اسرائيل تُنهي مجزرة جديدة في فلسطين

شبكة النبأ: انسحب الجيش الاسرائيلي صباح الاثنين من مناطق كان قد توغل فيها بشمال قطاع غزة في اطار عملية اوقعت 121 قتيلا منذ فجر الاربعاء الماضي بحسب مصادر طبية فلسطينية، وتسببت بأضرار كبرى في البنى التحتية للقطاع موجهةً ضربة قاصمة لعملية السلام الهشة مع الفلسطينيين.

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس، ان الدبابات والاليات المدرعة الاسرائيلية انسحبت من غالبية المناطق في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة وبلدة جباليا باتجاه المناطق الحدودية.

واوضح الشهود ان الاف الفلسطينين اندفعوا باتجاه المناطق التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي حيث خلفت الدبابات دمارا كبيرا طال المنازل والبنى التحتية بما في ذلك الطرقات والازقة.

من جهته اعلن متحدث عسكري اسرائيلي صباح الاثنين لوكالة فرانس برس ان العملية التي يشنها الجيش منذ السبت في غزة "على وشك الانتهاء". وقال: ان العملية على وشك الانتهاء لقد عادت كل قواتنا تقريبا الى إسرائيل.

وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان العملية التي اطلق عليها اسم "الشتاء الحار" انتهت بالواقع.

وكان الجيش الإسرائيلي واصل الأحد وليل الاثنين هجوما داميا اطلقه السبت بهدف وقف او على الاقل خفض اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل. وقتل جنديان اسرائيليان في العملية.

وقتل ناشط فلسطيني واصيب اثنان اخران في قصف اسرائيلي الاثنين على شمال قطاع غزة. كما توفي اربعة ناشطين الاثنين كانوا اصيبوا في العمليات في جباليا ليرتفع معهم اجمالي عدد قتلى العملية العكسرية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الاربعاء الى 121.

وكان مصدر مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة الاثنين ان اجمالي عدد قتلى العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الاربعاء بلغ 116 قتيلا فلسطينيا و350 جريحا.

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لوكالة فرانس برس: ان اجمالي عدد الشهداء بعد خمسة ايام من العملية الاسرائيلية والانسحاب 116 شهيدا فلسطينيا وما يزيد عن 350 جريحا. 

من جانب آخر أعلن الناطق العسكري الاسرائيلي ان العملية كان هدفها ضرب البنى التحتية "للمجموعات الارهابية" التي تطلق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية. واشار الى تدمير القوات البرية والجوية لعدد من ورشات صنع الصواريخ ومصادرة كميات كبرى من الاسلحة.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن: ان هدف العملية المتمثل بوقف اطلاق الصواريخ لن يتحقق في اليومين المقبلين سنواصل تحركنا وعلينا تحضير انفسنا لتصعيد، مضيفا ان حماس "ستدفع ثمن تدهور الوضع".

ورغم الهجوم الاسرائيلي الواسع سقط 24 صاروخا الاحد على جنوب اسرائيل. واشارت الشرطة الى سقوط جريح مضيفة ان صاروخا اخر سقط في منزل في عسقلان بجنوب اسرائيل.

انتصار حماس عقب وقف العمليات!!؟

وكعادتها أعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) النصر بعد أن انسحبت القوات الاٍسرائيلية من قطاع غزة عقب نداءات من واشنطن لانهاء قتال استمر أياما لاقى خلالها أكثر من مئة فلسطيني حتفهم.

وجاء الانسحاب قبل زيارة ستقوم بها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس للمنطقة تستمر يومين. ورايس من القوى المحركة لعملية السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي لم تحقق حتى الان تقدما يذكر.

وقال اسماعيل هنية القيادي بحماس في بيان، ان دماء أطفال غزة حققت النصر وان الاحتلال سيزول.

وتعهدت حماس التي انتزعت السيطرة على قطاع غزة من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في يونيو حزيران بمواصلة اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وأطلقت صاروخا على مدينة عسقلان الجنوبية بعد فترة قصيرة من انسحاب الجنود مما أدى الى اصابة شخص.

