
سينما ومسرح
الاستشهاديات الفلسطينيات بعيون
إسرائيلية في مهرجان برلين
شبكة النبأ:
اختارت المخرجة الإسرائيلية ناتالي أسولين قصة الاستشهاد
الفلسطيني موضوعا لمشروع سينمائي وتحديدا انخراط المرأة في العمل
العسكري.
وأعطت فيلمها التسجيلي اسم "الشهيدة"، وعملت طوال عامين في سجن
إسرائيلي، لتقول كلمتها في مدينة برلين الألمانية حيث عرض الفيلم لأول
مرة.
وتروي المخرجة أسولين أنها عندما أبلغت عددا من الفلسطينيات
المدانات بالمشاركة في تفجيرات انتحارية أنها تريد تصوير فيلم عنهن ظنن
أنها مجنونة.
ولكنها مضت في مشروعها الذي يناقش دوافع النساء اللاتي يجندن
انتحاريين ويقمن بتوصيلهم إلى أماكن عامة لتنفيذ تفجيرات أو يرتدين هن
أنفسهن سترات أو أحزمة ناسفة.
وقالت أسولين على هامش مشاركتها في مهرجان برلين السينمائي إن
الأسيرات الفلسطينيات لم يعرفن كيف يتعاملن معها حين بدأت تصوير
الفيلم، وأضافت: "كن حتما يقلن لأنفسهن من هذه المجنونة؟ هذه اليهودية
الإسرائيلية".
ويجمع الفيلم بين سلسلة من المقابلات الثنائية ومشاهد من الحياة
داخل السجون وزيارات أسر السجينات، بما تحمله من أشجان ودموع ولقطات من
فصول دراسية وأحاديث عن الملابس والضجر داخل السجن.
وتتيح كاميرا أسولين الفرصة للنساء أن يسردن قصصهن ويلقين نكاتهن
وسخرياتهن داخل الزنازين المزينة بألوان زاهية. وفي مشهد ساخر تهمس
سجينة في أذن صديقتها أنها كانت تريد أن تفجر نفسها لأنها ملت الحياة
وأرادت أن تفعل شيئا. وأبدت كثيرات أسفهن لأن المواد الناسفة التي كانت
بحوزتهن لم تنفجر.
وقالت المخرجة الإسرائيلية إنه رغم تعاطفها مع آلام هؤلاء النساء،
فقد حاولت ألا تسمح لذلك بأن يؤثر على حكمها عليهن، لكنها في الوقت
ذاته تصدر أحكامها عليهن.
فبعد أن نسبت تضحياتهن في سبيل وطنهن وشعبهن إلى ما تسميه "ضحايا
مجتمع"، أطلقت حكما قاطعا عليهن فقالت إن هؤلاء الأسيرات "لم يعدن
ضحايا عندما بادرن وأزهقن أرواح أناس آخرين". وتعترف المخرجة
الإسرائيلية قائلة: "هذا هو الخيط الرفيع الذي كنت أحاول التركيز
عليه".
وأقرت أسولين بأن فيلمها لا يجيب على أكثر الأسئلة إلحاحا وهو لماذا
يفعلن هذا؟ وقالت إنها بذلت في بعض الأحيان مجهودا كبيرا لإقناع
السجينات بالتحدث بصدق وقت التصوير، وأضافت: "أدركت أن ما يظهر أمام
الكاميرا مختلف عما هو وراء الكاميرا".
فيلم "الحياة أحلى" يعالج كرتونياً
حقوق الطفل الفلسطيني
أنتجت مؤسسة إعلامية فلسطينية فيلما كرتونياً ثنائي الأبعاد يعتبر
الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية ويتناول بأسلوب سردي واقع حقوق
الطفل الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
فقد انتهت مؤخرا مؤسسة كلاكيت للإعلام في رام الله من إنتاج فيلم
الرسوم المتحركة الحياة أحلى، وسيتم عرضه على نطاق واسع في المستقبل.
ويعالج الفيلم في 22 دقيقة الوضع القانوني للطفل الفلسطيني، ويعرف
بحقوقه التي يكفلها القانون الدولي وقوانين الأمم المتحدة وقانون الطفل
الفلسطيني لسنة 2004.
وقال مخرج الفيلم عمر نزال إن الفيلم يروي في قالب قصصي كيف أن
البعض يريد أن يسلب الأطفال الفلسطينيين حقوقهم، بينما يحاولون هم
اللجوء إلى جميع الجهات لحماية تلك الحقوق.
عنف متعدد
وأشار نزال إلى أن الفيلم يعالج أيضا واقع العنف الذي يتعرض له
الطفل الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والعنف الذي يقع عليه
داخل الأسرة.
وحسب نزال فإن الفيلم يبعث من خلال 13 مشهداً وأغنية من ثلاث دقائق
رسالة للأطفال لتكوين شخصياتهم واعتمادهم على ذواتهم، وكيف يتصرفون إذا
وقع عليهم أي عنف من أي جهة كانت.
وشدد المخرج نزال على أن الفيلم يعتبر تجربة فلسطينية مميزة، مشيرا
إلى أنه تم إنجاز كافة مراحل إنتاجه بإمكانات وخبرات فلسطينية صرفة،
واعتبر ذلك تحديا كبيرا لكون الإنتاج التلفزيوني الفلسطيني الثنائي
الأبعاد شحيحا جداً بل يكاد يكون معدوماً.
وبطريقة ما يحاول كاتب الفيلم سليم دبور أن يتناول حقوق الطفل
الفلسطيني كاملة من خلال هذا الفيلم، ومن خلال الشخصيات التي عرضها
وبينها الشرير والطيب والعادل والماكر والمتقلب.
طريقة مباشرة
ويرى دبور أن الطفل الفلسطيني في حاجة لمعرفة حقوقه، خاصة أن هناك
قانونا غير فاعل لحماية الطفل، بل إنه مجمد.
وأشار دبور إلى أنه تم تناول الفيلم بطريقة قصصية وباللغة المحكية
لإيصال المعلومة للطفل بالطريقة التي يقدر على استيعابها مباشرة وبشكل
أسرع.
وقد أنتجت الفيلم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال "فرع فلسطين"
بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وستقوم بإنتاج
5000 نسخة من الفيلم على أقراص مدمجة لتوزيعها في المدارس الفلسطينية،
وعرضها على نطاق واسع.
افتتاح مهرجان روتردام والمدير
الجديد يقدم مخرجة فيلم الافتتاح الأرجنتيني
كانت الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان روتردام السينمائي، التي
انتهت أخيرا، حافلة بالكثير من الأفلام المدهشة، سواء على مستوى اللغة
السينمائية أو المواضيع التي تتناولها.
عرض المهرجان 250 فيلما طويلا، ما بين الروائي وغير الروائي، و450
فيلما قصيرا تسجيليا ودراميا، من 73 دولة.
وعرض خلال أقسام المهرجان المختلفة عدد من الأفلام الروائية وغير
الروائية، من مصر والجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين وسورية والعراق.
وكالعادة خصصت المسابقة الرسمية للمهرجان للأفلام الأولى لمخرجيها،
والغرض منها اكتشاف المواهب الجديدة في السينما، وتسليط الأضواء عليها.
وقد عرض خلالها 15 فيلما من 15 دولة هي فرنسا وأمريكا واليونان
وتشيلي والارجنتين واليابان والدنمارك وتايلاند والسويد وكازاخستان
وماليزيا وأوكرانيا وهولندا والفيلبين والصين.
جوائز النمر الذهبي والفضي والبرونزي حصل عليهلا مخرجو الأفلام
ومنهم (على اليسار) عمر الشرقاوي الفلسطيني الاصل
وحصلت الأفلام الثلاثة التالية على جوائز المهرجان (النمر الذهبي
والفضي والبرونزي): "مع السلامة ياجميل" من الدنمارك، و"وردة في الجيب"
من ماليزيا، و"بلدة رائعة" من تايلاند.
لكن أفلام المسابقة ليست عادة الأهم في روتردام، ويراعي القائمون
على المسابقة عادة اختيار عدد كبير نسبيا من أفلام بلدان جنوب شرق آسيا
بغض النظر عن مستواها الفني، نظرا للاهتمام الخاص في هولندا بهذه
البلدان تاريخيا.
وعادة ما تثير الأفلام المعروضة في الأقسام الأخرى شهية الباحثين عن
المتعة السينمائية أكثر بفضل تنوعها واعتمادها على عمل سينمائيين أكثر
رسوخا واحترافا.
لم يعرض داخل المسابقة أي فيلم من السينما العربية، بل عرض فيلم
دنماركي الإنتاج وإن كان من اخراج مخرج فلسطيني الأصل، وجاء في معظمه،
ناطقا بالعربية، هو فيلم "مع السلامة ياجميل" الذي حصل على النمر
الذهبي.
فيلم "مع السلامة ياجميل" دراسة في أوضاع العرب المهاجرين إلى
الدنمارك
والفيلم هو الفيلم الأول للمخرج عمر الشرقاوي، وهو ينتمي لأب
فلسطيني وأم دنماركية ومن مواليد كوبنهاجن، وإن كان يعبر في فيلمه
الأول عن رغبته في البحث عن هويته العربية، ويسعى لفهم ما يحيط حاليا
بحياة الشباب الفلسطينيين المهاجرين في الدنمارك من مشاكل كثيرة في ضوء
تطور الأحداث.
إنه فيلم عن الهوية بقدر ما هو عن العلاقة مع الآخر، وعن الصراع بين
ابناء العرب المهاجرين بعضهم البعض أيضا، عن الغربة ومعنى الصداقة.
ويقول مخرجه إنه أراد أن يجعل الجمهور الغربي يشاهد، ليس فقط الجانب
الخارجي من العرب، بل وأن يقترب من ثقافتهم ولغتهم وتعاملهم مع بعضهم
البعض داخل أسرهم، وارتباطهم بالوطن وعاداته، ومعاناتهم من أجل
الاستمرار في الحياة والبحث عن فرص للعمل والبقاء.
على الأرض السماء
بعيدا عن المسابقة، عرض فيلم لبناني هو "على الأرض السماء" من
التمويل الفرنسي وهو الفيلم الروائي الأول لمخرجه الشاب شادي زين
الدين، الذي يعود فيه إلى لبنان الحرب الأهلية التي لم يكن جزءا منها.
إلا أنه لا يسعى هنا إلى التعبير عن أي موقف سياسي أو تقديم تجسيد
درامي لما حدث، سواء زمن الحرب الأهلية، أو ما تلاها من "حروب صغيرة"،
أو حروب أخرى كبيرة بحجم الغزو الإسرائيلي عام 1982، بل يحاول أن يصور
كيف تتعاقب فصول الزمن، والحروب تفعل ما تفعل، وتنزل ويلاتها على
البشر، لكنهم لا يكفون في أي وقت، عن البحث عن السعادة، رغم الحزن
الداخلي الدفين الذي يغلف الحياة في بيروت.
فيلم "وعلى الأرض السماء" يميل إلى التأمل الشاعري
يروي الفيلم تاريخ البشر، والتاريخ الحديث لبيروت المدينة من خلال
بناية سكنية وسكانها الذين كانوا يعيشون فيها في الماضي. مدخلنا إلى
الفيلم شيخ، يدعى يوسف، هو الساكن الوحيد الذي بقى على قيد الحياة في
تلك البناية التي مزقتها الحروب وحولتها إلى خرائب.
يوسف يعيش في مساحة مستحيلة بين العقل والجنون، يتذكر، ويحلم ،
ويتأمل. إنه يجمع صور البشر الذين كانوا يعيشون في البناية، في لحظات
السعادة والتألق، بقايا الصور وأطرافها، كل ما يصور السعادة ويعيد
الذكريات الجميلة لعلها تأتي.
إنه فيلم عن الحرب وتأثير الحروب المتعاقبة على العقل، لكنه أيضا
فيلم عن الحب، وعن الرغبة في الحياة، وعن التطلع إلى العودة: إلى
مستقبل جميل كالماضي الذي كان قبل زمن الحرب، وإلى مصير تستحقه بيروت
المدينة التي تتناقض بتكوينها وبنيتها مع العنف لكنها تظل تغترف منه.
هذا الفيلم الأول البسيط قد يكون أفضل من كثير من الأفلام الأخرى
التي تدعي وتصرخ وترفع الشعارات.
التأمل والشعر
ولأن موضوعه داخلي أكثر منه ظاهري، يميل الفيلم إلى التوقف والتأمل،
ليس على صعيد العقل بل أساسا، على مستوى المشاعر، ولذا يستخدم شادي
أسلوبا بصريا يتناسب مع "رؤيته" السينمائية، التي تقوم على بناء غير
منطقي، لا يروي من خلاله قصة، بل قصصا عدة، لعدد من الشخصيات المتداخلة
التي كانت تعيش في أزمنة مختلفة: 1958، و1975، و1982.
واللغة السينمائية هنا هي لغة شعرية، تخفي أكثر مما تبوح، وتمنح
الإيحاء بالفعل أكثر مما تصور أفعالا، وتمور بالإشارات التي يمكن
استنباطها من بين لوحات "الكولاج" البصري التي يعبر المخرج من خلالها
عن رؤيته.
يعتمد فيلم "وعلى الأرض السلام" على التداعيات الحرة بين الماضي
والحاضر
إنه يقفز بين الماضي والحاضر، ومن داخل الماضي يعود إلى ماض أبعد،
ويعبر عن جنون الحرب كما ينعكس على البشر فيجعل تصرفاتهم مشوبة بالجنون
أيضا.
وتتداخل اللقطات، كما تتداخل الذكريات التي تنبعث أساسا من الصور
الفوتوغرافية التي يشاهدها يوسف، وتتداخل معها الألوان والموسيقى، ولا
يصبح هناك فرق بين الواقع والخيال، أو الحاضر والماضي، فالمأساة
مستمرة، والانتظار مستمر: انتظار أن تعود المدينة إلى الناس، وأن يعود
الناس إلى المدينة بأجوائها الحية المتحررة من آلام الماضي.
ومع ميل شادي الواضح في اتجاه سينما ما بعد الحداثة للتعبير عن حالة
جنون تتجاوز الحداثة، يبرز حس تشكيلي عال في الفيلم، يتضح في تصميم
الحركة، حركة الممثلين داخل اللقطة، وحركة الكاميرا، واهتمام بالتكوين
واستخدام مميز للألوان والموسيقى، كما لو كنا أمام لوحة تمتلئ
بالإيحاءات ومفردات الشعر.
ولاشك أيضا في أن شادي زين الدين موهبة حقيقية لسينما المستقبل
اللبنانية، شريطة أن يمد تجربته على استقامتها ويصبح أكثر انفتاحا على
التجارب المختلفة العميقة للبشر في محيطه الذي عاد إليه أخيرا، بعد
سنوات طويلة في الغربة.
حفل للؤلؤة السوداء ضمن فعاليات
مهرجان برلين السينمائي
أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في حفل خاص خلال مشاركتها
بالدورة الماضية لمهرجان برلين السينمائي الدولي، عن انطلاق فعاليات
الدورة الثانية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في العاصمة
الإماراتية أبوظبي ما بين العاشر والتاسع عشر من أكتوبر القادم.
