تنوع الإرهاصات الحياتية في مدن عالمية

شبكة النبأ: من السكوت والخوف من القمع وعدم الجرأة على الكلام في ظل نظام من أبشع ماعرفه التاريخ الحديث في ميانمار، إلى عمليات عسكرية صينية في التبت ضد البوذيين المتظاهرين وتصريحات الدالاي لاما من الهند، إلى إختيار سنغافورة أفضل مدينة للمغتربين واللاجئين في آسيا، بينما كانت المنامة أكثر إستقطابا لدول الشرق الأوسط وكوبنهاجن للأوربيين في حين جاءت بغداد في ذيل هذه القائمة.

(شبكة النبأ) أعدت هذا التقرير المنوع لتضعه بين يدي القارئ الكريم لمعرفة آخر أخبار العالم مع بعض المفارقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية:

في ميانمار.. لا أحد يجرأ على فتح فمه

هناك مزحة قديمة تتردد في ميانمار عن سفر رجل اصيب بالم حاد في الأسنان إلى تايلاند المجاورة لزيارة طبيب أسنان.

وسأل الطبيب التايلاندي المريض مستغربا: من المؤكد أن هناك أطباء أسنان في ميانمار... فاجاب الرجل: بالطبع. لدينا بعض من أفضل أطباء الأسنان في العالم.. لكن في بلادنا ليس هناك من يجرؤ على فتح فمه.

وفي ظل وجود عشرات وربما المئات من الرهبان البوذيين ومعارضين بارزين وراء القضبان بعد ستة أشهر من اخر احتجاجات تطالب بالديمقراطية في العام الماضي فان المزحة تبدو حقيقية أكثر من اي وقت خلال الحكم العسكري لبورما سابقا والممتد منذ 46 عاما.

ورغم تهديدات واحد من أكثر الأنظمة قمعية في العالم وشبكته الواسعة من الجواسيس والمرشدين يتزايد الاتجاه للاعتراض والانتقاد.

ومثال ذلك اشين نيانيسارا (71 عاما) وهو رئيس الاكاديمية البوذية الدولية في ساجاينج وهي بلدة هادئة ولكنها مركز مهم للدراسات الدينية يبعد 20 كليومترا غربي ماندلاي ثاني أكبر مدن ميانمار.

ورغم عدم مشاركته في مسيرات سبتمبر ايلول فان تعاليمه تلقى رواجا كبيرا في العالم السري للاقراص الرقمية إلى جانب أحدث أفلام سلسلة رامبو بطولة الممثل سلفستر ستالوني والمفارقة الغريبة ان احداثه تتضمن معارك بين الممثل الذي تقدم به السن وجيش بورما.

وتتضمن أحد هذه الاقراص شرحا من الراهب المبجل لجرائم قتل بشعة ارتكبها الامبراطور الهندي اشوكا العظيم الذي حكم البلاد في القرن الثالث قبل الميلاد قبل اعتناقه البوذية.

وعلى قرص اخر يروي قصة مجموعة من القردة الجاهلة اقتلعت عدة نباتات للتعرف على سبب نمو بعضها أسرع من الاخر. ورغم اعادة زرعها جميعا فان الأشجار بالطبع سريعا ما ذبلت وماتت. بحسب رويترز.

وليس من الصعب اكتشاف الرسالة في ضوء ما اشتهر به النظام الحاكم من وحشية. وتقول الامم المتحدة ان 31 على الأقل قتلوا عند قمع الاحتجاجات في سبتمبر.

وحتما صادرت المخابرات العسكرية اقراص الفيديو التي اعتبرت مهمة لدرجة تستوجب عرضها على النظام الحاكم في نايبيتاو العاصمة الجديدة لميانمار.

وقال راهب بارز في ساجاينج ان من حسن حظه ان الجنرالات لم يفهموا المزحة.

وتابع مبتسما: قالوا جميعا.. لسنا أغبياء نحن حكماء. لا يمكن أن تشير إلينا. ولكن لحظة ان علم الناس بمصادرة مخابرات الجيش القرص الرقمي تهافتوا على شرائه.

ولم يرفع الرهبان فحسب اصواتهم احتجاجا على النظام وتعامله الكارثي مع الاقتصاد الذي صنف كاحد أكثر الاقتصاديات الواعدة في آسيا عند الاستقلال عن بريطانيا في عام 1948 فإلى جانب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية التي تقودها اونج سان سو كي الحاصلة على جائزة نوبل وهي قيد الاعتقال تنتشر جميع المجموعات البشرية التي يوحدها بصفة رئيسية كراهيتها للنظام العسكري الحاكم والاعتماد على الإنترنت في الاتصالات.

ويقول نشط بارز في اجتماع في منزل آمن في يانجون العاصمة السابقة: لا نحتاج اسماء حركية. نستخدم البريد الإلكتروني ليس لديهم ذكاء كاف لتصفحه.

ولا تزال أكثر هذه الجماعات فعالية (جيل الطلبة 88) التي اتخذت اسمها من انتفاضة عام 1988 التي قمعت بوحشية.

وحين كشف النظام الحاكم عن جدول الانتخابات في الشهر الماضي استطاعت الجماعة ان تصدر رد فعل رسمي يدين الخطة في غضون 24 ساعة رغم ان زعماءها جميعا إما في السجن أو المنفي أو مختبئون.

ومن بين ثلاثة الاف شخص اعتقلوا في حملة سبتمبر ايلول يبرز زارجانار وهو من اهم الممثلين الساخرين في يانجون ومؤلف مزحة طبيب الأسنان وبار بار لاي رئيس فرقة شهيرة في ماندلاى تضم ثلاثة اخوة امضوا فيما بينهم 12 عاما في السجن.

