مناهجنا الدراسية والإرهاب الطائفي

سعد الكعبي

قبل ايام كنت اتصفح كتابا لمادة التاريخ الاسلامي للمرحلة الثانية من الدراسة المتوسطة فوجدته على حاله لم يطرأ عليه اي تغيير سوى تعديلات طفيفة لا تغني ولا تسمن من جوع.

فهذا المنهج الدراسي المهم والذي يتعلمه ابناؤنا واخواننا في المدارس مليء بالأخطاء التاريخية والتحريف المتعمد بشأن العديد من القضايا التاريخية المهمة.

وبرغم مرور اكثر من خمسة اعوام على سقوط النظام البعثي العفلقي والذي دأب على تغذية عقول النشء الصغير بتلك التشوهات التاريخية تماشيا مع نهجه التخريبي والطائفي المقيت والذي كان غالبا ما يعتمد الاساءة لكل مايمت بصلة لاهل بيت النبوة الاطهار وهذه حقيقة عشناها في المدارس منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وحتى سقوط (هُبل) البعث في ساحة الفردوس.

فمناهجنا الدراسية مازالت اسيرة ذلك الفكر الطائفي البغيض ومازلنا نجد ان العهد الاموي في تلك المناهج  عهد للازدهار والتقدم والتوسع وفيه شهدت الدولة الاسلامية عظمتها وعصرها الذهبي!!

هنا نطرح التساؤل المشروع، من سمح بتدريس هذه التفاهات الى يومنا هذا في مدارسنا الا يكفي اننا كنا وعلى مضض نتقبل تلك المناهج يوم كنا طلابا في المدارس،  وهل حركت وزارة التربية ساكنا لانقاذ اطفالنا وعقولهم من هذه التخرصات التاريخية , وبربكم كيف نتقبل ان من انجازات الخليفة معاوية بن ابي سفيان ادخاله نظاما جديدا في الخلافة وهو النظام الوراثي وكيف يتقبل ابناؤنا في المستقبل حقيقة ما جرى في سقيفة بني ساعدة وهضم حق اهل البيت في الخلافة اذا كنا حتى اليوم ندرس لابنائنا ان الخليفة الاول والثاني والثالث حصلوا على تلك المكانة بفضل جهادهم وصحبتهم للرسول ولذا فهم متقدمون على ولي امرهم وامر الامة الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام).

اما الحديث عن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) فيدمي القلب اذا ماعلمنا ان تلك المناهج المشوهة تتطرق لحركة ابي الاحرار عليه السلام بعدة اسطر لا تتجاوز الخمسة من دون ان يعرف الطلبة من هو يزيد شارب الخمور وملاعب القردة وكيف اصبح خليفة للمسلمين.

ان وزارة التربية مطالبة بوضع حد لمثل هذه الاكاذيب بدل ان تنشغل بصبغ مدرسة وتعد ذلك انجازا تربويا!!

والادهى من ذلك كله هنالك منهج في قسم التاريخ بكلية التربية يعرف بالتاريخ الاموي يظهر خلفاء السوء من بني امية وكأنهم من الحواريين الزهاد الاتقياء في وقت تفوح رائحة فسادهم ودنائتهم من خلال صفحات التاريخ التي تروي لنا عنهم و ونظراءهم  من العباسيين كيف ملئوا السهل والجبل باشلاء المؤمنين والابرياء.

اننا مطالبون جميعا بان نسهم في رفع الحيف الفكري عن مناهجنا الدراسية وذلك بنشر الاحداث التاريخية على حقيقتها وذكر فضل المحسنين وفضح الكذابين الافاقين.

ان معركة الفكر اصعب بكثير من معركة السلاح فارهاب الفكر المتواجد في مناهجنا الدراسية يجب وضع حد له ولا اعرف اين هي لجنة الثقافة والتعليم في مجلس النواب من هذه التفاهات ولماذا يجب ان نبقى نجامل على حساب الحق في القضايا التاريخية.

لسنوات مضت كنا نتطلع الى اليوم الذي يأخذ مسار الحق طريقه الى عقول ابنائنا لكننا فوجئنا بعدم مطالبة اية جهة دينية او سياسية بتصحيح ماشوه من الاحداث التاريخية فلسنا مرغمين على قبول انجازات عبد الملك بن مروان المزيفة او اصلاحات الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي او مايعدونه امجادا لهارون اللارشيد في ايامه الغابرة وحكايات مجونه وقصوره الداعرة.

ترى متى نقف بوجه هذا الارهاب الذي لن تزول نتائجه الا بنشر الحقيقة وتذكير المسئولين بواجبهم الاخلاقي بدل المساومة على هذه القضية مع الطائفيين بحجة الحفاظ على الوحدة الوطنية  ام ان الوحدة لاتكون الا بذكر محاسن معاوية وهارون غير المتواجدة الا في العقول المريضة والنفوس الطائفية.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثلاثاء 13 أيار/2008 - 6/جماد الاول/1429