![](imeags/434.jpg)
شبكة النبأ: جرى العرف أن تختار المهرجانات السينمائية المتخصصة
موضوعا محددا تعالجه وتقدمه للجمهور من زوايا متعددة، لكن مهرجان
فريبورغ الدولي للسينما ابتكر هذا العام تقليدا جديدا باختيار أكثر من
محور لموضوعات دورته الثانية والعشرين، التي انطلقت مطلع هذا الشهر
وتتواصل لمدة أسبوع كامل.
وكل محور يمكن تناوله على انفراد، كما يمكن البحث عن العلاقة التي
تربط بينها سواء بشكل جماعي أو بين اثنين من العناصر، وفي جميع الأحوال
فإن عشاق الفن السابع هم الذين يستمتعون بحصيلة لا بأس بها من الأفلام.
ويقول المدير الفني للمهرجان إدوارد واينترو إن هناك فرقا بين تعامل
سينما أميركا اللاتينية مع موضوع الثورة عن تعامل سينما آسيا أو
أفريقيا، مؤكدا أن الأجيال الشابة في أوروبا لا تعرف من الثورة سوى
الكلمة أو ما تدرسه في كتب التاريخ.
ثورات وثقافات
واينترو يرى أن السينما الآسيوية عالجت موضوع الثورات بصورة مختلفة
تماما يمكن وصفها بالمتناقضة لأسباب تستحق الدراسة، ومعايشة كل هذه
المتناقضات في الأعمال السينمائية تجربة فريدة
لكن رؤية عمل سينمائي جاد حول تداعيات أي ثورة وتأثيرها على المجتمع
وانعكاساتها الدولية، هي نوع من المعايشة لا سيما أن العروض تكون
متبوعة بحوارات، إلى جانب حلقات نقاش متخصصة حول محاور المهرجان تشارك
فيها نخبة من المثقفين والمحللين في السياسة والاجتماع.
فأوروبا تحتفل هذا العام بذكرى مرور 40 عاما على آخر ثورة قام بها
شبابها في مايو/ أيار 1968، عندما حاولوا تغيير المجتمع الأوروبي بحثا
عن العدالة الاجتماعية والسلام، ومن بعدها انطلقت مصطلحات مثل "الإصلاح
والحداثة"، وهو ما انعكس أيضا على الأجيال الجديدة.
كما يرى واينترو أن المتابع للسينما الآسيوية يرى أنها "عالجت موضوع
الثورات بصورة مختلفة تماما يمكن وصفها بالمتناقضة لأسباب تستحق
الدراسة، ومعايشة كل هذه المتناقضات في الأعمال السينمائية تجربة فريدة".
في المقابل كانت سينما الثورة في أميركا اللاتينية –حسب رأيه- أكثر
تفاعلا مع الأحداث، "فالمجتمعات هناك عاشت التحول من الدكتاتورية إلى
الاشتراكية ثم الديمقراطية، وكلها مراحل تحرك المجتمع فيها بصورة
ديناميكية رغم القهر والقمع".
أما محور الحب، فقد رأى أنه يجمع كل العوامل الاجتماعية تحت سقف
واحد ولكنها تتغير من إيران إلى الأرجنتين مرورا بفرنسا واليابان
والهند والمكسيك، ليرى المشاهد كيف تأثرت العلاقة بين الرجل والمرأة في
تلك المجتمعات بما يمر به العالم الآن.
وفي المقابل ينظر النقاد إلى سينما الجريمة "على أنها البوتقة التي
تنصهر فيها عوامل مختلفة، لكن المعالجة هنا أيضا تختلف من ثقافة إلى
أخرى".
عائد تثقيفي
من ناحيتها أكدت المديرة المالية للمهرجان فرانيسيكا بوركهارد أن
فعالياته لا تنظر إلى الربح المالي في المقام الأول بل إلى الفائدة
التي تعود على من يحرصون على زيارته، لا سيما أن المدينة التي تستضيفه
بها جامعة عريقة، ما يدفع شريحة كبيرة من المثقفين إلى زيارة المهرجان،
"كما أن رسالتنا البعيدة عن المال وبريق النجوم صنعت نوعا من الثقة مع
الجمهور، وهو ما تؤكده زيادة عدد زواره من عام إلى آخر".
ونوهت بوركهارد إلى أن حرص حضور ما لا يقل عن 9000 شاب من طلاب
الجامعة والمعاهد الثانوية لفعاليات المهرجان تعني أن له جانبا تثقيفيا
هاما، ليس من السهل وجوده في مهرجان سينمائي في أوروبا على الأقل، حسب
رأيها.
وقد اشتهر المهرجان منذ انطلاقه عام 1986 باهتمامه بسينما الجنوب
والدول النامية، وحرصه على استضافة أفلام روائية وتسجيلية تقدم الواقع
من مختلف دول العالم، وتشجيع المبدعين في الجنوب لشق طريقهم نحو
العالمية. وتساهم الحكومة السويسرية بقرابة ثلث ميزانيته التي تبلغ 1.7
مليون دولار سنويا.
دعوات لترسيخ القيم العربية بمهرجان سينما
الطفل بالقاهرة
تبنى مشاركون في المهرجان الدولي لسينما الطفل بالقاهرة الدعوة إلى
نشر الأعمال التي تحمل القيم العربية والإسلامية.
ودعا كاتب الأطفال المصرى يعقوب الشاروني إلى الاستعانة بالخبرات
العربية, وقال للجزيرة نت إن حفل الافتتاح موفق من حيث اختيار المكرمين
والتقنية المتقدمة على المسرح.
كما قال الشاروني "كنت أتمنى رؤية وتمثيل واستعانة أكبر بالخبرات
العربية من مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين أطفال"، وأرجع الشاروني عدم
مشاركة بعض الدول العربية لقلة إنتاجها.
من ناحية أخرى حثت ديانا فارس -وهي كاتبة سورية وعضو لجنة التحكيم-
على ضرورة إنتاج وتسويق الأفكار والأعمال العربية والإسلامية التنويرية,
القادرة على مخاطبة الغرب ومنافسته, وهذا هو السبيل لمواجهة الغزو
الثقافي لأطفالنا.
ورأت أن هذا يقتضي تدخل الدولة بتقديم الفكرة والسيناريو واستكتاب
مفكرين ليكتبوا للطفل, مع رصد ميزانيات لإنتاج أفلام عالية المستوى,
بالتعاون مع القطاع الخاص.
من جهتها اعتبرت والدة الطفلة لينا أبوالفتوح أن المهرجان فرصة
لاكتشاف وتطوير مواهب الأطفال, واقترحت إعداد أعمال فنية ذات تكنولوجيا
عالية, تحمل القيم العربية والإسلامية.
أما علي لؤي (12عاما) مذيع وعضو لجنة تحكيم الأطفال, قال للجزيرة نت
إن مشاركته تطور قراءاته وتثريه بحب وصداقات جديدة. كما اعتبر والد
الطفل لؤي أن المهرجان يحقق التواصل وتلاقح الثقافات.
حفل الافتتاح
وقد اكتسى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية في حفل الافتتاح
بالألوان الأحمر والأزرق والأخضر, وطيور تحلق في السماء, وأطفال في شكل
ملائكة لها أجنحة, تبشر بالحب والصفاء والخير والأمل.
وأثناء الحفل كرم أطفال "ولدوا نجوما" منهم الفنانة شادية, وممدوح
عبد العليم، وليلى علوي, فيما عبر الأطفال المشاركون بزيهم وحركاتهم
والموسيقى المصاحبة لهم, عن حضارات عديدة منها العربية والهندية
والصينية والأوروبية.
وشارك في المهرجان 44 دولة عربية وأجنبية –بعد انضمام روسيا واعتذار
هولندا- قدموا جميعا 304 أعمال فنية, ما بين الأفلام الروائية الطويلة
والقصيرة, وأفلام التحريك والبرامج التلفزيونية.
وشاركت عشر دول عربية بـ83 عملا ومنها مصر حيث شاركت وحدها بسبعين
عملا, وحضر المهرجان مائة ضيف.
وقال رئيس المهرجان فوزى فهمى إن هذا العام يتميز بالكثافة والتنوع
كيفا وكما, فقد زادت الأعمال من 245 فى العام الماضي إلى 304, كما زادت
مشاركة مؤسسات المجتمع المدني.
ونظم المهرجان عددا من عروض الأفلام والندوات الفيلمية والعامة
تناقش قضايا عديدة منها التفكير العلمي، والإعلام الاجتماعي، والعنف في
الأفلام، وتقرير اليونيسيف عن وضع الأطفال في العالم 2008.
إقبال سويسري على فيلم يتناول مشاكل الشباب العربي
كادت الدموع تطفر من مقلتي المخرج الأردني محمد المسَّاد من
السعادة وهو يرى قاعات العرض التابعة لمهرجان فريبورغ الدولي للسينما (سويسرا)
ممتلئة عن بكرة أبيها، لمشاهده شريطه الوثائقي "إعادة خلق".
ويتناول الشريط حياة شاب أردني في مدينة الزرقاء، عاد من الجهاد في
أفغانستان ليبدأ حياة جديدة في بلاده، إلا أن ظروف المعيشة هناك لم
تمكنه من مواصلة حياته مع زوجتيه وأطفاله الثمانية، فيقرر الهجرة إلى
الغرب.
وقال المسّاد "إن من بين أسباب إقبال الجمهور الأوروبي على الشريط،
تعطش الرأي العام هنا لمعرفة الصورة الحقيقية لما يحدث في بلادنا
بواسطة عدسة عربية ومخرج من أبناء المنطقة".
وأكد المخرج أن الفيلم وإن كان صور في الأردن "فهو ليس عن الأردن
أو الإسلام، بل عن أوضاع غالبية الشباب في الدول العربية، لأن معظم
شعوبها باستنثناء دول الخليج تعيش ظروفا مثل تلك التي عاشها أبو عمار
بطل الفيلم".
صناعة التطرف
وأضاف المساد "أردت من خلال الفيلم أن يعرف الرأي العام الغربي أن
العربي لا يولد وحول وسطه حزام ناسف، بل إن هناك العديد من الأسباب
التي تدفع الشباب إما إلى التطرف والتزمت أو إلى الفرار بعيدا عن
الواقع الأليم".
ويكشف الشريط الذي يسجل لقطات كاملة من حياة أبو عمار اليومية في
فترات مختلفة، بعض التناقضات المنتشرة في أغلب الدول العربية، بين
الفقر والثراء، الطموح والإحباط، الحلم والواقع، ورغم كل ذلك فإن
السواد الأعظم من المواطنين يواجه الحياة بحلوها ومرها، بعضهم يتكيف مع
الواقع وآخرون يحاولون التمرد، كل بطريقته.
ونفى المسّاد في رده على أسئلة الجمهور أن يكون انتشار ما وصفوها
بالأفكار الأصولية هي السبب وراء مشكلات الشباب العربي "بل هي السياسة
الدولية في الشرق الأوسط، التي تطلق مسميات مثل الحرب على الإرهاب دون
أن تحدد ما هو هذا الإرهاب، كما أن غياب السلام ودوامة الحروب التي
تعيشها المنطقة تجعل اليأس يتسرب إلى النفوس".
سارقو الأحلام
وحذر السينمائي من أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ستخلق
العديد من المشكلات وكأن الأمر مبرمج له من قبل، لتتزامن تلك الأزمات
مع ضعف الحكومات العربية وغياب الرؤية المستقبلية لها في التعامل مع
مواطنيها والمشكلات التي تواجههم في نواحي الحياة كافة.
وقال المسّاد "لقد سرقت الأنظمة العربية الفاشلة كل شيء من أجيالنا
الشابة، ليس في استطاعة أي شاب عربي أن يخطط حياته بشكل منظم مثل بقية
الشعوب الراقية، بل أدى الفشل في التخطيط والتنظيم إلى حالة من اليأس
والقنوط".
وحث المخرج الأردني الشاب الجمهور الأوروبي أثناء حواره مع مشاهدي
فيلمه، على عدم الاعتماد تماما على ما تبثه أجهزة الإعلام لديهم "لأن
لها اهتمامات أخرى وأجندة محددة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالشرق
الأوسط"، وضرب على ذلك مثالا بأحداث غزة، وكيف تتناولها وسائل الإعلام
الغربية بسطحية رغم حجم المأساة، حسب وصفه.
وأضاف أن الشعوب العربية بحاجة إلى السينما التسجيلية النابعة من
حياتها اليومية "بدلا من إغراق العقول في ما تبثه الفضائيات التافهة"
معتبرا تجربة إطلاق الجزيرة الوثائقية جديرة بالاحترام، لأنها تمكنت من
رعاية الشريط الوثائقي وتقديمه إلى أكبر شريحة من المشاهدين، ما سيؤثر
على تعامل المشاهد مع هذه النوعية من الأفلام مستقبلا.
مخرجان مسرحيان عراقيان يشتغلان على الموت
والعذراء
بدأ مخرجان مسرحيان عراقيان (كل على انفراد) اشتغالاتهما على
عملين مسرحيين معدين عن مسرحية عالمية واحدة هي (الموت والعذراء)
للكاتب التشيلي (ايرل دوبرمان)، وأحدهما لايعلم بالاخر الا من خلالنا
حينما ابدينا اهتماما من اجل التعرف على انشغالاتهما على هذا العمل
بالمصادفة، هذان المخرجان هما الدكتور هيثم عبد الرزاق وابراهيم حنون،
وقد منح الاول المسرحية عنوانا اخر فيما ابقى الثاني على العنوان
الرئيسي.
يقول الفنان الدكتور هيثم عبد الرزاق: انتهيت من وضع اللمسات
الاخراجية الاخيرة على العمل الذي منحته عنوان (الظلال) حيث الاعداد
والاخراج والسينوغرافيا لي عن (الموت والعذراء)، ونستعد للبدء
بالتمارين على مسرح كلية الفنون الجميلة، ويؤدي ادوارها الفنانون سها
سالم والدكتور ميمون الخالدي وفلاح ابراهيم، وقد سبق لي ان قدمتها على
مسارح العاصمة الالمانية (برلين) بداية عام 2007 لممثلين المان، والعمل
الحالي نشتغله باللغات الالمانية والكردية والعربية وهي من انتاج ورشتي
الخاصة (ورشة فضاء التمرين المستمر)، واضاف ان العمل يحاكي الواقع
العراقي الحالي بكل احواله ويستخلص الافكار والرؤى ومن اجل رسم ظلال
عالمية على الحدث العراقي ونحاول ان نفتح قنوات للتعرف على الصور لدى
الاخر.
اما المخرج ابراهيم حنون فهو يجري تمارينه اليومية في دائرة
السينما والمسرح على المسرحية التي هي من اعداده واخراجه وتمثيل
الفنانين ماجد فريد ويحيى ابراهيم وميلاد سري وصادق عباس، وقال ابراهيم:
يتطلع العمل بقراءته قراءة متأنية وجديدة نحو تقديم عرض يتسم بملامح
المرحلة التي ينوء بها العراق من هموم وصراعات ونبذ للفكر التباعدي
ولتعميق فكر الكراهية وهي محاولة جادة لرسم عرض يدعو الى التسامح وقبول
الاخر ونشر المحبة واشاعة الفكر التسامي، واضاف: هذا العمل سيقدم ضمن
الموسم المسرحي لعام 2008، ان نقدم عرضا يتسم بالرصانة والجدية ومحاولة
خلق مناخات تعيد المسرح والثقافة المسرحية الى الواجهة ثانية، هذا النص
يمتلك غواية لكونه ملامسة حقيقية لنفس التجربة الانسانية التي كتبها
المؤلف عما يجري في وطنه محاولين ان نقدم ما يلامس الهم العراقي وترسيخ
فكرة المشاركة الحقيقة لاعادة انتاج العرض بصيغة عراقية، وان شاء الله
سيقدم ملامح مرحلة مهمة وهي الحالية بكل تناقضاتها وصراعاتها وكل ما
فيها من التباسات، واكد ابراهيم: ان الجديد في العمل هو مكان العرض
الذي سيكون مختلفا عن العلبة الايطالية التي هي خشبة المسرح بمشاركة
فاعلة في العرض اثناء العرض من قبل الجمهور، كذلك وجود شخصيات كثيرة
اضافة الى ان الفرضية التي نعمل عليها يكون فيها العرض من الفرادة
والامتياز.
