يا شباب العراق...أحذروا

الناجون من سكين الذبح ورصاصة القتل:حريم القاعدة يستدرجن الشباب للقتل؟

جاسم فيصل الزبيدي

مازال (مازن)البالغ من العمر 22 سنة يتذكر تلك اللحظة التي كُتب له النجاة من الذبح في أقبية القاعدة وزنازينها المظلمة،بعد أن أدرك إن هناك شيء ما يدور حوله وهو يقابل ذاك الصوت الذي عاش في تفكيره وداعب مخيلاته الرسم الأثيري الساحر الذي رسمتهُ له تلك الفتاة التي تعرف بها صدفة حين رن هاتفه الجوال ليسأله"هل أنت فلان" ليستمر الوضع طوال ثلاثة اشهر بين نهارات جميلة وليالي يخط فيها الزواج أبياته الملاح.

يقول"توفيق": تعرفت على الفتاة في يوم حين رن هاتفي طالباً اسماً معيناً وحين أخبرتها إن الرقم خطأ ولكنها ظلت تحدثني عن أشياء أخرى وطلبت مني أن أحدثها ليلاً واستمر الحال ثلاثة اشهر،وفي كل مكالمة تقول لي أريد رؤيتك؟ إلا إني كنت اعتذر منها بسبب الوضع الأمني آنذاك.

ويضيف بعد أن شعر بالخجل مني"كانت تكلمني عن أوصاف جسدها ومفاتنها حين اكلمها ليلاً، لقد جذبتني إليها  بشدة فلم اعد أطيق البعد عنها لحظة..تصور إني كنت استدين المال لأجل شحن الرصيد أو أرسل إليها رصيد(كارت شحن)..وفي يوم قررت أن أراها وتم الاتفاق على الموعد بشرط أن يكون اللقاء في منطقة(أمينة)وقد حددت هي المنطقة..باعتبارها من العاصمة وتعرف المناطق (الآمنة وغير الآمنة)أكثر مني باعتباري (محافظات)؟؟وهكذا جئت من محافظتي الجنوبية إلى بغداد ،وتقابلنا في منطقة (أمينة)وبعد التعارف أخبرتني إنها(مشتاقة لي جداً)وإنها تعرف أمراة لها بيت في تلك المنطقة ويجب أن نسير إليها بواسطة(التكسي)؟؟ وبالفعل أردت أن أستأجر سيارة أخبرتني إننا يجب أن نسير لمسافة نستمتع بها مع بعضنا البعض!!؟؟ ولكن حين كنا نسير كانت هي تلتفت يميناً وشمالا ؟وحين أسالها كانت تجيب:إنها تخشى أن يراها احد معارفها؟؟؟!!

ويستمر توفيق بالقول"بعد مسافة أحسست بالتعب فأخبرتها إني سأستأجر سيارة أجرة ،أخبرتني أني لا اعرف كيفية التعامل مع سواق (التكسي)وإنها تخشى من الخطف بسبب الوضع الأمني؟؟ فقررت هي أن تتوجه هي إلى أحدى سيارات الأجرة المتوقفة في احد الأزقة!!وما أن هممت بالصعود حتى أحسست بان هناك شيء ما سيحصل،فقد أخبرتني أن اصعد إلى السيارة أولاً !!عندها حاولت الهرب فأمسكت بيدي بقوة وسط استغرابي من عملية مسك اليد وهي تنادي على صاحب السيارة:تحرك بسرعة؟؟!! ولولا صراخي العالي وهربي السريع (والروح عزيزة)كما يقولون لكنت في خبر كان".

وحين سألته"الم تتصل بها فيما بعد؟"قال:اتصلت ولكن الجهاز أما أن يكون مغلقاً أو خارج منطقة التغطية أو لعلها قامت بإحراق(السيم كارت).

وهل أبلغت الجهات الأمنية بذالك؟؟ قال" أخشى الفضيحة"

سالته: هل قالت لك اين تسكن؟ قال: لا ولكني كنت اسمع اصوات حيوانات واعتقد انها في منطقة ريفية.

لم تكن قصة "توفيق" الأولى التي أسمعها ،ولكني فوجئت حين اخبرني إن احد الشباب سافر إلى بغداد بحجة (التعيين في الجيش)ولم يعد إلى الآن،وان أهله يعرفون الموضوع ولكنهم يجهلون رقم الفتاة ويخشون من الفضيحة.

