ملف التعليم في العراق: بُنية منهكة وأوضاع مأساوية

مدارس أغلقت أبوابها بسبب العنف وأخرى اكتظت بالطلبة النازحين

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: نتيجة الحروب المتعددة ابان النظام السابق واستمرار اعمال العنف والارهاب طيلة السنوات التي اعقبت التغيير، اصبح نظام التعليم في العراق، الذي كان موضع حسد دول الشرق الاوسط في حالة مزرية. فقد حول العنف وانهيار البنية الأساسية في المدارس والنزوح الكبير للتلاميذ والمدرّسين العديد من المدارس العراقية الى انقاض مزدحمة كريهة الرائحة مما يعرض للخطر مستقبل ملايين الأطفال ممن حُرموا للعديد من الاسباب من استمرار التعليم والدراسة.

الاطفال العراقيون محبطون من التعلم في مدارس مدمرة

حتى بعد اندلاع اشتباكات في حي مدينة الصدر في بغداد كان ثامر سعدون مازال يحاول الذهاب الى المدرسة على أمل ان يجدها مفتوحة. وعندما وصل الى هناك طلب منه الحارس العودة الى المنزل. كان هذا منذ أكثر من اسبوعين.

وقال سعدون البالغ من العمر 12 عاما "انني أفتقد أصدقائي. لم أرهم منذ منذ أسابيع وأريد ان ألعب معهم."

وقال "لقد سئمت من الجلوس في المنزل. وأريد العودة الى المدرسة لكي أدرس وأصبح طبيبا لمعالجة الجرحى في المستقبل اذا وقعت هجمات."بحسب رويترز.

واصبح نظام التعليم في العراق الذي كان موضع حسد دول الشرق الاوسط في حالة مزرية. فقد حول العنف وانهيار البنية الأساسية في المدارس والنزوح الكبير للتلاميذ والمدرسين العديد من المدارس العراقية الى انقاض مزدحمة كريهة الرائحة مما يعرض للخطر مستقبل ملايين الأطفال مثل سعدون.

وزير التعليم العراقي خضير الخزاعي قال انه بعد عقدين من العقوبات الاقتصادية والحرب لا يعرف ثلث البالغين العراقيين الآن القراءة.

وقال "انها مشكلة لا يمكن حلها بعصا سحرية. نحتاج الى أكثر من 4300 مدرسة جديدة والمدارس الموجودة في حالة سيئة والسكان يتزايدون."

ولا يوجد جزء في العراق يبين شدة الأزمة أكثر من حي ثامر بمدينة الصدر وهي منطقة عشوائية في شرق بغداد بها نحو مليوني نسمة وأكثر من 500 الف تلميذ لكن لا يوجد سوى 260 مبنى مدرسة معظمها غير قابل للاستخدام.

والاحياء أصبحت منطقة حرب خلال الأسابيع القليلة المنصرمة حيث خاضت قوات الأمن معارك مع جيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر. وكثيرا ما تحلق طائرات الهليكوبتر الهجومية الأمريكية فوق المنطقة لمطاردة المسلحين.

وفي عديد من الحالات تعمل اثنتان أو حتى ثلاث "مدارس" من نفس المبنى في المنطقة العشوائية باستخدام نفس حجرات الدراسة في نوبات عمل طوال اليوم.

وانتقل مئات الاف الاشخاص في التسعينات الى المنطقة الفقيرة التي تتسع بسرعة واقيم عدد صغير من المدارس الجديدة لهم.

وقال محمد الموسوي مدير دائرة تربية بغداد الرصافة "لا يوجد توازن بين النمو المستمر للسكان وعدد المدارس الثابت تقريبا."

وخلال زيارة في الاونة الاخيرة الى مدرسة الخالدي الابتدائية في مدينة الصدر كانت احدى بالوعات الصرف الصحي تنساب على أرض الفناء من انابيب مسدودة بها تسرب مما ادى الى انتشار رائحة كريهة تزكم الانوف في حجرات الدراسة.