المخرجان قالا انهما يشتغلان على العمل وفق رؤية خاصة لكل منهما،
وليس من الضرورة ان يلتقيا، فكل مخرج يمتلك انشغالا خاصا ويحاو ل ان
يصل به الى التكامل.
طباخ الرئيس" يفجر جدلا متزايدا بالشارع
المصري
أثار الفيلم السينمائي "طباخ الرئيس" جدلا واسعا بالشارع السياسي
المصري, وطرح تساؤلات متزايدة إزاء رد فعل الرئيس حسني مبارك, إضافة
إلى نقاش متصاعد عن علاقة الحاكم بالشعب والتي دار حولها محور هذا
العمل.
هذا الفيلم أول عمل فني يسمح فيه بتجسيد شخصية رئيس مصر في الوقت
الحالي، ويدور حول طباخ (طلعت زكريا) يتحول بالصدفة إلى أحد المقربين
من الرئيس (خالد زكي).
وبحديثه العفوي ينقل الطباخ للرئيس صورا من الفساد والظلم, حيث
يكتشف الرئيس طبقا للقصة المكتوبة تضليل مستشاريه وكذبهم ويحاول أن
يصحح الأوضاع، لكن الحاشية تنجح بالنهاية في إبعاد الطباخ المشاغب
لينقطع صوت الشعب عند حاكمه.
مجرد دعاية
في مقابل ما اعتبره نقاد جرأة ظاهرة في التناول, اعتبر آخرون أن
الفيلم يمثل "دعاية" للرئيس، ويرون أنه كرر ما تقوم به الصحف الحكومية
حينما تصب غضبها على الحكومة والوزراء دون التعرض لمؤسسة الرئاسة،
ومحاولة إظهار الرئيس دائما بأنه "رمز الدولة المقدس".
فالرئيس -كما جاء في الفيلم- حينما يعلم سوء حالة رغيف الخبز, يجبر
وزراء الحكومة على تناول وجبة كاملة منه ثم يأمر بإقالة الوزير المختص،
وعندما تخرج المظاهرات ضده تنادي "بالتغيير"، لا يغضب ويقيم حوارا
ديمقراطيا مع زوجة الطباخ التي تنتمي لأحد أحزاب المعارضة وتشارك بهذه
التظاهرات.
مقص الرقيب
في المقابل نفى رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية علي أبو شادي
تدخل الرقابة بحذف أي من مشاهد الفيلم، واعتبر أن مصر تعيش مرحلة
انفراجة ديمقراطية في حرية التعبير "بدليل أنه أصبح بمقدور السينما أن
تجسد شخصية رئيس الجمهورية وهو ما لم يكن ممكنا من قبل".
وتعليقا على أن الفيلم جسد الفساد الحكومي لكنه لم يتعرض للرئيس،
قال أبو شادي إن "قانون الرقابة يمنع "الإساءة" لرئيس الدولة لكنه يسمح
بانتقاد أعضاء الحكومة، وهناك العديد من الأفلام قدمت نماذج فاسدة
لوزراء ومسؤولين ونواب.. القانون لا يمنع ذلك".
مجرد تضليل
من جهة أخرى قال الفنان عبد العزيز مخيون إن الفيلم لم يكن ليرى
النور "لو تعرض بالشرح والتحليل العميق لحقيقة علاقة الشعب المصري
بحكامه".
كما اعتبر أن الفيلم يتضمن "استخفافا" بعقول الجماهير "خاصة عندما
يتحدث عن أن من يحكم مصر حاليا رجل مثالي، وأن الحاشية هي من تضلله".
وبرأي مخيون فإن الفنانين المصريين "ليسوا أصحاب رسالة، حيث لا
يقدمون سينما حقيقية تساند السواد الأعظم من الشعب المقهور أمام
الحكومة". وأضاف أنهم "يقدمون أفلاما تهدف بالأساس إلى الربح، تصنع
بمواصفات شباك التذاكر وليس حسب قيم المجتمع ومشاكله".
كما رفض القول بأن الفيلم يمثل مكسبا جديدا لهامش الحرية المتاحة في
السينما المصرية بتجسيده شخصية رئيس مصر لأول مرة، وتساءل قائلا "ما
المكسب في تضليل الناس بفيلم لا يعكس الحقيقة ويستخف بعقولهم.. لن
يتحقق ما يتوقعون بالسماح لفيلم جاد بالتعرض لهذه المنطقة المحظورة".
في المقابل رفض الفنان خالد زكي الذي جسد شخصية الرئيس قبول ذلك
الرأي, معتبرا أن "لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه". ووصف زكي الفيلم
بأنه "شديد الجرأة"، قائلا إنه "يحمل هدفا نبيلا هو تقديم عمل يحمل
أوجاع الناس ويتحدث عنها بشكل شديد الجرأة".
كما شدد على أن الفيلم ليس له علاقة بالرئيس مبارك، وقال إن المقصود
من شخصية الرئيس هو الحديث عنه كمنصب وليس كشخص، مشيرا إلى أنه كان
حريصا على عدم تقليد الرئيس مبارك في أي حركة وأن الفيلم لم يتضمن
وقائع حقيقية.
تكريم المخرج كارلوس ساورا في مهرجان مرتيل
السينمائي
ينظم نادي "مارتيل للسينما والثقافة" من 18 إلى 22 يونيو/حزيران
المقبل الدورة الثامنة لـ "مهرجان مرتيل للسينما المغربية والسينما
الاسبانية وأمريكا اللاتينية للفيلم القصير" ويتضمن برنامج هذه الدورة،
التي تترأس لجنة تحكيمها أنا أرييطا المديرة العام لأكاديمية الفنون
بإسبانيا، مسابقة رسمية للفيلم القصير وأخرى للفيلم الوئائقي، وذلك
بحضور عد من الشخصيات والمهتمين بالفن السابع من بينهم مديرة المركز
السينمائي المكسيكي مارينا ستافينهاكين فاركس.
وضمن الأنشطة الموازية للمهرجان ستنظم مائدة مستديرة حول "آليات
التعاون المغربي في مجال السينما" بمشاركة مختصين من المغرب وإسبانيا،
كما سيتم بالمناسبة تكريم الممثل المغربي يونس مكري والمخرج العالمي
كارلوس ساورا، إضافة إلى تكريم سينما جزر الكناري بحضور وفد يترأسه
مدير الخزانة السينمائية للمنطقة.
ويعتبر كارلوس ساورا الذي سيتم تكريمه خلال هذه الدورة أول مخرج
إسباني تناول موضوع الحرب الأهلية الاسبانية 17 يوليو 1936– 1أبريل
1939، وتأثيرها على المجتمع الاسباني.
وقد إستطاع كارلوس وبجرأة نادرة إخراج مجموعة من الأفلام رغم
الرقابة التي كانت مفروضة على الانتاج السينمائي في عهد فرانكو، معتمدا
في ذلك على أسلوب التلميح والاستعارات والقصص الرمزية التي طبعت جل
أعماله.
ومن أشهر أفلامه "عرس الدم" الذي أخرجه سنة1981 وفيلم "كازالا" الذي
حصل على جائزة الدب الفضيَ بمهرجان برلين السينمائي سنة 1965، كما حصل
فيلماه "لابريما أنجليكا" سنة 1973 و "إطعام الغربان السود" 1975 على
جوائز خاصة بمهرجان كان السينمائي.
وإستطاع كارولس ساروا من خلال أعماله السينمائية المتميزة، ان يحقق
للسينما الاسبانية شهرة عالمية، مكملا بذلك ما بدأه المخرجون الاسبان
الأوئل أمثال: لويس بونويل المولود سنة 1900 ولويس برلانغا 1921 وخوان
أنطونيو باردم 1922.
"شكلها باظت" يفوز بجائزة مهرجان المسرح العربي
فاز العرض المسرحي المصري "شكلها باظت" لدعاء طعيمة الذي يتعرض
لمشاكل الشباب وطموحاتهم في قالب كوميدي ساخر، بالجائزة الكبرى لمهرجان
المسرح العربي إلى جانب جائزتي أفضل إخراج وأفضل ممثل ثانوي.
وقال رئيس لجنة التحكيم أستاذ المسرح في أكاديمية الفنون المخرج
جلال الشرقاوي إن العرض الفائز كان متميزا في محتواه وإخراجه، وأدائه
التمثيلي مما دفع اللجنة لمنحه هذه الجوائز.
ومن خلال المشاهد الكوميدية في العرض يتم التطرق إلى أحلام الفنانين
منذ طفولتهم وبراءتها، وحتى تخرجهم من الجامعة واصطدامهم بالواقع،
فيوجهون نقدا ساخرا للعلاقات الاجتماعية وازدواجية الشخصية والمعايير
ولنظام الحكم ولتزوير الانتخابات والإحباط العام الذي يعيشه الشباب
والمطالبة بالديمقراطية وفتح المجال واسعا أمام الحريات الخاصة والعامة.
وقال رئيس المهرجان عمرو دوارة إن "هذا العرض المتميز الساخر على
جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية استطاع وللمرة الأولى
في تاريخ المهرجان أن يفرض نفسه على لجنة التحكيم، بأن تختار عرضا
كوميديا لجماليته وسرعة انتقاله بين اللوحات التي تشكل العرض".
وأشار إلى أن الممثلين بالعرض هم من طلاب المعهد العالي للمسرح
وخريجيه، إلى جانب وجود طفلين موهوبين أصرت لجنة التحكيم على منحهما
شهادات تقدير.
جوائز المهرجان
وفاز بالجائزة الثانية العرض المسرحي "ما بنحلمش" لفرقة عين شمس
بينما حصد الجائزة الثالثة العرض "حاول مرة أخرى" لفرقة نادي شبرا
الخيمة.
وفازت مسرحية "مملكة الجنة" بجائزة السينوغرافيا لإيمان خليفة،
ومنحت جائزة التأليف المسرحي للكاتب محمود جمال الذي عرضت له في
المهرجان ثلاث مسرحيات، بينما فاز عبد الناصر ربيع بجائزة أفضل ممثل
دور أول عن دوره في "حاول مرة أخرى".
ومنحت اللجنة جائزة أفضل ممثلة دور أول إلى الفنانة مي عبد الرازق
عن دورها في مسرحية "العمة والعصايا"، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة دور
ثان الفنانة هالة قمر الدين عن دورها في مسرحية "العشرة الطيبة".
وحصلت الفنانة أروى قدورة والفرقة القومية باللاذقية عن العرض
المسرحي السوري "أنت لست جارا" على درع المهرجان.
كما منحت دروع المهرجان لأعضاء لجنة التحكيم مجد القصص من الأردن،
وسعد مغربي من المغرب وإبراهيم نويل من الجزائر وعبد الحكيم بن سينا من
المغرب وحسين عبد الرزاق من مصر وسارة السهيل من العراق.
وكرم المهرجان عددا من المسرحيين العرب بينهم وزيرة الثقافة
المغربية الفنانة ثريا جبران وحاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، ورئيس
مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي فوزي فهمي وسوسن بدر وحسين فهمي
وآخرون.
يذكر أن الفرق التي تنافست على جوائز المهرجان كانت فرقا مصرية في
الأساس، وعددها 13 فرقة في حين شاركت 14 فرقة مصرية في تقديم عروضها
خارج المسابقة الرسمية إلى جانب 10 عروض من ثماني دول عربية يقدم لها
المهرجان درع المهرجان دون أن تشارك في المسابقة الرسمية لأنها تعتبر
من الفرق المحترفة حيث تشترط المسابقة مشاركة الفرق المستقلة غير
المحترفة.
وثائقي مصري يتناول موضوع الخوف من الإسلام في الغرب
باتريس فاردال المسلم الفرنسي الذي اعتنق الإسلام قبل ثلاثين عاما
هو محور لفيلم تسجيلي وثائقي ناقشته ندوة نقابة الصحفيين في القاهرة،
يركز خصوصا على مسألة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف من الإسلام في الغرب.
وفي الفيلم الذي يحمل عنوان "الآخرون" ومدته 26 دقيقة يشير فاردال
إلى "التناقض في حياة الغرب بين الشعارات التي تتحدث عن الحرية واحترام
الرأي الآخر, وبين واقع يجري بشكل مختلف تماما, طابعه التعصب وفرز
حقيقي على أساس الدين واللون والعرق".
ويلخص فاردال مخاوف الفرنسيين من الإسلام, خصوصا بعد أحداث الحادي
عشر من سبتمبر/أيلول 2001, بقوله إن المسلم الفرنسي لا يستطيع أن يجهر
بإسلامه في الوقت الحالي، خوفا من الضغوط الأسرية أو المشاكل مع
الجيران أو الأصدقاء, أو من تعرضه للفصل أو الحرمان من الترقي في جهة
عمله.
محاولة استكشاف
ويقول سيد حمدي منتج الفيلم إن فكرته تأتي في إطار محاولة استكشاف
مخاوف الغرب من الإسلام, وتقديم نماذج من المسلمين الذين ينتسبون للغرب,
وكيف يتعاطون مع هذه المخاوف, وكيف يقدمون مبادئ هذا الدين إلى
مجتمعاتهم.
وأضاف حمدي أن الفيلم جزء من 48 جزءا من سلسلة يزمع إعدادها, تتحدث
عن "الآخر كيف ينظر للمسلمين" اختار لها سبع دول أوروبية إضافة
للولايات المتحدة, وهو يأمل أن تشاركه إحدى الجهات أو المؤسسات
بالتمويل والتوزيع حتى تنجح الفكرة.
وقد عبر المشاركون في الندوة عن ترحيبهم بالفكرة وأشادوا بالمستوى
الفني الذي ظهر به الفيلم، خصوصا عدم لجوئه إلى المباشرة في عرض الفكرة
واستخدامه الحركة والصورة، وتقديمه لنموذج جديد في الدفاع عن الإسلام
من بين الغربيين أنفسهم.
عنوان غامض
وانتقد البعض عدم وضوح عنوان الفيلم وهل يقصد الغربيين أم المسلمين؟
وطالبوا "بتقديم نماذج أخرى معاكسة أي من المسلمين وغيرهم إلى الغرب
لكي يفهموننا أيضا".
ورفض آخرون بعض الآراء التي أدلى بها فاردال, ومنها قوله إن
الفلسطينيين واليهود كانوا ضحية للأطماع الغربية, كما رأوا فيه سلبية
واضحة، خصوصا وأنه أسلم منذ فترة طويلة دون أن يكون له دور ملموس في
الدفاع عن الإسلام, ورد سيد حمدي بأنه يقدم نموذجا بكل مكوناته, وليس
مطلوبا منه تجميل الواقع أو إخفاء الحقيقة.
وأثنى الناقد الفني محمد صلاح الدين أثناء المناقشات على المستوى
الفني للفيلم, وحث وزارة الثقافة المصرية على القيام بدورها في دعم هذه
الأعمال التي تحتاج إلى رعاية فنية وتمويل وتوزيع على نطاق أوسع.
أفلام سينمائية ترصد تناقضات العرب المغاربة
في المجتمع الهولندي
في خطوة جديدة تدخل في إطار الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، أقام
المعهد الهولندي في دمشق تظاهرة سينمائية بعنوان "الشباب والاختلاف
الثقافي"، وتناولت الأفلام الثلاثة التي عُرضت ضمن التظاهرة مشكلة
العرب المغاربة في هولندا، وصعوبة الاندماج في المجتمع الهولندي،
والفكرة الخاطئة التي يمتلكها كل طرف عن الآخر.ورغم أن الأفلام السابقة
حاولت الدعوة لإقامة علاقات حقيقية بين العرب والهولنديين على أساس
المواطنة، غير أنها بالمقابل أظهرت جهل كل منهما بالآخر، بل إن المشاهد
قرأت بين السطور وجود شرخ كبير لم تخفه النماذج القليلة للتعايش السلمي
بين الطرفين، والتي سوّق لها المخرجون الثلاثة ضمن أفلامهم التي بدت-
نوعا ما تجميلية- وربما متناقضة في بعض جوانبها مع الواقع، لتأتي
نهاياتها متفاوتة وتفتقر إلى الحلول العملية لمشكلة بهذا الحجم.
