العراق بعيون غربية: دعوة لانتخاب رئيس ينهي الحرب وتهديدات بالإنتقام

 مقتطفات مما نشرته الصحف الغربية عن آخر المستجدات على الساحة العراقية

علي الطالقاني

شبكة النبأ: لا تزال كبريات الصحف الغربية تولي اهتماما كبيرا للأوضاع في العراق، فقد خصصت الصحف الصادرة هذا الأسبوع مساحات واسعة لتغطية الأخبار، فبينما تحدثت صحيفة عن دعوة أميركية لانتخاب رئيس ينهي حرب العراق، تحدثت أخرى عن مخاطر وعواقب غير مقصودة للتصعيد العسكري في العراق، كذلك موضوع تهديد واشنطن بالانتقام من حلفاء رفضوا حرب العراق كان له شأن آخر بين طيات الصحف:

دعوة لانتخاب رئيس ينهي الحرب  

بمناسبة مرور خمس سنوات على قيام الولايات المتحدة وحلفائها بغزو العراق عام 2003, تناولت الصحف الغربية في افتتاحياتها وصفحات الرأي والتعليق، تلك الأوضاع وما فيها من نجاحات وإخفاقات.

دروس غير مستفادة

طالبت صحيفة نيويورك تايمز الشعب الأميركي بضرورة انتخاب رئيس ذي رؤية لوضع نهاية للحرب في العراق بأفضل السبل الممكنة، مشيرة إلى أنه بدا من الواضح منذ مدة طويلة أن ليس لدى الرئيس بوش خطة لإحراز نصر هناك بل نية لنقل هذه الورطة إلى خليفته.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تعليقا على الخطاب الذي ألقاه بوش أول أمس في ولاية فرجينيا بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للغزو, إن ما بدا نصرا سريعا أضحى كابوسا من العنف المتصاعد والحرب الطائفية والتمرد وتفجير القنابل على جوانب الطرق والإعدامات المروعة.

وتابعت قائلة "تعرض اقتصاد العراق للدمار وسمعة أميركا للتشويه في غرف التعذيب في أبوغريب وخليج غوانتانامو بكوبا والسجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية".

ونوهت إلى أن تلك كانت دروسا صعبة وباهظة التكاليف لدولة خرجت من الحرب الباردة وهي القوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم, مضيفة أن ما يبعث على السخط هو أنه "لا يبدو على الرئيس بوش أنه تعلم شيئا منها".

اختبار جديد

تحت عنوان "اختبار جديد للجيش العراقي بالموصل بعد إعادة بنائه", كتب الصحفي بجريدة نيويورك تايمز سولومون مور يقول "عندما يتحدث المسؤولون العسكريون الأميركيون عن وضع العراقيين في الطليعة... فإنهم يعنون أن يتولى العراقيون إدارة نقاط التفتيش, والقيام بأعمال الدوريات بأنفسهم, والاستعانة بمصادرهم الاستخبارية الخاصة بهم".

وأضاف أن أولئك المسؤولين يقرون بأن الوسائل التي يستخدمها العراقيون غالبا ما تنحرف عن الأعراف العسكرية الموحدة، ومع ذلك فهم يرون أن الأساليب الخشنة تكون مقبولة أكثر من وجود قوة احتلال لفترة غير محددة حتى لو كانت تتمتع بطابع احترافي أكبر.

وينسب الكاتب إلى إدارة الرئيس جورج بوش القول إن وجود جيش عراقي قادر على القتال بمفرده شرط أساسي وحاسم لانسحاب القوات الأميركية في نهاية المطاف.

وبعد انقضاء خمس سنوات من الحرب, فإن القادة الأميركيين يقولون إن القوة العراقية التي شكلت من جديد بدأت تشب عن الطوق.

وتضيف نيويورك تايمز أنه على نقيض ما جرى للعديد من وحدات الجيش العراقي السابقة، لم تشهد كتائب الموصل سوى القليل نسبيا من حالات الفرار من الجيش.

ويدرك الجنود الأميركيون طبقا لكاتب المقال أن نظراءهم العراقيين في الموصل يجيدون استخدام المخبرين على نحو ممتاز لجمع المعلومات.

