الانفتاح في كوبا والحياة في العصر الحجري

شبكة النبأ: بعد سنوات طويلة من السيطرة والإنغلاق وحكم القبضة عليهم، تنفس الكوبيون الصعداء ما أن لاحت بوادر التغيير والإصلاح على يد راؤول كاسترو شقيق الزعيم المتنحي عن السلطة الكوبية فيدل كاستروا.

إذ سمح راؤول وبخطوة غير مسبوقة في كوبا بحدوث عدة متغيرات في مفاصل الحياة الكوبية، والتي تعد هذه المتغيرات من البديهيات والمسلمات العامة لدى كل بلدان العالم، كالدراجات والهواتف النقالة وغيرها، غير ان نظام شقيقه السابق كان قد فرض عليها العقوبات والحظر الشديد.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض على القارئ الكريم جوانب من حياة المواطن الكوبي المسجون في قلاع الشيوعية المهترئة بعد التطورات السياسية في نقل السلطة إلى شقيق كاسترو والانفتاح المتأخر جدا على الرفاهية المعاصرة ليكون بذلك متنفس للكوبيين هناك:

السماح للكوبيين بالاقامة في الفنادق المخصصة للأجانب!

قام الرئيس الكوبي راوول كاسترو بخطوة حساسة جدا في نظر الكوبيين وهي السماح لهم بالاقامة في الفنادق داخل بلادهم المخصصة حتى الان للاجانب فقط وهو ثالث تدبير يتخذه في خلال ثمانية ايام لتليين القوانين الصارمة جدا التي تنظم المجتمع الكوبي.

وقد اكد موظفو استقبال في فنادق دولية عدة في كوبا انهم تلقوا تعليمات حكومية تسمح لهم من الان فصاعدا باستقبال زبائن كوبيين. بحسب فرانس برس.

وقال موظف استقبال في فندق كوباكابانا في هافانا: نعم لقد تلقينا تعليمات كهذه وهي مطبقة حاليا. كما اكد موظف استقبال في كل من فندقي ريفييرا وناسيونال العريق هذا الخبر.

واوضحت هذه المصادر انه يتوجب على الكوبيين الذين يقصدون فنادقهم التي كانت حتى الان محظورة عليهم ان يدفعوا بالعملات الصعبة البيزو القابل للتحويل وبالاسعار المطبقة على الاجانب. بحسب فرانس برس.

وبعد السماح ببيع اجهزة الكمبيوتر والهواتف الخليوية يعد هذا التدبير الاكثر دلالة ورمزية الذي يعتمده الرئيس الجديد في خطوة باتجاه تليين القوانين التي تنظم حياة الكوبيين. ويثير حظر الدخول الى فندق استياء شديدا لدى عدد من الكوبيين الذين ينددون في مجالس خاصة بما يسمونه "الفصل العنصري" و"التمييز" داخل بلادهم.

وكان راوول كاسترو وعد في خطاب تنصيبه في 24 شباط/فبراير بانه سيرفع "في الاسابيع المقبلة" بعض "الممنوعات" التي تعوق في نظره الاقتصاد الكوبي الموجه كليا.

وقد خلف وزير الدفاع السابق شقيقه فيدل كاسترو (81 عاما) الذي عدل عن الترشح لولاية جديدة بسبب وضعه الصحي بعد فترة نقاهة استمرت 19 شهرا.

ويعتبر التدبير من الناحية الاقتصادية خطوة اولى باتجاه فتح السياحة امام السوق الداخلية لكن يتوقع ان يكون تأثيره المباشر محدودا على غرار التدابير السابقة. ففي الواقع سيكون بامكان الكوبيين الذين يتوفر لديهم بيزو قابل للتحويل وبكميات كافية فقط الاقامة في فنادق لا يقل سعر الغرفة فيها عن 50 بيزو قابل للتحويل (54 دولارا اميركيا) وغالبا ما يفوق سعرها المئة بيزو.

ويحق للكوبي الذي يعيش في المنفى ان يرسل 300 دولار كل ثلاثة اشهر الى افراد العائلة الذين لا يزالون في الجزيرة. وتدفع رواتب الغالبية الساحقة من الكوبيين بالبيزو العادي الذي تقل قيمته باربع وعشرين مرة عن البيزو القابل للتحويل علما بان معدل الراتب الشهري يبلغ 407 بيزو عادي اي ما يعادل 17 دولارا.

وحتى الان لم تتسن معرفة ما اذا كان التدبير يشمل اكبر مجمع سياحي في كوبا "فاراديرو" على بعد 150 كلم شرق هافانا مع فنادقه المئة التي يدار معظمها بشكل "مشترك" من قبل الدولة الكوبية والمجموعات الاجنبية. ويحظر على "الكوبيين العاديين" دخول هذا الموقع السياحي. بحسب (CNN).

وكان ممثلون عن مجموعات فندقية اوروبية عاملة في كوبا اشاروا اخيرا الى اجتماعات مع مسؤولين كوبيين طلبوا منهم فتح مزيد من الفنادق مع تخصيص مزيد من الغرف لكن فقط للكوبيين الذين يستحقون ذلك الذين يمثلون رسميا "الطليعة الوطنية" ممن تقدم لهم مؤسستهم او ادارتهم اقامة مدفوعة من الدولة.

وفي شريط فيديو لطالب كوبي وجد طريقه إلى الشبكة العنكبوتية في فبراير/شباط، سأل الأخير رئيس الجمعية الوطنية الكوبية لماذا لا يمكن للكوبيين السفر بحرية إلى هذه المنتجعات.