وقال أولمرت في تصريحات بثتها الاذاعة: لسنا راغبين في اظهار تسامح.. وهذا هو كل شيء سنرد. بحسب رويترز.

وعقب الانسحاب قال المفاوض الفلسطيني البارز صائب عريقات ان المحادثات التي تأمل واشنطن في ان تتمخض عن اتفاق لاقامة دولة فلسطينية بنهاية العام ستظل مجمدة الان.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان المحادثات مع رايس ستركز على الاحداث في غزة وسيدعوها زعماء فلسطينيون للضغط على اسرائيل من أجل انهاء العمليات العسكرية هناك.

وفي تصريحات لصحفيين دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لارسال قوة حفظ سلام دولية لقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. بحسب رويترز.

وفي حديث أمام حزبه الوسطي كديما عبر اولمرت عن امله في ان تستمر المحادثات مع عباس، لكن تحت اي ظروف فلن نتحلى بضبط النفس في وجه ارهاب من غزة.

وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني للدبلوماسيين الاجانب في القدس ان الهجمات الصاروخية لحماس على المدن الاسرائيلية ترقي مرتبة الى العقاب الجماعي الذي لن نقبله ولن تكون هناك حكومة في العالم مستعدة لقبوله.

وفجرت أعمال العنف في غزة احتجاجات مناهضة لاسرائيل في الضفة الغربية وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان مستوطنا يهوديا قتل بالرصاص فلسطينيا يبلغ من العمر 17 عاما يوم الاثنين في رام الله بعد تعرضه لهجوم من مجموعة من الفلسطينيين كانوا يرمون الحجارة.

وتقول حماس انها تطلق الصواريخ دفاعا عن النفس وانها ستتوقف عن ذلك اذا أوقفت اسرائيل كل نشاطها العسكري في غزة والضفة الغربية المحتلة وأنهت حصارها لقطاع غزة.

دمار وخراب كامل بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي

استفاقت حنان عبد ربه على حجم الدمار والخراب الذي اصاب بلدتها جباليا (شمال قطاع غزة) بعدما اضطرت للبقاء مع نحو سبعين من افراد عائلتها وبينهم جريحان في غرفة واحدة طيلة يومين بسبب الهجوم الاسرائيلي.

وتقول حنان (34 عاما) ان الجيش الاسرائيلي: سجن جميع افراد العائلة ال67 في غرفة واحدة. وتتابع هذه المراة التي اخذت تتفقد حاجيات اطفالها في المنزل الذي دمر جزئيا، منعونا من الطعام والشراب توسلت للجنود إحضار حليب لابني الطفل من المطبخ المجاور لكنهم منعوني. قضينا ليلتين قاسيتين.

وكان من بين المحتجزين في الغرفة جريحان هما رامي عبد ربه (23 عاما) ومحمود صالح (21 عاما) حيث نقلت سيارة اسعاف الجريحين للمستشفى الاثنين وهما في حالة خطرة بعدما نزفا لاكثر من يوم.

اما مرفت ابو شباك فانتابتها حالة هستيريا بعدما علمت صباح الاثنين لدى عودتها لمنزلها ان ابنها اياد (13 عاما) وشقيقته جاكلين (16 عاما) "شهيدان" وليس جريحين كما كانت تظن. ولا زالت اثار دماء على جدران منزلهما القديم والذي امه مئات المعزين.

ويقول نبيل احد افرد العائلة: ان مأساة مرفت كبيرة لانها علمت بشهادة ابنيها بينما زوجها محمد (ابو شباك الضابط في الامن الوقائي) بعيد عنها، حيث يقيم في رام الله بالضفة الغربية اثر سيطرة حماس على قطاع غزة.

وحولت الجرافات العسكرية عددا من المنازل الى ركام حيث دمر الجيش الاسرائيلي كليا او جزئيا اكثر من ثلاثين منزل في جباليا.

