البيئة وانقراض أهم المعالم على حساب التطور الاقتصادي

شبكة النبأ: بعد كل التقدم العلمي والإكتشافات الهائلة التي توصل إليها العلم اليوم، يعتقد بعض العلماء أن هذا التطور ما هو إلا نقطة ضئيلة في المحيط، إذ ما مر يوم على العلماء من غير ان يبزغ لهم شيء جديد يحدو بنظرياتهم السابقة إلى التفنيد تارة، وأخرى إلى التأكيد.

كما يعزو العلماء التراجع الحيوي للنباتات وبعض الكائنات وإنقراضها، إلى اهتمام الانسان وتركيزه على الاقتصاد والجانب المدني أكثر، في حين ان نجاته وصحته وتطور حياته وخلاصه الطبي يكمن في هذه الكائنات. لما تحمله من بدائل طبية لم يتوصل لها الطب الكيميائي بعد، وهذا هو السر الذي أستودعه الله سبحانه وتعالى في أصغر وأبسط كائناته.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير، تسلط الضوء على بعض الدراسات الطبية التي ترتبط بالبيئة ومدى تأثيرها المباشر على حياة الإنسان، خاصة وإتساع طبقة الأوزون أو ارتفاع دراجات الحرارة والموجات الجديدة من هذا الحر التي تعصف بالكرة الأرضية:

التقدم الاقتصادي جاء سلبا على الناتج الحيوي في الطبيعة

حذر خبراء من ان العالم يواجه خطر زوال جيل جديد من المضادات الحيوية وعلاجات الامراض اذا لم يتخذ خطوات لمنع انقراض الاف النباتات والحيوانات.

ويقول الخبراء الذين سينشرون النتائج التي توصلوا اليها في كتاب ان تراجع التنوع الحيوي وصل الى مستويات خطيرة ما تسبب في ضياع اسرار العثور على علاجات للالم والالتهابات ومجموعة من الامراض مثل السرطان.

وقال اخيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان اكثر من 16 الف نوع معروف اصبحت مهددة بالانقراض الا ان الرقم يمكن ان يرتفع.

وصرح في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر "الاعمال للبيئة" الذي تدعمه الامم المتحدة: يجب ان نتخذ خطوات لمواجهة ما يحدث للتنوع الحيوي. بحسب فرانس برس.

واوضح ان، المجتمعات تعتمد على الطبيعة في معالجة الامراض والانظمة الصحية ارتكزت خلال التاريخ البشري على المنتجات الحيوانية والنباتية التي تستخدم في العلاج.

وقال ان الثورة التقنية في القرنين التاسع عشر والعشرين حولت التركيز عن الطبيعة في العثور على العلاجات اذ اعتمدت شركات الادوية على المكونات الكيميائية لصنع الادوية موضحا ان هذه الشركات اخذت تعود الى الطبيعة بسبب نفاذ التركيبات الكيميائية.

وقال ان العالم اصبح يفقد مفاتيح الطبيعة قبل حتى ان تتاح له فرصة فهمها او حتى الكشف عنها. وتابع، ان هذه هي ماساة عدم فهم التنوع الحيوي، مضيفا انه من الخطأ التفكير بان التنوع الحيوي غير مرتبط بظاهرة التغير المناخي.

واوضح في عرضه للكتاب خلال المؤتمر مثال العثور على نوع من الضفادع في الغابات الاستوائية في استراليا في الثمانينات وكيف انها انقرضت منذ ذلك الوقت.

وقال ان البحث على هذه الضفادع كان يمكن ان يقود الى طرق للوقاية القرحات المعدية التي تصيب 25 مليون شخص في الولايات المتحدة لوحدها وعلاجها حسب الكتاب الذي يحمل عنوان "الحفاظ على الحياة".

وافاد اريك تشيفيان وارون بيرنشتاين في بيان صحافي ان الاسرار الطبية القيمة التي احتوتها تلك الضفادع "اختفت الى الابد".

