العراق بين حسن الجوار والصراع الاقليمي

شبكة النبأ: في سعيها الدائم لصنع الموازنة الإقليمية داخل الرقعة العراقية، تعتزم الولايات المتحدة ومنذ دخولها العراق على حث الدول العربية لزيادة قاعدة التمثيل الرسمي العربي في العراق، ذلك من خلال فتح سفارات أو زيارات متبادلة وعلى مستويات رفيعة لوزراء ورؤساء هذ الدول.

جاء فعل واشنطن هذا كرد فعل عن ما تعتبره نفوذا إيرانيا في العراق، والتمثيل العربي بدوره سيكون خلق حالة من التوازن السياسي على أرض الواقع، وان لايكتفي العرب بالتصريحات او التحليل السياسي بشأن القضية العراقية، بل من خلال مشاركة فعلية ملموسة على أرض الواقع، إضافة إلى تعاون جدي ملحوظ وواضح مثل إسقاط الديون المترتبة على العراق جراء حكم النظام المنحل، أو إيقاف سريع لتدفق العناصر الارهابية التي تطيح بالمواطن العراقي وقواه الامنية وضبط الحدود مع العراق بما يتلاءم وإتفاقيات حسن الجوار.

ومن الجدير بالذكر ان أنظمة الدول العربية ورغم إنها مدعومة من الولايات المتحدة، لكنها ترى ان العراق قضية إستثنائية، وتقليل تواجدها الدبلوماسي هو إشارة إلى عدم الاعتراف بشرعية الحكومة العراقية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم الضغوط التي تمارسه الولايات المتحدة على دول جوار العراق وبعض الدول العربية أمثال مصر ذات التمثيل والحضور العربي المميز والمهم، للخروج بخلاصة من شأنها دعم المشروع العراقي للتحول الجاد نحو مسار الديموقراطية الجديدة:

دول مجلس التعاون الخليجي والعمل في العراق

قال مسؤول أمريكي بارز ان الولايات المتحدة تأمل ان تقدم السعودية والدول العربية الأخرى مساعدة دبلوماسية ومالية للعراق في مؤتمر لجيرانه يعقد قريبا.

وزار السفير الامريكي في العراق ريان كروكر وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس السعودية لحث الرياض ان تقوم بالمزيد في العراق وقال المسؤول الامريكي البارز انه قد يكون هناك اعلان في مؤتمر وزاري لجيران العراق والقوى الأخرى الكبرى في الكويت في 22 من ابريل نيسان.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: اعتقد ان كروكر وبتريوس شخصان مقنعان للغاية. وربما يكون هناك اعلان في الاجتماع. انه أمر ممكن.

وقال مسؤول أمريكي آخر أيضا ان الاجتماعات الامريكية في السعودية سارت سيرا حسنا وان الرياض التي وعدت في العام الماضي ان تدرس فتح سفارة في بغداد ولكنها لم تفعل ذلك بعد من المتوقع ان تفي بوعودها.

من جانبها دعت الولايات المتحدة الدول العربية السنية ولاسيما السعودية الى ارتباط دبلوماسي اكبر مع بغداد كمؤشر على دعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة ولمواجهة نفوذ ايران الشيعية المجاورة.

وقال المسؤول الامريكي البارز: الوعود طيبة ولكننا نريد أن نرى أفعالا فيما يتعلق بالمساعدة الانسانية ومساعدات التنمية الأخرى. نريد ان نرى إعفاء من الديون. نريد ان نرى زيارات ثنائية رفيعة المستوى من قبل السعوديين ونريد ان نرى سفارات وسفراء. بحسب رويترز.

واضاف، انه كان المأمول حالما تقدم السعودية التزاما وتفتح سفارة وتطبع العلاقات مع بغداد ان تسير في أثرها دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

ومن المقرر ان تلتقي وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة الى مصر والاردن في البحرين قبل مؤتمر الكويت الذي يأتي بعد اجتماعات سابقة للجيران في العام الماضي في مصر وتركيا.

ومن المتوقع ان ترسل ايران التي تتهمها الولايات المتحدة بتأجيج العنف في العراق وزير خارجيتها منوشهر متكي الى الكويت كما فعلت في مؤتمرات الجيران السابقة.

وتلقي ايران باللوم على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 في العنف. كذلك يختلف الجانبان بشأن طموحات ايران النووية.

وقالت وزارة الخارجية والمسؤول الامريكي انه من غير المرجح ان تجرى رايس اجتماعات ثنائية مع متكي في الكويت. وفي السابق كانت رايس تتبادل معه المجاملات ولكن ليس أي محادثات جوهرية.

