تحولات امريكية ايجابية تجاه التيار الصدري

تطبيع سياسي ام احتواء للنفوذ الايراني

شبكة النبأ: لا يمكن فصل كل ما من شأنه تأزيم الوضع العراقي او تهدأته عن مجريات السياسة الحكومية والأداء العسكري للقوات الامريكية وكذلك تصريحات قادتها الكبار، والواضح من نبرة التقارب التي خرج بها الجنرال باتريوس ووزير الدفاع الامريكي غيتس باتجاه التيار الصدري مؤخرا، تهدف الى استمالة التيار سياسيا، سواء لإدراك الامريكان حجم التيار الصدري او تمهيدا لتهدئة الاوضاع قبيل تخفيض مرتقب لعدد الجنود الامريكيين بالعراق والانتخابات المحلية المرتَقَبة بعد بداية التخفيض مباشرة، او لقطع الطريق امام النفوذ الايراني في العراق.

كذلك فان التطورات الأمنية واخرها اغتيال مدير مكتب الشهيد الصدر في النجف الشيخ رياض النوري، تلقي بتساؤلات كبيرة عن سبب استهداف الشخصيات المعتدلة في التيار الصدري، وهل ان وراء هذا الاستهداف محاولات لخلق اجواء اكبر من عدم الاستقرار في العراق..؟

باتريوس يدعو الى الاعتراف بشرعية حركة الصدر

ووصف الجنرال ديفيد باتريوس قائد القوات الامريكية في العراق، زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بانه "قائد حركة سياسية مهمة وشرعية" داعيا الحكومة العراقية التي ساهم الصدر في انتخابها الى الاعتراف بها و"مد اليد" للتعامل معها.

وقال باتريوس خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في واشنطن، مع السفير الامريكي في العراق ريان كروكر، إن "أفضل طريقة لوصف مقتدى الصدر، هي أنه وجه لحركة سياسية مهمة وشرعية، وهو قائدها أيضا."

والسيد مقتدى الصدر هو زعيم التيار الصدري، ونجل السيد محمد محمد صادق الصدر الذي يقلده اتباع التيار الصدري، والذي اغتالته مخابرات النظام البائد مطلع عام 1999، ويتزعم الصدر ايضا (جيش المهدي) الذي اسسه في تموز 2003، كذراع عسكري للتيار الصدري.

ووصف باتريوس حركة السيد مقتدى الصدر، بانها "جزء من التحالف الذي انتخب رئيس الوزراء نوري المالكي."

ويحوز الصدريون على (30) مقعدا في البرلمان العراقي ذي الـ(275) مقعدا، وكانوا دخلوه كأحد مكونات الائتلاف العراقي الموحد، وهو تحالف شيعي يضم حزب الدعوة الذي ينتمي له نوري المالكي والمجلس الاسلامي الاعلى لكنهم سرعان ما انفصلوا عن الائتلاف واصبحوا كتلة مستقلة، وسحبوا وزراءهم الخمسة من الحكومة العام الماضي فاصبح الائتلاف يحوز على 83 مقعدا، كما انسحب ستة من وزراء التيار الصدري من حكومة المالكي، في اب اغسطس من العام الماضي.

واضاف باتريوس خلال المؤتمر الصحفي، ان على الحكومة العراقية، ان "لا تعترف بحركة الصدر فقط، وإنما ينبغي أن تتعامل معها وتمد لها يدها".

الصدر لن يكون عدوا لامريكا اذا التزم بالسياسة

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان السيد  مقتدى الصدر لن يعامل كعدو للولايات المتحدة اذا اختار ان يلعب دورا سلميا في السياسة العراقية.

وقال جيتس للصحفيين في البنتاجون "ان المستعدين للعمل داخل العملية السياسية في العراق وبصورة سلمية ليسوا اعداء الولايات المتحدة."

واضاف انه سيفاجأ اذا القي القبض على الصدر لدى عودته الى العراق من ايران التي يعتقد على نطاق واسع انه موجود بها. بحسب رويترز.

وقال جيتس ان الصدر "شخصية سياسية مهمة." واضاف " نريد ان يعمل داخل العملية السياسية في العراق. لديه اتباع كثيرون. واعتقد ان من المهم ان يصبح جزءا من العملية ان لم يكن كذلك بالفعل."

وقال جيتس انه لا يقرأ الوضع في العراق فقط في "نفس الصفحة" مع بوش وانما ايضا "في نفس السطر ونفس الكلمة."

واضاف ان السياسة الحالية "حصلت على تصديق جماعي من كبار ضباط الجيش والزعماء المدنيين في بلدنا بما فيهم انا نفسي."

