التكاليف الباهضة للعنف في العراق: أطفال ونساء داخل هرم الإقتتال

أعداد: ميثم العتابي

شبكة البنأ: مازالت حصيلة القتلى العراقيين من الأبرياء المدنيين مرتفعة، خاصة تلك التي طالت الضحايا من الأطفال والنساء، جاء ذلك ضمن التقارير التي أعدته الحكومة العراقية أو تلك التي أشرفت عليها منظمات حقوقية مدينة.

ويعد إرتفاع أعمال العنف في الشهرين الماضيين (آذار ونيسان) هو الأكثر خطورة على الواقع العراقي والذي تزامن مع العمليات العسكرية التي أطلقتها الحكومة العراقية لنزع سلاح الميلشيات والمسلحين أو عناصر وأفراد العصبات.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم التطورات الأخيرة على المستوى الميداني، ومتابعة ورصد أعداد الضحايا من الأبرياء المدنيين والتي ارتفعت أعدادهم إلى مستويات مخيفة وهذه الضحايا عادة شملت النساء والأطفال:

أكثر ضحايا المواجهات هم من الأطفال والنساء

كشفت منظمات دولية وغير حكومية في العراق، أن الأطفال والنساء يشكلون أكثر من 60 في المائة من قتلى المواجهات بين قوات التحالف ومليشيا "جيش المهدي" الشيعية، بحي "مدينة الصدر"، شرقي العاصمة بغداد.

وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونسيف" بياناً تضمن هذه التقديرات، نقلت فيه عن الحكومة العراقية أن المواجهات الأخيرة بحي الصدر أسفرت عن سقوط حوالي 925 قتيلاً، وأكثر من 2600 جريحاً.

وقالت اليونسيف في بيانها: أبلغت منظمات غير حكومية بأن 60 في المائة من هؤلاء، هم من الأطفال والنساء، الذين لا يشاركون بتلك العمليات القتالية. بحسب (CNN).

واندلعت الاشتباكات في حي الصدر بين القوات الأمريكية والقوات العراقية من جهة، وعناصر "جيش الهدي" الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، من جهة أخرى، في أعقاب هجوم قادته القوات العراقية على المسلحين في مدينة البصرة جنوبي البلاد الشهر الماضي.

وأدى الهجوم، الذي استهدف عناصر وصفتها الحكومة العراقية بأنها "خارجة عن القانون"، إلى اندلاع معارك في قلب المناطق الشيعية بالجنوب، وامتدت لتشمل مناطق أخرى للشيعة في بغداد.

وكان ثلاثة أطفال قد قُتلوا في وقت سابق، وأصيب رابع، نتيجة غارة جوية أمريكية شرقي بغداد، حيث تخوض قوات التحالف مواجهات عنيفة مع عناصر جيش المهدي.

ودفع مقتل هؤلاء الأطفال الجيش الأمريكي إلى إلقاء منشورات دعا فيها سكان حي الصدر، إلى التعاون بالحملة ضد ما وصفوهم العناصر الإجرامية.

وكانت مسؤولة دولية رفيعة المستوى، قد أطلقت مؤخراً "صيحة فزع" جديدة إزاء الوضع الذي آل إليه أطفال العراق، الذين يتقاذفهم المرض والشوارع ومليشيات العنف.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، راديكا كوماراسوامي، لدى اختتام زيارتها للعراق مؤخّراً، إنّ أطفال العراق هم "الضحايا الصامتون" للعنف الدائر.

وعلى صعيد التطورات الميدانية، فقد خلفت موجة جديدة من العمليات القتالية بالعاصمة العراقية نحو عشرة قتلى من العناصر المسلحة، حسبما أكد الجيش الأمريكي.

الأمم المتحدة تتخوف من تفاقم أزمة العراق الإنسانية

قال مسؤول إغاثة كبير بالأمم المتحدة إن الأزمة الإنسانية في العراق تفاقمت وأن الصراع المستمر منذ عقود وتدهور الخدمات الأساسية قلصا قدرة الناس على التكيف مع المشاق التي يواجهونها.