وقال المسؤول البارز ان واشنطن تعتقد ان ايران مسؤولة عن الجانب الأكبر من العنف الذي وقع في الآونة الأخيرة في مدينة البصرة الجنوبية وان المزاعم بان طهران ساعدت في وقف ذلك العنف هي مزاعم "مضللة".

واشنطن تطالب من العرب بموازنة عربية لايران في العراق

انتقد السفير الأمريكي في العراق الدول العربية لعدم بذلها مزيدا من الجهود لمساعدة البلاد ولمح إلى أن تعزيز الصلات الدبلوماسية العربية مع العراق سيساعد في موازنة نفوذ إيران.

وقال السفير الأمريكي ريان كروكر للصحفيين: لا يمكنك التغلب على شيء بلا شيء. مشيرا إلى عدم وجود سفراء عرب في بغداد ومدى ندرة الزيارات رفيعة المستوى التي يقوم بها مسؤولون عرب كبار للعراق.

وقال كروكر: لا أستطيع أن أتذكر زيارة واحدة على مستوى الوزراء من أي دولة عربية خلال العام الذي أمضيته هناك. لا يوجد سفراء عرب في بغداد. العراقيون بدأوا يشعرون ببعض الحساسية إزاء ذلك وليس الشيعة فحسب بأي حال من الاحوال. بحسب رويترز.

وأضاف، اذا كان العرب يشعرون بالقلق من النفوذ والتدخل الإيراني في العراق. فينبغي أن يشاركوا بشكل دبلوماسي هناك. ينبغي أن يشاركوا بشكل اقتصادي. وينبغي لهم أن يعملوا على قضايا التنمية. لابد أن يظهروا للعراقيين الشعب وليس الحكومة فقط. أن العرب يهتمون بما يحدث هناك ويريدون ما يحدث هناك أن يكون ايجابيا للعراق والمنطقة.

وتابع كروكر، أنا هنا لاقول لكم وسأقول لهم أنكم تستطيعون بالفعل إدارة سفارة في الظروف الراهنة. بامكانكم عمل ذلك كما تثبت عدد من البعثات غير العربية كل يوم.

وذكر أن الولايات المتحدة لاتزال مستعدة للتحاور مع إيران بشأن تحسين الأمن في العراق. كما سعى إلى التهوين من شأن التكهنات بأن واشنطن التي ترفض استبعاد الخيار العسكري ضد طهران ربما تتجه نحو صراع مسلح مع الجمهورية الإسلامية. وقال: لا أحد يتحدث عن حرب مع إيران.

وعبر عن اعتقاده بأن هناك رد فعل سلبي من العراقيين على ما يشتبه في أنها أعمال عنف تدعمها إيران في العراق وتأييد لحملة رئيس الوزراء نوري المالكي ضد المسلحين الشيعة في البصرة.

وقال: نفوذ إيران محدود في العراق. بعد هذه التطورات الأخيرة ورد الفعل السلبي الذي أوجدته ضد الميليشيات وضد إيران ربما صار نفوذها محدودا بشكل أكبر عما كان.

الجنوب العراقي والتدخلات الايرانية حسب رؤية واشنطن

قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي ستيفن هادلي ان العراق مستعد للضغط على ايران دبلوماسيا لوقف دعم العنف في حين ستساعد الولايات المتحدة في الجهود العسكرية لوقف المساعدات لقوى ترعاها الجمهورية الاسلامية. لكن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قال ان احتمالات حدوث مواجهة عنيفة مع ايران ضئيلة.

وقال هادلي انه يتعين على ايران أن تختار بين إقامة علاقات طيبة مع العراق أو أنشطتها التي "تزعزع الاستقرار" في البلاد.

وقال خلال مقابلة مع شبكة تلفزيون فوكس نيوز: الحكومة العراقية تدرك بشكل أوضح الآن ما يفعلونه (الايرانيون). سيضغطون على ايران دبلوماسيا. هذا أمر جيد.

وأضاف، والى جانب ذلك سنواصل مع قوات الأمن العراقية ما نفعله منذ فترة. سنلاحق العمليات التي يرعونها في العراق التي تقتل قواتنا والقوات العراقية. سنعطل شبكاتهم التي ينقلون من خلالها المقاتلين والأسلحة والأموال داخل العراق وحوله. وسنحد بقدر ما نستطيع تدفق المقاتلين والاسلحة الى العراق. بحسب رويترز.

من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مع شبكة (سي.ان.ان.) انه ينبغي أن تكون هناك بعض الثقة في التعامل مع الايرانيين وان هناك حاجة لمحاولة تنشيط الحوار الثلاثي بين الولايات المتحدة والعراق وايران.