واستقطب الحفل العديد من أشهر صُنّاع الفيلم في العالم ممن حضروا
للتعرف على تجربة مهرجان الشرق الاوسط، وهو الحدث الذي أثبت مكانته
الإقليمية والدولية منذ دورته الأولى التي اختتمت بنجاح كبير في أكتوبر
2007.
واستمع مدراء مهرجانات السينما العالمية وعاملون في الانتاج
السينمائي وحشد من وسائل الإعلام الى محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة
أبوظبي للثقافة والتراث الذي تحدث عن المشروع الثقافي السينمائي
للهيئة.
واعتبر المزروعي ان الهيئة ومن خلال اقامتها لمهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي انما ترى في الفن السابع أهمية قصوى في أي مشروع
ثقافي حضاري معاصر.
وتحدثت نشوة الرويني مدير مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي عن
مهرجان أبوظبي الذي أثبت تواجده وجدارته في المشهد السينمائي العالمي
منذ دورته الأولى مُحققاً نجاحاً كبيراً على كافة الصعد، ووجهت الدعوة
للحضور للمشاركة في المهرجان ومتابعة فعالياته المتميزة.
وعقد محمد خلف المزروعي، وعيسى المزروعي مدير مشروع مهرجان الشرق
الأوسط السينمائي الدولي، وعبدالله البستكي مدير مسابقة أفلام من
الإمارات، سلسلة لقاءات مع أبرز ضيوف مهرجان برلين السينمائي الدولي،
وتم التباحث في سبل التعاون الممكنة وأهمية المشاركة في الحدث
السينمائي في العاصمة الإماراتية.
ويعتبر مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي من أبرز الفعاليات
السينمائية التي تهدف إلى تطوير فنون وعلوم السينما، وترسيخ التبادل
الثقافي بين الشعوب.
ويضم المهرجان في دورته لعام 2008 مسابقة دولية للأفلام الطويلة،
ومسابقة دولية للأفلام القصيرة، ومسابقة دولية لأفلام الطلبة، ومسابقة
دولية خاصة بالإعلان، كما تنظم خارج المسابقة العديد من العروض المميزة
من أبرزها أفلام البيئة، ومخرجات من العالم العربي، وأفلام دول مجلس
التعاون الخليجي، وسينما بوليوود، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات
التي تنظم على هامش العروض السينمائية ومنها انظر إلى الماضي وتأمل،
وتكريم شخصيات، وحلقات بحث، ومعارض.
وتعمل على التحكيم في كل قسم لجنة تحكيم تتألف كل منها من رئيس وستة
أعضاء.
أما جوائز المهرجان فهي على الشكل التالي:
جوائز مسابقة الأفلام الطويلة:
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم روائي و200 ألف دولا أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تسجيلي و150 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تحريك و125 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن ممثلة و75 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن ممثل و75 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن إسهام فني و75 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن إعلان تجاري و50 ألف دولا أمريكي.
جوائز مسابقة الأفلام القصيرة:
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم روائي و75 دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تسجيلي و75 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تحريك و75 ألف دولار أمريكي.
جوائز أفلام الطلبة:
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم روائي و25 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تسجيلي و25 ألف دولار أمريكي.
- جائزة اللؤلؤة السوداء لأحسن فيلم تحريك و25 ألف دولار أمريكي.
وتُقسم القيمة المالية لجوائز الأفلام بالتساوي بين المخرج والشركة
التي أنتجت الفيلم.
وللمشاركة في المهرجان ينبغي مراعاة الشروط التالية:
• أن يكون الفيلم من إنتاج العام السابق على إقامة المهرجان أو من
إنتاج نفس العام.
• نسخة الفيلم يجب أن تكون أصلية مع ترجمة عربية أو انجليزية.
• يجب على المشترك إرسال نسخة للعرض على لجنة الاختيار مع استمارة
الاشتراك وملخص الموضوع وصور وملصقات الفيلم وصورة المخرج وسيرته
وقائمة أفلامه و3 دقائق للترويج عن الفيلم.
• آخر موعد للاشتراك شهرين من موعد افتتاح المهرجان.
• في حال اختيار الفيلم يجب أن تصل النسخة قبل شهر من موعد افتتاح
المهرجان.
• يتحمل المرسل تكاليف الشحن إلى إدارة المهرجان.
• تتحمل إدارة المهرجان تكاليف إعادة الشحن إلى نفس عنوان المرسل،
وتتم بعد المهرجان بـ 15 يوماً كحد أقصى.
• تؤمن إدارة المهرجان على الأفلام أثناء وجودها في حوزتها.
• يحق لإدارة المهرجان عرض كل فيلم مرتين، منها عرض للجمهور بتذاكر.
• لا يجوز لأي مشترك سحب فيلمه لأي سبب.
التوسعات الأفقية والعمودية عبر
ثمانين عاما من الأوسكار
شهد حفل الأوسكار منذ انطلاقه أول مرة عام 1929 توسعات أفقية
وعمودية غيرت الكثير من معالمه وحولته من مهرجان قومي يحتفي بمنجزات
هوليود السينمائية إلى حفل عالمي يستقطب الأعمال الفنية المنتجة داخل
وخارج الولايات المتحدة للتنافس على تمثال المحارب الذهبي.
وكان الاسم الرسمي لجائزة الأوسكار هو جائزة "التميز الأكاديمي في
الفنون السينمائية" Academy Award of Merit. وتقدم الجائزة حاليا في 24
فئة بعد أن أضيفت إليها فئات وألغيت منها فئات أخرى مع التطور
التكنولوجي في ميادين التصوير والمونتاج والمؤثرات الصوتية والصورية
والخاصة.
ولكي يرشح الفيلم للأوسكار يجب أن يكون الفيلم قد تم عرضه في صالات
السينما في كاليفورنيا في السنة السابقة, ويجب ألا يقل طول الفلم عن 40
دقيقة لكي يتنافس على جائزة الأفلام الطويلة, وإلا فسوف يصنف فيلما
قصيرا، ويجب كذلك أن يكون حجم الفلم الذي صور عليه العمل السينمائي 35
ملمترا أو 70 ملمترا.
وتنافست الأعمال الفنية والفنانون على 11 جائزة أوسكار في أول حفل
عام 1929, وخصصت الجائزة آنذاك للأعمال الفنية المنتجة عامي 1927
و1928, وتنافست تلك الأعمال على فئات أفضل فيلم ومخرج وسيناريو مقتبس
وممثل وممثلة وديكور وسيناريو ومؤثرات هندسية وقصة أصلية, كما خصص
أوسكار للكفاءة الفنية والفريدة للإنتاج وكتابة عناوين الأفلام.
وفي العام الأول من الجوائز, وزعت جائزتان في فئة الإخراج الأولى
للدراما والثانية للكوميديا. وألغيت من جوائز عام 1930 جائزتا المؤثرات
الهندسية وكتابة عناوين الأفلام. وأضيفت في العام ذاته جائزة أفضل مزج
صوتي. وعام 1931 أضيفت جائزتا أفضل فيلم رسوم متحركة قصير وأفضل فيلم
قصير, واستمر جميع هذه الجوائز حتى يومنا هذا.
جوائز أخرى
عام 1932 أضيفت جائزة الإبداع في فيلم قصير ثم ألغيت عام 1935. وفي
العام ذاته أضيفت جائزة أفضل مخرج مساعد وألغيت عام 1937. وأضيفت عام
1934 جائزتا أفضل أغنية وأفضل موسيقى تصويرية معدة لفيلم روائي
واستمرتا حتى اليوم.
عام 1935 أضيفت جائزة أفضل مونتاج وجائزة أفضل تصميم رقص وألغيت
الأخيرة عام 1937. وأضيفت جائزتا أفضل ممثل في دور ثانوي وأفضل ممثلة
في دور ثانوي عام 1936 وظلت مستمرة. كما أضيفت في العام ذاته جائزة
أفضل فيلم قصير ملون وألغيت عام 1937, ثم أضيفت جائزة أفضل فيلم درامي
قصير عام 1936 وألغيت عام 1956. وفي عام 1939 أضيفت جائزة أفضل مؤثرات
صورية واستمرت حتى اليوم.
عام 1940 أضيفت جائزة أفضل سيناريو أصلي, وأضيفت جائزة أفضل فيلم
وثائقي قصير عام 1941 وأفضل فيلم وثائقي طويل عام 1943, وأضيفت جائزة
أفضل فيلم أجنبي عام 1947, وأفضل تصميم أزياء عام 1948, وظلت جميعها
مستمرة إلى يومنا هذا.
عام 1963 أضيفت جائزة أفضل مونتاج صوتي, تبعتها عام 1981 إضافة
جائزة أفضل مكياج, واستمرت الجائزتان إلى الآن. عام 1995 أضيفت جائزة
أفضل تأليف موسيقي لفيلم استعراضي أو كوميدي, لكنها ألغيت عام 1999.
وأضيف أوسكار أفضل فيلم استعراضي عام 2000 وجائزة أفضل فيلم رسوم
متحركة رقمي عام 2001 وظلتا مستمرتين.
ويدرس مجلس الحكام سنويا إضافة أو إلغاء جوائز, ولم يبت حتى الآن في
أمر جوائز مقترحة جديدة تمنح لأفضل اختيار لممثلين في فيلم وأفضل تنسيق
بين الممثلين والممثلين البدلاء وأفضل تصميم للعناوين.
الجوائز الخاصة التي تمنح أثناء حفل الأوسكار هي: جائزة إنجاز العمر
بدأت عام 1927 واستمرت إلى اليوم, وجوائز الأكاديمية العلمية أو
التقنية منذ عام 1931 إلى اليوم, وجائزة إيرفين تالبيرغ التذكارية منذ
عام 1938 إلى اليوم.
أبرز معالم أوسكار 2008
بعد شائعات كثيرة عن تأثره بإضراب كتاب السيناريو ومقاطعتهم الحفل
وتضامن النجوم معهم، نجحت اتفاقات غير معلنة بين رابطة الكتاب واتحاد
المنتجين في إعادة الأمور إلى نصابها من أجل إقامة الحفل الأكثر بهجة
في أوساط السينما الأميركية والعالمية في موعده المقرر.
ويبدو أن السياسة حاضرة بقوة ضمن موضوعات الأفلام المتنافسة هذا
العام, ففيلم "في وادي إيلاه" (In The Valley of Elah) يتطرق للحرب
الأميركية في العراق. وعنوان الفيلم مقتبس من الكتاب المقدس حيث يقتل
قابيل أخاه هابيل في مكان يدعى "وادي إيلاه".
ويؤدي البطولة "في وادي إيلاه" ثلاثة نجوم حاصلين سابقا على
الأوسكار ولهم مواقف مناهضة من الحرب في العراق, وهم الأميركي تومي لي
جونز والأميركية سوزان سارندون والجنوب أفريقية شارليز ثيرون, والفيلم
من إخراج الحائز على الأوسكار بول هاغيز.
الفيلم الثاني الذي يتوقع أن يثير جدلا سياسيا كبيرا أثناء الحفل
وبعده, هو فيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس" (Persepolis) ينتقد حكم
آية الله الخميني لإيران إبان ثمانينيات القرن الماضي, وهو للمخرجة
الفرنسية الإيرانية مارجاني سترابي التي تحكي طفولتها ونشأتها وسط تشدد
النظام الإيراني السابق.
مظاهر أخرى
ورشح مخرجون شباب لفئة أفضل مخرج هذا العام عكس الدورات السابقة
التي شهدت ترشيح مخرجين مخضرمين أكثر من مرة. ويعتبر مخرج فيلم
"الغفران" (Atonement) جو رايت (35 عاما) أصغر المخرجين المترشحين لهذه
الفئة في تاريخ الأوسكار.
ورشح الممثل جورج كلوني لجائزة أحسن ممثل للمرة الأولى طوال مشواره
الفني عن هذه الفئة, ودانيال داي لويس للمرة الرابعة, وجوني ديب للمرة
الثالثة, وتومي لي جونز للمرة الثانية, وفيغو مورتينسون للمرة الأولى
في تاريخه.
عن النساء, ترشحت الأسترالية كيت بلانشيت لتجسيدها شخصية الملكة
إليزابيث الأولى, وهذا ثالث ترشيح لها في هذه الفئة. وترشحت جولي
كريستي للمرة الرابعة, أما ماريون كوتيار فحصلت على أول ترشيح, في حين
تترشح لورا ليني للمرة الثانية عن هذه الفئة. وتعتبر إيلين بيج (21
عاما) أصغر المرشحات وتؤدي دور مراهقة تضطر لعرض طفلها للتبني بعد
اكتشاف حملها المفاجئ.
لفئة أفضل فيلم أجنبي حصلت بولندا على ثامن ترشيح لها, ولم تفز حتى
الآن بأي منها. وترشحت إسرائيل للمرة السابعة ولم تفز في السابق بأي
أوسكار. وروسيا مرشحة للمرة الخامسة وقد سبق أن فازت عام 1994 عن
"احتراق بالشمس". وتترشح النمسا للمرة الثانية وكزاخستان للمرة
الأولى.
وتصدر فيلما "لا وطن للمسنين" (No Country for Old Men) و"ستراق
دماء" (There Will Be Blood) لائحة الترشيحات بحصول كل واحد منهما على
ثمانية ترشيحات، يليهما فيلما "الغفران" و"مايكل كلايتون" بحصول كل
منهما على سبعة ترشيحات.
أما "راتاتوي" (Ratatouille) فحصل على خمسة ترشيحات, وحصل "جونو" (Jono)
و"غرفة الهواء والفراشة" (The Diving Bell and The Butterfly) على
أربعة", في حين حصل "الحياة وردية" (La Mome: La Vie En Rose) و"سويني
تود: الحلاق الملعون لشارع الأسطول" (Sweeney Todd The Demon Barber of
Fleet Street) و"المتحولون" (Transformers)على ثلاثة ترشيحات.
وتخوض كيت بلانشيت المنافسة هذا العام في فئتي أوسكار هما أفضل
ممثلة وأفضل ممثلة ثانوية. وتدخل السياسة هذا العام أفلام الرسوم
المتحركة, ويتوقع أن يسيس فيلم "برسيبوليس" أجواء الحفل وسط الاحتقان
السياسي بين الولايات المتحدة وإيران.
الفرنسية كوتيار تواصل حصد الجوائز
وتحصل على السيزار
فازت الممثلة الفرنسية المرشحة لجائزة الأوسكار ماريون كوتيار
بجائزة سيزار –أرفع الجوائز السينمائية الفرنسية- عن تجسيدها لشخصية
المغنية الفرنسية الشهيرة إديت بياف في فيلم "الصغيرة: الحياة الوردية"
La Mome: La Vie En Rose.
وفاز ماتيو أمالريك بجائزة أفضل ممثل عن دوره كرجل معاق بسكتة
دماغية يتمكن من التواصل مع الآخرين بتحريك عينيه فقط في فيلم "الجرس
الغارق والفراشة" The Diving Bell and the Butterfly. ورشح مخرج هذا
الفيلم جوليان شنابل لجائزة أوسكار أفضل مخرج.