مخاطر وعواقب غير مقصودة

من جانب آخر كتب غاري جارمن، الخبير الاستراتيجي الجمهوري ورئيس مؤسسة استشارية لشؤون الحكومة في ألكزاندريا فرجينيا، تعليقا نشرته صحيفة واشنطن تايمز تحت عنوان «العراق والعواقب غير المقصودة»، رأى فيه ان التصعيد العسكري، الذي وصفه الرئيس بوش بأنه فتح الباب امام انتصار استراتيجي في الحرب على الارهاب، لم يحقق الهدف الرئيسي وهو دعم التصالح السياسي بين السنة والشيعة، بل يثير الشك حول رؤية الحكومة العراقية لمشاركة السلطة مع السنة واهدافها الاستراتيجية. وقد اتضح ذلك من تصريح الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الاميركية في العراق، بأنه لا توجد دلائل على احراز اي تقدم كاف بشأن المصالحة السياسية. وهو ما يفسره ديفيد كالكن، الخبير الاسترالي في مكافحة التمرد، بقوله ان السنة والشيعة «غير متوازنين حاليا بسبب بعض التحيزات الطائفية لبعض الساسة في دولة العراق الجديدة، الذين يروجون للاعتقاد بأن السنة سيصبحون الضحايا في العراق الجديد، وهو الاعتقاد الذي رسخته الزيارة غير المسبوقة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للعراق، الذي تدعم بلاده الميليشيات الشيعية التي تحارب السنة في العراق».

ويوضح التعليق كيف من الممكن ان تسهم تلك الزيارة في اعادة السنة للقتال اذا شعروا بتزايد نفوذ الشيعة بما يعرضهم للخطر. لذا فتصريح الرئيس بوش بأن التصعيد ادى الى «نصر استراتيجي» قد يكون مبالغا فيه، ولا سيما اذا اخذت النتائج البعيدة المدى للجهود الاميركية في الاعتبار من اجل زرع الديموقراطية في العراق، اذ يبدو ان الحكومة الشيعية في العراق لديها برنامج طائفي لا يلتزم بمشاركة السلطة مع السنة، وانما يفضل عقد شراكات سياسية واقتصادية وعسكرية مع ايران التي تتفق معهم في المذهب. وهذا ليس بالغريب ما دام الشيعة يشكلون 65% من الشعب العراقي.

ثم يختتم الكاتب التعليق بقوله انه اذا لم تتغير تلك الاتجاهات المزعجة في العراق سريعا فقد تصبح محاولات بوش للتخلص من الارهاب في الشرق الاوسط عبر زرع الديموقراطية في المنطقة اكبر مثال على العواقب غير المقصودة. وبعدما خسرت اميركا 4 آلاف قتيل و40 الف جريح، فضلا عما يربو على 600 مليار دولار، فقد لا يتحول العراق الى عدو فحسب، بل قد يتحالف مع اكبر راع للارهاب في العالم.

انتقام من حلفاء رفضوا حرب العراق  

من جانبه قال المندوب التشيلي في الأمم المتحدة في كتاب سينشره الشهر المقبل إن الإدارة الأميركية هددت في الأشهر التي سبقت الحرب على العراق، بالانتقام من دول صديقة رفضت دعم واشنطن في هذه الحرب، وتجسست على حلفائها ومارست الضغوط على استدعاء المندوبين في الأمم المتحدة الذين رفضوا الضغوط الأميركية لتأييد الحرب.

وقال هيلاردو مونيوث لصحيفة واشنطن بوست الأميركية التي أوردت الخبر إن الإستراتيجية الدبلوماسية المضطربة خلقت "إزعاجا" وفقدا عميقا للثقة في علاقات واشنطن مع حلفائها في أوروبا وأميركا اللاتينية وغيرها.

وأشار مونيوث في كتابه الذي جاء بعنوان "الحرب الانفرادية: سجل دبلوماسي لحرب العراق ودروسها"، إلى أن "حلفاء مخلصين لأميركا تعرضوا للانتقاد والعقاب بعد الحرب لرفضهم تأييد القرار الأممي الذي يصادق على القيام بعمل عسكري ضد نظام الراحل صدام حسين".

ولكن تلك اللهجة القاسية سرعان ما تلاشت بعد أن ساءت ظروف الحرب، وحاول الرئيس جورج بوش أن يمد يده للعديد من حلفائه الذين سبق أن انتقدهم.

ويشير مونيوث إلى أن الإستراتيجية الأميركية أتت بنتائج عكسية في أميركا اللاتينية، ودمرت المكانة الأميركية في المنطقة.

الكتاب يتحدث عن حث بوش شخصيا لقادة ست حكومات وهي أنغولا والكاميرون وتشيلي وغويانا والمكسيك وباكستان، على دعم قرار الحرب في الأمم المتحدة، في إستراتيجية تهدف إلى إظهار الدعم الواسع للخطط العسكرية الأميركية، رغم تهديد فرنسا بنقض القرار.