الغزل الامريكي بالصدر من زاوية عراقية 

من جهة ثانية اجمع سياسييون عراقيون ينتمون الى كتل سياسية مختلفة على ان نبرة الغزل التي خرج بها مسؤولان امريكيان خلال يومين بالتيار الصدري تهدف الى استمالة التيار الصدري سياسيا سواء "لادراك الامريكان حجم التيار الصدري سياسيا" او تمهيدا لتهدئة الاوضاع قبيل تخفيض مرتقب لعدد الجنود الامريكيين بالعراق.

وأرجع محمد الحميداوي عضو حزب الفضيلة الاسلامي موقف الادارة الامريكية نتيجة ادراكها حجم واهمية التيارالصدري حسب تعبيره.

 وقال الحميداوي لوكالة اصوات العراق، ان احداث البصرة وبعض المحافظات التي اصطدم التيار الصدري فيها مع الدولة اثبتت "قوة هذا التيار وشعبيته" في اشارة الى المواجهات الدامية التي اندلعت في البصرة اواخر الشهر الماضي بين القوات الحكومية ومسلحين يعتقد انهم مرتبطون بالتيار الصدري اثر شروع الحكومة بحملة "صولة الفرسان" استهدفت "المسلحين الخارجين على القانون" سقط خلالها المئات بين قتيل وجريح.

ولم تهدأ المواجهات الا باعلان زعيم الصدريين مقتدى الصدر براءته ممن يهاجم مكاتب الاحزاب ومؤسسات الدولة وهو ما عده الحميداوي "تبرؤا من بعض القادة المنشقين عن التيار" اسهم الى جانب تجميده جيش المهدي في تخفيف حدة التوتر بين التيار الصدري والولايات المتحدة.

وكان  الزعيم الشاب مقتدى الصدر قد اصدر  قرارا في اواخر آب اغسطس 2007 يلزم افراد جيش المهدي  التابع للتيار الصدري بتجميد عملهم واعلن بعدها  تمديد التجميد لستة اشهر اخرى تبدأ ب 26 شباط فبراير الجاري.

 وقال " ان الامريكان ادركوا جيدا ثقل هذا التيار جماهيريا " واوضح الحميداوي بان الامريكان يحاولون ان يحلو مشاكلهم مع التيار الصدري لانهم علموا ان هذا التيار سيخلق لهم الكثير من المشاكل بالعراق

ويشغل حزب الفضيلة الاسلامي 15 مقعد من مقاعد مجلس النواب البالغة 275 بينما يحوز الصدريون على 30 مقعدا في البرلمان الذي دخلوه كأحد مكونات الائتلاف العراقي الموحد وهو تحالف شيعي يضم حزب الدعوة الذي ينتمي له نوري المالكي والمجلس الاسلامي الاعلى لكنهم سرعان ما انفصلوا عن الائتلاف واصبحوا كتلة مستقلة وسحبوا وزراءهم الخمسة من الحكومة العام الماضي فاصبح الائتلاف يحوز على 83 مقعدا منها 15 يشغلها حزب الدعوة.

وكان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات المتعددة الجنسيات بالعراق دعا الحكومة العراقية على اتباع سياسة مدّ اليد للتيار الصدري الذي وصفه بأنه حركة سياسية شرعية.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك له مع السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر في واشنطن الخميس "أعتقد أن أفضل طريقة لوصف مقتدى الصدر هو أنه يمثل الواجهة والقيادة لحركة سياسية عراقية شرعية مهمة للغاية. حركة كانت جزءاً من كتلة الائتلاف العراقي الموحد الذي انتخب رئيس الوزراء نوري المالكي" وبعده بيوم خرج وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس وقال ردا على سؤال خلال مؤتمر صحفي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولن في مقر البنتاجون ان الصدر هو احد الرموز السياسية في العراق ولديه قاعدة شعبية كبيرة وان واشنطن ترغب في ان يشارك في العملية السياسية.

أما الأدميرال مولن فقد وصف السيد مقتدى الصدر بانه لغز كبير، مشيرا الى أن " وقف إطلاق النار الذي أمر به قبل عدة أشهر كان له تأثير إيجابي وأسهم في الحد من أعمال العنف."

ورد عضو جبهة التوافق العراقية عز الدين الدولة تبدل موقف الادارة الامريكية من التيار الصدري بعدما كانت تصفه بالارهابي الذي يتلقى دعما من ايران الى "تمييزها بين التيار الصدري الحقيقي وبين الخارجين على  القانون".

