الاقليات الاميركية: تنوع عرقي يشكل ثلث سكان الولايات المتحدة

شبكة النبأ: كان عدد المواطنين الأميركيين الذين يدعون أن لهم أصولا إثنية أو عرقية تنتمي إلى أقلية معينة أو غيرها، أكثر من الثلث بقليل من سكان الولايات المتحدة، أي 34 في المئة، في العام 2007، وهذا لا يفوق ما كان عليه الوضع في السنة السابقة فحسب، بل هو يمثل قفزة بواقع 11 في المئة عما كان عليه الحال في العام 2000.

ويؤكد أحدث تعداد سكاني صدر في 1 أيار/مايو الجاري أن الأقليتين الإسبانية والآسيوية هما الأقليتان الأسرع نموا في الولايات المتحدة.

والجدير ذكره أن هناك 45.5 مليون شخص من أصل إسباني يعيشون في الولايات المتحدة، وهو عدد يمثل 15 في المئة من عدد سكان الولايات المتحدة. ويشكل السود ثاني أكبر مجموعة أقلية، حيث يصل عددهم إلى 40.7 مليون نسمة (13.5 في المئة)، تليهم الأقلية الآسيوية التي تضم 15.2 مليون نسمة (5 في المئة).

وأفاد التقرير أن عدد سكان الأقلية الهسبانية (الذين يتحدرون من أصول أميركية لاتينية) ازداد خلال الفترة الممتدة من 1 تموز/ يوليو 200، إلى 1 تموز/ يوليو 2007، بواقع 3.3 في المئة، والأقلية الآسيوية بواقع 2.9 في المئة والسود بواقع 1.3 في المئة، وازداد عدد سكان هاواي الأصليين وغيرهم من سكان جزر المحيط الهادئ بواقع 1.6 في المئة وعدد الهنود الأميركيين الأصليين وسكان آلاسكا الأصليين بواقع 1 في المئة. وقد فاق النمو السكاني بين جميع الأقليات نمو السكان البيض الذي بلغ 0.3 في المئة فقط في هذه الفترة.

إن الوضع لم يكن دائما على هذا الحال. ففي التعداد السكاني للعام 2000، كان السكان البيض يشكلون 77.1 في المئة من المجموع الكلي لعدد سكان الولايات المتحدة. وقد نما عدد السكان البيض خلال الفترة الممتدة بين 1990 و1999 بواقع 4 في المئة، وعدد الأقلية الأسبانية بواقع 3.5 في المئة. وفي العام 2000، كان البيض يمثلون الأغلبية في جميع الولايات عدا هاواي.

ولكن البيض الآن يمثلون نسبة 66 في المئة من عدد السكان. ويوجد اليوم في هاواي وثلاثة ولايات أخرى هي:- نيو مكسيكو وكاليفورنيا وتكساس – نسبة أكثر من 50 في المئة من السكان تتألف من أشخاص من أصل اسباني من غير البيض. بحسب موقع أميركا توت غوف.

وقد أتاح التعداد السكاني للعام 2000 للناس لأول مرة تعريف أنفسهم بأنهم ينتمون إلى أكثر من عرق واحد أو إثنية. وفي العام 2000، أفاد 6.8 مليون شخص، أو 2.4 في المئة من عدد السكان، أنهم ينتمون إلى أكثر من أصل عرقي واحد، ما يدل على أن هناك بعض التداخل الإحصائي بين مجموعات السكان.

ويمثل تزايد الأقليات السكانية تغيرا كبيرا في تاريخ النمو السكاني الأميركي. إذ كان القرن التاسع عشر يعتبر في المقام الأول قرن الهجرة من شمال وغرب أوروبا، ثم تلا ذلك طوفان المهاجرين من شرق ووسط وجنوب أوروبا. وقد أدى تزايد العداء تجاه المهاجرين إلى فرض قيود على الهجرة.