وفي الوقت الحالي سمح لهم بتقديم عروضهم الليلية التي تمزج بين السخرية السياسية والضرب بالعصى ورقصات كلاسيكية.

ويقدم العرض باللغة الانجلزية فقط في غرفة المعيشة في منزل الاخوة المتداعي ولا يشاهده غير سائحين أو جواسيس.

ويقول أحد الاشقاء لو ماو: يسمح لنا بمواصلة تقديم العروض لأن أمرنا منتهي. انا ممثل كوميدي والمكان الوحيد الذي يمكنني ان افتح فيه فمي هو داخل منزلي.

رهبان في التيبت في مظاهرة تقمعها الصين

واكدت الصين انها قمعت تظاهرة للرهبان في لاسا عاصمة التيبت خلال الذكرى التاسعة والاربعين للرحيل القسري للدالاي لاما الزعيم الروحي للبوذيين التيبتيين وذلك بعد معلومات صحافية في هذا الصدد.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ: بعد ظهر امس في لاسا قامت مجموعة من الرهبان قدمت من دير بتحريض من مجموعة صغيرة من الناس بعمل غير مشروع اخل بالنظام العام.

واضاف، سيتم التعامل مع حالتهم بموجب القانون. وتابع، سنواصل محاربة الانشطة غير المشروعة. مؤكدا، ان التيبت جزء لا يتجزأ من الصين منذ الزمن الغابر. لكنه لم يؤكد توقيف حوالى ستين راهبا كما كانت افادت اذاعة آسيا الحرة في وقت سابق.

وبحسب الاذاعة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها نقلا عن مصادر لم تكشفها في لاسا فان حوالى 300 شخص غادروا ديرا في اتجاه قصر بوتالا رمز البوذية التيبتية في وسط المدينة للمطالبة بالافراج عن رهبان سجنوا في تشرين الاول/اكتوبر بعد التكريم الاميركي للدالاي لاما في واشنطن. بحسب (ا ف ب).

وقالت الاذاعة ان قوات الامن اوقفت ما بين 50 و60 متظاهرا وقامت باغلاق طرقات وتطويق اديرة لمنع توسع التظاهرات.

وكان الدالاي لاما ندد بانتهاكات حقوق الانسان الفظيعة التي تفوق التصور، التي ترتكبها الصين في التيبت في الذكرى التاسعة والاربعين لخروجه الى المنفى في الهند.

وقال الدالاي لاما من منفاه في دارامسالا في شمال الهند حيث يقيم لاجئا منذ فر من التيبت ان القمع يزداد وبلغت انتهاكات حقوق الانسان مستوى فظيعا يفوق التصور الى حد انكار الحرية الدينية وتسييس المسائل الدينية.

وتتناقض هذه التعليقات الشديدة اللهجة مع الاعتدال الذي كان يبديه الدالاي لاما حيال الصين في السنوات الاخيرة.

سنغافورة افضل المدن في آسيا والمنامة في الشرق وبغداد في ذيل القائمة

وأظهر استطلاع ان المغتربين الاسيويين يعتبرون سنغافورة أفضل مكان في العالم للعيش فيه لأمانها وبيئتها النظيفة في حين اختارت دول الشرق الاوسط المنامة والاوروبيون اختاروا كوبنهاجن.

وقالت مؤسسة اي.سي.ايه انترناشونال للاستشارات للشركات متعددة الجنسيات ان المغتربين الاسيويين فضلوا سنغافورة على هونج كونج التي احتلت المركز الخامس عشر وشنغهاي التي احتلت المركز الثامن والسبعين واعتبروا سيدني وملبورن وكانبيرا الى جانب مدينتي كوبي ويوكوهاما اليابانيتين ضمن أفضل عشر مدن في العالم. بحسب رويترز.

وقال لي تشواني المدير العام لاي.سي.ايه انترناشونال ان البنية الأساسية السليمة لسنغافورة وتدني معدل الجريمة والهواء النقي يجعلها أفضل مكان في العالم بالنسبة للاسيويين.

وقال لي في بيان: في حين أن هونج كونج شهدت تحسنا في بعض المجالات مثل الأمن الشخصي فان تلوث الهواء ما زال أكبر سبب لمركزها المتدني مقارنة بسنغافورة.

وقال الاستطلاع السنوي انه بالنسبة لأفضل الأماكن في الصين والهند جاءت مدينتا شنغهاي وتشيناي (في المركز 138 بين 300 مكان) في المقدمة بالنسبة للمغتربين الاسيويين.

وفي الشرق الاوسط تصدرت العاصمة البحرينية المنامة مدن المنطقة الى جانب دبي ومسقط. في حين جاءت بغداد في ذيل القائمة على مستوى العالم بسبب تدني الأوضاع الامنية.

في حين اعتبر المغتربون الاوروبيون كوبنهاجن أفضل مكان في العالم. كما أدرجوا ثلاث مدن سويسرية هي جنيف وبال وبرن وثلاث مدن المانية هي دوسلدورف وبون وميونيخ ضمن أفضل عشر مدن في العالم.

وأوضح الاستطلاع أن مدنا في أوروبا الشرقية مثل براتيسلافا وبوخارست أحرزت تقدما في استطلاع هذا العام بسبب التحسن في مجال الامن والاسكان والصحة.

وبالنسبة للمغتربين الاوروبيين جاءت براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا في المركز العشرين وعاصمة رومانيا بوخارست في المركز الرابع عشر.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 19 آذار/2008 - 11/ربيع الاول/1429