ثورة الغذاء تطال حرية التعبير وحقوق المرأة وتعيد الملايين لدائرة الفقر

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: لا تزال ثورة الغذاء تضرب اطناب العالم من اسيا وافريقيا الى امريكا اللاتينية وبعض اجزاء اوربا الفقيرة، معلنة الحرب على ملايين الفقراء بعد ان تضاعفت اسعار المحاصيل الاستراتيجية وقفزت اسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة.

فقد ذكر رئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا ان حوالى 135 مليون افريقي سيتأثرون بالازمة الناجمة عن ارتفاع اسعار المنتجات الغذائية معلنا عن تدابير للقطاع الزراعي.

وقال كابيروكا في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة التونسية مقر البنك الافريقي للتنمية "نعتبر ان حوالى 135 مليون شخص يتعرضون لمخاطر جدية في اثني عشر بلدا افريقيا". وحدد كابيروكا الذي كان يتحدث في نهاية اجتماع لمجلس الادارة العجز الغذائي في افريقيا ب 36 مليون طن من الحبوب. واضاف ان الازمة ستؤثر خصوصا على الفقراء في المناطق الريفية والامهات والاطفال الرضع والمسنين. بحسب فرانس برس.

والبلدان التي ستتأثر اكثر من سواها بالازمة هي تلك التي تعول كثيرا على استيراد المنتجات الغذائية وتلك التي خرجت لتوها من نزاعات. وتهدد الازمة اثني عشر بلدا اتخذت في شأنها تدابير اضافية ولاسيما منها غينيا وغامبيا وجيبوتي ومصر والسودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وتشاد.

ومن هذه التدابير التي تقررت الجمعة تخصيص مليار دولار اضافي لدعم القطاع الزراعي في افريقيا بالاضافة الى اكثر من 83 مليارات خصصت لها حتى الان. وسيفرج البنك الافريقي للتنمية ايضا عن حوالى 250 مليون دولار بصورة عاجلة لشراء اسمدة في الاشهر الاثني عشر المقبلة. وقرر البنك الافريقي للتنمية من جهة اخرى الاسراع في تطبيق برنامج لخفض الخسائر الزراعية حيث يعتبر ان الخفض بنسبة 10% يتيح الحصول على خمسة ملايين طن من الحبوب. وتشكل هذه الخسائر حتى 40% من المحاصيل الحالية.

آسيا تخشى ضياع مكاسب 10 سنوات

وقال زعماء اقليميون ان ارتفاع أسعار الاغذية قد يُعيد الملايين الى دائرة الفقر في آسيا ويمحو مكاسب 10 سنوات من التنمية ودعوا الى زيادة الانتاج الزراعي لمواجهة الطلب المتزايد.

وقال وزير المالية الياباني فوكوشيرو نوكاجا خلال الاجتماع السنوي لبنك التنمية الآسيوي ان آسيا موطن ثلثي فقراء العالم تتعرض لخطر تزايد القلاقل الاجتماعية حيث وجه ارتفاع أسعار القمح والأرز الى المثلين في العام الماضي ضربة الى الذين ينفقون أكثر من نصف دخلهم على الطعام.

وحذر وزير المالية الهندي د. سوبا راو من انه اذا ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 20 في المئة فان 100 مليون شخص في أنحاء آسيا سيعودون مرة أخرى الى حالة الفقر المدقع.

وقال راو أمام اجتماع بنك التنمية الآسيوي في مدريد "في كثير من الدول سيعني ذلك محو المكاسب التي تحققت في مجال خفض الفقر خلال 10 سنوات من النمو."

وأدى ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية خلال عام حتى مارس اذار بنسبة 43 في المئة الى اندلاع احتجاجات شابها العنف في الكاميرون وبوركينا فاسو اضافة الى مسيرات احتجاج في اندونيسيا في اعقاب تقارير عن حالات وفاة بسبب الجوع. بحسب رويترز.

وقال نوكاجا ان الكثير من الحكومات بدأت تطبق أنظمة لدعم أسعار المواد الغذائية أو فرضت قيودا على صادراتها لمواجهة ارتفاع التكاليف لكنها لم تفعل سوى انها تسببت في تفاقم زيادات الأسعار في الأسواق العالمية.

