مع اقتراب العام الخامس للحرب على العراق: ثمة قدر من التفاؤل بنجاح المهمة

علي الطالقاني*

شبكة النبأ: كان قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش باجتياح القوات الأمريكية في ابريل من عام 2003 بغداد ومن ثم الإطاحة بنظام صدام حسين ولد هذا الاجتياح احساس بالارتياح في واشنطن لما حققته هذه القوات من نتيجة سريعة وناجحة.

عندها كانت الفرحة تغمر الرئيس الأمريكي آنذاك كذلك أستطاع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي ان يقتنع أن المهمة كانت تتم بعدد قليل من الجنود. فهل ياترى نجحت هذه المهمة كاملا؟، تساؤلات برزت على السطح في وقت تقترب الحرب على العراق من عامها الخامس.

بعد مرور خمس سنوات لا تزال القوات الامريكية في العراق تخوض قتالا ضاريا ضد "مقاومة" أعادت تنظيم نفسها كما تحاول الحيلولة دون تحول التوترات بين الجماعات العرقية والدينية المنقسمة في العراق الى حرب أهلية شاملة فيما تنتظر بصبر أن تقوم الحكومة العراقية باتخاذ القرارات الصعبة والضرورية لتوحيد البلاد واعادة الاستقرار الى ربوعها. حسب صحيفة "الوطن الكويتي".

على جانب آخر تحول الرأي العام الأمريكي ضد الحرب وتراجعت نسبة التأييد لبوش و اجبر مهندس الحرب رامسفيلد على الاستقالة وبدأت الولايات المتحدة تفكر في البحث عن طريقة مشرفة للخروج من العراق دون أن يؤدي ذلك لتشرذم البلاد.

وحاول الديموقراطيون أعضاء الكونجرس الذين سيطر حزبهم على المجلس التشريعي عبر موجة المعارضة الشعبية للحرب في انتخابات نوفمبر عام 2006 أن يفرضوا مهلة محددة لسحب القوات وهددوا بحجب تمويل الحرب حتى يوافق البيت الابيض على خطتهم.

بيد أن بوش اظهر هو الآخر عزمه وتصميمه على الانتصار في العراق. واستخدم حق النقض في التصدي للقانون الذي طرحه الديموقراطيون تطبيقا لخطتهم الرامية للانسحاب ورغم ضغوط الرأي العام الهائلة أصر بوش على ضرورة استمرار الجيش الامريكي في العراق.

وبدلا من أن يضع خططا لبدء الانسحاب امر الرئيس الامريكي في يناير عام 2007 بارسال قوة اضافية قوامها 30 الف جندي الى العراق في اطار خطة »تكثيف عسكرية« تستهدف تهدئة العنف الطائفي الدموي الذي بلغ ذروته أواخر عام 2006 وحصد أرواح الآلاف.

وبعدها باكثر من عام وبعد مرور خمس سنوات على بدء الغزو من الصحراء الكويتية نجحت عملية زيادة القوات التي أمر بها بوش و التي بها ارتفع عدد الجنود الامريكيين في العراق الى 160 الفا في خفض مستوى العنف كثيرا واجبار مقاتلي القاعدة على الخروج من مخابئهم.

وسمح النجاح الذي تحقق منذ بلغت عملية زيادة القوات ذروتها الصيف الماضي مانحا أسبابا جديدة للامل للمهمة الامريكية في العراق، سمح لبوش باعادة طرح قضية ضرورة بقاء القوات الامريكية في العراق وان أهدافه في هذا البلد لا تزال ممكنة التحقق.

ولاحظ الجيش الامريكي تراجعا ملحوظا في مستوى العنف. فانخفض عدد الهجمات وتراجعت أعداد ضحايا العنف الطائفي بشكل مذهل وكذلك أعداد القتلى الشهري من الجنود الامريكيين. كما قال الجيش أيضا ان الضغط شمل عمليات القاعدة في العراق مجبرا أعضاء هذا التنظيم على الفرار من معاقل قوية في بغداد واقليم الانبار وذلك بسبب تحول زعماء القبائل المحليين ضد القاعدة في الأساس.

وسمحت النجاحات الأولى لخطة زيادة القوات لبوش بسحب بعض الجنود من العراق لكنه قال ان الظروف لا تزال غير مواتية لانسحابات اكبر. ويتعين الآن الانتظار لرؤية ما اذا كانت زيادة القوات ستنجح على المدى الطويل أو ان تنظيم القاعدة وحركة المقاومة ينتظران خفض عدد القوات الامريكية مرة أخرى ومن ثم يعاودان الهجوم وشن موجة جديدة من العنف.

