سوريا النووية: حقيقة ام ذريعة؟!

شبكة النبأ: سيطر موضوع اعلان الولايات المتحدة عن امتلاكها ادلة قاطعة على وجود تعاون سوري- كوري شمالي في المجال النووي لأغراض عسكرية، على الاوضاع المتأزمة اصلا في المنطقة، بما وصفهُ بعض المحللون على انه فاتحة ضغوط اكبر واكثر فاعلية على سوريا تقوم بها امريكا من اجل ثني الاولى عن تقديم الدعم لحركات المقاومة الفلسطينية وحزب الله والكف عن محاولات فرض واقع معين في العراق.

فقد كان البيت الابيض ووكالة المخابرات المركزية الامريكية عرضا امام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الامريكي ما قالت الادارة الامريكية انها ادلة دامغة تؤكد وجود تعاون بين سورية وكوريا الشمالية لبناء مفاعل نووي للاغراض العسكرية. وقد اصدر البيت الابيض بعد ذلك بيانا طالب فيه سورية بالاعلان عن تفاصيل تعاونها مع كوريا في هذا الشأن.

تحقيق للوكالة الدولية في الاتهامات

من جانبه اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فتح تحقيق بعد ان تلقى معلومات من واشنطن حول بناء سوريا مفاعلا نوويا بمساعدة كوريا الشمالية بينما نفت دمشق هذه المعلومات ولزمت بيونغ يانغ الصمت بشأنها.

واكد مندوب سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري ان دمشق ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية. وقال ان "سوريا انضمت الى اتفاقية الحد من الانتشار النووي في 1970. نتعاون بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". واضاف "نحن لا نخشى هذا التعاون وليس لدى سوريا ما تخفيه".

ورأى الدبلوماسي السوري انه "على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يتوجهوا بالاحرى الى اسرائيل" معتبرا ان "الخطر الحقيقي هو الترسانة النووية الاسرائيلية".

واشار الجعفري الى ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "السي آي ايه استخدمت في الماضي الكثير من الاكاذيب لتبرر التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية لدول اخرى".

واضاف ان على الاستخبارات المركزية "اللجوء الى كل عناصرها الجيدين لاعادة بناء نفسها لتقدم للرأي العام الاميركي تحليلات اكثر مصداقية". بحسب رويترز.

وكان البرادعي انتقد في بيان واشنطن لانها لم تبلغ الوكالة بالتعاون النووي بين دمشق وبيونغ يانغ على اساس معلومات تسلمتها بعد تدمير منشأة في سوريا في غارة جوية اسرائيلية في ايلول/سبتمبر الماضي.

وفي هذا الاطار دان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "استخدام القوة من جانب واحد من قبل اسرائيل" موضحا ان ذلك "يؤثر على عملية التحقق التي تشكل صلب نظام منع الانتشار النووي".

من جهة اخرى ذكر البرادعي دمشق بواجباتها في ابلاغ الوكالة باي مشروع او بناء منشأة نووية بموجب بنود اتفاق الضمانات الموقع مع الوكالة الدولية.

واكدت دمشق ان الغارة الاسرائيلية لم تؤد سوى الى تدمير مبنى عسكري قديم بينما رفض السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بشدة الاتهامات الاميركية الجديدة لدمشق.

وقال مصطفى "ان المرة الاخيرة التي ذهب فيها مسؤولون كبار في الادارة الاميركية الى مجلس الامن الدولي وتحدثوا عن ادلة فاضحة عن وجود اسلحة دمار شامل كانوا يتحدثون عن اسلحة دمار شامل عراقية" لم يثبت وجودها بعد ذلك. وبعد الاتهامات الاميركية دعت فرنسا سوريا الى "القاء الضوء" على نشاطاتها النووية.

وبدأت القضية الخميس بعد تصريحات ادلى بها مسؤول اميركي في مجلس الامن القومي امام الكونغرس مؤكدا ان مفاعلا نوويا كان يجري بناؤه في سوريا دمر في غارة جوية اسرائيلية في السادس من ايلول/سبتمبر من العام الماضي. واكد الاميركيون ان بناء المفاعل كان على وشك الانتهاء عندما قصف لكنه لم يكن مزودا بالمحروقات.

وشددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذه النقطة مشيرة الى ان المعلومات التي قدمتها واشنطن تفيد ان "المفاعل لم يكن في مرحلة التشغيل ولم تدخل اليه اي مواد نووية".