وتشترك ثلاث "مدارس" منفصلة في نفس المبنى الذي يضم 12 حجرة دراسة وعددا اجماليا من نحو 1600 تلميذ يصلون الى المبنى في ثلاث فترات في الصباح وعند الظهيرة وفي المساء.

ثلث العراقيين البالغين لا يجيدون القراءة

وحوّل العنف وانهيار البنية الاساسية في المدارس والنزوح الكبير للتلاميذ والمدرسين العديد من المدارس العراقية الى انقاض ذات رائحة كريهة بسبب انهيار نظام الصرف الصحي في معظم المدارس. قال وزير التعليم خضير الخزاعي انه بعد عقدين من العقوبات الاقتصادية والحرب، لا يجيد ثلث البالغين العراقيين الان القراءة، وقال انها مشكلة لا يمكن حلها بعصا سحرية، نحتاج الى أكثر من 4300 مدرسة جديدة، والمدارس الموجودة في حالة سيئة والسكان يتزايدون.

وفي مدينة الصدر يجد الاطفال المدارس المنفذ الوحيد لمغادرة منازلهم في اعقاب اندلاع المواجهات المسلحة منذ عدة اسابيع في منطقتهم شرق العاصمة العراقية، وتحوي مدينة الصدر أكثر من 500 الف تلميذ لكن لا يوجد سوى 260 مبنى مدرسة معظمها غير قابل للاستخدام.

وتعمل في كثير من الاحيان مدرستان او حتى ثلاث في نفس المبنى باستخدام نفس حجرات الدراسة في نوبات عمل طوال اليوم. وتستقبل المدرسة الواحدة نحو 1600 تلميذ يصلون الى المبنى في ثلاث فترات في الصباح وعند الظهيرة وفي المساء. ويقول مدير احدى المدارس ان اهم شيء هو توصيلات المواسير وان دورات مياه التلاميذ مغلقة بسبب بالوعات الصرف السيئة ولا توجد مياه نقية.

وفي مدرسة اخرى يجلس بين 50 و70 طالبا في كل حجرة دراسة، اذ يجلس ثلاثة طلاب على مقعد واحد مخصص لجلوس طالبين. وفيما اغلقت مدارس ابوابها بسبب العنف، اكتظت مدارس اخرى بالطلاب من الاسر النازحة في المناطق الاكثر امنا.

أستاذ جامعي يشن هجوماً على النظام التربوي في كردستان

انتقد أستاذ بجامعة السليمانية النظام التربوي في إقليم كردستان العراق، واصفاً إياه بـ "النظام التقليدي الأبوي الذي لا يراعي حق الاختلاف والحوار".

وقال أستاذ النقد في جامعة السليمانية شاهو سعيد في حديث لـ "نيوزماتيك" إن "النظام التربوي القائم يقوم على التماثل، وكبت الغرائز، ونبذ الاختلاف، وهي أمور تعيق كلها الإبداع والحوار"، حسب تعبيره، مؤكداً في الوقت ذاته، على أنها "لا تخدم العملية التعليمية، ولا تنتج المعرفة".

ووصف سعيد النظام التربوي في إقليم كردستان، في ندوة عقدت في مدينة السليمانية، بـ "التقليدي، وطغيان النظام الأبوي المبني على أسس الضبط، والربط"، وقال إنه "لا يفسح المجال للمبادرات وحق الاختلاف". وشبه النظام التربوي بـ"النظام العسكري الموحد في ملابسه، وحركته، وشعاراته"، على حد قوله.

وأكد أستاذ النقد في جامعة السليمانية أن "الإصلاحات السياسية والاجتماعية لابد أن تسبق الإصلاحات في مجال التربية والتعليم، بسبب طغيان السياسي على الحقول الأخرى، ومنها التعليم". وطالب سعيد بالبدء بـ "الإصلاحات السياسية، كمدخل إلى الإصلاحات في المجالات الأخرى".

