الآثار العراقية ومسيرة النهب والإهمال

اعداد/صباح جاسم 

شبكة النبأ: كما هو حال البنى التحتية التي تعاني الإهمال والتخريب تتعرض الاف المواقع الاثرية والتراثية في العراق ومنذ عقود الى اعمال نهب وتهريب وتخريب، فقد قدر مسؤولون في مجال الثقافة والاثار عدد القطع الاثارية التي سرقت خلال عمليات السلب والنهب التي رافقت دخول القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها الى بغداد في التاسع من نيسان ابريل 2003 , بخمسة عشر الف قطعة متنوعة لكنهم اختلفوا على عدد القطع الاثرية التي اعيدت الى المتحف خلال السنوات الخمسة الماضية.

وذكرت وزارة الثقافة العراقية ان الوزارة تمكنت من اعادة نحو سبعة الاف قطة اثرية الى المتحف الوطني العراقي من اصل خمسة عشر الف قطعة فقدت في اعقاب عمليات السلب والنهب التي رافقت دخول قوات التحالف للاطاحة بالنظام السابق في نيسان ابريل عام 2003.

وقال كامل شياع مستشار وزارة الثقافة, لاتوجد ارقام دقيقة عن مجمل الاثار المسروقة من المتحف الوطني لان قسما منها لم يدون في سجلات المتحف ولكن المثبت خمسة الاف قطعة متنوعة, منها قطع دمرت داخل المتحف خلال عملية النهب , وقد تمكنت الوزارة وهيئة السياحة والاثار من اعادة سبعة الاف منها من خلال تعاون دول الجوار والشرطة الدولية "الانتربول".

واضاف شياع, ان "الاردن من بين اكثر دول الجوار تعاونا في هذا المجال , بعد ان شددت من الاجراءات الامنية من خلال تعقب الاثار العراقية المسروقة واحكام السيطرة على المداخل وتمكنت من ضبط 1600 قطعة اثرية متنوعة هي الان محجوزة لديها فضلا عن ان الانتربول يبدي تعاونا كبيرا في هذا المجال حيث يقوم هذا الجهاز الدولي بمتابعة ورصد الاثار العراقية المسروقة من خلال متابعة اسواق المازاد وجامعي الاعمال الاثارية".

واوضح ان لدى الانتربول موقع على الانترنت وهو يقوم بعرض الاثار التي يلقي عليها القبض خلال عمليات التهريب ويعرضها على المتخصصين في العراق لمطابقتها مع الاثار المسروقة والمسجلة في المتحف, وعلينا ان نثبت ان هذه الاثار خارجة من العراق, ونطمح لتوسيع هذا التعاون بين الجانبين العراق والانتربول.

وحول عمليات النبش التي تجري في بعض المناطق العراقية والتي تضم في ارضها اثار , قال شياع ان هيئة الاثار تبذل جهود كبيرة لكنها محدودة.

وقال شياع ان الحكومة دربت اكثر من 50 ضابطا عن كيفية حماية المواقع الاثارية وهم الان يقمون بحماية هذه المواقع المهمة, بعد ان تم تزويد قوات حماية الاثار بسيارات حديثة مخصصة لهذا الشأن, فضلا عن قيام الاجهزة الامنية بالحماية من خلال الرصد عبر الاقمار الصناعية او مراقبتها عن بعد.

من جهتها ذكرت الدكتورة اميرة عيدان رئيسة هيئة الاثار العراقية ان "عدد الاثار التي اعيدت حتى الان بلغت اربعة الاف قطعة فقط من اصل خمسة عشر الف قطعة سرقت في ابريل عام 2003 من المتحف الوطني , معظمها اعيدت من قبل مواطنين ومن مؤسسات ومنظمة اليونسكو وشخصيات اجنبية مهتمة بالاثار العراقية".

وقالت عيدان ان الهيئة "تواصل متابعتها للاثار المسروقة بالتنسيق مع دول الجوار وبعض الدول العربية والاجنبية الاخرى". بحسب وكالة اصوات العراق.

وعادة ماتطالب الهيئة العامة للاثار والتراث دول العالم والمنظمات الدولية الى اعادة الاثار العراقية التي يتم ضبطها للمتحف الوطني العراقي عن طريق وزارة الخارجية العراقية.

