الانتخابات البرلمانية الماليزيّة وسجلات ملَوَثة

 

شبكة النبأ: ماليزيا الدولة الآسيوية ذات الأغلبية الإسلامية، والتي يبشر اقتصادها بطفرة ونقلة نوعية من شانها ان تكون وحسب رأي الخبراء في مقدمة الدول النامية، تستعد للانتخابات البرلمانية المقبلة وسط مخاوف أعربت عنها الجهات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية منها فقدان مصاديق الناخبين أو تلوث السجلات الانتخابية.

إلى جانب ذلك ظهور مرشحين جدد في قوائم إسلامية متشددة. (شبكة النبأ) تسلط الضوء في سياق التقرير التالي على مجرى الانتخابات الماليزية.

تلوث سجلات الناخبين في ماليزيا

اكتشفت ماليزيا وجود حوالي 9000 شخص تزيد أعمارهم على 100 عام في سجلاتها الانتخابية مع اتجاهها لانتخابات عامة الشهر المقبل مما أثار شكوكا بأن السجلات "ملوثة" بناخبين متوفين.

ونقلت صحيفة نيو ستريت تايمز عن قمر الزمان مهد نور أمين لجنة الانتخابات قوله ان اللجنة اكتشفت أسماء 8666 ناخبا مسجلا ترجع تواريخ ميلادهم الى قرن أو أكثر من الزمان.

وقالت الصحيفة اليومية إن من بين هؤلاء الناخبين شخصين يبلغان من العمر 128 عاما.

وقال قمر الزمان: على حد علم اللجنة.. حتى يوم 31 من ديسمبر من العام الماضي كان هؤلاء الناخبين مازالوا على قيد الحياة.

وتقول لجنة الانتخابات انها تعتمد على المسؤولين أو أسرة الناخب المتوفي في ابلاغها بالوفاة حتى يمكن تحديث السجلات لكنها تنفي وجود مجال للغش في الانتخابات من خلال قيام شخص ما بملء أكثر من بطاقة اقتراع منتحلا شخصية ناخب ميت.

وفي الانتخابات التي تجري في الثامن من مارس اذار تعتزم لجنة الانتخابات لاول مرة استخدام حبر غير قابل للمحو لتلوين اصبع الناخب لضمان الا يحاول ملء بطاقة اقتراع أخرى دون أن ينكشف أمره. بحسب رويترز.

وقال وونج تشين هوات من جماعة الضغط (برسه) المطالبة باصلاح انتخابي والتي تضم عددا من الاحزاب السياسية: نشك أن العديد منهم توفوا بالفعل لكن اللجنة لم تشطب أسماءهم من السجلات.

وأضاف وونج، هذا يشير الى درجة عالية من التلوث في السجلات مما يجعل من السهل على أشخاص انتحال شخصياتهم (المتوفين) يوم الاقتراع.

وفي ماليزيا 10.9 مليون ناخب ومتوسط العمر المتوقع لسكانها حوالي 72 عاما للرجال و76 عاما للنساء.

حزب إسلامي تمثله امرأة هندوسية

يُعرف عن الحزب الاسلامي الماليزي المتشدد انه يدعو الى دولة اسلامية دينية لكن هذا لم يمنع امرأة غير مسلمة من خوض الانتخابات التي ستجري في الشهر القادم كمرشحة للحزب.

وتخوض كوموثا رحمن وهي هندوسية عمرها 29 عاما الانتخابات في دائرة مسلمة في جنوب ماليزيا لتصبح أول مرشحة غير مسلمة على الاطلاق تخوض الانتخابات لتمثيل الحزب الاسلامي الماليزي.

وقالت كوموثا في مقابلة بمكتب حملتها الانتخابية في بلدة اولو تيرام القريبة من جوهور بارو عاصمة جوهور الواقعة على الحدود مع سنغافورة: زملائي الهنود اصيبوا بصدمة لانني لست مسلمة وسألوني ما الذي اريد ان افعله. بحسب رويترز.

وقالت كوموثا التي ترأس قسم المرأة في نادي مؤيدي الحزب الاسلامي الماليزي في جوهور: لكنهم الآن يقدرون ما افعل.

وقال محللون ان تحرك الحزب الاسلامي لتقديم مرشحة غير مسلمة يهدف الى جعل الحزب أكثر شمولا لاجتذاب تأييد أوسع في الانتخابات التي ستجري في الثامن من مارس اذار.