ففي العام 1882، أصدر الكونغرس قانون استبعاد الصينيين، الذي نص على منع العمال الصينيين من المجيء إلى الولايات المتحدة. ونص قانون الهجرة للعام 1924 على إنشاء نظام الحصص وفقا للأصول القومية الذي كان يهدف إلى الحد من هجرة الأوربيين الجنوبيين والشرقيين، كما حظر أيضا هجرة الآسيويين الشرقيين والهنود الآسيويين.

وابتداء من العام 1943، تم تدريجيا رفع القيود المفروض على الهجرة والتجنس. وقد ألغى قانون الهجرة والجنسية لعام 1965 نظام الحصص وفقا للأصول القومية وفتح الباب أمام طفرة في أفواج المهاجرين. وقد تم وضع حد أقصى لعدد التأشيرات السنوية الممنوحة للمهاجرين من بلدان نصف الأرضية الكرة الغربي والشرقي وفئات التفضيل على أساس الروابط العائلية ومهارات العمل. (راجع قانون الهجرة للعام 1965: والنتائج المقصودة وغير المقصودة).

ورغم أن الأقليات تشكل الآن أكثر من ثلث عدد سكان الولايات المتحدة، إلا أنها لم تتوزع بشكل موحد في جميع أنحاء البلاد.

فمن كاليفورنيا على الساحل الغربي، وعلى طول الحدود الجنوبية وحتى نيويورك على الساحل الشرقي، يتركز معظم الأقليات السكانية للدولة على طول حدود الولايات المتحدة القارية وفي ألاسكا وهاواي . والولايات التي توجد فيها أكبر نسبة من البيض هي الولايات الواقعة في الغرب الأوسط، وأقصى الشمال الشرقي ووست فرجينيا. وتتركز الأقلية الهسبانية في كاليفورنيا، أريزونا، نيوميكسيكو، تكساس وفلوريدا؛ والسود في نيويورك، وواشنطن العاصمة والجنوب؛ والآسيويون في هاواي والساحل الغربي، وفي نيويورك، نيو جيرزي وتكساس وهاواي. ويوجد في كاليفورنيا وتكساس معا حوالي ثلث الأقليات السكانية في البلاد.

وبالنسبة للأميركيين المولودين في بلدان أجنبية - البالغ عددهم 37.5 مليون نسمة استنادا إلى دارسة مسحية أجراها مكتب التعداد السكاني عام 2006 بعنوان دراسة المجتمعات الأميركية، فهناك  ست ولايات تتفرد بتواصل أكبر تدفق عليها في عدد من المهاجرين. وهذه الولايات هي كاليفورنيا، نيويورك، تكساس، فلوريدا ونيو جيرزي وجميع الولايات الساحلية وإلينوي في الغرب الأوسط. وهناك زيادة في تدفق المهاجرين إلى الجنوب الشرقي وصعيد الشمال الشرقي والولايات الواقعة على سلسلة الجبال الصخرية. وقد بلغت نسبة السكان المولودين بالخارج في عام 2006 12.5 في المئة من عدد السكان (استنادا إلى أحدث تقديرات منشورة). ونصف عدد السكان المولودين في بلدان أجنبية في الولايات المتحدة ينتمون إلى بلدان أميركا اللاتينية، وأكثر من ربعهم من آسيا.

ويعتبر التنوع العرقي أحد أعظم ثروة تمتلكها الولايات المتحدة، حيث أنه يثري الاقتصاد والثقافة ويعززهما. ولأهم مورد تجلبها الأقليات هو الشباب. إذ إن متوسط الأعمار بين سكان مجموعات الأقليات الخمس كان في عام 2007 أصغر من متوسط العمر بين السكان ككل (36.6 سنة)، في حين أن متوسط العمر لدى السكان البيض كان أعلى من ذلك (40.8 سنة).

كما تتمتع الأقليات السكانية أيضا بقوة شرائية أكبر؛ حيث تمتلك الأقليات حوالي 18 في المئة من الشركات الأميركية البالغ عددها 23 مليون شركة في العام 2002، طبقا لإدارة مؤسسات الأعمال التجارية الصغيرة الأميركية. (راجع عدد مؤسسات الأعمال التجارية المملوكة للأقليات تزداد).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22 أيار/2008 - 15/جماد الاول/1429