وربما يعزز أفكارنا السابقة الحوار الذي أجراه مدير المعهد الهولندي
تاكو فان دير زواخ مع عدد من الشباب السوريين والهولنديين الذين أكد
أغلبهم الاختلاف الكبير بين المجتمعين الغربي-الهولندي تحديدا- والعربي
وصعوبة التعايش بينهما، بخلاف ما قدمته الأفلام الثلاثة السابقة.
"أنا محمد" أو معاناة شاب مغربي
يحاول المخرج الهولندي رودي دامز عبر فيلمه الوثائقي "أنا محمد"
إلقاء الضوء على معاناة الشباب العرب- المغاربة- في المجتمع الهولندي،
من خلال تقديمه عددا من الشباب المهاجرين من بلدانهم بهدف تحسين ظروف
عملهم، فضلا عن الشباب الذين نشأوا في هولندا ضمن ظروف معيشية قاسية.
حيث يروي الأستاذ "محمد" قصة حياته كشاب مغربي الأصل نشأ في مدينة
روتردام، وخلف كواليس المشاكل المختلفة التي تواجه المغربيين
الهولنديين يظهر محمد الجهد والمثابرة والقوة العقلية التي تطلبته
لإكمال دراسته وإيجاد عمل.
غير أن حالة "محمد" تعد استثناء قياسا بالإجحاف والتمييز الكبير
الذي يواجه المغربيين الهولنديين نتيجة معضلات عملية ونفسية ناتجة من
رغبتهم بأن يكونوا جزءا من المجتمع الهولندي وأن يصنعوا قراراتهم
الخاصة جهة أخرى وأن يبقوا مخلصين لأصول ثقافتهم.
هذا التشتت الاجتماعي والثقافي والِقيمي في بعض فصوله، يعاني منه "سفيان"
الذي شهد مقتل أخيه على يد هولنديين متطرفين، دون أن يتمكن من الدفاع
عنه أو عن نفسه ضد التمييز الذي يتبدّى في بعض فصوله في رفضه من قبل
عدة جهات هولندية يطلب العمل لديها.
حال "محمد" لن يكون أفضل من "سفيان" القادم من المغرب والذي يتعرض
هو الآخر لعدد من المضايقات والضغوط تضطره لترك عمله وفقدان منزله،
ليبدأ رحلة البحث عن مأوى التي تقوده إلى منظمة اللاجئين في النهاية.
"بولكه": عشق طفولي يتجاوز تباين الثقافات
والأعراق
ربما يحاول مخرج فيلم "بولكه" أنكه هوتمان التأكيد أن مشكلة تباين
الثقافات والتعايش في المجتمع الهولندي حاضرة بجميع مستوياتها في مختلف
الطبقات الاجتماعية، حيث تنشأ علاقة حب بريء بين طفله هولندية بيضاء
تدعى "بولكا" وطفل هولندي من أصل مغربي يدعى "ميمون".
حيث تعيش "بولكا" في العاصمة الهولندية أمستردام مع أمها غريبة
الأطوار التي هجرها زوجها الشاعر (والد بولكا) بعد إدمانه على المخدرات،
فيما يعيش "ميمون" مع عائلته المغربية المحافظة التي تمنعه من الاختلاط
بالأطفال الهولنديين.
وتحدثت تطورات كثيرة في الفيلم الذي يغلف طابعا كوميديا في بعض
جوانبه، حيث يكتشف معلم "بولكا" إحدى الأوراق التي كتبتها الأخيرة لـ "ميمون"
وتتضمن بعض الكلمات التي يعتقد المعلم أنها تحوي عبارات عنصرية،
فيستدعي والدة بولكا التي تأتي لتوبيخ المعلم لكنها تقع فجأة في حبه
لتنشأ لاحقا علاقة غرامية بينهما.
تبدو الفتاة الصغيرة "بولكا" أكثر نضجا في الفيلم وربما اندفاعا من
"ميمون" الذي يمنعه ذووه مرارا من لقاء بولكا، لكن الأخيرة تصر مرارا
على اللقاء به وتنجح في ذلك.
ويحاول المخرج في النهاية التأكيد على مسألة التعايش الحتمي بين
الجانبين (العربي والغربي)، حيث تأتي عائلة ميمون لحضور حفل زفاف والدة
بولكا مع معلمها، فيما ينفرد العاشقان الصغيران بقبلة النهاية التي
تأتي تأكيدا للفكرة السابقة وإن بشكل أجمل.
"ركلات": تناقضات المجتمعين العربي والغربي
تنطلق كاميرا المخرج الهولندي ألبرت تير هيردت لترسم مشهدا عاما
لمدينة أمستردام بجماليتها الآسرة التي تخفي وراءها-على ما يبدو- صورة
قاتمة، حيث تنتقل الكاميرا سريعا لتنقل أحداث شجار نشب بين عدد من
الشباب العرب –المغاربة- والهولنديين ينتهي بهم في مركز الشرطة الذي
يبدو أنه مشابه- إلى حد ما- مثيلاته في العالم العربي، وخاصة صورة
الملكة الهولندية التي يصر المخرج على إظهارها.
تنتقل الكاميرا بعد ذلك لتعرّف بشخصيات الفيلم بتناقضاتها الحادة،
حيث يستمر الشاب الهولندي –مغربي الأصل- "سعيد" في نجاحاته على حلبة
الملاكمة أمام حشد كبير من الهولنديين ذوي الأصول المتعددة، فيما يخوض
شقيقه "رضوان" –مغني الراب الهاوي- مع زميله حوارات عقيمة تكشف حجم
التشتت والصراع النفسي الذي يعانيه الشباب المغاربة في هولندا والذي
يقود بعضهم إلى التطرف الديني والعنصري تجاه الآخر.
غير أن ذروة الفيلم والحدث الأبرز الذي تبنى عليه بقية أحداث الفيلم
تتجلى في فعل إطلاق النار الذي يقوم به شرطي هولندي أبيض على رضوان
لاشتباهه بحالة سرقة يقوم بها الأخير، فيما تمتنع زميلته الشرطية
السمراء ذات الأصول المغربية من إطلاق النار.الحادثة السابقة التي تؤدي
إلى مقتل رضوان تقسم المجتمع الهولندي إلى طرفين متناقضين، حيث يؤكد
رجال الشرطة أن زميلهم أطلق النار دفاعاً عن النفس لاعتقاده بأن
الميكروفون الذي كان يحمله رضوان هو عبارة عن مسدس، فيما يرى مجتمع
المهاجرين أن الحادثة تأتي في إطار عنصري، مستندين إلى بعض العبارات
التي كان يرددها الشرطي حول المغاربة.
أهمية الفيلم تأتي من كونه يكشف بشكل دقيق حساسيّة العلاقة التي
تجمع بين الهولنديين البيض والمغاربة، حيث نكتشف فيما بعد جهل الطرفين
ببعضهما وخاصة في حديث بعض الفتيات الهولنديات البيض عن الهولنديين
المهاجرين ذوي الأصول المتعددة، وفي جهل إحداهما للجنسية الأصلية
لمحدثها. يسعى المخرج في الفيلم إلى تأكيد حجم الفارق الكبير في
الثقافة والتقاليد بين الطرفين وخاصة في ما يتعلق بالحرية الجنسية، حيث
يرفض الشاب الهولندي ذو الأصول المغربية الزواج من حبيبته عندما تخبره
بأنها ليست بكرا، فيما يعتبر الزوج الهولندي الأبيض أن علاقة زوجته
برجل آخر أمرا طبيعيا.هذا الفارق الكبير يمنع قيام علاقات ناجحة بين
الطرفين، حيث يعتبر الأهل المهاجرون التحاق ولدهم بالجيش الهولندي
خِدمة في جيش الأعداء، فيما ينعت بعض الشباب المغاربة "سعيد" بالخيانة
لأنه يقيم علاقة مع فتاة هولندية ويرفض أن يأخذ الثأر لأخيه.
كما أن المخرج يعود ليؤكد الجانب العنصري في طبيعة العلاقة بين
الطرفين، حيث يلجأ الشرطي الأبيض الذي قتل الشاب رضوان إلى إظهار تسجيل
يردد فيه الأخير كلمات ذات طابع عنصري، فيما يحاول أحد المخرجين
الهولنديين البيض الاستعانة بفتاتين من أصول مهاجرة لاستخدامهما في
مشهد مع بعض الكلاب، مستفيدا من أن الأخيرتين لا تستطيعان تقديم شكوى
ضده كونهما لا تملكان أوراقا رسمية للإقامة.لكنه بالمقابل يطلق دعوة
للتعارف بين الطرفين بشكل أكبر، حيث تلجأ فتاة بيضاء للدخول إلى مجتمع
المهاجرين لتتعرف إلى أحد الشباب وتقيم معه علاقة لاحقا.غير أن النهاية
تأتي -كما البداية- متناقضة وضبابية حيث يفقد "سعيد" السيطرة على
أعصابه في حلبة الملاكمة، فيوسع غريمه ضربا بطريقة وحشية تظهره وكأنه
ينتقم من المجتمع الهولندي الذي قتل أخاه، لكنه يعود لاحقا ليقيم علاقة
مع فتاته البيضاء التي هجرها قبل فترة، فيما تتوطد علاقة الفتاة
البيضاء الأخرى بصديقها المهاجر.
الفيلم التسجيلي عصابات بغداد يصور ضحايا الخطف بالعراق
يصور الفيلم التسجيلي عصابات بغداد للمخرجة العراقية عايدة شليفر
الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطنون من خلال حوادث اختطاف عدد منهم على
أيدي مسلحين، والآثار النفسية التي تركتها هذه العمليات على المحظوظين
منهم والذين أفرج عنهم مقابل فدية.
ويقوم الفيلم العراقي الذي عرض بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة على
مقابلات مع ثلاثة أشخاص اختطفوا من قبل مسلحين ثم رحلوا فور الإفراج
عنهم مقابل فدية ولجؤوا إلى مصر، كما يصور وضع عائلة عراقية قتل ابنها
المختطف لكنها أصرت على البقاء في منزلها بالعراق.
ويُصرّ المحامي علي العريبي والد اثنين من المختطفين سيف وغيث على
أن عصابات تقوم بحوادث الخطف، وقد تكون برعاية جهات من الشرطة أو الجيش
متهما إياها بقتل ما يقارب من 2700 عالم من مختلف التخصصات بعد أن قام
أهاليهم بدفع الفدية بغية الإفراج عنهم، مرجعا سبب القتل إلى رغبة هذه
الجهات في نشر الجهل في البلاد.
ويستبعد الأب في كل هذه الحالات أن يكون للبعد الطائفي دور في مثل
هذه العمليات "لأن الشعب العراقي متداخل في نسيج واحد" متفقا بذلك مع
أفراد العائلة العراقية التي تعيش في بغداد والتي استبعدت تماما أية
أبعاد طائفية ورفضت تصوير ما يجري على أنه حرب طائفية.
وشهدت الندوة التي أعقبت عرض الفيلم بعض الانتقادات تتعلق بمسار
الفيلم، بينهم من أشار إليه بأنه "يمكن أن يعتبر تقريرا أكثر منه فيلم
تسجيلي".
وقالت شليفر إنها "استهدفت من الفيلم نقل صورة تتعلق بأوضاع
المختطفين من أهالي العراق وليس فقط الأجانب كما يصورها الإعلام
الغربي". وأضافت أنها نجحت في ذلك حيث استقبل فيلمها عندما عرض في
هوليود استقبالا جيدا لأنه قدم صورة عن معاناة المختطفين محليا.
وأكدت المخرجة أنها لم تكن معنية بالجانب التقني رغم معرفتها بأهمية
هذا الجانب، بقدر ما كانت مهتمة بتوصيل الصورة والأوضاع النفسية التي
يعيشها ضحايا هذه العمليات وما يتركه على الجانب النفسي لأهالي
المختطفين الذين قتلوا.
وشهدت قاعة المركز الثقافي الروسي حضور كبيرا من المشاهدين
العراقيين المقيمين بالقاهرة، إلى جانب عدد من الصحفيين والمهتمين
بالشأن العراقي من المصريين والعرب والأجانب.
يُذكر أن المخرجة من أب عراقي وأم لبنانية عاشت إيقاعات الحرب
اللبنانية والحروب العراقية، وقدمت للسينما التسجيلية عدة أفلام بينها:
ظل أبيض وأسود، صرخة صامتة داخل امرأة، رقص شرقي وغربي، ماريونيت.
افتتاح بانوراما الجزائر السينمائية بمشاركة 68 فيلما
افتتحت، بانوراما الجزائر السينمائية، وهي تظاهرة نظمتها السلطات
الجزائرية لعرض 68 فيلما جرى تصويرها العام الماضي وفي الربع الأول من
السنة الحالية ضمن فعاليات "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007"، وقال
"عبد الكريم آيت أومزيان" رئيس لجنة تنظيم البانوراما لـ"إيلاف"، أنّ
لائحة الأفلام التي ستعرض تباعا على مدار أسبوع، تتضمن 20 فيلما مطولا،
33 فيلما وثائقيا و15 فيلما تلفزيونيا وفيلما قصيرا، بينها فيلم "أسد
الأوراس" لأحمد راشدي، والدراما التاريخية "يوغرطة" للمخرج بختي بن عمر،
ناهيك عن "الأندلس" لمحمد شويخ، و''سفر إلى الجزائر'' للمخرج عبد
الكريم بهلول
وشكّلت الجزائر لجنة تحكيم مختصة تتولى تقييم الأفلام المذكورة،
وأسندت رئاستها إلى المخرج السينمائي الجزائري المخضرم "محمد شويخ"،
كما يتواجد المخرج الفلسطيني ميشال خليفة والناقد السينمائي المغربي
محمد بورابا في تعداد اللجنة، هذه الأخيرة ستمنح عدة جوائز تقديرية تخص
مسابقات "الأفلام المطولة" و"الأفلام الوثائقية"، إضافة إلى "الأفلام
التلفزيونية" و"الأفلام القصيرة".
وعلى هامش البانوراما، يعتزم المنظمون تنظيم ورشتين حول "العلاقة
بين السينما والتراث" وأخرى حول "واقع السينما الجزائرية".
معارض فنية
«العويس الثقافية» تستضيف معرضاً للفنان حسن إدلبي
اقامت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي معرضاً لفنان
الكاريكاتير حسن إدلبي على هامش احتفاليتها بتوزيع جوائزها على
الفائزين بالدورة العاشرة ، حيث عرض إدلبي حوالي 50 لوحة تمثل وجوهاً
معروفة لشخصيات أدبية وفنية عالجها بأسلوبه المميز الذي يرى الحياة
والمجتمع من شرفة واسعة معتمداً على تقديم التفاصيل الشخصية وإظهار
الخطوط الفنية لكل وجه وإعادة تكوينه بطريقة لاقت الكثير من الاهتمام
الإعلامي طوال سنوات.
وقال حسن إدلبي عن طريقته المبتكرة في الرسم الكاريكاتيري: في
الجامعة تعلمت كيف ارسم الموديل، هذا الخيال المتجسد الذي يمنحك أشياء
لا تمنحها لك الصورة، فالموديل ثلاثة أبعاد، طول وعرض، إضافة إلى حركة
تعبير تستعرض الزمن، أما الصورة فطول وعرض فقط، وعندما بدأت رسم
الكاريكاتير، رسمت الأساتذة والعمال والمستخدمين.