وقال ان "اي مراقب يعلم حجم التيار الصدري وثقله بالساحة العراقية" باعتباره "تيارا فاعلا على الساحة السياسية".

وتشغل التوافق 44 مقعد من مقاعد مجلس النواب وهي ائتلاف من قوى سنية. وكانت سحبت وزراءها الخمسة ونائب رئيس الحكومة العام الماضي احتجاجا على تهميش دورها.

ورجح محمود عثمان القيادي الكردي  في التحالف الكردستاني ان يكون سبب تبدل "النغمة الامريكية" على حد وصفه، الى استعداد لسحب جزء من القوات الامريكية من العراق.

وقال ان الادارة الامريكية تحاول حل مشاكلها في العراق تمهيدا لسحب جزء من القوات العسكرية الامريكية وخوفا من ان يلغي السيد مقتدى قرار تجميد جيش المهدي ما يؤثر على وضعهم في العراق ويربك قرارهم سحب جزء من القوات (20 الف جندي) كما هو مقرر في تموز يوليو القادم.

الصدر يرد على تصريحات غيتس ويصفه بـ"الارهابي"

وردَّ السيد مقتدى الصدر في بيان شديد اللهجة على تصريحات وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي قال فيها ان الاشخاص المستعدين للدخول في العملية السياسية في العراق لا يعدوا اعداء للولايات المتحدة ووصفه بـ"الارهابي".

وقال الصدر في بيان وزعه مكتبه في النجف "بعد ان سمعت تصريحات الارهابي وزير الدفاع الاميركي (روبرت غيتس) كان لزاما علي ان ارد عليه بما يليق بامثاله الارهابيين واقول لم تكونوا يوما لي من الايام الا عدوا وستبقون الى اخر قطرة من دمي انتم ومن يتخذكم صديقا او وليا او يهادنكم او يفاوضكم  فانا بريء منه الى يوم الدين".

واضاف موجها كلامه للولايات المتحدة "اني لم اعادي غيركم ايها المحتلون فكل الشعب العراقي هم اخوة لي ما داموا لكم يعادون ولخروجكم يطلبون وبجدولة انسحابكم ينادون".

واضاف الصدر في رده على غيتس "وان لم تتخذني عدوا فاني اتخذتكم عدوا لي وان لم تنسحبوا من ارضنا او تجدولوا وجودكم بجدولة يرتضيها الشعب العراقي فذلك لن يثنيا عن اخراجكم من ارضنا ومقاومتكم بالطرق التي نراها مناسبة لذلك".

وتابع متسائلا "فاي عملية سياسية تريد ان تدخلني بها وانت تحتل ارضي ونحن احييناها (العملية السياسية) املا بان تكون انطلاقة لخروجكم وانسحابكم من ارضنا".

مقتدى إلى النجف للقاء السيستاني وإيجاد حل لـ جيش المهدي

وقالت مصادر عراقية مطلعة ان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ترك مقاعد الدراسة في حوزة قم وعاد الى النجف، بصحبة رئيس الوزراء الاسبق الدكتور ابراهيم الجعفري، الذي اختتم زيارة لايران، بذل خلالها جهودا كبيرة لترتيب »حل سياسي« لقضية حل جيش المهدي.

لكن الدكتورة اسماء الموسوي، عضوة الهيئة السياسية لمكتب الشهيد الصدر، اكدت لـجريدة الوطن، ان الصدر اصلا موجود في مكان سري في النجف ولم يغادره على حد قولها، ونفت علمها بان الصدر موجود في قم، او انه رجع الى النجف. وقالت، لا علم لي بهذه الامور التي تتعلق بشخص السيد مقتدى الصدر ولا يمكن لي التعليق عليها.

وقالت مصادر عراقية ان الصدر عاد بعد اتصال هاتفي بينه وبين مكتب السيستاني للاستفسار عن تطابق مواقف المرجعية مع تصريح حامد الخفاف الناطق باسم السيستاني، والذي نفى فيه صدور اي تعليق من المرجع الشيعي الاعلى في النجف على سؤال مقتدى الصدر حول حل ميليشيا جيش المهدي.

فكانت الاجابة بان السيستاني لا يتعامل الا مع مقتدى الصدر شخصيا في هذا الموضوع وليس مع مندوبين عنه، فاضطر مقتدى الى العودة للنجف والانتهاء من حل تعقيدات هذا الموضوع، والاستماع بشكل مباشر الى ما سيقوله له السيستاني، لاسيما وان اغلب القيادات الميدانية لجيش المهدي او السياسية تشترط وجود مقتدى شخصيا في النجف للتعامل مع موضوع تحويل جيش المهدي الى مؤسسة ثقافية كما هو حال منظمة بدر، التي كانت اصلا فيلق بدر، الجناح المسلح للمجلس الاعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم.