وفي الأسابيع التي تلت الحرب ناشد بوش نظيره التشيلي ريكاردو لاغوس والمكسيكي فيسينت فوكس بكبح دبلوماسييهما، وتأييد أهداف الحرب الأميركية، حين قال بوش لفوكس "لدينا مشاكل مع مندوبكم في الأمم المتحدة".

كما قال بوش لريكاردو في 11 مارس/ آذار 2003 "حان الوقت للتصويت على القرار، يا ريكاردو، لقد استغرق الحوار كثيرا من الوقت".

ولفت مونيوث النظر إلى أن "بوش استخدم الاسم الأول للرئيس التشيلي، ولكن مع رفض الأخير للطلب، تحول بوش إلى لهجة مشددة قائلا "السيد الرئيس: الاثنين المقبل، لقد انتهى الوقت".

حرب الأرقام

من جانبها قالت صحيفة لوموند الفرنسية إنه لا أحد يعرف عدد العراقيين الذين قتلوا نتيجة أعمال العنف في هذا الصراع, فالأميركيون يحسبون عدد الضحايا في صفوفهم لكن الضحايا العراقيين لا يزالون محل تقديرات متناقضة.

يقول الأميركيون إن قتلاهم الآن حوالي أربعة آلاف, أما العراقيون فحسب الدراسات المختلفة يتراوح عدد قتلاهم بين مائة ألف ومليون ومائتي ألف وذلك منذ العام 2003.

ففي مقال لها يوم 19 من هذا الشهر حاولت صحيفة غارديان البريطانية تحت عنوان "ما هو الحجم الحقيقي للقتلى في العراق؟" إعطاء تفسير لسبب إضفاء الأميركيين الضبابية على هذا الموضوع, قائلة إن دأب الأميركيين خلال حرب فيتنام على إعطاء أعداد القتلى بين الثوار الفيتناميين كان القصد منه إقناع الشعب الأميركي بأن النصر كان قريبا.

لكن إحصاء القتلى كان له أثر عكسي, إذ أدى إلى تعاطف الرأي العام معهم وأعطى مبررات إضافية لدعاة وقف الحرب.

تجربة الأميركيين بفيتنام جعلتهم يديرون -حسب غارديان- الحرب في العراق بطريقة مغايرة تماما, فقد أوقفت وزارة الصحة العراقية التصريح بعدد القتلى العراقيين الذين يصلون المشرحة, وذلك بأمر من الحكومة العراقية المدعومة أميركيا.

ومنذ ذلك الحين احتدمت حرب الأرقام, فتولى جهاز بريطاني مستقل IBC (عد القتلى العراقيين) ممن تذكرهم وسائل الإعلام أو ترد معلومات من المستشفيات تفيد بقتلهم.

ويؤكد التحقيق الذي أورده IBC أن الأميركيين قتلوا من المدنيين العراقيين أربعة أضعاف ما قتله منهم المتمردون, وهذا في الوقت الذي ركزت فيه وسائل الإعلام حصريا على العمليات الانتحارية دون غيرها.

لوموند قالت إن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية أجرتا تحقيقا بشأن هذه القضية في العام 2007, وتوصلتا إلى أن 151 ألف مدني عراقي قتلوا بصورة عنيفة خلال السنوات الثلاث الأولى للاحتلال الأميركي, أي حوالي 120 قتيلا في اليوم.

بل تعتقد منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى العراقيين يتراوح بين 104 آلاف و230 ألفا.

وحسب تقرير آخر نشرته المجلة العلمية البريطانية البارزة ثي لانسيت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2006 فإن ما لا يقل عن ستمائة ألف عراقي قتلوا نتيجة لأعمال العنف وهو ما يمثل 2.5% من سكان العراق, ويعني خمسمائة قتيل عراقي يوميا منذ بداية عملية "حرية العراق".

وتؤكد آخر دراسة أعدها معهد الاستطلاعات البريطاني ORB خلال صيف العام 2007 أن نسبة القتل بالعراق ضخمة للغاية وأن الحصيلة قد تكون أكبر مما أعلن عنه حتى الآن.

حسب هذا المعهد فإن 16% من العراقيين يقولون إنهم فقدوا أحد أعضاء عائلاتهم نتيجة أعمال العنف منذ العام 2003, ويؤكد 5% من هؤلاء أنهم فقدوا شخصين من أسرهم, وهذا يعني أن حوالي مليون شخص من أصل 26 مليون عراقي قد قتلوا خلال أربع سنوات.

الانسحاب البريطاني

وفيما له علاقة أيضا بالشأن العراقي، نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن الانسحاب البريطاني من البصرة حيث أرجئت خطط تقليص القوات هناك بمقدار 2500 جندي إلى أجل غير مسمى بعد تجدد الهجمات الصاروخية على القوات البريطانية، فضلا عن اقتراب المواجهة بين القوات العراقية والميليشيا الشيعية.

