العراق من الوصاية الأممية الى المعاهدات القسريّة الأمريكية

شبكة النبأ: تعمل القوات الامريكية في العراق بموجب تفويض من الامم المتحدة ينتهي العمل به بانتهاء عام 2008. ولا يريد العراق تجديد هذا التفويض على خلفية ضغوط مختلفة، لذلك على الحكومتين العراقية والامريكية التوصل لاتفاق بما يسمح ببقاء القوات الامريكية في العراق بعد موعد انتهاء تفويض الامم المتحدة. رغم ان اغلبية العراقيين يأملون في انسحاب موضوعي ومتدرّج للجيش الامريكي من البلد خلال مدة ليست طويلة.

وأعلن هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان حكومته ستسعى للحصول على موافقة البرلمان على اتفاق استراتيجي تجري مناقشته مع الولايات المتحدة وان توقعت جدلا ساخنا في المجلس حول الاتفاق.

وبدأ المسؤولون الأمريكيون والعراقيون محادثات الشهر الماضي حول إطار اتفاق استراتيجي يحدد العلاقات الثنائية على المدى الطويل ويضع اتفاقا منفصلا بشأن "وضع القوات" يحدد أحكاما لأنشطة الجيش الأمريكي في العراق والحصانة التي يتمتع بها.

والاتفاق المقترح من القضايا الحساسة في واشنطن ويقول أعضاء في الكونجرس انه سيكبل يدي إدارة الرئيس الأمريكي القادم بالزام الولايات المتحدة بوجود عسكري طويل الأجل في العراق ويرون ان ذلك يجب أن يتم بموافقة الكونجرس. وقال زيباري في تصريحات لرويترز، ان الجولة الاولى من المفاوضات استكملت.

وصرح مسؤولون أمريكيون وعراقيون في بغداد بانهم يعملون على استكمال المفاوضات بحلول يوليو تموز اي قبل وقت طويل من انتخاب الرئيس الأمريكي القادم في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وقال زيباري انه لا توجد "اجندة" مستترة هنا وان هذا الاتفاق سيكون شفافا وانه سيعرض على ممثلي الشعب العراقي.

وصرح بأنه واثق من ان الاتفاق سيكون محور مناقشات ساخنة عندما يحين الوقت لذلك لكنه أعرب عن اعتقاده بان هناك قناعة قوية من جانب القيادة العراقية بأن الاتفاق في صالح العراق وقال إن حكومته تريد هذا التعامل المستمر.

ومن شبه المؤكد أن ترفض الاتفاق المقترح حركة الزعيم الشيعي العراقي المناهض للولايات المتحدة السيد مقتدى الصدر والتي تشغل 30 مقعدا في البرلمان المكون من 275 مقعدا.

أياً كان القادم للبيت الابيض: القوات الامريكية ستغادر العراق

تقول هيلاري كلينتون وباراك أوباما المتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية انهما يريدان سحب قوات بلادهما من العراق في أسرع وقت ممكن.. ويقول الجمهوري جون مكين انه سيبقيها في العراق طالما اقتضت الضرورة. وقد يكون الأمر مختلفا بعض الشيء على أرض الواقع في العراق.

وقال جيرد نومان استاذ سياسات الشرق الاوسط في جامعة اكستر البريطانية عن المرشحين الثلاثة "انهم في الحقيقة ليسوا مختلفين عن بعضهم الى هذا الحد بغض النظر عما يقولون."

واستطرد قائلا "الجميع يريد أن يرى انسحابا وألا يرى التزاما أمريكيا طويل الامد يتجاوز النوع العادي لاتفاقيات المساعدات القائمة بين الولايات المتحدة وعدد كبير من الدول في أنحاء العالم."

وقد يكون زعماء العراق الذين تدعمهم الولايات المتحدة هم الاكثر تهديدا من جراء أي انسحاب سريع للقوات الامريكية. لكنهم يقولون انهم ليسوا منزعجين من احتمال وصول رئيس ديمقراطي لسدة الرئاسة بالبيت الابيض.

وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي لرويترز "أيا كان القادم للبيت الابيض فسيكون هناك تعديل في الاستراتيجية.. تعديل وليس تغييرا جذريا أو افتراقا كاملا عما تم استثماره هنا."