وقال نوكاجا لأعضاء الوفود "كانت القطاعات الأكثر تضررا هي القطاعات الأكثر فقرا بين السكان خاصة فقراء الحضر."

واضاف "سيكون لذلك تأثير سلبي على مستوى معيشتهم وتغذيتهم وهو وضع قد يغذي اضطرابات اجتماعية."

وتشير تقديرات بنك التنمية الآسيوي الى ان الأكثر فقرا في منطقة آسيا والمحيط الهادي ينفقون 60 من دخلهم على الغذاء و15 في المئة أخرى على الوقود وهي سلع الحياة الرئيسية التي شهدت أسعارها ارتفاعا شديدا في العام الماضي.

واليابان واحدة من 67 عضوا في بنك التنمية الآسيوي اجتمعوا في اسبانيا لمناقشة إجراءات لمواجهة المناخ السيئ وزيادة الطلب اللذين أنهيا عشرات السنين من توفر الأغذية الرخيصة في الدول النامية.

ويصل تعداد سكان منطقة آسيا والمحيط الهادي الى ثلاثة أمثال تعداد أوروبا أي حوالي 1.5 مليار نسمة ويعيشون على اقل من دولارين في اليوم.

والأرز سلعة غذائية أساسية في معظم دول آسيا وأي نقص في معروضه يهدد بحالة من عدم الاستقرار مما يجعل الحكومات شديدة الحساسية تجاه سعره.

وكان التضخم الذي وصل الى اعلى معدلاته في عشر سنوات مدفوعا بتكلفة الاغذية والمواد الخام على رأس جدول أعمال الاجتماع السنوي لبنك التنمية الآسيوي.

وتعين على البنك ومقره مانيلا ان يدافع عن نفسه أمام انتقادات الولايات المتحدة بانه يركز على إقراض الدول متوسطة الدخل ويهمل فقراء آسيا في الريف والحضر.

وحثت دول أصغر مثل كمبوديا البنك على تركيز قروضه على الدول الآسيوية الأشد فقرا.

ودعا البنك يوم السبت الى اتخاذ حكومات العالم لاجراء فوري لمكافحة أسعار الأغذية المتصاعدة وقرن ذلك بتعهده تقديم معونات مالية جديدة للمساعدة في توفير الغذاء للدول الاكثر فقرا في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وأيَد أعضاء كبار مثل اليابان والصين والهند استراتيجية البنك طويلة الاجل بتقديم ائتمان منخفض التكلفة ومساعدات فنية لزيادة الانتاجية الزراعة.

احتجاج أكثر من ألف امرأة في بيرو

وتظاهر أكثر من ألف امرأة خارج مبنى الكونجرس في بيرو وهن يقرعن الأواني الفارغة لمطالبة الحكومة ببذل مزيد من الجهد لحل مشكلة أسعار الغذاء المتزايدة التي تعصف بالفقراء من قازاخستان الى هايتي.

وتدير النساء اللاتي كن يحملن أطفالا صغارا قاعات طعام عامة للفقراء يستطيع فيها المواطنون في بيرو شراء الافطار او الغداء بأقل من دولار.

وقد هوي غلاء الاغذية الاساسية بشعبية الرئيس الان جارسيا الى 26 في المئة هذا الشهر وهو ادنى مستوى له منذ توليه منصبه في عام 2006. بحسب رويترز.

وبدأ جارسيا هذا الشهر بعد اسابيع من خفض الضرائب على واردات الاغذية ارسال الجيش لتوزيع أكياس غذاء مجانية في أفقر أحياء العاصمة ليما في وقت أثارت فيه زيادات أسعار الغذاء العالمية المخاوف من عدم الاستقرار السياسي في دول كثيرة.

وقالت ماريا بوزيتا مديرة احدى ثلاث جمعيات تدير قاعات الطعام العامة في ليما "أسعار الغذاء تواصل الارتفاع والحكومة لا تولي اهتماما لقاعات الطعام."

ويعتمد مئات الالاف من الناس على قاعات الطعام كل يوم في انحاء ثالث أكبر دولة في امريكا الجنوبية حيث يعيش 12 مليون نسمة او 42 في المئة من السكان في حالة من الفقر.

