نوروز واعياد الربيع

شبكة النبأ: تقصد العائلات الكردية والعربية في مناطق اقليم كردستان شمالي العراق المدن التي تبدو مخضرة باقتراب فصل الربيع في الـ21 من شهر آذار مارس من كل عام للاحتفال بمناسبة عيد رأس السنة الربيعية أو ما يسمى بعيد نوروز.

وتمتاز أراضي اقليم كردستان في فصل الربيع بتفتح براعم الاشجار واخضرار الارض التي ترتفع وتنخفض متموجة لتحيل الارض لوحة سماوية تتناغم مع دبكات الناس الذين يصطفون بالعشرات متراقصين على ايقاع الطبول والناي.

وتقول روناك (50 سنة) من أربيل: أعتدنا الأحتفال بعيد نوروز حيث نقضي اليوم مع عوائل صديقة أو أقرباء ولكننا هذه السنة سوف نذهب إلى عقرة بمحافظة أربيل ونقضي فيها يومين.

أما اهنك (28 سنة) من محافظة السليمانية شمالي العراق قالت ومعالم الفرح ارتسمت على وجهها باقتراب العيد: سوف نذهب إلى قضاء دوكان مع اقربائنا، ولن أتحمل أبدا قضاء يوم نوروز كيوم عادي لأنه من أجمل الأعياد ويصادف اجمل فترات السنة وهو بداية الربيع.

وعيد نوروز هو عيد كردي قومي تاريخي يحتفل فيه الأكراد كل عام في 21 أذار ويعتبر عيد الحرية والتخلص من الظلم، ويرتبط بميثولوجية كردية قديمة تروي أنه كان هناك ملك ظالم اسمه (زحاك) يقتل أبناء الشعب، وفي هذا اليوم تمكن احد المواطنين الأكراد اسمه (كاوى حداد) من قتله وتخليص الشعب من ظلمه. بحسب أصوات العراق.

ومن أبرز فعالياته هذا العيد هو اشعال النار في المناطق العالية، حيث أن الأسطورة تروي أن كاوى حداد عندما قتل الملك أشعل النار في قمم الجبال ليعلم جميع الناس أنه قضى على الملك الظالم.

ولم يقتصر الاحتفال بعيد نوروز على العائلات الكردية فحسب، بل تخرج العائلات العربية في نزهة إلى المناطق الخضراء الواسعة وقضاء اليوم في المناطق الجبلية والطبيعية الخلابة.

ويقول قيس (29سنة) وهو من بغداد و يقيم الان في السليمانية: اعتدنا أن نحتفل مع عائلة صديقة لنا في عيد نوروز و نخرج معهم في سفرات كما كانوا هم أيضا يأتون إلى بغداد حين كانت الظروف الأمنية مستقرة.

احتفالات العوائل في كركوك بعيد نوروز

خرج المئات من اكراد كركوك محتفلين بعيد نوروز معبرين عن ابتهاجهم بهذه المناسبة بالقيام برحلات عائلية في البر او الخروج بموكب سيارات مطلقين العنان لابواق مركباتهم.

وقال السيد نوزاد عمر (45عاما): اتفقنا انا ومجموعة من الاصدقاء المقربين الى الخروج في سفرة احتفالا باعياد نوروز والذي هو راس النسة الجديدة للكرد في العراق واخترنا انا والاصدقاء منطقة قرة هنجير(25كم شمال كركوك) من اجل اقامة حفل شواء والاحتفال بقدوم نوروز الحب والسلام.

وأضاف، خروجنا اليوم وللاحتفال بعيد نوروز الى جانب لم شمل الأحبة من الاهل واصدقاء بعيدا عن مشاغل الحياة اليومية.

وبعد الانتهاء من الطعام يقوم الجميع بالرقص على انغام صاحب الطبل والمزمار الذي يعزف دبكات كردية ويرقصون على تلك الانغام ومن ثم يستلم الطبال الاكرامية على عزفه لتلك الاغاني الكوردية.

وقال كارزان فرهاد (32عام): نوروز أو اليوم الجديد له أسطورة قديمة يعود تاريخها إلى 612 قبل ميلاد السيد المسيح، تفيد بأن أحد الأبطال الاكراد كان يسمى كاوا الحداد، قام بقطع رأس الملك الظالم أزدهاك، معلناً الثورة على الظلم وسمي ذلك اليوم بالنوروز أي اليوم الجديد.

