القمة العربية في دمشق وجه آخر لاشتداد الصراع الايراني الامريكي

شبكة النبأ: اكثر من استطاع ان يعبر عن واقع حال القمم العربية هم الأطفال الغزيون من خلال رسالة موجهة للمؤتمرين الذين يجتمعون في قمة دمشق لعلها تسهم ولو بشئ القليل بتغير البيان الختامي والقرارت التي ستتمخض من القمة الرسمية في دمشق لدعم أطفال فلسطين وتقديم المساعدة لأطفال فلسطين." فقد لعب طفل دور "ممثل أطفال العراق وفلسطين" في محاكاة القمة وخاطب المجتمعين قائلا "نحن لا نريد مؤتمرات ولا نريد اجتماعات. نريد منكم خطوات عملية. هبوا الآن لنصرتنا. قوموا الآن لنجدتنا."بحسب رويترز

وفي حين يستعد الزعماء العرب لقمتهم السنوية التي تفتتح هذا العام في العاصمة السورية دمشق. تقف ايران والولايات المتحدة في عمق صراعات القمة العربية، ويبدو لبنان البؤرة الحالية لصراعهما بالوكالة لكنهما تناوران من أجل نفوذ اقليمي في صراع يبدو انه دخل طريقا مسدودا.

وتدفع سوريا باعتبارها الحكومة العربية الوحيدة المتحالفة بقوة مع ايران الثمن في صورة عزلة دبلوماسية. ولن يحضر العاهل السعودي الملك عبد الله قمة دمشق وقد يحذو حذوه زعماء اخرون تربطهم علاقة ودية بواشنطن.

ومن منظور سياسات القوة الصريحة يدور الصراع بين ايران تعزز وضعها بنفوذها الجديد في العراق وحكومات سنية محافظة سيطرت على السياسات الاقليمية على مدى ربع القرن المنصرم.

ومن المنظور الايديولوجي يحتدم الصراع بين رؤى عربية متنافسة لكيفية التعامل مع الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.. وهل يجب ان تتخذ الدول العربية موقفا ضد السياسة الخارجية الامريكية ام تمضي قدما مع واشنطن على امل انتزاع افضل تسوية ممكنة بين الاسرائيليين والفلسطينيين..الذين قالوا ان العرب يجب ان يتخذوا موقفا صارما ضد خطط الولايات المتحدة واسرائيل الهادفة لانهاء كل المقاومة لطموحاتهما في الشرق الاوسط.

وقال حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من ايران في يناير كانون الثاني انه يتوقع حربا على ايران للقضاء عليها واضعاف سوريا وتدمير كل الاتجاهات الثورية والوطنية الحقيقية في المنطقة.

ومن الناحية النظرية يميل ميزان القوى بشدة ضد ايران وسوريا وحليفيهما الرسميين الرئيسيين في العالم العربي وهما جماعة حزب الله في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة المحاصر.

لكن موقفهم المتحدي يمكن ان يمس وترا لدى الرأي العام العربي وخاصة حين يتصدون للقوة العسكرية لاسرائيل مثلما فعل حزب الله في لبنان عام 2006 .

ويجد الزعماء المحافظون انفسهم في موقف دفاعي على الصعيد الداخلي لان سياستهم بالاعتماد على واشنطن فشلت في السنوات القليلة الماضية في تحقيق اي شيء للفلسطينيين.

وهون الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من الخلافات بين المعسكرين واشار الى ان سوريا راغبة في التعامل مع واشنطن وان المحافظين غير راضين بنفس الدرجة عن الوضع.

وقال موسى "ما أسمعه هو نفس الشيء من زعماء الدول وحتى رجل الشارع. الكل محبط وكلهم غاضبون وكلهم لا يمكنهم قبول الوضع الراهن كما هو في الاراضي المحتلة... اذا كان هناك اعتدال فيجب تحقيق بعض النتائج."

وحاولت بعض الحكومات السنية اضفاء مسحة طائفية على الصراع بتأكيد الروابط الشيعية بين خصومهم.

وقال بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت "يوجد بعض التلاعب. في المناطق التي يوجد بها سكان شيعة وسنة تتزايد التوترات بوضوح.. التوتر مرتفع في العراق ولبنان... البحرين ومؤخرا الكويت."

وقال ساطع نور الدين الكاتب في صحيفة السفير اللبنانية "لعل أهم نجاح حققه التكتل السعودي بدعم من الامريكيين هو تهويل الخطر الايراني وتصوير ايران على أنها الخطر الرئيس على الوجود العربي في العراق وفي سورية."