وقد سلطت صحيفة لوس انجلس تايمز الضوء على الآثار العراقية التي فقدت خلال الغزو الامريكي العراق مقدرة عددها بـ 15.000 قطعة اثرية  تعرضت للسرقة، او لم يعرف مصيرها.

وقالت الصحيفة ان تلك الاثار المفقودة تقلق الخبراء بنحو متواصل. واشارت الى ان قبل خمس سنوات من الان نهب السراق المتحف الوطني العراقي، وخطفوا نتاجات قرون قديمة تحتفي بدور العراق بوصفه مهد الحضارة.

واكدت ان بعض ما نشر من تقارير في ذلك الحين كانت تبالغ في حجم الضرر، فنقلت خطأ ضياع 170.000 قطعة اثارية لكن محققين اكتشفوا في ما بعد ان بعضا من تلك الاثار، ومن بينها مجوهرات ذهبية تعود الى عهد النمرود، كانت قد اخفيت في مكان في البنك المركزي العراقي منذ حرب الخليج في العام 1991حسبما ذكرت الصحيفة.

 يقول محققون، حسب نيويورك تايمز، ان حوالي 15.000 قطعة اما تعرضت للسرقة اثر الغزو بقيادة الولايات المتحدة في اذار مارس 2003، او تشتتت في الشهور والسنوات التي سبقت بدء الصراع. وقد استعيد نصفها تقريبا. الا ان المسروقات ـ وتشمل تعويذات، وقطع عاج اشورية، ورؤوس منحوتة، واواني طقسية، وخواتم ـ يعتقد انها تدور في اوساط فنية واسواق سوداء في العالم.

 وذكرت الصحيفة ان الانتربول (الشرطة الدولية) دخلت في هذه القضية، كما مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي FBI، حيث تمكنا من تحقيق نجاحات مبكرة، ومن بينها استعادة 8 خواتم اسطوانية.

 ونقلت عن بوني ماغنيس وهو اثاري ومدير برنامج السرقات الفنية في الاف بي أي FBI قوله، "نحن نواصل البحث عن تلك المواد. وما زال مهما بالنسبة لنا ان نستعيدها اذا ما ظهرت". واشار الى ان "تلك المواد تمثل طلوع الحضارة في العالم الغربي".

 ويقول بوغدانوس ان اسباب سرقة الاثار كثيرة بكثرة الناس، ومنها "المال، والرغبة، والفهم الخاطيء بانهم بذلك يحفظون الثقافة العراقية... والضغينة الثقافية، الارث، تستخدم كسلاح... أي كل دافع منحط او يثير الاحباط بامكانك تصوره". وقال ان قسما كبيرا من هذه الثروة اعيدت للشرق الاوسط.  

وتشير الصحيفة الى ان مركز السياسة الثقافية في جامعة شيكاغو، استدعى الذكرى الخامسة للنهب، بعقد جلسة نقاشية الاربعاء في نادي الصحافة الوطنية بواشنطن، تحت عنوان "آثار تحت الحصار"، ستناقش ما يدعوه مديره، لورنس روثفلد، استمرار جريمة تآكل التاريخ المدفون في صحراء العراق.

 يقول روثفلد للصحيفة ان "الاف بي أي والانتربول يعملان الان على ذلك، لكن الفريق التحقيقي، كما في حالة الانتربول، يعد أعضاؤه على اصابع اليد الواحدة، وان ذلك الفريق مسؤول ليس عن العراق وحسب بل عن محاربة جميع اشكال المتاجرة غير الشرعية في الاشياء الثقافية في مستوى العالم، لذا فهم في حاجة الى المساعدة".

 وتساءل روثفلد عن سبب عدم ضم البنتاغون منظمات فنية عالمية في تخطيطها من مرحلة قبل الحرب حتى وقت مبكر من العام 2003. وقال "فلو كانوا على الطاولة (منذ البداية) لكان، من الارجح، بوسعهم الحيلولة دون ترك المتحف عرضة لهجمات السلاب وقت سقوط النظام".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15 نيسان/2008 - 8/ربيع الثاني/1429