العلاقات القطرية الاسرائيلية: نفاق ام اعتدال!

شبكة النبأ: قد لا يكون عجيباً اذا ما اعلنت اسرائيل قريباً عن فتح سفارتها في قطر او غيرها من دول الخليج على خلفية تنامي العلاقات بينهما ووصولها مؤخرا الى افاق تعاون سياسي واقتصادي وإعلامي، العجيب في الامر هو الازدواجية السياسية التي تتبعها بعض هذه الدول، فهي من جهة تطبّل وتتباكى على الحقوق الفلسطينية والحقوق العربية الاخرى التي انتهكتها ولا تزال اسرائيل وتنتقد كل من يقوم بأي اتصال مهما كان نوعه مع الاسرائليين بل تعتبر ذلك عاراً وشناراً لا يمكن السكوت عليه او التغاضي عنه وتضعه في خانة "العمالة والخيانة"، من خلال صياح قناتها المعروفة الجزيرة، ومن جهة اخرى  تمد اليد على استحياء للتطبيع والإتفاق والتعاون مع اسرائيل!!، فهل هو اعتدال ام نفاق..!

ليفني: العرب وإسرائيل يواجهان تهديدات التشدد!

وَدَعَت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، عبر "منتدى الدوحة الثامن للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة" الدول العربية للوقوف في وجه إيران والتنظيمات المسلحة، محذرة أن الحركات المتشددة كـ"حماس" و"حزب الله" تسعى لتخريب جهود إحلال السلام في المنطقة.

وقالت إن إسرائيل والعالم العربي يخوضان ذات الصراع في مواجهة التهديد الممثل في الحركات المتشددة "التي ترفض الاعتراف بحقوقنا الديمقراطية"، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن كلمة ليفني.

وأضافت بالقول خلال جلسة نقاش: "عندما أقول حقوقنا.. أعني بها حقوق الإسرائيليين والمعتدلين من الفلسطينيين والعرب والأنظمة البراغماتية في العالم الإسلامي."وأردفت: "نحن المعتدلون في المنطقة، أعضاء في ذات المعسكر."على حد قولها.

وأشارت وزيرة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق، إلى أن الطموح الإيراني النووي، الذي يقلق إسرائيل وجيران الجمهورية الإيرانية في المنطقة، مثال حي على "إيديولوجية المتشددين."

وقال الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية آري ميكيل، في وقت سابق أن  ليفني، التي وصلت الدوحة بدعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ستلقي كلمة أمام المنتدى.

وغلبت المشاركة الأوروبية في المنتدى، الذي أقيم على مدى ثلاثة أيام، وسط غياب واضح للعديد من السياسيين العرب.هذا وقد أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية عن استعدادها لزيارة أي دولة عربية "توجه دعوة لي."

وأوضح ميكيل أن وزيرة الخارجية ستجري لقاءات مع عدد من المسؤولين القطريين، مشيراً إلى أن قطر من دول الاعتدال وتدعم عملية السلام، "لذلك من المهم تلبية دعوتهم لنا."

ولا تقيم قطر علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، التي لها مكتب تمثيل تجاري في الدولة الخليجية التي تدعم حركة "حماس"، وتستضيف مقر عمليات القيادة المركزية الأمريكية في العراق وأفغانستان.

ويشار إلى أن ليفني التقت في وقت سابق  بمسؤولين قطريين في الأمم المتحدة، إلا أن زيارتها هي الأولى للدولة التي نصبت نفسها كوسيط سلام إقليمي في الأعوام الأخيرة، وسبق وأن زارت مصر والأردن، اللتان تقيمان علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية.

يُذكر أيضاً أن ليفني أعلى مسؤول إسرائيلي يزور قطر منذ مشاركة نائب رئيس الوزراء حينئذ شمعون بريز في مناظرة تلفزيونية في الدوحة العام الماضي.

وسبق وأن ألغت وزيرة الخارجية الإسرائيلية زيارة مقررة إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر دولي عام 2006 بسبب مشاركة نواب من "حماس" كوفد عن السلطة الفلسطينية.

ليفني تدعو العرب لإقامة علاقة مع اسرائيل

وحثّت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الدول العربية على اقامة علاقات مع اسرائيل وسعت الى وضع الدول العربية المعتدلة في المعسكر نفسه مع اسرائيل بمواجهة "المتطرفين". على حد قولها.

وقالت تسيبي ليفني في في اطار جلسات منتدى الدوحة للديموقراطية "آمل من الدول العربية الاخرى ان تحذو حذو قطر بهدف تطوير التعايش والتفاهم والسلام في كل المنطقة".

