ثورة الغذاء: تسونامي لاشعال الحروب الاهلية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: فيما يشبهه البعض بمذبحة الفقراء والبعض الاخر يطلق عليه تسونامي الفقراء، تستمر تداعيات ارتفاع اسعار السلع والمحاصيل الغذائية الاساسية في انحاء عديدة من العالم، حيث وصلت الى اكثر من الضعف خلال فترة قياسية.

وفي ظل ذلك تقف اغلب حكومات الدول الفقيرة في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية مكتوفة الأيدي للهجوم المفاجئ للأسعار دون توفر الوقت الكافي لإجراءات مضادة، تكفل وصول الأغذية الاساسية للسكان، ما ينذر بموت الاف البشر ونزول الملايين من اصحاب الطبقة المتوسطة تحت خط الفقر، جراء النقص الحاد في الغذاء.

واعتبر مبعوث الأمم المتحدة المكلف بشؤوون الغذاء جان زيجلر، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم سيؤدي إلى وقوع "مذبحة جماعية صامتة."

وقال أستاذ مادة علم الاجتماع السويسري لصحيفة الكوريير آم زونتاغ النمساوية: "إن الجوع ليس تحت السيطرة منذ مدة"، وإنه يميل إلى الاعتقاد أن من يرى غير ذلك مصاب "بالجنون". واتهم زيجلر العولمة وسياسة "احتكار الثراء في الأرض" بالمسؤولية عما سماه "العنف البنيوي".

وقال :" لدينا قطيع من من متعاملي البورصات ومن المضاربين ومجرمي المال الذين ازدادوا شراسة وأنشأوا عالما من اللامساواة والفظاعة، علينا أن نضع حدا لهذا".

وأضاف زيجلر قائلا إن الوقود الحيوي الذي يستخلص من النبات، والمضاربة في الأسواق والمساعدات التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للصادرات مسؤولة عن تجويع جماعي للبلدان الفقيرة.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة عن اعتقاده في قيام انتفاضة الجياع، فقال: "إن ذلك ممكن مثل الثورة الفرنسية".

وكان زيجلر قد صرح من قبل بأن الوقود الحيوي الذي يحرم الملايين من قوتهم يعد "جريمة ضد الإنسانية".

أحداث الشغب في هايتي تدق ناقوس التحذير

قال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ان أحداث الشغب التي شهدتها هايتي ودول اخرى احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع الغذائية تدق ناقوس تحذير لان يسارع العالم الي اتخاذ اجراءات اقوى لمكافحة الفقر.

وقال لولا اثناء غداء عمل مع رئيسة الهند الزائرة براتيبا باتيل "كان من الضروري مشاهدة هذه المناظر المثيرة للمشاعر حتى يستيقظ المجتمع الدولي على الحاجة الملحة لايجاد حل نهائي للتحدي الذي يشكله الفقر."

وأطاحت الاحتجاجات في هايتي على ارتفاع اسعار الارز والفول وغيرهما من السلع الغذائية الاساسية بالحكومة يوم السبت الماضي. بحسب رويترز.

وقال لولا ان اسعار السلع الغذائية المرتفعة تظهر ان العالم "يعوزه التجهيز لمواجهة والتغلب على اسوأ شر في عصرنا."وارتفعت اسعار الخبز والحليب وغيرهما من السلع الغذائية في ارجاء العالم مغذية التضخم في بعض الدول.

ازمة اسعار الغذاء تضر بالنمو والأمن العالميين

قال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة إن ارتفاع الاسعار العالمية للمواد الغذائية يهدد بتعريض جهود العالم لمكافحة الفقر لانتكاسة وقد يضر النمو والامن العالميين اذا لم يتم التعامل معه بالشكل السليم.

وفي افتتاح مؤتمر للامم المتحدة حول التجارة والتنمية في العاصمة الغانية اكرا تعهد بان باستخدام كل طاقات المنظمة الدولية لمواجهة زيادات الاسعار التي تهدد بزيادة الجوع والفقر واثارت بالفعل اعمال شغب في مناطق من اسيا وافريقيا.

وقال بان "ساشكل على الفور فريق عمل من خبراء بارزين وهيئات كبرى للتعامل مع هذه المسالة."وحذر بان اجتماع مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية ( الاونكتاد)من ان الزيادات الهائلة في اسعار السلع الغذائية الاساسية مثل الحبوب منذ العام الماضي قد تمحو التقدم الذي تم احرازه نحو تحقيق الاهداف التي حددتها الامم المتحدة من اجل خفض معدل الفقر في العالم الى النصف بحلول عام 2015.