وتريد النساء اللاتي يشرفن على قاعات الطعام العامة من الحكومة ان تزيد الدعم الحكومي للسلع بنسبة 30 في المئة حتى يمكن شراء ما يكفي من الارز والخبز واللحم.

الاف المتظاهرين في اندونيسيا ضد غلاء المعيشة

وتظاهر الاف الاندونيسيين في جاكرتا للمطالبة باعادة النظر في رواتبهم وللتنديد بارتفاع اسعار المواد الغذائية والزيادة المعلنة في اسعار المحروقات.

وقال الشرطي هاريادي عند مستديرة فندق اندونيسيا حيث الموقع التقليدي للتظاهرات الاحتجاجية في العاصمة الاندونيسية "نتوقع تظاهرة تضم اكثر من اربعين الف شخص اليوم".

وقال قائد شرطة جاكرتا ادانغ فيرمان ان عشرة الاف عنصر من القوى الامنية انتشروا للحفاظ على النظام.

وكان المتظاهرون الذين وصلوا على متن حافلات وشاحنات علقوا لافتات كتب عليها "خفض اسعار المواد الغذائية الان" و"زيادة الرواتب للعمال والمزارعين".

وابدت يونينغسي الموظفة في قطاع النسيج اسفها لما آلت اليه الاوضاع المعيشية وقالت "نطالب بخفض اسعار الوقود المنزلي.اسعار المواد الغذائية باتت مرتفعة جدا".

ويوجه النبك الدولي انتقادات للحكومة الاندونيسية بشان سياسة الدعم الحكومي المرتفع للمحروقات. وستقوم الحكومة قريبا تحت ضغط البنك الدولي بالحد من هذه المساعدات ما سيسبب على الارجح زيادة في التضخم وحالة من التذمر الاجتماعي. بحسب رويترز.

وتضم اندونيسيا حوالى اربعين مليون فقير من اصل 234 مليون نسمة. ويعيش قرابة نصف سكانها باقل من دولارين في اليوم بحسب البنك الدولي. ويتجاوز معدل التضخم وفق الوتيرة السنوية نسبة 8% في اندونيسيا.

عيد العمال في روسيا يتحول إلى يوم احتجاج على الغلاء

وشارك آلاف من الروس في احتجاجات على ارتفاع أسعار الغذاء مما كشف عن واحد من أكبر التحديات التي تنتظر ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي المنتخب لدى تسلمه السلطة الأسبوع القادم.

وارتفعت اسعار كل شيء من الخبز الى الوقود الى الشقق السكنية الى عنان السماء مع وصول اسعار النفط الى ارقام قياسية وتدفق البترو دولار على البلاد التي يحتل النفط مقدمة صادراتها.

وحذر بعض المحليين من ان الاستياء الشعبي من تصاعد التضخم قد يتحول الى مشكلة سياسية كبرى لميدفيديف الذي أدى اليمين الدستورية في السابع من مايو ايار ويحل محل الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.

وتجمع نحو 1500 شخص في سان بطرسبرج ثاني أكبر المدن الروسية وهم يرددون "لا لارتفاع الاسعار" و"خطة بوتين تعني ارتفاع الاسعار."بحسب رويترز.

وفي جزيرة سخالين بالمحيط الهادي التي يقترب طرفها الجنوبي من اليابان طالب نحو 3500 شخص الحكومة الروسية بالتدخل للسيطرة على اسعار الغذاء والوقود.

وجاءت هذه الاحتجاجات في اطار المسيرات التي تنظم في مختلف انحاء روسيا في عطلة عيد العمال كل عام للمطالبة بمزيد من الحقوق.

البدو الرحل في كينيا يتحملون وطأة الغلاء

ثمة اغراء للافتتان بنمط حياة البدو الرحل في شمال شرق كينيا. ولقرون تجولت قبائل المسلمين الرعاة في الاراضي شبه القاحلة في بحث دائم عن الكلا والماء غير مبالين على ما يبدو بالحدود مع الصومال واثيوبيا.

كانت هذه القبائل التي أهملتها حكومة نيروبي والادارات الاستعمارية على مدى أجيال تعاني من الفقر والاضرار البيئية وتكتوي الان بأزمة غلاء الاسعار.

