دعم إسرائيل هل هو الطريق إلى البيت الأبيض؟!

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: مازال حصان السبق الى البيت الابيض في خطواته المتأرجحة ما بين الديمقراطيين بتمثيل كل من هيلاري وأوباما من جهة، ومن جهة أخرى الجمهوريين المتمثلة بالسناتور جون مكين، مع عجز واضح في الميزانية الخاصة بهيلاري كلنتون وهي على عتبات المراحل النهائية إضافة إلى خسارتها السياسية لأصوات المندوبين السوبر، في حين بدى واضحا تفوق أوباما وتقدمه وحصوله على دعم أصوات السوبر.

 مكين من جانبه يرى ان السناتور أوباما هو الرئيس الاصلح لحماس في معرض إتهامه بأن أوباما يمثل السياسة الوسطية، في حين يرى في نفسه الكابوس الذي سيقلق حماس (حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين).

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير الخاص بسير العملية الإنتخابية في الولايات المتحدة، تعرض المشروع الدائم لكل الرؤساء في أمريكا وهو دعم إسرائيل وعدم التخلي عنها وقطع الوعود بإزدهارها وبناءها وهي مفارقة إلى جانب الشعب الفلسطيني المنتهك:

ضمان أمن اسرائيل أجندة دائمة لرؤساء الولايات المتحدة

قال المرشح الرئاسي الديمقراطي باراك أوباما ان صداقة الولايات المتحدة لاسرائيل لا يمكن فصمها وتعهد بضمان أمن اسرائيل اذا انتخب رئيسا.

وقال أوباما وسط صيحات الاستحسان والتصفيق أثناء كلمة قصيرة في حفل بمناسة الذكرى السنوية الستين لانشاء اسرائيل: التزام امريكا بأمن اسرائيل لا يمكن ان يتزعزع...انا مقتنع تماما بأن عرى الصداقة بين بلدينا لا يمكن فصمها.

وقدم اوباما الذي يتفوق على منافسته هيلاري كلينتون في السباق على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة تفاصيل قليلة عن خططه للشرق الاوسط لكنه تعهد بالعمل لضمان أمن اسرائيل. بحسب رويترز.

وقال: أتعهد أمامكم بأنني سأفعل كل ما في وسعي... ليس فقط لضمان امن اسرائيل بل أيضا لضمان ازدهار ورخاء شعب اسرائيل ومواصلة البناء على النجاح الهائل الذي تحقق قبل 60 عاما.

وأثار منتقدون شكوكا حول التزام أوباما بدعم اسرائيل مرددين شائعات عن انه كان مسلما وشبهوه بلويس فرخان وهو شخصية سياسية امريكية معروف بخطابه القوي المناهض لاسرائيل.

وأوباما مسيحي ويستنكر مواقف فرخان. وتعهد بعدم تغيير الدعم الامريكي القوي لاسرائيل وهو الركيزة الاساسية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

من جانب آخر قال أوباما: ونحن نحتفل بستة عقود من الاستقلال نعرف انه ما زال ينبغي بذل المزيد من العمل لضمان سلام دائم لاطفال اسرائيل، مشيرا الى أنه زار اسرائيل في عام 2006 وفوجيء بتصميم الناس الذين يواجهون خطرا دائما.

واضاف قائلا، لهذا فلنحتفل باستقلال هذا الشعب العظيم.. فلنحتفل بانجازات ستة عقود.. ولنجدد الصداقة بين دولتينا والوعد الجاد للسعي الي سلام وأمن دائمين لشعب اسرائيل.

هيلاري وأوباما وخطوات كبيرة نحو البيت الأبيض

في خطوة مهمة نحو تثبيت قدمه كمرشح للحزب الديمقراطى فى مواجهة المرشح الجمهورى جون مكين فى الانتخابية الرئاسية القادمة فى شهر نوفمبر من العام الجاري، استطاع السيناتور باراك أوباما من تحقيق فوز مهم على منافسته العنيدة هيلارى كلينتون فى ولاية نورث كارولينا بفارق كبير وخسر بفارق ضئيل جدا فى إنديانا. الأمر الذى شكل مادة ثرية لوسائل الإعلام الأمريكية، وعتمدت عليها فى تقديم العديد من التحليلات حول الضغوط المتزايدة داخل الحزب الديمقراطى من اجل حسم هذه المنافسة سريعا، فضلا عن فرص كلا المرشحين بعد نتائج هذه الجولة فى الفوز بتسمية الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية.