ويحتوي الكتاب على فصل يصف اهمية سبعة مجموعات عضوية مهددة ومن بينها البرمائيات والدببة والحلزون المخروطي واسماك القرش في العثور على علاجات للامراض.

فعلى سبيل المثال يمكن للضفادع البنمية السامة انتاج انواع من السموم يمكن ان تؤدي الى انتاج ادوية لامراض القلب فيما يمكن للقلويات التي ينتجها الضفدع الاكوادوري السام ان تستخدم في علاج الالام.

وتنتج الحلزونات القمعية خليطا اثبتت التجارب السريرية انه يخفف الالام لدى مرضى السرطان ونقص المناعة المكتسبة (الايدز) حسب الكتاب.

وذكر ديفيد سوزوكي العالم الكندي الناشط في مجال البيئة ان السبب في التدهور البيئي سببه التركيز الكبير على التقدم الاقتصادي.

التدخلات السياسية الامريكية في عمل علماء البيئة

قال اتحاد العلماء من أجل خدمة الصالح العام في تقرير ان حوالي 900 عالم في الوكالة الأمريكية لحماية البيئة تعرضوا لتدخل سياسي في عملهم في السنوات الخمس الماضية.

وأضاف الاتحاد وهو منظمة بيئية لا تهدف الى الربح ان تحقيقه بشأن وكالة حماية البيئة جاء في إطار تحقيقات سابقة تتعلق بوكالات أمريكية أخرى توصلت الى: تدخل مهم من جانب الإدارة في العلوم الاتحادية.

ونفى متحدث باسم الحكومة ذلك وقال ان النتائج العلمية يجري موازنتها مع اعتبارات السياسة.

وقالت فرانسيسكا جريفو من اتحاد العلماء من أجل خدمة الصالح العام: تحقيقنا وجد وكالة في أزمة، مشيرة الى وكالة حماية البيئة. وأضافت قائلة: تحريف العلوم لتتلاءم مع اولويات سياسية ضيقة يهدد بيئتنا وصحتنا بل وديمقراطيتنا نفسها. بحسب رويترز.

وشمل التقرير مقابلات مع أعضاء حاليين وسابقين في وكالة حماية البيئة وتحليلا لوثائق حكومية واستبيانا أرسل الى 5419 عالما ونتج عنه اجابات من 1586 عالما.

وبين هذه الاجابات قال 889 عالما أو 60 في المئة انهم شخصيا تعرضوا على الأقل في مرحلة واحدة لتدخل سياسي في السنوات الخمس الماضية وقال 394 انهم تعرضوا بشكل متكرر أو بين الحين والآخر لبيانات من مسؤولي وكالة حماية البيئة تحرف حقائق نتائج علمية.

وأضاف التقرير ان ما يزيد على الخُمس أو 285 عالما قالوا انهم تعرضوا لاستخدام انتقائي أو غير كامل لبيانات لاستخلاص نتيجة بعينها.

وقال نحو 100 عالم ان المتورط الرئيسي في تلك التدخلات كان مكتب الادارة والميزانية بالبيت الابيض. واضافوا ان التدخل كان يأتي أحيانا من البيت الابيض نفسه.

طبقة الأوزون واحتمالية الوفيات المبكرة

افاد تقرير نشرته الاكاديمية الوطنية الاميركية للعلوم ان المستوى الحالي للتلوث بغاز الاوزون في المدن والذي تم تسجيله في مناطق مختلفة في الولايات المتحدة سيتسبب على الارجح بوفيات مبكرة حتى بعد تنشق هذا الغاز الملوث لفترة قصيرة.

وقال واضعو هذه الدراسة ان الادلة قوية بما يكفي لكي تدرج وكالة حماية البيئة الاميركية الوفيات الناجمة عن تلوث الجو بغاز الاوزون في تقاريرها المتعلقة بتكاليف التغطية الطبية لتحديد معايير التلوث بهذا الغاز مستقبلا.

