
شبكة النبأ: لم تكد الحرب الطائفية في العراق تضع اوزارها حتى
مدّت الفتنة عنقها من جديد على خلفية الإقتتال الشيعي-الشيعي وكذلك
تهديدات القاعدة في شرق العراق وشمال بغداد وخاصة في الموصل وما
يحاذيها وصولا الى الحدود السورية حيث لاتزال العديد من معاقل
القاعدة المتوارية في التضاريس الوعرة التي تتميز بها مناطق غرب
وشمال شرق العراق.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن الحكومة العراقية تقع
حاليا تحت ضغط كبير من جانب تنظيم القاعدة وجيش المهدي، ووصفت
استهداف مجالس الصحوة في العراق بـ "حرب أهلية بين السنّة"، مشيرة
إلى أن القاعدة لاتزال تحظى بالدعم في بعض المحافظات.
وأوردت الصحيفة، سلسلة "التفجيرات الإنتحارية" التي وقعت مؤخرا،
ومن بينها التفجير الذي استهدف مطعما في الرمادي، كأمثلة تبيّن أن
تنظيم القاعدة، الذي عانى ضربات في العام الماضي، عاد ليستهدف
بوحشية القادة السنة العرب الذي تحالفوا مع الولايات المتحدة.
وألمحت إلى تغير "تكتيكات تنظيم القاعدة" في العراق، مشيرة إلى
أنه في هجوم آخر في قرية (البو محمد) بمحافظة ديالى " لم يشك
الحراس في شخص كبير السن دخل إلى خيمة عزاء أقيمت لإثنين من رجال
العشائر، كانوا قتلوا بعد انضمامهما إلى مجلس الصحوة، إلا أن ذلك
الرجل كان انتحاريا يخفي متفجرات تحت لباسه العربي، ففجر نفسه وسط
المعزين وقتل (50) منهم على الأقل".
وتتابع الصحيفة قولها " إن حربا أهلية شرسة تدور الآن في أوساط
العرب السنة، بين عناصر القاعدة في العراق من جهة، وأفراد مجالس
الصحوة من جهة ثانية، في حين تواصل جماعات أخرى مهاجمة القوات
الأمريكية".
وتذكر الإندبندنت أنه "في يوم واحد، هاجم مسلحون سيارة قائد
صحوة الدورة جنوبي بغداد، فقتلوه. فيما قتل سبعة آخرون بانفجارات
ورصاص في حي الأعظمية" شمالي العاصمة.
وتطلق تسمية مجالس الصحوة على كيانات عشائرية يقودها، في الغالب،
أحد الشيوخ وتضم مئات العناصر من أبناء العشائر، وتتلقى دعما من
القوات الأمريكية والحكومة العراقية لمحاربة تنظيم القاعدة.
وتأسست تلك المجلس، لأول مرة، في الأنبار غربي العراق، التي تعد
أكبر محافظة سنية في البلاد، ثم إنتقلت التجربة إلى محافظات أخرى
مثل: صلاح الدين وديالى ونينوى، فضلا عن عدد من مناطق العاصمة
بغداد، بعد نجاح تجربتها في الأنبار ضد تنظيم القاعدة.
وبحسب مدير الإتصالات في الجيش الأمريكي بالعراق الأدميرال
البحري جريجوري سميث، فإن عدد الصحوات في العراق وصل إلى 186 مجلسا،
تعمل في 186 منطقة، وينتظم ضمن صفوفها 77 ألف عنصر مسلح.
ونقلت الصحيفة عن متحدث أمريكي قوله إن العنف "برز في الأسابيع
الأخيرة، وشهد الأمن في المناطق السنية والشيعية في العراق تدهورا
منذ كانون الثاني/ يناير الماضي".
وتشير إلى أن الإحصاءات الرسمية بأعداد القتلى من المدنيين "
تتحدث عن مقتل (20) شخصا يوميا في ذلك الشهر، إلا أن الرقم تضاعف
منذ ذلك الحين وبلغ (41) قتيلا في اليوم الواحد، خلال شهر آذار/
مارس الماضي".
وعلى هذا الأساس، تخلص الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة
والحكومة العراقية "تواجهان الآن حربا على جبهتين".
