حُمّى ارتفاع اسعار النفط وفشل سياسة الاغراق

 

شبكة النبأ: مع انكماش قيمة الدولار وأثَر ذلك على الاقتصاد العالمي يبدو ان اسعار النفط مستمرة بالصعود دون سقف واضح او متوقع، خاصة في ظل فشل سياسة اغراق السوق التي كانت متبعة في مثل هكذا حالات.

وعلى ذلك فان زمام الامور قد افلتت فعلا من أيدي منظمة اوبك، في ضوء عدم قدرتها على  زيادة الانتاج لموازنة الاسعار التي تشهد فورانا متزايدا غير مسبوق.

قمة جديدة لأسعار النفط

أسعار النفط الخام بلغت رقما قياسيا جديدا، بعد أن وصلت 120 دولار للبرميل، لتسحب معها أسعار المحروقات التي حلّقت هي الأخرى في الولايات المتحدة، لتصل في المعدل إلى أربعة دولارات للغالون.

والصعود أعقب مخاوف تتعلق بإمدادات الخام النيجيرية، بعد أن قالت جماعة مسلحة نيجيرية إنها خربت خط أنابيب رئيسيا تديره "رويال دتش شل" وتعهدت بتصعيد الهجمات على المنشآت النفطية.

وأكد مسؤولو شل أن خط الأنابيب تم تفجيره، وأن الطاقة الإنتاجية لنيجيريا، أهم موردي النفط للولايات المتحدة، ستنخفض لأكثر من 300 ألف برميل في اليوم.

وهجمات مثل هذه بدأت في نيجيريا مع مطلع عام 2006، على أيدي "حركة تحرير دلتا النيجر،" وأدت إلى خفض إنتاج نيجيريا النفطي بنحو الربع عن معدله الطبيعي، ما دفع الأسعار إلى الأعلى.

 لكن خبراء يؤكدون أن العامل الأساسي خلف قفزات النفط الأخيرة يعود إلى التراجع المتسارع للدولار، وهو الأمر الذي دفع بالأسعار قبل أسابيع إلى تجاوز عتبة المائة دولار للبرميل، بعدما تحولت أسواق النفط إلى "ملجأ" يقصده المستثمرون هرباً من البورصات المترنحة. بحسب CNN.

وقال مارك بيرفن، كبير خبراء أسواق الخامات الأولية لدى مصرف ANZ الاسترالي: "لقد رأينا تراجعاً جديداً للدولار، وأعتقد أن ذلك تبعه قيام أصحاب الاستثمارات القصيرة الأجل على نقل أموالهم مجدداً إلى أسواق النفط لحمايتها من تراجع العملة الأمريكية."

نجاد: 115 دولار لبرميل النفط سعر متدن جدا

واعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان سعر 115 دولارا لبرميل النفط متدن جدا مضيفا انه "يجب ان يصل الى قيمته الفعلية" على ما اورد الموقع الالكتروني الرسمي الايراني.

واعتبر احمدي نجاد ان "سعر 115 دولارا لبرميل النفط رقم مخيب للامال في السوق الحالية والنفط سلعة استراتيجية ويجب ان تصل الى قيمتها الفعلية".

ورفض وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري في طهران دعوات الدول المستوردة للنفط لرفع مستوى الانتاج في منظمة الدولة المصدرة للنفط (اوبك).

واكد احمدي نجاد ان انخفاض قيمة الدولار مقارنة بباقي العملات يشكل احد اسباب ارتفاع اسعار النفط. وقال "الدولار لم يعد عملة. انهم لا يفعلون سوى طبع اوراق توزع عبر العالم دون ان تكون لها قيمة فعلية". واعلنت ايران في نهاية 2007 توقفها عن دفع مبادلاتها النفطية بالدولار.

وقلصت ايران رابع اكبر مصدر للنفط في العالم الى حد كبير العام الماضي تبعيتها للدولار في مواجهة ضغوط اميركية على نظامها المالي وردا على تراجع الدولار.

اكتشاف اكبر الحقول في العالم

واعلن رئيس الوكالة البرازيلية للنفط هارولدو ليما ان شركة بتروبراس البرازيلية العامة للنفط اكتشفت حقل اوفشور للنفط قد يكون واحدا من اهم حقول النفط في العالم.