ويتشكل غاز الاوزون في طبقة الجو الدنيا من خلال تفاعل الوقود غير المحترق واكاسيد الازوت الصادرة عن غازات عوادم السيارات مع الاكسيجين الموجود في الهواء بتأثير من اشعة الشمس. بحسب فرانس برس.

ويشكل غاز الاوزون المكون من ثلاث ذرات اكسيجين مكونا اساسيا للسحابة الداكنة التي تغلف المدن الكبرى ويمكن ان يتسبب بمشكلات في التنفس وحساسية في العيون وغيرها من الاضرار على الصحة.

وهناك مؤشرات متزايدة تربط بين التعرض لفترة قصيرة لغاز الاوزون اقل من 24 ساعة وارتفاع الوفيات المبكرة لكن التفسيرات تختلف حتى الان ما دفع وكالة حماية البيئة الى الطلب من الاكاديمية الوطنية للعلوم اعداد هذا التقرير.

وطلبت الوكالة خصوصا من الاكاديمية تحليل العلاقة بين الوفيات الناجمة عن ارتفاع نسبة غاز الاوزون في الجو وتقييم كفاءة الطرق المعتمدة لتحديد قيمة اقتصادية للاشخاص الذين يتم انقاذ حياتهم بالنسبة لنظام التغطية الصحية.

واستنادا الى تحاليل دراسات اجريت مؤخرا استنتجت لجنة اكاديمية العلوم بان الوفيات المرتبطة بتلوث الاوزون تصيب عادة اشخاصا يعانون من امراض في القلب او الجهاز التنفسي وكذلك بسبب عوامل اخرى قد تزيد من هشاشة وضعهم الصحي.

تصريف مياه الصرف الصحي ومراحيض المحيطات

تجتذب شواطئ منطقة جنوب شرق فلوريدا التي تغمرها أشعة الشمس السائحين من شتى أقطاب الأرض إلا أن قلة منهم قد تدرك أن أمواج البحر تجرف يوميا وبهدوء إلى رمال الشاطئ النقية سيلا من فضلات البشر البحرية.

مع اشراقة كل صباح تضخ ثلاث مقاطعات كثيفة السكان الى جوف المحيط الاطلسي ما اجماليه 300 مليون جالون على الاقل من مياه الصرف الصحي المعالجة جزئيا وهي مياه ذات درجة تلوث عالية حتى انها لاتصلح لري المروج.

يحدث هذا في ولاية تعول كثيرا على السياحة كما تتسم بحفاوتها في استضافة شخصيات دولية مرموقة وأثرياء يحتفظون بمنازل لهم على شواطئ الولاية.

يرجع هذا السلوك غير اللائق الى اربعينات القرن الماضي ولم يلحظه احد تقريبا وسط معمعة التنمية المتسارعة والسياسات العشوائية للحفاظ على السواحل وحمايتها. ولم تبرز قضية القاء مخلفات الصرف الصحي في مياه المحيط بوصفها مشكلة الا في الاونة الاخيرة.

واسهمت موجات المد الحمراء الكثيفة الناجمة عن طبقات سميكة من الطحالب ذات السمية فضلا عن اغلاق الشواطيء بين الحين والاخر بسبب ارتفاع مستوى التكاثر البكتيري الى درجات هائلة او ما يعرف بظاهرة الاثراء الغذائي في تضاؤل اقبال السائحين وتراجع شهرة شاطيء فلوريدا عالميا كعنصر جذب. بحسب رويترز.

وفي استجابة منه لضغوط جماعات الحفاظ على البيئة صادق مجلس الشيوخ في ولاية فلوريدا في الاونة الاخيرة على مشروع قانون ايده تشارلي كريست حاكم الولاية يقضي في نهاية المطاف باغلاق ستة انابيب في مقاطعات ميامي ديل وبراوارد وبالم بيتش تصب فضلات الصرف الصحي في مياه الاطلسي. ومن المتوقع ان يقر مجلس نواب الولاية هذا الشهر سريان هذا القرار.