وكانت كوتيار التي فازت بالفعل بجائزة الأكاديمية البريطانية للفنون
السينمائية والتلفزيونية (بافتا) وجائزة جمعية الصحافة الأجنبية في
هوليوود (غولدن غلوب) عن نفس الدور مرشحة للفوز بالنسخة الفرنسية
للأوسكار.
ولاقي تجسيدها للمغنية بياف استحسانا كبيرا في الداخل والخارج,
وشكرت المخرج أوليفر داهان على ذلك, وقالت وهي تغالب دموعها "لقد غيرت
حياتي، لقد غيرت حياتي كممثلة".
وقدمت كوتيار الشكر أيضا إلى جينو ريشي صديقة بياف التي تعاونت معها
في الإعداد للفيلم. وقالت "أحبك يا جينو لقد قدمت حياتك, لقد عرضت 15
عاما من حياتك وصداقتك لبياف, وحقيقة قمت بتشجيعي".
وفي حال فوز كوتيار بالأوسكار يوم غد تصبح أول فرنسية تفوز بالجائزة
الأميركية المرموقة بعد سيمون سينوريه التي فازت بها عام 1960 رغم أن
أخريات ومنهن كاترين دونوف وإيزابيل أدجاني رشحن للجائزة ولم يفزن
بها.
وكان الممثل أمالريك الموجود حاليا في بنما لتصوير الجزء الجديد من
سلسلة جيمس بوند قد حصل أمس على ثاني سيزار في حياته.
في فئة الإخراج فاز التونسي عبد اللطيف كشيش عن فيلم "سر الحبوب"
وحصل العمل أيضا على جائزة أفضل فيلم. ويروي الفيلم قصة عامل مسن في
حوض لبناء السفن يحلم بامتلاك مصنع للكسكس. وحصد الفيلم أربع جوائز من
خمس رشح لها منها جائزة أفضل ممثلة ناشئة لبطلته حفظية حيرزي.
وفاز فيلم الرسوم المتحركة "بيرسيبوليس" للمخرجة الإيرانية الفرنسية
ماريان ساترابي بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة وأفضل سيناريو مقتبس.
ويتحدث الفيلم عن حياة طفلة واكبت التغيرات التي طرأت على إيران بعد
تحولها إلى جمهورية إسلامية.
فيلم وثائقي أميركي يصم الإسلام
بالعنف والإرهاب
"الإسلام: ما يحتاج الغرب معرفته".. فيلم وثائقي مناهض للإسلام تروج
له دوائر المحافظين الجدد بالولايات المتحدة لرسم صورة عن الإسلام في
إطار تنامي المشاعر المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة منذ أحداث
11 سبتمبر/أيلول 2001.
فعلى الرغم من إنتاج الفيلم عام 2006 فإن دوائر المحافظين الجدد
والأصوليين المسيحيين في أميركا تعاود هذه الأيام الترويج المكثف
للفيلم الذي أنتجته شركة "كويكزوتيك ميديا" منذ عامين، وهي شركة أنشئت
عام 2005 خصيصا لإنتاج هذا الفيلم.
ويبدأ الفيلم الذي تدور أحداثه في 98 دقيقة بصوت الآذان، ثم يأتي
بعد ذلك استعراض لآراء قادة غربيين حول الإسلام "أو ما يسمى بدين
السلام" في مقتطفات من كلمات لهم، منهم الرئيس الأميركي جورج بوش الذي
يقول إن الإسلام هو "دين سلام" وإنه يمارس بحرية بين الملايين من
الأميركيين، كما أن الولايات المتحدة لديها العديد من الدول الصديقة
المسلمة.
ويمضي الفيلم في استعراض وجهة نظر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا
السابق وحليف بوش الأول فيما يسمى "الحرب على الإرهاب"، الذي يكرر
كلمات بوش السابقة، ثم رأي الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون.
"
يقول مخرج الفيلم إنه "يفتش في القرآن والنصوص الإسلامية الأخرى
وسيرة النبي محمد ليكشف أن العنف ضد غير المسلمين هو سمة للإسلام وسيظل
كذلك
"
دين عنف
غير أن المروجين للفيلم الذي أخرجه المخرجان الأميركيان جريجي ديفيس
وبريان ديلي، يقولون إنه يقع في ستة أجزاء تحاول كلها أن تقول إن
الإسلام ليس دين سلام، كما قال هؤلاء القادة، بل هو "دين عنف بطبيعته"،
ويحاول الفيلم ربط الإرهاب بالإسلام.
وتقول الشركة المنتجة في بيان حقائق تلقت وكالة أنباء "أميركا إن
أرابيك" نسخة منه ووزعه نادي المحافظين للترويج لمبيعات أسطوانة
الفيلم: "منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول والعديد من القادة الغربيين يصرون
على أن الإسلام هو دين سلمي وأن العنف الذي يرتكب باسمه يتناقض مع
تعاليم القرآن وسيرة النبي محمد، لكن هل هذا صحيح الآن"؟
وتضيف الشركة أن الفيلم هو "نظرة غير خائفة حول ما يسمى دين السلام
توضح أن الإسلام في الحقيقة عنيف ودين توسّعي يسعى للدمار أو إخضاع
الديانات والثقافات وأنظمة الحكومات الأخرى".
ولتأكيد موقفهم يجري القائمون على الفيلم مقابلات تتحدث فيها مجموعة
من أكبر المتطرفين الأميركيين والأوروبيين المناهضين للإسلام، يقدمهم
الفيلم على أنهم خبراء بارزون في الإسلام.
ومن هؤلاء الأصولي المسيحي روبرت سبينسر، وسيرج تريكوفيتش الذي كان
متحدثا باسم صرب البوسنة أثناء حربهم مع المسلمين في التسعينيات.
ويقول مخرج الفيلم إنه "يفتش في القرآن والنصوص الإسلامية الأخرى
وسيرة النبي محمد ليكشف أن العنف ضد غير المسلمين هو سمة للإسلام".
ويضيف أن "حرب العصابات والإرهاب، باسم الإسلام تنبع مباشرة من
تعاليم وسيرة النبي محمد ومن أوامر القرآن".
حرب وعنف
وتصف بعض أجزاء الفيلم النبي محمد بأنه "سيد حرب"، وبأنه رجل ذبح
بيديه أكثر من 600 يهودي من قبائل العرب التي أجلاها عن المدينة في
فترة وجوده هناك.
ويحاول الفيلم أن يرسم أن الحكم الإسلامي للأندلس الذي استمر نحو
ستة قرون كان عبارة عن غزو، منكرا حقيقة أن مسلمي الأندلس عرفوا
الطباعة قبل الأوروبيين بأربعة قرون، وأنهم هم أنفسهم من صدروا هذه
المعرفة إلى أوروبا.
كما يؤكد الفيلم أن الإسلام يعتبر كل البلاد غير المسلمة -التي من
بينها أميركا بالطبع- هي دار حرب بالنسبة للمسلمين وأن دماء الأميركيين
في وجهة نظر الإسلام هي "دماء مباحة".
وقد أقبلت بعض وسائل الإعلام خاصة محطات التلفزيون الأميركية على
تغطية أخبار الفيلم وقدمت لقاءات مكثفة مع المشاركين فيه، ومنها شبكة
فوكس اليمينية المتشددة ومحطة أم أس أن بي سي التي تملك جزءا منها شركة
مايكروسوفت وكلها لقاءات تمت تحت مظلة حرية الرأي رغم انتقادات مسلمي
أميركا للإساءة للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الفيلم
منذ سنتين.
الفجيرة تحتفي بالمونودراما بلسان عربي
أطلقت إمارة الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة قبل أيام المسابقة
الدولية لنصوص المونودراما باللغة العربية في فن مسرحي تستضيف الإمارة
كل سنتين منذ 2002 مهرجانا يحتفي به.
والمونودراما فن قائم على أداء الممثل الواحد يعرف في بعض الدول
بالمونولوج, وهناك من يراه فنا شعبيا أقرب إلى فن الحكواتي لأن
بالإمكان عرضه بعيدا عن خشبة المسرح, كالأسواق والساحات العمومية وأمام
تجمعات بشرية.
وقد أطلقت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالتعاون مع الهيئة
العالمية للمسرح ممثلة في المركز الإقليمي -ومقره الفجيرة- والمنتدى
الدولي لكتاب المسرح, ورابطة الممثل الواحد الدولية، النسخة العربية
للمسابقة الدولية لنصوص المونودراما لـ2008.
المبدعون العرب
هدف المسابقة حسب المشرف عليها محمد سعيد الأفخم مدير مهرجان
الفجيرة الدولي للمونودراما، هو تشجيع المبدعين العرب على إظهار
قدراتهم في أحد أصعب الفنون المسرحية, وإثراء الأدب العربي بأعمال
أدبية مسرحية مونودرامية.
ويضيف الأفخم أن هيئة الفجيرة الثقافية ستترجم الأعمال المتميزة إلى
اللغات الأجنبية للمساهمة في الإنتاج الثقافي العالمي, إلى جانب العمل
على إنتاج الأعمال المتميزة وتحويلها إلى أعمال مسرحية تقدم في مهرجان
الفجيرة الدولي في دوراته المقبلة.
شروط المسابقة
ويحدد الأفخم شروط المسابقة -المفتوحة لكل الأعمار والجنسيات-
بالتقيد بموضوع المسابقة وهو "الصراع" والالتزام بالكتابة بالعربية
الفصحى, والالتزام بتخصص المسابقة وهو الفن المونودرامي, القائم على
مؤدٍّ واحد فقط في العرض المسرحي.
وتشرف على قراءة الأعمال التي -سترفض إن كانت نشرت أو أنتجت سابقا-
لجنة تحكيم تضم يسرى الجندي من مصر وأسعد فضة من سوريا وعبد العزيز
السريع من الكويت وحاتم السيد من الأردن.
وبلغت الجوائز 20 ألف دولار, قيمة الأولى 10 آلاف, مناصفةً بين
الفائزين بالمركز الأول للغتين العربية والأجنبية, والثانية ستة آلاف
للفائزين بالمرتبة الثانية في اللغتين العربية والأجنبية, والثالثة
4000 دولار للفائزين بالمرتبة الثالثة في اللغتين العربية والأجنبية.
الصراع مضمونا
وعن سبب اختيار فكرة "الصراع" مضمونا, أوضح الأفخم أن الحياة في
مجملها تقوم على الصراع حتى في صورها العادية اليومية, والمونودراما
الوعاء الأمثل الذي يمكن أن تشاهد فيها الصراعات بطريقة فردية,
والمسابقة فرصة للمبدعين ليجسد كل منهم رؤيته للموضوع.
ويقول الأفخم إن الإمارة تهتم بهذا الفن, وهو ما يبرر تخصيصه
بمهرجان ومسابقة رغم وجود مهرجان الشارقة المسرحي ومهرجانات عربية أخرى
عريقة.
ويضيف إن المونودراما معرضة للانقراض لصعوبة تواصل المشاهدين معها,
ومهرجان الفجيرة -الذي استقطبت دوراته الماضية عددا كبيرا من نجوم الفن
الدرامي والمسرحي من مختلف الدول- يعمل على إيجاد ظروف وشروط تطور هذا
الفن الصعب والراقي ودعم مواهب تنهض به.
ثمانية عقود من الأوسكار و"لا وطن للمسنين" الأفضل
احتفلت هوليود بمناسبة مرور 80 عاما على انطلاق مهرجان أكاديمية
العلوم والفنون السينمائية لتوزيع جوائز الأوسكار, مستذكرة ثمانية عقود
من تكريم الإبداع في الفن السابع.
وقبل تقديم جائزة العمل أو الفنان الفائز عن كل فئة من فئات العام
2008 الـ25, عرضت الأكاديمية التي تنظم حفل الأوسكار على شاشة عملاقة
تتوسط مسرح كوداك حيث أقيم الحفل, فيديو كليب قصيرا يستذكر الفائزين
منذ أول انطلاق الجائزة.
وبما أن العيد الثمانين للمحارب الذهبي تزامن مع عام الانتخابات
الرئاسية الأميركية, فإن مقدم الحفل جون ستيوارت لم يفوت هذه المناسبة
ونوه إلى أن الولايات المتحدة بلد ديمقراطي فيه بين المرشحين للرئاسة
امرأة هي السيناتورة هيلاري كلينتون ورجل أسود يدعى باراك (حسين)
أوباما.
وقال ستيوارت مازحا للجمهور إن الاسم الأوسط لباراك يشبه اسم الرئيس
العراقي الراحل صدام حسين, ولفظ اسمه الأخير يتناغم مع أسامة, في إشارة
إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وبعد هذا التقديم بدأ الحفل وتوالى توزيع الجوائز، وتخللته عروض حية
واستعراضات راقصة للأغاني المرشحة لجائزة أفضل أغنية في فيلم.
الجوائز
وحصل فيلم "لا وطن للمسنين" No Country For Old Men على الجائزة
الكبرى إضافة إلى ثلاث جوائز أخرى ليكون الفيلم الأكثر حصولا على
الجوائز بين الأفلام المتنافسة على أوسكار 2008.
فبالإضافة إلى أوسكار أفضل فيلم حصل العمل على جوائز أفضل إخراج
وأفضل سيناريو مقتبس، وذهبت الجائزة للأخوين إيثان وجول كووين. وعن هذا
الفيلم أيضا فاز الممثل الإسباني خافير بارديم بأوسكار أفضل ممثل
مساعد. ويذكر أن الفيلم رشح لثماني جوائز.
وكما كان متوقعا فاز فيلم "إنذار بورن" The Bourne Ultimatum بجميع
الفئات التي رشح لها. وحصل الفيلم على أوسكارات أفضل مونتاج سينمائي
وأفضل مونتاج صوتي وأفضل مزج صوتي.
الفيلم الثالث من حيث عدد الجوائز كان "ستراق دماء" There Will Be
Blood, بحصوله على جائزتي أوسكار, فقد حصل ممثله دانيال داي لويس على
أوسكار أفضل ممثل في دور رئيسي, وحصل عنه روبرت إيلسويت على أوسكار
أفضل تصوير سينمائي. وكان هذا الفيلم مرشح لثماني جوائز أيضا.
ويشاركه في نفس عدد الجوائز الفيلم الفرنسي "الصغيرة: الحياة وردية"
La Mome: La Vie En Rose, فكما كان متوقعا فازت عنه ماريون كوتيار
بجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي, وحصل الفيلم على جائزة أفضل ماكياج
وذهبت لديديه لافرين ويان أرشيبالد.
ويعتبر 2007 و2008 سنتي السعد على كوتيار التي حصلت على جائزة أفضل
ممثلة في العديد من المهرجات الدولية أبرزها كان الفرنسي وبافتا
البريطاني وغولدن غلوب الأميركي وسيزار الفرنسي وآخرها الأوسكار.