والبدو من بين الناس الاكثر تأثرا في أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا حيث يبلغ متوسط نصيب الفرد من الدخل حوالي 580 دولارا بينما تتوقع الحكومة نموا يتراوح بين 4 و6 في المئة هذا العام.

وفي الرام وهي مستوطنة معزولة تقع على بعد 80 كيلومترا (50 ميلا) من بلدة الواق على الحدود الصومالية يرتبط بقاء البدو ارتباطا معقدا بالتقلبات في الاسواق المحلية والعالمية والمكائد السياسية في العاصمة البعيدة.

ويحصل البدو على دخل ضئيل من بيع الحليب والماشية في بعض المناسبات. ويعني الارتفاع في أسعار الغذاء العالمية تقلص قدرتهم الشرائية بشدة وعدم قدرتهم عى شراء مستلزمات أساسية كما هي الحال بالنسبة لكثير من الدول الافريقية. بحسب رويترز.

كما تضرر سكان الرام الذين يعيشون حياة شبيهة بحياة البدو وان لم يكن بشكل مباشر من جراء العنف الذي اندلع في أعقاب النزاع الذي أثارته اعادة انتخاب مواي كيباكي رئيسا للبلاد في ديسمبر كانون الاول الماضي. وسقط حوالي 1200 قتيل وجرى تشريد تحو 300 ألف.

وأثارت الازمة توترات جلية بسبب الارض والقبيلة. وتسود منذ فترة طويلة اشتباكات بسبب المياه والماشية والمرعى في أركان كينيا النائية التي يغيب فيها القانون حيث يحمل كثير من الرعاة أو سارقو الماشية مدافع رشاشة أو أسلحة أخرى.

وبالنسبة لسكان الرام والذي يعتمد كثير منهم على المعونات الغذائية في موسم الجفاف فان الازمة السياسية تعني نضوب المساعدات فيما ارتفعت الاسعار في الاسواق.

قال محمد يعقوب أحد شيوخ القرية "لم تقم المنظمات غير الحكومية بتوزيع أي معونات غذائية منذ الانتخابات والعنف."

وبعد الانتخابات توقفت مؤقتا ولدواع أمنية الشاحنات التي تحمل المعونات الغذائية والسلع التجارية من ميناء مومباسا محور النقل في كينيا

الاضطرابات الاجتماعية المتصلة بالغذاء تؤثر على حرية التعبير 

وقالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان لويز اربور ان الاضطرابات الاجتماعية ذات الصلة بأزمة الغذاء يمكن ان تؤثر على حقوق الانسان في مجال حرية التعبير والتجمع السلمي.

وحثت اربور في بيان لها اليوم المجتمع الدولي على ضرورة الاستجابة بسرعة وفعالية لهذه الازمة الناجمة عن التصاعد السريع في اسعار المواد الغذائية في جميع انحاء العالم.

واضافت ان اثار الازمة الغذائية على المديين المتوسط والطويل سينعكس بشكل رئيسي على عدم المساواة وعدم القدرة على الوصول الى الغذاء ما يستدعي ضرورة التوصل الى حل شامل لهذه الازمة "بحيث نركز على اولئك الذين هم في حاجة ماسة للغذاء لتشمل الاشخاص الاشد فقرا واولئك الاكثر عرضة للتمييز بناء على أي اسس اخرى بما في ذلك الجنس أو العرق أو الاعاقة". بحسب تقرير لـ كونا.

وشددت اربور على أن التصدي لمحنة المهمشين اجتماعيا واسباب تعرضهم لهذا النوع من التمييز يعد ضروريا من اجل حل الازمة الراهنة مؤكدة ضرورة الاستماع الى كافة الاصوات سواء مباشرة أو عن طريق المنظمات التي تمثلهم.

دعوة مجلس حقوق الإنسان الدولي لمعالجة أزمة الغذاء

وسعى مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالحق في الحصول على الغذاء إلى عقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة هذا الشهر للتعامل مع أزمة الغذاء العالمية التي قال انها "انتهاك جسيم" لحقوق الإنسان.

واندلعت احتجاجات واعمال شغب ونظمت اضرابات في بلدان نامية في مختلف أرجاء العالم بعد الزيادة الحادة في أسعار القمح والارز والذرة والزيوت وغيرها من المواد الغذائية الضرورية والتي جعلت من الصعب على الفقراء تلبية احتياجاتهم.