الا ان جانيت لولين رئيسة ادارة موارد المياه في قسم حماية البيئة في فلوريدا اعترفت بان الامر قد يستغرق 16 سنة اخرى قبل اغلاق الانابيب بالكامل بتكلفة اجمالية تصل الى ثلاثة مليارات دولار.

وقال اد تيشمان وهو من عشاق رياضة الغوص وهو ايضا نشط في نادي سييرا للغوص انه لم يعد ينعم بالاستحمام قبالة منزله الواقع على شاطيء بوينتون بفلوريدا بسبب ما يشاهده من الكوارث البيئية من صنع البشر وهي تطفو قبالة المحيط: تكاد الفكرة برمتها تبعث على الغثيان نوعا ما.

وقالت لولين: المخاطر الصحية بالنسبة للبشر عند حدها الادنى بسبب تلاشي مياه الصرف وسط امواج المحيط كما ان مياه الصرف معالجة جزئيا.

وقال بيتر باريل وهو عالم بمركز الابحاث والاستشارات البحرية في ملبورن وفلوريدا: تحجم الولاية عن الاعتراف بان تصريف مياه المجاري ضار بالشعاب المرجانية. واضاف، لدينا ادلة قوية للغاية الا ان الامر المستغرب هو عزوف الولاية عن الاعتراف بذلك.

وقال ديفيد جيست وهو محام يتخذ من تالاهاسي مقرا له ويعمل لدى مؤسسة ايرثجستس وهي مجموعة لا تسعى الى الربح مهمتها انفاذ ودعم قوانين البيئة انه يتعين بذل مزيد من الجهد. قال انها مجرد قمة جبل الجليد لمشكلة اكبر في فلوريدا: انها مشكلة قومية كبرى. واضاف، التلوث من مياه الصرف يلوث المياه في جميع الانحاء في كل مكان.

نائب رئيس اندونيسيا يقدم للأستجواب والتوبيخ

قالت صحيفة جاكارتا بوست ان مسؤولي البيئة سيستجوبون يوسف كالا نائب الرئيس الاندونيسي وحراس الأمن التابعين له لاستخدامهم سيارات في اليوم الذي يحظر فيه استخدام السيارات في مناطق من العاصمة جاكرتا.

واستحدثت العاصمة الاندونيسية المزدحمة التي يقطنها نحو عشرة ملايين نسمة والتي تعاني من اختناقات مرورية شديدة نظام اليوم الخالي من السيارات في رابع أحد من كل شهر في مسعى لتحسين درجة نقاء الهواء من عوادم السيارات.

وذكرت الصحيفة ان كالا سار على قدميه من النصب الوطني للبلاد وحتى تقاطع رئيسي في العاصمة بينما سارت خلفه سيارات الأمن التي تحرسه. بحسب رويترز.

وقال بوديراما رئيس هيئة إدارة البيئة في جاكرتا للصحيفة: سأجمع معلومات عن الواقعة. سأصدر توبيخا رسميا.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم كالا قوله ان استخدام السيارات كان ضروريا لتوفير الأمن لنائب الرئيس وان هذا مسموح به بموجب الأحكام الرئاسية.

وبدأ في اندونيسيا العام الماضي نظام اليوم الخالي من السيارات وقالت وسائل الإعلام المحلية حينها ان رئيس بلدية جاكرتا ونائبه وصلا في سيارات رسمية لافتتاح الحدث بدلا من استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.

دعوة لكبار مستهلكي (الثيل) للحفاظ على البيئة

قال خبير زراعي اليوم ان متوسط استهلاك النجيلة الطبيعية (الثيل) من المياه يبلغ حوالي 15 لترا يوميا للمتر المربع مقارنة مع المنتج الصناعي له وانتشاره في المساحات الخضراء بدون ري المياه.