الباقية
وبالنسبة لفيلمي مايكل كلايتون Michael Clayton و"الغفران"
Atonement اللذين حصل كل واحد منهما على سبع ترشيحات للأوسكار, اكتفى
كل واحد منهما بجائزة.
فقد حصلت تيلدا سوينتون على أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن مايكل
كلايتون، وفاز "الفغران" بأوسكار أفضل موسيقى تصويرية مكتوبة لعمل
سينمائي ومنحت لداريو ماريانيللي.
باقي الأفلام التي حصلت على أكثر من ترشيح لم تخرج خالية الوفاض من
الحفل, إذ حصل كل منها على جائزة واحدة. حيث حصل "سويني تود الحلاق
الملعون لشارع الأسطول" Sweeney Todd The Demon Barber of Fleet Street
على أوسكار أفضل تصميم ديكور, وذهبت لفرانشيسكا لوشيافو.
وفاز فيلم "إليزابيث: العصر الذهبي" Elizabeth The Golden Age على
أوسكار أفضل تصميم أزياء, وذهبت الجائزة لألكساندرا بيرن. ولم تحصل
بطلته كيت بلانشيت على جائزة أفضل ممثلة رئيسية. كما أن جوني ديب بطل
سويني تود لم يفز بأوسكار أفضل ممثل. علما أن بلانشيت كانت مرشحة
لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن "أنا لست هناك" I am not there.
أما فيلم "جونو" Juno الذي كان مرشحا لثلاث جوائز, فحصل على واحدة
هي أفضل سيناريو أصلي, وذهبت إلى مؤلفته راقصة التعري السابقة ديابلو
كودي. وقد أهدت كودي الجائزة إلى الكتاب الأميركيين الذين أنهوا إضرابا
دام مائة يوم قبل موعد حفل الأوسكار.
وفي فئة أفضل فيلم رسوم متحركة فاز "راتاتوي" Ratatouille الذي يحكي
رحلة فأر مع عالم الطبخ والمطاعم الفرنسية الراقية. أما أوسكار أفضل
فيلم أجنبي فكان من نصيب الفيلم النمساوي "المزورون" The
Counterfeiters.
وذهبت جائزة الفيلم الوثائقي لأليكس غيبني وإيفا أورنر عن فيلم
"تاكسي إلى الجانب المظلم" Taxi to the Dark Side. وفاجأ منظمو الحفل
الحضور عندما قدمت مجموعة من الجنود الأميركيين في بغداد جائزة أفضل
فيلم وثائقي قصير ذهبت إلى فيلم "ملك صرف" Freehold.
ملتقى "الحكواتية" فعالية ثقافية عربية لدعم العملية التربوية
اختتم في مدينة الإسكندرية المصرية اللقاء الثاني لمشروع "حكايا"
الذي يضم "حكواتية" من بلدان عربية متعددة، وذلك ضمن فعاليات الملتقى
الإبداعي للفرق المسرحية المستقلة في مكتبة الإسكندرية.
وحضر اللقاء عدد كبير من "الحكواتية" من فلسطين والأردن ومصر
والمغرب وتونس ولبنان إلى جانب مؤسسات وأشخاص ساهموا في إطلاق المشروع
الصيف الماضي.
ويطرح المشروع حسب مؤسسيه ومن بينهم الأمين العام لمؤسسة تامر
الفلسطينية منير فاشة، رؤية تقوم على أن الحكايا مهمة جدا في العملية
التربوية وقد تتجاوز في قيمتها العملية التعليمية بكاملها، لأنها تقوم
أساسا على نقل الخبرات الفردية والجمعية من فرد إلى آخر وتختزن في
الذاكرة الفردية والجمعية.
وفي هذا السياق يؤكد فاشة أن هناك من الأميين الذين لا يعرفون
القراءة والكتابة من يملك من الحكمة ما لا يملكه حملة الشهادات
الجامعية العليا.
تجارب
وضرب فاشة -الحائز شهادة الدكتوراه في الرياضيات وأحد المبادرين
الأساسين بإطلاق فكرة لجان العمل التطوعي في فلسطين عام 1972 - نفسه
مثالا قائلا "تبين لي خلال عملي على تحديث تدريس الرياضيات في الضفة
الغربية أن الحكمة التي تملكها أمي على صعيد الرياضيات رغم عدم معرفتها
القراءة والكتابة أهم مما ملكته في دراستي الجامعية".
من جهتها اعتبرت منسقة البرنامج والمشروع سرين حليلة ملتقى الحكاية
فعالية ثقافية مهمة ومميزة وتوقعت لها الانتشار في أنحاء البلاد
العربية.
واقترحت خلال كلمتها تنظيم الملتقى في توقيت واحد في ست مدن عربية
موزعة على كامل المنطقة العربية هي عمان والقاهرة وبيروت ومدينة صفاقس
التونسية وأغادير المغربية والشارقة الإماراتية، على أن يشارك في كل
مدينة من هذه المدن عشرة "حكواتيين" ثلاثة منهم من البلد المنظم وسبعة
من البلدان العربية المختلفة.
وقامت "الحكواتية" الفلسطينية دينيس سعد بإلقاء الضوء على تجربتها
في الحكي داخل فلسطين وخارجها من خلال "قصص من قيسارية" قريتها التي
هاجرت منها عام 1948 مستعرضة تجربتها أيضا في ورشة حكي مع عدد من
الأردنيات في جبل النظيف بالتعاون مع مسرح البلد الأردني.
وكانت الدورة الخامسة للملتقى الإبداعي للفرق المسرحية المستقلة
بدأت مطلع الشهر الماضي وأنهت فعالياتها في مكتبة الإسكندرية بعد
تقديم 16 عرضا مسرحيا.
كما نظمت ورش لتدريب شباب من مختلف البلدان المتوسطية أشرف عليها
رئيس المهرجان محمود أبو دومة وعدد من المختصين بينهم الفلسطيني وسيم
الكردي وعدد من الخبراء الأوروبيين.
معارض فنية
فن الكلمة».. نثر وشعر وغوص في
الحروف بأساليب مبتكرة
الزائر لأروقة مركز دبي المالي العالمي، سوف تجذبه الأعمال
الإبداعية في معرض «فن الكلمة» الذي نظم بالتعاون بين «دبي القابضة»
والمتحف البريطاني، وافتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ويأتي معرض «فن الكلمة» الذي اقيم للمرة الأولى في منطقة الشرق
الأوسط بمثابة احتفالية بإبداع فنانين من دول عدة في المنطقة، من خلال
التركيز على أسلوب استخدام الكتابة في إبداع أعمال فنية معاصرة.
وقد اعتمد الفنانون المشاركون أساليب مبتكرة لتحويل النصوص إلى فن
بدءاً من النصوص العربية التقليدية، وصولاً إلى النثر العربي المعاصر،
واستخدموا كذلك آياتٍ قرآنية كريمة، وأبياتاً من الشعر ونصوصاً نثرية
للتعبير عن مواقف سياسية معينة، أو لتجسيد روعة الحروف العربية، من
خلال أعمال فنية غاية في التميز.
حوالي تسعين فناناً عرضوا أعمالهم، والتي يمتلكها المتحف البريطاني
في تظاهرة فنية ملفتة تهدف إلى مد جسور التواصل بين الشعوب كافة.
وقدم الفنان خالد الساعي لوحته «عن الجنة» حيث يقوم بتشكيل مناظر
طبيعية، مستخدماً الكلمات، لتمثل حركة الحروف والألوان الخضراء
والزرقاء والترابية الخافتة مرحلة متطورة في فضاء لوحة تشي بخبرة
صاحبها.
وقدم الفنان فؤاد كويشي هوندا في لوحاته الثلاث بالخط العربي،
تركيبات ثلاثية مكتوبة بخط الثلث على آيات من القرآن الكريم، وبأسلوب
المرآة الذي يعكس فيه الجانب الأيسر من الخط جانبه الأيمن.
وفي لوحة ملفتة بعنوان «الزهور تغني أحلام الأرض» قدم الفنان احمد
مصطفى لوحة مستوحاة من أشعار حول الربيع أطلق عليها «الزهريات» لشاعر
القرون الوسطى ابن المعتز، ويستند الفنان إلى دراسة للخط العربي
التقليدي، وقواعد التناسب الكامنة في قلبه.
وقام الفنان جمال عبد الرحيم في لوحته «المتنبي» بحفر أبيات من شعر
أبي الطيب المتنبي فوق تركيبات تجريدية وحول الهوامش، ليدفع بعمله
المقدم صوب مناخات تجريدية صورية بحتة.
ودون الفنان حكيم غزالي لوحته «من دون عنوان» بتقنية عالية،وهو
مفتون بأشكال الحروف العربية على الرغم من ممارسته للفن التجريدي في
حياته العملية، فهو يلجأ في لوحاته إلى إدراج مقتطفات من نصوص مأخوذة
من الصحف العربية، كما نلاحظ انجذابه إلى جدران المنازل المتهالكة في
مشاهد عمل عليها من مخزون الذاكرة.
ولعل الأكثر حضوراً في المعرض لوحة «خط» للفنانة والمصورة
السينمائية ميخال روفنر، حيث عرضت على الشاشة خطوطاً متحركة دقيقة تمثل
أشخاصا أشبه بصفوف من النصوص تتحرك الأجساد عبرها باستمرار، لتعيد
ترتيب نفسها فتظهر على شكل كلمات وجمل جديدة. وتتمحور التركيبات
البصرية للفنانة حول ألواح وكتب قيمة.
وسعى الفنان زكريا رمحاني في لوحته «الجثة» إلى البحث عن إجابة حول
تساؤله عن مدى شرعية تجسيد صور الأشخاص في الإسلام، في تساؤل حول كيفية
قدرتنا على التعبير عما يصفه بالغلاف الجسدي للروح البشرية، ويرى أن
النصوص التي يدرجها في لوحاته هي نوع من الكتابة التلقائية التي لا
تنطوي على أية وظيفة لغوية، ولكنها تصبح جزءاً من الوصف التعبيري
للوحة.
وعمد الفنان والطبيب أحمد مطر إلى اكتشاف الجنس البشري في عالمنا
المعاصر في خليط فريد، فهو لا يفرق ما بين الطب والفن، إذ يرى فيهما
حالة للغوص في اكتشاف الداخل والمخفي.
أما الفنان عبد القادر الريس فركز على رسم حرف الواو في جماليته،
لما له من معاني كثيرة. ويجد الريس في خطه متعة فهو حرف الإضافة
للأشياء، بينما الحروف الأخرى بحاجة إلى إضافة حرف آخر ليكون لها معنى.
واصر الفنان فيصل السمرة في تجسيد هيئة الجسد في العمل الفني مثل
الماء، فالنص المرسوم عنده يأخذ شكل الإطار الموضوع فيه، لذا يعمد إلى
اختزانه في الذاكرة والوجدان، ومن ثم يرسمه بتركيبة التمائم. والكلمة
عند السمرة مفككة الحروف، ولكن يبقى لها قوة وطاقة معينة سحرية مثل
التعاويذ، وهو مأخوذ من هذا البعد.
ورسم الفنان سلام خضر أشكالاً ومواقف، احتفالا بانتهاء حرب الخليج
ويغلفها بتساؤل حول ما إذا انتهت بالفعل. طباعة حريرية على ورق بعنوان
واحد «الحرب». ويعتمد خضر على أسلوب الكتل في مواضيعه الشاهدة لتأريخ
مرحلة بكاملها.
بكلمة موجزة معرض «فن الكلمة» تظاهرة فنية غنية بتجربة فنانين لهم
الباع الطويل في خط تجربة مميزة أوجدت لها الرعاية المناسبة من دبي
القابضة و المتحف البريطاني.
الإماراتي محمد إبراهيم «يقمش» الأشجار في جادة الفنون
شارك الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم في فعاليات جادة الفنون
التي نظمها مجلس دبي الثقافي على شارع السيف بالتعاون مع مهرجان دبي
للتسوق على مدى شهر كامل.
وقد اختار الفنان الإماراتي طريقة فنية خاصة لتقديم إبداعاته
المستوحاة من البيئة المحلية، عبر استخدامه تقنية (تقميش الأشجار)
للتعبير عن دعوته للمحافظة على البيئة المحلية ولفت الانتباه إلى ضرورة
الاهتمام بالأشجار البرية التي تختلف عن الأشجار المحيطة بنا، والتي
يمكن وصفها بالمستأنسة ويغلب عليها التنظيم والاعتناء على عكس الأشجار
البرية التي تشكلت أوراقها وفروعها بطريقة تحفظ لها الماء والحياة.
وفي إطار ذلك يقول محمد إبراهيم، إن الشعوب البدائية ارتبطت بعلاقة
قدسية خاصة مع الأشجار، ففي المثولوجيا القديمة كان الكهنة في الهند
يعلقون الخيوط على الأشجار بعد الانتهاء من طقوسهم الدينية، في حين وضع
سكان صحراء منغوليا علامات من القماش على الأشجار كنوع من الإشارات
للدلالة على الدروب والطرقات.
وأشار إبراهيم إلى أنه يعتبر نفسه وليد هذه البيئة ولديه الكثير من
الأساليب الفنية التي يقوم بتقديمها، مستخدماً مفردات وتفاصيل البيئة
المحلية واهتمام الأهالي بالأشجار كتغليفهم لها بأنواع معينة من
القماش، كشجرة النخيل التي تظهر جذورها الهوائية فيعمدون إلى تغطيتها،
كذلك عند نقل هذه الشجرة من مكان إلى آخر، فيغطون رأسها بالقماش أيضاً.
وعن أهم الأعمال التي قدمها خلال مشواره الفني قال انه يعتز بجميع
الأعمال التي قدمها، وكانت نتاج تعامله مع الطبيعة والمناطق الجبلية
كعمله الفني (دوائر خورفكان) الذي أنتجه في العام 2002، مستخدماً منطقة
حجرية حرك فيها الأشجار بطريقة تم فيها تشكيل ست دوائر حجرية، يمكن
رؤيتها من خلال محرك البحث (google earth).
بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي نفذها بيديه العاريتين،
معتمداً على الأغصان المتساقطة والأحجار الموجودة وعلى تشكيلات البيئة
المحلية، محاولاً في الوقت نفسه ألا يزعج الشجر أو يؤذي الأرض على حد
تعبيره.
«طيور» أمل الغصين تحط في رواق
الشارقة
افتتح الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير
منطقة الشارقة في رواق الشارقة للفنون معرض «طيور» للفنانة أمل الغصين،
بحضور عبد الله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وهشام
المظلوم مدير إدارة الفنون وعدد من مسؤولي الدائرة والفنانين
التشكيليين والإعلاميين.
ضم المعرض تجربتين مختلفتين لكن مصدرهما واحد هو الطبيعة . والتجربة
الأولى التي حملت عنوان المعرض «طيور» امتداد لتجربة قديمة استوحت بها
الفنانة موضوعاتها من البيئة الإماراتية بدأتها بالزهور البرية ثم
الصقور فالخيول، لكن ما يميز التجربة هو الجهد المبذول في الرسم مع
الأخذ بعين الاعتبار صعوبة الشغل بالألوان المائية وبريشة قياسها صفر
ومحاولة الحفاظ على ألوان ريش الطيور وتدرجاتها وتموجاتها.