وصرح الجعفري ان "الادعاءات" الاميركية هدفها "تبرير" الغارة الاسرائيلية على سوريا وقد تكون مرتبطة بالنزاع بين الصقور والمعتدلين داخل ادارة الرئيس جورج بوش حول معالجة قضية البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال ان "بعض الصقور في الادارة (الاميركية) ليسوا راضين عن الاتفاق".

وردا على سؤال حول صور لمسؤولين سوريين كبار مع خبراء نوويين من كوريا الشمالية قال المندوب السوري "يمكن فعل كل شيء في ايامنا هذه بالتقنيات المتطورة التي تملكها الاستخبارات". من جهتها لزمت كوريا الشمالية الصمت التام منذ الكشف عن هذه القضية.

وصرح كبير المفاوضين الاميركيين في الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل الجمعة ان كوريا الشمالية وسوريا لم تعودا تتعاونان في القطاع النووي رغم اتهامات الادارة الاميركية لدمشق ببناء مفاعل نووي سري بمساعدة بيونغ يانغ.

وقال هيل لصحافيين في حديث في نيوهافن (كونيكتيكت) الجمعة بثه التلفزيون الياباني ان التعاون النووي بين البلدين اصبح من الماضي. واضاف ان "الولايات المتحدة ترى ان لا تعاون جار حاليا في سوريا في هذا المجال" مع كوريا الشمالية.

سوريا: اتهامات واشنطن تذكرنا بالحالة العراقية

وأكد السفير السوري لدى واشنطن أن الموقع الذي قصفته طائرات حربية إسرائيلية في سبتمبر/أيلول الماضي كان مرفقاً عسكرياً مهجوراً وأي مزاعم أخرى بأنه مرفق نووي أمر "مثير للسخرية."

وأضاف السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، إن الصور التي عرضتها الولايات المتحدة عليه الخميس "لا تثبت أي شيء" وأنها لم تلتقط "في سوريا" ولا يوجد دليل على أن الصور لموقع في سوريا.

وأوضح مصطفى قائلاً: "لقد عرضوا عليّ صوراً من داخل مبنى في مكان ما في العالم"، مشيراً إلى أن الصور تبيّن موقعاً واحداً في المبنى لا يتوافر معه مصدر للطاقة أو أية مرافق أخرى مجاورة، مثل محطة معالجة لاستخلاص اليورانيوم من الوقود الذري، لتشغيل البرنامج النووي.

وقال السفير السوري في واشنطن: "كان عليّ أن أتساءل هل هذه هوليوود أم مقر وزارة الخارجية الأمريكية" ووصفها بأنها مجرد حالة تذكرنا بـ"الحالة العراقية."

وكشف مصطفى أن التعاون مع كوريا الشمالية عبارة عن "أنشطة استخباراتية مشروعة بالكامل.. وليس هناك أي شيء غير قانوني فيه، وهذا الأمر قطعي ونهائي."

وقال إن سوريا "ليست غبية بما يكفي" لإنشاء مرافق ذرية في وسط الصحراء دون أن تكون هناك أي حواجز عسكرية أو أسلاك شائكة تحيط بالمرفق، وليس لديها أي خطة أو مشروع للحصول على التكنولوجيا النووية حتى لأغراض سلمية.

وأضاف أن بلاده "محتارة" للسبب الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية لطرح مثل هذه القضية، موضحاً أنه يشك بأن إدارة الرئيس جورج بوش تستغل هذه الحالة لخلق أزمة في الشرق الأوسط ويستحوذ على دعوات الكونغرس للدخول في محادثات مع دمشق. ووصف هذه المزاعم بأنها "سخيفة" ومجرد موقف متشدد حيال سوريا.

وأشار إلى أن للولايات المتحدة تاريخ في محاولات إثبات أن دولاً أخرى لديها كميات كبيرة من أسلحة الدمار الشامل، وقارن بين الاتهامات الموجهة لبلاده بكلمة وزير الخارجية الأمريكي السابق، كولن باول، في الأمم المتحدة حول مزاعم أسلحة الدمار الشامل العراقية. وطلب مصطفى من الصحفيين ألا يقعوا ضحية هذا (الخداع).