عثمان قادر خضر، ألذي عمل 44 سنة معلماً في المدارس الابتدائية في محافظة السليمانية، قال في حديث لـ "نيوزماتيك"، إنه "لا يمكن البدء في إصلاحات جذرية في النظام التعليمي والتربوي، دون الحديث عن إصلاحات في النظام السياسي، والاجتماعي، وحتى العائلي"، لكنه أشار إلى أن "الإصلاحات يجب تبدأ بالعائلة، مرورا بالسياسة، والنواحي الاجتماعية، ألتي يجب أن تقوم على الرأي والرأي الآخر".

الطالبة الجامعية، كوفار طيب، رأت من جانبها، أن "العلاقة بين هيئة التدريس، والطلاب في كافة مراحل التعليم يجب أن تقوم على أساس العلاقات الإنسانية الطبيعية بين البشر، لا على أساس فوقي وأبوي".

وطالبت كوفار في حديث لـ "نيوزماتيك"، بأن "تقوم العلاقة أساسا على الصداقة، لا على كبت الآراء"، على حد قولها.

ويخالف مدير تربية مدينة السليمانية، كمال نوري، ألذي حضر الندوة، آراء أستاذ النقد، وقال في حديث لـ "نيوزماتيك"، إن "التربية هي أساس جميع الإصلاحات، ومنها يبدأ الإصلاح"، متسائلاً "هل ننتظر الإصلاحات السياسية حتى تحدث، لنقيم نظاماً تربوياً؟".

وأكد نوري، أن "وزارة التربية في الإقليم بدأت في العمل، ضمن مقررات المؤتمر التربوي الأول ألذي عقد في العام الماضي، لتطبيق معايير احترام الآخر، والمساواة بين الجنسين، ونبذ العنف، واحترام الاختلاف".

الندوة ألتي حضرها العشرات من المختصين في مجال التعليم، ومجموعة من طلاب الجامعات، والإعدادية، نظمها قسم حقوق الإنسان بمنظمة جمعية تنمية المواطنين، PDA، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 2007، وتعمل في مجال حقوق الإنسان، وتنمية طاقات الشباب والتثقيف في مجال الحقوق المدنية للموطنين.

يذكر أن حكومة إقليم كردستان العراق شرعت منذ العام الحالي بتطبيق نظام دراسي جديد يتكون من تسعة فصول للمرحلة الابتدائية، بعد أن كان التعليم الإلزامي في هذه المرحلة ستة فصول فقط، وفق النظام المطبق في بقية محافظات العراق.

العقاب البدني في المدارس ظاهرة سيئة أم ضرورية أحيانا؟

تشهد محافظة المثنى، ومركزها مدينة السماوة، 280 كم جنوب بغداد، ظاهرة العقاب البدني ضد الطلاب وخاصة في المدارس النائية. وفي حين تشدد وزارة التربية على منع الضرب إلا أن المعلمين يرونها ظاهرة سيئة لكنها ضرورية وتحديدا في المدارس الإبتدائية.

المواطن محمود كاظم، 35 سنة، يقول لـ"نيوزماتيك" إن "العقاب في مدارس محافظة المثنى وصل إلى حد لا يمكن السكوت عنه"، مضيفاً "لقد تعرض ولدي، وعمره ثماني سنوات، في الثالث الابتدائي، إلى الضرب من قبل المعلم بطريقة وحشية". بحسب نيوزماتيك.

ويوضح محمود أن ابنه عاد إلى البيت مرتعبا بعد أن "ضربه معلم الرياضيات بالعصا عقاباً على عدم قيامه بأداء الواجب المنزلي".

ويتابع كاظم "حاولت أن أخفف عن ولدي وأشرح له أن المعلم كالأب وما فعله هذا لمصلحته رفض ذلك وقال إنه لن يذهب إلى المدرسة مرة أخرى".

أما كريم حسن، 50 سنة، فله رأي مخالف، فيقول إن "المعلم كولي الأمر له الحق في تربية الطلاب وعقابهم بشرط أن يكون العقاب بالشكل الصحيح وأن لا يتحول إلى عنف".

