الغاء التوقيت الصَيفي في العراق بين الرفض والترحيب  

شبكة النبأ: بعد تطبيقه لما يقارب العقدَين في العراق رَحّب موظفون وطُلاب وربّات بيوت من محافظات مختلفة بقرار الغاء التوقيت الصيفي، منطلِقين من معاناتهم مع الحر والكهرباء في التعاطي مع القرار وتبعاته، دون ان يخلو الموضوع من اتهامات سياسية من الرافضين للقرار.

ووصف احمد علي 25 سنة، موظف يسكن في حي العامل جنوب غرب بغداد، القرار بانه "جيد" معربا عن سروره بقرار الغاء التوقيت الصيفي.

وعبّر احمد عن تذمره من وجود توقيتين شتوي وصيفي لما يسببه من ارباك لدى الموظفين" مبينا ان لا مبرر له لهذا النظام.

ويطبق "التوقيت الصيفي" في العراق إبتداء من مطلع نيسان/ أبريل من كل عام، حيث يجري تقديم الوقت ساعة واحدة. ثم يعود التوقيت، مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، إلى طبيعته بتأخير الوقت ساعة واحدة، وليبدأ معها "التوقيت الشتوي" لكن مدير المكتب الاعلامي بمجلس الوزراء اعلن، عن وقف العمل بهذا النظام بدءا من العام الجاري ووافقت حكومة اقليم كردستان هي الاخرى على الوقف.

واعتبرت ايمان سعد، 23 سنة، طالبة تسكن في منطقة الكرادة وسط بغداد، هذا القرار "مفيدا".

واوضحت ان اكبر المتضررين من التوقيت الصيفي  هم الفئات التي تعمل صباحا.

وقالت ان التوقيت الصيفي "يتطلب الاستيقاظ ساعة أبكر صباحا وهذا امر مزعج وليس فيه فائدة من الناحية العملية". ورأت ان القرار جيد وسيخدم الكثير من اصحاب الاعمال  التي تتطلب الاستيقاظ مبكرا.

وتوقع قاسم داود، عسكري، 30 سنة يسكن في منطقة الكاظمية شمال بغداد، ان يسهم هذا القرار في التخفيف من حرارة  صيف العراق القائظ على الناس الذين يفتقدون الكهرباء لتشغيل وسائل التكييف.

وقال ان الغاء التوقيت الصيفي سيعمل على تقصير فترات النهار الحارة في فصل الصيف في الوقت الذي لا تتوفر فيه الكهرباء في فصل الصيف.

واعرب عن تأييده للقرار قائلا انه امثل طريقة لتقليل عدد ساعات النهار الحارة واصفا هذا القرار بالخطوة الصحيحة.

الا ان هذا لا يعني ان ليس للقرار بعض المعارضين مثل جعفر حسن، 35 سنة،عامل بناء يسكن في بغداد الجديدة شرق العاصمة، الذي اعتبر القرار غير صحيح لان التوقيت الصيفي، برأيه، اصبح واقع حال للعراقيين وصار جزءا من حياتهم. بحسب اصوات العراق.

وطالب جعفر بالعدول عن هذا القرار وقال انه سيلتزم بالتوقيت الصيفي حتى بعد قرار الحكومة الغائه.

لكن ابو زكريا،50 سنة، متقاعد يسكن في منطقة الفضل شرق بغداد، كان اكثر اندفاعا في رفض القرار معتبرا ان هناك "اهدافا سياسية" خلف المسالة.

وقال ان الحكومة "تحاول الغاء جميع القرارات التي اصدرها النظام السابق ايا كانت ومنها التوقيت الصيفي" 

وفي اربيل باقليم كردستان، بدا عثمان عمر، 67 عاما، متقاعد، منفعلا وهو يتحدث عن التوقيت الصيفي قائلا "لا اريد هذا التوقيت الذي لا يجلب سوى وجع الرأس".

وأردف "لانعرف من اين اتوا بهذا النظام".

وبدت الطالبة روناك محمد، 19 عاما، طالبة بكلية الهندسة في جامعة صلاح الدين، اكثر هدوءا وهي تحاول ان تتعاطى بموضوعية اكثر مع قضية التوقيت.

 ورأت ان التوقيت الصيفي "فيه محاسن مع بعض المتاعب" لأنه يتطلب النهوض باكرا ولكنه يدفع الخمول الذي ينتاب الطلاب مع حلول موسم الحر.

ورفضت باسمة احمد، 45 عاما، ربة بيت، التوقيت الصيفي رفضا قاطعا.

وقالت "لا اريد هذا التوقيت" لانه يشوش مواعيد تحضير الطعام المرتبطة بعودة الطلبة والموظفين من الدوام.

واضافت وهي تضحك مشيرة الى ساعة حائط معلقة على الحائط "مع بداية تغير التقويت في كل عام اطلب من اولادي عدم تغير ساعة المطبخ وابقائها على التوقيت الشتوي لكي تتشوش علي مواعيد اعداد الطعام.

ويشاطرها المواطن كريم شكري، 49 عاما، عسكري، الرأي قائلا "لايعجبني هذا التوقيت".

ويقول "عندما يجيبنا احد عن التوقيت يجب ان نستفهم هل هو بالتوقيت الصيفي".

ويضيف بلهجة صارمة "لم ابدل ساعتي ابدا بين التوقيت الصيفي وكنت التزم بالتوقيت الشتوي دائما".

 ولم يختلف الوضع في البصرة جنوبي العراق، عن بغداد واربيل حيث قال المواطن جبار النجدي، 55 عاما، أن "الغاء العمل بالتوقيت الصيفي هو أمر جيد؛ إذ لا يخرجنا من السياق الذي تعودنا عليه وسنستمر بالدوام دون انقطاع أو تغيير".

وبالمثل، ترى نهاد جابر، 35 عاما، موظفة، ان العمل بالتوقيت الصيفي يجعلنا نخرج الى العمل مبكرين لكننا نرجع مبكرا ما يجنبنا حرارة الصيف وشمسه الحارقة.

وعلى المستوى الاقتصادي، لم يكن الامر ذا مغزى سواء عمل بالتوقيت الصيفي او لا حسب الخبير الاقتصادي باسم جميل الذي يعتقد ان هه ليست مسالة حيوية بالنسبة للعاملين العراقيين لانهم  لا يستفادون من الوقت في ظل الاوضاع الحالية نظرا للبطالة وتدهور الوضع الاقتصادي والامني.

 واوضح جميل ان المعامل الحالية الموجودة تغلق ابوابها مبكرا بسبب الوضع الامني السيء في العراق حيث لا قيمة للوقت كما في الدول الصناعية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 آذار/2008 - 5/ربيع الاول/1429