وأضاف، يلجأ البعض الى احراق النار والاحتفال عن طريق الرقص على جانب النار المشتعلة والرقص بدبكات كردية ويبقى الجميع يلعب ويلهو حتى ساعات متاخرة من المساء.

اما السيد اراس محمد(25عاما) يقول: انا ومجموعة من الاصدقاء قررنا ان نجوب شوارع مدينة كركوك ونطلق صافرات السيارات اعلانا واحتفالا بهذا العيد السعيد حاملين بايدينا ورودا ونطلق حمامات السلام في المدينة.

في حين تقول السيدة هيرو قاسم (60عاما): اعددنا من الصباح الباكر أكلات مثل البرياني والدولمة والمشويات وانواع اخرى من الاطعمة لنخرج الى منطقة قرة هنجير احتفالا بعيد نوروز وارتدى الاولاد ازياء وملابس كردية خاصة لهذا الاحتفال

احتفالات نوروز في مدينة بدرة بمحافظة واسط

قطعت عائلة ضياء عبد الأمير صالح مسافة تقرب 90 كم للوصول إلى مدينة بدرة القريبة من الحدود الإيرانية للمشاركة باحتفالات النوروز التي تشهدها تلك المدينة منذ سقوط النظام السابق وحتى الآن بسبب الحظر على إحيائها سابقا.

وقال صالح إن: هذه المدينة تجمع خليطا من العرب والأكراد ممن سكنوها منذ مئات السنين وهي عريقة بتاريخها وأن وجودنا فيها هو للاحتفال بعيد النوروز جنبا إلى جنب مع أخواننا الأكراد.

ويذكر ان الطريق مابين الكوت وبدرة يزدحم بالمركبات الصغيرة التي تسير كلها باتجاه بدرة تقل المئات من أهالي محافظة واسط الذين تعودوا على إحياء احتفالات نوروز فيها كل عام.

وقبل بلوغ تلك المدينة التي يعيش على ارضها سكان من العرب والأكراد كانت تلوح في الأفق شعلة كاوا الحداد (رمز أعياد نوروز) التي أضيئت من قبل المحتفلين منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الحادي والعشرين من آذار مارس الحالي .

ووصفت سميرة حميد (طالبة جامعية) احتفالات نوروز التي تشهدها مدينة بدرة في واسط أنها: ترمز للمحبة العربية الكردية وللتآخي الموجود بين العرب والأكراد كما أنها تمثل روح التحدي عند الشباب.

وأضافت، نحن كزملاء في الكلية قررنا تنظيم سفرة إلى مدينة بدرة في هذا اليوم والمشاركة في الاحتفالات التي تقام فيها.

وقال زميلها سرمد أمين عبد الله وهو من القومية الكردية: إن الأسطورة الكردية التي تتحدث عن ثورة الشباب في وجه الظلم تقول إن الناس ابتلوا في السابق بحاكم دموي ظالم، اسمه (ضُحاك) الذي أذاقهم المُر.

وأضاف، وطبقا للروايات المتداولة فأن "هذا الملك كان  في كل يوم يمر يقتل شاباً في مقتبل العمر ويشرب دمه إلى أن تمكن شاب يُدعى كاوا الحداد من قتله ثأرا لدماء الشباب والناس الذين قتلهم فقتل هذا الملك الظالم في الحادي والعشرين من آذار وتخلص الناس من شروره.

واعتبرت أم وسيم وهي معلمة قدمت مع زميلاتها في المدرسة إلى مدينة بدرة أن: اليوم هو مناسبة تلتقي فيه العائلات التي جاء البعض منها الكوت أو من المدن الأخرى مثل شيخ سعد والعزيزية والموفقية وناحية الأحرار والحي.

وأشارت إلى أنه تم اختيار مكان قريب من نهر الكلال لقضاء اليوم هنا خاصة وان هذا النهر بدا بمنظر جميل هذا العام بعد تبطينه بالحجر ضمن مركز المدينة.

ونهر الكلال والمسمى ( كلال بدرة) نهر ينبع من المرتفعات الإيرانية ويدخل الأراضي العراقية ويكون فيضانه عادة في فصل الشتاء بسبب هطول الأمطار وتدفق السيول فيه.

