إلى مسلحين) في الشهور القليلة الماضية، مضيفين أن الحكومة الإيرانية تريد بذلك الحط من قيمة جهود الولايات المتحدة والتحالف العراقي في المنطقة."

وقال مسؤول مكافحة الإرهاب، بحسب الصحيفة، إن "هناك قلق متواصل من دخول السلاح من إيران إلى جماعات مدعومة (من طهران) في العراق، وأن مستوى دخول الأسلحة في تزايد."

وأضاف المسؤول، الذي لم تشر الصحيفة إلى اسمه "مع ذلك، فإن حقيقة قيام حكومة المالكي بالتحقيق في دور إيران علامة على نضج متزايد."

وقال الصميدعي للصحيفة "على الرغم من حرب دامت ثماني سنوات في الثمانينيات (من القرن العشرين الماضي) تحت حكم نظام صدام الذي هيمن عليه السنة، فإن الميليشيات الشيعية الحالية، وتحديدا رجل الدين المناهض للأمريكيين مقتدى الصدر، أقاموا علاقات قوية مع طهران."

وشدد السفير العراقي على أن غالبية شيعة بلاده "يرتبطون وطنيا بالعراق، وبقوة." وأضاف الصميدعي "في الحقيقة، فإن الشيعة العراقيين يمثلون تهديدا للدولة الإيرانية، وليس العكس."

قائد عمليات كربلاء يتهم إيران بزعزعة الأمن

وقال قائد عمليات كربلاء ومدير شرطتها، إن هناك تدخلا إيرانيا لزعزعة الأمن في المدينة ، مشيرا إلى أنه تم مصادرة كميات من الاسلحة إيرانية الصنع من أماكن متعددة في المحافظة.

وأوضح اللواء رائد شاكر جودت خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى قيادة عمليات كربلاء بعد استعراض كميات كبيرة من الأسلحة أمام الصحفيين أن " هناك تدخل إيراني و(لمسة) إيرانية في كربلاء."

وأضاف أن "هذه اللمسة مردها وجود أسلحة إيرانية الصنع وخاصة العبوات الناسفة " مشيرا إلى أن " هذه الأسلحة دخلت إلى كربلاء بهدف زعزعة الأمن إلا أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والنوعية جعلتنا نصادر هذه الأسلحة في أماكن متعددة من المحافظة."

ولم يكشف مدير الشرطة عن عدد هذه الأسلحة والجهات أدخلتها الى المدينة إلا انه قال" سنصادر جميع الأسلحة إن كانت إيرانية أو غير إيرانية ومن جميع الجهات لأننا نريد كربلاء منزوعة السلاح."

وقال إن " الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 32 متهما من أصل 50 مطلوبا ينتمون إلى جماعة ( ابو درع) المطلوب قضائيا بعد أن وزعت صورهم على سيطرات مداخل المحافظة  إضافة إلى توزيع صورهم في الأجهزة الأمنية الأخرى للتعرف عليهم."

وكانت شرطة كربلاء قد قامت قبل نحو شهر بتوزيع صور أبو درع الذي تتهمه القوات الامريكية بقيامه بعمليات قتل طائفية في عدد من مناطق العراق وخاصة بغداد.

وتعرض أبو درع إلى محاولتي اعتقال إلا إن القوات الامريكية لم تتمكن من اعتقاله.

وأضاف جودت إنه " منذ أحداث الزيارة الشعبانية العام الماضي انطلقت خطتان أمنيتان الأولى (عملية الضياء) والثانية ( صولة الفرسان)" مشيرا إلى أن "عملية الضياء بدأت بعد أحداث الزيارة الشعبانية وكانت الخطوة الأولى لقوة الأجهزة الأمنية بمطاردة العناصر الخارجة عن القانون."

وشهدت مدينة كربلاء في الثامن والعشرين من شهر آب من العام الماضي مواجهات مسلحة بين مجاميع مسلحة والأجهزة الأمنية أثناء زيارة النصف من شعبان أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين.

وتابع جودت أنه " بعد أحداث البصرة انطلقت ( صولة الفرسان ) حال بدء العناصر المسلحة بمواجهة الأجهزة الأمنية " منوها أن " العمليتين أثبتت إن الأجهزة الأمنية العراقية قادرة على حفظ الأمن."

العطية: لمسنا موقفا ايجابيا من ايران لدعم الاستقرار في العراق 

من جهة اخرى كشف النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي خالد العطية، ان الوفد البرلماني الذي زار ايران لمناقشة عدد من القضايا العالقة، لمس موقفا ايجابيا من الحكومة الايرانية يتمثل في تعهدها بمساندة جهود الحكومة العراقية لترسيخ سيادة الدولة وبسط الاستقرار في العراق.

