فيشباك.. من شاب مغمور الى مخترِع "ترشيد الطاقة معلوماتياً"

شبكة النبأ: شاب امريكي ولج حياة الاعمال منذ نعومة أظافره طمعا في بناء حياته الخاصة والإرتقاء بإمكانياته، لكنه سرعان ما تحول إلى مهتم بالحياة اليومية للفرد من خلال بحثه الذي أذكى شعلته مؤخرا، والذي يمكننا من خلاله مراقبة كمية الطاقة المصروفة على شبكة الإنترنت فيحدد الصرف لهذه الطاقة. (شبكة النبأ) أعدت لكم هذا التقرير عن "لوك فيشباك" الشاب الأمريكي الذي دخل عالم الإختراع من اوسع الابواب.

ترشيد إستهلاك الطاقة في المنازل

يقول لوك فيشباك إن العداد الكهربائي الذي اخترعه يمكن أياً كان من مراقبة كمية الطاقة المستهلكة في أي وقت.

ولوك فيشباك هو رجل أعمال شاب ونبيه جاء بفكرة حول كيفية المحافظة على الطاقة. إنها عملية رخيصة وسهلة الاستعمال وتوفر الأموال على استخدام الكهرباء.

وعلى أمل الاستفادة من تنامي حركة الحفاظ على البيئة، أسس فيشباك شركة لتركيب عدادات كهربائية في المطابخ وعمل لها وصلات تربطها بالإنترنت بحيث يستطيع السكان رؤية كمية الطاقة المستهلكة في أي وقت معين.

ولا تزال شركته، التي أطلق عليها الطاقة المرئية (VisibleEnergy)، في مرحلتها الأولى. وهدفه هو التمكن من تسجيل 100 أسرة على مدى الأشهر الستة المقبلة في مشروع نموذجي رائد. وسيختبر نظريته على أرض الواقع للإثبات بأن مستخدمي الطاقة المطلعين هم أذكى من المستهلكين غير المطلعين.

ويقول فيشباك البالغ من العمر 28 عاما: إنني عندما اشتريت منزلا، اكتشفت أن هناك الكثير من الفرص السانحة. كانت هناك الكثير من الفواكه المتدلية في العديد من البيوت فيما يخص فاعلية الطاقة وكفاءتها. وكنت أريد أن أعرف كيف يمكن أن أوفر المال على منزلي.

وقد فعل ذلك بالفعل؛ حيث قام بتركيب عداد سعره 30 دولارا في مطبخه وربطه بموقع الإنترنت الخاص به. ومن خلال رصده لكمية الطاقة التي يستهلكها، تمكن من خفض فاتورته الشهرية البالغة 150 دولارا على تكاليف الطاقة بقيمة 60 دولارا. وفي بعض الأشهر، انخفضت فاتورة الكهرباء الخاصة به إلى 65 دولارا. وعموما، نظرا لأنه تم رصد الاستعمال، فقد تمكن من خفض تكاليف الكهرباء بمقدار النصف.

ونظرا لأن فيشباك لا يمتلك سوى القليل من المال الذي يمكنه أن ينفقه على إطلاق هذا المشروع التجاري الصغير، فقد كان يأمل في جمع مبلغ قدره 200 ألف دولار من المستثمرين الذين ربما كانوا على  استعداد للمجازفة في الاستثمار في شركة صغيرة لعلها تنطلق انطلاقة موفقة. وهو يعكف حاليا على تطوير عداد كهربائي يتوقع أن يسجل براءة اختراع له في المستقبل المنظور.

من جمع النفايات إلى مشروع الطاقة

ظل أصحاب المشاريع التجارية الحرة من رجال الأعمال يشكلّون دائما دعامة النمو الاقتصادي الأميركي. فقد بدأ مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس من خلال العمل في الطابق السفلي للمنزل التابع لوالديه وهو في سن المراهقة. وقد أصبح اليوم، واحدا من أغنى الرجال في العالم، وفقا لمجلة فوربز.

وهناك الكثير من أصحاب المشاريع التجارية الحرة الآخرين في الولايات المتحدة الذين يحاولون تطوير الأفكار الإبداعية الخاصة بهم، من أمثال فيشباك. إذ يوجد، في المتوسط، 437000 شخص ممن يقومون بتكوين مؤسسات جديدة في كل شهر على مدى الأعوام العشرة الماضية، وفقا لمؤشر كوفمان لنشاط المشاريع التجارية الحرة.

وقد بدأ فيشباك أول مشروع تجاري له وهو في الرابعة عشرة من عمره، في مسقط رأسه بمدينة لينكولنتون، بولاية جورجيا الأميركية. وكما فعل غيتس من قبله عمل من الطابق السفلي للمنزل التابع لعائلته.

ولأنه كان يتعين على جيرانه أخذ قمامتهم إلى مكب النفايات المحلي، رأى فيشباك في ذلك فرصة فانتهزها. ثم كون شركة لجمع القمامة لـ25 منزلا في منطقته الريفية.

وقد كسب بضعة آلاف من الدولارات حين كان طالبا في المدرسة الثانوية من مكب نفايات مستأجر كان يخزنه في قطعة الأرض التابعة لعائلته.

ومن حسن طالع فيشباك أنه كانت هناك قدوة تجارية يقتدي بها في والده، الذي كون شركة أعمال محلية للمزادات، والتي باعها منذ حوالي 10 سنوات. كما يقوم شقيق فيشباك، الذي يعمل في مجال إسداء النصح والمشورة لشركات التكنولوجيا المبتدئة، بمساعدته أيضا.

فيشباك، الذي تخلى عن شركة جمع القمامة عندما تخرج من المدرسة الثانوية، وذهب إلى كلية دارتماوث، التي حصل منها حصل على الشهادة الجامعية والماجستير في الهندسة. بعد أن أمضى أربع سنوات من العمل في برنامج التطوير القمري مع شركة لوكهيد مارتن لأنظمة الفضاء في كاليفورنيا، انتقل ببذور فكرته الجديدة إلى ولاية كارولينا الشمالية.

وبدون راتب يقتاتان منه، يعيش هو وزوجته على المدخرات ويأكلان الكثير من زبدة الفول السوداني وساندوتشات الجيلي بينما تدرس زوجته في كلية إدارة الأعمال في جامعة دوك في مدينة دورام، بولاية كارولينا الشمالية.

ولكن فيشباك حين يتحدث عن سلامة وصحة مشروعه التجاري النموذجي، فإن ملامحه تنضح بالتفاؤل إذ يقول: إننا عندما ننظر إلى كل هذه التقنيات الجديدة الرائعة، فإننا ننسى إلى حد ما أن هناك أشياء نستطيع القيام بها اليوم للبدء عمليا في العمل على حل لمشكلة الطاقة بشكل أفضل.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 18 آذار/2008 - 10/ربيع الاول/1429