وتقدر احتياطات حقل النفط الجديد الكائن في حوض سانتوس قبالة سواحل ولاية ريو دو جانيرو (جنوب شرق) بـ 33 مليار برميل.

ونقلت الصحافة المحلية عن ليما قوله "انه اهم اكتشاف في السنوات الثلاثين الماضية وثالث ابرز حقل للنفط في العالم اليوم". بحسب فرانس برس.

لكن شركة بتروبراس اكدت في بيان للاسواق انها لا تزال غير قادرة على تقدير احتياطات حقل النفط هذا الكائن في اعماق المياه. وقبل هذا التوضيح في بتروبراس ارتفعت اسعار الشركة 7,67% لدى الاعلان عن اكتشاف هذا الحقل الجديد.

وكانت بتروبراس اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر اكتشاف حقل عملاق في الحوض نفسه يسمي توبي. وتقدر احتياطات هذا الحقل الاوفشور بما بين 5 الى 8 مليارات برميل من النفط الخام الخفيف ما سيزيد 50% احتياطات البرازيل ويمكنها على الارجح من دخول نادي كبرى البلدان المصدرة للنفط في منظمة اوبك.

امريكا لن تهزم قطاع النفط الايراني

وقال مسؤول نفطي ايراني بارز ان ايران تحملت عقوبات أمريكية على مدار عقود وان صناعتها النفطية الاستراتيجية لن تهزم بسبب هذه العقوبات الان مهما كان حجم الضرر المترتب عليها.

وليست ايران وحدها هي التي تعاني بعد أن أبرز وصول سعر النفط الى 117 دولارا للبرميل الحاجة لاستخراج أكبر كميات ممكنة من الارض.

وقال أكبر توركان رئيس شؤون التخطيط في شركة النفط الوطنية الايرانية لرويترز "سنتكبد تكاليف. لا شك في أن أهدافنا ستتأثر."وأضاف "لكن هذا لن يوقف مشاريعنا من أجل التطوير وانتاجنا مستمر للسوق."

واعتبارا من العام الماضي حظرت وزارة الخزانة الامريكية على الامريكيين العمل مع عدد من البنوك الحكومية الايرانية وشركات أخرى بسبب تورطها المزعوم في تمويل التكنولوجيا النووية والصاروخية.

وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية مؤخرا ان العقوبات تزيد عزلة طهران ومع ذلك يتعين عليها التخلي عن البرنامج النووي الذي تعتقد واشنطن أنه مصمم لانتاج أسلحة ذرية.

وقال توركان وهو وزير دفاع سابق ان ثاني أكبر دولة منتجة في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك تملك خبرة في التصدي للعزلة. بحسب فرانس برس.

وخلال فترة الحرب الايرانية العراقية من 1980 الى 1988 كان توركان رئيسا لمنظمة الصناعات الدفاعية عندما كانت كل معدات ايران الدفاعية تحتاج الى قطع غيار أمريكية وهو ما كان ممنوعا من الناحية النظرية بسبب حظر أسلحة بقيادة الولايات المتحدة.

لكن طائراتها أمريكية الصنع من طراز اف.16 واصلت الطيران حيث تغلبت ايران على الصعوبات الكبيرة المتعلقة بصيانة أسطولها.

وقال "تمكنا من الحفاظ على قدراتنا... حتى بعد 30 عاما من العقوبات كل الطائرات من طراز اف.14 (لا زالت) تطير وتعمل. هذه نتيجة العقوبات التي فرضوها."وتضع العقوبات المالية صناعة النفط الايرانية تحت نفس الضغوط.

وقال توركان "ستكون لها بعض التكاليف بالنسبة لنا" لكنه أضاف أن صناعة النفط "أقوى مما كانت عليه أثناء الحرب."

وردا على سؤال بشأن كيف يحدث هذا قال انه لا يستطيع أن يقول ذلك لوكالة أنباء دولية. ومضى يقول على هامش محادثات بين منتجي النفط والمستهلكين في فندق فخم قرب الفاتيكان "هذه أخبار تبث لكل الصحف... سيحاولون مجددا غلق السبل التي نعمل بها".