ولم يسلم مسجد "صلاح الدين" وسط البلدة من الدمار الكبير وعلى سجادات الصلاة اثار احذية وبقع دم ومصاحف ممزقة فيما تكسر زجاج النوافذ وتحطم باب المسجد الرئيسي بعد ان اصابته قذيفة اسرائيلية. بحسب (ا ف ب).

وباتت بساتين الحمضيات والزيتون مناطق جرداء وكانها لم تكن مزروعة بعد تجريفها وبقيت اعمدة الكهرباء والهاتف المحطمة ملقاة بعرض الطرقات وشبكات المياه مقطوعة.

ويقول محمد القرم: كنا لا نستطيع النظر من النوافذ لكننا سمعنا عشرات الانفجارات الهائلة واشتباكات عنيفة وصراخ جنود اسرائيليين جرحى بسبب العبوات المزروعة من المقاومين قبل التوغل.

ولا تتوقف الحاجة عايشة عبد ربه البالغة 82 عاما من العمر عن البكاء وهي تجلس على باب منزلها شبه المدمر وترفع يديها الى السماء قائلة: ما لنا الا الله. عمري ما رايت مثل هذه المجازر..انها نكبة جديدة.

وفي منطقة "تل الزعتر" المطلة على جبل الكاشف شرق جباليا سقط صاروخ من طراز ارض ارض اصاب ثلاثة مقاتلين فلسطينيين بجروح خطيرة وبعد اقل من ساعتين على سحب الاليات المدرعة فيما واصلت المجموعات المسلحة اطلاق الصواريخ المحلية تجاه البلدات الاسرائيلية.

أوباما وهيلاري أدانوا العمليات التي أطالت المدنين

وَدَعت الولايات المتحدة الى وضع نهاية للاشتباكات بين اسرائيل والفلسطينيين فيما أكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خطط زيارة المنطقة هذا الاسبوع.

وأثيرت القضية أيضا في الحملة الانتخابية الرئاسية الامريكية وقال المرشحان الديمقراطيان باراك أوباما وهيلاري كلينتون ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها وانحيا باللائمة في اعمال العنف على حركة المقاومة الاسلامية (حماس). بحسب ا ف ب.

ودعا اوباما اسرائيل الى محاولة تقليل حجم الخسائر بين المدنيين في حين اعربت كلينتون عن اسفها لقرار عباس بتعليق المحادثات وقالت انه على ادارة بوش بذل المزيد للضغط دوليا على حماس كي توقف هجماتها الصاروخية على اسرائيل.

وقال اوباما، ان العنف في غزة نتيجة لقرار حماس شن هجمات صاروخية على مدنيين اسرائيليين. واسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها.

وأضاف مازلت قلقا للغاية بشأن مصير المدنيين وأدعو اسرائيل لبذل قصارى جهدها من أجل تجنب سقوط قتلى من المدنيين وأن تبقي تركيزها على حماس التي تتحمل المسؤولية عن هذه الأحداث.

وكان بيان كلينتون مماثلا وقالت، اشعر بأسف وأدين هجمات حماس الصاروخية على جنوب اسرائيل بما في ذلك مدينة عسقلان. اسرائيل لها الحق في الدفاع عن مواطنيها.

وقالت واشنطن انها تأمل ان تؤدي المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية الى قيام دولة فلسطينية قبل انتهاء ولاية الرئيس الامريكي جورج بوش في يناير كانون الثاني 2009.

دعوة من دولة عربية لاستضافة حوار إسرائيلي حمساوي

من جهة اخرى كشف رئيس حزب ميرتس اليساري الاسرائيلي أن دولةً عربية عرضت عليه استضافة مؤتمر بين حركة حماس التي تتولى زمام الأمور في غزة و بين دولة الاحتلال قبل اندلاع الأحداث في غزة.

وقال بيلن الذي شغل منصب وزير الخارجية الاسرائيلي سابقاً، لـ اذاعة الجيش الاسرائيلي، ان قطر عرضت علي قبل المواجهة الحالية بين الجيش وحماس استضافة مؤتمر اسرائيليـ حمساوي للتوصل لاتفاق لوقف النار. بحسب الوطن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 5 آذار/2008 - 26/صفر/1429