الـ كاو بوي الامريكي في طريقه للإنقراض 

شبكة النبأ: في الغرب الأمريكي كما تصوره أفلام هوليوود الكلاسيكية ينطلق راعي البقر الذي يجسده جون وين وسط أراض جرداء صخرية في غرب الولايات المتحدة لا يرافقه سوى جواده.

لكن المشهد الذي لا تعرضه هذه الافلام هو لراعي البقر وهو يشتري الدريس لحصانه أو ما يحدث للحصان عندما يصيبه الهرم او العجز او الهياج بحيث لا يمكن ركوبه.

وهذه التفاصيل اليومية هي جوهر النقاش بشأن تزايد حالات سوء معاملة الجياد في الولايات المتحدة في وقت ارتفعت اسعار الدريس والحبوب بدرجة كبيرة وتراجعت خيارات التخلص من الجياد غير المرغوب فيها.

قبل عام واحد كان سعر بيع حصان متوسط صالح للركوب للترفيه والتريض، أي حصان ليس من سلالة أصيلة او له سجل اداء جيد يرفع من مكانته، يصل الى بضعة الاف من الدولارات.

واليوم تراجعت الاسعار في بعض الحالات الى مجرد بضع مئات من الدولارات فيما يرجع أساسا الى ارتفاع تكاليف نقل الجياد واعاشتها.

اما أوضاع الجياد المهمشة التي تعاني من مشكلات صحية فتصبح عرضة للذبح، فأصبح اكثر سوءا بعد صدور حكم سعت اليه جماعات الدفاع عن حقوق الحيوان باغلاق مجازر الجياد العام الماضي. بحسب رويترز.

ويقول نشطاء في مجال الدفاع عن الحيوان ان نتيجة ذلك هي ان اعدادا متزايدة من الجياد غير المرغوب فيها اصبحت تموت جوعا او تطلق في الخلاء في الغرب الامريكي.

ويقول تمبل جراندين استاذ علوم الحيوان في جامعة كولورادو والمرجع في التعامل مع الدواب مثل الجياد: ما يشغلني هو مصير أسوأ من الذبح. وأضاف، هناك من يطلقون الجياد في الحقول ومن يتخلصون من الجياد في الليل... ان اسوأ كوابيسي بدأ يتحقق.

ومثل هذه المشاهد لها صدى عنيف في الغرب ارض الفرسان التي خلدتها رسوم فريدريك ريمينجتون التي تركزت على تصوير الحياة في الغرب الامريكي والتي جسدها في العصر الحديث ممثلون مثل الرئيس الراحل رونالد ريجان.

وبعيدا عن كنتاكي حيث تربى السلالات الاصيلة فان امتلاك حصان في الغرب من تقاليد الاسر المتوسطة. ومالك الجياد المتوسط الحال يركب حصانه للتريض ويبقيه على ارضه التي يملكها أو يستأجرها لغرض ما ولا يمتلك الجياد لاغراض تجارية.

والجياد تأكل الدريس المصنوع اما من الحشائش أو البرسيم أو مزيج من الاثنين وكمية صغيرة من الحبوب.

والاسعار تتباين لكن في وسط شرق ولاية ايداهو ارتفعت اسعار الدريس الى 145 دولارا من 120 دولارا للطن قبل عام ووصلت الى 300 دولار للطن في أجزاء من كاليفورنيا. واطعام حصان قد يتكلف الفي دولار أو أكثر سنويا.

والغرب هو كذلك المنطقة التي تمت فيها تاريخيا ممارسة اطلاق الجياد في البرية أولا من جانب المستكشفين الاسبان وبعد ذلك من جانب أصحاب المزارع، مما أوجد سلالات المستانج التي مازالت تستوطن الاراضي الشاسعة في الولايات الغربية.

لكن كيرك ميلر الباحث في مجال الثروة الحيوانية في ايداهو ومونتانا لحساب وزارة الزراعة الامريكية يقول ان المفهوم الرومانسي عن تحرير الجياد واطلاقها لتجوب اراضي الغرب المفتوحة لا علاقة له بالواقع.

وأضاف، هي ليس لديها غريزة البقاء في الحياة البرية ولا تدرك ما الذي يكون من الخطر أكله ولا معرفة لديها بكيفية البحث عن الطعام تحت الجليد.

وميلر وجراندين من جامعة كولورادو من خبراء الحيوان الذين يقولون ان الحملة التي تقودها جمعية هيومان سوسيتي الامريكية لانهاء ذبح الجياد غير البرية جاءت نتيجة نوايا طيبة ولكن اسيء توجيهها.

والان يجري شحن عشرات الالوف من الجياد الامريكية المخصصة للذبح الى كندا والمكسيك حيث تنتهي الرحلة الطويلة المرهقة بما يصفه بعض المدافعين عن الخيول بانه حالات نفوق مؤلمة.

وأغلب الجياد تذبح للاستهلاك الادمي حيث تتوافر اسواق لحومها في اوروبا واسيا.

وتنحاز بعض الجمعيات المدافعة عن الخيول لصف هيومان سوسيتي في كفاحها لانهاء تصدير الخيول لذبحها. لكن اخرين يسعون الى اعادة هذه الصناعة الى الولايات المتحدة لتوفير منفذ للخيول غير المرغوب فيها ولضمان قتل الحيوان بأسلوب ميكانيكي تقره وزارة الزراعة الامريكية.

ويقول كيث دين مدير حماية الخيول في هيومان سوسيتي انه بالنسبة الى الامريكيين فان السماح بقتل جيادهم لاكل لحومها شبيه بارسال كلابهم التي ربوها في منازلهم للذبح من أجل الاستهلاك الادمي.

لكن على عكس الكلاب فان الحصان يزن نحو 454 كيلوجراما والتخلص من جيف الحيوانات النافقة اصبح عبئا ثقيلا بعد ان أوصت هيومان سوسيتي بالقتل الرحيم. اذ اصبح القانون يسمح للمالك بدفن حصانه في أرضه او دفع مئات الدولارات لدفنه في اراض تابعة للولاية.

وهذه التعقيدات قد تكون السبب فيما يقول مسؤولون في الغرب انه تزايد في أعداد الجياد التي يطلق عليها الرصاص وتلقى في اراض عامة.

ويقول سكوت دوتشر مسؤول حماية الحيوان بادارة الزراعة بولاية كولورادو ان عدد حالات التخلص من الجياد التي يتعامل معها المسؤولون الان قليلة جدا بالمقارنة بالموجة القادمة. وأضاف، اذا اصبح تصدير الجياد لذبحها مخالفا للقانون سنتعامل مع فيض هائل من الجياد التي يتم التخلص منها.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 18 أيار/2008 - 11/جماد الاول/1429