وكان مشروع التخرج، الذي عبرت فيه عن ذاتي، فالكاريكاتير ليس
كاريكاتيراً فحسب، إنما تغيير للملامح، وتحليل للشخصية، وتكثيف للشكل،
وبمعنى آخر هو تحطيم الشكل، وإعادة صوغه من جديد، فالصورة لابد من أن
تشبه الشخصي، أكثر من صورته الحقيقية، لأن كل الملامح الحيادية تتم
إزاحتها، وتبقى الخلاصة «جوهر الشخصية».
شوارع أوروبا من خلال الصور
صور الاعلانات فى شوارع أوروبا هى الموضوع الذى لفت انتباه الفنان
المصرى وجيه جورج ليكون الموضوع الرئيسى لمجموعة اعماله الفوتوغرافية
التى عرضها مؤخراً فى قاعة محمد ناجى بأتيليه القاهرة، والفنان وجيه
جورج مخرج افلام تسجيلية يعيش متنقلا بين مصر واوروبا وهو إلى جوار
عمله فى صناعة الافلام التسجيلية يعشق الفوتوغرافيا التى يعتبرها أصدق
وأكثر تأثيرا لدى المتلقى من الصور المتحركة.سألنا الفنان وجيه جورج:
* هل هذه هى المرة الاولى التى تعرض فيها تأملاتك وابداعاتك بعيداً
عن شاشات العرض التى اعتدت عليها؟
- هذه ليست المرة الاولى التى اعرض فيها اعمالى فى الفوتوغرافيا
فلقد سبق أن عرضتها من قبل فى أماكن أخرى داخل مصر، وفى عدد من الدول
الأوروبية أيضا لكنها المرة الأولى التى اأعرض فيها أعمالى فى اتيليه
القاهرة للفنانين والكتاب، وهو مكان يتمتع بسمعة طيبة وأجواء مختلفة عن
بقية القاعات الأخرى كما يضم نوعية مختلفة أيضا من الجمهور والمهتمين
بالفن التشكيلى والصورة المرئية بشكل عام.
* لماذا تلجأ الى وسيط كالفوتوغرافيا ولديك وسيط آخر كصناعة الافلام
التسجيلية؟
- نحن الآن نعيش فى عصر تنمحى فيه هذه الفروق التى كانت موجودة فى
السابق بين مجالات الابداع فهناك اليوم فنون تعتمد على ما يعرف
بالوسائط المتعددة يتم فيها المزج بين أكثر من وسيط ابداعى واحد
كالفيديو والفوتوغرافيا والرسم والتصوير أيضا، ومن حق المبدع ان يتعرف
على أنواع مختلفة من الوسائط الفنية التى قد يراها البعض بعيدة كل
البعد عن مجال ابداعه، لكننا هنا نتحدث عن العلاقة بين الصورة
الفوتوغرافية وصناعة السينما التسجيلية كما تقول وهما مجالان متقاربان
الى حد كبير، فالعمل فى صناعة الافلام التسجيلية يعتمد بشكل أساسى على
"الكادر" أو الصورة بصرف النظر عن كونها متحركة أو ثابتة فهى صورة
مسطحة ثنائية الأبعاد أولاً واخيراً، والفيلم المتحرك ماهو الا مجموعة
متتالية من الصور الفوتوغرافية يتم التعامل معها بتقنية معينة فتظهر
متحركة كما هو معروف للجميع، اذاً فالعلاقة هنا واضحة ومباشرة ولاتحتاج
الى دليل.
وأنا أحب الفوتوغرافيا بشكل عام وأعشق التأمل فيها لأن الصورة
الثابتة لها وقع خاص لدى الناس وذات تأثير مباشر وقوى لدى الجميع،
وتحمل قدراً من الصدق كما أنها ايضا يمكن ان تحمل الكثير من الدلالات
والمعانى المرتبطة برؤية المبدع للواقع او المجتمع، فهى اذاً لا تقل
أهمية، بأى حال من الأحوال، عن الصورة المتحركة بل على العكس فأنا ارى
أنها تتفوق عليها فى مدى تأثيرها على المتلقي.
* ما هى أسباب هذا الاهتمام المتنامى بالفوتوغرافيا فى الآونة
الاخيرة؟.. هل هو بسبب التقنية أم أنه نتيجة لزيادة وعى الناس بها؟
- الفوتوغرافيا تقنية موجودة منذ عشرات السنين والناس مهتمون بها
منذ ظهورها، وهى من التقنيات القليلة التى احدثت تأثيرا واضحا فى
العالم وكان لها أثر فى مجالات كثيرة كما كان لها أثر حتى على العلاقات
بين الافراد بعضهم البعض.
اما عن تنامى الاهتمام بها خلال الفترة الأخيرة فلعله يعود الى
أسباب كثيرة مجتمعة، لعل أهمها كما ذكرت تطور التقنية والتسارع المذهل
الذى نراه منذ سنوات والمتعلق بتطور آلات التصوير، ولقد كان لظهور
الصورة الرقمية تأثير لا شك فيه فى انتشار وشيوع التعامل مع
الفوتوغرافيا بعد ان بات الأمر أكثر سهولة وفى متناول الجميع، كما ان
نتائجه اصبحت مذهلة، ويرتبط الامر بتطور آخر فى وسائل طباعة الصور وهو
أحد المجالات التى شهدت ثورة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية فزادت
جودة الطباعة، كما تضاعفت المساحات التى يمكن الطباعة عليها وفى دقة
متناهية فى نفس الوقت. كل هذه العوامل ساعدت فى تقريب الفوتوغرافيا من
الناس وصار الاعتماد عليها فى تزايد مستمر، وهذا ما يفسر أيضا زيادة
الاهتمام بها على المستوى الفنى داخل قاعات العرض.
* وماذا عن أعمالك التسجيلية التى ذكرت لى انك لا تعرضها فى مصر رغم
ان معظمها يتحدث عن مصر؟
- أنا أعيش منذ سنوات متنقلا بين عواصم اوروبية مختلفة ولأنى عاشق
للسينما التسجيلية التى درستها، كان على أن امارس هذا العمل، لكننى فى
نفس الوقت لا استطيع ان اصنع فيلما يتحدث عن ايطاليا او هولندا على
سبيل المثال فأنا اولاً وأخيراً غريب عن هذه البلدان ولا استطيع الغوص
فى تفاصيل التفاصيل داخل هذه المجتمعات لكنى استطيع ذلك هنا لذا فمعظم
اعمالى المتعلقة بالسينما التسجيلية مستقاة من مصر وتتحدث عن الاحوال
فى مصر والقاهرة بشكل خاص، وأذكر أن اول فيلم تسجيلى صنعته بعد ذهابى
الى اوروبا كان يروى قصة اول فتاة مصرية تقود طائرة وكان ذلك عام 1933،
فكان الفيلم يدور حول هذه الفتاة وتاريخ الحركة النسائية فى ذلك الوقت،
وكان فيلمى الثانى عن الهوية وكان فيلما تسجيليا كوميديا، وهى مسألة
صعبة بالطبع، ومعظم الافلام التى صنعتها بعد ذلك كانت تدور حول عدد من
الموضوعات المتعلقة بمصر والهوية المصرية بشكل عام وهى مسألة تهمنى
وتشغلنى بشكل شخصي.
* لكنك هنا تقدم مجموعة من الصور الفوتوغرافية للمدينة فى الغرب أو
فى اوروبا فهل نستطيع ان نقول ان هناك سياقا عاما جمع بين هذه الاعمال
الفوتوغرافية التى تقدمها؟
- هناك جزء كبير من المعرض انصب اهتمامى من خلاله على الصور الضخمة
والاعلانات المصورة فى شوارع المدن الاوروبية وعلاقة هذه الصور
والاعلانات بالناس والحياة اليومية والمشهد البصرى لكل ذلك، فالصورة
الموجودة فى الاعلان لها معنى وهدف فى حد ذاتها، وفى نفس الوقت لابد ان
تنشأ بينها وبين المحيط من حولها علاقة من نوع خاص فيها أخذ وعطاء
وتجاذب وذوبان فى المحيط ايضا، وهو الامر الذى حاولت التأكيد عليه من
خلال الصور المعروضة.
خزف وبرونز.. إبداعات التاريخ والحداثة
ضم معرض الفنان التشكيلي الأردني حازم الزعبي بعمان "خزف وبرونز"
75 عملا فنيا تتنوع بين جدارية ولوحات وصحون خزفية وأعمال برونزية،
وتمثل عصارة تجربة فنية تناهز أكثر من عقدين من الزمن.
ويعتبر الزعبي، المتخرج من جامعة بغداد، أحد فناني الخزف الأردنيين
الذين شكلوا خصوصيتهم الفنية في هذا المجال عبر استحضار الماضي، حيث
تتخذ أعماله من السيراميك تشكيلات متنوعة مثل الأشكال الأسطوانية
والمستطيلة والمربعة والدائرية.
ألوان ترابية
ويركز الزغبي على الألوان الترابية الصحراوية التي تتراوح بين
الأصفر والبني، والتفاعل بين عناصر تكوين التراب والنار، والاعتماد على
مرجعيات ثقافية معتمدة وعلى موروث حضاري كبير، إضافة إلى المزاوجة بين
البرونز والنحاس والخزف.
وأوضح أن مضامين إبداعاته تقوم على استلهام القديم وإبراز الحداثة
من حيث الرمز والشكل واللون، معتبرا أن عمله تماثيل عين الغزال مصدر
إلهام ووحي من ناحية التقنية والشكل وتأكيد على الهوية المحلية.
ويصف الزعبي نفسه بأنه فنان يؤمن بالروحانية ويريد تقديم رسالة
بسيطة للناس تتضمن تجربته لفن يحمل سمة شرق أوسطية ليس إلا.
مرجعيات تاريخية
ويرى الناقد والفنان التشكيلي حسين نشوان أن الزعبي من أبرز
الخزافين في تناوله للمفردة التراثية بمعناها العميق التي لم تتوقف عند
الفروسية.
وقال إنه (الزغبي) تناول الإشارات المتعلقة بالحضارات القديمة
كالسومرية و"الغسوليين" في منطقة نهر الأردن، واستطاع أن يوظف المفردة
على سطح الخزف الذي منحه بعض الألوان المستوحاة والمستمدة من الألوان
التراثية.
أما الناقد مازن عصفور فيرى أن الألوان التي يوظفها الزعبي مستمدة
من خامات الأرض والتراب التي التحم بها وعشقها.
وأضاف أن أعماقه تختزن كل ما تنبض به تلك الخامات من طاقة إشعاعات
لونية صاغتها تحولات التراب والنار والهواء في بيئة ومواد البيئة
العربية الدافئة.
دمشق عاصمة الثقافة العربية تحيي ذاكرة التشكيل السورية
كرمت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام
2008، الفن التشكيلي السوري عبر معرض "إحياء الذاكرة التشكيلية السورية"
..
وضم المعرض المقام في صالة الفن الحديث بالمتحف الوطني نحو 240 عملا
بين تصوير ونحت لنحو ستين فنانا، قدمت أعمالهم التي تشمل الفترة ما بين
1879 وحتى تأسيس كلية الفنون الجميلة بدمشق في ستينيات القرن الماضي.
وأوضحت الأمينة العامة للاحتفالية الدكتورة حنان قصاب حسن، أنه جرى
عرض الأعمال الموجودة في المتحف الوطني بعد ترميمها وتأهيلها. وذكرت
للجزيرة نت أنه جرى تسجيل تلك اللوحات رقميا على أقراص مدمجة لحفظ
الذاكرة للأجيال المقبلة.
ورأت الدكتورة حنان أن المعرض يبرز لوحات غير معروفة لفنانين كبار
تركوا بصماتهم على الحركة التشكيلية السورية. وتابعت إن الأعمال
المعروضة تبين مراحل تطور عملهم ومدى تأثرهم ببعض.
وأشارت إلى أن الاحتفالية ترتب من أجل استقبال تلاميذ المدارس وطلاب
الجامعات، وإطلاعهم على تطور الفن التشكيلي السوري.
عناصر الأعمال
وتم تقسيم الأعمال المشاركة إلى مجموعتين، الأولى أعمال الفنانين
الذين درسوا في أوروبا ومصر وأتقنوا القواعد الأكاديمية والواقعية
الانطباعية وعادوا للتعليم في مدارس دمشق ومعاهدها.
لوحة من نحو 240 عملا تشكيليا
والقسم الثاني أعمال تجارب التحديث في الفن التشكيلي التي بدأت
تتبلور منذ خمسينيات القرن الماضي وربما قبل ذلك في أعمال سريالية
وتعبيرية، وأخرى تلامس التجريد وبالتوازي مع استمرار الأعمال التقليدية
والانطباعية.
بدوره اعتبر الناقد سعد القاسم أنه من الصعب تقييم المعرض. وقال إن
اللوحات المعروضة عبرت عن بدايات كثير من الفنانين وبعضهم كان هاويا،
كما أن آخرين كانوا محترفين لكن مستواهم تطور كثيرا في الفترات اللاحقة.
وواصل حديثه بأن قيمة المعرض هي توثيقية تاريخية أكبر منها إبداعية،
وأشار القاسم إلى أن المعرض يمثل المراحل التي مر فيها الفن التشكيلي
السوري.
واعتبر أن كل الاتجاهات التي أعطت الفن التشكيلي السوري مشهده وشكله
الحالي ممثلة في المعرض، وأشار إلى أن كثيرا من الأعمال المعروضة لم
يسبق أن شاهدها الجمهور.
وتم على هامش المعرض توقيع كتاب دليل المعرض تحت عنوان "إحياء
الذاكرة التشكيلية في سورية-مختارات من مجموعة المتحف الوطني في دمشق
من البدايات حتى ستينات القرن العشرين".
فنان فنزويلي يقيم معرضا للصور في لبنان
افتتح في لبنان معرض الصور الفوتوغرافيّة للفنان الفنزويليّ
نيكولاس بينيدا، مترافقا مع نصوص شعريّة من وحي اللوحات للبنانيّة
ميسلون كاج حموي.
ورعت حفل الافتتاح السفارة الفنزويليّة في لبنان، ومؤسسة الصفدي
المستضيفة للمعرض في صالة مركزها الثقافي بطرابلس.
وتضمّن المعرض الذي حمل عنوان "بين الشعوب" 30 لوحة فوتوغرافية
تعبّر عن وحدة مصير الشعوب في نضالها من أجل حياة أفضل، وفي مقاومتها
لممارسات الظلم.
تغوص موضوعات اللوحات في الأعماق الإنسانية لتظهر وحدة مصير الشعوب
في سرّائها وضرّائها. لذلك تداخلت مواضيع اللوحات وتشابهت إلى حدود
بعيدة بين الأحياء المسحوقة في كلّ من فنزويلا ولبنان، مع التركيز على
الحالة الفلسطينية، ومعاناة أبناء المخيمات.
وقد تماهت اللوحات فيما بينها. أزقة، وبيوت من الزنك، ودمار،
ومعاناة مشتركة لا تتمايز في مواقعها الجغرافيّة، فلا يعرف منها ما هو
في لبنان أو في فنزويلا، إلا النادر المتميّز شكلا كأعمدة بعلبك وهي
تتناغم مع أضواء الزهور.
وإضافة إلى ما يجمعه المعرض من تناغم لبناني فنزويلي في الموضوع،
وثمّة تعاون على المستوى عينه بين الفنانين المنتجين للمعرض، بينيدا
وحموي.
إنّه معرض فنيّ مزدوج بالصورة والكلمة. بينيدا يستلهم من قلب الآلام
والآمال فيصوّر، وحموي تتفاعل فتعبّر. كلّ يعاين الحدث بعين، لكنّ
التكامل يأخذ مداه بين الكلمة والضوء الصامت في السواد الطاغي على
اللوحات التي تندر الألوان فيها، تاركة للمشاهد أفضلية التحسّس الكيفيّ
بعيدا عن تأثير لعبة الألوان وتقنياتها.