وقال وليد جنبلاط وهو عضو بارز في الائتلاف الحاكم في لبنان والمناهض لسوريا انه يرى ان نفوذ ايران الان بلغ درجة ستجعلها تسيطر على قمة دمشق.

واضاف في مقابلة الشهر الماضي انه من الناحية النظرية ستعقد القمة فيما جرت العادة ان تكون عاصمة عربية لكنها الان تحت الوصاية الكاملة للنظام الايراني او الامبراطورية الايرانية. وقال ان الوضع بالتالي يجعل العرب في مواجهة الفرس.

لكن لا توجد لدى أي من الطرفين القوة لتوجيه ضربة قاصمة لخصومه وهو ما انعكس في لبنان الذي يعيش في ازمة سياسية منذ اربعة اشهر بدون حل.

وقال سالم "ينتظر كلا الجانبين.. الانتخابات الامريكية في الاغلب... وهذا فعلا سبب ان المرء لا يرى كثيرا من التقدم." واضاف "الانتخابات الامريكية ربما تأتي بسياسة خارجية جديدة للولايات المتحدة."

زعماء العرب يقاطعون القمة

انضم المزيد من الملوك والرؤساء العرب إلى قائمة طويلة من الزعماء الذين قرروا عدم حضور القمة العربية التي القت بظلالها عليها حملة لمعاقبة الدولة المضيفة سوريا لتأييدها المعارضة اللبنانية.

وسيمثل نائب الرئيس اليمني بلاده في حين قرر الاردن ايفاد مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية للقمة السنوية التي تستمر يومين في مزيد من التجاهل للحدث الذي كانت سوريا تأمل بأن يبدد الانطباع بأنها تعاني من عزلة في المنطقة.

وقررت حكومة لبنان مقاطعة القمة تماما وأعلنت السعودية ومصر وهما من أوثق حلفائها في وقت سابق هذا الاسبوع انهما سترسلان وفدين منخفضي المستوى.

وأرسلت البحرين وهي حليفة للسعوديين وفدا برئاسة نائب رئيس الوزراء.

ويقول دبلوماسيون ومعلقون ان الولايات المتحدة هي القوة الدافعة وراء الحملة لإثناء القادة العرب عن الذهاب إلى سوريا التي تفتخر بمقاومتها للسياسات الأمريكية والإسرائيلية.

وقال دبلوماسي في العاصمة السورية "الأمريكيون عملوا على ضمان وجود تمثيل منخفض المستوى في الفترة السابقة للقمة. ما نشهده الآن هو تأثير تضاعفي."حسب رويترز

وأشار دبلوماسي آخر إلى أن السعودية اتخذت قرارها بعد فترة قصيرة من زيارة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي للمملكة الاسبوع الماضي.

وقال الصحفي السوري المخضرم ثابت سالم ان سوريا لاتزال عازمة على اظهار أنها ليست دولة "خانعة" وان سياساتها تتماشى مع المشاعر الشعبية العربية.

وقال ان الولايات المتحدة ظلت تعمل بلا كلل لإضعاف القمة الأمر الذي يؤكد ظهور محورين في العالم العربي تقف سوريا وحدها على أحدهما.

وهيمن النزاع السياسي المستمر منذ فترة طويلة في لبنان على تحضيرات القمة التي كان من الطبيعي ان تركز على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومبادرة السلام العربية التي اعلنت عام 2002 ومشاكل العراق واقليم دارفور بغرب السودان.

لكن دبلوماسيين قالوا ان الزعماء العرب المحافظين حاولوا هذا العام استغلال التهديد بضعف المشاركة في القمة للضغط على السوريا لتعطي الضوء الأخضر من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد بشروط مقبولة للحكومة اللبنانية والأغلبية النيابية.

وعندما أجل البرلمان اللبناني جلسة لانتخاب رئيس قبل القمة هذا الاسبوع أصبح الطريق مفتوحا أمام المحافظين للتحرك.

وأوفدت السعودية التي تؤيد مع فرنسا والولايات المتحدة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية. أما مصر فسيمثلها وزير دولة.

والصراع في لبنان هو جزء من صراع دولي بين الولايات المتحدة وإيران اللتين لكل منهما حلفاء داخل العالم العربي.

ورغم أن الأطراف المؤيدة لإيران وهي سوريا وجماعة حزب الله الشيعية في لبنان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية أضعف من الحكومات المدعومة من واشنطن فان معارضتها للسياسات الأمريكية منحتها بعض التأييد الشعبي.