وإن كان ثمة تشابه في وضعياتها إلا أن الفنانة استطاعت أن تمنح لبعض
حركاتها وبريق عينيها حيوية قربتها من الواقع، لاسيما أن لكل لوحة
عنوانا يحمل اسم الطير أو نوعه من عصفور أليف لطير مهاجر لطير جارح.
التجربة الثانية تشكلها مجموعة من اللوحات التجريدية مشغولة
بالاكليريك ورمل البحر، وهي تجربة جديدة تخوضها الفنانة، قاسمها
المشترك أشكال هندسية مثلثة ومربعة تتباين في توزيعها بين لوحة وأخرى
تبعاً لألوانها المأخوذة من الطبيعة أيضاً وفصول السنة الأربعة.
ولتناسب تلك الأشكال والمسافات الفاصلة بينها وتتاليها من جهة،
ولحركة اللون وتدرجه وحضوره في منتصف اللوحة وعلاقة تلك الحركة
بالمتتالية الهندسية من جهة ثانية، وبذلك تجمع الغصين بين الرسم والفن،
الرسم من خلال دقة تعاملها مع تفاصيل طيورها وترشيحها، والفن من خلال
التجربة التجريدية التي تجمعها مع الأولى المرجعية اللونية.
أعمال فنية نادرة تعرض ببغداد بعد
نجاتها من الغزو
عرضت دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة العراقية اكثر
من خمسين عملا فنيا نادرا يعود بعضها الى اربعينات القرن الماضي كانت
قد نجت من السرقة باعجوبة خلال الغزو الاميركي للعراق في 2003.
وقالت هدى صديق مديرة المتحف الوطني للفن التابع لدائرة الفنون
التشكيلية "نامل من خلال اقامة هذا المعرض الذي سيكون دائما ان يعيد
العلاقة بين الفن التشكيلي والمهتمين به وتلك الروحية التي عاشها
التشكيل العراقي في عقود ماضية".
واضافت صديق "هذه الاعمال هي مجموعة متحفية تم انقاذها من بين
الركام اثناء العمليات العسكرية التي تعرضت لها البلاد عام 2003 ولحسن
الحظ كانت هذه الاعمال بعيدة عن ايدي اللصوص والعابثين فتم انتشالها
وانقاذها باعجوبة".
وكانت دائرة الفنون التشكيلية نظمت العام الماضي معرضا لمجموعات
فنية واعمال متنوعة في الرسم والنحت لفنانين عراقيين لامعين تمت
استعادتها عبر قنوات متعددة بعد تهريب بعضها الى خارج البلاد.
وتضم قاعة العرض التي كانت تسمى "مركز صدام للفنون" وهي تعد اول
قاعة يتم اعادة تاهيلها ثلاثين عملا فنيا من السيراميك والخزف لاشهر
فناني النحت العراقيين.
فقد تصدرت القاعة منحوتة نصفية للفنان العراقي الراحل جواد سليم
انجزها الفنان سهيل الهندواي ومنحوتة مماثلة للشاعر العراقي بدر شاكر
السياب صاغها الفنان نداء كاظم احد تلامذة جواد سليم.
وتعد لوحة الفنان عبد القادر الرسام اقدم اللوحات المعروضة ويعود
تاريخها الى عام 1895. وتظهر اللوحة تاثر الفنان بالحقبة العثمانية وهي
تصور عدد من ضباط الخيالة.
وكان الرسام درس الفن في تركيا عندما كان طالبا في الكلية الحربية
في اسطنبول وتتلمذ هناك على ايدي اشهر الاساتذة واشتهر كثيرا بتفاصيل
المناظر الطبيعية ومظاهر الحياة العسكرية التي تظهر في اعماله.
كما تعرض اعمال للفنان الراحل محمد صالح زكي تعود ايضا الى الفترة
العثمانية كونه تخرج بدوره من المدرسة الحربية في الاستانة.
وقد خضعت بعض الاعمال الى عمليات ترميم بسيطة لتاثرها بسبب تخزينها
بطريقة غير منظمة بعد ان تعرض "مركز صدام للفنون" الى السلب والتخريب
والعبث اثناء العمليات العسكرية عام 2003.
ومن تلك الاعمال المرممة لوحة للفنان عطا صبري يعود تاريخها الى عام
1942. وتعكس اللوحة المربعة الشكل اهتمام صبري وولعه بالفلكلور الكردي
وبالتفاصيل الفنية الجميلة.
كما حملت لوحة الفنان نوري بهجت نفس التفاصيل وهي تجسد الطبيعة
الكردستانية حيث اجتمعت فيها كل اشكال الطبيعة من جبال وسهول ممتدة في
ربوع اقليم كردستان. ويرجع تاريخ رسم هذه اللوحه الى عام 1950.
وعلى احد جدران المعرض فرضت اعمال الفنان اسماعيل الشيخلي حضورها
مذكرة بالانجاز الابداعي المتميز لهذا الفنان ومن بينها لوحة
"القرويات" المستطيلة الشكل التي تعكس مهاراته الفنية المتفردة.
وكان للفنانة العراقية مديحة عمر نصيب من الحضور في هذا المعرض عبر
لوحتها "قناديل النصر".
ومديحة عمر التي توفيت عام 2000 درست الرسم والنحت في واشنطن عام
1950 كما درست النقد الفني في جامعة جورج واشنطن واقامت معارض لها في
اميركا وبيروت والسودان وبغداد.
كما جمع هذا المعرض اعمالا فنية هامة تعود لنخبة لامعة من الاسماء
التي اثرت الفن العراقي الحديث ومنهم جميل حمودي وكاظم حيدر وكفاح حداد
واسماعيل فتاح الترك وسعد الكعبي وفائق حسن ونوري الراوي.
انطلاق فعاليات معرض دبي الدولي لفن
الخط العربي
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي،
انطلق وللعام الخامس على التوالي، معرض دبي الدولي لفن الخط العربي في
مقر ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر.
ونظم المعرض بالتعاون بين دائرة السياحة وأرسيكا وبرعاية كل من
وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وندوة الثقافة والعلوم وبنك
الإمارات دبي الوطني.
وشارك في المعرض 47 خطاطاً وخطاطة من 9 دول وهي: دولة الإمارات
العربية المتحدة، والعراق، وتركيا، وإيران، وسوريا، والسودان، وفلسطين،
والبوسنة، وبنجلادش يعرضون على مدى ثمانية أيام 165 لوحة تمثل مختلف
أنواع الخط العربي.
وتتميز الدورة الخامسة للمعرض بوجود ثلاثة أجنحة: الجناح الأول يمثل
الاتجاه التقليدي للخط ويشارك فيه 22 خطاطاً والجناح الثاني حول
الاتجاه الحديث ويقام لأول مرة هذا العام ويشارك فيه 7 خطاطين والجناح
الثالث هو الجناح العراقي ويضم أعمالاً لـ 18 خطاطاً من العراق.
وتم خلال المعرض عرض نماذج من الخط العربي تحمل عنوان «الخط العربي
في العمارة وتخطيط المدن» تمثل مساهمة من الخطاطين في النهضة العمرانية
التي تشهدها دبي. وسوف تقام على هامش المعرض محاضرات حول تاريخ الخط
ودراسات نقدية وتراجم وورش في خط الثلث والخط الديواني وخط التعليق
وإعداد الورق المجزّع (الإبرو).
كيف ترى الغرب؟
سؤال واحد وإجابات متعددة
"عين على الغرب" هو عنوان المعرض الجماعى الذى أقيم بالقاهرة وضم 19
فنانا وفنانة مصرية وتمحورت الأعمال المعروضة فيه حول فكرة واحدة وهى
العلاقة ما بين الغرب والشرق، وما يشوب هذه العلاقة من مخاوف وأوهام
وحقائق أيضا.
والمعرض أشرف على تنظيمه كريم فرنسيس صاحب قاعة"كريم فرنسيس" التى
تعد من أبرز القاعات الخاصة الموجودة فى القاهرة التى تقدم لروادها
عادة نوعية مختلفة من الفنون التشكيلية تقترب الى حد كبير لما نسميه
بالفنون الحديثة.
ولقد اختار منظم المعرض هذه المرة مكانا آخر بعيداً عن القاعة لعرض
هذه الاعمال المشاركة فى هذا الحدث اذ احتلت الأعمال طابقا كاملاً فى
احدى البنايات القديمة وسط القاهرة فى إشارة قد تكون ذات دلالة خاصة
تتعلق بموضوع العرض.
ولقد حظى الافتتاح بإقبال كبير من قبل شباب الفنانين على وجه الخصوص
كما حضره عدد كبير من الأجانب المقيمين فى مصر والمهتمين بمثل هذه
النوعية من الفنون.
شارك فى هذه اللقاءات فنانون يحملون خلفيات ثقافية واجتماعية
متنوعة وخبرات تفاعل ثقافى مختلفة وحدث تقارب بين بعضهم البعض وبين
منظم المعرض، من أجل ضمان خروج هذا الحدث الفنى على أكمل وجه، وحيث أن
الحدث مستقل كان ميلاد معرض "عين على الغرب" قائما على أساس المساواة
والندية بين الجميع حيث اجتمع الفنانون المشاركون وتواصلوا وتحاوروا
حول موضوع واحد هو الاستغراب فجاء معرض "عين على الغرب" فريداً من حيث
انها المرة الاولى التى يعهد فيها لفنانين باتخاذ مبادرة جماعية مستقلة
بهذا الحجم فى مصر".
وهدف المعرض كما يقول منظموه الى التعبير عن رؤى مصرية آنية حول هذا
الموضوع وتواصل هذه الرؤى مع الجمهور ومواجهة الأفكار النمطية
والكليشيهات وإثارة التساؤلات حول أوجه التعقيد والالتباس فى العلاقة
الاجتماعية والثقافية بين الشرق والغرب كأمم وثقافات فى شكل فنى متماسك
سوف يجوب فيما بعد متاحف مدن عالمية خلال الأشهر القادمة من عام 2008.
الكاتبة المصرية "أهداف سويف" كانت موجودة لحظة الافتتاح، وترى أننا
بحاجة اليوم الى مثل هذه النوعية من المعارض التى تفتح الطريق للحوار
بين الثقافات وهو حوار نحن بحاجة إليه من أى وقت مضى فهو على الأقل يدق
إيقاعا معاكساً لطنين المدافع.
الاستاذة سامية محرز المدرسة بالجامعة الامريكية بالقاهرة ترى أن
تمثيل الاستغراب سوف يظل مشروعاً ملتبساً، فمجرد استخدام مفهوم "الغرب"
واتخاذه موضوعاً فى هذا المعرض يبدو وكأنه يعيد انتاج الثنائيات
السياسية بين "نحن وهم" إلا أن هذا المشروع الفنى الجماعى بتعددية
وجهات النظر المطروحة من خلاله وتنوعها يشهد على اختلاف رؤى كل منهم
لمعنى الغرب.
الفنان عادل السيوى هو أحد المشاركين فى هذا المعرض وهو يروى
انطباعاته عن فكرة العرض، قائلا: ترسبت فى ذاكرتى منذ الطفولة صورة
مبهرة عن الغرب بدءا بطرزان، ولم أكن أفهم وقتها لماذا هو أبيض وكيف ظل
أبيض طوال تلك السنين فى الغابة ولماذا يتكلم الانجليزية وبعدها جاء
سوبر مان وهرقل وفانتوماس وغيرهم، ومع تقدم العمر اصطدمت ذاكرة الطفل
بالذاكرة المصرية الجماعية، وتعرفت على بعض الحقائق المؤلمة التى اسقطت
هالة البطولة، ولم يعد قلبى يخفق فرحاً كلما قتل الكاوبوى هنديا
شريراً.
واضاف عادل السيوي: فى هذا العمل الذى شاركت به فى المعرض لا أستدعى
أصداء ذاكرة سوداء، وإنما أراجع إسهامات جماعية شاركت فى خلق صورة
نمطية، نعم، أعتقد أن الصورة النمطية ليست فقط ثمرة تكاسل وسطحية
جماعية وإنما أيضا محصلة إبداع وعى جماعي.. حاولت ان استعيد هنا قوة
الاختصارات التى تؤكد ملامح شخصية بصرية بعينها، الصورة المعتمدة
جماعياً، انها محاولة لاسترجاع صور اختزنتها سنوات الطفولة والمراهقة
ثم انصهرت بمشاهد اللحظة الراهنة احتفل عبرها بالنموذج المبسط للغربى
فى محاولة لاكتشاف ذلك الجانب المضيء فى عمليات التنميط البصرى
انحيازاً لابداع التابع ولحكمة عميقة لا تخضع لارهاب التحولات.
الفنان إسلام زاهر هو فنان من جيل التسعينيات يسعى دائما الى نوع من
المكاشفة وخلق رؤية بصرية جديدة من الافكار والمضامين الجديدة او حتى
القضايا الجدلية التى قد تم تناولها من قبل. سألناه عن الدافع وراء
اختياره لأسطورة "تحكيم باريس" للتعبير عن وجهة نظره فى الغرب فرد
قائلا: الأسطورة كما هو معروف هى التى مهدت الطريق أمام الفلسفة
والمنطق، لذلك فهى تعبر عن معان عميقة وجذرية فى ثقافات الشعوب، وفكرة
العرض هى "كيف ترى الغرب؟" والاجابة من وجهة نظرى تتمثل فى عكس السؤال
أى كيف يريد أن يرانا الغرب؟ كأن يسألك أحدهم ما رأيك فيَّ؟ فتجيبه ما
رأيك أنت فى نفسك؟.. أو ببساطة تواجهه بمرآة، وتحكيم باريس من أكثر
الاساطير التى تلقى الضوء على زوايا مهمة فى نظرة العقل الغربى لما هو
مقدس وقدري، أو ما هو أخلاقي، وأيضا لما يمكن أن يسمى سياسياً فقد كان
ذلك التحكيم سببا رئيسيا فيما بعد فى نشوب ما يعرف بـ "حرب طروادة"
لذلك فإن السؤال وعكسه هنا فى محلهما.
ولقد وقع اختيار الفنان اسلام زاهر على اللوحة الشهيرة للفنان
العالمى "روبنز" التى يعالج فيه أسطورة تحكيم باريس كى تكون هى محور
الفكرة داخل العمل الذى يقدمه فاستبدل فى عمله الذى قدمه العناصر
النسائية العارية بثلاث راقصات شرقيات.
لندن تستضيف معرضا عن حداثة الفن التشكيلى قبل الحرب العالمية
الأولى
افتتح ا فى العاصمة البريطانية لندن معرضا يصور بدايات دخول
الحداثة لإنجلترا التى كانت تعرف آنذاك ببريطانيا العظمى، وكيفية تعامل
الفنانيين التشكيليين الإنجليز مع هذه الظاهرة الجديدة، قبل نشوب الحرب
العالمية الأولى "1914 -1918".
