الأمن المفقود في مدينة الصدر هل يرجع من خلال نشر10 آلاف جندي؟

اعداد: علي الطالقاني

شبكة النبأ: في عملية عسكرية فريدة من نوعها على صعيدي العدة والعدد مع حجم مدينة الصدر الواقعة شرقي العاصمة العراقية بغداد، تهدف هذه العملية الى تطهير المنطقة من المسلحين الذين خاضوا اشتباكات مع القوات الأمريكية والعراقية وكان لهذه المواجهات مبررات من كلا الأطراف التي تخوضها.

عملت هذه الحرب على تمزيق أشلاء المنطقة وتقطيعها فضلا عن قتل المئات من أبناء هذه المدينة بواسطة الطائرات الأمريكية والمواجهات مع القوات العراقية.

وقد انتشر مؤخرا أكثر من 10 آلاف جندي مدعومين بالمدرعات والدبابات في مدينة الصدر صباح الثلاثاء الماضي، حيث تهدف الحكومة العراقية إلى بسط سيطرة الدولة على المدينة المترامية الأطراف والتي يسكنها أكثر من مليوني شخص في أعقاب التوصل إلى اتفاق بين الحكومة العراقية والتيار الصدري الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر مؤخرا.

وقد اشتكى إتباع الصدر من حجم القوة العسكرية التي انتشرت في المدينة فقد صرح الناطق باسم مكتب الصدر في المدينة الشيخ سلمان الفريجي بان دخول هذه القوة الكبيرة يثير المخاوف من أمكانية قيامها بانتهاك حرمة المساجد والمنازل.

وأضاف أنهم مستمرون بضبط النفس ولن يقوموا بأعمال انتقامية، لكن حجم هذه القوة فاقت توقعاتنا. بحسبBBC.

حيث قامت القوات العراقية بإقامة نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية في المدينة ونشرت الجنود على سطوح الأبنية قرب المشافي بينما تمركزت دبابة على بعد 20 مترا من مكتب الصدر في المدينة.

عملية السلام

وبعد هذه المرحلة التي قطعت من كلا الأطراف جاءت مرحلة جديدة أطلق عليها "مرحلة السلام" تتضمن هذه المرحلة البحث عن الأسلحة بكل أنواعها  واعتقال العناصر المطلوبة  وهو ما يمكن أن يسفر عن اندلاع مواجهات جديدة.

وقال المتحدث باسم خطة بغداد الأمنية اللواء قاسم الموسوي إن الحكومة العراقية تدخل مدينة الصدر بهدف وقف إراقة الدماء بالتنسيق مع أتباع الصدر.  وأوضح إن الجنود توغلوا داخل مدينة الصدر وهم يحاولون إلقاء القبض على كل المطلوبين.

وأشار إلى أن القوات العراقية تمكنت من بسط سيطرتها على ثلاثة أرباع المنطقة، مضيفا أن من بين مهام الجنود العراقيين تقديم الخدمات الأولية لسكان المدينة. بحسب رويترز

وذكر ضابط يقود وحدة للمدرعات لوكالة الأنباء الفرنسية أن "المئات من الجنود قد انتشروا في جهات مختلفة من المدينة.

وقال صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري إن دخول القوات العراقية لمدينة الصدر لا يعد خرقا للهدنة"، التي أبرمت في العاشر من هذا الشهر.

وأضاف في تصريحات أدلى بها من مدينة النجف قائلا  إن لهذه القوات الحق في الدخول والسهر على القانون والنظام".

وحرص العبيدي في المقابل على إبداء اعتراضه على اعتقالات وقعت الإثنين، وقال إن قيام قوات أمريكية باعتقال عدد من سكان المدينة يعد انتهاكا.

لا خروقات للاتفاق مع الحكومة العراقية

من جانبه أوضح اللواء قاسم عطا في مؤتمر صحافي بالقول دخلت سبعة أرتال متكاملة من قوات الجيش والشرطة الوطنية الى عمق مدينة الصدر لأول مرة منذ اندلاع أعمال العنف يوم 25 مارس الماضي.

وأضاف القوات العراقية دخلت دون اسناد من القوات متعددة الجنسيات مشيرا الى أن القوات الاجنبية هي الآن خارج المدينة وستتم الاستعانة بها عند الحاجة.بحسب أ.ف.ب

وقال عطا ان دخول القوات العراقية هو ترجمة للاتفاق الذي أبرم في العاشر من الشهر الجاري بين الائتلاف العراقي الموحد والتيار الصدري لإنهاء العنف في مدينة الصدر.

وأوضح أن مهمة القوات العراقية هي مسك الأرض وإقامة نقاط تفتيش ومنع تنقل الجماعات المسلحة قائلا ان القوات العراقية في المدينة الآن تنتظر الأوامر لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة وهي شن عمليات تفتيش بحثا عن الأسلحة.

وكان بيان عسكري عراقي صادر عن قيادة عمليات بغداد اعلن في وقت سابق بدء تنفيذ عملية السلام لتطهير مدينة الصدر بعد ثمانية أسابيع من المواجهات بين التيار الصدري من جهة والقوات الأمريكية والعراقية.

و الجيش الأمريكي ينتشر فقط عند المداخل الرئيسية لمدينة الصدر فيما تنتشر عشرات العربات العسكرية العراقية في الشوارع الداخلية.