الصدفة وحدها جمعتني بهولاء الأشخاص الذين تحدثوا وما خفي كان أعظم؟

شاب (رفض الكشف عن اسمه خوفاً على سمعته وسمعت أهله) قال: أنا شاب بسيط وعلى باب الله كما يقولون وعندي (جمبر) ذات يوم جاءتني إمراة في ريعانة شبابها تريد شراء ملابس لها ولأطفالها وأخبرتني إنها أرملة لان زوجها قد مات نتيجة انفجار في سوق الشورجة، تعاطفت معها وأعطيتها عدد من قطع الملابس واستمر الوضع حتى قالت لي"يجب ان نكون لوحدنا فانا أريدك،لأنك القلب الوحيد الذي وجدته"

ويضيف" كنا نتبادل السمر ليلاً بواسطة النقال(الموبايل) وذات يوم جاءتني لتخبرني أن اذهب معها إلى أحدى المناطق (الآمنة) في بيت من بيوت تلك المنطقة، وما أن دخلت وجلسنا رأيت أن الوضع لا يدعوا للإطمئنان بسبب حركاتها المريبة وماهي إلى لحظات حتى شعرت ان احد ما يقول لي انهض واهرب!؟ فهربت نحو السطح وخلفي كان هناك رجلان ملثمان"ولولا عناية الله سبحانه وتعالى وسرعة قدماي وموقف احد أصحاب التكسي الشرفاء  لكنت الآن في مقبرة النجف الأشرف".

هل مرت عليك بعد ذلك او هل اتصلت بك؟ قال " فص ملح وذاب والجهاز مغلق"

(محمد) شاب آخر متزوج روى لي قصته قائلاً:" اتصلت بي احد السيدات سائلة عن شخص يدعى(أبو حنين) فأخبرتها إن الرقم خطأ ولكنها أصرت على أنها طلبت الرقم الصحيح فقلت لها حاولي التأكد من الرقم الوجود عندكِ" مضيفاً" إن تلك السيدة اتصلت به ليلاً فأخبرتني إنها تريد(أبو حنين) وحين أخبرتها إن الرقم خطأ قالت ولماذا لا تكون أنت أبو حنين؟؟!! عندها أغلقت (الموبايل بوجهها) ولكنها استطاعت أن تجذبني إلى كلامها المعسول وحكاياتها في (الليالي الملاح) وهكذا قررنا أن نتقابل في مكان معين"

ويمضي في القول" حين تقابلنا كانت على عجل من أمرها فلم نلبث إلى دقائق معدودة وقد وجدتها ذات جمال أخاذ وجسد كأنه حور عين،لتخبرني أن نتقابل في يوم حددته هي في منطقة (آمنة)وما أن ذهبت إلى هناك حتى وجدتها مع إمراة آخرى وحين سألتها أخبرتني إنها (خالتها) ولديها بيت في المنطقة...الصراحة لم اطمئن لهذه المرأة،وحين هممت بالرحيل بكت قائلة إني الرجل الوحيد الذي أحبته وما إلى ذلك من الكلام.

وأضاف "بعد أن توجهنا إلى البيت،كانت تدخلني إلى أزقة وشوارع مخيفة هادئة لو رميت فيها إبرة لسمعت صوتها،ووصلنا إلى دار يقع فيه بستان كبير،أخبرتها هل يوجد احد في البيت؟ قالت"لا"لان خالتها تعيش وحدها!!؟؟ تصور أنا رجل وبقيت ارتعش وارتجف من شدة الخوف فما بالك بهولاء النسوة..واقسم لك بالله إني ما أن دخلت حتى عرتني رهبة الموت وطعمه مازال في فمي..فقد امسكني أربعة رجال ملثمون وأخذوا يشتموني ويشتمون(......) من بعدها سألوهن عن أسباب تأخيرهن؟ فقالت( عشيقتي المخادعة) بسبب هذا الحمار؟؟ وأشارت عليّ؟؟؟؟!!! عندها طرحوني أرضاً لذبحي ولولا قدرة الله الذي أدين له بالشكر والفضل والحمد وتدخل القوات الأمريكية التي حررتني مع عدد من المختطفين الذين جاؤوا بأقدامهم إلى هذا الوكر لكنا الآن من المرحومين".