وقال جيتس في مقابلة مع شبكة (سي.بي.اس) ان القوات العراقية تتسلم المسؤولية باطراد عن المزيد من المناطق في العراق واستشهد بتقارير عن هجوم بعض زعماء الشيعة المحليين في البصرة على فصائل شيعية تنزع الى العنف.

وأضاف، أعتقد أن احتمالات دخولنا في مواجهة مع ايران ضئيلة للغاية. نحن قلقون بشأن أنشطتهم في الجنوب لكنني أعتقد أن العملية الجارية. تسير في الاتجاه الصحيح.

رايس في الكويت لبحث النفوذ الايراني ودعم العرب

قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس انها ستضغط على جيران العراق العرب بشدة لعمل المزيد لدعم حكومة بغداد ووقاية العراق من تأثيرات ايران "المؤذية".

واضافت رايس التي من المقرر ان تحضر مؤتمرا في الكويت للدول المجاورة للعراق في ابريل/نيسان، ان رسالتها ستكون ان توفي الدول العربية بتعهداتها بزيادة الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع حكومة بغداد.

وقالت: اكثر ما يحتاجه العراق الان وما سأضغط من اجله في الكويت هو دعم اكبر من جيرانه. يشمل فتح سفارات في بغداد وتبادل السفراء. بحسب رويترز.

وقاوم جيران العراق السنة لاسيما السعودية حتي الان ضغط الولايات المتحدة لفتح سفارات في بغداد تجادل واشنطن بانها ستدعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الشيعية وتساعد على موازنة نفوذ ايران.

وقالت رايس انه ينبغي لجيران العراق الذين يرتابون في صلات حكومة المالكي مع ايران ان "يعيدوا دمجه بالكامل" في العالم العربي.

واضافت في مؤتمر صحفي: ما يتعين عليهم عمله هو تأكيد هوية العراق العربية والعمل من اجل ذلك. وهذا في حد ذاته سيبدأ وقاية (العراق) من تأثيرات ايران وهي تأثيرات مؤذية.

واشارت رايس الى ان جيران العراق العرب يمكنهم تشجيع السنة على المشاركة بشكل اكبر في العملية السياسية في العراق. وقالت: اعتقد ان هذا امر طيب.

وفي ذات السياق قال بروس ريدل الخبير في شؤون العراق والمحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية ان رايس ستواجه مهمة صعبة في الكويت في اقناع الدول السنية بعمل المزيد.

واضاف ريدل الذي يعمل الان في مركز سيبان بمعهد بروكنجز بواشنطن: ستواجه صعوبة بالغة في اقناع دول الخليج بأن حكومة المالكي هي اي شيء اخر غير مخلب قط الايرانيين.

ورفضت البعثة الايرانية لدي الامم المتحدة الاتهامات الامريكية بأن طهران تثير العنف في العراق بوصفها لا اساس لها وقالت انه لم يبرز اي دليل مطلقا يثبت هذه المزاعم.

وقالت رايس انها لا تعتزم في الكويت التحدث مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي لبحث قضايا امنية في العراق.

عمليات البصرة والعثور على أسلحة ثقيلة يشتبه بكونها إيرانية الصنع

كشف وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي في تصريحات صحفية ان القوات العراقية عثرت على كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة ايرانية الصنع خلال عمليات البحث عن الاسلحة ومطاردة الخارجين عن القانون في اطار عملية صولة الفرسان في البصرة (550 كم جنوبي بغداد).

ونسبت صحيفة (الصباح الجديد) الى وزير الدفاع قوله: تم العثور على اعداد كبيرة ومتنوعة من الاسلحة الثقيلة ايرانية الصنع وبعض المتفجرات عربية الصنع وان اغلب الاسلحة الثقيلة تحتوي على اخطاء في اجهزة التصويب عند اطلاقها مما تؤثر بنسبة %90 على المواطنين الابرياء و%7 من القوات العراقية و%3 من قوات متعددة الجنسيات. بحسب ـ د ب أ.

واضاف، تمت السيطرة على جميع احياء البصرة من قبل القوات الامنية العراقية وسيتم البدء بالصفحة الثالثة من العمليات التي اطلق عليها عنوان (من اجل بصرة امنة ومستقرة) بعد الانتهاء من العمليتين السابقتين وهما الانتشار والسيطرة التامة.

الاحباط العراقي من ارجاء متكرر للمحادثات بين ايران وأمريكا

المحادثات بين الولايات المتحدة وايران بشأن أمن العراق هي أحد المنتديات القليلة التي يحدث فيها اتصال مباشر بين مسؤولين من البلدين الخصمين اللذين انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ قرابة ثلاثة عقود.

