الاطفال والاحداث دروع بشرية ونزلاء سجون

علي الطالقاني

شبكة النبأ: على مايبدوا أن المجاميع المسلحة والإرهابية في الكثير من الدول النامية والتي تخوض حروب دموية قد أخذت تخسر حربها وتنهار قواها البشرية والمادية مما أضطرها الأمر  على استخدام الأطفال والأحداث الذين أصبحوا اليوم بمثابة الدروع البشرية التي تتصدى في مقدمة هذه الحروب لمواجهة الآخر، أما هذه الظاهرة لها تفسيرات من بينها إفلاس المجاميع المسلحة من المقاتلين والمناصرين من جانب أو  استغلال براءة الأطفال وزجهم في ساحات القتال واستعمالهم كانتحاريين كما حدث مؤخرا في العراق وأفغانستان من جانب آخر، وقد كشف تقريرا أرسلته إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة أفاد التقرير أن الولايات المتحدة احتجزت نحو 2500 من الأحداث الذين لم يصلوا الثامنة عشرة من أعمارهم، على أنهم محاربون أعداء غير قانونيين في العراق وأفغانستان وغوانتانامو منذ عام 2002.

كما يوجد أكثر من  2400 من الأحداث قد تم احتجازهم في العراق بعد الغزو الأميركي للعراق في مارس/آذار 2003، فهناك 500 فقط ما زالوا محتجزين في هذا البلد بتهمة التورط في "نشاط معاد للتحالف" كما أفاده التقرير الذي نشره الاتحاد الأميركي للحريات المدنية.حسب صحيفة واشنطن بوست

وأضاف التقرير خلال الشهر الماضي بقي عشرة أحداث محتجزين في باغرام بأفغانستان، من بين تسعين تم القبض عليهم في هذا البلد منذ عام 2002.

 وتم نقل ثمانية أحداث إلى غوانتانامو منذ عام 2002، كانوا قد قبض عليهم وهم في أعمار تتراوح بين 13 و17 سنة. ورغم عدم وجود أحداث في سجن كوبا الآن فهناك شخصان بين المعتقلين -هما عمر خضر (21 سنة) ومحمد جواد (23 سنة)- كانا دون الثامنة عشرة عندما وصلا إلى المعتقل، وكلاهما يواجه محاكمة عسكرية لاتهامات تتعلق بالشروع في القتل.

 وأضاف التقرير أن ثلاثة من بين الأحداث الذين كانوا معتقلين في غوانتانامو أُعيدوا إلى أفغانستان عام 2004، وقد وضعوا ضمن برنامج إعادة تأهيل الجنود الأطفال التابع لليونيسيف، وأن ثلاثة آخرين تم نقلهم إلى أوطانهم.حسب قول الصحيفة

من جانب آخر شجب الاتحاد الأميركي للحريات المدنية ما وصفه بأنه "نقص الإجراءات الوقائية" للشباب الذين اعتقلهم الجيش الأميركي و"عدم وجود سياسة شاملة محددة" للتعامل مع الأحداث.

 وقال مدير برنامج حقوق الإنسان بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية جميل دكوار "ينبغي أن يعامل الأحداث والجنود الأطفال السابقون أولا وأخيرا بوصفهم مرشحين لإعادة التأهيل وإعادة الاندماج في المجتمع، ولا يتم تعريضهم لمزيد من الاستغلال والمذلة".

وأشار التقرير إلى أن نسبة ضئيلة جدا من الأحداث احتجزوا لأكثر من سنة لأنه تم تقييمهم على أنهم يشكلون مستوى تهديد عال.

وحسب التقرير فإن الجيش الأميركي أنشأ، في أغسطس/آب 2007، مركزا تعليميا للأحداث في العراق، حيث كان عدد الأحداث المعتقلين آنذاك 820.

أكثر من 500 حَدَث في المعتقلات الأمريكية 

من جانب آخر  ذكرت الولايات المتحدة الأمريكية في تقرير إلى الأمم المتحدة، أن الجيش الأمريكي يتحفظ على أكثر من 500 حدث، في معتقلاته بالعراق وأفغانستان، بصفتهم "مقاتلين أعداء غير مشروعين."

وجاء في التقرير الأمريكي الفصلي إلى "لجنة حقوق الطفل" التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن 2500 شاب، تحت سن الـ18، اعتقلوا لفترة عام وأحد أو أكثر، معظمهم في العراق، في سياق الحملة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد الإرهاب منذ عام 2002، طبقا لـ الأسوشيتد برس.

وأدانت المنظمات المدافعة عن الحريات المدنية، تلك الاعتقالات ووصفتها بأنها "مجحفة" وتنتهك للمواثيق الدولية.

وأكدت أمريكا في تقريرها الفصلي حول مدى التزامها بميثاق حقوق الطفل، اعتقال قواتها  لقرابة 500 حدث، وحتى إبريل/نيسان الماضي.

وجاء في التقرير: الأحداث الذين تتحفظ عليهم الولايات المتحدة اعتقلوا أثناء قيامهم بأنشطة معادية لقوات التحالف، مثل زرع عبوات ناسفة.. أو العمل كمراقبين للمسلحين، أو المشاركة بصورة فعلية في القتال ضد القوات الأمريكية والتحالف.طبقا لـ CNN

وكان اللواء دوغلاس ستون، قائد المعتقلات الأمريكية في العراق، أشار من خلال حوار تلفزيوني في مطلع الشهر الحالي، إلى وجود 525 معتقلاً، دون سن الـ18 في معتقلات الجيش الأمريكي.