وكان مصطفى صرح في وقت سابق لشبكة CNN بأن الاتهام يشكل "خدعة سخيفة" لأن دمشق "لم تمتلك يوماً برنامجاً نووياً."

واتهم مصطفى أشخاصاً لم يحددهم بإثارة هذه القضية بوجه دمشق بسبب الغضب الذي ينتابهم حيال المفاوضات التي تجريها واشنطن مع كوريا الشمالية لإقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

وذكّر مصطفى بما حدث قبل غزو العراق لجهة اتهام بغداد بامتلاك أسلحة دمار شامل قائلا: "هذا هو الأسلوب عينه الذي استخدم حول العراق وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها.. هذه الإدارة تمتلك سجلاً موثقاً من الأكاذيب المختلقة."

بيان البيت الابيض عن مساعدة كوريا الشمالية لسوريا

وفيما يلي نص بيان أدلت به دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض قالت فيه ان كوريا الشمالية ساعدت سوريا في بناء مفاعل نووي سري كان هدفا لضربة جوية اسرائيلية في سبتمبر أيلول الماضي. بحسب رويترز.

"أحاط اليوم مسؤولو الحكومة (الامريكية) لجانا مختارة من الكونجرس علما بقضية تثير قلقا عالميا بالغا. فحتى السادس من سبتمبر عام 2007 كان النظام السوري يبني مفاعلا نوويا سريا في صحراء بلاده الشرقية قادرا على انتاج البلوتونيوم.

"نحن على قناعة بناء على معلومات متنوعة بان كوريا الشمالية ساعدت في انشطة نووية سرية لسوريا. ولدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بان المفاعل الذي لحقت به في السادس من سبتمبر من العام الماضي اضرار لا يمكن اصلاحها لم يكن للاستخدام في اغراض سلمية.

"المفاعل الذي كان مخبأ بعناية عن الانظار لم يكن مصمما لمثل هذه الاغراض. وفي تجاهل لالتزاماتها الدولية لم تبلغ سوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانشاء المفاعل وبعد تدميره سارعت سوريا الى دفن الادلة على وجوده. وهذا التستر لم يفعل سوى تعزيز يقيننا بان هذا المفاعل لم يكن مصمما للانشطة السلمية.

"اننا نحيط الوكالة الدولية للطاقة الذرية علما بهذه المعلومات الاستخباراتية. ويجب على النظام السوري أن يبريء ساحته امام العالم فيما يتعلق بهذه الانشطة النووية غير المشروعة. والنظام السوري يساند الارهاب وينفذ أعمالا تزعزع لبنان وتسمح بعبور بعض المقاتلين الاجانب الى العراق ويقمع شعبه. واذا كانت سوريا تريد تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي فعليها أن تكف عن هذه الانشطة.

"اننا نشعر منذ زمن طويل بقلق بالغ بسبب برنامج الاسلحة النووية لكوريا الشمالية وانشطتها للانتشار النووي. والتعاون النووي السري لكوريا الشمالية مع سوريا مظهر خطير لهذه الانشطة.

"والطريقة التي اخترناها لمعالجة هذه المشكلة هي من خلال اطار عمل الاطراف الستة. ومن خلال هذه العملية نعمل مع شركائنا لتحقيق نزع يمكن التحقق منه للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. والولايات المتحدة ملتزمة أيضا بالعمل من اجل ألا تنغمس كوريا الشمالية أكثر في انشطة الانتشار النووي. وسنعمل مع شركائنا لننشيء من خلال اطار عمل الاطراف الستة آلية صارمة للتحقق لضمان ان يتوقف مثل هذا السلوك وغيره من الانشطة النووية.

"لقد كان بناء هذا المفاعل تطورا خطيرا على المنطقة والعالم  وينطوي على بذور زعزعة الاستقرار. ويؤكد صدق هذا انه نفذ سرا بما يخرق الاجراءات المصممة لطمأنة العالم بالاغراض السلمية للانشطة النووية.

"وهذا التطور يأتي ايضا تذكرة بأنه غالبا ما تكون الانظمة التي ترعى الانتشار النووي راعية ايضا للارهاب وتشجع على زعزعة الاستقرار وتتعاون بعضها مع بعض في تحقيق ذلك.

"ويؤكد هذا ان المجتمع الدولي محق في شعوره بقلق بالغ من الانشطة النووية لايران والمخاطر التي تشكلها تلك الانشطة على استقرار الشرق الاوسط. ولمواجهة هذا التحدي يجب على المجتمع الدولي ان يتخذ مزيدا من الخطوات بدءا بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة التي تتصل بالانشطة النووية الايرانية.