ويروى حسن "في إحدى المرات تعرض ابني إلى العقاب من قبل أحد المعلمين دون أن أعرف السبب وذهبت إلى المدرسة لمراجعة مدير المدرسة وهناك اتضح لي أن إبني قام بتصرف سيء فتفهمت الموقف وشددت على يد المعلم ووبخت إبني أمام المعلمين".

ويقول مدير مدرسة الطائف الإبتدائية علي حسن صالح، في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "ظاهرة الضرب في المدارس غير صحية ولكن لابد منها في بعض الأحيان"، وأعرب عن أمله بأن يكون هناك "تعاون مباشر بين المدرسة وأولياء الأمور لمتابعة وضع أبنائهم سواء الحالة الدراسية أو الأخلاقية".

ويضيف صالح "نحن ملتزمون بتعليمات وزارة التربية بمنع الضرب العقابي في المدرسة واستبدالها بالغياب، فالتلميذ المخالف يعاقب بالغياب حسب ما يحدده مجلس المعلمين في مديرية التربية"، مشيرا إلى أن تعليمات وزارة التربية تبين أنه في حال غياب التلميذ 52 يوما خلال العام الدراسي فإنه يعتبر راسباً".

ويرى المعلم حسن مشكور أن الثواب والعقاب هو الحل الوحيد للتعليم في المدارس، ويقول لـ"نيوزماتيك" "لو كنت مسؤولاً في الوزارة لطالبت بالسماح للمعلمين وخاصة في المرحلة الابتدائية بضرب التلميذ المخالف".

ويبرر مشكور ذلك بقوله إن "عملنا لا يقتصر على علمية التعليم فقط إنما التربية هي الأساس ولهذا سميت الوزارة وزارة التربية وليس وزارة التعليم".

ويوضح "نحن في المدرسة نتعامل مع أكثر من 400 طفل بعمر 6 إلى 12 سنة، وفي مثل هذا العمر يحتاج الطالب إلى العقاب كي يتعلم ولا يمكن أن تكون هناك أي وسيلة أخرى للتربية في مثل هذا العمر سوى الضرب العقابي للتأديب وليس العنف".

أما المعلم حسن هاشم فيقول، إن "أهم ما في المعلم هو قوة شخصيته ففي حال كان المعلم قوي الشخصية فإنه لا يحتاج إلى الضرب بل التهديد بالضرب وعليه فأنا أبدأ العام الدراسي بالوعيد والتهديد بأشد العقوبات إن حصلت مخالفة أو عدم التزام"، مشيرا إلى أنه "يحمل العصا للتخويف لمدة أسبوعين فقط في بداية العام الدراسي وبعدها أرمي العصا وأمارس عملي على أكمل وجه دون أن أضرب أي تلميذ".

التربية تقر منهجا جديدا للغة الانكليزية

قال مدير تربية محافظة المثنى جنوبي العراق أن وزارة التربية أقرت استخدام منهج جديد للغة الانكليزية سيطبق في عموم مدارس العراق العام المقبل في ضوء التجربة الناجحة للمنهج الذي طبق في مدارس المحافظة خلال العام الدراسي الحالي 2007-2008، فيما أكد مدرسون وطلبة من مدارس بالسماوة خضعت للتجربة "مرونة" المنهج وتطوره.   

وقال عبد الكاظم نفات الظالمي، مدير عام تربية المثنى، لوكالة أصوات العراق"أقرت وزارة التربية،قبل أسبوعين، بشكل رسمي تعميم تطبيق منهج اللغة الانكليزية الجديد في عموم مدارس العراق العام المقبل، بعدما لاقى نجاحا كبير لدى تطبيقه في مدارس المثنى خلال العام الدراسي الحالي." مشيرا إلى انه " طبق في الصفين الثالث الابتدائي والأول المتوسط في مدارس المثنى."

وأوضح"قيمت لجان متخصصة من الوزارة عملية تطبيق المنهج في مدارس المثنى ،وقد تولدت قناعة كافية لدى المسؤولين في وزارة التربية بنجاح التجربة وضرورة تطبيقها في جميع مدارس العراق،وكما حصل الاتفاق مع شركة لبنانية تتولى طباعة المناهج بالكميات اللازمة لذلك."