وقال "مشكلة الاسعار العالمية للمواد الغذائية قد تعني ضياع سبعة اعوام من الجهد لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية."واضاف " نخاطر بالعودة الى حيث بدأنا."بحسب رويترز.

واشار الامين العام للمنظمة الدولية الى ان العديد من الدول تحركت لمواجهة نقص الغذاء بمنع تصدير الارز او القمح او بمنح حوافز لتسهيل استيراد المواد الغذائية.وقال "هذا يهدد بتشويه التجارة العالمية وتفاقم النقص."

وقال بان امام الاجتماع "اذا لم يتم التعامل مع هذه الازمة بالشكل السليم فسينتج عنها سلسلة أزمات وستصبح مشكلة ذات ابعاد متعددة تؤثر على النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي بل وعلى الامن السياسي في انحاء العالم."

ويعقد اجتماع مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية في غانا بغرب افريقيا احدى المناطق الاشد فقرا في العالم التي تشعر شعوبها بضغوط الاسعار المتصاعدة للمواد الغذائية نتيجة عوامل منها ضعف المحاصيل وارتفاع اسعار الوقود الى ارقام قياسية وندرة المعروض العالمي.

وشهدت عدة دول في غرب افريقيا من موريتانيا الى الكاميرون أعمال شغب متعلقة باسعار الغذاء في الشهور الاخيرة.

وحذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من ان اسعار الغذاء المتزايدة قد تدفع ما لا يقل عن 100 مليون شخص في الدول منخفضة الدخل الى الفقر.ودعا بان دول العالم الى استكمال مفاوضات اتفاق للتجارة العالمية يهدف الى تعزيز الاقتصاد العالمي.

تحذير من خطر "حرب اهلية" بسبب الازمة الغذائية العالمية

وحذر المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) جاك ضيوف من ان يؤدي الارتفاع الحالي لاسعار السلع الغذائية الى "حرب اهلية" في بعض الدول.

وفي حديث لقناة "فرانس 24" سئل خلاله عما اذا كانت الازمة ستفضي الى "وقوع حرب" قال ضيوف "حرب اهلية تحديدا".

واضاف "لا اعتقد ان حروبا ستنشب بين دول لكن داخل بعض الدول واذا لم نتخذ كافة التدابير اللازمة فقد تقع مواجهات". بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال حول فكرة تأسيس "صندوق عالمي ضد الجوع" على غرار الصندوق العالمي لمكافحة الايدز قال ضيوف "انه احتمال جيد يجب درسه" شرط ان تترجم هذه الخطوة بموارد اضافية.

واوضح "اريد فقط التحقق من الا يؤدي ذلك الى معركة جديدة بين الصناديق الموجودة بدلا من انشاء آلية للحصول على موارد اضافية".

ودعت الامم المتحدة هذا الاسبوع الى تعبئة دولية ضد "التسونامي الصامت" التي تشكلها الازمة الغذائية العالمية التي تهدد بمجاعة ستطال عشرات ملايين الاشخاص الاضافيين.

تسونامي صامت!

وحذر برنامج الاغذية العالمي من ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية يشكل اكبر تحد في تاريخه واعتبره "تسونامي صامتا" يهدد عشرات الملايين من الاشخاص الاضافيين بالمجاعة.

واعتبرت مديرة البرنامج جوزات شيران ان الوضع يتطلب تدخلا عاجلا وان يصل حجم تحرك المجتمع الدولي الى المستوى الذي بلغته بعد امواج المد البحري - تسونامي- 2004 التي ضربت المحيط الهندي وخلفت 220 الف قتيل في 12 بلدا.

واعلنت شيران "انه الوجه الجديد للجوع: ملايين الناس الذي لم يكونوا بين فئة المعوزين قبل ستة اشهر باتوا اليوم ضمنها". وتشارك شيران عصر الثلاثاء في لندن في قمة حول اسعار المواد الغذائية ينظمها رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون وتهدف الى ارساء اسس خطة عمل دولية.

ويفترض ان تعرض القمة استنتاجاتها على لقاء رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في حزيران/يونيو وعلى اعضاء مجموعة الثماني في تموز/يوليو. ودعت مديرة البرنامج الى "تحرك على اعلى مستوى وفي المجتمع الدولي على نطاق واسع يركز على حلول طارئة وعلى المدى البعيد".

