كارتر ورحلة السلام في الشرق الاوسط

شبكة النبأ: في زيارة غير مسبوقة وتعد تاريخية من نوعها، قام الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر بزيارة لكبار قادة الحركة الإسلامية (حماس)، والتي تعد الاخيرة وفق المنظور الأمريكي الإسرائيلي على إنها حركة إرهابية ولايمكن التفاوض معها حسب البنود والاعراف الدولية في مكافحة الإرهاب.

وكارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام هو الذي صاغ إتفاقية 1979 والتي كان آنها يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ينتقد اليوم سياسة بلاده في حل النزاع من نهج في إقصاء جميع الاطراف المتنازعة مثل سوريا وحماس، معتبرا ان هذا الاقصاء والتهكيش من شأنه زيادة التوتر بين الجميع ولا سبيل لحل نزاع أو سلم في المنطقة.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض على القارئ الكريم جانبا مهما من زيارة الرئيس الامريكي الاسبق إلى الشرق الاوسط وبحثه عن حلول كفيلة للخروج بسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين:

محادثات كارتر مع حماس لم تلقي ترحيبا من واشنطن

طرح الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر خطط لوقف لاطلاق النار بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) واسرائيل خلال اجتماع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس.

وعقد كارتر محادثات استمرت اكثر من اربع ساعات مع مشعل في واحد من ابرز الاجتماعات بين حماس التي تحكم قطاع غزة وشخصية غربية.

وقال محمد نزال القيادي في حماس ان مساعدي كارتر خططوا للعودة لاجراء مزيد من المحادثات مع مسؤولي حماس. واثار استعداد كارتر للقاء مسؤولي حماس انتقادات من جانب اسرائيل والولايات المتحدة.

وستبحث الجولة الثانية من المحادثات تفصيلات مقترحات طرحها كارتر وستناقش ايضا قضية اطلاق سراح جندي اسرائيلي تحتجزه حماس.

وقال نزال ان حماس مستعدة للافراج عن جلعاد شليط ولكن ليس دون مقابل . وطالبت حماس اسرائيل من قبل بالافراج عن مئات من السجناء الفلسطينيين مقابل اطلاق سراح شليط.

وقال نزال ان هذا الاجتماع لم يكن زيارة مجاملة فقد نوقشت مقترحات ملموسة وان المناقشات كانت صريحة ومباشرة وان حماس معجبة بكارتر لقيامه بهذا الجهد.

من جانبه قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في واشنطن ان حكومته تتحدث مع الجانبين للتوصل الى "فترة هدوء"، تساعد المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين على التوصل بشكل ايسر لاتفاق بشأن الدولة الفلسطينية في محادثات بوساطة امريكية لا تشارك فيها حماس. بحسب رويترز.

وتوسط كارتر (83 عاما) في معاهدة السلام بين اسرائيل مع مصر عام 1979 عندما كان رئيسا للولايات المتحدة.

ولم يلتق ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي مع كارتر خلال زيارته لاسرائيل. وانتقدت واشنطن الرئيس الامريكي الاسبق بسبب لقاءاته مع حماس التي تعتبرها هي واسرائيل منظمة ارهابية.

وفشلت جهود سابقة لابرام اتفاق بين حماس واسرائيل لمبادلة الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي أسره نشطاء فلسطينيون في 2006 بسجناء فلسطينيين.

وقال مسؤولو حماس انهم يفضلون التفاوض على صفقة لتبادل السجناء من خلال طرف ثالث وليس بشكل مباشر مع المسؤولين الاسرائيليين.

وفي اقتراح طرح على كارتر عرض وزير بالحكومة الاسرائيلية الاجتماع مع قيادة حماس ليطلب منها الافراج عن جندي أسر في هجوم عبر حدود غزة في خطوة تشكل خروجا على سياسة الحكومة الاسرائيلية الرسمية.

وعرضت حماس التي تخوض صراعا على السلطة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدنة مشروطة على اسرائيل. ورفضت اسرائيل ذلك بوصفه خدعة تسمح لحماس باعادة تسليح وتجميع نفسها.

كارتر يتعاطف مع الفسطينيين ويؤكد على دور حماس

واجتماع كارتر مع مشعل وهو واحد من أرفع الاجتماعات التي تجمع بين قيادات حماس وشخصية غربية.

وقال المصدر مطلع: كارتر متحمس. الدعاية التي يروجها منتقدوه تجعله عازما على انتهاج مسلك مختلف مع حماس. انه متفائل بأن الاجتماع سيدعم الجهود الرامية لوضع نهاية لقصة الجندي. بحسب رويترز.