واشار إلى إن "نسب نجاح الطلبة في المنهج كانت ممتازة وأفضل من بقية المواد رغم أن الرسوب فيها غير ملزم لرسوب الطالب."

وتابع"المناهج كانت مرنة ومتطورة وهي مطبقة في معظم دول العالم خاصة دول الخليج ،وقد  أثبتت نجاحها في التطبيق ،حيث وجدنا أنها لاقت قبولا واسعا لدى تطبيقها في مدارسنا سواء من قبل المدرسين والمعلمين أو الطلاب وأولياء أمورهم، وخاصة منهج الصف الثالث الابتدائي حيث وجدنا من خلال المتابعات أن الطلاب أتقنوا كل مفردات المنهج وأصبحوا يشاركون عوائلهم وذويهم ما تعلموه من الأوليات البسيطة في اللغة الانكليزية ."

وأكد الظالمي على أن الطلاب ليس لديهم مشاكل في تفهم ودراسة المنهج الجديد. واستدرك"ألا أن المشكلة تكمن لدى المدرسين والمعلمين الذي تعودوا على المنهج القديم وطرق تدريسه وسيحتاجون إلى وقت ليخرجوا من إطار تطبيق المنهج القديم إلى تطبيق المنهج الجديد." لافتا إلى "نقص في عدد مدرسي اللغة الانكليزية في مدارس المثنى."

وأوضح"كنا نعاني في بداية العام الدراسي من نقص في كوادر مدرسي اللغة الانكليزية ،إلا أن التربية رفدتنا بـ 75 مدرسا من محافظتي القادسية وذي قار ." لافتا إلى إن  "هذا العدد لا يحل مشكلة النقص الحاصل في كوادرنا."

وكشف الظالمي أن مناهج الانكليزية للمراحل اللاحقة معدة وجاهزة للاستخدام في العام الدراسي المقبل.

وقال"قبل قرابة شهرين كنا في لبنان برفقة لجنة من وزارة التربية ضمت مختصين باللغة الانكليزية ومناهجها واطلعنا على مناهج الانكليزية للصفين الرابع الابتدائي والثاني المتوسط وهي معدة ومكتملة لغرض تطبيقها في مدارس المثنى في العام الدراسي المقبل 2008/2009." مشيرا إلى أن الوزارة تدرس حاليا عملية تغيير بقية المناهج الدراسية.

وأضاف"إن عملية تغيير بقية المناهج كانت متوقفة على اقرار الوزارة للفلسفة التربوية الجديدة والتي أقرت قبل أسبوعين في وزارة التربية وعلى ضوئها سيتم تغيير مناهج بقية المواد."

ولفت مدير عام تربية المثنى إلى أن طلاب مدارس المثنى "سيسبقون أقرانهم في مدارس العراق في منهج اللغة الانكليزية بمرحلة واحدة."

وأوضح"سيدرس المنهج في أربعة صفوف في المثنى هي الثالث والرابع الابتدائيين والأول والثاني المتوسط، بينما سيبدأ تطبيق المنهج في بقية مدارس العراق خلال العام الدراسي المقبل للصفين الثالث الابتدائي والأول المتوسط فقط."

بينما ذكر علي حسين جبر، مدير مشروع المناهج الجديدة في المثنى، إن التربية "نظمت أكثر من (12) دورة تدريبية شملت (764) مدرسا ومعلما للغة الإنكليزية."

وأشار إلى أن المدارس"تسلمت حوالي 20ألف كتاب للصف الثالث الابتدائي وعشرة آلاف كتاب للصف الأول المتوسط وتم توزيعها على المدارس بينما شملت الحقائب التدريبية التي وزعت على المدرسين والمعلمين الكتب المنهجية ودليل المعلم وأقراص وأشرطة تسجيل مع عينات إيضاح."