وقال وكيل الامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز في مقابلة: هناك مخاوف أكبر بشأن تأثير استمرار الصراع على المدى البعيد وتأثر قدرة الناس على التكيف...هذا التدهور في الخدمات الاساسية لم يتوقف بعد.

وأضاف، أن من بين تداعيات تدهور الوضع الانساني هناك مؤشرات مقلقة على سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه ما بين أربعة وتسعة في المئة من أطفال العراق دون سن الخامسة رغم أن سوء التغذية لم يصبح ظاهرة عامة بعد. بحسب رويترز.

وقال هولمز الذي يشغل أيضا منصب منسق شؤون الاغاثة الطارئة للامم المتحدة: عندما ترى هذه العلامات. فهذه نواقيس خطر ينبغي أن تعيرها بعض الانتباه.

وذكر أن أربعة ملايين عراقي لا يحصلون على ما يكفى من المواد الغذائية وأن 40 في المئة فقط يتمكنون من الحصول على مياه شرب آمنة وأن ثلث السكان لا يحصلون على الرعاية الطبية الاساسية.

وترك أكثر من 1.26 مليون عراقي منازلهم وباتوا نازحين داخليا بسبب العنف الطائفي الذي استعر منذ عام 2006 . وتقدر الامم المتحدة أن نحو مليونين اخرين رحلوا عن العراق الى دول أخرى على رأسها سوريا والاردن.

وقال هولمز ان هذه التنقلات ارتبطت بتدهور تدريجي لنظام توزيع حصص الغذاء الذي لعب دورا جوهريا في اطعام شعب العراق المؤلف من 28 مليون نسمة. ويتم تعزيز هذا النظام بمساعدات من برنامج الاغذية العالمي.

وتابع، نقدر بأن نحو أربعة ملايين شخص في العراق لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء وان نظام التوزيع العام لا يعمل بالكفاءة المرغوبة.

وذكر أن الاحتياجات الانسانية ستزداد في الوقت الذي لا يلوح حل في الافق لمحنة اللاجئين في الخارج والنازحين داخليا.

وأضاف، ان تراجع العنف منذ الصيف الماضي عندما أرسل الجيش الامريكي قوات اضافية وأمر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية له بوقف اطلاق النار لم يؤد لتغيير الازمة الانسانية المتفاقمة.

وتقدر الامم المتحدة أن الصراع والعنف منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق أسفر عن مقتل 151 ألف مدني وتسبب في وجود عشرات الالاف من الارامل والايتام وحرم 60 في المئة من السكان من واحد من الخدمات الاساسية على الاقل.

وقال هولمز انه لا يمكن أن يكون هناك أمل في تغير الظروف حتى يتحقق تقدم في مصالحة الفصائل المختلفة بحيث يتسنى اجتذاب العراقيين المحرومين من حقوق المواطنة للمشاركة في العملية السياسية. وأضاف، لم تتحقق أوجه أساسية من عملية المصالحة السياسية الضرورية ولهذا يظل الوضع شاقا.

ابريل أكثر الاشهر دموية على الجانبين العراقي والأمريكي

أظهرت إحصاءات ان القتال في حي مدينة الصدر الشيعي ببغداد جعل ابريل أكثر الشهور دموية على المدنيين العراقيين منذ أغسطس آب الماضي وعلى القوات الأمريكية منذ سبتمبر ايلول الماضي.

وأظهرت إحصاءات وزارة الصحة العراقية ان 968 مدنيا قتلوا في ابريل نيسان وهو أكبر عدد من القتلى بين المدنيين في ثمانية أشهر. وأعلن الجيش الامريكي عن مقتل خمسة آخرين من جنوده في بغداد ليرتفع الرقم الشهري لقتلاه الى 49 .