وترى أن هجوم الرمادي "يبين أن القاعدة ما زالت تجد دعما في
محافظة الأنبار، حيث تأسست الصحوة، ودعما أكبر وأقوى في محافظات:
ديالى وصلاح الدين ونينوى"، وتضيف إنه "في مناطق سنيّة من بغداد،
تضم مجالس الصحوة عناصر من القاعدة لم يتغير ولاؤهم، أو مسلحين
يعتقدون أن العمل مع الولايات المتحدة والقاعدة في الوقت نفسه
يوفر لهم الأمان".
وتنقل الصحيفة عن أحد عناصر الصحوة، لم تسمه، قوله "ما من ضابط
في الصحوة يذهب إلى بيته، ما لم تكن له علاقة مع القاعدة... وإلاّ
فستكون العواقب وخيمة جدا عليه."
وتواصل الصحيفة قولها إن حكومة نوري المالكي "ماضية الآن في
حملتها ضد جيش المهدي التابع للقيادي المناهض للأمريكيين السيد مقتدى
الصدر. فقد حاصرت قوات عراقية، مكتب الصدر في البصرة".
ونقلت الإندبندنت عن حارث العذاري، مدير مكتب الصدر في البصرة،
قوله إن "قوات من الجيش العراقي منعتنا من أداء صلاة الجمعة وهم
الآن يطوقون المكتب... يريدون اقتحامه وطرد الجميع منه".
واختتمت الصحيفة تقريرها بأن المالكي "تواق لإبراز أن الحكومة
لها من القوة بحيث تتغلب على أعدائها المحليين، إلا أن القتال ضد
القاعدة في الأحياء السنية، وجيش المهدي في المناطق الشيعية، على
مدى الشهر الماضي، أثبت العكس. وظهر أن الجيش العراقي ما زال
معتمدا على الدعم الأمريكي، كما كان عليه الحال في الماضي".
وثائق تتضمن مخططات (القاعدة) لتقسيم
العراق
من جهة اخرى كشف مستشار اعلامي في القوات المتعددة الجنسيات، أن
الوثائق التي كشف عنها المتحدث باسم المتعددة، كان قد عثر عليها
بالقرب من مدينة بلد شمالي بغداد وتتضمن وثائق على شكل أوراق
مكتوبة بخط اليد موجهة الى زعيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري،
وتحوي على مخططات للقاعدة تهدف الى "تقسيم العراق".
وأوضح عبد اللطيف ريان، لوكالة (أصوات العراق)، أن الوثائق التي
كشف عنها الجنرال كيفن بيركنر هي "وثائق على شكل أوراق مكتوبة
باليد، ترمي الى تقسيم العراق، عثر عليها في مدينة بلد شمالي بغداد
وهي مكتوبة بخط اليد من قبل المدعو ( ابو سفيان)، وهو احد قياديي
تنظيم القاعدة، وموجهة الى زعيم القاعدة في العراق (ابو ايوب
المصري)."
وكان المتحدث باسم المتعددة بيركنر، قال خلال مؤتمر صحفي، ان
قواته عثرت على وثائق مهمة تعود لتنظيم القاعدة تخص احد قيادييها
المدعو (أبو سفيان)، تكشف عن ما سماه "المخططات والتكتيكات
المستقبلية الرامية الى تقسيم العراق".
وتابع ريان ان الوثائق تحتوي على شرح "للكيفية التي يمكن ان يتم
بها التسلل الى صفوف قوات الامن العراقية، وتشكيل وادارة خلايا
تنظيم (القاعدة)، وشن حرب اقتصادية، واستعمال الاسلحة الكيمياوية
والبيولوجية في العمليات الهجومية، فضلا عن الوسائل الاستخبارية
وحرب الخدمة والاعلام الكاذب، وكيفية استغلال مبادىء الدين
الاسلامي لتلقين الاشخاص،" بحسب ريان.
واضاف ريان ان الوثائق تحتوي على توجيه "بضرورة الدفاع عن مناطق
تواجد التنظيم ومحاربة قوات الصحوة، واشعال نار الفتنة بين قوات
الصحوة والشيعة والاكراد." مشيرا الى انها (الوثائق) توصي "قادة
تنظيم القاعدة بالتغلغل الى صفوف قوات الامن العراقية، وتقسيم
خلايا التنظيم بالاعتماد على (أمير) المجموعة، واستخدام المتفجرات
لتفخيخ السيارات وزرع العبوات الناسفة."