ولفت جبر إلى إن عملية تقييم عملية تطبيق المنهج الجديد مستمرة ،مبينا أن "لجنة للرصد والتقويم تقوم بإعداد عينات من الاستبيانات يتم توزيعها على المعنيين بالتجربة من المعلمين والمدرسين والمشرفين ،وقد زاد عدد الاستمارات الموزعة على ستين ألف استبيان."

فيما قال شاهر كايف محمد ،مشرف مادة الإنكليزية بتربية المثنى، إن منهج اللغة الإنكليزية الجديد سينعكس إيجابا على المجتمع كونه سيؤدي إلى إنشاء جيل متمكن من التحدث باللغة الإنكليزية مستقبلا، مشيرا إلى  "إن النجاح الكبير الذي تحقق للمنهج الجديد جاء نتيجة لقناعة التلاميذ به وللطريقة العلمية الحديثة المبنية على التواصل التي يعتمدها هذا المنهج."

وأوضح"ألغى المنهج الجديد للإنكليزية الحواجز التي تضمنها المنهج القديم واتجه مباشرة إلى تعليم وتدريب التلاميذ على الرموز والمفردات اللغوية وتعليمه المحادثة من خلال الإصغاء والتواصل مع المدرس ،فنرى الآن أن طالب الصف الثالث الابتدائي أصبح يحفظ من تسعين إلى مئة كلمة بشكل ممتاز وفرح بمعرفته بها ويناقش ويطلع من حوله على ما يحفظه من كلمات."

وتابع "ما عاد تعليم اللغة مبني على الطريقة التقليدية القديمة المبنية على التعليم فقط بل على التدريب وقد وفقت الكوادر التدريسية في المثنى في تطبيق ذلك وإنجاح المنهج." مستطردا "إن طلابنا سيصبح لديهم طلاقة بالتحدث باللغة الإنكليزية والمنهج القديم كان لا يكسب الطالب هذه الفائدة ويبقيه أسيرا للقواعد والتراكيب فقط وحفظ المعلومات لغرض النجاح فقط أما الآن فقد أصبح المنهج الجديد الوسيلة المناسبة لتعليم الطلاب على كيفية التحدث باللغة الإنكليزية كونه يعتمد على الفهم والمحادثة والحوار."

وفي المدارس عبرت الإدارات والكوادر التدريسية والتلاميذ عن إشادتها بالمنهج الجديد.

حيث وصف ستار جبار حميدي،معاون متوسطة الإمام الحسين في السماوة،المنهج بـ "الناجح"، وقال "رأينا الطلاب أكثر تشوقا وإقبالا على المادة من قبل ،فالمنهج جيد وسيكون مستوى طلابنا باللغة الإنكليزية أفضل من مستوى من سبقوهم ."

وأضاف"ابنتي أساور ،تسع سنوات،في الصف الثالث الابتدائي أصبحت تحفظ الكثير من المفردات الإنكليزية بسرعة وهي متشوقة دائما للمادة وفي معظم الأوقات لا تفارق كتاب الإنكليزية وتواصل القراءة فيه وترديد الكلمات في البيت."

بينما رأت أمل حميد مجيد،مدرسة الانكليزية في متوسطة الإمام الحسين بمدينة السماوة،"إن المنهج أبسط وأوسع من المنهج السابق ،سريع الحفظ، وقد ساعدت الأقراص الليزرية الصوتية الطلاب على حفظ الكلمات والمفردات الجديدة وعلى اللفظ الصحيح لها."

وأضافت"المنهج أصبح أسهل على الطالب وعلى المدرسين أيضا فهو مرن بشكل كبير ،وغالبية الطلاب قد نجحوا في اختبار المادة في نصف السنة الدراسية."

وبدورهم، عبر تلاميذ الصف الأول المتوسط عن إعجابهم بالمنهج ،حيث وصفه الطالب مصطفى سعد (13سنة)  بـ "المنهج الممتاز " وقال أنه "يحتوي على الكثير من الكلمات والمعاني والقواعد فيه مبسطة ،ويساعدني على حفظ الكلمات بشكل أسهل."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24 أيار/2008 - 17/جماد الاول/1429