وأجرى كارتر (83 عاما) الذي توسط في أول معاهدة سلام وقعتها اسرائيل مع مصر عندما كان رئيسا للولايات المتحدة في السبعينات محادثات في العاصمة المصرية القاهرة مع محمود الزهار وسعيد صيام وهما قياديان من حماس في غزة. ووصل الزهار وصيام للقاهرة بعد أن رفضت اسرائيل السماح لكارتر بدخول غزة حيث يقيمان.

وقال كارتر ان الزهار وصيام أبلغاه أن الحركة ستقبل اتفاقا للسلام مع اسرائيل يتوصل اليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح من خلال التفاوض اذا وافق عليه الفلسطينيون في استفتاء عام.

لكن الزهار كتب مقالا نشرته صحيفة واشنطن بوست يقول ان عملية السلام لا يمكن ان تبدأ الا بعد ان تنسحب اسرائيل من كل الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وتنهي وجودها العسكري في الضفة الغربية وغزة وتفكك كل المستوطنات وتعدل عن ضم القدس الشرقية العربية الى اراضيها وتفرج عن كل السجناء الفلسطينيين وتنهي حصارها الجوي والبحري والبري للاراضي الفلسطينية.

وكتب الزهار في المقال الذي نشرته الصحيفة: في ظل ما فقدناه فهذا هو الاساس الوحيد الذي يمكن أن نصبح فيه كيانا متكاملا مرة أخرى.

وقال علي بدوان المعلق السياسي الفلسطيني ان اجتماع كارتر مع حماس يمكن ان يقوض العزلة التي تفرضها الولايات المتحدة على الحركة الاسلامية التي ترفض الاعتراف باسرائيل والتخلي عن النضال المسلح وقبول اتفاقات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المؤقتة.

وأضاف بدوان ان كارتر شخصية تلقى الاحترام وقد تشجع زيارته البعض في الغرب على فتح قنوات مع حماس وان هذه الاجتماعات تظهر ان فتح لم تعتد تحتكر صنع القرار الوطني الفلسطيني مشيرا الى ان هناك بعض الاصوات الاسرائيلية التي تطالب بفتح باب الحوار مع حماس.

ويطالب كارتر بضرورة اشراك حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في عام 2006 في أي ترتيبات قد تؤدي الى السلام.

كما عبر عن تعاطفه مع الفلسطينيين. وفي تصريحات أدلى بها في القاهرة وصف الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة بأنه جريمة وعمل وحشي وقال ان المحاولات الامريكية لتقويض حماس تأتي بنتائج عكسية.

ويرافق كارتر في جولته زوجته وابنه وعضو الكونجرس السابق ستيفن سولارز الذي أيد اسرائيل بقوة طوال عضويته في الكونجرس التي استمرت 18 عاما.

وتستضيف حكومة دمشق مشعل وقيادات أخرى من حماس تعيش في المنفى.

حصرا غزة جريمة إنسانية ومأساة دولية

وقال كارتر الذي كان يتحدث في الجامعة الامريكية في القاهرة بعد أن أجرى محادثات مع اثنين من قادة حماس في غزة ان الفلسطينيين في غزة "يموتون جوعا" ويحصلون على سعرات حرارية في اليوم أقل مما يحصل عليه الناس في أشد المناطق فقرا في القارة الافريقية.

وتابع: تلك وحشية ترتكب كعقاب للناس في غزة. انها جريمة. وأظن أن استمرارها أمر بغيض.

وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة معظم الوقت منذ أن سيطرت حماس عليه في يونيو حزيران العام الماضي ولا تسمح بدخول شيء غير الامدادات الاساسية. بحسب رويترز.

ولم تقبل اسرائيل مقترحات حماس لهدنة تشمل انهاء الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اسرائيل مقابل انهاء الهجمات الاسرائيلية ضد أعضاء حماس في غزة والضفة الغربية. ويقول مسؤولون اسرائيليون ان الهدنة ستساعد حماس على إعادة تسليح نفسها.

وقال كارتر ان اسرائيل والولايات المتحدة حليفتها تسعيان لجعل الحياة في غزة أسوأ من الضفة الغربية حيث تسيطر حركة فتح المنافسة لحماس.

وأضاف كارتر: أظن أنه من الناحية السياسية فقد ادى هذا الى تقوية شعبية حماس وأضر بشعبية فتح. وهو عكس ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه.