وقالت الاندبندنت إنه كان من المقرر تقليص حجم القوات البريطانية من 4100 جندي إلى 2500 جندي خلال الشهر القادم إلا أن ذلك لن يحدث.

وأشارت الصحيفة إلى أن مراجعة الوضع الأمني في الذكرى الخامسة لغزو العراق انتهت إلى استبعاد إمكانية سحب المزيد من القوات من منطقة البصرة قبل عام 2009.

كما ذكرت الصحيفة أن القوات العراقية، التي تولت المسؤولية الأمينة في المنطقة، تعتزم القيام بعملية كبيرة خلال الصيف الحالي ضد الميليشيا الشيعية التي تحاول السيطرة على المدينة والتي كبدت القوات البريطانية الكثير من الأرواح.

ارسال فريق للاغتيالات في بريطانيا

اهتمت الصحف البريطانية بالشأن العراقي، ففي صحيفة صنداي تايمز ورد تقرير عن عدي نجل الدكتاتور السابق صدام حسين قال إن عدي خطط في إبريل عام 2000 لارسال فريق اغتيالات إلى بريطانيا لتصفية أحمد الجلبي زعيم المعارضة العراقية في لندن.

وذكر التقرير، الذي استند إلى دراسة أعدتها وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بناء على وثائق صودرت خلال الحرب ضد العراق عام 2003، إنه تمت دعوة جماعة فدائيي صدام لتصفية زعيم المؤتمر الوطني العراقي.

وقالت الصحيفة إن المؤامرة كشفت عن تفاصيل دعم صدام حسين لشبكة واسعة من الجماعات الارهابية في الشرق الأوسط بعضها له علاقة بالقاعدة بما في ذلك اتفاق تعاون مع جماعة الجهاد الاسلامي المصرية عام 1991 والتي يقودها أيمن الظواهري الذي تحول إلى الرجل الثاني في القاعدة بعد اندماج الجماعتين عام 2001.

ورغم ذلك، أضافت الصنداي تايمز ان الدراسة لم تتوصل إلى علاقة بين القاعدة ونظام صدام حسين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية حملت إسما كوديا هو "يوليو المبارك" ولقيت دعم الاستخبارات العراقية، وكان على عملاء عدي في لندن أن يحملوا أقراص سم للانتحار بها إذا لزم الأمر.

وقالت صحيفة الصنداي تايمز إن هذه العملية لم تدخل حيز التنفيذ نظرا لفشل العميل المكلف بها في الحصول على تأشيرة دخول إلى بريطانيا.

وكشفت الوثائق عن أن مسؤولي السفارة العراقية بلندن كان بحوزتهم مخزونا من السلاح أمرهم صدام بالتخلص منه في يوليو عام 2002.

الجنرال باتريوس

ومازلنا في الشأن العراقي، حيث أجرت صحيفة صنداي تلجراف حوارا مع الجنرال دفيد باتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق.

ووصفته الصحيفة بانه مهندس العملية الأمنية التي حالت دون العراق وحرب أهلية وأعطت الناس مبررا للأمل في المستقبل.

وأشار باتريوس في حديثه إلى التطورات الايجابية في مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار وكان بهما أعداد كبيرة من أنصار صدام حسين ومسلحي القاعدة.

وقال الجنرال باترويس إن الرمادي باتت واحدة من أكثر المدن هدوءا في العراق.وأضاف قائلا "إنكم لو سرتم في أسواق الرمادي فسوف تجدونها مزدهرة".

وقال القائد الأمريكي إن الحياة أيضا عادت إلى الفلوجة التي عمل مسلحو القاعدة على استعادتها دون جدوى.

وذكرت الصحيفة ان أكثر نجاحات باتريوس هي مجالس الصحوة السنية التي جندتها الولايات المتحدة للتصدي لمسلحي القاعدة غير أن البعض يخشى أن تكون أكثر نقاط ضعفه أيضا حيث يخشون أن يكون تحالف واشنطن معهم "تحالفا مع الشيطان".

ونسبت الصحيفة إلى بعض المشككين القول "إنهم نفس الأشخاص الذين كانوا في القاعدة من قبل، وكانوا في السابق يحملون السكاكين ويذبحون الناس وهم الآن يحملون البنادق ويتلقون الأموال من الأمريكيين".

وأضافت الصحيفة انها أيضا انتقادات توجهها الحكومة العراقية التي تخشى من تحول المجالس إلى ميليشيا سنية منظمة.