وشدد البرنامج على ان تقديراته تؤكد استنتاجات البنك الدولي وذلك يعني ان زيادة اسعار المواد الغذائية بمرتين خلال السنوات الثلاث الماضية يهدد بزيادة حالة الفقر لما لا يقل عن مئة مليون افريقي في الدول ذات الدخل المتدني. بحسب فرانس برس.

ومن اجل التصدي لارتفاع اسعار المنتوجات الزراعية دعا البنك الدولي الى بذل جهد مكثف ومنسجم على الصعيد الدولي وذلك خلال اجتماعه الدوري في 12 و13 نيسان/ابريل في واشنطن.

واعلن برنامج الاغذية العالمي الاسبوع الماضي تعديلا جديدا في ندائه الى الدول المانحة مطالبا بنحو 756 مليون دولار (476 مليون يورو) اضافية لمواجهة النقص في المواد الغذائية وارتفاع اسعارها.

وتجاوبا مع ذلك النداء اعلنت وزارة التنمية البريطانية الثلاثاء انها تخصص مساعدة بثلاثين مليون جنيه استرليني (37 مليون يورو).

كما خصصت 400 مليون جنيه (502 مليون يورو) على خمس سنوات لمساعدة الزراعة المحلية في البلدان الفقيرة و25 مليون جنيه (31 مليون يورو) للاكثر فقرا في اثيوبيا. وقيم البرنامج بنحو 55% الزيادة في اسعار المواد الغذائية منذ حزيران/يونيو 2007.

دول افريقية تتحرك لمواجهة ارتفاع الاسعار

واتخذت دولتان في غرب افريقيا خطوات لمواجهة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والذي اثار احتجاجات في المنطقة وسبب ما وصفه بان جي مون الامين العام للامم المتحدة "بأزمة عالمية."

وكانت الكاميرون والجابون احدث دولتين في افقر قارات العالم تطبقان اجراءات لمواجهة ارتفاع الاسعار العالمية للمواد الغذائية والوقود والذي يقول خبراء المعونات انه يهدد بدفع 100 مليون نسمة في العالم الى الجوع. وقال بان للصحفيين في فيينا "الارتفاعات الحادة في أسعار الغذاء تحولت الى أزمة عالمية حقيقية."

وتزايدت المخاوف بشأن الامن الغذائي هذا الاسبوع بسبب ارتفاع أسعار الارز الى مستويات قياسية في آسيا وحذرت الولايات المتحدة من ان اسعار المحاصيل الرئيسية التي يعيش عليها الجوعى في العالم تزداد ثمنا.

وانخفضت اسعار الارز يوم الجمعة ولكنها مازالت قرب مستواها المرتفع القياسي.

ومنطقة غرب افريقيا الهشة سياسيا معرضة بشكل خاص لزيادات الاسعار لان تكلفة المواد الغذائية تشكل جزءا كبيرا من الميزانيات الهزيلة للمنازل وتعتمد دول كثيرة بشكل كبير على الواردات ولاسيما الارز.

وساهم الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة في اثارة اعمال شغب في الكاميرون في اواخر فبراير شباط قتل فيها عشرات الاشخاص. وعارض المحتجون ايضا تحركا من جانب الرئيس بول بيا لتمديد حكمه الذي بدأ قبل 25 عاما. بحسب فرانس برس.

وقال افرايم اينوني رئيس وزراء الكاميرون انه يجري انشاء صندوق خاص لتمويل تنمية الزراعة ومصايد الاسماك المحلية ودعا شعب بلاده الى زيادة استهلاكهم للمنتجات المصنعة محليا بدلا من الواردات.

واضاف ان "الحكومة ستناضل من اجل تحويل الازمة السائدة الى فرصة لتغيير زراعتنا التي يجب ان تلبي الاحتياجات المحلية وان تصبح مصدرا حقيقيا للمواد الغذائية."

وفي الجابون المجاورة وهي منتج اخر للنفط اوقفت الحكومة لمدة ستة اشهر الرسوم والضرائب المفروضة على الواردات الغذائية. وفرضت الحكومة ايضا حدودا مئوية على هوامش الاسعار التي يتقاضها مستوردو الارز وخفضت اسعار الديزل بنسبة 37 في المئة بالنسبة لصيادي الاسماك.

وجاءت الاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الجابون عقب خطوات مماثلة اتخذتها في الاسابيع الاخيرة بوركينا فاسو ومالي وغينيا.