وأكد إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بحيث يختلط السكان مع القوات الأمنية ولم يحدث إطلاق نار او مواجهات. بحسب فرانس برس.

من جهته، قال ضابط في الجيش العراقي واجب القوات العراقية تأمين الحماية للسكان بالدرجة الأولى.وأضاف لدينا خطط لتفتيش عدد من المنازل بحثا عن السلاح.

وتابع قامت قواتنا في المرحلة الأولى بإزالة عدد من العبوات الناسفة خلال الأيام الماضية والسكان يتعاونون ورحبوا بوجود القوات ولم تحدث أي عملية استهداف للجيش والأمور تسير بشكل ايجابي.بحسب فرانس برس

من جانبه قال العبيدي الناطق باسم التيار الصدري أن الاتفاق ينص على دخول القوات إلى مدينة الصدر لفرض سلطة القانون، لكن ما نخشاه هو أن يؤدي ذلك إلى اعتداء على المواطنين، لان غرفة عمليات بغداد المشرفة على الاتفاق لا تستقي معلوماتها من قنوات صحيحة إنما من قنوات مشوهة وغير دقيقة.

وتابع أن الخروقات التي حدثت كان دافعها مداهمة قوة أمريكية لإحدى قطاعات المدينة لاعتقال عدد من المواطنين ومصادرة أسلحة خفيفة، الأمر الذي يناقض الاتفاق. وقد ابلغنا ذلك الى اللجنة المشتركة من الائتلاف (الموحد الشيعي) وننتظر ردهم.

وقال من جانبنا، حافظنا على الهدوء ومارسنا أعلى درجات ضبط النفس، لكننا نطالب بتطبيق الاتفاق بحذافيره وان تستقي غرفة العمليات معلوماتها من مصادر دقيقة وصحيحة لتجنب الخروقات التي يمكن ان يذهب ضحيتها الأبرياء.

ودارت مواجهات منذ أواخر مارس في المدينة أدت إلى مقتل المئات وتهجير عشرات الآلاف من منازلهم وحولت بعض الأحياء إلى مناطق مواجهات عنيفة.

السكان المحليون

من جهتهم، قال سكان محليون أنهم فوجئوا بانتشار واسع للقوات العراقية في منطقة الجوادر وشارع الفلاح وشارع الداخل، وهي مناطق رئيسية في الضاحية الشيعية.

وأضافوا أن عربات مدرعة تصحبها ناقلات جنود ودبابات عراقية انتشرت في الشوارع، وذلك للمرة الاولى منذ اشتباكات الأسابيع الأخيرة.

وأكد الشهود أن القوات العراقية قطعت بعض الطرق المؤدية إلى شمال المدينة وبدأت أعمال التفتيش مشيرين إلى مروحيات أمريكية تحلق في الأجواء.

وقال سكان محليون أنهم فوجئوا بانتشار واسع للقوات العراقية في منطقة الجوادر وشارع الفلاح وشارع الداخل وهي مناطق رئيسية في الضاحية الشيعية.

وأضافوا أن عربات مدرعة تصحبها ناقلات جند ودبابات عراقية انتشرت في الشوارع وذلك للمرة الأولى منذ اشتباكات الأسابيع الأخيرة.بحسب أ.ف.ب

وأكد الشهود ان القوات العراقية قطعت بعض الطرق المؤدية إلى شمال مدينة الصدر وبدأت أعمال التفتيش مشيرين إلى أن مروحيات أميركية تحلق في الأجواء.

من جهته قال ضابط في الجيش العراقي قامت قواتنا في المرحلة الأولى بإزالة عدد من العبوات الناسفة خلال الأيام الماضية والسكان يتعاونون ورحبوا بوجود القوات ولم تحدث اي عملية استهداف للجيش والأمور تسير بشكل ايجابي.

وكانت القوات العراقية منتشرة في الثلث الجنوبي من المدينة بموازاة خط التماس الفاصل بينها وجيش المهدي.

من جهته  أعلن قائد القوة المتعددة الجنسيات في بغداد الكولونيل الأميركي الان باتشيليه لقد خطط الجيش العراقي وتولى قيادة العملية برمتها لحماية السكان في هذا الحي وتخليص بغداد من المجموعات الخاصة.

وقال اللواء قاسم عطا الناطق باسم خطة فرض القانون في بغداد خلال مؤتمر صحافي أن القوات العراقية باشرت بتطهير الشوارع الرئيسية في مدينة الصدر واستطاعت رفع أكثر من مئة عبوة ناسفة. وأشار إلى استمارات تعهد يوقعها سكان المدينة تؤكد عدم امتلاك أسلحة محظورة.

من جهته  قال اللواء مزهر شاهر العزاوي قائد القوات المسؤولة عن مدينة الصدر خلال جولة مع صحافيين إن هدف العملية تحقيق الأمان وإنقاذ السكان من العصابات الإجرامية التي خلقت فجوة بين شعبنا وقواته الأمنية. وتابع سنقوم بتوفير الخدمات وتعويض المتضررين.

وأشار العزاوي إلى أن القوات ستتولى (في مرحلة لاحقة) البحث عن المطلوبين الذين تلطخت أياديهم بالدماء ومطاردة العناصر المجرمة" مشيرا إلى "تسيير دوريات مكثفة وستتم إعادة فتح المعابر لتنقل المدنيين.

.............................................................................................

· المركز الوثائقي والمعلوماتي: يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال: www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22 أيار/2008 - 15/جماد الاول/1429