وقال العطية في تصريح لوكالة اصوات العراق، إن الوفد البرلماني الذي ترأسه في زيارة لايران استغرقت ثلاثة ايام "لمس موقفا ايجابيا من الحكومة الايرانية تمثل في ابداء دعمها ومساندتها لجهود الحكومة العراقية الرامية الى بسط سيادة الدولة ودعم الاستقرار والامن في العراق."

وكان الائتلاف العراقي قد ارسل الاربعاء وفدا برلمانيا برئاسة خالد العطية للقاء القادة الايرانيين، لإطلاعهم على ما بحوزته من ادلة صريحة من بينها اعترافات عدد من المعتقلين، وصور تؤكد تورط مسؤولين إيرانيين في دعم ما وصفها بـ"الميليشيات الخارجة على القانون."

واضاف العطية الذي ترأس وفدا ضم القيادي في حزب الدعوة الاسلامية علي الاديب ورئيس منظمة بدر هادي العامري ووزير التجارة عبد الفلاح السوداني، أن الوفد العراقي "اتفق مع الجانب الايراني على مواصلة الجهود بين الطرفين في جميع المجالات لتدعيم استقرار العراق وتفعيل التعاون الامني وتوثيق العلاقات بين البلدين وفقا لمبدأ حسن الجوار."

وعلى الصعيد ذاته، قال بيان للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، تلقت (اصوات العراق) نسخة منه السبت، ان الائتلاف العراقي الموحد ناقش النتائج الايجابية لزيارة وفده الى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ببغداد مساء السبت، وان الوفد "قدم خلال الاجتماع شرحاً عن نتائج المحادثات البناءة التي عقدها مع عدد من المسؤولين الإيرانيين حول الأوضاع الأمنية في العراق."

واوضح البيان ان الوفد "لمس موقفاً ايجابياً في إيران لدعم جهود الحكومة العراقية في بسط سيادة الدولة ومحاربة الخارجين على القانون."

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، قال امس الجمعة الجمعة، ان وفدا عراقيا وصل إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشان آخر المستجدات في العراق، مبينا ان المسؤولين الإيرانيين يجرون محادثات مع الوفد العراقي بهدف المساعدة على تسوية الخلافات والاشتباكات الدائرة في العراق والحد من استمرارها.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز  كشفت أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أرسل عددا من كبار القادة الشيعة إلى طهران لمناقشة مخاوفهم من ان إيران تسلح وتمول مليشيات في العراق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين قولهم إن عددا من القادة العراقيين بينهم المالكي زاروا إيران سابقا، الا انه كما يبدو هي المرة الأولى التي يسمي فيها المالكي وفدا منتخبا يحمل معه تقارير عن التدخل الإيراني في العراق.

تفجير حسينية حزب ثأر الله في البصرة 

وقال مصدر أمني من شرطة البصرة إن القوات الأمنية قامت بتفجير حسينية حزب ثأر الله شمالي مدينة البصرة بعد العثور على كميات من الأسلحة والمتفجرات بداخلها.

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر أسمه لوكالة أصوات العراق أن "القوات الأمنية قامت في الساعة الرابعة من فجر الأحد بتفجير حسينية حزب ثأر الله الواقعة في منطقة حي نواب الضباط (7 كم شمالي مجينة البصرة)".

وأضاف المصدر أن "عملية التفجير  تمت بعد عملية تفتيش عثر خلالها على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات داخل الحسينية".

وقامت القوات الأمنية مطلع نيسان ابريل باعتقال الأمين العام لحزب ثأر الله وثلاثة من أشقائه وقتل أحد حراسه في مواجهات دارت بينهم وبين أفراد حمايته.

وقال  مصدر أمني في تصريح سابق لـ أصوات العراق أن يوسف سناوي أمين عام الحزب هو ضمن قائمة المطلوبين الذين تستهدفهم خطة (صولة الفرسان) كما أن هناك أسماء مهمة أخرى ستنفذ بحقهم مذكرات قبض .

وحزب ثأر الله تأسس عام 2005 بعد أن كان حركة يطلق عليها نفس الاسم ويتركز وجوده في محافظة البصرة  ودخل انتخابات مجلس محافظة البصرة ضمن قائمة البصرة الإسلامية عام 2005 ولم يحصل على أحد مقاعدها ولكن بعد فراغ بعض مقاعد المجلس رشح يوسف سناوي لشغل أحدها دون أن يستلم منصبه بشكل فعلي بسبب تقاطعات مع الأطراف المسيطرة على الحكومة المحلية في البصرة وصدور ست مذكرات قبض بحقه حسب محافظ البصرة.