واكد المحاضر جيتندري غاربور في محاضرة علمية نظمتها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية اليوم ان المنتج يساهم في ترشيد المياه وتحقيق المنظر الجمالي وقلة الصيانة الدورية للمساحات المتوفر بها.

واشار غاربو الى اعتبارات بيئية حيث يبلغ العبىء على الموارد العالمية حاليا زيادة 30 في المائة على مستويات التنمية المستدامة. بحسب كونا.

واوضح ان مميزات المنتج انه يساهم بالحد من الاثار السلبية على البيئة ويعمل على دعم الجهود الساعية لاقامة توازن مستديم بين موارد الكرة الارضية واحتياجات الانسان في التنمية.

وقال ان النجيلة الصناعية تحد من الاثار السلبية الناجمة عن استنفاذ المياه الارضية التي تقدر بحوالي 100 الف مليون متر مكعب سنويا كما يحد ايضا من تكون الاملاح في المناطق الارضية نتيجة تبخر مياه الري.

وشدد على انه يتعين على الصناعة الحالية المشاركة باي وسيلة كانت تعمل على توفير الطاقة والمياه وعلى كبار المستهلكين الحفاظ على هذه الموارد وهي حجر الزاوية في رسالة المنطقة نحو انشاء مستقبل افضل.

وقال ان المنتج الذي يتكون من مادة نفطية تستعمله اوروبا منذ سنين عدة حيث تصنعه حاليا احدى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتقنيات دولية حديثة.

تشجير الشوارع يحد من مخاطر الاصابة بالربو

اشارت نتائج بحث اجري في مدينة نيويورك الى ان الاحياء السكانية التي تضم اشجارا كثيرة لا تريح العين فقط بل ربما تكون صحية بشكل اكبر لرئة الاطفال.

ووجدت الدكتورة جينا اس. لوفاسي وزملاء لها من جامعة كولومبيا ان الاطفال البالغ اعمارهم اربعة وخمسة اعوام والذين يعيشون في الشوارع الاكثر تشجيرا بالمدينة اقل احتمالا للاصابة بالربو مقارنة بالاطفال الصغار الذين يعشون في احياء غير مزروعة بأشجار كثيرة.

وقالت لوفاسي لنشرة رويترز هيلث: نعتقد ان هذه الاشجار ربما لها اثر مفيد على نوعية الهواء فهي تؤثر على نوعية الهواء تماما على مستوى الشارع.

وقالت الباحثة انه بينما هذه التأثيرات مستقلة عن الفقر والتلوث الا ان اشجار الشوارع ببساطة ربما تشارك في تشكيل بيئة صحية كما قالت الباحثة. واضافت، لسنا على يقين من ان الاشجار نفسها هي التي تقود الى ذلك. بحسب رويترز.

واشارت لوفاسي وزملاؤها في تقريرهم الى ان معدلات الاصابة بالربو في الولايات المتحدة ترتفع بشكل كبير منذ الثمانينات وتنتشر في المدن الداخلية بشكل خاص. واضافوا ان الاشجار يمكن ان تقلل من مخاطر الاصابة بالربو عبر تنقية الهواء وتشجيع الاطفال على اللعب خارج الابواب المغلقة لكن اللقاح الذي تطلقه يمكن ان يساهم ايضا في الاصابة بهجمات الربو. وللتحقق من ذلك قارن الباحثون بين احصاء لاشجار شوارع مدينة نيويورك والبالغ عددها نصف مليون في 1995 باحصاءات عن انتشار الربو ومعدلات العلاج في المستشفيات من 1999.

وكان حي (ابر ايست سايد) الراقي في مانهاتن هو الاكثر تشجيرا بالمدينة حيث توجد 1675 شجرة لكل كيلومتر مربع او سبعة امتار تقريبا في الفدان بينما حي بونت موت هيفين في هانت في برونكس هو الاكثر ندرة في الاشجار بالمدينة حيث توجد 109 اشجار فقط لكل كيلومتر مربع او اقل من نصف شجرة لكل فدان.