وكانت الدبكات تمتد في أفق واسع حول شعلة كاوا التي أضاءها المحتفلون في نوروز في سماء مدينة بدرة وسط ترديد الأغاني. أما السلطات المحلية في المدينة اتخذت إجراءات أمنية حول الأماكن التي يرتادها المواطنون لمنع حصول أية اختراقات أمنية كما يقول قائممقام المدينة.

ومن الجدير باليذكر أن مدينة بدرة الحالية تقع على أنقاض مدينة (بادرايا) القديمة والتي لعبت دورا مهما منذ أول عصور الحضارة الإنسانية، ومن المعالم الشاخصة في المدينة تل العقر وهو تل واسع يبلغ ارتفاعه 20 مترا ومازال من الأماكن التي يرتادها الناس في الأعياد والمناسبات.

وسط اجراءات امنية.. اكراد تركيا يحتفلون بالنوروز

تجمع عدة الاف من الاكراد في دياربكر معقلهم في جنوب شرق تركيا حيث الاكثرية كردية للاحتفال بالنوروز راس السنة الكردية وسط اجراءات امنية مشددة. بحسب وكالة فرانس برس.

ويتوقع ان يفد مئات من الالاف في خلال النهار الى ساحة تقع على مسافة خمسة كلم خارج المدينة لاحياء احتفالات نظمها "الحزب من اجل مجتمع ديموقراطي" وهو الحزب الاساسي المناصر للاكراد.

وانتشر المئات من عناصر الشرطة في اليات مصفحة في محيط المنطقة لضمان الامن في المكان. ورقص المشاركون على وقع الاغاني الفولكلورية.

ويحتفل بالنوروز في جنوب شرق البلاد والمدن الكبرى مثل اسطنبول ومرسين التي تضم جاليات كردية كبيرة. بحسب (ا ف ب).

وعادة ما يستغل اكراد تركيا النوروز للمطالبة بمزيد من الحقوق فيما يعبر بعضهم عن الدعم لانفصاليي حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل القوات التركية منذ العام 1984.

فقد استخدمت شرطة اسطنبول مساء العيد الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين اكراد اغلبهم من الشباب عمدوا الى رشق قوى الامن بالحجارة بحسب وكالة انباء الاناضول.

وفي جيزره المتاخمة للعراق وسوريا اصيب خمسة اشخاص بينهم شرطي بجروح طفيفة في صدامات بين متظاهرين والشرطة.

ويحتفل بالنوروز هذا العام غداة توغل للقوات التركية في شمال العراق لمهاجمة على قواعد حزب العمال الكردستاني.

وتنظم الدولة التركية منذ عدة اعوام احتفالات رسمية بهذا العيد الوثني القديم الذي يعلن بدء الربيع ويحتفى به في ايران ولدى الجماعات المسلمة في اسيا الوسطى.

تفتّح زهرة الكريز تستقبلها اليابان باحتفالات واسعة

وبدأ فصل الربيع رسميا في اليابان. وقالت وكالة الارصاد الجوية ان زهور الكريز تفتحت في طوكيو ومقاطعتين اخريين في اليابان لاول مرة هذا الموسم في مناطق مراقبة محددة في مختلف انحاء البلاد.

وثمة هوس وطني بتفتح الزهور الرقيقة القرنفلية الفاتحة كما ان ذلك الحدث محط اهتمام شديد من جانب وسائل الاعلام خلال الشهر او نحو ذلك الذي تتحرك فيه واجهة زهور الكريز من الجنوب الى الشمال. بحسب رويترز.

وقالت الوكالة ان زهور الكريز المعروفة في اليابانية باسم ساكورا تفتحت في طوكيو ومقاطعة شيزوكا قبل ستة ايام من موعدها المعتاد فيما تفتحت زهور من ذلك النوع في مقاطعة كوماموتو جنوب اليابان قبل يومين من الموعد المحدد.

وقال مسؤول بوكالة الارصاد الجوية ان الطقس الدافئ في الأيام الاخيرة ساعد على الاسراع بتفتح هذه الزهرات.

وتزاحمت الاسر والاصدقاء والموظفون في المتنزهات لتناول الاطعمة وشرب الجعة والساكي وهو شراب كحولي ياباني فيما أبدوا اعجابهم بالزهور.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 25 آذار/2008 - 17/ربيع الاول/1429