وتابعت ليفني "نحن المعتدلين في المنطقة كلنا اعضاء في المعسكر نفسه لمواجهة التحدي نفسه الذي يرفعه امامنا المتطرفون". بحسب فرانس برس.

واضافت وزيرة الخارجية الاسرائيلية "في اماكن عدة من العالم يدخل المتطرفون اليوم الى الديموقراطية عن طريق الانتخابات ليس بهدف ترك اجندتهم العنيفة وانما للمضي قدما فيها". وفي اشارة واضحة الى حماس و حزب الله قالت ان "هذا الامر صحيح في كل من لبنان والسلطة الفلسطينية حيث تم اختراق العملية السياسية".

وامام قاعة مكتظة بالحضور طلبت ليفني من العرب البدء بالتطبيع مع اسرائيل من دون انتظار التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين معتبرة ان بامكانهم فعل ذلك "خطوة خطوة".

وقالت ليفني ايضا "نمد يد الصداقة (...) والطريق نحو علاقات سلمية مثل الطريق نحو الديموقراطية يبدأ بالحوار". وطالبت ب"تطوير التفاهم المشترك عبر الغاء التحريض واستبداله برسائل أمل وقبول للاخر" مضيفة ان "السلام يحتاج الى مصالحة تاريخية (...) والقلوب والعقول في المنطقة باسرها يجب ان تتهيأ لهذا المسار التاريخي". حسب قولها.

وحملت وزيرة الخارجية الاسرائيلية بشدة على "المتطرفين الذين يحاولون حرمان الاخرين باستعمال العنف" وقالت "غزة ليست مشكلة لاسرائيل فحسب وانما اصبحت عقبة في طريق اقامة الدولة الفلسطينية".

ثم استطردت قائلة "لقد دعوت المجتمع الدولي لتبني مجموعة من المعايير للمشاركة في انتخابات ديموقراطية بهدف حماية القيم الديموقراطية من هؤلاء الذين يدمرونها". وجددت موقف بلادها الرافض لاي حوار مع حركة حماس وقالت في هذا الصدد "لا يوجد امل في السلام مع متطرفين يرفضون قيام دولتين ولا يعترفون حتى بحق اسرائيل في الوجود و يتبنون العنف". وشددت على ان "السلام هدف استراتيجي (لاسرائيل) و ليست لدينا اجندة خفية" بحسب تعبيرها.

كما استغلت وزيرة الخارجية الاسرائيلية الفرصة للدعوة الى اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين. وقالت "هناك ثلاثة جنود اسرى من دون اي سبب وادعو لاطلاق سراحهم لانها مسالة حقوق انسان".

وتولت تسيبي ليفني بعد القاء كلمتها الاجابة على اسئلة موجهة لها من الحضور فدافعت عن سياسة بلادها وجددت الحديث عن "حل سلمي يقوم على اساس دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب".

وكانت ليفني وصلت الى قطر مساء الاحد للمشاركة في "منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة" وهي اول زيارة لليفني الى هذا البلد الخليجي الذي يقيم اتصالات مع اسرائيل لا ترقى لدرجة العلاقات الدبلوماسية.

واستغلت تسيبي ليفني زيارتها الى قطر لاجراء لقاءات مع ضيوف المنتدى والتقت وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. كما التقت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردوغان الذي يحضر منتدى الدوحة ايضا.

قطر واسرائيل تناقشان صفقة للغاز المسال

وقال التلفزيون الاسرائيلي ان اسرائيل طلبت من قطر دراسة بيعها الغاز الطبيعي المسال في صفقة قد تساعد في تحسين الروابط بين الدولة اليهودية والعالم العربي.

وقالت القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تزور الدوحة لحضور مؤتمر اقليمي اجتمعت مع وزير الطاقة القطري عبد الله العطية لمناقشة صفقة محتملة لشراء الغاز قد تصل قيمتها الي 11.4 مليار دولار. وقطر هي أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم والذي يجري شحنه بواسطة السفن.

وشأنها شأن باقي دول مجلس التعاون الخليجي فان قطر ليس لها روابط دبلوماسية رسمية مع اسرائيل لكن على عكس دول المجلس الاخرى فانها تستضيف بعثة تجارية اسرائيلية صغيرة. ولم يمكن الوصول الى متحدث باسم ليفني في القدس للحصول منه على تعقيب على تقرير التلفزيون.

وامتنع روي روزنبليت رئيس المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة عن الادلاء بتعقيب على ما جري مناقشته في الاجتماع رغم انه أكد ان ليفني اجتمعت مع العطية.

وقال مصدر بوزارة الصناعة الاسرائيلية ان اسرائيل تسعى لتنويع امداداتها من الطاقة وتريد ان يكون الغاز الطبيعي المسال جزءا من تلك الامدادات.