وصرح مدير المعرض روبرت ابستون، أن المعرض سوف يقام بقاعة "تيت
بريتان"، وسوف يستمر حتى مايو ـ آيار المقبل، ويضم أكثر من مائة عمل من
فنانى منطقة كامدن بشمال العاصمة لندن، والذى برغم عالمية المدينة، كان
الحى آنذاك عنوانا على الفقر والعشوائية والانحطاط الاجتماعي.
وتبرز الأعمال المعروضة والتى رسم معظمها فى الفترة من 1911 إلى
1914 أى حتى نشوب الحرب، محاولة فنانى ذلك العصر للتواصل مع الحداثة
مبتعدين قدر الإمكان عن المعايير الكلاسيكية السائدة، مندفعين بقوة نحو
تصوير الأحداث اليومية والمشاهد الواقعية التى رأوا أنها تعبر بذلك عن
الحداثة.
ويبرز من بين هذه الأعمال لوحة "سيرك بيكاديلللى " 1912، لشارلى
جينر، أو أجواء السينمات و المسارح التى كانت محور اهتمام قطاع عريض من
جماهير طبقة حى كامدن المتواضعة.
ويعتبر المعرض توثيقا لظاهرة التجديد الفنى التى شهدت أيضا الفن
العاري، الذى مارسه صغار وكبار الفنانين فى تلك الفترة أمثال ديجا
ورينوار وغيرهم، وكان يفهم فى بداياته كنمط فنى إباحي.
ويتضمن المعرض أيضا مجموعة لوحات عن الجرائم التى شهدتها هذه
الأحياء العشوائية التى كانت تعج بالفوضى والإجرام فى ذلك الوقت، وخاصة
القتل، ومن أبرزها لوحات الفنان سكيرت، التى تصور جريمة قتل فنانة درجة
ثالثة تدعى إيملى ديموك.
ويعتبر بدء تشغيل القاطرات البخارية مطلع القرن الماضى والمصانع
التى تدار بالبخار أيضا من علامات الحداثة التى أفرزتها الثورة
الصناعية، وحظيت باهتمام ريشات كثير من فنانى تلك الفترة الذين حرصوا
على تسجيل هذه اللحظات الحاسمة فى لوحاتهم.
ومن علامات التغيير التى شهدتها حقبة ما بعد الانطباعية، نجد
التجديد والتنويع فى استخدام الألوان وامتزاجها بصورة أقرب للحس
الشعبي.
والجدير بالذكر أن هذا المعرض استغرق الإعداد له أكثر من خمس سنوات،
ويعتبر دراسة فنية حية موسعة لأعمال مجموعتى فنانى لندن وكامدن واللاتى
امتد نشاطهما لأكثر من نصف قرن بالعاصمة لندن.
ويمكن القول أنه بالرغم من اندثار موجة هذا الفن تدريجيا فى فترة ما
بين الحربين، إلا أنه يعد بحق التمهيد لإنطلاق الحداثة الحقيقية على يد
كل من وايندهام وديفيد بمومبرج.
معرض ناس من حولي يرصد جماليات
المرأة
ركز الفنان التشكيلي المصري رضا عبد الرحمن في معرضه الشخصي الذي
اقامه في جاليرى (رؤى للفنون) بالعاصمة الأردنية عمان تحت عنوان (ناس
من حولي) على المرأة كنموذج إنساني بحالات نفسية وجمالية متباينة،
فهناك الجميلة والثرية وهناك الضائعة والمشوشة والشاردة والمتأملة.
ويقول عبد الرحمن إنه وجد نفسه مهتما بالعودة إلى تكوين النماذج
الإنسانية وعمل حوار معها والتوقف عند العمل من خلال الذاكرة ومحاولة
تشكيلها بشكل أكثر معاصرة، وتشكيل ألوان تسيطر على مساحة العمل، وإضاعة
اللوحة أحيانا، والسيطرة على العاطفة بمصاحبة اللون في محاولات عديدة
للتعرف على الحقيقة وعلاقتها بمساحة اللوحة.
أعمال الرحالة
من جانبه شبه الناقد والفنان التشكيلي محمد العامري إنتاج عبد
الرحمن بأعمال الرحالة الذين يرصدون الناس والأمكنة، "فهو فنان يرصد في
معرضه الجديد إيقاع المرأة بجماليات جسدها وروحها حيث نشهد مجموعة من
الموديلات الحية والحقيقية رسمها الفنان خلال تجواله في القاهرة والمدن
المصرية الأخرى".
وأشار العامري إلى أن أعمال ذكل الفنان تميزت بالرشاقة والقوة،
ولجأ إلى فكرة "تعتيم" الوجوه وإضاءة الجسد.
أما الفنان التشكيلي حازم الزعبي، فرأى أن أكثر ما ميز اللوحات في
معرض (ناس من حولي) هو اعتماد صاحبها على بساطة الخط والكتلة، وأنه
"لعب على مسألتين" هما الظل والنور "وهذا الطرح أبرز الجانب القوي من
الأعمال، ولم يغط على جماليات الخطوط.
ومن وجهة نظر الزعبي، فإن ما زاد من بساطة العمل هو تعدد الحالات
الإنسانية، وتركيز الفنان المصري على بورتريه المرأة بشكل "يثير
الإعجاب والانبهار" وأنه طرح وجهة نظر عصرية من حيث الشكل والمضمون،
وأدخل عبارات قصائدية على مضمون المرأة "وهذا ليس جديدا ولكنه أوجد من
خلال اللون والخط حالة مميزة في المعروضات".
وفيما يتعلق باللون أشار الزعبي إلى أن اللون لم يكن أساسيا في
اللوحات التي عرضها عبد الرحمن حيث أنه استخدم اللون الرمادي بكثرة،
مشيرا إلى أن الرمادية هي الحالة الوسطية بين الأبيض والأسود "ومن هنا
برزت حرفية الرسام في أعماله".
خلفية وردية
بدوره أشار الناقد المصري كمال الحويلي إلى أن عبد الرحمن قدم في
معرضه الجديد لوحة على خلفية وردية هادئة، تندمج فيها الشخصية
(الموديل) بالأبعاد الثلاثة للمنظور الحاضر بالإيهام، وأنه نجح فيها
بجعل مركز التكوين متمثلا بوجه الفتاة المتأمل في بساطة ثرية بينما
تمتد الحركة على اليدين المسترخيتين متجهة إلى اليسار مع حركة القدم،
في حس موسيقي غنائي يجمع بين التجريد ولمحات الواقع بهمس رقيق.
يُذكر أن الفنان رضا عبد الرحمن حاصل على درجة الدكتوراه في
(الفلسفة في الفنون الجميلة) ويعمل حاليا مسؤول الفنون الجميلة بصندوق
التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة، واشترك في أكثر من 16 معرضا
داخل وخارج مصر.
كأس الشاي معرض للفنان المغربي
مصطفى بوجمعاوي
يشكل الشاي المغربي بتقاليده المتوارثة تاريخيا الموضوع الأساسي في
لوحات معرض الفنان التشكيلي المغربي مصطفى بوجمعاوي.
وتتناول لوحات المعرض المنظم بالرباط صورا تجسد حبات الشاي وكؤوسا
مختلفة أحجامها وأشكالها وألوانها.
وأشار بوجمعاوي إلى أن تعلقه بالتعبير الفني عن الشاي المغربي
ومقوماته جاء في مرحلة ثالثة من نضجه بهذا المجال، قائلا إنه زار مختلف
جهات المملكة واكتشف أن الناس جميعا يكرمون بعضهم بعضا بالشاي في كؤوس
مختلفة الأشكال والأحجام حسب كل منطقة.
واشتق الفنان أعماله حول الشاي من الكأس الشعبي الصغير المشهور لدى
المغاربة "بكأس حياتي" معتبرا أن كأس الشاي رمز للكرم والعطاء والتبادل
والاجتماع على البهجة والفرح.
ويرى الناقد الفني فريد الزاهي أن كوب الشاي لدى بوجمعاوي يتخذ شكل
دوائر حلزونية أو تراتبية، فهو في نظره مشروع كأس ممكن لم يكتمل حتى
يسمى بذلك.
وقال الزاهي إن ذك حيلة ماكرة من الفنان يتمكن من خلالها من تفكيك
سلطة الكأس ليحولها إلى خطوط متموجة.
الجريدة اللوحة
ومن جهة أخرى ذكر بوجمعاوي -الذي أتم تكويته الأكاديمي في الفنون
الجميلة في بروكسل وباريس- أنه ينتمي لأمة أنتجت فنا تجريديا ورمزيا
فانبثقت في ذهنه فكرة التشكيل الفني على الجريدة.
وقال الفنان التشكيلي إنه اشتق لتلك المرحلة اسما دالا هو
"البكتو-جورنال" أي "الجريدة كمكون للوحة" وأبدع في هذا الإطار لوحات
مختلفة كانت الجريدة فيها هي الخلفية الدائمة.
يشار إلى أن بوجمعاوي حصل على جائزة اليونسكو لترويج الفنون العام
1995، وعلى جائزة خاصة في الملتقى الدولي للفنون بالإمارات العربية
المتحدة.
تقارير
تاريخنا الضائع
حقوقنا فى عنق ارشيف العثمانيين
يعتبر الأرشيف العثمانى من أكبر دور الأرشفة العالمية من حيث كمية
ما يحويه من الوثائق القديمة والحديثة، التى تؤرخ لمرحلة الدولة
العثمانية فى مختلف أنحائها المترامية الأطراف.
ويضم الأرشيف وثائق عن عهد السلطان عثمان الأول - مؤسس الدولة
العثمانية - ووثائق عن فترة ما قبل نشأة تكوين الإمبراطورية مع بدايات
العام 1517 كما أنه يحوى وثائق عن أوضاع الدولة العثمانية فى الفترة
الأخيرة. وهذه الوثائق تتناول مختلف النواحى الدينية والثقافية
والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنـها تسجل المباحثات التى جرت
بين الدولة العثمانية والدول الأخرى، وتكشف النقاب عن الصراعات
الداخلية سواء بين الدولة والحركات التى قامت فى وجهـها، أو النزاعات
التى جرت بين المواطنين العثمانيين فى مختلف مناطق الدولة. يضاف إلى
ذلك كثرة الدفاتر الخاصة بالضرائب ونوعيتها ومقدار الدخل، والموضحة
للمنتجات الزراعية والحيوانية، ودفاتر الصادر والوارد من وإلى مختلف
الولايات العثمانية.
وغنى عن البيان أن السجلات الشرعية الموجودة فى الأرشيف العثمانى
تبين كثيراً من القضايا الاجتماعية التى وقع فيها النزاع وتم التحكم
بموجبها إلى الشرع الشريف، ومن خلالها يستطيع الباحث دراسة كثير من
القضايا الدينية والاجتماعية، ومع التصنيف وفهرسة عدد كبير من تلك
الوثائق، إلا أن الوصول إلى الوثيقة المطلوبة يحتاج إلى نوع من المران
وبذل الوقت والجهد، نظراً لتصنيفها تصنيفاً مصدرياً "أى بالرجوع الى
المصدر الأصلي"، مما يجعل الباحثين يستعينون بالخبراء والملمين بمحتوى
الأرشيف، يضاف ألى ذلك احتواء الوثيقة الواحدة فى كثير من الأحيان على
موضوعات مختلفة، حيث لا يذكر فى السجلات الفهارس إلا ملخص وجيز يتناول
موضوعاً واحدا فى أغلب الأحيان، وقد تم تصنيف سجلات فهارس الوثائق
بمعايير مخالفة، فمنها ما تعرف بالخطوط الهمايونية، وهى كثيرة جداً،
ومنها ما هى اقتصادية تتناول مخالف أنواع الضرائب وموارد الدولة، ومنها
ما هى عسكرية تحوى أوضاع الجيش والأسلحة والشؤون العسكرية بشكل عام،
كما أن هناك سجلات سياسية داخلية وأخرى خارجية، ولاسيما تلك التى
تتناول الفترة الأخيرة من عهد الدولة العثمانية، وعير ذلك مما سيأتى
تفصيله بعد قليل.
ملفات الطابو والأملاك العمومية لفلسطين
من بين أهم المواضيع التى تدخل فى منظومة ألأرشيف وفهرسته
التكنولوجية الحديثة، هى سندات وسجلات الطابو أو الأملاك وهى ليست
بالضرورة لدولة معينة. لكن ما يلفت ألاهتمام هى الملفات التى تخص
فلسطين. وهى كثيرة ومتنوعة حيث تشمل جميع أللألوية وألا قضية وتثبت
بالدقة عدد القرى التابعة لكل قضاء أو مركز اللواء! ومن تلك الملفات ما
شد انتباهى أثناء مكوثى بالأرشيف العثمانى المركزى بأستنبول هو الكثير
من القرى الفلسطينية المغتصبة وهى اليوم مهجرة وبدون استيطان سكانى
وأهمها قرية "ألزيب قضاء عكا! حيث هنالك أكثر من 1200 دونم لعائلة
واحدة وهى عائلة ألسعدى . حيث الكثير من السندات تثبت ملكية الأراضى
المجاورة للقرية وحتى أسماء البساتين مثل البخشة والناعمة والطيون
والنزلة الشرقية والغربية الخ... والمهم أن كافة السجلات دون فى
بدايتها نبذة بسيطة عن مركز القضاء وعدد القرى التى تدخل لقضائها ومثال
ذلك مدينة عكا أو لواء عكا .
ففى افتتاحيتها وجدت سندات لكافة القرى منها أبو سنان، عمقا، عرابة،
البصة، البروة، البقيعة، الدامون، دير الأسد، دير حنا، دير القاسي،
فسوطة، شيخ دنون، حانيتا، سحماتا، خربة جدين، كفر اعنان، نهارية، نحف،
السميرية، الرويس، الزيب، ترشيحا، ام الفرج، الخ...
لقد صنفت الوثائق والسجلات فى الأرشيف حسب نظام الأصل أو المصدر
الذى يعتمد على تصنيف الوثائق حسب المنشأ الأصلى ثم التسلسل الزمني،
حيث تم الفراغ من تصنيف الأوراق الخاصة بالتشكيلات المركزية العثمانية.
وحسب جدول عملى منظم يقوم الأرشيف بفتح وثائق جديدة أمام الباحثين وفى
كافة المواضيع وبأغلبها تكون سياسية بين صكوك معاهدات أو فرامانات فى
السنوات الأولى المبكرة أو مع منتصف القرن السابع عشر وهى الفترة التى
شهدت عدة معاهدات بين الدول وصدرت بها الكثير من الرسميات والمخطوطات.
فلسطين إلى جانب المحفوظات التى تحتضنها الخزائن المأرشفة ما زالت
أوراقها غامضة ومظلمة! وهذا ليس بسبب التعتيم الإدارى أو المعاملة
البيروقراطية التى تتبعها إدارة الخارجية التركية أو الأرشيفات
الحكومية التى تعد من اكبر الدول فى هذا المجال وبحرفية تامة.