وشنت الصحف القومية المصرية هجوما لاذعا على سوريا قائلة إن دمشق لم تبذل أي جهد لانجاح القمة العربية.

وكتب أسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة الأهرام في عموده بالصفحة الاولى " الحلف الإيراني-السوري يهدد قمة دمشق". واتهم دمشق بدفع الوضع في لبنان نحو الفوضى وتأييد مصالح إيران في المنطقة.

وقال مسؤول يمني ان عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس سيمثل اليمن في القمة. وأضاف دون الخوض في تفاصيل أن الرئيس اليمني على عبد الله صالح لن يحضر القمة بسبب "ظروف خاصة".

وكان دبلوماسيون يتوقعون أن يحضر صالح القمة ولاسيما بعد نجاحه كوسيط في اتفاق مصالحة هذا الاسبوع بين حماس وحركة فتح.

وأرسل العراق عادل عبد المهدي النائب الشيعي للرئيس العراقي بدلا من رئيس الوزراء نوري المالكي المشغول حاليا بالمعارك بين قوات الحكومة ومقاتلي ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وقال مسؤولون سوريون ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي توجه لحضور القمة كضيف لكن الأمين العام للامم المتحدة الذي كثيرا ما يحضر اجتماعات القمة العربية كضيف شرف لن يشارك هذا العام.

سوريا تعتبر غياب زعماء عرب رضوخا لواشنطن

من جانب آخر أعتبرت  سوريا ان غياب زعماء ابرز الدول القريبة من الولايات المتحدة عن قمة دمشق يشكل رضوخا لاملاءات واشنطن ولن يؤثر في نجاح القمة في حين يتخوف محللون من تعميق الشرخ العربي.

فبعد اعلان السعودية ومصر عدم المشاركة على مستوى الرؤساء وخفض مستوى تمثيلهما في القمة على خلفية التوتر مع سوريا حول الازمة في لبنان اعلن الاردن المتحالف بدوره مع واشنطن عدم مشاركة ملكه عبدالله الثاني في القمة.

وقال وزير الاعلام والاتصال الاردني ناصر جودة ان مندوب المملكة لدى الجامعة العربية عمر الرفاعي سيترأس وفد بلاده فيما كان وزير الخارجية صلاح البشير شارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب في دمشق.

كذلك تغيب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اللحظة الاخيرة عن القمة واوفد نائبه عبد ربه منصور هادي.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمح الى ان تغيب بعض العرب ناتج من ضغوط الولايات المتحدة التي كانت دعت الدول العربية الى التروي قبل اتخاذ قرار المشاركة في القمة. وقال المعلم في ختام الاجتماع الوزاري ان "هذه القمة لم تدع اليها الولايات المتحدة ولا اثر لها على اعمالها او جدول اعمالها".

في المقابل ايد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرار مصر والسعودية خفض تمثيلهما الى القمة وقال "اعتقد انهما على حق لان سوريا تمادت".

وردا على ساركوزي ابدت صحيفة "الثورة" السورية الرسمية اسفها ل"انضمام فرنسا بعظمتها الى جوقة الضغط اللاموضوعي على سوريا والقمة".

واعتبر رئيس تحرير "البعث" الياس مراد ان "الولايات المتحدة مارست ضغوطا وطلبت عدم الحضور من الدول العربية لان الاميركيين لا يريدون ان يكون هناك قمة ثم لا يريدونها في دمشق ولا يريدون اي عمل عربي مشترك". واضاف لوكالة فرانس برس ان "مستوى التمثيل لا يغير في قرارات القمة والقمة نجحت فرغم الضغوط حضر ثمانية عشر وزير خارجية الاجتماع التحضيري".

واكد مراد ان "دمشق لن تسمح للادارة الاميركية بالتدخل في اجندة القمة واعمالها وقراراتها".

ويشارك احد عشر زعيما عربيا في القمة فيما يغيب عنها تسعة زعماء.

في المقابل شارك 18 زعيما عربيا في قمة الرياض في اذار/مارس 2007 علما ان الزعيم الليبي معمر القذافي كان ابرز الغائبين.

من جهتهم تخوف محللون من ان تساهم هذه القمة في تعميق الخلافات العربية القائمة اساسا. وقال وحيد عبد المجيد مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان "هذه القمة تعقد في ظل انقسام عربي عميق بدأ مع القمم السابقة لكنه وصل الى ذروته الان في ظل عدم قدرة العرب على الحوار على مستوى القمة".