اللوحات
اللوحات تماهت فيما بينها فالمعاناة واحدة مهما اختلفت المواقع
الجغرافيّة (الجزيرة نت)
تتنوّع اللوحات في تعارضات تضع أحوال العمل والبناء في مواجهة
المجابهة والدمار، والمعاناة الاجتماعيّة الشاملة مقابل المعاناة
الفرديّة الاجتماعيّة، وآلام النضال مقابل آماله.
تعبّر لوحة عن مواجهة رجل لظروف الحياة وهو يحمل ورقة مالية بالية
في حين غادره ابنه ليقاوم. والتعليق على الصورة يقول: "رحل ابنك إلى
الجنوب. هناك يقاوم مع أهله. يا أبي، انتهت الأعراس، تدور الحياة في
ورقة".
وفي لوحة نابعة من مخيم نهر البارد الفلسطيني، دمار شامل، وبيوت
وأبنية أكلتها القذائف والرصاص. يقول التعليق: "كم من منازل مدمّرة،
اغتيالات لا جدوى منها. دعوا الشعوب تبني صيغها لحبّ واتحاد".
لوحة الفلسطينيّ أمل في النصر رغم المأساة، "أحمي أملي، أحفظه لشعبي،
ألّا يزيّف، ألّا يتلوّث، ليبقى لي على الأقل حيًّا".
وبين شعوب العالم وحدة مصير، يعبّر عنها في لوحة بيوت الورق والزنك.
مشهد متكرّر في كلّ ضواحي العالم: "هذا هو حبي الأكبر. سقوف من ورق
مقوّى، وزنك. نرتدي اسما لنا. نرجئ الأحلام. من أطراف حيّي تطلّ الثورة".
وفي لوحة قاتمة لأشياء مختلفة وفضلات متنوّعة ينتظر لبنان: "في
لبنان، تغطّى الأحلام بفضلات من قماش الواقع. ما أنجز يحرّر، تزهر
الأرواح، السلام".
ولوحة الاجتياح، إطلالة بخفر للبيوت المهمّشة، والملاجئ، ترفض
العدوان على الشعوب البريئة: "اجتاحوا جدران ملجئي، شوارع طفولتي،
السلالم. شئت دائما أن أصل إلى السماء".
وبين اللوحات تعابير ناطقة في صمتها المطبق دون تعليق، مثل لوحة
التأمّل، ولوحة نضال لعاملين يتطلعان إلى الأعلى بشيء من الخشية
والارتياب.
أنجز بينيدا اللوحات عبر تجواله في لبنان عشرة أيام، أجرى فيها
لقاءات مع الناس، واطّلع على المواقع، وقارنها بمواقع مشابهة في بلده
الذي يقطنه مئات الآلاف من العرب، خصوصا من اللبنانيين.
يجمع المعرض التفاعل الإنساني العام من أجل توطيد روابط الصداقة بين
الشعوب، ويستمرّ حتى الخامس عشر من الجاري.
يوميات تشكيلية عراقية هولندية في ايندهوفن
تقاسم فنانون عراقيون وهولنديون تجربة مشتركة تتجسد في تخطيطات
يومية، تمثل تدوينا تلقائيا للافكار اليومية العابرة، تدون تجارب
حياتية ومواقف استثائية في حياة الفنانين المشاركين، لكن الجدير بالذكر
في هذا الموضوع ان الفكرة ليست هولندية بل عراقية، بداها الفنان
العراقي قتيبة عباس حين اقام معرضا سابقا الشهر الماضي في مدينة
ايندهوفن نال نجاحا باهرا، لتنتقل الفكرة الى فنانين هولنديين بمشاركة
قتيبة في معرض جديد يمزج بين الاسلوب الهولندية والافكار العراقية في
بوتقة التجربة المشتركة للشعوب. واظهرت اللوحات ولاسيما لوحات التشكيلي
قتيبة التي امتزجت فيها رمادية قلم الرصاص بالالوان قدرة استثنائية في
تحويل اليوميات او (الافكار العابرة) الى لوحات تشكيلية نالت استحسان
الجمهورين العراقي والهولندي في المعرض الذ ي يحمل اسم (اين انت.. مرة
اخرى)... حيث تلاقحت افكار ابداعية خلاقة في معرض تشكيلي يستمر لمدة
شهر، ويستمر لغاية نهاية اذار في مدينة ايندهوفن الهولندية يتخلله عزف
مشترك يجمع رقة وانسيابية العود العراقي وعنف وقوة الكيتار الغربي. ضم
المعرض الوانا واشكالا متعددة ضم 30 عملا فنيا تركيبيا مستمدا من افكار
يومية عابرة صاغها قتيبة صورا تخلد في الذاكرة، اضافة الى 50 تشكيلا
فنيا لفنانين هولنديين.
تناولت لوحات قتيبة الهم العراقي وصور الطفولة التي علقت في ذاكرة
الفنان على رغم غربته التي استمرت عقدا من الزمن، واستطاع قتيبة عبر
تخطيطاته بقلم الرصاص ان يخترق الذاكرة الهولندية عبر تمرير مسج رقيق
يمس العقلية الغربية لكن بذبذبة شرقية اجاد قتيبة صنعها عبر الخطوط
التي اختزلت عوالم خيالية واسطورية تعبر عن عالمه الابداعي.
ابتعد قتيبة في (رصاصياته)عن الألوان والصبغات، في يوميات جمعت
الواقع بخيال الفنان، مؤكدا مهارة الحرفي الموهوب في صياغة الكتل
الرمادية بدقه عالية.
وعلى رغم ان قتيبة يتراوح في تشكيلاته السابقة بين واقعية مخمضة
بالرمز وسوريالية عبر التجريد المادي للشكل فانه نحى منحى سورياليا
خالصا، امتزجت فيه الخطوط باجواء الاسطورة والطفولة وأجواء المدن
العتيقة من الأبواب التراثية والوجوه البابلية.
يقول قتيبة لـ"ايلاف"..... لن تكون خطوطي كاميرا تستنخ الفكرة من
دون ان أضفي عليها تعديلاتي الخاصة قبل ان أنفذها..انني استجيب في ذلك
لكوامن وتراكمات الافكار المكدسة، هكذا اشعر...مستلهما التجريد. المعرض
محاولة غزيرة بالفعل لنقل رسائل حضارية من العراق الى العالم لكن
بملامح غير تقليديه، ومن امثلة ذلك ان الفنان استخدم الجسد الانثوي
كتعبير عن ايروسية جريئة، ورائها افكار معبرة عن فلسفة خاصة في هذا
المجال.
لكن مايثير الانتباه ان اغلب النقاد وزوار المعرض اجمعوا على ان
المعرض يطالعك بالالوان الدافئة النابعة من عمق حضارة الشرق وبساطة
الفكرة على رغم سورياليتها. ان تنقل الفنان عبر تجارب فنية مختلفة،
اطلق عنان افكاره لتكامل مدهش لعناصر اللغة والتشكيل، راصدا في لوحاته
حركة الجسد والضوء وحالات الإنسان النفسية معالجا اليوميات وجزئياتها
كهم وقضية.
تؤرخ لوحات المعرض الذي هو السادس للفنان لرغبات إشتعلت في الذاكرة
منذ زمن طويل ووصلت إلى اللوحة عبر امتدادات خطوط الرصاص دونت الجمال
العفوي وملامح الوجه البشري. يقول قتيبة ان اللوحة عنده هي ذريعة للفن
والفن هو الفكرة الموقوتة التي تفجر الصورة أو المشهد. ويضيف.. التجريد
عندي يستثني عناصر تصويرية ويزاوج بين طبيعة تجريدية وتصويرية. واجمع
نقاد عراقيون وهولنديون على ان المعرض يمثل محاولة استثنائية وجريئة
تختلف عن اسلوب الفنان في معارض سابقة، فاللوحات في هذه المعرض خرجت عن
المألوف السائد، وخلقت لذاتها عالمها الخاص الذي هو مزيج من قصص متعددة
هي حصيلة تلاقح افكار الفنان والمتلقي في اللحظة التي تسقط فيها العين
على اللوحة.
ويمكن القول في هذا الصدد، ان الفنان نجح في لملمة افكارة اليومية
المتناثرة صانعا وحدة معنوية للوحة استئنائية. ومن المتوقع ان تعرض
اللوحات في اماكن اخرى في هولندا، بعد ان لاقى هذا المعرض نجاحا باهرا
وحضورا هولنديا عراقيا ملفتا. على ان بعض لوحات الفنان معروضة بشكل
دائم في عدد من القاعات الهولندية.
معرض «آرت دبي».. تظاهرة ضخمة للفنون
المعاصرة
استقطب معرض "آرت دبي" الاكبر من نوعه فى الشرق الاوسط والذى ينظم
للسنة الثانية على التوالى عشرات الدور العالمية المتخصصة فى الفنون
المعاصرة ويؤكد بقوة على نمو ودينامية سوق الفنون فى الشرق الأوسط
والخليج الذى يكدس عائدات الذهب الأسود.
وبينما تهافت هواة الفنون المعاصرة لشراء اعمالهم، قالت مارى صوفى
ايشى وهى مديرة احدى القاعات الباريسية التى تعرض فى دبى أعمالا قليلة
لفنانين من الشرق الاقصى لا سيما الصين، "لقد بعت لوحتين فى ساعة من
الزمن ثمن كل منهما حوالى 15 الف دولار".
وقال مدير المعرض جون مارتن للصحافيين قبيل الافتتاح "ان "آرت دبي"
هذه السنة تضاعف من حيث الحجم. لدينا حوالى 70 دار عرض من 28 بلدا حول
العالم، وهى دور اختيرت من بين 350 دارا طلبت المشاركة فى المعرض".
واضاف "خلال سنتين فقط، اصبح المعرض حدثا اساسيا على الساحة الفنية
العالمية، الامر الذى يظهر الفرص التى تمثلها دبى كمركز مهم للفنون
المعاصرة والحديثة".
والدور العارضة اتت من لندن وباريس وسيول وطوكيو وشنغهاى وساو باولو
ولشبونة وزوريخ وبيروت وتونس ودبى ومدن اخرى.
اما الأعمال المعروضة التى تقدر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات،
فتشمل لوحات لكبار فنانى التيار المعاصر مثل اندى ورهول وسام فرانسيس
اضافة الى عشرات الفنانين الصينيين والايرانيين والعرب مثل فرهاد مشيرى
"ايران" وضياء عزاوى "العراق" وبول غيراغوسيان "لبنان".
ومشيرى اصبح اول فنان شرق اوسطى تكسر اعماله حاجز المليون دولار،
وذلك مع بيع لوحته "عشق" فى مزاد نظمته مطلع الشهر دار بونهامز فى دبى
ب05،1 مليون دولار.
وامام لوحته الجديدة "رسالة حب" التى استخدم فيها الرسم الزيتى
وتشكيلات من البلور المعلقة فوق الرسم، تجمع عشرات المعجبين بفنه الذى
يلقى رواجا.
وفى حديث مع صحفي، قالت كلوديا سيليني، مديرة غاليرى "الخط الثالث"
"ذى ثيرد لاين - دبي"، التى تعرض هذا العمل "ان مشيرى يجسد الدينامية
الصاعدة للفنون فى الشرق الاوسط. ان حركة الفنون تنمو بشكل مذهل فى
المنطقة ان على صعيد الابداع او على صعيد حركة البيع".
وفى فترة قصيرة نسبيا، وبعد سنوات من النمو الاقتصادى والعمرانى
الذى بدا مفتقرا للبعد الثقافى الى حد ما، كرست دبى نفسها مركزا قويا
لسوق الفنون.
فدبى التى تستقطب أصحاب الثروات من الخليج ومن القارة الهندية
المجاورة اضافة الى أصحاب الملايين الناتجة عن الفورة الاقتصادية فى
روسيا وغيرها، أصبحت منصة لبيع الاعمال الفنية، كما ساهم نشاطها فى
انتعاش أسعار الفنون الشرق أوسطية، فتضاعفت مرات عدة.
كما ان ابوظبى عاصمة الامارات التى تريد تكريس صدارة ثقافية فى
محيطها، نظمت فى تشرين الثاني/نوفمبر الماضى معرضا ضخما للفنون حرك
قطاع بيع الاعمال الفنية بشكل ملحوظ.
وتأتى هذه الحركة بينما تسجل الفنون المعاصرة اسعارا قياسية فى
الاسواق العالمية اذ باتت تلامس اسعار الاعمال الانطباعية، وخصوصا فى
ظل فورة نفطية تعود بمليارات الدولارات يوميا على دول الخليج.
واصدرت دار "كريستيز" مؤخرا دراسة حول سوق الفنون فى الشرق الاوسط
والميول الفنية للمستثمرين فى الفنون علما ان الدار اللندنية العريقة
ساهمت بدرجة كبيرة فى انعاش سوق الفنون مع تنظيمها مزادات علنية
متتالية فى دبي.
واظهرت الدراسة المستندة الى استطلاع للراى والى نتائج مزادات
كريستيز، ان 40 بالمئة من سكان دول مجلس التعاون الخليجى يعتقدون انهم
سينفقون مزيدا من الاموال خلال السنوات الخمس المقبلة من اجل اقتناء
الاعمال الفنية.
كما اظهرت الدراسة ان 60 بالمئة منهم اشتروا فى السنوات الماضية
شكلا من اشكال الفنون لا سيما اللوحات، وان النسبة نفسها ترغب فى تثقيف
نفسها اكثر فى هذا المجال.
اما فى ما يتعلق بنتائج مزادات كريستيز، فقد اكد المدير العام للدار
فى دبى مايكل جحا ان عائدات المزادات ارتفعت من حوالى 4،8 مليون دولار
فى المزاد الاول
"2006" لتصل الى اكثر من 24 مليون دولار فى آخر مزاد نظم "فى نهاية
2007".
واضاف جحا فى حديث صحفى ان سوق الفنون العربية والايرانية نمت بنسبة
207 بالمئة.
كما ذكر ان نصف الشارين فى المزادات التى نظمتها كريستيز فى دبى هم
من سكان منطقة الشرق الأوسط وان أعمال الدار فى الشرق الاوسط نمت بشكل
عام بنسبة 55 بالمئة بين 2006 و2007.
معرض تشكيلي بالموصل يصور هموم ومعاناة
العراقيين
اقام الفنان العراقي طارق الشبلي بإحدى قاعات مدينة الموصل معرضه
السادس الذي ضم لوحات تشكيلية أنجزت على جهاز الحاسوب.
وتعبر لوحات المعرض التي تشمل أيضا إبداعات فوتوغرافية استلهمت فضاء
الموصل لاسيما الأزقة القديمة والأبواب والشبابيك والأسواق العتيقة، عن
هموم المواطن العراقي في ظل الاحتلال الأميركي.
وقال الشبلي إن هذا المعرض يشكل خلاصة تجاربه ومحطاته الفنية
والحياتية، موضحا أن الأعمال التي يتضمنها تحمل نسيجا متناغما طبيعيا
يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
واعتبر رئيس جمعية التشكيليين فرع نينوى الفنان خليف محمود أن
المعرض يشكل صرخة احتجاج وتعبير أمام التحديات التي تقف أمام التطور
الفني وعزلة الإنسان، وتفكيك القيم الاجتماعية التي تسعى إليها بعض
الاتجاهات السياسية.
حزن وإبداع
ومن جهتها قالت عضو هيئة التدريس بمعهد الفنون الجميلة بنات وجدان
الخشاب إن عالم الشبلي مليء بالحزن والإبداع ينضح بالألم والأمل، مضيفة
أن العراق يشكل لديه ملء العين والذاكرة.
ولاحظ الفنان شاهين علي الظاهر بحديثه للجزيرة نت أن ما يميز المعرض
هو التجديد المتمثل باستخدام الحاسب الإلكتروني في معالجة العمل الفني.
يُذكر أن الشبلي شارك في أكثر من 45 معرضا جماعيا لفنانين عراقيين
بالرسم والخط والتصوير الفوتوغرافي، وأقام معارض خارج العراق في أثينا
وصوفيا وبرمنغهام ولندن وعمان.
