يا رسول الأنام

د.محمد مسلم الحسيني - بروكسل

 يا رسول الأنام ورسول المحبة والوئام.

 يا من أرسلك الله لتهدي الناس الى الخير والسلام....

 وتجعل كلمته الحق، نورا للبشر....

وصراطه المستقيم، طريقا للأجيال...

. وتعاليم مكارم الأخلاق، خلاصا للإنسانية.......

وعلى مرّ الزمان..... تغيّر الإنسان....!

 أصبحنا هذا اليوم، ياحبيب الله، مبتعدين عن جوهر رسالتك وحقيقة مرادك!.

 فقد تلكأنا عن السير بدربك ونهجك،

وزاغت أفكارنا عن فهم خطابك ورؤاك،

 وتباطأت مساعينا عن إتباع نصائحك ووصاياك، وضعف إيماننا بجوهر قيمك ومبادئك،

وتململ طموحنا في كسب مرضاتك ورضاك!.

إسلام هذا اليوم، يا رسول الله، لا يشبه إسلامك!!!.

عنوان مسيرتنا، واأسفي، ليس كعنوانك!!!.

لقد تركنا الجوهر وأخذنا بالقشور، أهملنا الأصل والتصقنا بالمختلق!.

فقد تاهت بنا السبل... وضاعت عندنا القيم..... فصار الجار يهدم الدار...! والصديق يغدر في الطريق...! والأخ يصنع الفخ...!

 إسلام اليوم، يا خاتم النبيين، غدا تجارة وصار سلعة...!

فبإسم الإسلام نعتلي المناصب، وبلون الدين نغيّر أشكالنا فلا يكتشف أحد حقائقنا....

 برائحة الدين نعطّر أجسادنا فتضيع خبايانا وأسرارنا...

و بلباس الدين نصل أهدافنا ومآربنا....

 بشعارات الدين ندحر من خالفنا و بحجج الدين نسحق من عادانا!.

التخلف والإنحطاط والبغي صارت سجايانا!.

الأنانية وحب الذات ومسخ الآخرين باتت مزايانا!.

الكذب والنفاق والنميمة غدت مناقبنا!. الشر والغدر والتنكيل أصبحت أهدافنا!.

مثقف اليوم يرفع قلمه كالسكين ليخدش بهاء جوهرك وأصالة نهجك!.  

 وجاهل هذا العصر يتخبط ببلاهة ويعبث في تعاليمك ويعيث فسادا في تراثك.

وبعنوانك وإسمك..... :

نحرّف آيات الله وتعاليمه وندّعي : هذا إجتهاد...!.

 نشعل الفتنة بين الأحباب والأخوة ونقول : هذا مراد...!.

 ننتهك العرض والشرف ونتبجح : هذا وداد...!.

ندمر دور العبادة ورموز رجالاتك ونصرخ : هذا إرتداد...!.

ونسفك الدماء ونزهق الأرواح ونصيح : هذا جهاد...!.

لقد قتلنا علوم الإسلام بآفات جهلنا.....

وإغتلنا فضائل الإسلام بضلالة مفاهيمنا......

شوّهنا جمال الإسلام بقباحة أفكارنا.......

وهدمنا صرح الإسلام بسوء تصرفاتنا وسذاجة أعمالنا......!.

المسلم،هذا اليوم، صار إرهابيّا في نظر الآخرين حتّى تثبت براءته!.

الإسلام، دين المحبة والوئام، غدا دين خوف وآلام في نظر العالم!.

 الإسلام، دين الحضارة والعلوم، صار دين جهل وأوهام في ذهن العالم!.

لقد تكالب الظلم علينا وتواردت الأعداء من كل حدب و صوب الينا، فضاقت علينا السبل وبارت بنا الحيل.

 وضعنا في ظلمة إنفسنا وغياهب واقعنا، فأين المفر!؟ وهل من مستقر!؟.

إليك، يا حبيب الله، تشخص أبصارنا. وبإسمك، يا أبا الزهراء، تشدوا ألسننا. وبذكرك، يا رحمة الله في العالمين، تطمئن قلوبنا. وبظلك، يا سيد المرسلين، تهدأ خواطرنا.

أنت مولانا.... وأنت حبيبنا.... إليك نشتكي واليك نعود....

أدركنا وأسأل الله أن يهدينا وينصرنا ويعفو عنّا، فهو مولانا ونعم النصير.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 26 آذار/2008 - 18/ربيع الاول/1429