اغتيال النوري يهدف لاحداث نوع من عدم الاستقرار بالنجف 

من جهة ثانية استنكر عضو مجلس النواب عن التيار الصدري فلاح حسن شنشل، حادث اغتيال رياض النوري احد أبرز مساعدى السيد  مقتدى الصدر في مدينة النجف موضحا ان هذه العملية تهدف لاحداث نوع من عدم الاستقرار في النجف.

وأوضح شنشل لوكالة أصوات العراق ان " الهدف من عملية الاغتيال احداث ازمة وحالة غير طبيعية في النجف."

ووصف هذا الحادث بالمؤسف وقال ان " هناك أيد خبيثة ومجرمة نفذت عملية الاغتيال الاثم للسيد رياض النوري " مؤكدا ان الهدف من العملية جعل محافظة النجف غير مستقرة. ورفض شنشل اتهام اي جهة بعملية الاغتيال وقال " نحن ننتظر نتائج التحقيقات."

وكان السيد حيدر الجابري من مكتب الشهيد الصدر في النجف قال في وقت سابق ان "مسلحين مجهولين أطلقوا النار الجمعة على السيد رياض النوري احد ابرز مساعدي السيد مقتدى الصدر امام منزله في حي الفرات شمالي النجف لدى عودته من صلاة الجمعة."

وأضاف ان الحادث أسفر عن مقتل السيد النوري على الفور فيما لاذ المسلحون بالفرار مستقلين  سيارة بلا لوحات.

ومن جانبه قال الناطق الرسمي باسم الإدارة المدنية في محافظة النجف أنه تم فرض حظر التجوال بدءا من عصر الجمعة وحتي إشعار آخر وذلك في اعقاب اغتيال أحد أبرز مساعدي الزعيم الشيعي مقتدي الصدر في المدينة.

وأوضح أحمد دعيبل، أن " الادارة المدنية في محافظة النجف قررت فرض حظر التجوال في مدينة النجف من عصر اليوم وحتى اشعار اخر لاسباب أمنية " مشيرا إلى أن القرار جاء في أعقاب اغتيال السيد رياض النوري احد ابرز مساعدي السيد مقتدى الصدر في النجف.

مسؤول الصدريين في كربلاء: ندعو للتهدئة والخطاب العقلاني 

وقال مدير مكتب الصدر في كربلاء، إن توجه التيار الصدري في الوقت الحاضر هو التهدئة واعتماد الخطاب العقلاني بعد أن أوقفت الحكومة العراقية الاعتقالات وهدأت من الوضع الأمني، على حد قوله، فيما وصف قرار عدم مشاركة التيار بالانتخابات القادمة بأنه"مجحف". 

وأوضح الشيخ عبد الهادي المحمداوي لوكالة أصوات العراق أن "الحكومة العراقية هدأت الوضع في الجانب الأمني وأوقفت الاعتقالات." مشيرا إلى إن "هدف التيار في الوقت الحاضر هو الحل السلمي كما هو شانه في كل وقت."

وأضاف"التيار الصدري الآن يدعو إلى حل المشاكل بالطرق السلمية لان أي مشكلة إن كانت داخلية أو إقليمية أو دولية لا تحل إلا بالحوار والطرق السلمية."

وبين" توجه التيار يدعو إلى التهدئة واعتماد الخطاب العقلاني الهادئ الذي من شانه يؤدي إلى التهدئة ووقف نزيف الدم."

وزاد" كما ندعو إلى تصريحات إعلامية هادئة والابتعاد عن التصريحات التي من شانها إثارة المشاعر."

ولفت الى ان" التيار الصدري لا يريد سوى خروج قوات الاحتلال من العراق أو وضع جدولة لهذا الخروج."

ونفى ما قال انه "ادعاءات" بان "التيار الصدري قام بإحراق المباني الحكومية وتفجير الجسور في مواجهات البصرة"

وقال"التيار لا توجد لديه تعليمات بفعل ذلك"متهما جهات لم يسمها " مدفوعة استفادت من الوضع ودخلت باسم التيار الصدري وشوهت صورته."

ونوه المحمداوي  إلى إن مشاركة" التيار في الانتخابات القادمة حق كفله الدستور ومحاولات إخراجه منها يدعو إلى الأسف وهو قرار مجحف." وقال "هناك أكثر من 20 ميليشيا مسلحة في العراق الآن  تعمل تحت عناوين شتى."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15 نيسان/2008 - 8/ربيع الثاني/1429