رسوم محظورة عربيا في معرض الفنان علي فرزات
يصور رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات الحياة الإنسانية بأوجه
عدة تهدف لتوفير مساحة واسعة من الحرية والديمقراطية للمواطن العربي "الذي
يأبى مغادرة سجنه" حسب تعبير فرزات نفسه الذي يقيم معرضا فنيا يحوي 75
لوحة ضمن مهرجان الكوميديا المسرحي في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا.
ويصر الفنان فرزات ذو الانتشار العالمي على أن يرسم بريشة تعبر عن
شخصيته، ويرفض أن يتخلى عن مبادئه رغم الحظر الذي طال فنه جراء بعض
لوحاته التي تسببت بإشكالات في سوريا منعته من الرسم في صحفها.
لوحة الجنرال
كما امتد حظر لوحاته -التي يشارك بها في المعرض- إلى دول عربية أخرى،
وأثارت لوحة "الجنرال" استياء بعض الأنظمة حيث تصور جنرالا يطعم
المواطن العربي الجائع أوسمة.
لوحة "الجنرال" أثارت استياء حكومات وتسببت بحظر فرزات من دخول دول
عدة
وتسببت اللوحة بمنعه من دخول ليبيا والعراق والأردن، وكانت عُمان
آخر دولة يمنع منها في الشهر الحالي "عندما منعت من دخولها كمشارك في
لجنة التحكيم في مهرجان للكاريكاتير"، حسب تعبيره.
ويقول فرزات إنه يرسم الممارسات دون تصاوير شخصية أو أسماء وصفات "وعلى
الرغم من ذلك يتحسس الدكتاتوريون والفاسدون رؤوسهم".
ويضيف لوحاتي ليست أسيرة زمان ومكان محددين ولكنها تصلح لكل زمان
ومكان، على حد وصفه.
أصداء المعرض
ورحب السوريون بمعرض فرزات الحالي حاملين في أذهانهم (جريدة)
الدومري التي منعت من الصدور في 2003 ولكنها لا تزال تصدر في أذهان
الناس، حسب تعبيره. وهي الجريدة الساخرة التي أصدرها الفنان عام 2001
وحققت صدى واسعا واحتفى بها السوريون كأول جريدة مستقلة تصدر في سوريا
منذ العام 1963.
ويعتبر فرزات المعرض "فرصة للتواصل مع الشعب الذي أراهن على محبته"،
ويرسمه في أجواء القمة العربية متألما جراء الحروب، بينما يكتفي أحد
الزعماء بمطالبته بالهدوء لكي لا يؤثر على اجتماع القمة.
الإعلام المرئي
وينشر فرزات رسوماته حاليا ضمن مشروع تبنته هيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي" بتحويلها إلى رسومات متحركة، وذلك بعد أن كان قد تعاون مع
التلفزيون القطري لإحياء مقاومة تلوث الهواء والفضلات التجارية عام
1984.
وتعالج رسوماته مسائل البيئة وقضايا اجتماعية كالزواج المبكر وتشغيل
الأطفال والعولمة، وتنشر في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع صحيفة
غارديان البريطانية.
يذكر أن الفنان فرزات يرسم في جريدة الوطن الكويتية وفي أهم الصحف
العالمية مثل لوموند الفرنسية وغارديان البريطانية ونيويورك تايمز
الأميركية.
وهو من مواليد 1951، وحصد جوائز عالمية كأفضل رسام كاريكاتير في
العالم، ومنح عام 2002 جائزة الأمير كلاوس التي يعتبرها أهم جائزة
تسلمها "لخصوصيتها فهي تمنح في الوقت ذاته لأفضل عشرة أشخاص في مجالات
إبداعية مختلفة".
افتتاح معرض طوكيو لأفلام الرسوم المتحركة
افتتح معرض طوكيو الدولي لأفلام الرسوم المتحركة بمشاركة عارضين من
نحو 300 شركة ومجموعة من جميع أنحاء العالم.
واشتمل المعرض على عروض وندوات، وهو واحد من أكبر معارض الرسوم
المتحركة في العالم، وينتظر أن يجتذب أكثر من 120 ألف زائر خلال فترة
العرض التي تستمر أربعة أيام.
كما سيختار المنظمون أفضل عمل للرسوم المتحركة في عام 2007. ويشهد
هذا المعرض تطويرا كل عام منذ بدئه عام 2002.
وكان المعرض شهد العام الماضي عروضا من 270 شركة ومجموعة، واجتذب
نحو 108 آلاف زائر.
عبد الملاك وسـنوات من الحب
شهد جاليري بيكاسو بالزمالك أخيرا معرض الفنان التشكيلي إبراهيم
عبد الملاك والذي عنونه (سنوات من الحب ) والذي ضم لوحات ومنحوتات كشفت
عمق الرؤية التي قطعها الفنان عبر رحلته الفنية ويستكمل معارضه التي
حملت نفس العنوان وجاءت في نفس السياق من حيث تجلياتها الجمالية
والتشكيلية في رؤيتها للمرأة الجسد والشهوة والحب الرومانسي، حيث له من
قبل معرض (سنوات من الحب 3) ومعرض (سنوات من الحب 4)،ومعرض (سنوات من
الحب 5 ـ رقصات الامل).
ورحلة الفنان الذي تخرجت من مدرسة روز اليوسف الصحفية تتنوع بين
الديكور والرسم الصحفى والجداريات ثم النحت، حيث يملك فؤاداً متململا
من الرتابة فى أي شيء مما دفعة إلي الالتحاق بقسم الديكور فى فنون
القاهرة ومع كل عمل فى الديكور مشكلة ومع كل عمل جديد توتر وملل جديد،
وقد دفعه ذلك إلي الدقة الشديدة والى العناية والتركيز عسى أن يجد ذلك
الجمال فى الخطوط والألوان الجواش، ولكن تلك الرسوم المنمقة الجميلة لم
تستطيع لرقتها ان تمتص هذه الطاقة الكبيرة التى تكاد تنفجر فى باطنه مع
طوال أيام المعاناة وضغوط العمل الصحفى وأيام العمل مع الفنان الكبير
الراحل صلاح عبد الكريم لذلك توجه إبراهيم إلي النحت إلي الصراع
المباشر مع الخامة (الخشب) واضعاً نموذج الأنثى المختلطة بالطائر
أحيانا أو مع بعض التنويعات التشكيلية المختلفة أحيانا أخرى فالمرأة
موضوع نحتى محبب إلي النفس بالنسبة لسائر الفنانين ولكنه رغم رومانسية
الخطوط يزرع محنته الإنسانية فتسقط التعبيرات والمعانى على هذه الوجوه
المنحوتة كما لو كانت تماثيله تحمل قصة تاريخية لمراحل معاناته
المختلفة ـ علي حد تعبير الفنان مكرم حنين ـ فعلى الرغم من مرحة الظاهر
وسخريته اللاذعة فإنه يمتلك وجداناً درامياً ساخناً. ولقد جمع النحت
رغبته فى تحقيق الموجود ذو الثلاثة أبعاد بدلاً من المسطح ذو البعدين (الرسم)
وتحققت رغبته الثانية فى المعبر بإسقاط مشاعره الباطنة والحزن القائم
فى نفسه ولقد خطا إبراهيم خطوات سريعة التهم فيها كثيراً من الخبرات فى
فن النحت فى الخشب مقترباً من أسرار النحت من ناحية ومن معالجة الخامة
الصعبة (خامة الخشب) من ناحية أخرى ولكن المدهش حقاً أن نجد إبراهيم
يرسم ويكتب وينقد وينحت ويعمل فى الديكور وفى كل مجال إنجازاته التى
تشهد له كمبدع متعدد المواهب.
وقد أثارت منحوتات عبد الملاك الفنان الكبير الراحل حسين بيكار
فكتب يقول: كانت كتلة التمثال التقليدية عبر العصور تطل على جوانب
اربعة بحيث يكون الجزءان الجانبين مكملين للجزئين الأمامي و
الخلفي.وبهذا الأسلوب المنطقي تتواجد الرؤية ويتواجد الموضوع غير أن
الفنان "عبد الملاك "تمرد على هذا التقليد المقيًد, وجعل كتلة التمثال
ثنائية الأبعاد, ينضج الجزء الأمامي منة برومانسية الفنان التي تطل من
حديثة وكتاباته، حتى إذا طاف المتفرج حول التمثال وجد في الجزء الخلفي
تكوينا جديدا مختلف اللغة والمضمون، تكوينا قوامة التجريد المطلق
تتعانق فيه الإشكال على اختلاف هيئاتها لتخلق حوارا صامتا بين الأشياء
الخرساء، وهكذا تتكامل لغة الصمت مع لغة الحوار فى إيجاد وحدة معنوية
غير تقليدية تؤكد صلابتها ورقتها فى آن واحد.
يقول الفنان عبد الملاك عن سبب اتجاهه للنحت: اتجهت إلي النحت فجأة
لسببيين أولهما بيكار وعلاقتي به، ثم ارتباطي الوثيق بالتراث، لأنني
عاشق للفنون المصرية، وأنا أكثر من أدخل الفنون الفرعونية والقبطية
والإسلامية في عمله، في رسوماتي الصحفية بالذات، وعندما اتجهت إلي
النحت لم أشعر باغتراب عن جنينة مصر، لأنني مظلل بشجرة قيمتها عالية
وفروعها كثيرة، كما أن عملي في الصحافة جعلني أقرأ في موضوعات كثيرة.
وعن تأثره بمدرسة روز اليوسف الصحفية قال: اتجهت إلي النحت فجأة
لسببيين أولهما بيكار وعلاقتي به، ثم ارتباطي الوثيق بالتراث، لأنني
عاشق للفنون المصرية، وأنا أكثر من أدخل الفنون الفرعونية والقبطية
والإسلامية في عمله، في رسوماتي الصحفية بالذات، وعندما اتجهت إلي
النحت لم أشعر باغتراب عن جنينة مصر، لأنني مظلل بشجرة قيمتها عالية
وفروعها كثيرة، كما أن عملي في الصحافة جعلني أقرأ في موضوعات كثيرة.
متحف اللوفر يستعيد بابل المعلقة بين الواقع
والأسطورة
افتتح في متحف اللوفر بباريس معرض هام وفريد هو الأول الذي يقام حول
مدينة بابل العراقية في فرنسا. وجمع المعرض 400 قطعة أثرية شديدة
التنوع والثراء جلبت بشكل أساسي من متحف الشرق الأدنى في برلين ومن
متحف البريتيش ميوزيوم في لندن وضمت إليها مجموعة اللوفر الخاصة
بالحضارة البابلية.
واستفاد المعرض من إعارات استثنائية من مجموعات توزعت على 13 بلدا،
وسينتقل بعد باريس إلى متحف المدينة في برلين بين 26 يونيو/حزيران و5
أكتوبر/تشرين الأول، وكان المعرض قد قدم في المتحف الوطني البريطاني
لغاية الأول من مارس/آذار .
ويوضح المنظمون أن المعرض يهدف إلى إحلال نوع من المصالحة بين
التاريخ وبين الحكاية فيما يخص بابل التي عاشت نحو خمسة آلاف قرن ولا
تزال موجودة اليوم، إلا أن الجيش الأميركي حولها إلى قاعدة عسكرية.
ويثير اسم بابل والحضارة البابلية الكثير من الخيالات، وظلت في
الذاكرة الجماعية الغربية مكانا معلقا بين الأسطورة والواقع تماما
كجنائنها المعلقة التي صنفت بين عجائب الدنيا السبع وبرجها الذي تخيله
الكثير من الفنانين ورسموه.
ويتضمن المعرض عددا من الأدوات التي تدل على الدور الكبير التاريخي
والثقافي الذي لعبته المدينة القديمة حيث ولد فيها أول قانون في العالم
هو قانون حمورابي المنقوش على مسلة واردة ضمن المعروضات وهي خاصية متحف
اللوفر. "
المدينة التي أعطت العالم قانون حمورابي حوّلها الجيش الأميركي إلى
قاعدة عسكرية
حقيقة بابل
وتكمن أهمية معرض باريس في كونه يرسم ولو بصعوبة صورة واقعية لمدينة
كان كل ما وصل منها من آثار مجزأ وغير مكتمل، ولم تهتم المعارض
الأوروبية السابقة بإظهار الحقيقة الفعلية والتاريخية لبابل.
ويبرز المعرض هندسة المدينة وسورها في إشارات وعلامات حملها علماء
الآثار وخاصة الألمان الذين عملوا بداية القرن العشرين في الحفريات في
بابل التي وصل إشعاعها إلى كل الشرق الأوسط القديم.
ويمكن المعرض أيضا من اكتشاف أعمال وكتابات مسمارية لم تعرض قط في
فرنسا بالاستناد إلى آثار تبين كيف مر تاريخ المدينة الاستثنائي بأربع
مراحل كبيرة.
كما يسعى معرض اللوفر إلى الجمع بين معطيات علم الآثار والأبحاث
والمصادر النصية ومقارنة حضارة بابل بالحضارات التي عايشتها والتي
تلتها لمعرفة ما قدمته بابل للحضارة الغربية في جذورها.
أقسام المعرض
ويقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام موزعة على نحو متسلسل تاريخي يقدم
المدينة ومميزاتها من الأزمنة القديمة لغاية القرن العشرين ثم ينتهي
بمحاولة لإعادة اكتشاف الحضارة البابلية على ضوء آخر ما توصلت إليه
الحفريات.
ويركز القسم الأول على مرحلة حكم حمورابي لبابل بداية القرن الثامن
عشر قبل الميلاد، فتحت راية هذا الملك المثال تحولت بابل إلى مركز
للإمبراطورية وإلى عاصمة للدين والثقافة تمحور بناؤها حول المعابد خلال
نحو 2000 عام.
ويتمحور القسم الثاني من المعرض حول مرحلة الألف الثانية قبل
الميلاد، حيث شهدت بابل تراجعا سياسيا ولكنها بقيت مركزا ثقافيا دوليا
حيث ظلت تعاليمها وكتاباتها تنشر في زمن كانت فيه اللغة البابلية لغة
الدبلوماسية والثقافة من إيران إلى مصر وقد أتاح هذا الأمر نشرا واسعا
وعميقا للثقافة وللأفكار في منطقة ما بين النهرين.
تأثير عالمي
وتؤكد قطع المعرض على أهمية التعامل التجاري بين منطقة الشرق الأوسط
وانتشار ملحمة جلجامش والمواضيع الأدبية الكبرى.
أما الجزء الثالث فيخص مرحلة نبوخذ نصر حيث بلغت الحضارة البابلية
أوجها بين عامي 605 و562 قبل الميلاد بعد انحلال الإمبراطورية الآشورية
وعودة الأولوية لبابل التي تحولت إلى قطب عالمي يتخطى تأثيره المنطقة.
ويبرز المعرض دور الحضارة البابلية التي عاشت في جميع العصور بطريقة
مباشرة أو غير مباشرة، فلوائحها أوحت بتعاليم العهد القديم والكتاب
القدامى حيث إن قواميس متعددة اللغات تم إنجازها في الشرق الأوسط
القديم.
كما اشتهرت هذه الحضارة بعلومها كقانون الوزن والمقاييس وعلوم
التنجيم والرصد، وما نقله العلماء الكلدانيون إلى الغرب في العلوم مثل
الأضلاع السداسية وتقسيم الدائرة إلى 360 درجة والتقويم السنوي والشهور
الاثني عشر.
تقارير
في ليبيا.. التصوير ممنوع
يعاني المصورون الصحفيون في ليبيا تضييقا يحد من حرية عملهم -حسب
تعبيرهم- خاصة في الأماكن العامة، وبالقرب من الدوائر الحكومية ومقرات
الجيش والثكنات العسكرية.
هذا الأمر أكده المصور طارق الهوني الذي قال إنه منع من التصوير
مرارا بحجة وجود فتيات في المكان، أو معسكر للجيش.