إلا أن البحث فى هذه المجال لم يتعد الـ 5% من مجمل الوثائق
الموجودة فى كافة الأرشيفات فى تركيا عامة ما بين أرشيفات أنقرة
وأرشيفات اسطنبول المركزية !
وعادة يتوجه الباحثون وهم قلائل ومعرفين كأكاديميين من قبل مؤسسات
بحثية أو أكاديمية جامعة. والبحث يكون فقط على مسار واحد لإنجاح مشروع
بحثى أما عن مفهوم المدينة التقليدى أو المعالم أو الأعلام.
لكن حتى ألان لاتوجد أى نوايا لإجراء دراسة شاملة نحو احتضان هذه
المحفوظات التى تتعلق بفلسطين منذ الفتح العثمانى عام 1517 حتى عام
1917 وإرجاعها إلى خزانة محلية. والسبب يعود إلا أن المؤسسات
الفلسطينية تعمل بشكل فردى وبدون أى تعاون وخاصة بموضوع الأرشفة أو
التوثيق !! وهو ما يستنكرة الكثيرون فهنالك الكثير من المشاريع تدعم
وبكافة الميزانيات المطلوبة من فنون ورقص وغناء والخ أما الأرشفة
والتوثيق فهى ليست على سلم أولويات أو برنامج هذة الصناديق يبدو! لكن
على ألأغلب فالكثير من الصناديق الغربية وحتى الصهيونية فى الأصل تقوم
بدعم هذة الصناديق الفلسطينية تحت اسم "فلسطين" وتراث وذاكرة الخ!!
الباحثون الفلسطينيون والأرشيف العثماني
لقد اتجه بعض الباحثين الفلسطينيين إلى الأرشيف العثمانى فى الفترة
الأخيرة، بوصفه مصدراً من مصادر تاريخ فلسطين المعاصر. واستفادوا من
بعض محتوياته بالاستعانة بالباحثين الأتراك طبعا وخاصة أن من بين
الأرشيفات هو دائرة السجلات المحكمة الشرعية والتى تسمىmofiutlugi .
دائرة الإفتاء.. غير أن عدم إلمامهم باللغة العثمانية "التركية"، وبُعد
المسافة بينهم وبين الأرشيف الواقع فى إستانبول كان حائلاً فى
الاستفادة من محتوياته كمما ينبغي. حيث كان البحث عن وثيقة معينة يكلف
كثيراً من الجهد والوقت، وعدم التنظيم والتنسيق من ناحية أخرى. وخاصة
أن اغلب الباحثين يمرون مر الكرام على الأرشيفات كرحلة استجمام أسبوعية
أو اقل من هذا! مما يعيق عملية البحث المركزة مع مراعاة أوقات الدوام
الرئيسية وما شابة إلى ذلك.
ومع أن هذا العائق مازال موجوداً؛ نظراً لقلة عدد الملمين باللغة
التركية من الباحثين العرب، ولاسيما أن الانقطاع كبير بين المؤسسات
والجامعات الاكاديمة الفلسطينية حيث يفضل الطالب التعلم فى دول أوروبية
بعيدة كل البعد عن تركيا لأسباب كثيرة . إلا أن الباحثين الأتراك أضحوا
يسدُّون نسبياً هذا الفراغ من خلال البحوث التى ينشرونها باللغة
التركية مستفيدين من الوثائق الأرشيفية. وقد صدرت بعض البحوث
الأكاديمية الموثقة التى تناولت جانباً من جوانب تاريخ الدولة
العثمانية.
الأوقاف والأملاك العمومية والذرية
من بين ألأمور الهامة التى تشغل حيز الشعب الفلسطينى مؤخرا. هى
مسالة الأوقاف العامة الإسلامية والمسيحية فى البلاد كونها أصبحت فى
خطر وشيك نحو الاندثار أو بسط النفوذ والهيمنة التى تعتمدها الحركات
الصهيونية الملتحفة بالقوانين الارتجالية التى تسن بشكل عفوى وسريع.
فمن المعرف أن فلسطين حظيت بالكثير من الأوقاف العامرة من مساجد.
وتكيات وزوايا وكنائس وأديرة وخانات وحمامات وبيوت وقف واواقاف ذرية
وأضرحة أولياء صالحين وقبور مملوكية وإسلامية ومسيحية وغيرها ممن حرم
البيع بها ولو بطل!
كل هذة الوقفيات سجلت ودونت من قبل المحاكم والهيئات الشرعية التى
كانت تحت كنف الدولة العثمانية أثناء الحكم المطول.
ففى أرشيف دار الإفتاء mofiutlugi يحتضن السجلات التى دونت بها هذه
الصكوك والتى تشهد بملكية وشرعية هذة الوقفيات وسبب الوقف واسم الواقف
وسنة الهبة وأسماء الشهود وغيرها من المراسيم الإدارية الدقيقة وخاصة
أن الكثير من الأوقاف المسيحية وخاصة للطائفة العربية الاورثوذكسية
والتى تحظى بأوقاف عامرة وبمساحات شاسعة بفلسطين وهى مهددة نسبيا لها
سجلات ووثائق موجودة بأرشيف أنقرة وبأرشيف طوب كابى top kopi التى من
خلالها يستطيع شعب محتل كالشعب الفلسطينى ومن خلال هذة المستندات اثبات
حق الملكية خاصة مما شهدتة ومازالت فى مدينة القدس من استيلاءات على
الأوقاف والمحال والبيوت القديمة والعريقة وبدون أى رادع وبدون أى
ثبوتية وسلاحها القوة والتعسف!
هذا الأرشيف يحتضن آلاف السجلات والحجج الشرعية ولكافة المدن
الفلسطينية بأغلبها إلا أن أى محاولة للاستفادة منة لم تخرج إلى حيز
التنفيذ ولأسباب ذكرت آنفا . حيث اعتمد بعض الأفراد الى التوجة إلى
الأرشيف لأغراض ضيقة أما لإثبات أن الوقف الذرى فى ملك تصرفة وليس
لأخية! أو أن سور الكنيسة داخل فى قسيمة الوقف وأمور كهذة حيث لايستغل
الأرشيف ولا يكشف منة إلا نسبة ضئيلة جدا وهى لاتتعدى الـ4%.
إلا أن بعض الدارسين الأكاديميين استطاعوا أن يشكلوا دراسة موسعة
لبعض المدن الفلسطينية وبشكل أكاديمى كالبحث الذى اجراة الدكتور محمود
يزبك "حيفا فى أواخر العهد العثماني" حيث اعتمد البحث فى أغلبة على
دراسة شاملة لمحتوى السجلات الشرعية والاجتماعية لحيفا فى الفترة
العثمانية.
آلية العمل البحثى لاسترجاع محفوظات فلسطين
ضمن دراسة قدمت من الأرشيف الفلسطينى فى الناصرة للأرشيف المركزى
باسطنبول، تم استعراض البنود الرئيسية التى من خلالها وان نجحت
فباستطاعة الجهات المعنية بفلسطين الاستفادة منها بأمور أكاديمية
وبحثية وحتى للاستعمال الفردى وبالأخص مسالة الأوقاف.حيث يحتضن هذا
الأرشيف الموجود باسطنبول أغلبية المحفوظات التى تخص فلسطين فى تلك
الحقبة ويليه أرشيف أنقرة الذى يختص بالوثائق والشؤون السياسية وفى
سنوات متأخرة من الحكم العثماني. أما من جه المسؤولين الإداريين عن
الأرشيف فقد ابدوا ترحيبا كبيرا وخاصة بشان الأوقاف الإسلامية التى
تنتهك فى الفترة الأخيرة وخاصة أن للقدس مكانة كبيرة لبعض المسؤولين عن
الأرشيف المركزي.
وبدورة فقد اجتمع الباحث احمد مروات بمدير الأرشيف العثمانى المركزى
الدكتور يوسف ساراناى yusef sariny وأكد يوسف أن ليس للإدارة هناك أى
إشكالية فى التعامل بما يخص التوثيق وخاصة أننا نرحب بالدور المؤسساتى
وعدم الفردية لحساسية الموضوع وخاصة أن الحديث يدور عن وثائق وتاريخ
لدولة كاملة ! ونوة دكتور يوسف قائلا. أن مدينة القدس بالذات تحتل
مكانة وقسم وافر من المحفوظات التى مازالت موجودة فى منظومة الأرشيف
علما أن سجلات مدينة القدس بالذات ما زالت موجودة فى القبة النحوية فى
الحرم الشريف وبالمجلدات الكاملة ولم تنقل لتركيا مثل غيرها بسبب الحرب
العالية الأولى ونزوح الأتراك عن فلسطين لأسباب كثيرة وأولها أن مدينة
القد س حظيت بامتياز كبير وكانت مستقلة وتخابر الإدارة العثمانية أو
بما يسمى الباب العالى رسميا.
ويؤكد الباحث احمد مروات مدير الأرشيف الفلسطينى قائلا أن سبل
التعاون يجب أن تتوسع لتشمل حلقة محورية وبشكل مؤقت على الأقل لضمان
نجاح هذا المشروع وان تسعى الصناديق المانحة الفلسطينية إلى تخصيص
ميزانية من اجل تسيير هذا المشروع الذى وان تكلل بالنجاح ستحظى المكتبة
الفلسطينية بأبحاث جديدة وزواية مظلمة يجهلها القارئ العربى عامة
والفلسطينى خاصة.
باريس في مأزق بسبب إعادة هيكلة
إعلامها السمعي البصري
يدور جدل كبير في فرنسا بشأن إعادة هيكلة إعلامها السمعي البصري
الخارجي إضافة إلى التخطيط لتعيين صحفية هي رفيقة وزير الخارجية برنارد
كوشنر مديرة عامة لهذا الإعلام الخارجي.
وكلفت باريس رسميا رئيس مجلس إدارة الشبكة الإخبارية الدولية
الفرنسية فرانس 24، آلان دو بوزيلاك بإنشاء شركة قابضة باسم "فرانس
موند" (فرنسا العالمية) تشرف على شبكتي "تي في5 موند" و"فرانس24"
وإذاعة فرنسا الدولية "أر أف إي".
كما تم تعيين كريستين أوكرنت –رفيقة وزير الخارجية برنارد كوشنر-
نائبة لرئيس المجلس على أن تتولى بعد ذلك منصب المديرة العامة لـ"فرانس
موند".
وأمام إعلان هذا المشروع سيعقد شركاء "تي في5 موند" في سويسرا
وبلجيكا وكندا وكيبيك وفي المنظمة الدولية للفرنكوفونية اجتماعا في
نهاية الأسبوع في أوتاوا يحددون فيه ردهم على هذه الإجراءات التي
يعتبرون أنها تهدد وجود هذه الوسيلة الإعلامية الفريدة في العالم.
وقال رئيس التلفزيون السويسري الرومندي جيل مارشان الأربعاء إنه لم
يتم ضم الشركاء في الشبكة إلى التعيينات التي أعلنتها باريس، كما نددت
نقابات "تي في5 موند" بـ"هيمنة" السلطات العامة الفرنسية.
طابع تعددي
في المقابل أكد الإليزيه في بيان أن "الطابع التعددي سيتم احترامه
والحفاظ عليه" في الشبكة، غير أنه لا يعرف حتى الآن أي شكل سيتخذه
التقارب بين وسائل الإعلام الثلاث.
وقال دو بوزيلاك بعد تعيينه إن دمج المؤسسات الثلاث غير مطروح بل
المطلوب تحقيق تفاعل بينها وجعلها تعمل معا.
وفي سياق متصل قوبل تعيين أوكرنت بموجة احتجاجات لاعتبار منصبها
الجديد غير متناسب مع كونها رفيقة وزير وللتخوف من انعكاسه على
"مصداقية" الإعلام.
وقال آلان جيرار من الجمعية الوطنية للصحفيين وهي نقابة الصحفيين
الأولى في فرنسا، إن اختيار أوكرنت "يطرح مشكلة كبرى تتعلق بالصورة
والمصداقية"، كما رأت جمعية صحفيي إذاعة فرنسا الدولية أن تعيينها يسيء
إلى "مصداقية" إذاعتهم و"استقلاليتها".
وقد أبدت أوكرنت (63 عاما) المدعومة من الرئيس نيكولا ساركوزي أمس
استياءها من هذه الانتقادات، وقالت "إن إعادتنا بانتظام إلى هذا الوضع
(كزوجة فلان) بإنكار هويتنا وكفاءاتنا ومسارنا المهني، إنه أمر أعتبره
بصراحة مهينا وغير عادل".
يذكر أن شبكة "تي في5 موند" التي تمول فرنسا 84% من تكلفتها وتبث في
202 بلد ويتابعها أكثر من 25 مليون مشاهد، هي الشبكة الوحيدة في العالم
التي تساهم في إمدادها بالبرامج عدة شبكات أوروبية فرنكوفونية تشارك
أيضا معها في عملية اتخاذ القرار.
باولو كويلي: كل شيء من حولنا
يتغير..
وعلينا أن نصاحب ايقاع الحياة!
في اسبوعياته التي تحمل عنوان "فارس النور" والتي تنشرها في وقت
واحد أكثر من صحيفة وموقع الكتروني في أميركا اللاتينية والعالم، ناقش
باولو كويليو أشهر روائيي عصرنا ظاهرة التغيير التي يعيشها الكائن
الانساني على الدوام، مشيرا الى محاولته في روايته المشهورة "الزهير"
الاجابة على سؤال "لماذا يقلق الكائن الانساني من مشاهد التغيير
والتحول التي تزخر بها حياته؟" وقال أنه عندما كان منشغلا بروايته تلك
قرأ صدفة حوارا صحفيا مع سيدة فرغت للتو من تاليف كتاب في موضوع الحب،
وأن السيدة قالت في حوارها " ان موضوعة الحب قد تغيرت عما كانت عليه في
الماضي، وان فكرة أن الحب يقود الى السعادة هي اختراع حديث يرجع الى
أواخر القرن السابع عشر، وقد درج الناس منذ ذلك الوقت على وجوب أن
يستمر الحب الى الأبد، وأن الزواج هو السبيل الأفضل لذلك.. " وأضافت "
قبل ذلك لم لم يكن هناك ثمة تفاؤل بأن يعمر الحب كل الحياة، وحتى أن
رواية (روميو وجولييت) لم تكن توحي بالسعادة.. انها عمل تراجيدي.. واذا
كانت التطلعات قد ازدادت في العقود الاخيرة بخصوص الزواج باعتباره
السبيل نحو تحقيق الاكتمال الانساني فان خيبة الامل وعدم الرضا نمت هي
الأخرى لحد كبير. "
وقال كويليو في تعقيبه " ان عرافي شمالي المكسيك يؤكدون، استنادا
الى ممارساتهم في مجال السحر والعرافة، أن هناك حدثا ما في حياة كل منا
مسؤول عن توقف التقدم الى أمام، كأن يكون صدمة ما، أو هزيمة مرة أو
خيبة أمل في الحب، وحتى الانتصار الذي نفشل في تحقيقه يجعلنا نتعامل
بجبن في مواجهة التحديات. "
واستطرد كويليو " كنت أدخل باستمرار وأنا شاب في معارك مع صحبي،
وكانوا يتلقون مني الكثير من الضربات لأنني كنت الأكبر في (العصابة)،
وذات يوم وجه ابن عمي ضربة لي جعلتني أقر أنني لا أستطيع الفوز مرة
أخرى بمعارك كهذه، ومنذ ذلك الوقت وأنا أتفادى أية مواجهة جسدية، حتى
لو فسر ذلك بأنه حصيلة جبني، وحتى لو تركني ذلك في موقف خزي أمام
صديقاتي ورفاقي الى أن حدث يوم، عندما كنت في الثانية والعشرين من
عمري، أن دخلت على غير استعداد في عراك في ناد ليلي في (ريودي جانيرو)،
حيث تحملت ضربات وصلت بعدها الى نقطة " التكيف مع نفسي " ولم أعد أدخل
في عراك، ليس بسبب الجبن، ولكن لانني أدركت أن ذلك يشكل الطريقة
الكريهة لكي يعبر بها المرء عن نفسه.