وعن الحرب الاقتصادية ضد الحكومة العراقية، ذكر ريان أن "الوثائق
تؤكد لعناصر التنظيم على ضرورة شن هجمات على حقول النفط والغاز
وانابيب نقل النفط وصهاريج النفط ومحطات التوليد الكهربائية وخطوط
نقل الكهرباء، اضافة الى التوصية باضافة حامض النتريك أو البكتيريا
الى أنابيب مياه وبحيرات البلاد، لاشاعة الخوف واتعاب الحكومة
العراقية وحلفائها."
وعن الحرب الاعلامية التي تحرض عليها الوثائق، يقول ريان انها
تضمنت "نشر معلومات كاذبة عن الجنود العراقيين وقوات الصحوة،
والتأكيد على ان الاخيرة مخترقة وتقوم بتنفيذ هجمات ضد الشيعة داخل
المناطق."
وقوات الصحوة هي قوات عشائرية انتشرت في عدد كبير من مدن
ومحافظات ومناطق العراق، خاصة في الأنبار وديالى وصلاح الدين
والموصل وبعض مناطق العاصمة بغداد، ويراس مجالس الصحوة في الغالب
شيوخ عشائر، وينظم اليها ابناء هذه العشائر الذين تسلحهم القوات
الأمريكية بالتعاون مع الحكومة العراقية، بهدف محاربة التنظيمات
المسلحة التي تنشط في تلك المناطق، خاصة تنظيم القاعدة.
الجيش الأمريكي يحذر من "هجمات انتحارية للقاعدة" في بغداد
وفي سياق متصل حذر الجيش الأمريكي من أن تنظيم القاعدة في
العراق يخطط لشن "هجمات انتحارية" قريبا في بغداد ضد المدنيين
العراقيين.
وقال بيان للجيش الأمريكي نقلته وكالة (أصوات العراق) إن
"المعلومات التي حصلت عليها قوات التحالف تفيد بأن العديد من
الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة في العراق دخلوا بغداد من
أجل تنفيذ هجمات انتحارية بواسطة سترات وسيارات مفخخة في بغداد
وخاصة في قاطع الكرخ".
ودعت قوات التحالف العراقيين في بيانها إلى "أن يكونوا يقظين و
منتبهين دائما لما قد يدل على نشاط إرهابي"، مطالبة إياهم "التبليغ
عن أي تصرف مشتبه من خلال الخطوط الساخنة أو إخبار قوات التحالف
وقوات الأمن العراقية المتواجدة في مناطقهم".
وأضاف البيان أن "القوات العراقية وقوات التحالف قامتا بتوزيع
منشورات على أهالي المنطقة تحتوي على معلومات حول كيفية رصد أنشطة
الإرهابيين"، وطلبت من سكان المنطقة "الانتباه للأشخاص الذين
يظهرون تصرفات غير عادية، أو يرتدون ملابس لا تناسب أحوال الطقس،
أو يبدون مرتبكين لأن هذه كلها علامات تدل على احتمال تنفيذ هجوم
انتحاري".
وتابع أن "الإشارات التي تدل على هجمات بالسيارات المفخخة تتمثل
في مشاهدة سيارات غير مألوفة تسير باستمرار وتلف حول الأماكن
المكتظة بالناس، أو أشخاص يأخذون صورا أو يسجلون مقاطع فيديو
للمناطق العامة، أو سيارة قديمة عليها طلاء جديد أو لا توجد عليها
لوحة التسجيل".
وزاد أن "تواجد أكثر من خزان واحد لوقود السيارة في الكرسي
الخلفي أو صندوق السيارة يشير إلى احتمال وجود متفجرات فيه"، إضافة
إلى أن "سرقة سيارة إسعاف هي أكبر مؤشر على أنه سيتم حتما تفخيخها
واستعمالها في هجوم انتحاري".
ونوه البيان أيضا بأن "تنظيم القاعدة في العراق يستخدم عادة
السترات والسيارات المفخخة في الهجمات التي تستهدف تجمع عدد كبير
من الناس ومراسيم العزاء والأسواق ونقاط التفتيش"، مشيرا إلى أن
"الحواجز الأمنية التي وضعتها الحكومة العراقية وقوات التحالف
أثبتت فعاليتها في حماية الأحياء والأسواق والطرق، ولكن تنظيم
القاعدة في العراق يبحث باستمرار عن فرص لإيذاء العراقيين
الأبرياء". |