واعلنت موريتانيا الجزء الاخير من برنامج طاريء تبلغ تكلفته 160 مليون دولار لمكافحة ارتفاع الاسعار وتعزيز انتاج الارز والحبوب وخفض اعتمادها على الصادرات.

وبدأت كل من السنغال وليبيريا ايضا برامج لانعاش قطاع الزراعة المتعثر والذي اصيب بالركود والتراجع خلال عقود من الاهمال وانخفاض الاستثمار فيه.

وتضاعفت زيادات الاسعار لان حكومات عدة دول منتجة للمواد الغذائية فرضت قيودا على الصادرات بسبب الخوف من النقص المحلي مما اثار خوف الاسواق في وقت تراجعت فيه المخزونات العالمية بشكل حاد.

وقال بان انه يتعين على زعماء العالم مناقشة سبل تحسين انظمة توزيع وانتاج الغذاء.واضاف "علينا القيام بعمل فوري بأسلوب منسق."

مئات يحتجون على ارتفاع اسعار الغذاء في السنغال

ونظم اكثر من الف شخص كان بعضهم يحمل أجولة ارز فارغة مسيرة في العاصمة السنغالية دكار للاحتجاج على ارتفاع اسعار المواد الغذائية في احدث مظاهرة من نوعها في منطقة غرب افريقيا الفقيرة.

ويقول خبراء مساعدات ان ارتفاع الاسعار العالمية للمواد الغذائية والوقود يهدد بدفع 100 مليون شخص في شتى انحاء العالم الى المجاعة وتسارع الحكومات في افقر الدول لايجاد طرق لتخفيف هذه الاثار.

واعلن الرئيس السنغالي عبد الله واد الذي تستورد بلاده اكثر من 80 في المئة من احتياجاتها من الارز عن خطة طموحة في الاسبوع الماضي لزيادة انتاج الارز خمسة اضعاف كميته الحالية الى 500 الف طن في الموسم.

ولكن كثيرين يقولون ان هذه الاجراءات ليست كافية للحيلولة دون ان يصبح الارز وهو من المواد الغذائية الاساسية اليومية من الكماليات. ويتهمون واد بالتركيز على مشروعات البنية الاساسية المبهرة على حساب الاحتياجات التي تعد اكثر اهمية لشعبه. بحسب رويترز.

وتغيرت اجزاء من دكار خلال السنة المنصرمة مع بدء انشاء طرق سريعة مؤلفة من اربع حارات وفنادق فاخرة ومعظمها لم يكتمل بعد في العاصمة لاستضافة اجتماع قمة اسلامي في الشهر الماضي.

ولكن خلف الطريق السريع الجديد الموازي للمحيط والذي تحفه من الجانبين اشجار النخيل يكافح الناس في اكثر الاحياء ازدحاما بالسكان من اجل مجاراة ارتفاع اسعار الخدمات الاساسية بالاضافة الى المواد الغذائية.وقال محتجة وقد امسكت بفواتير الخدمات ان"المياه غالية والكهرباء غالية."

مخزون الارز بعيد عن متناول العائلات

تتكدس قرابة 200 الف طن من الارز في مخازن في دكار لكن السنغاليين الذين تقلصت قوتهم الشرائية بشكل كبير في الاشهر الاخيرة لم يعد لديهم الوسائل لشراء ما يكفيهم من هذه المادة الاساسية لتلبية حاجات غذائهم.

وقالت ربة عائلة بعد مشاجرة صاخبة مع صاحب متجر في حي شمال دكار "يقولون عبر الاذاعة ان سعر الكيلو 280 فرنكا افريقيا (0,42 يورو) والتجار يبيعوننا اياه ب300 فرنك افريقي (0,46 يورو). (..) انه ثمن مرتفع جدا لا يمكننا تحمله. بحسب رويترز.

اما البائع فدافع عن نفسه قائلا "الارز موجود لكن يجب ان يدفع ثمنه. وهو مرتفع الثمن بالنسبة الينا نحن ايضا".

وامام ارتفاع اسعار الارز على المستوى العالمي علقت الحكومة اولا الرسوم الجمركية ثم اعلنت في 12 نيسان/ابريل دعمها للارز المستورد - كله من اسيا - الذي يهيمن على السوق السنغالية بحيث يدفع المستورد الفي فرنك افريقي للطن الواحد

(3 يورو) في حين يدفع تاجر الجملة خمسة الاف فرنك افريقي للطن (7,62 يورو) ويدفع بائع التجزئة 15 فرنكا افريقيا للكيلوغرام الواحد (0,02 يورو).