ومن جانبها أعدت جينيفر باركر تقريرا أكدت فيه أنه بعد الهزيمة الكبيرة فى ولاية نوورث كارولينا والفوز الهزيل الذى حققته السيناتور هيلارى كلينتون فى ولاية إنديانا فان حملتها الانتخابية فى حاجة شديدة إلى التمويل، حيث تعانى الحملة من عثرة مالية نتيجة لاقتراض هيلارى كلينتون أموالا كثير لتغطية تكاليف حملتها الانتخابية. حيث أشارت باركر إلى أن كلينتون قد اقترضت هذا الشهر مبلغ حوالى 6.425 مليون دولار، وبذلك تبلغ مجموع مديونياتها نتيجة القروض التى حصلت عليها حوالى 11.425 مليون دولار. وبهذا الرقم الكبير تكون كلينتون فى المرتبة الثانية بين المرشحين الذين يعتمدون على التمويل الذاتى فى تمويل حملاتهم بعد المرشح الجمهورى السابق حاكم ولاية ماساشوسيتس ميت رومنى. بحسب تقرير واشنطن.

ومن ناحية أخرى أكدت باركر أن مصير ترشيح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية يتجه بقوة إلى حسمه بواسطة المندوبون السوبر الذين هم غير ملزمين بالتصويت لمرشح بعينه، وليس المندوبين العادين الذين تم اختيارهم بواسطة الناخبين فى الولايات الأمريكية، وهم على عكس المندوبين السوبر ملتزمين بالتصويت للمرشح الذى اختاره هؤلاء الناخبون. الأمر الذى دفع هيلارى كلينتون إلى التوجه إلى مقر اللجنة القومية للحزب الديمقراطى فى واشنطن بعد جولة انتخابية قامت بها فى ولاية ويست فرجينيا هذه الولاية التى سيتوقف فيها قطار الانتخابات التمهيدية فى محطته القادمة. والهدف من هذه الزيارة كما تؤكد باركر هو الاجتماع مع المندوبون السوبر، التى تدرك تماما أن مصير ترشيحها كممثل للحزب الديمقراطى فى انتخابات نوفمبر القادم فى يدهم. ولذلك لفتت باركر الانتباه إلى أن المسئولين فى الحملة الانتخابية لكلينتون يعكفون على عقد مزيداً من الاجتماعات مع المندوبين السوبر المتبقين البالغ عددهم حوالى 263 منهم 80 مندوب أعضاء فى الكونجرس الأمريكى والذين لم يحددوا بعد لمن سيصوتون فى المؤتمر العام للحزب. فكأن هيلارى تريد أن تقنعهم بأنها هى المرشحة الأفضل والأقوى لتمثيل الحزب، وهى التى يمكن أن تقوده بنجاح للوصول إلى البيت الأبيض.

فى المقابل أشار التقرير إلى أن باراك أوباما هو الأخر يعكف على جذب مزيداً من التأييد من جانب المندوبين السوبر، الأمر الذى دفع المسئولين فى حملته إلى ترتيب اجتماعات معهم من اجل إقناعهم بحسم السباق لصالحه. ولم تقف جهود أوباما والمسئولين فى حملته الانتخابية والمؤيدون له عند هذا الحد، فعلى الرغم من أنهم أكدوا على أن قرار هيلارى بحسم الصراع مع أوباما وإعلان انسحابها من السباق وتأييد أوباما كمرشح للحزب يعود لها فى المقام الأول، إلا أن باركر أكدت أن هناك الكثير من الضغوط التى تمارس الآن على هيلارى وعلى المندوبين السوبر من اجل أن يحسموا بصورة نهائية هذا الصراع المحتدم الذى يهدد بخسارة الحزب الديمقراطى لفرصه فى هزيمة المرشح الجمهورى جون مكين والوصول إلى البيت الأبيض.