وتابع قائلا ان حجم القوات مسألة "سيقررها القادة الميدانيون ستكون عملية موجهة بالظروف وليس بوعد الناخبين."

مسؤول أمريكي يتوقع نقل مسؤولية الأمن ببغداد خلال عام

وفي سياق متصل قال رئيس أركان القوات الأمريكية في بغداد إن القوات الأمريكية في المدينة تأمل في تسليم مسؤولية الأمن في معظم مناطق العاصمة العراقية إلى القوات العراقية خلال عام تقريبا.

وتحدثت التصريحات التي ادلى بها الكولونيل الين باتشيليت عن دور أصغر للجيش الامريكي في بغداد بعد تولي الرئيس الامريكي القادم السلطة من جورج بوش في يناير كانون الثاني القادم.

وكتب باتشيليت في مقابلة جرت عن طريق البريد الالكتروني مع رويترز "نتوقع انتقال (مسؤولية الامن في معظم مدينة بغداد) الى الاشراف التكتيكي بحلول وقت رحيل فرقتنا في اوائل ربيع (2009). نعتقد ان هذا الامر يمكن تحقيقه."

وقال باتشيليت رئيس الاركان مع الميجر جنرال جيفري هاموند قائد القوات الامريكية في بغداد "نتوقع بالفعل ان تصبح قوات الامن العراقية قادرة على تحقيق مستوى أمن دائم في معظم بغداد بحلول اوائل الربيع."

ويصف القادة الامريكيون "الاشراف" بأنه ترتيب تنسحب بموجبه القوات الامريكية من عمليات الحراسة اليومية مع الاحتفاظ بقوات الرد السريع على مقربة اذا دعت الحاجة اليها.

وحتى الان فان السيطرة الامنية في نصف محافظات العراق وعددها 18 محافظة نقلت الى السلطات العراقية ولاسيما في الجنوب الشيعي والشمال الكردي. ويتوقع ان تكون بغداد التي يقيم فيها ربع عدد سكان العراق ضمن اخر المناطق التي ستنقل مسؤولية الامن فيها الى القوات العراقية.

ورغم ان باتشيليت امتنع عن الحديث عن عدد القوات في المستقبل فان القوات الامريكية والبريطانية سحبت في الماضي أعدادا كبيرة من الجنود من مناطق انتقلت المسؤولية فيها الى العراقيين.

والتزم القادة الامريكيون بسحب 20 الف جندي من العراق بحلول يوليو تموز ليصبح اجمالي القوات الامريكية هناك 140 الف جندي. وأي خفض اخر سيتم بحثه بعد اجراء تقييم امني.

والفرقة الامريكية المسؤولة عن بغداد تضم الان ربع الفرق القتالية الامريكية في البلاد. وكانت المحور الرئيسي للقوات الامريكية الاضافية التي ارسلت في العام الماضي الى العراق.

وبموجب الاستراتيجية التي بدأت في العام الماضي خرجت القوات الامريكية من القواعد الكبيرة وانتقلت الى 23 موقع قتال صغيرا و52 مركزا امنيا مشتركا حيث تعمل القوات الامريكية مع الشرطة العراقية ووحدات الجيش العراقي.

وقال باتشيليت ان هذه العملية مازالت مستمرة وسيفتح 15 موقعا اخر خلال الاشهر الستة القادمة. واضاف انه مع تسليم الاحياء الى السيطرة العراقية فان القوات الامريكية ستحتفظ بوجود في تلك المراكز في الاجزاء الاكثر قابلية للاشتعال من المدينة.

وقال "نتوقع بالفعل ان يتم نقل المسؤولية في المناطق الواقعة داخل بغداد من خلال تسليم حي تلو الاخر. غير انه ستبقى مراكز الامن المشتركة ومواقع القتال الصغيرة في المناطق التي يستمر فيها النشاط الاجرامي من اجل تقديم دعم وثيق نقوم به الان لقوات الامن العراقية."

وقال باتشيليت انه رغم القتال في مناطق شيعية وخاصة في شرق بغداد فان غرب بغداد الذي يغلب على سكانه السنة مازال من المناطق الهادئة.

وقال باتشيليت "نأمل في مساعدة القيادات الاقليمية والمحلية وقوات الامن العراقية في جلب نفس الاستقرار والامن الى الاجزاء الواقعة في شرق بغداد."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26 نيسان/2008 - 19/ربيع الثاني/1429