دخل سناوي عام 2006 في نزاع مسلح مع  شرطة الإسناد ومحافظ البصرة أسفر عن مقتل اثنين من أفراد عائلته وحرق مقره وصدرت بحقه مذكرة اعتقال على خلفية هذا النزاع دون أن يتم تنفيذها.

تشكيل لجنة لجمع أدلة على "تدخل" ايراني

من جهة ثانية قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتشكيل لجنة لجمع أدلة على "تدخل" ايراني في العراق يتم عرضها فيما بعد على طهران.

جاءت هذه التصريحات بعد يوم من عودة وفد من الائتلاف الشيعي الحاكم من العاصمة الايرانية بعد أن عرض على المسؤولين الايرانيين أدلة على دعم الجمهورية الاسلامية للميليشيات الشيعية بالعراق. وقال الدباغ ان المسؤولين الايرانيين الذين قابلوا الوفد نفوا أي تدخل في شؤون العراق.

وقال الدباغ لرويترز ان رئيس الوزراء أمر بتشكيل لجنة لتوثيق التدخل الايراني في شؤون العراق. مضيفا أن الحكومة ستتابع مع الايرانيين وتضع أمامهم ما يتم التوصل اليه.

وفي مؤتمر صحفي في وقت سابق بدا الدباغ كأنه ينأى بالحكومة عن اتهامات أمريكية لايران بالتدخل في شؤون العراق. وقال ان العراق لن يدفع الى الصراع مع جاره ويريد أن يجري بنفسه تحقيقا للتوصل الى حقائق مؤكدة وليس على معلومات مبنية على تخمينات.

وردا على سؤال من رويترز بشأن الادلة التي عثر عليها حتى الان قال الدباغ انه تم العثور على صواريخ ايرانية في مدينة البصرة الجنوبية خلال حملة على الميليشيات مؤخرا.

وقال الدباغ ان الادلة المتوفرة لدى العراق هي أسلحة مبين عليها أنها مصنوعة في ايران مضيفا أن العراق يريد معرفة كيف وصلت هذه الاسلحة الى العراق ومن الذي يستخدمها ومن أين يحصلون عليها.

وقال الدباع ان اللجنة تتألف من ممثلي الوزارات الامنية المختلفة.

وقال الدباغ "هذا الذي نريده...لا نريد ان ندفع دفعا الى ان ندخل في صراع مع اي دولة وبالذات مع ايران." في اشارة الى الحرب التي دارت بين البلدين بين عامي 1980 و1988 التي قتل خلالها ما يقدر بمليون شخص.

واشنطن: لا معنى لبحث الشأن العراقي مع طهران

واعربت الولايات المتحدة عن استعدادها الدائم لبحث القضايا الامنية في العراق مع ايران لكنها اعتبرت ان الامر يصبح "بلا معنى" اذا اصرت طهران على دعمها الميليشيات الشيعية العراقية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان "بحث اي امر مع ايران سيكون بلا معنى ما دام (الايرانيون) لم يبدلوا موقفهم". بحسب فرانس برس.

وكان كايسي يعلق على اعلان طهران رفضها خوض جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الوضع الامني في العراق ما دامت واشنطن تهاجم الميليشيات الشيعية في بغداد.

واضاف المتحدث امام الصحافيين "بناء عليه سنظل مستعدين وسنواصل اظهار النية الحسنة (...) لاجراء مشاورات ثلاثية جديدة" مع حكومة بغداد.

وخلال جولات التفاوض الثلاث التي عقدت العام الفائت اثارت الولايات المتحدة "عدم تعاون" ايران متهمة اياها بتمويل وتدريب ودعم الميليشيات العراقية الامر الذي تنفيه طهران بشدة.

وتابع كايسي ان الايرانيين "لم يقوموا باي خطوة لتسوية المشكلات الاساسية التي نواجهها ويواجهها العراقيون" وذلك رغم تأكيدهم انهم يدعمون عراقا مستقرا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني الاثنين ان "الموضوع الرئيسي لمباحثاتنا مع الولايات المتحدة هو امن العراق واستقراره لكننا نشهد حاليا عمليات القصف الاميركية والمجازر التي تحصل بحق العراقيين". واضاف "في ظل هذه الظروف لن تحقق المباحثات اي نتيجة ولن يكون لها اي معنى".

ويخوض الجيش الاميركي بالتعاون مع القوات الحكومية العراقية منذ نهاية آذار/مارس معارك ضد الميليشيات الشيعية في العراق اسفرت عن 900 قتيل على الاقل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  26 أيار/2008 - 19/جماد الاول/1429