وعلى صعيد متصل لفتت باركر الانتباه إلى أن أوباما تمكن من انتزاع تأييد ثلاثة من المندوبون السوبر، فى حين لم تستطع هيلارى سوى الحصول على تأييد مندوب واحد فقط ، بالإضافة إلى أنها خسرت احد الأصوات الهامة المؤيدة لها وهو السيناتور السابق جورج ماك جوفيرن، والذى أعلن فى وقت سابق مطالبته لهيلارى بالانسحاب من السباق الرئاسى، ودعمه ترشيح باراك أوباما كمرشح عن الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية. وتؤكد باركر على انه بالرغم من أن جوفيرن ليس احد المندوبون السوبر فى الحزب إلا أن فقدان تأييده يمثل خسارة كبيرة لها على المستوى السياسي والمستوى الشخصى، حيث يعتبر من أهم الشخصيات المؤثرة داخل الحزب الديمقراطى.

اوباما هو الرئيس الأفضل وتؤيده حماس

ذكرت وسائل اعلام اميركية ان مستشارا للمرشح الديموقراطي للرئاسة باراك اوباما انسحب من الحملة الانتخابية بعد ان طرحت عليه صحيفة بريطانية سؤالا عن لقاءات عقدها مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال روبرت مالي الذي يعمل في مجموعة الازمات الدولية (انترناشيونال كرايزس غروب) لشبكة "اني بي سي نيوز" انه قرر الانسحاب من حملة اوباما بعد ان اجرت صحيفة "تايمز اوف لندن" تحقيقا حول اتصالاته مع حركة حماس. واوضح انه كان مستشارا "غير رسمي" لشؤون الشرق الاوسط لاوباما. بحسب فرانس برس.

واضاف مالي ان: عملي في مجموعة الازمات الدولية يقضي بلقاء كل المجموعات التي تلقى او لا تلقى تأييدا وتقديم تقرير في ما تقوله. لم انف يوما انني التقيتهم وهذا عملي.

ونقلت الصحيفة نفسها عن بين لابولت الناطق باسم اوباما قوله ان: مالي كغيره من مئات الخبراء وقدم نصائح غير رسمية للحملة في الماضي، مؤكدا انه: لم يكن له اي دور رسمي في الحملة ولن يلعب اي دور في المستقبل.

وكان المرشح الجمهوري جون ماكين اتهم في دردشة مع مؤيدين للمحافظين على الانترنت نهاية الشهر الماضي اوباما بانه المرشح المفضل لحماس. وقال: اعتقد ان الذي تريده حماس رئيسا للولايات المتحدة.

واضاف ماكين، اعتقد ان الناس يجب ان يدركوا انني ساكون اسوأ كابوس لحماس. واذا كان السناتور اوباما هو المرشح المفضل لحماس فاعتقد انه على الناخبين ان يقوموا بخيارهم على هذا المعيار.

وقال مالي ان القضية مع انتقالها الى تايمز اوف لندن، يمكن ان تشغل الناس خصوصا بعدما بدا ان حملة ماكين تريد تحويلها الى قضية مهمة، مشيرا الى ان اصحاب مدونات ومواقع على الانترنت "بدأت تهاجمني".

واكد ماكين مجددا ان اوباما هو المرشح المفضل للحركة بينما قال المرشح الديموقراطي ان موقفه من حماس لا يختلف عن موقف ماكين.

ووصف ماكين واوباما الحركة بانها "منظمة ارهابية" واكدا ان واشنطن يجب ان تمتنع عن التفاوض معها الى ان تعترف باسرائيل وتتخلى عن العنف وتقبل باتفاقات السلام الموقعة في الماضي بين اسرائيل والفلسطينيين.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 17 أيار/2008 - 10/جماد الاول/1429