وتصدر ايران وهي ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في اوبك حوالي 2.4 مليون برميل يوميا بمعدل ثابت في الاسواق العالمية.

وتتلقى أموالا من عملاء في كل مكان تقريبا باستثناء الولايات المتحدة التي تحظر واردات الخام الايرانية منذ عام 1995 بالرغم من أنه يتعين على مشتري الخام نظريا الاعتماد على البنوك الدولية الرئيسية لضمان ائتمانهم. وقال توركان " الانشطة عبر البنوك مشكلة ونحاول حلها".

وأوقفت كل البنوك الدولية الرئيسية التعامل رسميا مع الجمهورية الاسلامية لكن توركان قال ان هناك سبلا لتفادي القيود.

وقال "انهم محترفون بدرجة كافية... بعض البنوك الكبرى... ليس بطريقة رسمية ومباشرة.. لكن لديهم بعض الحلول التجارية التي يمكن أن تفي بالغرض .. بتكلفة أكبر.. لكنها تفي بالغرض."

والرهان الان هو مليارات الدولارات التي تذهب في شكل عمولات لبنوك اضافة الى تنمية ثاني أكبر احتياطيات في العالم من النفط والغاز.

انتاج النفط في روسيا بلغ ذروته في 2007

من جهة ثانية اعلن نائب رئيس مجموعة لوكويل الروسية للنفط ليونيد فيدون في مقابلة نشرتها صحيفة الفايننشال تايمز الثلاثاء ان انتاج النفط في روسيا بلغ ذروته في 2007.

وذكر فيدون للصحيفة الاقتصادية البريطانية اليومية ان انتاج روسيا الذي بلغ 10 ملايين برميل يوميا هو الاهم الذي ستحققه "طوال حياتها".

واضاف ان "فترة الارتفاع الكثيف لانتاج النفط قد انتهت" على صعيد الانتاج في سيبيريا الغربية. وقارن بين منطقة بحر الشمال والمكسيك حيث تدنى انتاج النفط.

واعلنت لوكويل التي تعد مجموعة النفط الروسية الثانية الخميس الماضي عن ارباح صافية فاقت ال 9,511 مليار دولار في 2007 (5,9 مليار يويور) اي بارتفاع 27,1% مقارنة بالعام 2006. وتعزو المجموعة هذا الارتفاع الى السوق النفطية المؤاتية على صعيد الاسعار في 2007.

رئيس باكستان يحث على اقامة خط انابيب من الخليج إلى الصين

وقال الرئيس الباكستاني برويز مشرف انه يدفع باتجاه اقامة خط انابيب للنفط والغاز بين بلاده والصين لتعزيز العلاقات الثنائية.

وقال مشرف لحشد من الطلاب والاكاديميين في بكين "باكستان تؤيد بشدة اقامة خط انابيب بين الخليج والصين يمر عبر باكستان وتحدث بشأنه مع قياداتنا."

ووقفت بكين إلى جانب مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب عام 1999 حتى بعد اهتزاز موقفه منذ اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو وهزيمة حلفائه في انتخابات يوم 18 فبراير شباط الماضي. وتفقدت الدولتان آفاق استخدام باكستان كمعبر لخط انابيب ينقل النفط والغاز من الشرق الاوسط إلى الصين.

وأبلغ مشرف الطلاب والاكاديميين في بكين انه أثار هذه المسألة التي طرحت منذ عدة سنوات خلال محادثات مع الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء وين جيا باو. وقال ان مشروع خط انابيب للغاز بين إيران والهند عبر باكستان يمكن مده ليصل إلى الصين.

العراق يعلن اسماء 35 شركة مؤهلة للتنافس على عقود نفط

ونشرت وزارة النفط العراقية قائمة بأسماء 35 شركة قالت انها مؤهلة للتقدم بعروض في أول جولة ترخيص لعقود النفط والغاز.

ويملك العراق ثالث أكبر احتياطيات نفط في العالم ويحتاج لاستثمارات بمليارات الدولارات لاصلاح البنية التحتية لصناعة الطاقة وتعزيز إنتاجه من النفط والغاز بعد سنوات من العقوبات والحرب.

وقالت الوزارة في موقعها على الإنترنت www.oil.gov.iq ان هناك إمكانية لاضافة الشركات التي لم تنجح في التأهل للجولة الاولى إلى جولات الترخيص اللاحقة .