وقال زيباري في مقابلة إن الحكومة العراقية بحاجة لالتزام من الطرفين بالوفاء بموعد متفق عليه لكن هذا لا يحدث.

واجتمع مسؤولون أمريكيون وايرانيون ثلاث مرات العام الماضي في مسعى للتوصل لارضية مشتركة بشأن ارساء الاستقرار في العراق في محادثات رتبتها حكومة بغداد. وعقدت اخر جولة في أغسطس اب الماضي.

وتتهم واشنطن طهران بتوفير الاسلحة والتدريب والاموال لميليشيات شيعية في العراق.

وتنفي طهران هذه الاتهامات وتلقي مسؤولية العنف على الغزو الذي قادته واشنطن للعراق عام 2003. كما يخوض الجانبان أيضا مواجهة بشأن طموحات ايران النووية.

وفي فبراير شباط أرجأت ايران جولة رابعة من المحادثات قبل يومين من الموعد المقرر لعقدها الامر الذي دفع مسؤولين أمريكيين للتشكيك في مدى التزام ايران بالحوار. وقال سفير ايران في بغداد ان التأجيل يرجع " لاسباب فنية". بحسب رويترز.

وعلى مدى عدة أيام في أواخر الشهر الماضي أطلقت مجموعات منشقة عن جيش المهدي تقول واشنطن ان ايران تمدها بالعتاد صواريخ وقذائف مورتر على المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم مبان حكومية ومقار بعثات دبلوماسية في بغداد. وقال السفير الامريكي في العراق ريان كروكر ان الكثير من هذه الذخائر صنع في ايران عام 2007.

وعندما سئل ان كان العراق أخطر ايران بشأن المزاعم الامريكية الاحدث قال زيباري ان ذلك حدث لكن ليس عن طريق قنوات وزارة الخارجية مشيرا الى انه يعتقد انه حدث عن طريق قنوات رئيس الوزراء.

وقال ان العراق ينبغي أن يطلب من ايران ودول مجاورة أخرى الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية.

الخارجية العراقية تطالب العرب ببذل المزيد من الجهود واقعيا

من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق سيسعى لدى الدول العربية في وقت لاحق هذا الشهر لكي تبدأ في تعيين سفراء لها في بغداد.

ولا يوجد فعليا أي مندوب كبير من أي دولة عربية في بغداد. كما لا يزور مسؤولون عرب كبار العراق الا فيما ندر.

وقال زيباري خلال مقابلة ان العراق سيطلب من الدول العربية اعادة فتح سفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية ومد أيديها للعراق.

وأضاف أنه سيطلب من الدول العربية التواصل بشكل أكبر مع بغداد خلال اجتماع وزاري اقليمي بشأن العراق من المقرر ان يعقد في الكويت يوم 22 أبريل نيسان.

وقال انه لا معنى لان تشكو الدول العربية من اتساع نطاق النفوذ الايراني في العراق أو انتقاد الاوضاع أو الاعراب عن عن عدم الارتياح ازاء العملية السياسة في الوقت الذي لا تحرك فيه ساكنا وتقف موقف المتفرج.

ودعت الولايات المتحدة الدول العربية السنية الى فتح سفارات في بغداد كعلامة على دعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة.

واجتماع الكويت اجتماع متابعة لاثنين اخرين لدول الجوار عقدا في تركيا ومصر العام الماضي. ويهدف الاجتماع الى حشد تأييد دولي لحكومة العراق وتحسين الامن ورقابة الحدود. بحسب رويترز.

وقال زيباري ان قرار الدول العربية اقامة علاقات على مستوى منخفض مع بغداد قرار سياسي نابع من تردد لمنح الشرعية للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقال ان الكثير من الدول العربية صديقة للولايات المتحدة لكنها في الوقت ذاته تنتقد بشدة ما يحدث في العراق ووجود القوات الاجنبية وتشكك في مدى استقلال وسيادة العراق.

لكنه اعرب عن اعتقاده أنه أصبح هناك وعي أكبر بضرورة أن تتحرك هذه الدول. وقال إن ما يطلبه العراق هو أن يكون لها وجود أكثر فاعلية لا يقتصر على ارسال سفراء بل يمتد أيضا الى زيارات على المستوى الوزاري والبرلماني.

وامتنع الكثير من الدبلوماسيين العرب عن الذهاب لبغداد منذ هاجم انتحاري بسيارة ملغومة السفارة الاردنية في أغسطس اب 2003 مما اسفر عن مقتل 17 شخصا. وقتل مسلحون عددا من الدبلوماسيين العرب في السنوات الاخيرة.