وكان معظم الوفيات بين الامريكيين والعراقيين في العاصمة حيث تخوض القوات الامريكية والعراقية معارك عنيفة ضد مقاتلين موالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في حي مدينة النصدر ومناطق شيعية أُخرى.

وقالت القوات الامريكية انها قتلت ستة عشر مقاتلا اخر في معارك بالاسلحة والدبابات وضربات شنت بطائرات دون طيار وذلك في اعقاب قتال عنيف اندلع مؤخرا قتلت خلاله 34 من افراد ميليشيا جيش المهدي في مدينة الصدر. بحسب رويترز.

وقال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الذي شن حملة على ميليشيا جيش المهدي منذ شهر في مدينة البصرة بجنوب العراق، ان الحكومة ستنزع سلاح المقاتلين بالقوة اذا رفضوا القاء أسلحتهم.

وقال مستشفيان في حي مدينة الصدر الشيعي الذي شهد معظم المعارك في العاصمة العراقية ان 421 عراقيا قتلوا وجرح أكثر من 2400 منذ اواخر مارس اذار.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية بعضا من أعنف المعارك حين استغل رجال ميليشيات عواصف ترابية حاجبة للرؤية منعت طائرات الهليكوبتر الامريكية من الطيران ليشنوا من مكامن هجمات كبيرة على مواقع امريكية وعراقية. وردت القوات الامريكية بنيران دبابات وصواريخ أرض أرض دمرت مباني.

من جانبهم قال مسؤولون بمستشفيين في مدينة الصدر انهما استقبلا 34 جثة و112 جريحا خلال يوم واحد.

كما بلغ عدد القتلى بين الجنود الامريكيين في ابريل وهو الأعلى منذ سبتمبر ايلول 2007 عندما قتل 65 جنديا أمريكيا في العراق وفقا لاحصاءات رسمية تحقق منها موقع مستقل على الانترنت.

وبمقتل هؤلاء الجنود ترتفع الحصيلة الإجمالية لقتلى الجيش الأمريكي منذ غزو العراق في مارس/ أذار 2003، إلى 4061 قتيلاً، منهم 156 جندياً قُتلوا منذ بداية العام الجاري 2008.

كما ترتفع محصلة الخسائر البشرية للقوات الأمريكية خلال شهر أبريل/ نيسان الجاري، حتى اللحظة، إلى 50 قتيلاً، وهي أكبر حصيلة قتلى يتكبدها الجيش الأمريكي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. بحسب (CNN).

غير ان ذلك العدد لايزال اقل كثيرا مما كان عليه منذ عام. ففي ابريل نيسان 2007 قتل 104 جنود أمريكيين و1506 مدنيين عراقيين.

ووجه المالكي بعضا من أشد كلماته على الإطلاق الى المقاتلين الشيعة مشيرا الى جيش المهدي بالاسم كما ذكره مع جماعات سنية مثل القاعدة بوصفها تنظيمات يتعين حلها.

ووضع أربعة شروط لميليشيا جيش المهدي والا ستواجه هجوما عسكريا اذا لم تنفذها وهي ان تنزع سلاحها وان تتوقف عن التدخل في شؤون الدولة وان توقف العمل بمحاكمها الخاصة وان تسلم المطلوبين الهاربين.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي داخل المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقر الحكومة والبعثات الدبلوماسية ان رفض الميليشا لهذه الشروط يعني مواصلة جهود الحكومة لنزع سلاحها بالقوة.

واضاف المالكي انه لا بديل عن هذه الشروط وان البديل هو مواصلة القوة العسكرية والاشتباكات حتى تصل الحكومة لغايتها وهي التخلص من الأسلحة والعصابات التي تحمل الأسلحة.

وبعد انتكاسات أولية حققت الحملة فيما يبدو نجاحات وأبعدت الميليشيا عن الشوارع. لكن رجال الميليشيا لايزالون يسيطرون على معظم أجزاء حي مدينة الصدر ببغداد.