سألته"وكم عدد المختطفين الذين وجدهم"قال" كانوا خمسة أشخاص بعمر الورود تم إحضارهم قبلي وبنفس الطريقة،وقد اخبرني احد هولاء المختطفين إن الخاطفين ذبحوا صديقاً لهم بعد أن كشفوا عن ذراعة فوجدوا على ذراعه كلمة(علي) مع إن هذا الشاب سني!!

واستدرك قائلاً"سمعت احد المختطفين وهو يقول لصاحبه إنهن يتقايضن مبلغ(100$) عن كل شخص يتم إحضاره"

شاب رفض الإفصاح عن اسمه قال" وصلتني رسالة مفادها (أنا بت عمك وشعر شاربك حباب دزلي رصيد)فاتصلت بالرقم وإذا بها شابة ،أخبرتها بأنها أرسلت لي رسالة وأنا لا اعرفها؟ فقالت:أنا أسفه فقد أخطأت بالرقم! ولكنها بعد مدة بقيت(ترمش)وحين اتصلت بها اطلب أن تكف عن (الترميش)قالت(أحسست من صوتك انك(خوش شاب وحباب)ومن قبيل هذا الكلام،واستمرت علاقتي بها.

ويضيف"في يوم كنت اعمل في المحل وإذا بصديقك يحدثني عن إمراة تريد أن تراه وهو يريد مني النصحية،فأخبرته"هل يعرف الفتاة قال اعرفها فقط عن طريق الموبايل!!وأعطاني الرقم وهنا كانت المفاجأة الكبرى لي حيث تبين إن الرقم هو نفس الرقم الذي معي وهنا أخبرته بالرقم واتفقنا أن نحدثها سوية وكشفنا لعبتها.

ألا تعتقد بأنها قد تكون بريئة من حريم القاعدة؟سألته..

قال:ممكن! ولكني لا استبعد ذلك،ولكن اشك في نياتها اتجاهنا فهن يتحدثن مع أكثر من شاب في آن واحد؟

قلت له:أقالت لك أين تسكن؟

قال:لا ولكني سمعت صوت خراف وأبقار وهذا يعني إنها في منطقة ريفية

احد الأشخاص الواقفين معنا قال"مثل هذه الأمور تحدث وأؤكد لك إن هولاء النسوة يحصلن على أرقام الموبايلات عن طريق جماعتهن!!

سألته:كيف؟

قال" إثناء حدوث الانفجار يقوم البعض بحجة الإسعاف بفحص الجثث وسرقة الموبايلات والنقود والمستمسكات ،البعض منهم مخصص لهذه المهمة فالإرهابيين يقسمون المهمة إلى ثلاث أقسام الأول: تفجير السيارة والثاني يصور الحادث والثالث يقوم بسرقة موبايلات الضحايا أما أن يخبروهم إن صاحب الموبايل محتجز عندهم وإنهم يطلبون بفدية وإما أن يبحثوا في الأرقام عن رقم معين ليسلموه إلى إحدى(حريمهم)لتتصل بالشخص لاستدراجه بواسطة كلام معسول".

رجل آخر قال:ليس هناك مشكلة في الاتصال فبإمكان ترتيب أي أرقام فان كان شاب وقعن فيه.

كلمة لا بد منها..

أيها الشباب انتم الجيل الذي يعتمد عليه الوطن وخسارتكم هي ليست خسارة لاهليكم وإنما خسارة كبيرة للوطن..اخبروا أهلكم والجهات الأمنية بكل ما يحصل في هواتفكم النقالة من أمور تشعرون إنها تهدد حياتكم ولا تستمعوا إلى صوت يريد بكم الدمار وحياتكم أغلى عند العراقيين...إن الحب ليس بالموبايل،فقد تقعون ضحية (النصب)في أسوء الاحتمالات وقد تقعون في فخ ينصبه لكم تنظيم القاعدة عبر إرسال النساء لكم عبر الموبايل...كما نتمنى من الجهات الأمنية منع اقتراب أي شخص من موقع الانفجار والضحايا.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 16 آذار/2008 - 8/ربيع الاول/1429