"والولايات المتحدة تدعو المجتمع الدولي الى مضاعفة جهودنا المشتركة لانهاء هذه الانشطة ومنع انتشار اسلحة الدمار الشامل في هذه المنطقة الحيوية."

حسابات الكونجرس

وإذا كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يريد إحراز تقدم في وضع حد لطموحات كوريا الشمالية النووية  قبل أن يغادر البيت الأبيض في العام القادم سيكون عليه أولا إبرام صفقة مع الكونجرس.

واتخذ البيت الابيض خطوة لمحاولة الظفر بتأييد الكونجرس بالكشف عن معلومات للمخابرات تزعم أن كوريا الشمالية ساعدت سوريا على بناء مفاعل نووي يقول مسؤولون أمريكيون ان اسرائيل دمرته في السادس من سبتمبر أيلول.

وحاول البيت الابيض بادئ الامر ابقاء الامر طي الكتمان تخوفا من أن دمشق قد تتعرض للاحراج من جراء الاعلان عن الضربة - وحقيقة أن المقاتلات الاسرائيلية دخلت وخرجت دون أن تمس - وقد تعمد الى توجيه رد انتقامي.

ومن ثم أطلع فقط 22 مشرعا أمريكيا على القضية العام الماضي ورفض التعليق حتى بعدما أفادت صحيفة نيويورك تايمز منتصف أكتوبر تشرين الاول أن الضربة الاسرائيلية كانت تستهدف مفاعلا نوويا.

وبمرور الوقت خلص البيت الابيض الى انحسار خطر رد انتقامي سوري على اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.

كذلك تعرضت الادارة لضغط متزايد من الكونجرس من أجل تبادل المعلومات على نطاق أوسع حتى يساند المشرعون أو على الاقل لا يعرقلون جهودها لانهاء برامج كوريا الشمالية النووية.

وبموجب اتفاق توصل اليه في سبتمبر 2005 التزم البلد الشيوعي الفقير بالتخلي عن كل الاسلحة والبرامج النووية في مقابل مزايا اقتصادية ودبلوماسية. وأبرم ما يسمى باتفاق المحادثات السداسية بين الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة. لكن الاتفاق تعثر بسبب عدم اعلان كوريا الشمالية عن برامجها النووية كما كان مقررا بنهاية العام الماضي.

وفي المقابل يتعين أن تسقط واشنطن مجموعتين من العقوبات الامريكية المفروضة بسبب ادراج بيونجيانج على القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب وبموجب قانون التجارة مع العدو.

وقال مايك جرين خبير شؤون اسيا السابق بادارة بوش والذي يعمل الان بمركز أبحاث سي.اس.اي.اس "طلب الكونجرس تفاصيل بشأن سوريا قبل أن يوافقوا على رفع أي عقوبات.. لم يكن أمام الادارة من خيار سوى اطلاعه."

ويملك الكونجرس سلطة توفير المال للإدارة من أجل تفكيك المواقع النووية الكورية الشمالية وقد يمنع رفع اسم البلد من قائمة الارهاب الامريكية.

اللغز السوري: هل ساعدَت كوريا سورية في بناء مفاعل نووي؟

سيطر موضوع اعلان الولايات المتحدة عن امتلاكها ادلة قاطعة على وجود تعاون سوري- كوري شمالي في المجال النووي لاغراض عسكرية على تغطيات اغلب الصحف البريطانية لشؤون الشرق الاوسط.

تقول صحيفة الجارديان انه بعد سبعة اشهر من صمت الولايات المتحدة على الغارة الاسرائيلية على الموقع، اتخذ هذا الموضوع منعطفا جديدا بإعلان مدير الاستخبارات الامريكية امام الكونجرس ان اختصاصي الاسلحة لديها قد توصلوا الى ادلة قوية على طبيعة النشاطات التي كانت تتم في الموقع.

وتقول الصحيفة ان شريط الفيديو الذي عرض امام الكونجرس لا يتضمن تصويرا لما كان يجري داخل الموقع لكن يتضمن صورتين لداخل الموقع بينما هناك شريط فيديو للموقع من الخارج قبل وبعد الغارة. وتقول الصحيفة ان المواد التي يتضمنها الشريط جاءت من مصادر مختلفة من بينها المخابرات الاسرائيلية.