وتيرة الهجمات ثابتة في العراق

تشير احصائيات معلنة عن تواتر هجمات المتمردين في العراق الى أنه يعد مكاسب أمنية كبيرة في الخريف الماضي، في أعقاب زيادة القوات الأميركية، دخل النزاع مأزقا، حيث ان مستويات العنف بقيت ثابتة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 حتى أوائل 2008.

الأرقام الجديدة قدمها في جلسة استماع امام لجنة التخصيصات بمجلس الشيوخ بواشنطن ديفيد ووكر مدير مكتب المحاسبة الحكومي. واعترف ووكر المحاسب العام، بأن هجمات المتمردين تقلصت الى معدل بلغ حوالي 60 يوميا في يناير (كانون الثاني) الماضي، في آخر احصاء متيسر، من حوالي 180 يوميا في يونيو (حزيران) 2007. حسب صحيفة" الشرق الأوسط".

ولكن ذلك الرقم الأدنى، الذي يساوي عموما مستويات العنف في ربيع 2005، بقي، في الجوهر، من دون تغيير منذ الانخفاض الكبير الأخير بين شهري اكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر الماضيين. وقال ووكر انه بينما تحسن الأمن في العراق فانه ما يزال يتعين العمل على خلق بيئة أمنية تتسم بالتسامح.

كما قدم ووكر ومسؤولان فيدراليان آخران شهادات حول المخاوف من الفساد في التعاقدات، وحول مشاكل متابعة شحنات الأسلحة الى القوات العراقية والأميركية. فقد ظل القادة العسكريون الأميركيون في العراق يحذرون منذ اشهر من أن المكاسب الأمنية بعيدة عن أن تكون راسخة، طالما أن التقدم في المصالحة السياسية العراقية متوقف.

وكان بعض التحسن الأمني في الماضي قد تلاه تصاعد في العنف. فالمكاسب المتواضعة التي تحققت أواخر عام 2005، على سبيل المثال، انتهت بعد اشهر قليلة، عندما اثار تفجير مرقد سامراء ما يقرب من عام من العنف الطائفي. واعتمادا على تقارير منذ فبراير (شباط) الماضي، قد يكون العنف مستمرا في التصاعد. فقد اشار تقرير لوكالة اسوشيتد برس الى زيادة في الشهر الماضي في معدل العراقيين الذين قتلوا يوميا مقارنة بأرقام يناير الماضي. وتستخدم أرقام مكتب المحاسبة معيارا مختلفا، وهو عدد الهجمات المسجلة ضد قوات الأمن والمدنيين العراقيين.

كما أن جلسة استماع مجلس الشيوخ تعاملت مع نتائج قدمها مكتب المحاسبة ووكالة اشراف فيدرالية مستقلة، ومكتب المفتش العام الخاص باعادة اعمار العراق، من أن آلافا من المسدسات والبنادق الآلية ومعدات أخرى قدمت الى العراق لا يمكن معرفة مصيرها. الى ذلك قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ان العراق شهد زيادة في مستوى العنف منذ يناير (كانون الثاني) بما في ذلك التفجيرات الانتحارية وتفجيرات السيارات الملغومة.

وذكرت الوزارة ، في أول تقرير ربع سنوي لها هذا العام، ان تصاعد العنف يرجع جزئيا الى الهجوم الذي تشنه القوات الاميركية على المتشددين، بما في ذلك القاعدة. وأشار التقرير، الذي اوردته وكالة رويترز، الى تصاعد الحوادث الامنية منذ يناير في محافظتي نينوي وديالى ومناطق أخرى تقول الوزارة ان مقاتلي القاعدة تدفقوا عليها منذ طردهم من معاقل سابقة لهم على أيدي قبائل سنية متحالفة الان مع الولايات المتحدة. ووصف التقرير تصاعد العنف بأنه قصير الاجل، وانه نتيجة العمليات التي بدأت ضد المسلحين في يناير.

وأظهرت بيانات التقرير زيادة في عمليات القصف هذه خلال شهر فبراير (شباط)، كما أظهرت زيادة في اعداد القتلى المدنيين في نفس الفترة. ولم تتضمن هذه البيانات أرقاما، واعتمد التقرير في كثير من المقارنات على النسب لا الارقام.

.........................................................................................................

المركز الوثائقي والمعلوماتي مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية التي تتضمن موضوعات مختلفة

من دراسات وبحوث وملفات متخصصة.

للاشتراك والاتصال:

www.annabaa.org

arch_docy@yahoo.com

نقال

7801373785 (00964)

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 15 آذار/2008 - 7/ربيع الاول/1429