وأضاف الهوني قد يتوقف شخص عادي أو أمني أثناء التصوير ليسألني عن
شغلي، ورغم عرض بطاقتي الصحفية أجد نفسي متوتراً جراء الموقف، لأن
الحكم على وضعي يتحدد عبر اجتهادات شخصية ممن يحاسبك".
المصور الصحفي أحمد العريبي أرجع مثل هذه التصرفات إلى غياب الثقافة
البصرية، وعدم الوعي بمهنة التصوير في ليبيا الذي أدى إلى تصنيف من
يحمل كاميرا تصوير وكأنما يحمل سلاحا.
وأكد العريبي للجزيرة نت أنه تعرض لعدة مواقف رغم وجود تصريح أمني
لديه بالتصوير، لكنه أكد عدم تعرضه لسحب الكاميرا وهو ذات الأمر الذي
أكده زميله الهوني.
وشدد العريبي على عدم وجود أماكن ذات طبيعة حساسة، قائلا إن الأماكن
مثل الميناء والمطار يتم التصوير فيها بتصريح رسمي صادر عن الجهات
الأمنية. غير أنه قال إن "أوضاعا كثيرة قد تتغير إذا التقطنا صورا
للفقر والخراب".
موقف
من جهته شرح المصور محمد السني موقفا طريفا تعرض له بقصر البركة
الأثري، ويتمثل الموقف في أنه فوجئ بضابط يقف بجانبه أثناء التصوير
للاستفسار عن عمله.
وما كان من المصور إلا أن أظهر له بطاقته الصحفية وأجابه بأنه مجرد
مصور يحمل كاميرا ولا يحمل قنبلة. غير أن الإجابة لم ترق للضابط حسب
السني الذي أكمل يومه في مركز الشرطة للتحقيق وانتهت الحادثة بالتحفظ
على بطاقته الصحفية وعرقلة شغله لمدة يومين.
وأكد السني في ختام حديثه للجزيرة نت أن الهاجس الأمني يلعب دوراً
كبيراً في هذه المسائل، مشيرا إلى أن معالم أثرية تم تهديمها بدون
الاحتفاظ بصور لها.
شكوى واحدة
من جانبه كشف أمين رابطة الصحفيين بمدينة بنغازي مسعود الحامدي عن
تلقيهم شكوى واحدة تتعلق باعتداء عناصر الأمن على مصور بالضرب أثناء
تأدية العمل.
وأوضح الحامدي أن الأمن أصدر تعليمات شديدة اللهجة بعدم تصوير أحد
الأحداث، غير أن المصور لم يلتفت إلى التعليمات، وحين لاحظوا وجوده
قاموا بالاعتداء عليه.
في المقابل برر علي العوامي مسؤول الإعلام بمدينة المرج (120
كيلومترا شرق بنغازي) تشديد الإجراءات الأمنية على التصوير بالبلاد
بأنه حفاظ على مصالح الدولة من الدخلاء والعملاء والجواسيس، حسب وصفه.
وأشار في حديثه إلى أنه -بغض النظر عن صفته كمسؤول من عدمه حسب
قوله- لو وجد شخصا يلتقط صورا في الشارع العام فسوف يوقفه، أو يقدمه
إلى الجهات الأمنية.
يذكر أن عدد المحترفين في مجال التصوير بليبيا قليل جد، إضافة إلى
انعدام وجود نقابات تخصهم، لكنهم وفق التشريعات والقوانين يتبعون
لروابط الصحفيين.
المشهد الروائي العربي الآن
هل يمكن الإلمام بالمشهد الروائي العربي الآن؟ أظن أنها مهمة تحتاج
إلي عمل مؤسسي ضخم يستطيع حشد مجموعة الرؤى النقدية القارئة لهذا
المشهد ومراجعتها بموضوعية وحياد، وحتى يحدث ذلك ولابد أن يحدث لأن
الرواية العربية تشكل جزءا مهما لا يتجزأ من الرواية العالمية وتقف
إنجازاتها علي قدم المساواة مع إنجازات الرواية الغربية. وهذا الكتاب
الذي صدرت طبعته التجريبية (المشهد الروائي العربي) بمناسبة انعقاد
ملتقي القاهرة الرابع للإبداع الروائي العربي، يشكل خطوة مهمة ـ نحيي
مقترحها ـ في سبيل الوقوف علي حقيقة ما يجري في هذا المشهد الآن بشكل
خاص.
والحقيقة أن جل النقاد الذين شاركوا في هذا الكتاب يتميزون
بالموضوعية والحياد في قراءتهم، ولضخامة الكتاب وثراء الرواية العربية
سوف نتوقف عند مشاهد الرواية في عدد من الأقطار العربية الآن، ثم
نتلوها بالبقية الباقية (السعودية ـ مصر ـ البحرين ـ اليمن ـ تونس ـ
الجزائر ـ الكويت ـ المغرب)، مع ملاحظة أن التركيز سوف يتم علي الكتابة
الجديدة الآن.
المشهد الروائي السوداني
الناقد أحمد الطيب عبد المكرم:
الملاحظة الأساسية والبارزة في علاقات وتفاصيل المشهد الروائي
الراهن في السودان ـ رغم انقضاء ثلثي العقد الأول من القرن الجديد ـ
تشير إلي هيمنة رواية التسعينيات علي كامل أركان هذه المشهدية السردية
التي انفجرت بشكل مفاجئ منذ بداية العقد الأخير للقرن الماضي، إذ أخذ
هذا الصوت ـ صوت رواية التسعينيات ـ في العلو بصخب فوار فاق في عنفوانه
كل التصورات باندفاعاته وتناسل وتوالد ـ بشكل كثيف ـ الأعمال الروائية
(لجهة عدديتها) بما يشكل ظاهرة استثنائية وإفراطا غير مسبوق في
الكتابات السردية منذ عرف الأدب السوداني مع نهاية الأربعينيات نماذجها
الريادية الأولي، وعليه فقد جاءت رواية التسعينيات في السودان لتسجل
رواجا ومزاحمة بدت وكأن ماردا صحا علي حين فجأة من غفوته، فأراد أن
يستكمل بنهم أكال كل ما فاته من سنوات السبات الطويلة الذي تباعدت فيه
فرص الإنتاج كتابة ونشرا خلال مرحلتي التفوق الجمالية لنزعات الكتابة
الروائية في الماضي (مرحلة رواية ما بعد الاستقلال) أو الماضي البعيد،
ونعني مراحل التجارب الجنينية الأولي (تجارب رواد الرواية) لمرحلة ما
قبل الاستقلال.
رواية التسعينيات تلك الرواية أو الروايات التي استطاعت أن تحقق
تفردا غير مسبوق في عددية الروايات التي أخرجتها المطابع في الأدب
السودان (120) رواية خلال عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية خلال
عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية التسعينية في انفجارها من
قضايا وموضوعات مثلت في منحاها العام إعادة إنتاج لذات الموضوع الأثير
في الكتابات السودانية ـ ونعني به موضوع مأزق الهوية ـ وقضية البحث عن
حدود مقنعة للتكوين الحضاري للشعب ـ سواء جاء هذا الأمر بالهجائية
الريفية المتمردة والمحتجة علي الظلامات التي تعرض لها إنسان الهامش
علي أطراف مركزية الدولة السودانية القابضة بحسب ما أظهرته روايات أبكر
آدم إسماعيل وخاصة عمله الأساسي (الطريق إلي المدن المستحيلة) أو ما
حاول تأكيده عبر مواجهة صريحة مع التاريخ والعلاقات القديمة للمملكات
السودانية الغابرة علي تخوم السهول الممتدة في وادي النيل لاعظيم كما
فعل صاحب رواية (أحوال المحارب القديم) الحسن البكري، أما البعد
السياسي الأيديولوجي المفحوص هنا علي ضوء الأفق الروائي كأداة نقدية
للمسالب الاجتماعية فقد اطلعت به روايات المبدع المتميز مروان حامد
الرشيد في عمليه (الغنيمة واالإياب) و(مندكورو).
المشهد الروائي السوري
الناقد جمال شحيد:
تعقد الآمال الكبيرة علي الرواية الشبابية في سورية لأنها صارت
أعمق وأجرأ من روايات الجيل الذي سبقها، وأقصد بالرواية الشبابية تلك
التي كتبها روائيون وروائيات شباب لم تتجاوز أعمارهم الأربعين وأصدروا
رواياتهم إبان العقد الأول من القرن الـ 21، تطل عليها سمر يزبك في
روايتيها (طفلة السماء) 2002 و(صلصال) 2005 لتعري مؤسستين هما الطائفة
الدينية والأسرة العسكرية وفيهما تكسر عددا من المحرمات، ويقدم لنا
خليل صويلح صورة كاريكاتورية عن المثقف المدعي في روايته (وراق الحب)
2002، وتطل علينا الكاتبة منهل السراج في روايتها الجميلة (كما ينبغي
لنهر) 2003 لتصف لنا مدينة عربية مغفلة مؤلفة من حارتين يفصل بينهما
نهر، حارة الإسلاموي نذير وحارة أبي شامة غير الإسلاموي.أما خالد خليفة
فيفتح لنا في رواية المهمة (مدينة الكراهية) 2006 أبواب المعتقلات
والسجون السياسية والمجابهات في حلب بين الإخوان المسلمين والحزب
الكافر كما تردد الرواية.
لقد شكت الرواية السورية إبان السبعينيات من البلاغة الثورية ومن
اللغة المتخشبة ولحسن الحظ أنها سرعان ما تخلصت من هذه الجائحة فظهر
روايات عظيمة كـ (الوباء) 1981 لهاني الراهب و(وليمة لأعشاب البحر ـ
نشيد الموت) 1998 لحيدر حيدر و(التحولات) بأجزائها 87 ـ 92 ـ 1998
لخيري ذهني، و(مدارات الشرق) بأجزائها الأربعة لنبيل سليمان كنقلة من
الكتابة الروائية المتلعثمة إلي تحكم ماهر في الأدوات الروائية، وبدت
كعلامات مميزة في تاريخ الرواية السورية، لقد لاحظ بعض النقاد انزياحا
حصل في الرواية العالمية، إذ بدأت تنتقل وبنضج من الغرب نحو العالم
الثالث الذي بدأ يملك ناصية هذا الفن الرائع، إنها شهادة علي هذا العصر،
إنها الآن، كما يقول عبد الرحمن منيف (بوصلة وباروميتر).
المشهد الروائي في لبنان
الناقد جورج جحا:
يمكننا رصد خطوط بارزة في المشهد الروائي اللبناني الحالي أي في
المرحلة الثانية التي تنطلق نظريا من سنة 2000، أبرز هذه الخطوط ربما
جسد مغايرة مدروسة، بل ما يبدو في بعض الأعمال نقيضا مدروسا لكثير مما
ساد قبلا من حيث النظرة إلي الأمور والموضوعات، ومن حيث أساليب الكتابة
في عدد من الأعمال، أكثر من يمثل هذا الاتجاه الذي يحلو للبعض أن يسميه
(المدرسة اللبنانية الحديثة) اثنان هما بترتيب زمني لعدد من أعمالهما:
رشيد الضعيف، وإلياس خوري، ولابد من إيضاح أن هذه الأعمال التي
نتناولها بالكلام لا تمثل بالضرورة مسيرة نتاجهما عامة، مما تميزت به
بعض أعمال هذه الفئة، أسلوب تعبير نسج بنوع من الخواء العاطفي المدروس
والابتعاد عن الشعري كما نجد في شكل خاص عند رشيد الضعيف، نسجل ظهور
ذلك عنده في خط تتابع ابتداء من أعمال له في المرحلة السابقة منها (ليرننج
إنجليش) و(ناحية البراءة) امتدادا إلي أعمال من هذه المرحلة أي المرحلة
الثانية، يبرز هذا الاتجاه واضحا في رواية من أعماله الأخيرة هي (انسي
السيارة) التي تناول فيها العقلية المركانتيلية وتحكمها في حياة كثير
من الناس ونلحظ هذا الخط إلي حد ما في رواية (عودة الألماني إلي رشده)
وهي أحدث عمل روائي له، وقد تناول فيه بشكل من التفهم ربما كان سباقا
في الرواية العربية مسألة العلاقات الجنسية المثلية، نسجل هذا الاتجاه
وإن بصورة أخف عند إلياس خوري خاصة في رواية (يالو)، ونجد عند هذه
الفئة أيضا اهتماما بالقضايا الاجتماعية بشكل أقرب إلي البحثي البارد
بما يجعل الأمر يبدو ميكانيكيا أحيانا.
وفي أعمال لهذين الاثنين أي الضعيف وخوري، نجد أن موضوع الانتماء
البارز الحضور، لم يعد موضوع جماعة يرمز إليها بفرد أو يعتبر هذا الفرد
نموذجا فيه كثير من ملامحها وصفاتها، وقد يتكون لدينا انطباع غالب بأن
الأمر عندهما في مستوى أضيق من ذلك إذ صارت الشخصية الروائية تتصرف
وتطرح أسئلة تتعلق، في صورة رمزية أو واقعية، بالفرد نفسه وصحة نسب أو
أبوة أبيه له.
المشهد الروائي العراقي
الناقد د.حاتم الصكر:
لا يمكن لأحد الادعاء بإمكان تقديم رؤية متكاملة عن المشهد الروائي
العراقي وهو في حاله القائم خاضع لاعتبارات وسياقات ينفرد بها وتعمل
علي خلق خصوصيته المركبة والعسيرة علي الحصر والتبويب، فالنتاج الروائي
والأدبي عامة يخضع أولا للشتات والهجرة ووجود كثير من الكتاب خارج
العراق من جهة، والعزلة التي فرضتها الظروف السياسية المتعاقبة حروبا
وقمعا واحتلالا قائما وعنفا لا منطق له أو حدود
ألاحظ ميل السرد الروائي العراقي لتكريس ملامح أبرزها التحديث
الأسلوبي والتجريب الذي يؤكد تفاعل الكاتب العراقي مع الكتابة الروائية
في العالم ونسمي هنا مثلا شيوع تقنيات كالبحث عن لغز أو كتاب ضائع أو
كلمة سر مفقودة، والاعتماد علي تقنية المذكرات والرسائل أو اليوميات أو
الأوراق والدفاتر والوصايا التي يتم العثور عليها لتعزيز السرد وتنمية
أحداثه أو الكشف عن الطبائع أو الخفايا في المتون السردية، ونلاحظ
الميل إلي الاقتراض من الفنون المجاورة وهيمنة النزعة الثقافية علي
السرد وحضور الكاتب في نصه مراقبا ومعلقا ومسهما في أفعال السرد
وأحداثه وتلفظاته، فضلا عن تكريس الفصحى لغة للحوار كما هي للوصف،
وتتميز الرواية العراقية كذلك بالتوجه نحو الحقب التاريخية النظيرة
للحال القائم وتبني بطاقة التخييل وقوة التمثيل سرودا لا تقف عند
التاريخ بهيئته التعاقبية أو تظل حبيسة تسلسله الخطي، ويعيد السرد
أحيانا صلته بالواقع في ما يشبه الحنين إلي المكان البعيد أو المفقود
في أجواء الغربة واشتراطاتها القاسية، ولا شك في أن العسف والعنف
والحروب المتتالية والاحتلال هي ضمن المشغلات المهمة والفاعلة في
الرواية العراقية التي لا يزال للفرد وأزماته وإشكالاته مكان واضح فيها،
حيث تنعكس معاناته في إطار الطوفان الهائل من النكبات والخسائر التي
يسهم السرد الحديث في ترميمها وتخفيف وقعها وإعادة تمثيلها وعرضها.
الرواية في سلطنة عمان
الناقد سليمان المعمري:
بين ملائكة الجبل الأخضر لعبد الله الطائي 1963 التي تعد تاريخيا
أول رواية عمانية، وهمس الجسور لعلي المعمري 2007 شهد الرواية العمانية
علي مدار ما يقرب من نصف قرن عددا قليلا من الروايات بالمقارنة مع هذه
المدة الطويلة، وقليل من هذا القليل يمكن قراءته من وجهة نظر فنية، في
حين أن الزاوية السوسيولوجية الأدبية هي الأنسب لقراءة بقية الروايات.