واضاف "اذا لم يحدث تحرك جاد من الامين العام للجامعة العربية (عمرو موسى) لترتيب حوار بين مصر والسعودية وسوريا اعتقد اننا متجهون الى وضع شبيه بالحالة التي كانت تسود العالم العربي بين 1957 و1967".بحسب وكالة فرانس برس

واعتبر عبد المجيد انه "من الممكن ان تتحول اي من الازمات مثل الوضع في لبنان او فلسطين الى شرارة تشعل المنطقة".

وتحمل السعودية ومصر سوريا مسؤولية عدم انتخاب رئيس لبناني جديد في حين تطالب دمشق الرياض بممارسة مزيد من الضغوط على حلفائها اللبنانيين لتجاوز هذا المأزق.

واكد عبد المجيد ان "سوريا تؤيدها بعض القوى العربية تحمل مشروعا لتغيير المنطقة طابعه ايراني في مواجهة الولايات المتحدة".

قمة خالية من كل فيروس أمريكي

رأت الصحف السورية ان القمة العربية نجحت رغم الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة لتعطيلها، معتبرة انها ستكون خالية من كل فيروس امريكي.

وقالت صحيفة الثورة الحكومية يكفي قمة العرب في دمشق ان الشبح الامريكي مطرود منها يكفي انها وربما للمرة الاولى ستخلو كل قراراتها وما تتوافق عليه من كل فيروس امريكي.

من جهتها، اوردت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في افتتاحيتها ان قمة دمشق نجحت وتجاوزت كل اشكال الضغوط والتشويش بدءا من تصريحات المسؤولين الامريكيين ورغبتهم في عدم انعقاد القمة او عدم المشاركة فيها، او عبر ارسال البوارج الى شواطىء المنطقة.

واضافت لقد فشلت الادارة الامريكية فيما ذهبت اليه من ضغوط وتهديد، مؤكدة ان سورية فتحت كوة جديدة في الجدار الذي تحاول الادارة الامريكية رفعه في وجه اي عمل عربي مشترك.

وبدورها، كتبت صحيفة تشرين الحكومية ان هذه القمة شكلت محورا لحملة تشويش وتشويه امريكية لم يسبق لها مثيل في تاريخ القمم العربية.

واشارت الى ان ادارة بوش حاولت في البداية تغيير مكان عقد القمة ثم حاولت تأجيلها ولانها لم تفلح اخذت بممارسة الضغوط المباشرة من اجل التقليل من اهميتها وفاعليتها. واضافت ان النتائج كانت على عكس ما تشتهي ادارة بوش تماما.

تفاقم الخلاف السوري السعودي

من جانب آخر قال مصدر رسمي في الرياض ان قرار السعودية المشاركة بوفد على مستوى منخفض في القمة العربية يعكس التدهور في العلاقات بين الرياض ودمشق و"استياء السعودية من عدم تجاوب سوريا" مع المساعي العربية لحل الازمة اللبنانية.

فقد اعلن مندوب المملكة العربية السعودية لدى الجامعة العربية احمد قطان في دمشق انه سيرأس وفد بلاده في القمة العربية المقررة يومي 29 و30 آذار/مارس مما يعني ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لن يشارك في القمة.

واكد مصدر رسمي سعودي "ان المستوى المنخفض لمشاركة المملكة في القمة العربية التي ستستضيفها دمشق يعكس "التدهور الحالي الذي تشهده العلاقات بين الرياض ودمشق واستياء السعودية من عدم تجاوب سوريا مع المساعي العربية لحل الازمة اللبنانية وفق مبادرة الجامعة العربية".حسب وكالة فرانس برس

وبدا التوتر في العلاقات السعودية السورية حين قام وزير الدولة السوري لشؤون الهلال الاحمر بشار الشعار بتسليم السعودية الدعوة السورية لحضور القمة قبل اسبوعين في حين قام وزير الخارجية وليد المعلم بتسليم الدعوة في عواصم عربية اخرى.

وعلق مصدر دبلوماسي عربي على ذلك "لا شك ان هذا اثار استياء سعوديا اخر من دمشق".

واضاف المصدر "رغم ان الامير سعود الفيصل اعرب عن امل بلاده ان تبحث القمة العربية الوضع في لبنان في تصريحات ادلى بها في الجزائر الا ان الاتصالات المصرية التي جرت مع دمشق خلال الايام القليلة الماضية اظهرت ان السلطات السورية ما زالت عند موقفها بشان الموضوع اللبناني".