وبعد يوم من توليه منصبه الجديد بالامم المتحدة شبه أوليفييه دو شاتر الأزمة بأنها "طوفان صامت" يؤثر على 100 مليون شخص. بحسب رويترز.

وقال دو شاتر في مؤتمر صحفي "اذا كان لدينا 100 مليون شخص معتقل في نظام دكتاتوري.. اذا كان لدينا 100 مليون شخص تعرضوا للضرب على يد الشرطة.. بالطبع كنا سننظم مسيرات في الشوارع وكنا سنعقد دورات استثنائية."

وأضاف أنه يريد أن يعقد مجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف دورة استثنائية في حوالي 22 أو 23 مايو ايار استكمالا للجهود التي تبذلها الهيئات الدولية الاخرى لمعالجة الأزمة وترسيخها كقضية حقوق إنسان.

ولعقد دورة استثنائية يتعين أن يطلب ذلك ثلث أعضاء المجلس أو 16 دولة من بين 47 عضوا.

وقال الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الثلاثاء انه اطلق فريق عمل لضمان استجابة دولية قوية ومنسقة إزاء أزمة الغذاء.

وربط خبراء أزمة معروض الغذاء بعوامل منها ارتفاع أسعار الوقود والاسمدة واستخدام محاصيل لإنتاج الوقود الحيوي إلى جانب المضاربات في أسواق السلع الغذائية.

وقال دو شاتر "هذه ليست كارثة طبيعية.. ليست زلزالا.. انها أزمة من صنع البشر."

ودعا دو شاتر إلى تحرك عاجل في عدة مجالات منها تجميد الاستثمارات الجديدة في مجال الوقود الحيوي كما دعا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي إلى التخلي عن أهدافهما بخصوص استخدام الوقود الحيوي.

وكان المقرر السابق جان زيجلر قد وصف العام الماضي تحويل المحاصيل الغذائية إلى إنتاج الايثانول بأنه "جريمة في حق الإنسانية". وقال دو شاتر انه يدرك أن سلفه كان سببا للشقاق وانه لا يريد أن يسيس قضية الغذاء.

ارتفاع سعر الغذاء يؤدي لتمديد حالة الطوارئ ببنجلادش

وقالت وحدة المخابرات الاقتصادية ومقرها لندن ان ارتفاع اسعار الغذاء قد يجبر السلطات على تمديد حالة الطوارئ.

وجاء في تقرير للوحدة بشأن بنجلادش في شهر مايو "الاستعدادات للانتخابات البرلمانية( في نهاية العام) يمكن ان يعوقها تصاعد السخط بشأن اسعار الغذاء ويمكن ان يمدد حالة الطوارئ."

وأوضح التقرير الذي صدر يوم الخميس "تصاعد السخط ...يمكن أن يؤدي الى احتجاجات واسعة النطاق خلال الجزء الاول من العام المالي (2008 -2009)."

وقال التقرير ان عمال صناعة الملابس في العاصمة داكا تحدوا حالة الطوارئ في أبريل نيسان بالاضراب للمطالبة بأجور أعلى لتغطية تكلفة الاسعار المرتفعة للمواد الغذائية.

وجاء في التقرير أيضا انه من غير المرجح ان يتحسن الوضع على المدى القصير رغم تقارير عن محصول وفيرا للارز وان من المرجح حدوث مزيد من المظاهرات والتي ستختبر قدرة الحكومة الانتقالية على حكم البلاد.

وفيما اعتقل نحو 170 من كبار السياسيين ومن بينهم رئيستا الوزراء السابقتان الشيخة حسينة والبيجوم خالدة ضياء في مسعى لمكافحة الفساد فقد فشلت الحكومة في احتواء اسعار الغذاء والسلع التي تضاعفت تقريبا خلال العام الماضي.

وتسبب ذلك في انتشار حالة من السخط بين عدد كبير من سكان بنجلادش الذين يزيد عددهم عن 140 مليون نسمة يعيش معظمهم على اقل من دولار في اليوم.

جنوب شرق آسيا ستتعاون بشأن الأمن الغذائي

ووافقت دول جنوب شرق آسيا في اجتماع بجزيرة بالي الاندونيسية على التعاون بشأن سوق الأرز لكنها لم تصل لحد اتخاذ إجراءات ملموسة للتعامل مع ارتفاع أسعار السلعة الأساسية في معظم الوجبات بالمنطقة.