نشأت الرواية العمانية متزامنة تقريبا مع نشأة القصة القصيرة بل إن
رائدهما واحد هو الأديب عبد الله الطائي، غير أن القصة القصيرة في عمان
استطاعت عبر التراكم وعبر عدد من الأسماء أن تثبت حضورا لافتا في
المنجز القصصي الحقيقي، بغض النظر عن كونها معروفة عربيا أم لا كما هي
الحال في مجموعات محمد اليحيائي وسالم آل تويه وعبد الله حبيب ومحمد
القرمطي ومحمود الرحبي وعبد العزيز الفارسي ويحيي سلام المنذري ومازن
حبيب ويونس الأخزني وغيرهم، في حين مازالت الأسماء العمانية في الرواية
قليلة، وإذا كان أحد شروط لقب الروائي أن يتوفر لدي هذا الكاتب تراكم
لا بأس به من الروايات فإنه يمكن القول أن سلطنة عمان تتوفر فقط علي ما
لا يزيد علي أصابع اليد الواحدة من الروائيين ممن كتبوا الثلاث روايات
علي الأقل هم سعود المظفر (ثماني روايات) وعلي المعمري وحسين العبري
وسيف السعدي وغالية آل سعيد ثلاث روايات لكل منهم، مع ملاحظة أن هذا
الاحصاء كمي ولا علاقة له بمدي اقتراب أو ابتعاد هذه الأعمال عن الشروط
الفنية للرواية.
المشهد الروائي في قطر والإمارات
الناقد د.عبد الإله عبد القادر:
مفارفت ومقاربات بين المشهد الروائي في قطر ومثيله في الإمارات
تبدو واضحة لدي أي متابع للمشهدين المتجاورين جغرافيا والمتقاربين
اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وتاريخيا، في المفارقات تلك العقود الثلاثة
التي فصلت بين المشهدين في ظهور أول رواية في الإمارات عام 1971 لراشد
أبو عبد الله وبين أول رواية رصدت في قطر عام 1993 لدلال خليفة
والمسافة الزمنية نسبية إلا أنها ضرورية في عمليتي التراكم الفرز الفني
لتجربة معقد تحتاج إلي زمن ومواصلة حتى نستطيع من اثبات حضورها وشكلها
وميزاتها والإمارات تفوق بعدد الكتاب الذين ظهروا منذ الرواية حتى
الأخيرة التي صدرت في نهاية عام 2007 لناصر جبران حيث بلغ عدد من جرّب
كتابة الرواية في الإمارات 21 كاتبا بالمقابل لم يزد من مارس الكتابة
الروائية في قطر علي أكثر من خمسة كتاب، أما الإصدارات نفسها فقد بلغت
في الإمارات حتى نهاية 2007 (38) نصا روائيا مطبوعا، بالمقابل لم نستطع
رصد أكثر من 12 رواية حتى نهاية العام ذاته، أما من يجمع كل هؤلاء
الكتاب في التجربة المشتركة هو الهم الجماعي في دول الخليج، أي الرواية
الاجتماعية.
وقد رصدنا أيضا ظهور الرواية التاريخية التي هي الأخري تحاوزل إظهار
صور الشخصية عبر أبعادها التاريخية وصراعاتها المرحلية السابقة في
البحث عن جذور للشخصية المعاصرة عبر تراكمات الماضي وصراعاته وقواه،
ويشترك المشهدان في المحاولة الجادة والدءوبة لإيجاد مكان متميز
للرواية بين أجناس الأدب الأخرى التي توارثت المنطقة بعضها مثل الشعر
في شقيه النبطي والفصحي والقص الذي دخل بقوة وبحضور متميز منذ نهاية
الستينيات من القرن الماضي، وتعدد أصوات السرد القصصي بشكل ملحوظ حتى
وجدت القصة لها مكانا مجاورا للمشرح الجديد، أيضا الذي نما وتطور علي
عدة أصعدة في التمثيل والتقنيات مثلما في الكتابة والمهرجانات
والمنتديات، فإن الرواية وقد دخلت بخجل شديد في الإمارات عبر تجربة
يتيمة لراشد عبد الله وتجربة تأخر نشرها لمحمد عبيد غباش (دائما يحدث
في الليل) في حين لم تسطع الرواية في قطر من ظهورها الخجول أيضا عام
1993.
ثمة ظاهرة يشترك فيها المشهدان الإماراتي والقطري في انتقثال أدباء
عرفوا بانتمائهم لأجناس أدبية معينة إلي جنس الرواية في محاولة للتطور
الذاتي أو للتجريب أو لإثبات القدرات الذاتية أو لأسباب أخرى تتعلق
بالمنتج أصلا , في قطر نرصد الأسماء التالية التي تحولت إلي كتابة
الرواية أمثال الإعلامي أحمد عبد الملك والشاعرة زكية مال الله
والكاتبة المسرحية دلال خليفة، أما في الامارات فالقائمة طويلة نسبيا
في هذه التحولات أمثال الشاعرة ميسون صقر القاسمي، والقاص ناصر الظاهري
والشاعر والقاص ناصر جبران، الشاعر مانع سعيد العتيبة، الشاعر كريم
معتوق، والباحث والمسرحي د.سلطان بن محمد القاسمي،والشاعر ثاني السويدي،
والقاصة والمسرحية باسمة يونس والقاصة أسماء الزرعوني، أما الكاتب
الصحفي علي ريش فقد بدأ قاصا وتحول إلي روائي ثم إلي كاتب مسرحي ولكنه
ظل هو الروائي الأول في الامارات من حيث عدد إصداراته وجدية تجربته
ومحاولاته المستمرة في استثمار التطور الفني في رواياته.
المشهد الروائي الأردني:
الناقد محمد عبيد الله:
يتكئ الراهان الروائي في الأردن بشكل أساسي علي تجارب عدد من
الروائيين والكتاب الذين فرضوا حضورهم منذ عقد الثمانينيات من القرن
الماضي، بعضهم كان معروفا في إطار القصة القصيرة قبل أن يجرب كتابة
الرواية، إلي جانب الاصدارات القصصية ويمثل هذا المنحي إلياس فركوح
الذي نشر سبع مجموعات قصصية حتى الآن وظهرت تجربته الروائية لاحقة
لكتابته القصصية، إذ صدرت أولى رواياته (قامة الزبد) عام 1987 بعد صدور
مجموعته القصصية الرابعة، وهناك علامة فارقة في الراهن الروائي ممن
ينتمون لجيل الثمانينيات، وهي تجربة إبراهيم نصر الله الذي تأسس في حقل
الشعر قبل أن يكتب الرواية ثم يواصل كتابة الشعر والرواية معا، وإلي
جانب فركوح ونصر الله هناك تجارب من جيلهما أو الجيل السابق عليه ممن
قدموا إسهامات روائية مميزة في السنوات الأخيرة.
وبشكل مجمل تتسيد تجارب جيل الثمانينيات المشهد الروائي وتسهم فيه
كما ونوعا وتقود لواء التجريب والانتاج المتدفق وإلي جانب ذلك هناك عدد
محدود من التجارب الجديدة لأسماء جاءت في عقد التسعينيات أو في مرحلة
الألفية الجديدة، وفي مجال الكتابة النسوية تساهم عدد من الكاتبات من
أجيال مختلفة في تشييد راهن الرواية الأردنية وحاضرها، ولكن لم يولد
بعد الاسم الذي يمكن القول إنه يمثل انعطافة حاسمة أو واضحة، بمعنى أن
الرواية الراهنة في الأردن والرواية العربية بعامة، وتستثمر اليوم
الإمكانيات شبه المكرسة، كأننا في مرحلة استقرار نسبي لإشباع جملة
الإمكانيات التجريبية والمناخات والتقنيات دون اختراقات حاسمة للحدود
والإمكانيات التي جربتها وتجربها الرواية العربية.
الرواية الفلسطينية
د.فخري صالح:
الإنجاز الروائي للروائيين الفلسطينين الذين جاءوا بعد غسان كنفاني
وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي لم يكن في مجموعه بحجم إنجاز هؤلاء
الروائيين الثلاثة، إن غلبة الشعار علي الاهتمام بتطوير الشكل الروائي
والاستفادة من إنجازاته العربية والعالمية قد جعلت الانجاز الروائي
الفلسطيني اللاحق يراوح مكانه من التجربة الروائية العربية، ومع ذلك
فثمة تجارب روائية فلسطينية عديدة حاولت أن حاولت أن تلتقط اللحظات
التاريخية المتعاقبة للمسألة الفلسطينية في محطاتها المختلفة وتحولاتها
العنيفة الصاخبة واحتكاكها الدموي بالجغرافيا العربية حول فلسطين، أقصد
بما سبق الإشارة إلي كتابة الروائيين الفلسطينيين أعمالا تصف ما فجرته
القضية الفلسطينية من توترات في البلدان العربية المجاورة والأمكنة
التي انتقلت إليها الثورة الفلسطينية خلال الستينيات والسبعينيات
والثمانينات من القرن الماضي، ضمن هذا السياق تندرج روايات يحيي يخلف (تفاح
المجانين) 1982 التي تبني أسطورة الفرد الفلسطيني بعد النكبة وتصور زمن
الهزيمة إذ يتحول إلي بطولة فردية مأمولة في خيال صبي متشرد، وفي
النوفيللا شاعرية اللغة (المرأة والوردة) 1980 حيث يستعيد الروائي زمن
الثورة الفلسطينية بعد هزيمة 1967، وكذلك في استعادة فلسطين الضائعة
عبر السرد والحكاية في روايتي يحيي يخلف الاخيرتين (بحيرة وراء الريح)
1991 و(ماء السماء) 2007. ويمكن أن نعثر علي محاولة استعادة فلسطين
وتصوير انتصاراتها ونكساتها عبر الحكاية فيما كتبه فيصل حوراني في (بير
الشوم) 1979 ورشاد أبو شاور في (العشاق) 1977 و(البكاء علي صدر الحبيب)
1974 التي تحكي انكسار الثورة بعد أحداث أيلول 1970، و(شبابيك زينب)
1994 التي تحكي عن الانتفاضة الفلسطينية الأولي، كما تتحقق هذه
الاستعادة في روايات توفيق فياض في (المجموعة 778) و(حبيبتي ميليشيا)
1976، وليانة بدر في (بوصلة من أجل عباد الشمس) 1979 و(عين المرأة)
1991، وفاروق وادي في (رائحة الصيف) 1993، و(عصفور الشمس) 2006،
وإبراهيم نصر الله في مشروعه الروائي المتعدد الأجزاء الذي سماه (الملهاة
الفلسطينية).
يمكن أن نضيف إلي هذه الروايات التي ذكرنا عشرات الروايات الأخرى
التي تصور مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية، أو تحكي عن فلسطين
والثورة بلغة عاطفية مشبوبة، لكننا سوف نصطدم دوما بغياب مشروع روائي
فلسطيني آخر يضاف إلي المشاريع التي أنجزها أعلام الرواية الفلسطينية
الكبار غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي.
المشهد الروائي المصري
د.مجدي توفيق:
ادوار الخراط
المشهد الروائي في مصر بالروائيين والروايات، وإذا أردنا أن نحصي
أسماءهم ونعرف تعريفا قصيرا بهم وبأهم نصوصهم الروائية فإننا مضطرون
إلي أن نضع عنهم موسوعة لن تكون قصيرة بحال، لهذا لا مفر لنا أن نذكر
أسماء ونغفل أسماء أخري ولتكن الأسماء التي نذكرها الأدل علي ما نريد
والأقرب إلي تصور القارئ.
وأسهل طريقة لعرض هذا المشهد الغني المعقد تتبعه أجيالا، ومن المؤكد
أن مشهد الرواية في مصر يحوي أسماء كثيرة يسهل أن نوزعها علي أجيال شتى
مع الاعتراف بعيوب التصنيف الذي يعتمد علي تمايز الأجيال، فلا يزال
بيننا محمد كمال محمد وأمين ريان وإدوار الخراط ويوسف الشاروني من
الجيل الذي شهد شطرا من الحياة قبل ثورة 23 يوليو ووعاها، وهو جيل غاب
عنا منه كتاب كثر ربما كان آخرهم محمد صدقي.
ولا يزال بيننا كتاب مرموقين من جيل الستينيات العظيم صنع الله
إبراهيم وجمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وخيري شلبي وعلاء الديب ومحمد
البساطي وبهاء طاهر ومحمد جبريل.
صنع الله إبراهيم وإبراهيم أصلان مقلان نصوصهما تقتصد في اللغة أما
الغيطاني فهو علي النقيض هادر، تشعيري، مراوغ بالتراث أو هو علي
الإيجاز هادر باللغة، في حين نرى خيري شلبي ومحمد جبريل هادرين سردا لا
لغة.
لقد عكفت في كتابي الذكرة الجديدة علي نصوص مما ينسب إلي الرواية
الجديدة، اخترت منها وقتها تسع عشر رواية لحمد أبو جليل وخالد اسماعيل
و خالد السروجي وسامي اسماعيل وسعيد نوح وسيد الوكيل، وصبحي موسي وعبد
الحكيم حيدر ومحمد داود ومصطفي ذكري ومنتصر القفاش ومنى برنس وميرال
الطحاوي وهاني الرفاعي وياس إبراهيم وياسر شعبان ولم تكن آخر التي
تستحق أن أدرجها في البحث وقد ظهر بعدها روايات أخرى كثيرة وقد استمتعت
بعضها حقا مثل أن تكون عباس العبد لأحمد العيدي وعين القط لحسن عبد
الموجود وأول النهار لسعد القرش وفصول من سيرة التراب والنمل لحسين عبد
العليم.
المهم أني تبينت أمرا أراه خاصة أسلوبية سردية مقومة لهذا النوع من
الروايات، تلك أنها تستخدم أسلوب الحكي البسيط والمباشر الذي يستخدمه
الناس في الحكي اليومي المباشر المألوف لا أقصد أنها تستخدم العامية أو
الدارجة وحدها، وإنما أريد أنها تحكي حكيا عاما يذكر الحدث بأكثر مما
يفصله ويسمح لنفسه بنقلات سريعة في الزمان والمكان والحدث والشخصيات قد
تتحول معها الحكاية الطويلة إلي سطور قليلة في حين تحولها الرواية
التقليدية إلي نص طويل من ثم أصبحت هذه النصوص التي تبدو لبعض النقاد
نوعا مستقلا أو شكلا مختلفا أو طريقة جديدة نصوصا يغلب عليها القصر
وتنبع من بنية الحكايات الصغيرة التي رأيناها من قبل عند إبراهيم
أصلان.
الغالب علي السرد الروائي في مصر هو تصوير المجتمع ومن ورائه خلفية
سياسية تاريخية تلوح من بعد أو مت قرب كيف شاء الكاتب أن يوجه نصه إلي
خدمة غايات سياسية يراها أو أن يبعده عن مباشرتها من قريب، ولقد أصبح
لدينا كتاب لكل منهم منطقة تخصه يمتاح منها سرده كما يفعل أحمد الشيخ
صاحب حكايات المدندش مع القرية وكما يفعل مصطفي نصر صاحب النجعاوية من
الاسكندرية ومنطقة النبي دنيال بخاصة وكما يفعل بعض الكتاب من أجيال
شابة مع أحياء عشوائية محددة يعاودون امتياح السرد منها من نص إلي نص،
يمكن القول أن المشهد الروائي المصري اليوم يقدم مادة غنية للتحليل
الاجتماعي من خلال عشرات النصوص التي توفر له مادته والتي تتمايز كيفيا
بأن يتجه كل منها إلي ناحية من الوطن ليصورها أو بأن يختص كل منها
بتقنيات تميزه وباختيارات من الحكايات المتنوعة تمتلك الجرأة السردية
أو الجاذبية أو بساطة التعبير. |