واسرائيل وقطر حليفان رئيسيان للولايات المتحدة. وتستضيف قطر القيادة الوسطى للجيش الامريكي التي تشرف على حربي العراق وافغانستان.

إسرائيل والجزيرة تتفقان على التعاون بينهما

وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، ان قناة الجزيرة القطرية اتفقت مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تحضر مؤتمر الدوحة على فتح حوار بين القناة واسرائيل يهدف الى انهاء المقاطعه الاسرائيلية الرسمية للقناة .

وتابعت الصحيفة، التي اوردت النبأ ان الوزيرة الاسرائيلية التقت في قطر بكبار مذيعي ومحرري قناة الجزيرة واتفقت معم على فتح قناة الحوار لإنهاء المقاطعة الجزئية التي تفرضها الخارجية الاسرائيلية على الجزيرة بسبب ما وصفته بالتغطية غير المتوازنة.

ووافقت الوزيرة الاسرائيلية على ارسال وفد رفيع من الخارجية الاسرائيلية قريبا الى العاصمة القطرية للاجتماع بمحرري القناة الفضائية لبحث الشكوى الاسرائيلية حول عدم توازن الجزيرة وانحيازها خلال تغطية المجازر في قطاع غزة. حسب تقرير لجريدة الوطن.

واضافت الصحيفة، ان اسرائيل وشبكة التلفزيون العربية الجزيرة ستشرعان في الاسابيع القريبة القادمة في حوار على مستوى عالي بهدف تحسين التعاون بين اسرائيل وشبكة التلفزيون التي تعتبر اكثر شعبية باللغة العربية، وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، التقت مع محررين ومراسلين كبار، بهدف انهاء المقاطعة الجزئية التي تفرضها وزارة الخارجية على المحطة مؤخرا، بسبب ما تسميه اسرائيل التغطية غير النزيهة.

ايران: قطر ممر لإسرائيل وهدفها الفرقة مع طهران

وحمل مسؤولون ايرانيون بشدة على قطر ووجهوا انتقادات لاذعة الى حكومتها، بعد استقبال وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في الدوحة حيث شاركت في «منتدى الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة» والتقت كبار المسؤولين القطريين. واتهموا الدوحة بانها توفر ممرا لاسرائيل نحو البلدان العربية وبان هدفها زرع الفرقة مع طهران.

وقال نائب مدينة دزفول (جنوب ايران) في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية احمد اوائي ان العلاقة بين المسؤولين القطريين والكيان الصهيوني ليست امرا جديدا. واضاف: انهم غير مستقلين والتصرف القطري ليس جديدا. وهم بين مدة واخرى يعطون الاسرائيليين ضوءا اخضر بناء على اوامر من الاميركيين.

ورأى اوائي ان، الكيان الصهيوني يواجه ازمة داخلية بعد هزيمته القاسية من حزب الله في لبنان ويريد ان يحمل ايران مسؤولية هذه الهزيمة والانتقام من الدعم المعنوي الذي تقدمه ايران للشعبين اللبناني والفلسطيني. وشدد على ان اسرائيل لن تستفيد شيئا من هذا التقارب والتفاوض مع الدول العربية.

واعتبر النائب المحافظ حسين نوش ابادي ان زيارة ليفني لقطر، هدفها التفرقة وزرع الفتنة ونشر اجواء سلبية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. واعتبر ان اثارة العرب ودفع الدول العربية للتعاون ضد ايران من خلال تضخيم عامل الخوف والرعب منها هو جزء من المخطط الاسرائيلي في المنطقة، خصوصا اخافتهم من القوة النووية والعسكرية لايران. بحسب تقرير لـجريدة الحياة.

واتهم نوش ابادي قطر بانها ساهمت في السنوات الاخيرة بايجاد ارضيات سلبية كثيرة. والخطوة الاخيرة هدفها زرع الاختلاف بين ايران والدول العربية. وقد تحولت قطر للأسف الى قاعدة للصهاينة، وبعض مواقفهم (القطريين) تأتي لخدمة الاهداف الاميركية والاسرائيلية. واعرب عن أسفه لان قطر، لم تستطع الحفاظ على استقلالها. واتهمها بانها ابدت الكثير من الحقد ضد ايران من بين الدول العربية.

في موازاة ذلك، أذيع ان وزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي بعث برسالة الى الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية يدعوه فيها الى طهران، لاجراء مفاوضات في شأن توقيع اتفاق التجارة الحرة بين دول المجلس التعاون وايران .

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 20 نيسان/2008 - 13/ربيع الثاني/1429