لكن ومنذ ان قلصت كبريات الدول الاسيوية المصدرة للارز (الهند وفيتنام ...) مبيعاتها الى الخارج او علقتها لتلبية حاجات سكانها المحليين يتواصل ارتفاع الاسعار.

ومع ذلك فان السنغال تملك مخزونات من الارز تكفي لتغطية الطلب المحلي لنحو "اربعة اشهر" بحسب ما قال مصطفى تال احد ابرز المستوردين الذين يقول انه يسيطر على 25% من السوق المحلية للارز.

وقال تال الذي يشتري الارز المعطر من تايلاند ويخزنه في مستودعين كبيرين في الهواء الطلق في مباو (نحو عشرة كيلومترات من دكار) "اليوم هناك مخزون من 200 الف طن من الارز" لدى كل المستوردين اي ثلث الاستهلاك الوطني البالغ 600 الف طن في السنة".

الدول الفقيرة بامريكا اللاتينية تسعى لحل الازمة

التقى وزراء زراعة بعض من افقر دول امريكا اللاتينية في محاولة للتوصل لحل اقليمي لارتفاع اسعار المواد الغذائية والذي اثار احتجاجات عنيفة في منطقة الكاريبي.

وعقد وزراء الزراعة من دول امريكا الوسطى وكوبا وهايتي وجمهورية الدومينكان وفنزويلا محادثات في ماناجوا عاصمة نيكاراجوا لتعزيز انتاج الذرة والارز بالاضافة الى زيادة انتاج السرغوم كعلف للحيوانات.

وقال ارييل بوكاردو وزير الزراعة النيكاراجواي الاسبوع الماضي ان امريكا الوسطى تأمل بانفاق نحو 630 مليون دولار لزيادة انتاج المنطقة من المواد الغذائية. وتتطلع المنطقة الى فنزويلا التي تمتلك ثروة نفطية ضخمة من اجل مساعدتها ماليا. ومن المقرر ان يعقد رؤساء دول امريكا الوسطى اجتماع قمة لبحث ازمة الغذاء في السابع من مايو ايار. بحسب رويترزز

ويواجه ملايين الاشخاص في امريكا الوسطى وهايتي نقصا حادا في المواد الغذائية مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية الى مستويات قياسية. وتقول الامم المتحدة ان الدول ذات الدخل المنخفض والتي تستورد طعامها مثل هندوراس ستتأثر بشكل خاص بزيادة عالمية في اسعار المواد الغذائية.

بنجلادش تمنع الفقراء من جمع الأرز المتعفن

قال مسؤولون إن السلطات في بنجلادش قامت بنشر قوات في مكب للنفايات قريب من ميناء شيتاجونج الرئيسي يوم السبت لمنع الفقراء من جمع الأرز المتعفن.

وقال مسؤول أمني ان "المكب تم غلقه وطلبنا من السلطات المعنية عدم القاء الارز المتعفن في مناطق غير مخصصة لذلك". ويتدفق المئات من الفقراء على المكب بعد أن بدأت ادارة الغذاء بالقاء نحو 500 طن من الارز الفاسد

ويبلغ دخل نحو نصف تعداد سكان بنجلادش البالغ 140 مليون نسمة أقل من دولار واحد يوميا وقد ساءت أحوالهم منذ ارتفاع اسعار الغذاء والوقود في بداية العام الجاري.

وقال مسؤولون ان "سعر التجزئة لكيلو الارز والقمح ارتفع بنسبة مئة في المئة منذ العام الماضي ليصل الى نحو 40 تاكا (0.58 دولار) و45 تاكا على التوالي. بحسب رويترز.

وتواجه بنجلادش أزمة نقص في الغذاء بعد أن خسرت نحو ثلاثة ملايين طن من الارز والقمح في سلسلة من الفيضانات واعصار مدمر في العام الماضي.

وكانت باكستان قد تبرعت بكميات من الارز لصالح ضحايا الاعصار ولكنه فسد أثناء شحنه في يناير كانون الثاني الماضي.

وقالت مانجولا بيجوم وهي أم لثلاثة أطفال بعد أن جمعت وعاء من الارز الفاسد "الارز ليس سيئا جدا.. نحن واثقون انه لن يؤذينا". (الدولار يساوي 68.58 تاكا).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1 أيار/2008 - 24/ربيع الثاني/1429