وفي الانتخابات الأخيرة في عام 2004 مني الحزب الاسلامي الماليزي بخسائر فادحة لصالح الائتلاف الحاكم المتعدد الاعراق الذي يتزعمه رئيس الوزراء عبد الله أحمد بدوي وهو مسلم معتدل.

وقالت كوموثا وهي موظفة سابقة في بنك، إنها درست برنامج الحزب الاسلامي الماليزي ووجدت انه لا يتضمن أي شيء يتنافى مع مبادئها.

وبينما كانت كوموثا تتحدث كان ناشطو الحزب الملتحون الذين يرتدون عمامات يعدون منشورات للحملة الانتخابية تبين كبار المسؤولين في حكومة عبد الله من الرجال والنساء وهم يتبادلون القبلات والاحضان مع تحذير يقول: هذه هي ثقافتهم .. قذرة ورخيصة ومثيرة للاشمئزاز. هل تؤيد هذه الثقافة.

ويهدف الحزب الإسلامي الماليزي إلى تحويل ماليزيا الى دولة اسلامية لكنه ابتعد عن الاشارة الى هدفه القديم في حملته الانتخابية ويقول بدلا من ذلك ان ماليزيا يجب ان تصبح "دولة رفاهية".

ومن الجدير بالذكر أن الهنود يشكلون نحو ثمانية في المئة من سكان ماليزيا البالغ تعدادهم 26 مليون نسمة ويغلب عليهم المسلمون.

أنور إبراهيم وزوجته وابنته في المعترك السياسي الماليزي

وتخوض ابنة زعيم المعارضة الماليزي أنور ابراهيم الكبرى ولأول مرة معترك السياسة عندما تتنافس في انتخابات الشهر المقبل التي قد تعلو بمستقبل أسرتها السياسي أو تنهيه.

وانضمت الابنة نور العزة أنور البالغة من العمر 27 عاما الى أمها في مواجهة الحكومة في انتخابات الثامن من مارس اذار التي يقول كثيرون انها قد تكون الملاذ الاخير لانور ان مني حزبه بخسارة فادحة.

وبعد أن كان ينظر الى أنور يوما على أنه رئيس وزراء ماليزيا المقبل بات يحاصره معارضوه الان بينما يكافح جاهدا للحفاظ على حبل الود مع الناخبين. أما حزبه السياسي حزب (كيديلان) فترأسه رسميا زوجته وهي العضو الوحيد عن الحزب في البرلمان.

وسارعت نور العزة التي تلقت تعليمها بالولايات المتحدة والتي تحاول أن تترك بصمتها على الساحة السياسية الى نفي تلميحات بأنها ستتنافس في الانتخابات لتوفير مظلة سياسية لابيها.

وقالت: انني أعرض نفسي على أهالي ليمباه بانتاي، مشيرة إلى الدائرة المدنية التي تتنافس فيها وتقع في قلب كوالالمبور.

وأضافت، اذا كانوا سيصوتون.. فسيصوتون لي. أريد أن أفوز بهذه الانتخابات تحقيقا لذاتي ومن أجل حزبي. بحسب رويترز.

وأنور ممنوع من ترشيح نفسه حتى أبريل نيسان القادم لادانته بتهم تتصل بالفساد قال انها اختلقت لسجنه دون وجه حق لست سنوات الى أن تم الافراج عنه عام 2004 .

وهو يأمل في العودة للبرلمان في نهاية الامر من خلال انتخابات فرعية. ومن بين السبل التي قد تمكنه من هذا شغل مقعد نور العزة ان هي فازت في الانتخابات.

وتتنافس أمامها وزيرة شؤون المرأة شهرزاد عبد الجليل التي يتوقع كثيرون فوزها بالمقعد.

من جانبها قالت فريدة مات جايس (44 عاما) التي تبيع وجبات سريعة تحت طريق علوي: انها واعدة. انها متعلمة تعليما جيدا ومتدينة. يمكن أن تفوز اذا كانت الانتخابات نزيهة.

وأبدى آخرون تحفظا. وقال المحلل السياسي شمس الامري بحر الدين: أعتقد أن إمكاناتها محدودة لأنها تتنافس أمام شخصية نسائية قوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 8 آذار/2008 - 29/صفر/1429