ارتفاع أعمال العنف وتراجع عمليات التفجير والتفخيخ

كشف المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، عن ارتفاع معدل عمليات العنف وإنخفاض تفجير المفخخات والعبوات خلال الشهر الحالي وسابقه مقارنة بالشهرين الأولين من العام الجاري. وذكر أن ثمانية مسلحين قتلوا واعتقل (346) مطلوبا ومشتبها به، وأبطلت (766) عبوة ناسفة خلال السبعة أيام الماضية في العاصمة العراقية وحدها.

وقال المتحدث اللواء قاسم عطا، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، إن قوات الأمن العراقية تمكنت، خلال الأيام السبعة الماضية، من قتل ثمانية مسلحين، واعتقلت (176) مطلوبا و(170) من المشتبه بهم، في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها.

وأضاف، كما فككت عجلة مفخخة واحدة وأبطلت مفعول (766) عبوة ناسفة، وضبطت (14) عجلة لاتحمل أوراقا ثبوتية خلال الفترة نفسها. بحسب اصوات العراق.

وأوضح عطا أن القوات ضبطت (3245) قطعة من الأعتدة الثقيلة والمتوسطة، و(350) قطعة سلاح مختلفة الأنواع، و(192) صاروخاً متنوعا، و(650) قذيفة هاون، و(80) قذيفة مدفع، فضلا عن أسلاك وصواعق تفجير، و(287 كجم) من مادة (TNT) شديدة الإنفجار.

وردا على سؤال أحد الصحفيين خلال المؤتمر، عن معدلات عمليات العنف في مدينة بغداد، قال عطا إن: شهري آذار/مارس، ونيسان/أبريل، شهدا ارتفاعاً في (معدلات) عمليات العنف، مقارنة بشهري كانون الثاني/ يناير وشباط / فبراير.

وأردف قائلا: كما شهد الشهران انخفاض العمليات الإرهابية، التي تنفذ من خلال تفجير العجلات المفخخة والعبوات الناسفة، عن الشهرين اللذين سبقاهما. وكذلك إنخفاض عدد الجثث المجهولة الهوية التي يتم العثور عليها في العاصمة.

وأشار إلى أن قيادة عمليات بغداد تتابع مع وزارة الصحة الإحصاءات الدقيقة لعدد ضحايا عمليات العنف.

وتنفذ الحكومة العراقية، بمساندة القوات المتعددة الجنسيات، منذ شباط/فبراير من العام الماضي (2007)، خطة أمنية عسكرية واسعة أطلقت عليها تسمية (فرض القانون) لمحاربة المسلحين في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها.

وكشف عطا عن الموقف القانوني لآلاف المعتقلين، والمطلق سراحهم أو المسفرين والمحالين على القضاء، منذ تطبيق خطة (فرض القانون)، بقوله: اعتقلت قوات الأمن العراقية (10890) في قاطعي الكرخ والرصافة من بغداد، وأطلق سراح (3468) منهم.

وتابع قائلا، أما المسفرين والمحالين فعددهم (6050)، وبذلك يكون عدد المعتقلين الموجودين حالياً (1372) فقط  لدى عمليات قيادة عمليات بغداد.

وحول سؤال عن أجهزة كشف المتفجرات وكاميرات المراقبة، التي قيل إنها ستنشر في العاصمة، قال الواء قاسم عطا: عمليات بغداد تقوم حاليا بنصب أجهزة الكشف عن المتفجرات وكاميرات المراقبة على خمسة مداخل ومخارج رئيسية لمدينة بغداد، وستكون جاهزة للعمل خلال الفترة القليلة القادمة.

وعن العمليات العسكرية والأمنية في مدينة الصدر شرقي بغداد، شدد عطا على أنه لايوجد إنسحاب لقوات الأمن العراقية من مدينة الصدر، وهي تقوم بتأدية واجباتها الأمنية وبناء قواعد أمنية مشتركة تضم قوات الجيش والشرطة والقوات الساندة، للتهيئة لتقديم الخدمات إلى أهالي المدينة.