وجاء النفي السوري سريعا اذ تنقل الصحيفة عن سفير سورية في بريطانيا سامي الخيمي قوله "ان ما يجري الان مشابه لما جرى قبل الحرب على العراق عندما كانت الادارة الامريكية تسعى لاقناع العالم بان العراق لدية اسلحة نووية".

وتنقل الصحيفة عن احد كبار الخبراء الامريكيين المستقلين في مجال انتشار الاسلحة النووية قوله انه " على ضوء تجربتنا السابقة يجب ان ننظر بحذر شديد للمعلومات الاستخبارية الامريكية عن اسلحة الدول الاخرى".

صحيفة التايمز التي تناولت هذا الموضوع ايضا قالت انه بعد سبعة اشهر من الغارة الاسرائيلية على الموقع السوري عرض البيت الابيض على الكونجرس صورا لخبراء كوريين شماليين داخل الموقع نقلا عن المصادر الاستخبارية الاسرائيلية التي قدمت للولايات المتحدة هذه الصور لتبديد الشكوك الامريكية بالمعلومات الاستخبارية الاسرائيلية.

وتقول الصحيفة ان بعض المصادر لا تستبعد ان يكون هذا التطور يأتي في اطار الصراع داخل الادارة الامريكية ووزيرة الخارجية الامريكية رايس التي تقود المفاوضات مع كوريا الشمالية لتفكيك برنامجها النووي مقابل رزمة من الحوافز.

وتضيف الصحيفة ان الصقور منزعجون من الادارة الامريكية بسبب تراجعها عن طلبها من كوريا الشمالية الاقرار العلني بوجود برنامج نووي لديها وتقديم المساعدة لسورية في المجال النووي.

الأسد يسعى لمحادثات مع إسرائيل عبر تركيا

من جهة ثانية قال الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده مستعدة للتفاوض مع اسرائيل من خلال تركيا "لايجاد ارضية مشتركة" للسلام ولكن يتعين الانتظار قبل اجراء اي محادثات مباشرة لحين انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة.

وتقول سوريا ان تركيا ابلغتها بان اسرائيل مستعدة لاعادة مرتفعات الجولان المحتلة بالكامل مقابل السلام مع سوريا وهي احدى القضايا التي ادت الى فشل المفاوضات التي استمرت عشر سنوات في عام 2000.

وقال الاسد لصحيفة الوطن القطرية ان الوساطة التركية بدأت في ابريل نيسان الماضي وحققت "تفاصيل ايجابية".واضاف الاسد "ان ما نحتاج اليه الان هو ايجاد الارضية المشتركة من خلال الوسيط التركي."

وقال الاسد "علينا ان نكون حذرين ودقيقين في مناقشة هذا الموضوع وربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة نستطيع ان نتحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرة."

واضاف "لن تكون هناك مفاوضات سرية مع اسرائيل بل ستكون معلنة ان حصلت ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي وسنبحث اولا في موضوع استرجاع الارض لنرى المصداقية الاسرائيلية."

وانهارت محادثات السلام السورية الاسرائيلية في عام 2000 بسبب الخلاف حول حجم انسحاب اسرائيلي من الجولان المحتلة منذ عام 1967. وضمت اسرائيل الجولان في عام 1981 في تحرك لقي ادانة دولية.

وقال الاسد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "أكد لرئيس الوزراء التركي استعداده لاعادة الجولان ...وبعد ذلك سمعنا تصريحا لاولمرت يقول فيه (نحن نعرف ماذا تريد سوريا وهي تعرف ماذا نريد)."

وتعليقا على الانباء التي نشرت مؤخرا بشأن العرض الاسرائيلي قال مارك ريجيف المتحدث باسم اولمرت "ليس لدي ما أضيفه أكثر مما قاله رئيس الوزراء في مقابلاته مع الصحافة الاسرائيلية بشأن رغبته في السلام مع سوريا."

وقال اولمرت الذي يقضي عطلة عيد الفصح في الجولان لصحيفة يديعوت احرونوت الاسبوع الماضي ردا على سؤال عن الانسحاب من الجولان انه يعمل على القيام "بتحرك مهم" من اجل السلام مع سوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28 نيسان/2008 - 21/ربيع الثاني/1429