وتقول اسرائيل والولايات المتحدة انهما ترفضان التعامل مع حماس ما دامت الحركة ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود ونبذ العنف.

وأضاف كارتر: أحد الأسباب التي كانت وراء رغبتي في المجيء والاجتماع مع السوريين وحماس هي أن أُقدم مثالا يمكن أن يحتذيه آخرون. أعرف أن هناك بعض المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية مستعدون تماما لأن يجتمعوا مع حماس وربما يحدث ذلك في المستقبل القريب.

واجتمع كارتر بالفعل في وقت سابق مع أحد قادة حماس في الضفة الغربية ومن المتوقع أن يجتمع مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق.

واجتمع كارتر في وقت سابق مع الرئيس المصري حسني مبارك. ولم يتسن الحصول على تفاصيل عن الاجتماع من أي من الطرفين.

مقترحات كارتر على طاولة حماس والتعامل بمرونة اكثر

قال سياسيون فلسطينيون ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بدأت نقاشا داخليا حول مقترحات الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر باعلان وقف لاطلاق النار من جانب واحد مع اسرائيل وابداء المزيد من المرونة السياسية.

وغادر كارتر العاصمة السورية متوجها الى الرياض بعد اجتماعه في وقت مبكر من الصباح مع خالد مشعل زعيم حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال سياسيون على دراية بما حدث في الاجتماعات ان كارتر طالب بأن تتوقف حماس عن اطلاق صواريخ على اٍسرائيل في الوقت الذي يتابع فيه الجهود مع اٍسرائيل والغرب لرفع الحصار عن قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس.

وذكر مصدر لرويترز: طلب كارتر أيضا من مشعل الادلاء بتصريحات أكثر مرونة وتحدث معه كزعيم لحركة تحرير وطنية وليس كارهابي كما تحاول اسرائيل والولايات المتحدة تصويره. بحسب رويترز.

وأضاف أن على مشعل: تأمين التوصل لاتفاق مع بقية قيادات حماس.

ومن الجدير بالذكر ان كارتر الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2002 لجهوده من أجل المساعدة في حل الصراعات وحماية حقوق الانسان هي التي دعته لإثارة قضية الجندي جلعاد شليط مع مشعل.

ولكن مسؤولي حماس أشاروا الى أن عرضهم الافراج عن شليط مقابل افراج اسرائيل عن 600 سجين فلسطيني تحتجزهم عرض معقول مع الوضع في الاعتبار أن هناك 11 ألف سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية.

وذكر دبلوماسيون أن أثر زيارة كارتر لسوريا سيقيم بشكل أفضل عندما يعود الى القدس لكي ينقل لسياسيين اسرائيليين انطباعاته عن مواقف حماس.

وقال أحد الدبلوماسيين: لم يتوقع أحد أن يخرج كارتر من مقر حماس في دمشق وهو ممسك بيد شليط.

الزهار في مقال لواشنطن بوست يصف العدوان الاسرائيلي

قال محمود الزهار القيادي بحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في مقال نشرته صحيفة أمريكية ان الحرب التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين حولت قطاع غزة الى أكبر سجن مفتوح في العالم وانه لا خيار أمام السكان سوى التمرد تماما مثلما حارب اليهود في وارسو النازي في الحرب العالمية الثانية.

وكتب الزهار: تظل المقاومة الخيار الوحيد أمامنا. قبل 65 عاما انتفض سكان حي اليهود الشجعان في وارسو دفاعا عن اهلهم. ونحن أبناء غزة الذين نعيش في أكبر سجن مفتوح في العالم لا يمكن أن نفعل أقل من ذلك.

وتصف الولايات المتحدة واسرائيل حماس بأنها جماعة ارهابية. ويرد كارتر بأن استبعاد حماس من مفاوضات السلام غير بناء ويقول انه يريد أن يطلع على رؤية الجماعة.

وقال الزهار في المقال ان آراء كارتر "دفعة معنوية موضع ترحيب" وأنه لا يمكن لأي خطة سلام أو خارطة طريق او تركة أن تنجح ما لم نجلس الى طاولة التفاوض ودون شروط مسبقة. بحسب رويترز.

وكتب الزهار: عملية للسلام مع الفلسطينيين لا يمكن أن تخطو حتى خطوتها الاولى الصغيرة قبل أن تنسحب اسرائيل الى حدود عام 1967 وتفكك كل المستوطنات وتسحب كل الجنود من غزة والضفة الغربية وتتراجع عن ضمها غير المشروع للقدس وتطلق سراح جميع السجناء وتنهي حصارها لحدودنا الدولية وسواحلنا ومجالنا الجوي الى الابد.