وشهدت (مدينة الصدر)، وعدد آخر من مناطق بغداد ومعظم المحافظات الجنوبية، مواجهات دامية بين مجموعات من (جيش المهدي) والقوات الحكومية. ولايزال حظر التجوال مفروضا على المدينة، منذ وقوع الإشتباكات قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، والتي لازالت تدور بشكل متقطع في بعض أحياء المدينة، التي تعد معقلا للتيار الصدري وجناحه العسكري (جيش المهدي).

أرقام مخيفة وارتفاع أكثر من خمسين في المئة لضحايا العنف

قتل ما لا يقل عن 1082 شخصا في اذار/مارس في اعمال العنف في العراق مما يعني ارتفاعا نسبته 50% مقارنة بشباط/فبراير على ما اظهرت ارقام تم الحصول عليها من الوزارات العراقية المختلفة.

وتظهر ارقام وزارة الداخلية والدفاع والصحة العراقية ان 925 مدنيا قتلوا في اذار/مارس في اعمال العنف فضلا عن 54 عسكريا و103 عناصر من الشرطة اي ما مجموعه 1082 قتيلا. وبلغ عدد الجرحى 1630.

وتأخذ هذه الارقام في الاعتبار حصيلة المعارك الاخيرة مع الميليشيات الشيعية والقوات الحكومية التي اسفرت عن سقوط 461 قتيلا واكثر من الف جريح وفقا للارقام الرسمية.

وتؤكد هذه الارقام للشهر الثاني على التوالي نمطا يميل الى الارتفاع في اعمال العنف.

في شباط/فبراير قتل ما لا يقل عن 721 عراقيا بارتفاع بلغت نسبته 33% مقارنة مع كانون الثاني/يناير في حين شهدت الاشهر الستة التي سبقت تلك الفترة ميلا الى التراجع في عدد الضحايا. بحسب فرانس برس.

وعدد القتلى العراقيين في اعمال العنف التي تهز البلاد منذ اجتياح القوات الاميركية والحليفة للعراق في اذار/مارس 2003 هو موضع جدل.

وترفض اجهزة رئيس الوزراء نوري المالكي وضع حصيلة بالضحايا منذ الارتفاع الكبير في اعمال العنف الذي تلى تفجير سامراء في شباط/فبراير2006. والارقام التي توفرها الوزارات تتضمن تفاوتا كذلك. كما لاتضع القيادة الاميركية في العراق حصيلة بالضحايا العراقيين المدنيين.

احصائية رسمية لارتفاع اعداد القتلى والضحايا في العراق

اظهرت احصائية دورية تصدرها مجموعة من الوزارات العراقية، أن 1720 شخصا قتلوا في العراق خلال شهر اذار/مارس الماضي، وهو ما يمثل ارتفاعا مقداره 31 % عن شهر شباط/ فبراير 2008.

وكشفت الاحصائية التي شاركت في إعدادها وزارات (الدفاع، الداخلية، الصحة) ، أن مجموع القتلى لشهر اذار مارس المصاي، بلغ 1720 قتيلا، وهو ما يمثل ارتفاعا مقداره 31 % عن القتلى خلال شهر شباط فبراير الماضي.

وتشير الاحصائية الى ان عدد الجرحى خلال اذار/ مارس، بلغ 4140 شخصا، من بينهم 1358 مدنيا، و273 من عناصر القوات الامنية، دون الاشارة الى الجرحى من المسلحين، مكتفيا بالقول ان اكثر من 2505 من المسلحين اعتقلوا خلال شهر اذار.

وساهمت الاحداث التي شهدتها شهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، بارتفاع حصيلة القتلى والجرحى خلال شهر اذار. بحسب اصوات العراق.

