أعراض الناس.. والأنترنت

ماجد عزيزة

لا يحتاج أي بشر إلى جهد كبير ليتعلم كيفية استخدام شبكة الأنترنت، وارسال الرسائل الألكترونية ( الإيميلات ) عن طريقها، فالطفل ذي الخمس سنوات، وكبير السن ذي الثمانين عاما يمكنهما  أن يستخدما الإنترنت بغاية السهولة واليسر، ولا يحتاج رواد الشبكة إلى تدريبات معقدة للبدء باستخدامها، بل إلى مجرد جلسة لمدة ساعة مع صديق ليوضح المبادئ الأولية للاستخدام.

وكما كان للإختراعات التي سبقت الأنترنت محاسن ومساويء، فإن للأنترنت مساوء ومحاسنا ايضا، فالسيد ( أديسون) حين اخترع الكهرباء، لم يكن يخطر في باله ان اختراعه هذا اودى بحياة الملايين بسبب ( الصعق الكهربائي)، ولم يكن السيد ( نوبل) قد وضع في حساباته ان مخترعه ( الديناميت) سيكون وبالا على البشر.. وهكذا بقية الإختراعات.

 هنا أيضا لم يكن يدر بخلد البريطاني تيم بيرنرز لي ( مخترع الأنترنت) أن يقوم ( بعض ضعاف النفوس) من استخدام اختراعه استخداما سيئا، يؤثر على حياة الناس الأخلاقية والإجتماعية بشكل مباشر، حتى أنه ( أي بيرنرز لي ) صرح بالقول : إنه قلق بشأن مستقبل الشبكة وكيفية استخدامها، وأكد في لقاء مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه إذا أطلق العنان لمثل هذه الاستخدامات دون مراجعة يمكن أن تحدث أشياء سيئة.

هنا أعود إلى بعض مستخدمي شبكة الأنترنت ممن يستغلون هذا الإختراع الرائع استخداما سيئا، فالبعض يرسل إيميلات هنا هناك يحاول بها اسقاط الخصوم أو التغلب عليهم، بحيث يبث معلومات خاطئة ( انتقامية )، ويستغل سهولة وصول ( رسالته ) إلى من يريد ايصالها له، يفبرك فيها بعض المعلومات التي يستقيها من مصادر عامة ويحاول قلبها وطمس الحقيقة من خلالها، وهذا الإستخدام السيء ماهو إلا محاولة لتصفية حسابات خاصة.

 هنا يمكن للمسؤول الذي يستلم مثل هذه الرسائل، أن يتعامل معها بحكمة وروية، حيث يمكن له أن يحقق في أمر المعلومات السلبية الواردة فيها ثم يتخذ قراره المناسب.

لكن ماذا لو استغل مثل هؤلاء السيئين، بعض ( المواقع الألكترونية) لهذا الغرض الدنيء ؟ هنا لابد أن يكون ( المشرفون) على المواقع الألكترونية، وخاصة تلك التي تمتلك شعبية كبيرة وقراء ومتصفحين كثيرين، أن يكونوا على دراية كافية بما تتضمنه ( الرسائل السيئة والمغرضة)، وأن يكونوا فعلا ( الفلتر) الذي لا يمكن لأي بشر سيء أو مغرض، من استغلال تلك المواقع الألكترونية لتمرير سيئاتهم، وانتقاصهم من الآخرين، لتصفية مسائل شخصية.

في الآونة الأخيرة، بدأ البعض من يحملون في قلوبهم سوءا، وفي شخصياتهم نقصا، وفي عقولهم شرخا ً، باستغلال هذا الموقع أو ذاك، لتسقيط شخصيات معروفة، لا ذنب لها إلا أنها تقوم بخدمة أهلها بطريقة لا تتفق مع أفكار ذلك ( البعض)، وتنجح في عملها ويلتف الناس حولها.. حتى وصل الأمر بهؤلاء السيئين إلى تناول ( أعراض الناس ) بشكل مج واسلوب هابط أخلاقيا.. هنا لابد من مسائلة ( المشرف على الموقع) الذي تظهر فيه مثل هذه الرسائل السيئة وحتى مقاضاته قانونيا، هذه الرسائل التي من المفروض أن يتأنى في قرائتها قبل أن يقرر نشرها، خاصة إذا كانت  تنال من أعراض الفتيات والنساء ! فمسؤول الموقع يتحمل أولا مسؤولية أخلاقية لكل ما ينشر في موقعه، ثم تأتي بقية المسؤوليات الأخرى التي تقع على عاتقه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17 نيسان/2008 - 10/ربيع الثاني/1429