وقال الزهار الذي قتل ابنه في ضربة جوية اسرائيلية قبل ثلاثة أشهر ان الفلسطينيين يتعرضون لحرب شاملة، تشنها علينا دولة تحشد ضد شعبنا كل وسيلة تحت يدها من جيشها المتقدم تقنيا الى قدرتها على فرض حصار اقتصادي ومن تاريخها المزور الى قضائها الذي يقنن البنية التحتية للفصل العنصري.

وقالت واشنطن بوست في مقال افتتاحي انها تعتقد أن كلمات الزهار تستحق النشر: لانها توفر قدرا من الوضوح عن الجماعة التي يساعد في قيادتها.

من جابنها انتقدت الصحيفة الزهار لمحاولته تبرير هجوم شنته حماس مؤخرا ضد مدنيين اسرائيليين قائلة انه: لا يوجد عمل ارهابي يتجاوز الحدود بالنسبة الى زعيم حماس. كما هاجم المقال الافتتاحي كارتر.

وقالت الصحيفة: ان الاتصال لاعتبارات عملية شيء ومنح الاعتراف والاقرار السياسي علنا وبلا شروط لزعيم او جماعة تؤيد الارهاب والقتل الجماعي والقضاء على دولة أخرى شيء اخر تماما. ومضت تقول، ذلك هو ما يفعله السيد كارتر.

الوساطة المصرية والمحاور الثلاثة بين حماس وإسرائيل

وتحدث ابو الغيط وزير الخارجية المصري عن جهود الوساطة المصرية في كلمة امام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: تريد حماس وصفها بفترة هدوء. يناسب ذلك الاسرائيليين لانهم لا يريدون التوصل لاتفاق مكتوب وموقع مع حماس.

واضاف، نحن نحقق تقدما جيدا (في الوساطة) لكن الصعوبة التي نواجهها انه. غالبا، جهات معينة داخل اسرائيل تعترض على الفكرة. وجهات معينة داخل غزة تعترض على الفكرة. وربما. ربما. قد يكون هناك عنصر اجنبي، وابتسم مشيرا للولايات المتحدة.

وحدد ابو الغيط ثلاثة عناصر في خطة الوساطة المصرية قائلا ان حماس يجب ان توقف اطلاق الصواريخ من غزة على اسرائيل وان يتعهد الاسرائيليون في المقابل بعدم استهداف الناشطين الفلسطينيين داخل غزة وان يكفوا عن الاغتيالات المستهدفة.

واضاف ابو الغيط ان العنصر الثاني هو تبادل سجناء يشمل حوالي 400 فلسطيني تحتجزهم اسرائيل مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الذي خطف في يونيو حزيران 2006 ونقل الى قطاع غزة. بحسب رويترز.

ويتردد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في الموافقة بسبب حجم قائمة الافراج عن السجناء.

وقال ابو الغيط ان الخطة تشمل تسليم شليط للمصريين الذين سيسلمونه بالتالي للاسرائيليين.

واضاف، معلوماتنا انه (شليط) ما يزال حيا. كما ولم يقدم المزيد من التفاصيل.

اما العنصر الثالث فهو السماح بفتح المعابر الحدودية بين غزة واسرائيل بمساعدة مراقبين اوروبيين.

وعن هذا الشأن قال ابو الغيط: اذا فتحت المعابر سنضمن تدفق السلع والناس والمواد وكل شيء ولن يشعر الفلسطينيون في غزة انهم محرومون كما هم الان.

كارتر واتفاقية السلام في ختام جولته الشرقية للدول العربية

واوضح كارتر ان مسؤولي حماس ابلغوه انهم: سيعترفون بدولة فلسطينية داخل حدود 1967 اذا ما وافق الفلسطينيون على ذلك وانهم سيقبلون بحق اسرائيل في العيش بسلام كجارة لهم.

واضاف ان مسؤولي الحركة ابلغوه انهم سيوافقون على ان يتم التفاوض على مثل هذا الاتفاق من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس بشرط ان يتم طرح الاتفاق على الشعب الفلسطيني للحصول على الموافقة الكلية حتى لو لم توافق حماس على بعض بنود الاتفاق. بحسب فرانس برس.

وفي رسالة تلاها كارتر في القدس قالت حماس انها مستعدة كذلك لتشكيل حكومة جديدة مع الرئيس الفلسطيني الذي يتزعم حركة فتح.