وفي علامة على أن الدول العربية بدأت تغير موقفها قال زيباري انه تلقى للمرة الاولى دعوة لحضور اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب مصر والاردن والولايات المتحدة. وسيعقد هذا الاجتماع في البحرين في أبريل/نيسان قبل يوم من اجتماع الكويت.

ووعدت السعودية العام الماضي بفتح سفارة في بغداد لكنها لم تف حتى الان بوعدها. وقال زيباري ان دولا أخرى قدمت وعودا مماثلة.

الاتفاق الامني الاقليمي والتعاون المتبادل بين جيران العراق

وافق جيران العراق على تكثيف التعاون الأمني خلال اجتماع حضرته الولايات المتحدة ولكن المشاركين قالوا إن الانقسامات السياسية قوضت الجهود الإقليمية الرامية لوقف تدفق المتشددين على العراق.

واختتم المؤتمر الذي استمر يومين لبحث سبل منع التهديدات الخارجية للحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة فيما استؤنفت المعارك في بغداد بعد يوم من الهدوء بين القوات الامريكية والحكومية العراقية من جهة والمقاتلين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وحضر الاجتماع مسؤولون من جيران العراق الستة بالاضافة الى الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. وأوصى الاجتماع بتبني معايير دولية في مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات الامنية بشأن الجماعات التي تقاتل الحكومة المنتخبة.

وأفادت وثيقة للمؤتمر بأن تنشيط القنوات الخاصة بالمعلومات بشأن القضايا الامنية أمر لا بد منه. بحسب رويترز.

وقالت السفارة الامريكية في دمشق في بيان إن واشنطن تأمل بأن يترجم المؤتمر ذلك الى "التزام جاد" بوقف التدفق الى العراق.

وقال مشاركون في الاجتماع انه كانت هناك انتقادات متبادلة بين بعض الوفود حيث حمل مسؤولون أمنيون سوريون وعراقيون بعضهم البعض مسؤولية التراخي في مراقبة الحدود التي تمتد 600 كيلومتر بين البلدين.

وتدخل رئيس الجلسة وهو مسؤول في الخارجية السورية وقال ان من الافضل ترك الامر للمحادثات الثنائية.

وقال لبيد عباوي المسؤول العراقي الرفيع ان تسلل المتشددين تراجع بشكل حاد منذ العام الماضي لاسباب منها التدابير الامنية التي اتخذتها عدة دول في جوار العراق. ولكنه وجه انتقادا غير مباشر لايران بسبب دعمها للقتال الذي يشنه أتباع الصدر.

وأضاف عباوي أنه ليس في معرض ذكر أسماء الجهات الملومة مشيرا الى وجود شكاوى بشأن بعض جيران العراق. وتابع ان هناك مشاكل ومجالا أكبر لتعاون أمني.

وقال مشاركون ان الاردن يبذل قصارى جهده لتأمين الحدود مع العراق بينما تفتقر سوريا وايران للدافع السياسي لبذل جهود مماثلة بسبب مشاكلهما مع الولايات المتحدة.

وقال أحد المشاركين: ان سوريا وايران لا تريدان في النهاية أن تخرج الولايات المتحدة منتصرة من العراق والا فستركز واشنطن مزيدا من جهودها ضد سوريا وايران.

كما أقرت لجنة التعاون والتنسيق الأمني المنبثقة عن المؤتمر الوزاري الموسع لوزراء خارجية دول الجوار في اجتماعها الثاني الذي عقد في دمشق جملة من التوصيات منها دعم جهود الحكومة العراقية في إنهاء المظاهر المسلحة، والتوجيه بعدم التعامل مع العناصر التي تدعو للإرهاب وتأجيج الفتنة الطائفية أو تقويض العملية السياسية.

وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية إن الاجتماع تمخض عن مجموعة مهمة من التوصيات التي تم إقرارها بإجماع الدول والهيئات المشاركة، ومنها دعم جهود الحكومة العراقية في إنهاء المظاهر المسلحة وحل المليشيات ودعوة جميع الدول إلى الالتزام بمنع دخول السلاح من والى العراق. بحسب اصوات العراق

وأضاف البيان، أنه تم أيضا التأكيد على منع التحريض على العنف وتكفير الآخرين بكل أشكاله ووسائله والتوجيه بعدم التعامل مع العناصر العراقية التي تدعو للإرهاب والتكفير وتأجيج الفتنة الطائفية أو تقويض العملية السياسية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 23 نيسان/2008 - 16/ربيع الثاني/1429