وكانت حوالي 120 شركة قد تقدمت بمستندات للتأهل لخوض الجولة. ولم تكشف وزارة النفط عن أسماء الشركات التي لم تتأهل. ومن بين الاسماء التي ضمتها القائمة شركات النفط الكبرى بي.بي واكسون موبيل ورويال داتش شل وتوتال. بحسب رويترز.

ولم تتضمن القائمة أي من الشركات التي أبرمت صفقات مع الحكومة الكردية في شمال العراق. وتزعم بغداد ان تلك الصفقات غير قانونية وقالت انها ستحرم الشركات التي ابرمت عقودا مع المنطقة الكردية من صفقات النفط في باقي انحاء البلاد.

أوربا تبحث التعاون في مجال الغاز مع العراق

وفي سياق متصل قال مسؤولون بالاتحاد الاوروبي إن الاتحاد يأمل في التوصل الى اتفاق اطار لاستيراد الغاز العراقي عن طريق خط أنابيب مزمع عبر تركيا وذلك اثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى بروكسل.

ومن شأن الاتفاق السياسي أن يكون الدفعة الثانية في أسبوع لمشروع خط الانابيب المتعثر نابوكو الذي يتبناه الاتحاد الاوروبي وتبلغ قيمة استثماراته ستة مليارات دولار ويهدف الى نقل الغاز عبر تركيا الى وسط أوروبا وذلك بعدما حصلت بروكسل على وعد بامدادات غاز من تركمانستان.

وقال المسؤولون إن الاتحاد الاوروبي حريص على تنويع مصادره بعيدا عن روسيا التي توفر ربع حاجات أوروبا من الغاز ويأمل أن يزود العراق مشروع نابوكو عبر خط أنابيب من المقرر مده من مصر عبر الاردن وسوريا الى تركيا.

وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي يشارك في التحضير للزيارة "من المحتمل الاعلان عن اتفاق سياسي بشأن التعاون في مجال الطاقة." واستبعد الاعلان عن كمية للغاز العراقي. وحجر زاوية الزيارة التي استمرت لثلاثة أيام هو تطوير التعاون في مجال الطاقة بين العراق واوربا.

ويقول مسؤولو الاتحاد الاوروبي ان من شأن ربط حقول في غرب العراق بخط أنابيب عربي مزمع لنقل الغاز أن يمكن بغداد من امداد مشروع نابوكو الذي من المقرر بدء انشائه في العام 2010 وانجازه في 2013.

ايران ترفض الدعوات الى رفع انتاج اوبك

ورفضت ايران دعوات الدول المستوردة الى رفع حصص الانتاج في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بعد بلوغ اسعار النفط مستويات قياسية جديدة.

وصرح وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري في مؤتمر حول النفط في طهران "لماذا على اوبك ان تحاول تخفيض الاسعار رغم مطالبة الولايات المتحدة وبريطانيا؟"

واضاف الوزير "يستطيعون مواصلة المطالبة قدر ما يريدون" معتبرا ان ارتفاع الاسعار ليس عائدا الى نقص في العرض بل الى "ظروف اخرى في السوق". وتجاوز سعر برميل النفط للمرة الاولى 114 دولارا الثلاثاء في نيويورك.

وتنتج اوبك حوالى 40% من حاجات النفط العالمية ورفضت حتى الان تعديل حصص الانتاج لدى اعضائها بمن فيهم ايران.

واعتبر الوزير الايراني انه عندما يكون السعر "مقبولا والعرض يفوق الطلب" فان سبب الارتفاع "في مكان اخر" و"علينا معالجة السبب". واضاف نوذري ان ارتفاع اسعار الخام لا تعكس اسس السوق وتعود جزئيا الى هبوط سعر الدولار وهو العملة المرجعية في سوق النفط.

وصرح الوزير "مع اخذ التضخم وتراجع قيمة الدولار بالاعتبار فان اسعار (النفط) لا تعكس الواقع". وتتراجع قيمة الدولار بانتظام منذ عدة اشهر في مقابل اليورو والعملات الاساسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 27 نيسان/2008 - 20/ربيع الثاني/1429