واذكر أيضا أنني حاولت على امتداد سنتين أن اتعلم العزف على
القيثارة، وقد حققت شأوا لا بأس به في هذا المجال الى أن وصلت الى نقطة
لم استطع أن أتقدم بعدها، واكتشفت أن آخرين تعلموا أسرع مني، وأن قدرتي
لا تصل اليهم، ولذلك قررت بأن أتوقف عن العزف على القيثارة بدلا من أن
أشعر بالخجل، ونفس الشيء حدث لي مع كرة القدم وركوب الدراجات، وقد
أقنعني كل ذلك بما يكفي لأن أفعل اي شيء أرغب فيه باعتدال، وتوصلت الى
النقطة التي لا أستطيع التقدم بعدها.. "
وتساءل كويليو " لماذا حدث ذلك ؟ " وأجاب أنه " في لحظة معينة من
حياتنا نصل الى
(حدنا الأقصى)، وهناك لا تعد هناك ثمة تغييرات يمكن صنعها، اننا لن
نكبر أكثر، لا في ميدان العمل ولا في ميدان الحب، وعندها نكون قد وصلنا
الى النقطة المثالية، وهنا علينا أن نترك الأشياء لتأخذ مجراها، كما
علينا أن ندرك حقيقة أن بامكاننا دائما ان نتقدم أكثر، وأن نحب أكثر،
وان نغامر أكثر فأكثر.. والجمود عند نقطة ما ليس هو الحل الأفضل قطعا.
"
وخلص كويليو الى القول " ان كل شيء من حولنا يتغير (وبضمن ذلك
الحب)، وعلينا اذن أن ننصت الى ايقاع الحياة كي نصاحبه، وأنا شخصيا
تزوجت من أمرأة لثماني وعشرين سنة، ولكنني غيرت (زوجاتي) وهي أيضا غيرت
(أزواجها) مرارا خلال علاقتنا، واذا ما كنا فكرنا في أن نحافظ على
وضعنا كما كنا عام 1979 فانني أعتقد انه لن بكون بامكاننا أن نصل الى
الحد الذي وصلنا اليه اليوم ! "
مقاهي براغ: الثقافة بمذاق البن
براغ باريس الشرق، قطعة من ذهب التاريخ. يكفي أن يزورها المرء مرة
واحدة حتى يدمن عليها. مدينة الدفء بامتياز. توفر للزائر كل ما يحتاجه
من أرقى مظاهر الأبهة إلى عروض للفن اليومي في شوارعها. وتبقى مقاهيها
واحدة من الأمكنة التي تسحر الزائر بمعمارها و تاريخها. مرة صرح الكاتب
التشيكي ياغوسلاف زايفرت صاحب نوبل للأداب قائلا:"لم يكن أحد يتردد على
المقاهي فقط لاحتساء فنجان القهوة". وعلى كل حال لم يكن مذاق البن
ممتعا، أيام كانت المقاهي تعيش عصرها الذهبي. لقد كانت هذه الأمكنة
فضاء للثقافة واللقاءات والسمر، كانت كخشبة مسرح. أما ميلينا جيسينسكا
صديقة الكاتب فرانز كافكا بالتراسل فترى:"المقاهي عبارة عن فضاءات
للكتابة وتدقيق النصوص، فضاءات للمسرح الجماعي". في المقاهي كان المرء
يأكل بالتقسيط المريح، وكانت الحياة تمارس بداحلها بطقوس خاصة، كانت
أيضا مجالا للتكاسل وتضييع الوقت بامتياز" تظيف جيسينسكا.
صحيح أن مذاق البن تحسن بشكل كبير، وتعددت أصناف القهوة،
اللاتيماتيوتو قهوة دوبيو وأنواع أخرى من القهوى، ومع ذلك لا يذهب
الفرد إلى هناك فقط للتمتع بمذاق البن. فإلى جانب المذاق الذي يسحر
سكان براغ وزوارها، هناك الدفء الذي يوفره هذا الملجأ بعد التجول في
شوارع براغ الساحرة.
"المكان هنا رائع كمتحف، الأضواء الخافتة التي تتدلى من ثريا
الكريستال، طاولات المرمر، وهذه الأقواس الرائعة بسقف المقهى، هذا
رائع، رائع للغاية " تهذي زائرة أمريكية. إنها تجلس للتو في مقهى
"إيفروبا" تحتسي فنجان قهوة وهي تستريح من جولة قادتها للتعرف على
فضاءات براغ الجميلة. ويظيف زوجها هنا أيضا قام الممثل طوم كروز ببعض
مشاهد فيلمه الشهير " مهمة مستحيلة" وفي الحقيقة صورت أهم مشاهد الفيلم
بالفندق المجاور للمقهى. المكان معروف لعشاق السينما كحي رئيسي لتاجرة
السلاح بالفيلم إياه، وحتى للزوار العاديين يبدو المكان كتحفة معمارية،
حيث الضوء الذي يتسلل عبر النوافذ المقوسة العالية، والذي يعكسه
المرايا الكبيرة الموجودة على جنبات المقهى. يزيد من جمال المكان الدرج
الدائري الذي يصل الطابقين الأول والثاني ببعضهما البعض وعبر الواجهة
يستطيع الزائر أن يتابع يوميات الشارع الرئيسي فينسلبلاتس. التجول عبر
شوارع براغ يجعلك وسط مقاهي عديدة ارتبطت بعدد من نجوم بداية القرن
العشرين. هذا مقهى اللوفر في اتجاه نهر المولداو بأسلوب آخر من البناء
والديكور القريب من ذوق الشباب، حيث البساطة في كل شيء تشد الزائر
وتأسره إلى ساعات متأخرة من الليل. هناك، لاتنتظرك المشروبات الساخنة و
أطباق المأكولات اللذيذة فقط، ولكن تجد نفسك أسيرا لفضاء الحديقة
المزينة بذوق القرون الوسطى. لك الاختيار بحديقة المقهى بين تصفح
الجرائد والمجلات العديدة أو لعب البلياردو. هنا سيدة بلباس البيزنس
غارقة في حاسوبها المحمول، فالربط مع شبكة الأنترنيت بالمجان.
وبالطاولة المجاورة رجلان بمعطفيهما الأنيقين يستمتعان باحتساء القهوة
ولربما الكأس الرابعة لكليهما، في حين أن جماعة من الزوار يتحلقون حول
طاولة الشطرنج في زاوية المقهى. كانت هذه المقهى المكان المفضل لكافكا
وألبير أنشطاين حين كان لوقت قصير أستاذ زائر بمدينة براغ سنة 1912. و
شهد المكان نفسه تأسيس فرع نادي القلم بجمهورية التشيك سنة 1925. لقد
كانت المقاهي ملاذا لمدة طويلة لعدد من المثقفين و سليلي البورجوازية،
كانت فضاءا للحديث الأدبي والثقافي والفني والسياسي أيضا. وكانت مقاهي
براغ شاهدة على ميلاد عدد من الجمعيات والنقابات في مجالات مختلفة.
كانت أيضا بمثابة عناوين خاصة لعدد من الكتاب والفنانين، يتلقون هناك
بريدهم الخاص. حتى أن المقاهي لعبت أيضا دورا تحرريا للنساء اللواتي
يقبلن عليها بكل حرية و اعتزاز بالنفس.
تعتبر مقهى " كافارنا اللوفر" أحد المقاهي التي عانت من نزق
الشيوعيين الذين حاولوا بكل قوتهم محو أثارها، و حاولوا تهديمها سنة
1948 و كتعبير على فرحتهم قاموا برمي كل الآثاث من النافذة، لأن المقهى
كانت في نظرهم رمزا للبورجوازية. وفي سنة 1992 تم تشييد مقهى جديد بنفس
المكان باسم آخر إلى أن استعاد اسم اللوفر من جديد.
مقهى " سلافيا" هو الآخر له تاريخ خاص به، يظهر إلى أي حد يتشبت
البراغيون بمقاهيهم. تقع المقهى على بعد أمتار من القنطرة الشهيرة
"كارلسبريكه" على حافة نهر المولداو، ومنها يمكن التمتع بمشهد بانورامي
لقلعة هرادجين المتواجدة على رأس الجبل. تتميز المقهى بديكور بسيط
وأنيق جدا، والصور تزين الحيطان الخشبية. ساعة كبيرة خضراء تزين البار.
وفي الزاوية هناك، آلة كانت تستعمل لاستخراج ذلك الشراب المعتق الذي
كان بمثابة الشراب المحبب لدى الجميع خصوصا الفنانين في عشرينيات القرن
الماضي، قبل أن يتم منعه. كانت مقهى "سلافيا" مكانا مقضل للفنانين،
بحكم تواجدها بالقرب من المسرح الوطني. وبها كان تلتقي أيضا المجموعة
الطلائعية" ديفيتسيل". و أهداها صاحب نوبل ياغوسلاف زايفرت قصيدة،
وكانت أيضا فضاءا دارت فيه أحداث رواية بكاملها للكاتب أوتا فيليب. و
بها توجد صورة أصلية للفنان إيغون إرفين كيش.
استطاعت مقهى "سلافيا" أن تصمد في وجه الشيوعيين ولو بمظاهر أقل
تبرجزا، وحظيت بشرف المكان الذي كان يتجمع فيه مفكرو وزعماء ربيع براغ،
وشارطا 77. ولا يزال الكاتب و الرئيس السابق لجمهورية التشيك فاكلافل
هافل أحد الرواد الأساسيين للمقهى لحد اليوم. وهو الذي ساهم في استرجاع
هذه المقهى، إذ كان اسمه من بين الأسماء الموقعة من أجل استرجاع المقهى
من يد الشركة الأمريكية التي اشترت عددا من المباني في إطار الخوصصة
التي ميزت البلاد بعد انهيار النظام الشيوعي. وبعد استرجاعها ظلت
المقهى مغلقة إلى حدود سنة 1987 إلى أن تظاهر سكان براغ في الشوارع
وفرضوا على سلطات البلدية إعادة فتحها. وبذلك استرجعت مقهى "سلافيا"
مكانتها كوجهة تقليدية ليس فقط للفنانين والكتاب والمثقفين، ولكن أيضا
للعائلات البراغية و جمهور كبير من الشباب. فمن الصعب أن يجد المرء
فيها مكانا خاليا خصوصا في نهاية الأسبوع. لقد ساد الاعتقاد قبل عقد من
الزمن أن هذا النوع من المقاهي فقد بريقه وأن لا مكان له ضمن مضاهر
الحداثة والعولمة التي بدات تزحف على البلد بفضل تحرير الاقتصاد
وانهيار الدولة البيروقراطية مما فتح المجال لظهور عدد من السلسلات
العالمية كـ "الماكدونالز" و "الكينتاكي" و سلسلة المقاهي العالمية
"ستاربوكس". كانت وقتها مقهى "سلافيا" لا تزال مغلقة. رغم هذا الزحف
للشركات العالمية للمقاهي، حافظت المقاهي الكلاسيكية على حيويتها
وعافيتها المعهودة وفي هذا السياق يرى الكاتب هاغالد زالفيلنه أنه رغم
جودة القهوة التي توفرها هذه الشركات العالمية ورغم الجو اللطيف لبعضها
إلا أن المقاهي المحلية لا تزال في كامل عنفوانها، و أن روادها ظلوا
وفيين لأجوائها ودفئها الذي لا يضاهى. نفس الشيء بالنسبة لمقهى
"كافارنا أوبيكني ديم" المتواجدة بقر البلدية بساحة الجمهورية والتي
تحضى بحضوة كبيرة لدى عشاق الثقافة والفن بفضل صالاتها الكبيرة المخصصة
لحفلات الكونسرت والمعارض الفنية. وتتميز بمعمار يتماشى وذوق الشباب،
تم اصلاحها بشكل جدري في عقد التسعينات. وهي مزيج بين المعمار القديم
والحديث. خاصية هذه المقهى أن روادها يحجون إليها بعد انتهاء العروض
الفنية للتلذذ بكأس من الشمبانيا أو كأس من الخمر الرفيع. لا تكاد تفقد
رواجها بفضل العروض الموسيقية التي تحيى بداخلها سواء عروض البيانو أو
الجاز أو الموسيقى الكلاسيكية. وكل سبت تحيي المقهى عروض للكمان، هنا
يجد جميع الرواد والزوار ملاذهم فحتى الذين لا تساعدهم ميزانيتهم للسهر
في أماكن مرتفعة الثمن يستطيعون هنا أن يجدوا ما يجعلهم يستمتعون بجو
المقهى الثقافي.
يمكن للمرء أن يحصي حوالي 15 مقهى من هذا النوع في مدينة براغ من
بينها "مقهى الشرق" وسط المدينة. ويعتبر المكان فريدا من نوعه لأنه
يعكس الفن التكعيبي سواء من الداخل أوالخارج: الواجهات، الأثات،
المصابيح حتى الشرفة أخذت شكلا تكعيبيا. ولقد فتحت المقهى أبوابها في
العشرينات من القرن من القرن الماضي، ولولا الصحون والكؤوس لظن المرء
أنه أمام معرض متواصل للفن التكعيبي. إلى جانب هذه المقاهي المتواجدة
وسط براغ، هناك العديد من المقاهي، مقاهي الروك والجاز التي تتوزع على
البلدات والقرى المجاورة لبراغ والتي يمكن أن تصل إلى ألف مقهى تقدم
أنشطة وبرامج للشباب والكهول. بعضها يسهل الوصول إليها والآخر توصي به
كراسات الارشاد السياحي.
بامكان المرء قضاء نهاية أسبوع بكامله متجولا بين مقاهي براغ
الجميلة، وبالامكان أيضا الاستمتاع بقلعة هرادجين، والممرات الذهبية و
كالرسبريكه، هذه القنطرة التي توفر للذي يستيقظ باكرا امكانية التمتع
بشروق الشمس، وبعدها يمكن زيارة أول مقهى شيد على حافة نهر المولداو
سنة 1741 على يد عطا الله الدمشقي المنحدر من أصول سورية أرمينية.
وهناك يمكن اقتناء بعض الأشياء الجميلة كذكريات من براغ المدينة
الساحرة ومقاهيها الجميلة. |