انتصار كبير

نقلت "غارديان" عن وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند قوله أمس إن تحقيق السلام في العراق "أصعب بكثير" مما كان متوقعا، لكنه لم يلم الولايات المتحدة على الأخطاء المقبولة على نطاق واسع الآن كالسماح للتمرد بالتبجح والتباهي.

وقال ميليباند في خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة لغزو العراق "أعتقد أن الحرب نفسها كانت انتصارا كبيرا. فقد سارت أفضل مما توقع معظم الناس".

وقال قائد القوات البريطانية في البصرة، اللواء بارني سبنر، إن الشعب في العراق لم يعد ينظر إلى قواتنا على أنها قوة احتلال.

وأضاف "ربما كان ذلك في الماضي، لكن بالتأكيد ليس الآن. ولا أريد أن أتظاهر بأن المكان لا تشوبه شائبة، فالأمر ليس كذلك. لكن الوضع يتحسن، باعتبار ما كان ويزداد تحسنا إلى الأفضل على الدوام".

ومن ناحية ثانية قال رئيس أركان الدفاع البريطانية السابق، لورد بويس، إن أكبر خطأ وقع كان برنامج أميركا لتفكيك البعثيين وقرار حل الجيش العراقي.

وأضاف بويس أن قرار الحل الذي أعلنه بول بريمر آنذاك كان بناء على أوامر رمسفيلد، وفقا لمسؤولي الحكومة البريطانية، الأمر الذي اعتبر انتهاكا لتعليمات بويس للقادة العسكريين البريطانيين.

وقال أيضا إن الفراغ الذي شجع على التمرد كان يمكن ألا يحدث أصلا إذا ما التُزم بالتأكيد الذي قدمه ديفد بتراوس، القائد الأميركي الحالي في العراق، على الحاجة إلى وجود مكثف للقوات على الأرض.

 وفي سياق متصل علقت ديلي تلغراف بأنه إذا كان العراق أحسن حالا، فالفضل يعود لجون ماكين.

وتخيلت الصحيفة مدى اختلاف الوضع العالمي اليوم، والعراق تحديدا، لو أن سيناتور أريزونا ماكين فاز بسباق الرئاسة الأميركية عام 2000 على خصمه جورج بوش حاكم تكساس آنذاك.

 وقالت إن محاولة ماكين السابقة قوضت بعد تعرضه لحملة "اغتيال الشخصية" التي تزعمها كارل روف الإستراتيجي السياسي المعروف بـ"مخ بوش".

 واستمر روف نفسه ليصبح شخصية مهيمنة في إدراة بوش الأولى التي كانت مسؤولة في النهاية عن القرارات السياسية الكارثية التي أفجعت العراق بعد الإطاحة بصدام حسين.

ومن تلك القرارات الفشل في تأمين عدد كاف من القوات لمنع السلب والنهب الهائل الذي اندلع بعد انهيار نظام صدام والقرار الذي اتخذه المحافظون الجدد بوضع العراقيين القوميين تحت الاحتلال العسكري بدلا من تركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن ماكين -الذي لم يعتذر عن تأييده قرار بوش للإطاحة بصدام- أقل تحمسا الآن لإدارة الرئيس للعراق بعد الحرب. وقال "المشكلة في العراق هي أنها عولجت خطأ بعد النجاح الأولي، وهذا ما سبب تضحية وإحباطا وأسفا كبيرا".

وقالت إن حقيقة أن العراق بدأت تظهر عليه علامات التحسن بعد هذا العناء خلال السنوات القليلة الماضية يرجع بعض الفضل فيه إلى حملة ماكين في واشنطن لإقناع بوش بإرسال مزيد من القوات إلى العراق. فقد كان العقل المدبر بما له من نفوذ في لجنة خدمات القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.

وأضافت أن الوقت ما زال مبكرا قبل معرفة ما إذا كان ترشح ماكين الثاني للبيت الأبيض كان ناجحا، لكنه قالها واضحة إن رئاسته ستكون مختلفة جدا في النبرة والمضمون عن رئاسة بوش.

وختمت الصحيفة بأنه إذا كان براون يعتقد أن رئاسة ماكين ستمنحه رحلة سهلة، فإن عليه أن يعيد التفكير، خاصة بشأن العراق وأفغانستان.

 فقد كانت أولوية براون سحب القوات البريطانية من العراق في أقرب وقت، لكن عندما عبر ماكين عن قلقه من هذا الأمر غير براون رأيه فجأة وأعلن أنه لن يكون هناك تخفيضات الآن في القوات البريطانية في العراق في المنظور القريب.

..........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

arch_docy@yahoo.com

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 25 آذار/2008 - 17/ربيع الاول/1429