وجاء في الرسالة: نحن مستعدون للتفاوض مع عباس على تشكيل حكومة ائتلاف وتشكيل قوة شرطة محترفة وتشكيل حكومة ليست من حماس او فتح بل من تكنوقراط.

واكد كارتر ان هناك اجماعا شبه عالمي على انه لم يتم احراز تقدم في محادثات السلام منذ استئنافها في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني/نوفمبر ويزداد غضب الفلسطينيين مع مواصلة اسرائيل بناء المستوطنات والابقاء على مئات الحواجز في الضفة الغربية.

وقال كارتر: الاستراتيجية الحالية باستبعاد حماس وسوريا غير ناجحة بل انها تزيد من دائرة العنف وسوء الفهم والعداء. واضاف، اننا نرى ان المشكلة ليست انني التقيت (مسؤولين من) حماس في سوريا بل المشكلة هي ان اسرائيل والولايات المتحدة ترفضان لقاءهم.

واشار كارتر الى ان حماس رفضت عرضه بوقف اطلاق النار من جانب واحد لمدة 30 يوما واضاف، انهم لا يثقون بان اسرائيل ستستجيب لذلك بتخفيض الهجمات على غزة والضفة الغربية.

واضاف كارتر ان حماس وافقت على السماح للجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المختطف في قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2006 بكتابة رسالة الى والديه.

واختتم كارتر جولته التي استمرت تسعة ايام في الشرق الاوسط زار خلالها كل من الضفة الغربية ومصر والسعودية وسوريا والاردن.

وعود حماس لكارتر في عقد سلام مع إسرائيل

يأتي تصريح كارتر استعداد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لقبول سلام مع إسرائيل في أعقاب لقاءاته المثيرة للجدل في العاصمة السورية دمشق، مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل.

وفي مقابلة مع شبكة CNN قال كارتر: في حال توصل عباس (الرئيس أبو مازن) ورئيس الحكومة أولمرت (إيهود) إلى اتفاق سلام وتم إحالته على الفلسطينيين، ووافقوا عليه في استفتاء.. فإن حماس ستقبل ذلك.

وكانت جولة كارتر في الشرق الأوسط، قد شهدت توقفاً له في العاصمة المصرية، القاهرة، حيث التقى خلالها مسؤولين اثنين من "حماس" قبل انتقاله لدمشق للقاء مشعل.

ووجه كارتر انتقاداً لإدارة الرئيس جورج بوش التي فوتت على نفسها فرصة التقدم الذي حققته في مؤتمر "أنابوليس" الذي استضافته في ولاية ماريلاند في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. بحسب (CNN).

وقال كارتر في هذا الصدد : لا أحد يعتقد بتحقق أي تقدم في القضايا الجوهرية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف، أن هذا الواقع مثبط لهمة الجميع في إسرائيل وفلسطين على حد سواء.

ومنذ المؤتمر شنت إسرائيل سلسلة عمليات في قطاع غزة رداً على إطلاق الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخها باتجاه إسرائيل.

كما قامت الدولة العبرية بإغلاق المعابر المؤدية إلى غزّة في محاولة لتخفيف تدفق السلاح المهرّب.

يُذكر أن كارتر أجرى لقاءاً مع وسائل الإعلام، خلال جلسة مع المجلس الإسرائيلي للشؤون الخارجية في فندق الملك داوود في القدس.

وفي بداية جولته صرح كارتر: إنني لست مفاوضاً، إنني أحاول فقط فهم الآراء المختلفة والتواصل، وتوفير تبادل للآراء بين أشخاص لن يوافقوا على إجراء اتصال فيما بينهم.

وكان معظم المسؤولين الإسرائيليين قد رفضوا لقاء كارتر، معربين عن غضبهم لجهة إصراره أن تقيم إسرائيل محادثات مع الحركة المتشددة.

ويُذكر أن العديد من الإسرائيليين يرفضون ملاحظات كارتر إزاء السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين التي جاءت في معرض كتابه "فلسطين: سلام لا فصل عنصري".

ويرى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على حد سواء أن لقاءات الرئيس الأسبق مع قادة "حماس" ستحقق القليل، وقد تلحق في الواقع أضراراً بمسار السلام في الشرق الأوسط.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش: للأسف ستسعى حماس إلى استغلال الزيارة سياسياً، لكنه استطرد بالإشارة إلى "صدق نوايا" كارتر، وعمله الجاد في سبيل الوصول إلى سلام.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي، ستيفن هادلي: لا أعتقد أن من المفيد حالياً الجري باتجاه لقاء حماس والاجتماع مع قادتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 نيسان/2008 - 16/ربيع الثاني/1429