وهيمنت قضية الأمن الغذائي على اجتماع وزراء تجارة منظمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في المنتجع الاندونيسي. بحسب رويترز.

وجاء في بيان للرابطة "أكد الوزراء أن الحصول على إمدادات مناسبة ويعتمد عليها من الأرز واستقرار الأسعار هي أمور جوهرية لاقتصاد المنطقة ورخائها الاجتماعي."

ولتحقيق هذين الهدفين ذكر البيان أن الوزراء أقروا بضرورة تحسين مستوى الانتاج من خلال نقل التكنولوجيا والابحاث والتنمية الى جانب توفير المزيد من الأراضي للزراعة.

وقالت وزيرة التجارة الاندونيسية ماري بانجيستو خلال مؤتمر صحفي انه رغم أن الرابطة لم تصل لحد اتخاذ "إجراءات ملموسة" فانها "اتفقت بقوة على التواصل والتعاون فيما بينها".

وزادت أسعار الأرز الآسيوي الى ثلاثة أمثالها هذا العام.

وتعهد بنك التنمية الآسيوي خلال اجتماع في مدريد بتقديم المساعدة المالية دون الخوض في تفاصيل بشأن المبالغ التي قد يعرضها للاقراض. كما دعا الى تحرك من حكومات العالم.

وعرض بنك التنمية الافريقي مليار دولار أخرى كمساعدة غذائية ودعا الدول التي تصدر الحبوب الى عدم الحد من الصادرات.

وفرضت دول مثل الهند وفيتنام واندونيسيا والبرازيل قيودا على صادرات المواد الغذائية في مسعى لتأمين الامدادات الداخلية والحد من التضخم.وأعلنت غينيا يوم السبت أنها ستخزن المواد الغذائية للطواريء ولا سيما الأرز.

وقال الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان يوم الجمعة ان المزارعين في أفريقيا قد يزيدون انتاج الغذاء الى المثلين خلال مابيت خمسة وعشرة أعوام اذا شاركتهم الدول الغنية في "ثورة خضراء" من أجل إيجاد حل طويل الأمد لأزمة الغذاء في القارة.

وذكر عنان الذي رأس اجتماعا لخبراء في مجال الزراعة في سالزبورج خلال مؤتمر عبر الهاتف انه ينبغي توفير تمويل ضخم لدرء آثار الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود على أفقر قارات العالم.

وقد تكون المساعدات الانسانية مجرد خطوة أولى من استراتيجية بعيدة المدى تهدف الى "تمكين المزارعين الافارقة من زيادة انتاجهم بشكل كبير حتى يتسنى لافريقيا أن تطعم نفسها وألا تعتمد على المساعدات الغذائية."

ووصف برنامج الأغذية العالمي ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأنه "موجة مد صامتة" تهدد باغراق أكثر من مئة مليون شخص في الفقر.

وسعى مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالحق في الحصول على الغذاء يوم الجمعة لعقد اجتماع خاص لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان هذا الشهر لمناقشة أزمة الغذاء العالمية التي قال انها "انتهاك هائل" لحقوق الانسان.

وقال أوليفييه دو شاتر انه يريد أن يعقد مجلس حقوق الانسان ومقره جنيف دورة استثنائية في حوالي 22 أو 23 مايو ايار استكمالا للجهود التي تبذلها الهيئات الدولية الاخرى لمعالجة الازمة وترسيخها كقضية حقوق انسان.

وقال "اذا كان لدينا 100 مليون شخص معتقل في نظام دكتاتوري.. اذا كان لدينا 100 مليون شخص تعرضوا للضرب على يد الشرطة.. بالطبع كنا سننظم مسيرات في الشوارع وكنا سنعقد دورات استثنائية."

واندلعت احتجاجات وأعمال شغب ونظمت اضرابات في بلدان نامية في مختلف أرجاء العالم بعد الزيادة الحادة في أسعار القمح والارز والذرة والزيوت وغيرها من المواد الغذائية الاساسية والتي جعلت من الصعب على الفقراء تلبية احتياجاتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد 18 أيار/2008 - 11/جماد الاول/1429