وبالرغم من أن التصريح علناً بالسخط والاستياء مسألة نادرة، غير أن الشريط عكس مشاعر تتردد في صمت لسنوات طوال، خاصة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991.

يُذكر أن الاقتصاد الكوبي يعوّل على السياحة كأحد أهم مصادر دخله.

شراء المواد الكهربائية بعد سنوات طويلة من الحظر

ويأتي هذا التطور، بعد أسبوع على إعلان الحكومة الكوبية رفع الحظر على تملك الكوبيين لجهاز "الموبايل" الخلوي!، وإن كان يعد امتيازا هنا بسبب كلفته أيضاً.

وتخفيف القيود على هذه الخدمات والسلع المترفة، بدأت معالمها عقب تسلم الرئيس راؤول كاسترو زمام السلطة من شقيقه العليل فيدل كاسترو في فبراير/شباط الماضي.

وكان راؤول قد صرح حينها بأن حملة الإصلاح ستأخذ مجراها.

ومؤخراً وافقت السلطات الكوبية على بيع أجهزة الكومبيوتر و"المايكروويف" ومشغل أقراص الـ دي في دي للكوبيين، وهي سلع كانت تباع سابقاً للأجانب والشركات فقط.

وتزاحم الكوبيون على المتاجر لشراء مشغلات اقراص الفيديو المدمجة (دي.في.دي) ودراجات كهربائية بدأ بيعها للمرة الاولى فيما يتخذ الرئيس الجديد راؤول كاسترو خطوات لرفع كثير من القيود في الدولة الاشتراكية ذات الحزب الواحد. بحسب (رويترز).

وسمح للمتاجر ببيع عشرات البضائع الكهربائية التي كانت محظورة في السابق بما في ذلك أفران الميكروويف والتلفزيونات ذات الشاشات المسطحة وحتى أجهزة الكمبيوتر.

وقال فيليب (53 عاما) وهو مهندس وقف في صف لشراء مشغل أقراص الفيديو المدمجة: كان ينبغي فعل ذلك منذ زمن بعيد. كان ينبغي عدم حظرها.

وتراوح سعر مشغلات اقراص الفيديو المدمجة من النوعين فيليبس وباناسونيك بين 118 و162 دولارا وهو أعلى بكثير من السعر في بلدان أخرى لكنه اقل من السعر المعتاد في السوق السوداء المزدهرة في كوبا.

ورحب الكوبيون بالسماح بالحصول على مزيد من السلع الاستهلاكية المتاحة بالفعل في كل مكان بالعالم.

وقال رايدل ليفيا (42 عاما) الذي كان أول من اشترى دراجة نارية صنعت في الصين وتعمل بالبطارية من مركز تسوق في هافانا وبلغ سعرها 900 دولار: بعد تلك السنوات الطويلة. هذا عظيم. الان يمتلك الكوبيون خيارات جديدة ويمكنني حل مشكلة المواصلات التي تواجهني.

ونظرا لان متوسط الاجور في كوبا يبلغ 17 دولارا في الشهر فان كثيرا من البضائع المعروضة للبيع كانت بعيدة عن متناول يد أغلب الكوبيين.

ويتعين على الكوبيين شراء السلع الاستهلاكية بالعملة الصعبة أو بالبيزو القابل للتحويل الى العملة الصعبة والذي تتجاوز قيمته 24 مثل البيزو الكوبي الذي تدفع به الاجور الحكومية.

ونحو 60 بالمئة من الكوبيين يمكنهم الحصول على العملة الصعبة من خلال التحويلات النقدية من اقارب بالولايات المتحدة أو علاوات أو بقشيش من سياح ومن التعاملات بالسوق السوداء.

كاسترو يعرب عن قلقه من الهاتف الجوال

وحذر فيدل كاسترو من الأضرار التي يمكن ان تنجم عن "الذبذبات الالكترونية" للهواتف الجوالة والاجهزة الرقمية الاخرى فيما سمح شقيقه راوول ببيعها في كوبا.

وفي رسالة بعث بها الى المؤتمر السابع لتجمع الفنانين والكتاب الكوبيين عبر الرئيس الكوبي الذي تنحى عن السلطة منذ شباط/فبرابر عن بعض القلق الذي ساوره، بعد الاستماع الى كلمات المشاركين في المؤتمر.

وكتب فيدل كاسترو قبل يومين تحدثت مقالة نشرتها الصحافة الاجنبية عن ابرز 30 ابتكارا غير العالم: الاقراص المدمجة والجي.بي.اس والدي.في.دي والهاتف الجوال والفاكس والانترنت والفايس بوك والات التصوير الرقمي والبريد الالكتروني الخ. بحسب (ا ف ب).

واضاف، ان الشركات التي تقف وراء هذه الاجهزة قد ربحت دولارات بكميات لا يمكن تصورها. وقال، الأسوأ ايضا هو ان كلا من هذه الاجهزة سيستبدل به ابتكار اشد فعالية ولا نستطيع حتى ضمان سرية ما يقوله اثنان على مقعد في حديقة عامة.

وتساءل كاسترو: هل يمكننا ان نضمن الصحة العقلية والجسدية مع التأثيرات التي لم تعرف بعد لكثير من الذبذبات الالكترونية التي لم تتأهب لها النفس والجسم البشريان؟.

ولم يشر كاسترو من جهة ثانية الى قرار اتخذه الاسبوع الماضي شقيقه راوول الذي خلفه رئيسا في 24 شباط/فبراير والذي سمح بموجبه بيع اجهزة الكومبيوتر والهواتف الجوالة والافران الكهربائية والدي.في.دي وتجهيزات منزلية اخرى.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 9 نيسان/2008 - 2/ربيع الثاني/1429