وكلما ارتفعت كثافة الاشجار في حي كلما انخفضت معدل انتشار الربو حتى بعد ان اخذ الباحثون في الاعتبار نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر وقرب الحي لمصادر التلوث مثل طريق شاحنات مزدحم وغيرها من العوامل المعنية.

كما ان زيادة 343 شجرة لكل كيلومتر او 1.5 شجرة تقريبا لكل اكر تم ترجمته الى انخفاض في معدل الاصابة بالربو بلغ 29 في المئة.

القارة السمراء تحولت بشكل مفاجئ من خضراء إلى صحراء

قالت دراسة نشرت مؤخرا قد ربما تسهم في فهم التغيرات المناخية المستقبلية ان الصحراء الافريقية التي كانت يوما ما أرضا خضراء تحولت الى اللون الأصفر على مدى آلاف السنين وليس بشكل مفاجيء كما كان يُعتقد في السابق.

وقال كبير معدي تقرير عن تاريخ الصحراء نشر في دورية ساينس Science العلمية انه توجد مؤشرات الآن على تغير ضئيل جدا نحو عودة الحياة النباتية في أجزاء من الصحراء بسبب ارتفاع درجات حرارة العالم فيما يبدو.

وأظهرت دراسة الطبقة الغبارية القديمة والبذور والكائنات المائية في الترسيبات في بحيرة يوا في شمال تشاد ان المنطقة تحولت تدريجيا من أرض يغطيها العشب قبل ستة الاف سنة الي الاوضاع المجدبة التي انتشرت قبل نحو 2700 سنة.

وتتحدى النتائج التي تدور حول أحد أكبر التغيرات البيئية في العشرة الاف سنة الماضية اعتقادا سابقا استند الي أدلة في الترسيبات البحرية بأن تغيرا أسرع كثيرا أوجد أكبر صحاري المناطق الحارة في العالم. بحسب رويترز.

وقال ستيفان كروبلين من جامعة كولونيا في المانيا وكبير معدي الدراسة مع علماء في بلجيكا وكندا والولايات المتحدة والسويد وفرنسا: الافتراض (الخاص بالتغير المفاجيء) كان مثيرا للدهشة لكن ما زال هناك من يؤيدونه.

ووجد العلماء الذين يدرسون بحيرة يوا النائية التي تبلغ مساحتها 3.5 كيلومتر مربع ان المنطقة كان بها ذات يوم مراع تتناثر فيها أشجار السنط ونباتات السرخس والأعشاب. وتجددت البحيرة المالحة بمياه ابار جوفية تنبع من تحت الصحراء.

وارتبط الجفاف التدريجي الذي ارجع الي التغيرات في الامطار الموسمية بتغيرات في قوة الشمس بمعنى ان كميات هائلة من الغبار بدأت تهب على المنطقة قبل نحو 4300 سنة. وتغطي الصحراء الان منطقة بحجم الولايات المتحدة.

وقال كروبلين ان تحسن ادراك كيف تشكلت الصحراء قد يساعد واضعي نماذج المناخ في تحسين التوقعات لما تنطوي عليه ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم الذي تلقي لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة بالمسؤولية فيه على انبعاثات الغازات.

وتقول اللجنة ان بعض المناطق ستكون أكثر عرضة للجفاف بينما ستكون مناطق أخرى أكثر عرضة لمزيد من العواصف أو السيول.

وأصبحت الصحراء أكثر اخضرارا حين ارتفعت درجات الحرارة في حدود نهاية العصر الجليدي قبل 12 ألف سنة. فبمقدور الهواء الادفأ امتصاص قدر أكبر من الرطوبة من المحيطات ليسقط في شكل امطار على المناطق القارية البعيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثلاثاء 13 أيار/2008 - 6/جماد الاول/1429