وأوضح ستون أن أولئك المعتقلين: لديهم ممثلون خاصون وبرامج خاصة ومدارس، ولدينا 18 سيدة تعتني بهن سيدات، ولكن جميع البرامج تنفذ مع هدف واحد في البال وهو تحديد ما إذا كانوا يشكلون تهديداً.

احتجاز الأطفال بقاعدة باغرام

وفي السياق نفسه أوضح التقرير إن الأحداث الـ2500، الذين اعتقلوا منذ عام 2002، جرى القبض على معظمهم، باستثناء 100، في العراق والبقية في أفغانستان.

واحتجز الجيش الأمريكي ثمانية أحداث في معتقل غوانتانامو العسكري في خليج كوبا، تم إطلاق سراحهم خلال الفترة من عام 2004 و2006.

واستطرد التقرير في هذا الصدد: "مازالت  أعمار هؤلاء الأفراد غير واضحة، خاصة وأن معظمهم يجهل سنه أو عام مولده، لكن الأطباء العسكريون قدروا بأنهم دون سن 16 عاماً."

وأشارت الولايات المتحدة في تقريرها إلى اعتقال عشرة أحداث من "المقاتلين الأعداء" في قاعدة باغرام العسكرية الأمريكية في أفغانستان، حتى إبريل/نيسان الماضي.

وتحدث الناطق باسم الجيش الأمريكي في باغرام، الملازم أول ريتشارد أولش عن "احتجاز 625 شخصاً في مركز الاعتقال بالقاعدة الجوية، منهم أقل من عشرة دون سن الـ18."

معاملة الأحداث

أما جميل دكوار، مدير برنامج حقوق الإنسان في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، فقال: إنه لمن دواعي الصدمة أن يعلم المرء أن الولايات المتحدة تعتقل مئات الأحداث في العراق وأفغانستان. والأمر المزعج أكثر من ذلك هو عدم وجود سياسة شاملة تحمي حقوق هؤلاء المعتقلين كأطفال. حسب BBC

وأضاف دكوار في بيان أصدره: يجب معاملة الأحدث والجنود السابقين أولا وأخيرا كأشخاص مرشحين لإعادة التأهيل والدمج في المجتمع، وليس بالمزيد من الإمعان بتحويلهم إلى ضحايا يعانون أكثر وأكثر.

ويرى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن غياب الرعاية والاهتمام وعدم الأخذ بالاعتبار حالة المعتقلين لكونهم أحداثا يُعد خرقا لالتزامات وتعهدات الولايات المتحدة التي نص عليها البروتوكول الاختياري المتعلق بتوريط الأطفال في الصراعات المسلحة، والذي صدقت عليه واشنطن عام 2002، وتم القبول به كعرف دولي.

ومن المفترض أن تبدي لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل خلال مؤتمرها المزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في جنيف بسويسرا تشكيكا بالتزام وفد الحكومة الأمريكية بشأن تنفيذ التزامات إدارتهم بحقوق الأطفال.

إدانة الإعتقالات

من جهة أخرى انتقدت منظمات أمريكية مدافعة عن الحريات المدنية تلك الاعتقالات، وقالت تينا فوستر، الرئيس التنفيذي لشبكة العدالة الدولية: "من المريع أن لا تجد الحكومة الأمريكية وسيلة لاحتجاز الأطفال بعيداً عن البالغين.. هذا أمر فاضح ولا يجعلنا نشعر بأننا أكثر آماناً."

وقالت فوستر إن الجيش الأمريكي لم يكشف أسماء الأحداث المعتقلين في باغرام.

ومن جانبه قال جميل داكوار، رئيس "اتحاد الحريات المدنية الأمريكية لبرنامج حقوق الإنسان": "من الفظيع العلم بأن أمريكا تحتجز مئات الأحداث في العراق وأفغانستان، إلا أن الأمر الأكثر إزعاجاً عدم وجود سياسة شاملة تحمي حقوقهم كأطفال." بحسب CNN

وتقول الجمعية إن افتقاد الحماية والاعتبارات لوضعية المعتقل الحدث تعد انتهاكاً للالتزامات الأمريكية بموجب البروتوكول الاختياري في تورط الأطفال في النزاعات المسلحة الذي صادقت عليه أمريكا عام 2002.

وضع اطفال العراق لايطاق

وكانت راديكا كوماراسوامي، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة لأوضاع الأطفال في مناطق الحروب، تتحدث عقب زيارة للعراق قامت بها في وقت سابق من الشهر الجاري حيث التقت بمسؤولين عراقيين وأمريكيين إضافة إلى عدد من اللاجئين العراقيين.

وقالت: في العراق 1500 طفل يقبعون خلف القضبان أصغرهم لا يتجاوزون العاشرة من العمر. من هؤلاء، 500 يحتجزهم الأمريكيون بينما يقبع الآخرون في سجون الحكومة العراقية.

وقالت المسؤولة الأممية أيضا إن ثمة أدلة تشير إلى استخدام المجموعات المسلحة للأطفال في زرع العبوات لقاء مبالغ من المال.

هذا ومن المتوقع أن تستجوب لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الوفد الأمريكي بشأن مدى التزام واشنطن بتعهداتها، في 22 مايو/أيار الجاري في جنيف.

و تأتي هذه التطورات في أعقاب تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أطفال العراق باتوا في قلب مأساة إنسانية مع استمرار دوامة العنف في البلاد بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

وكشفت المنظمة أن نصف عدد الملايين الأربعة من العراقيين الذين نزحوا عن ديارهم منذ غزو العراق هم من الأطفال.

.............................................................................................

 المركز الوثائقي والمعلوماتي:مركز يقدم الخدمات الوثائقية التي تتضمن موضوعات مختلفة  من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال: www.annabaa.org /// [email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20 أيار/2008 - 13/جماد الاول/1429