وكانت مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية وجماعات من (جيش المهدي) التابع للتيار الصدري، إندلعت مؤخرا في بغداد ومدن الجنوب، بعد ساعات من إعلان المالكي عن انطلاق خطة (صولة الفرسان) التي قال إنها تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في محافظة البصرة.

مرصد الحقوق والحريات يعد تقريرا عن الإنتهاكات المدينة

قالت منظمة مرصد الحقوق والحريات الدستورية في تقرير اصدرته عن حصيلة اعمال العنف في العراق لشهر اذار مارس الفائت: في الفترة التي يغطيها هذا التقرير وصلت اعمال العنف في عموم العراق الى ما يقارب 5650 حادثة وفق ماتم التوصل الية من احصائيات رصدتها المنظمة.

وأشارت المنظمة المهتمة برصد انتهاكات حقوق الانسان الى تواصل ارتكاب اعمال العنف التي تشمل السيارات المفخخة، الهجمات الانتحارية، اعمال الخطف، والقتل خارج القانون، الجثث المجهولة والاعتقالات في العديد من محافظات العراق لتطال المدنيين على نحو غير متناسب.

وأوضحت ان اعمال القتل خلال الشهر نفسه وصلت الى ما يقارب 716 قتيلا وتركزت اكثر اعدادها في بــغداد، البصرة، واسط، نينوى وديالى. بحسب اصوات العراق.

اما الاصابات فقد وصلت حسب التقرير الى ما يقارب 3347 حالة وتركزت اعلى نسبها في بغداد، البصرة، ووصلت اعداد الجثث المجهولة استنادا الى احصاءات المنظمة الى ما يقارب 391 جثة مجـهولة تركزت  في كل من ديالى، بغداد وصلاح الدين.

وطالت اعمال الخطف ما يقارب ثلاثين شخصا والاعتقالات ما يقارب 1166 تركزت اكثرها في بغداد، البصرة، كربلاء، بابل وواسط.

وذكر التقرير ان عدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم بموجب قانون العفو العام الذي أطلق الشهر الماضي وصل الى ما يقارب 16207 معتقلين بين متهم ومدان موزعين على مناطق مختلفة من العراق.

وأشار الى اطلاق القوات العراقية سراح حوالي 279 معتقلا لعدم ثبوت الادلة الموجهه ضدهم كما اطلقت القوات الامريكية ما يقارب 639 معتقلا منهم 400 معتقل من سجن كروبر و239 من سجن بوكا وكركوش وذلك ضمن برنامج الافراج المشروط.

ونوه التقرير الى صدور 67 حكم اعدام في محافظتي البصرة وصلاح الدين لكنه لم يشر الى ما اذا كانت الاحكام اكتسبت درجة البتات ام لا.

وانتقد التقرير تعرض المواطنين الى انتهاكات حقوقهم الاساسية بعد عملية صولة الفرسان في البصرة متمثلة في فرض حضر التجول وازدياد حالات انقطاع التيار الكهربائي والقصف بصواريخ والقنابل وانقطاع مصادر الحصول على مستلزمات العيش من ماء وغذاء ودواء وكهرباء وانقطاع الطريق امام الاسعاف وتعرض جزء منها الى الحرق ونقص كبير في المستلزمات الطبية واكياس الدم ومواد التخدير.

ويذكر ان مرصد الحقوق والحريات الدستورية منظمة عراقية مهتمة بمراقبة حقوق الانسان وتعزيز سيادة القانون وقد اصدرت المنظمة تقريرها بناءا على معلومات يتم الحصول عليها من العديد من المصادر من بينها الاخبار والتقاريرالتابعة الى اللجنة القانونية والاعلامية للمنظمة والاخبار والتقارير التي تبثها وسائل الاعلام المرئية والمقروئة والمكتوبة وضحايا الانتهاكات انفسهم او اقاربهم او شهود عيان وذلك من خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها المنظمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 10 أيار/2008 - 3/جماد الاول/1429