وتابع "وهذا ما جعل الرياض تشعر بان سوريا متشددة بموقفها من هذا الموضوع رغم كل الوساطات التي طلبتها السعودية من دول لها تاثير على سوريا ومنها محاولة روسية قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي زار دمشق الاسبوع الماضي وطرح الموضوع مع كبار المسؤولين السوريين وابلغ الرياض انه لا تغيير في الموقف السوري".

واكد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه "على دور المملكة الداعم والمناصر دوما لكل ما من شأنه تكريس وحدة العالم العربي" وشدد على ان "الطريق الأمثل للتعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي والأمة الاسلامية هو (...) تغليب المصلحة الوطنية على التحالفات الخارجية".

واضاف ان "هذه المبادئ هي التي تؤسس لمواقف المملكة تجاه التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية وما يحدث في العراق والوجود الأجنبي فيه يدخل عامه الخامس وحالة الاستقطاب المستمرة في لبنان الشقيق والتي تحول دون استقراره السياسي واستقلال قراره الوطني".

وكانت بعض الدول العربية مثل السعودية ومصر ربطت مشاركة قادتها في القمة بانتخاب رئيس للبنان.

ويشهد لبنان ازمة سياسية منذ اكثر من عام بسبب خلافات عميقة بين الاغلبية المدعومة من الغرب والسعودية والمعارضة المدعومة من سوريا وايران.

وكان المجلس النيابي اللبناني ارجأ جلسة انتخاب رئيس جديد للمرة السادسة عشر وحدد موعد الجلسة المقبلة في 25 اذار/مارس قبل اربعة ايام من القمة العربية.

وتأخرت سوريا في دعوة المملكة العربية السعودية الى القمة بسبب خلافات بين البلدين خصوصا بشأن الازمة اللبنانية.

اتهام الأسد بإفشال القمة والتبعية لإيران

في المقابل شنت الصحف الحكومية المصرية هجوما شديدا على نظام الرئيس السوري بشار الاسد واتهمته بإفشال القمة العربية في دمشق قبل ان تبدأ بسبب عرقلته المبادرة العربية لتسوية الازمة اللبنانية وبانه تابع لايران.

ففي افتتاحية ، كتبت صحيفة الجمهورية ان الجميع توقعوا ان تسقط قمة دمشق ، مؤكدة ان القمة ستنتهي الاحد ولن تقبل مصر والسعودية او معظم الدول العربية رهانات سورية الخاسرة لتتولى ايران قيادة المنطقة العربية. واضافت ان بشار يختلف عن والده في شئ اساسي وهو ان علاقة الاب بايران كانت علاقة الندية والمصلحة اما علاقة الابن بطهران فهي علاقة التبعية والسكوت عما يراد بالامة العربية.

واعتبرت الجمهورية ان نظام بشار المفروض انه قلب العروبة النابض اتفق مع نظام الملالي والحرس الثوري الايراني على تفرقة العرب بدلا من توحيدهم وهو يطلق على القمة قمة التضامن العربي رغم كونها قمة الانفصال حتى الآن.

وتابعت ظهر منذ تولي نظام الحكم في سورية لمقاليد الامور ان سياسته ستصل به الى مرحلة اصطدام مع اكبر دولتين عربيتين المنطقة هما السعودية ومصر وان هذا الاصطدام سببه خنوعه لطهران.

وقالت صحيفة الاخبار ان الكثيرين من المتابعين لما جرى ويجري في دمشق في اطار القمة يخشون ان تساعد هذه القمة على زيادة الفرقة والانقسام على الساحة العربية في ظل الافعال والممارسات التي سيطرت على التوجه السوري في الفترة الماضية واصراره على الوقوف ضد المبادرة العربية لتسوية الازمة السياسية في لبنان.

واكدت ان هناك اصرارا سوريا على الدفع بالتاثير الايراني على الساحة العربية بصفة عامة والساحتين اللبنانية والفلسطينية بصفة خاصة حتى لو كان ذلك ضد المصلحة العربية.

اما صحيفة روز اليوسف فعنونت سورية اعدت قمة فاشلة واصبحت تابعة لايران.

واكدت ان سورية عرقلت جهودا حثيثة قام بها الامين العام للجامعة عمرو موسى لتسوية الازمة اللبنانية ولجأت اعلاميا (مؤخرا) الى مزيد من التصعيد وراحت وسائل اعلامها تخون القادة العرب المخالفين لتوجهاتها وتدعي ان القمة العربية في دمشق سوف تصدر قرارات لا تستجيب للاملاءات الامريكية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29 آذار/2008 - 21/ربيع الاول/1429